الأمثال هي أقوال مختصرة توضح قوانين السلوك ونتائجه على نوع مؤثر. ولكل شعب أمثال عديدة تظهر خصائص ذلك الشعب وحكمته وجهالته وعواطفه وهزلياته (عد 23: 18؛ 24: 3؛ 1 صم 10 : 12؛ 24: 13؛ 2 أخبار 7: 20؛ حز 20: 49؛ مت 24: 32).
سنحاول هنا تصنيف هذه الأمثال، وتقديم لمحة موجزة عن مرماها. ويتراوح عدد الأمثال التي ذكرها الرب يسوع المسيح في الأناجيل ما بين 50 إلي 60 مثلًا أو أكثر، وذلك حسب تفسير كلمة مثل، فالبعض يعدون بينها أشباه الأمثال التي لم توصف صراحة بأنها مثل. وسنتناول هنا 52 مثلًا تحت تسعة أقسام. عِلمًا بأن بعض الأمثال يمكن وضعها في أكثر من قسم. ولن نذكر المثل نفسه في كل حالة، ولكننا سنكتفي بالإشارة إليه مع ذكر موجز لتفسيره -كما سبق القول- مع ذكر الشاهد ليستطيع القارئ المتابعة، وكتابه المقدس مفتوح بين يديه.
(أ) طبيعة الرسالة: وتشمل هذه الأمثال، مثل الثوب العتيق والزقاق العتيقة (مت 9: 16، 17؛ مرقس 2: 21، 22؛ لو 5: 36- 38). فالرقعة الجديدة لم تنكمش بعد، وعندما يُرقع بها ثوب عتيق، فإنها عندما تنكمش تمزق الثوب العتيق الذي كان قد بلغ مداه في الانكماش. كما أن وضع خمر جديدة في زقاق عتيقة لم تعد تقبل تمددًا جديدًا، فإن الخمر الجديدة عندما تختمر وتنتفخ، تجعل الزقاق تنشق والخمر تتلف.
ومرمي هذا المثل هو أن المسيح قد جاء برسالة جديدة، هي رسالة النعمة التي تختلف عن نظام الناموس القديم، وهذه الرسالة الجديدة تستلزم مفهوماَ جديدًا.
(ب) نشر الرسالة: مثل الزارع (مت 13: 3- 9، 18- 23؛ مرقس 4: 1- 9، 13- 20؛ لو 8: 4- 15). وقد ذكر الرب أن البذار هي البشارة بالملكوت، وقد وقعت علي أنواع مختلفة من التربة، وجاءت بنتائج متباينة، فغالبية الناس -لسبب أو لآخر- لم يقبلوا حق الله ليخلصوا.
(ج) نمو الحق (الملكوت) في العالم: (1) مثل البذار التي تنمو سرًّا (مر 4: 26- 29) وهي تصف النمو التدريجي الذي لا يكاد يُحس، لملكوت الله في العالم.
(1) حبة الخردل (مت 13: 31، 32؛ مر 4: 30- 32؛ لو 13: 18، 19)، وتمثل النمو السريع غير المتوقع للملكوت، فرغم أن حبة الخردل صغيرة، لكنها تنمو بسرعة إلي ارتفاع كبير (قد يصل في فلسطين إلي 12 أو 15 قدمًا أو أكثر).
(د)الفساد الذي يصيب الرسالة وعمل الله: (1) مثل الخميرة (مت 13: 33؛ لو 13: 20، 21). والخميرة تشير عادة في الكتاب المقدس إلي الشر، فيكون المرمي من المثل هو تسرب الفساد إلي تعليم الملكوت، بدخول التعاليم الزائفة والهرطقات، وإن كان البعض يرون أن المقصود في المثل هو أن حق الإنجيل سيخترق المجتمع الشرير.
(2) مثل الزرع الجيد والزوان (مت 13: 24- 30، 36-43)، ويرمي هذا المثل إلي أن الشيطان يحاول علي الدوام أن يزيف الإنجيل بديانته الباطلة. ونجدهما ينميان معًا في عالم المسيحية الاسمية حيث نجد مجرد المعترفين والمؤمنين الحقيقيين، ولكن ستفصل بينهما الدينونة.
