ما سبق هو بمثابة مقدمة، ندخل الآن في محتوى الموضوع نفسه ولن نتبحر كثيرًا، إذ أنك بمجرد أن ترى موضع أو اثنين أو ثلاثة ستنفض هذا الأمر جانبًا وتعلم أنه لا أساس له من الصحة.
سؤال:
لماذا رفضت الكنيسة هذا الكتاب؟ وما هي البراهين والأدلة التي تدل على عدم صحته؟
الإجابة:
رفضت الكنيسة هذا الكتاب لأنه ينكر صلب السيد المسيح وبالتالي ينكر قيامته المجيدة من الأموات، كما أنه ينكر ألوهية السيد المسيح، وهذه هي العقائد الأساسية في المسيحية. لأن الفادي والمخلص لابد أن يكون هو الله نفسه الذي حرر البشرية وخلقها من جديد، الذي دمر الجحيم وهزم الشيطان، الذي سحق الموت وأباد سلطانه.
يقول إنجيل يوحنا "وَالْكَلِمَةُ صَارَ جَسَدًا وَحَلَّ بَيْنَنَا وَرَأَيْنَا مَجْدَهُ مَجْدًا كَمَا لِوَحِيدٍ مِنَ الآبِ مَمْلُوءًا نِعْمَةً وَحَقًّا" (يو1: 15). الابن هو النور الذي يولد من النور، وولادته من الآب هي مثل ولادة الشعاع من النور الأصلي، ومثل ولادة الفكر من العقل. فكلمة الله المولود من الآب هو نفسه تجسد من العذراء في ملء الزمان. هو مولود من الآب فوق الزمان، وتجسد من العذراء مريم في ملء الزمان "لَمَّا جَاءَ مِلْءُ الزَّمَانِ، أَرْسَلَ اللهُ ابْنَهُ مَوْلُودًا مِنِ امْرَأَةٍ، مَوْلُودًا تَحْتَ النَّامُوسِ" (غل 4 : 4) (اقرأ مقالًا آخرًا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات). هو ابن الله لأنه مولود من الآب قبل كل الدهور.
كل هذه الحقائق قد أنكرها إنجيل برنابا، وادّعى أن الذي صُلب هو يهوذا الإسخريوطي بعدما ألقى الله شَبَه المسيح عليه، وأن التلاميذ كلهم الذين كانوا موجودين في وقت القبض على السيد المسيح ظنوا أن المسيح هو الذي قُبض عليه ما عدا بطرس.
وقال كاتب هذا الكتاب أيضًا أن عزرائيل الملاك كان أحد الملائكة الذين حملوا السيد المسيح من الشباك الذي كان بالحجرة التي كانت بجوار بستان جثسيماني وصعد به إلى السماء، والقبض تم على يهوذا الذي كان قد جاء مع الجنود القادمين للقبض على السيد المسيح.
لكن، إن كان كاتب هذا الكتاب المزيف يقول أن التلاميذ كلهم، ماعدا بطرس، ظنوا أن الذي قُبض عليه هو السيد المسيح، أي أن بطرس كان هو الوحيد الذي يعرف الحقيقة، فلماذا لم يتكلم بطرس حينئذ؟ مع العلم أن بطرس هذا كان هو أول تلميذ اختاره السيد المسيح.
ثم من يكون عزرائيل هذا الذي يحمل المسيح ويصعد به إلى السماء؟!
إن الكنيسة المقدسة ترفض كل ما هو ضد العقيدة المسيحية، والأناجيل الحقيقية أكدت أن المسيح قد صُلب، وأن المسيح قد قام، وأن المسيح هو كلمة الله المتجسد..
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/d3qwbxm