شهادة آباء الكنيسة فيما بين 120-170 م. لوحي الإنجيل وقانونيته:
وفى بداية القرن الثاني، وبعد انتقال القديس يوحنا أخر الرسل وأخر شهود العيان للمسيح كان هناك بعض تلاميذ الرسل من أمثال بابياس لا يزالون أحياء وشهودًا لوحي الإنجيل وقداسة أسفار العهد الجديد وانتقاله وانتشاره في كل البلاد بكثرة وبكل دقة وأمانة. كما كان هناك كثيرون من تلاميذ الآباء الرسوليين مثل يوستينوس والذين مثلوا الاستمرار الطبيعي لسلسلة الشهود التي بدأت بتلاميذ المسيح وامتدت في تلاميذهم واستمرت في تلاميذ تلاميذهم. وكان القرن الثاني الميلادي غنى جدًا بهؤلاء، فقد شهد أوله تلاميذ الرسل وشهد آخره تلاميذ تلاميذ الرسل وخلفاؤهم والذين كان لهم أيضًا تلاميذ وخلفاء امتدوا واستمروا في القرن الثالث من أمثال إكليمندس الإسكندري. وهؤلاء جميعًا كانوا شهودًا أمناء "للإنجيل الشفوي والمكتوب".
وقد شهد القرن الثاني الميلادي، خاصة الفترة من 120-170م وما بعدها انتشارًا واسعًا للمسيحية في بلاد كثيرة، هذا الانتشار عبر عنه يوستينوس الشهيد (100-165م) في بداية تلك الفترة بقوله "لا توجد سلالة واحدة من البشر سواء كانت بربر أو إغريق، سواء كانت ساكنة خيام أو بدو متجولين بينها مصلين ومقدمي قرابين شكر لا يقدمون صلواتهم باسم يسوع المصلوب (84)". (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). كما عبر عنه العلامة ترتليان (145-220 م.) في أواخر تلك الفترة بقوله في الدفاع الذي أرسله للإمبراطور الروماني وحكم الإمبراطورية "نحن نملأ كل مكان بينكم المدن والجزر والحصون والقرى والأسواق والمعسكر والقبائل والجماعات والقصر ومجلس الشيوخ والساحة العامة، ولم نترك لكم شيئًا سوى معابد آلهتكم (85)" هذا الانتشار تبعه انتشار واسع للإنجيل المكتوب فقد كان من الضروري أن يكون لدى هذه الفئات والجماعات نسخًا كثيرة جدًا تفي بحاجة هذه الجماعات في كل البلاد والشعوب وتفي بحاجة الكنائس التي تأسست فيها للإنجيل المكتوب وكل أسفار العهد الجديد، وذلك إلى جانب حصول كثير من قادة هذه الجماعات من أساقفة وقسوس وشمامسة وفضلًا عن القادرين من الشعب على نسخ كثيرة أيضا. وهذا يبرهن على أن نسخ الإنجيل انتشرت في تلك الفترة لا بالمئات فقط ولا بالألوف فقط بل بعشرات الألوف، وذلك تحت عناية وإرشاد الروح القدس وأمام وتحت إشراف تلاميذ الرسل وخلفائهم.
هذه الفترة أيضًا شهدت تجمع أسفار العهد الجديد في مجموعات رئيسية مثل تجمع الإنجيل بأوجهه الأربعة معًا ورسائل بولس، التي كان لها السبق في ذلك، معًا، وسفر الأعمال والرسائل الجامعة معًا، وهكذا.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/8hn9mwx