(1)، (2)، (3)- الخروف الضال، والدرهم المفقود، والابن الضال (لو 15). والهدف من الأمثال الثلاثة هو الرد علي الفريسيين الذين انتقدوه لمخالطته العشارين والخطاة، لأنهم أرادوا أن يبرروا أنفسهم أمام الناس. فمن الواضح أن الرب يسوع شبَّه الفريسيين الذين كانوا يظنون أنهم في أمان، بالتسعة والتسعين خروفًا، وبالدراهم التسعة، وبالابن الأكبر، وأنه أهتم بالعشارين والخطاة (الخروف الضال، والدرهم المفقود، والابن الضال) الذين شعروا بحاجتهم إلي المخلص.
(4) مثل الفريسي والعشار (لو 18: 9- 14)، وهنا أيضًا يوبخ الرب يسوع الفريسيين المتكلين علي برهم الذاتي. أما العشار فقد "نزل إلي بيته مبررًا" لأنه تقدم إلي الله في تواضع وانكسار مدركًا بأنه خاطيء لا يتكل علي شيء فيه، بل علي التدبير الإلهي.
(5) مثل الابنين اللذين طلب منهما أبوهما أن يذهبا للعمل في كرمه (مت 21: 28- 32)، فالأول يمثل العشارين والزواني، الذين لم يتجاوبوا مع دعوة يوحنا المعمدان، ولكنهم أخيرًا تابوا وآمنوا. أما الابن الثاني فيمثل رؤساء الكهنة والشيوخ والناس المتدينين، الذين لم يؤمنوا حقيقة بدعوة يوحنا المعمدان.
(6) ، (7)- الكنز المخفي واللؤلؤة كثيرة الثمن (مت 13: 44- 46) لإيضاح قيمة المؤمنين الذين اشتراهم المسيح بدمه. ولابد أن الحقل يمثل العالم كما هو في المثلين الأولين المذكورين في الأصحاح الثالث عشر من إنجيل متي. والإنسان الذي باع ما كان له ليشتري الحقل بالكنز الذي فيه، والتاجر الذي اشترى اللؤلؤة الكثيرة الثمن، ليس إلا الرب يسوع المسيح نفسه، الذي بذل نفسه ليكفر عن خطايا كل العالم. ففي وسط عالم الخطاة، يوجد من سيؤمنون به، وهؤلاء هم الكنز واللؤلؤة.
(8) مثل عُرْس ابن الملك (مت 22: 1- 14)، يحدثنا عن القادة الدينيين الذين رفضوا دعوة الملك مما أدي إلي تحول الله عن اليهود إلي الأمم، ثم يحدثنا عن الأمم الذين تجاسروا علي المثول في حضرة الملك دون أن تكون عليهم ثياب العُرْس- أي ثياب البر.
(9) مثل العشاء العظيم (لو 14: 16- 24)، وهو شبيه في طبيعته بالمثل السبق. ويشمل هذا المثل ثلاث فئات: الذين وصلتهم الدعوة في البداية ورفضوها، ثم المساكين والجدع والعرج والعمي، ثم أولئك الذين في شوارع المدينة وأزقتها. ويبدو أن الفريق الأول يمثل الكتبة والفريسيين. أما الفريقان الثاني والثالث فيمثلان العشارين والخطاة من اليهود، ثم الأمم (علي الترتيب).
(10) ، (11)- مثل شجرة التين العقيمة (لو 13: 6- 9)، ومثل الباب الضيق والباب المغلق (لو 13: 23- 30)، ويشيران إلي خلاص الله ودينونتة لمن لا يقبلون نعمته.
(12) ، (13)- باب الخراف (يو 10: 1- 10)، والراعي الصالح (يو 10: 11- 18، 25- 30). والمثل الأول يشير إلي أن الرب يسوع المسيح هو الطريق الوحيد ليصبح الإنسان عضوًا في العائلة الروحية الجديدة (الرعية أو القطيع)، فالذين يرفضون الدخول من هذا الباب (مثل الفريسيين) ويحاولون الحصول علي الخلاص عن طريق برهم الذاتي، إنما هم من السرَّاق واللصوص وليسوا من القطيع. والرب يسوع المسيح كالراعي الصالح، بذل نفسه عن خرافه، وهو يدعو خرافه الخاصة من بين الأمم واليهود، ويجعل منهم رعية واحدة (وليس حظيرة واحدة).
