كلمة هرطقة هي كلمة يونانية "αίρεσις - Hairesis" من الفعل "haireomai- αἱρέομαι"، ويعني "يختار – choose"، ومعناها اختيار، وقد استخدمت للتعبير عن المدارس الفكرية الهيلينية، اليونانية، كما استخدمت في العهد الجديد بمعنى "شيعه، مذهب، بدعة" وذلك للتعبير عن الجماعات اليهودية مثل "شيعة (αίρεσις) الصدوقيين" (أع17:5) و"مذهب (αίρέσεως) الفريسيين" (أع5:15؛ أنظرأع5:26). وقد استخدمها المؤرخ والكاهن اليهودي يوسيفوس المعاصر لتلاميذ المسيح (35-100م) بهذا المعنى والوصف وطبقها على المذاهب اليهودية التي كانت سائدة في عصره وهي الفريسيين والصدوقيين والآثينيين (1). كما استخدمت من وجهة نظر اليهود لوصف الجماعة المسيحية في أيامها الأولى والتي نُظروا إليها كجماعة خارجة من اليهودية ومن ثم دُعيت بـ"الطريق الذي يقال له شيعة (αίρεσιν)" (أع14:24) و"مذهب (αίρέσεως) يقاوم في كل مكان" (أع22:28)، كما وُصف القديس بولس بـ"مقدام شيعة (αίρέσεως) الناصريين" (أع5:24).
واستخدمت في الكنيسة الأولى بمعنى "بدعة (بدع αίρεσεις)" (غل20:5)، لوصف الجماعات التي خرجت عن التسليم الرسولي وتعاليم الكنيسة "الإيمان المسلّم مرة للقديسين" (يه3)، والذين وُصفوا بأصحاب "البدع (αίρεσεις)" (1 كو19:11)، والذين يقول عنهم القديس بطرس أنهم معلمون كذبة "الذين يدسّون بدع (αίρεσεις) هلاك وإذ هم ينكرون الرب الذي اشتراهم يجلبون على أنفسهم هلاكا سريعا" (2بط1:2).
وشاع بعد ذلك تعبير هراطقة للتعبير عن أصحاب البدع والهرطقات التي خرجت عن المسيحية وصار لهم فكرهم الخاص. وقد استخدم القديس إيريناؤس هذه التعبير بكثرة عن أصحاب البدع والهرطقات الذين خرجوا عن التعليم المسيحي المسلم مرة من الرب يسوع المسيح نفسه للرسل وخلفائهم في تسلسل رسولي كان معروفا للجميع، وأدعى هؤلاء الهراطقة لأنفسهم كتبًا سرية نسبوها للرسل وزعموا أن المسيح أعطاها لكل واحد منهم، ممن نسبوا لهم أناجيل أو رؤى أو أعمال، سرًا!!! ورد عليهم في كتابه ضد الهرطقات (Contra Haereses - Against Heresies)، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى. ويقول العلامة ترتليان (155-220 م.) "لأنهم هراطقة فلا يمكن أن يكونوا مسيحيين حقيقيين لأنهم حصلوا على ما أتبعوه ليس من المسيح بل باختيارهم الخاص، ومن هذا السعي جلبوا على أنفسهم وقبلوا اسم هراطقة. وهكذا فلكونهم غير مسيحيين لم ينالوا أي حق في الأسفار المسيحية المقدسة؟ ومن العدل أن نقول لهم "من أنتم؟ من أين ومتى جئتم؟ ولأنكم لستم منا ماذا تفعلون بما هو لنا؟ حقًا، بأي حق يا مركيون تقطع خشبي؟ ومن الذي سمح لك يا فالنتينوس أن تحول مجاري نبعي؟" (2).
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/bhb8pc6