أجمع العلماء ومن درسوا هذا الكتاب الأبوكريفي المنحول على أن هذا الكتاب، الموجود بأيدينا الآن، أو الذي تكلم عنه القديس إيريناؤس، لم يكتب قبل سنة 150 م.، أي بعد موت يهوذا بحوالي 120 سنة، فقد مات يهوذا بحسب ما ذكرت الأناجيل القانونية الموحى بها في نفس الليلة التي قُبض فيها على المسيح، أو في نفس اليوم الذي صلب فيه المسيح، كما يلمح إنجيل يهوذا المنحول نفسه لذلك، حيث يقول: "ولكنك ستحزن كثيرًا، لأن آخر سيحل محلك "، وهنا تلميح لاختيار متياس الرسول عوضًا عنه بعد موته (أع1: 26)، ويقول أيضًا: "ستكون أنت الثالث عشر, وستكون ملعونًا من الأجيال الأخرى "، إشارة إلى كونه الخائن الذي باع المسيح وموته، وأنه لن يعيش ليدافع عن نفسه. بل وجاء في ما نشر من مقتطفات مستقلة: "في الحقيقة فالإنسان الذي يحملني، هل هو أنت يا يهوذا؟ ستضحي. الآن الكل.. ازددت وجسدك الأرضي مات واحترق نجمك ويكون قلبك".
كما كُتب بعد انتقال جميع تلاميذ المسيح من العالم بعشرات السنين علمًا بأن الأناجيل الأربعة الموحى بها كتب ثلاثة منها (متى ومرقس ولوقا) فيما بين سنة 50 و62 م. والرابع (يوحنا) حوالي سنة 95 م. (اقرأ مقالًا آخرًا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات). أما هذا الكتاب المكتشف باللغة القبطية، والذي يرجع لنهاية القرن الثالث الميلادي أو بداية الرابع، فلا يعرف العلماء، ولا يوجد دليل يؤكد، أنه كان هو نفسه الذي تكلم عنه القديس إيريناؤس أم لا، أم أنه نسخة مطولة عنه!! لا يوجد دليل على الإطلاق. فلا توجد له إلا مخطوطة واحدة على عكس الأناجيل القانونية التي يوجد منها آلاف المخطوطات، سواء الجزئية أو الكاملة. وفي كل الأحوال فمن المستحيل، كما يجمع العلماء، أن يكون يهوذا هو كاتبه أو أي أحد له صلة به على الإطلاق!! إنما هو نتاج فكر جماعة من جماعات الغنوسية التي انتشرت فيما بين القرن الثاني الميلادي والقرن الخامس واندثرت بعد ذلك بسبب فكرها وعقائدها وصعوبة فهمها!!
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/qqa9f4j