(14) و (15)- النجاسة من الخارج (مت 12: 43- 45؛ لو 11: 24- 26)، ومن الداخل، ففي هذين المثلين، أوضح الرب يسوع أنه لا يوجد حل وسط بين قبول المخلص ورفضه. ففي المثل الأول ترك روح شرير إنسانًا، ثم بعد قليل إذ وجد الإنسان بدون دفاعات أدبية كافية، عاد ودخل إلي حياة ذلك الإنسان ومعه سبعة أرواح شريرة أخري. وهكذا نري أنه لا يكفي أن يحيا الإنسان حياة صالحة -أن يكون سلبيًا من جهة الشر- بل يجب أن يمتليء بالصلاح، يجب أن يكون لديه بر إيجابي، الذي لا يمكن أن يوجد إلا بالمسيح وحده. وفي المثل الثاني، نجد أن سبب المشكلة لم يكن من الخارج بل من الداخل، فليس علي الإنسان أن يقاوم عمل الأرواح الشريرة فحسب، بل هو نفسه ذو طبيعة ساقطة في ذاته، فقلبه أخدع من كل شيء وهو نجيس (إرميا 17: 9) فهو مصدر كل أنواع النجاسة.
(16) الاستنارة الداخلية (مت 6: 22، 23؛ لو 11: 34- 36). كما أن العين هي سراج الجسد الطبيعية، فللروح أيضًا عينها، فالذين لم تظلم بصائرهم الروحية بالتمادي في الشر، يدركون أهمية ما يحيط بهم من تطورات روحية، لأنهم ينتمون للمخلص.
(17) يصور الرب يسوع بالطريقتين (مت 7: 13، 14) المسارين المتناقضين المفتوحين أمام الإنسان في هذه الحياة.
(18) مثل البنائين (مت 7: 24- 27؛ لو 6: 46- 49)، فهناك نوعين من البنائين، فالعقلاء منهم هم الذين يبنون حياتهم علي أساس الإيمان الراسخ في المسيح، أما الحمقي فيحاولون بناء حياتهم علي غير هذا الأساس الراسخ من الإيمان بالمسيح.
يوجد علي الأقل مثلان يعالجان هذا الموضع، هما: مثل الكرامين الأشرار (مت 21: 33- 41؛ مر 12: 1- 9؛ لو 20: 9- 16)، ومثل الحجر المرفوض (مت 21: 42- 46؛ مر 12: 10، 11؛ لو 20: 17- 19).
ففي المثل الأول، يشبه المسيح أعداءه بكرامين أبوا القيام بمسئوليتهم في حفظ الكرم (شعب إسرائيل) لصاحبه (الله)- بل- في الحقيقة- أساءوا معاملة العبيد (الأنبياء) الذين أرسلهم صاحب الكرم.
وأخيرًا أرسل إليهم ابنه (الرب يسوع المسيح) فقتلوه، ولذلك، فإن الله سيهلكهم. وفي المثل الثاني، يبدو الفريسيون كبنائين رفضوا حجرًا معينًا (الرب يسوع المسيح)، والقوه بعيدًا، علي أساس أنه لا يصلح للبناء الذي كانوا يقيمونه. ولكن هذا الحجر صار رأس الزاوية، كما صار سلاحًا قويًا في يد الله للقضاء علي المقاومين للمسيا.
إن الذين بالإيمان قد اتكلوا علي عمل المسيح واختبروا الولادة الجديدة، صار لهم امتياز الشركة مع الآب والابن، وستجد المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام المقالات والكتب الأخرى. قد عبَّر الرب يسوع المسيح عن ذلك في عدة أمثال:
(أ) الصلاة: فهناك مثلان عن الصلاة: الصديق اللحوح (لو 11: 5- 8)، والقاضي الظالم (لو 18: 1- 8). وكلا المثلين يوضحان أن الله لا بُد أن يستمع لأولاده، ولكن يجب أن تكون الصلاة بلجاجة ومثابرة. وبين المثلين اختلاف بسيط، وهو أن الأول يبين أنه لا يوجد وقت لا تجوز فيه الصلاة، والثاني يبين أنها لا بُد أن تأتي بالبركة وليس باللعنة.
(ب) العرفان بالجميل والشكر عليه، كما في مثل المديونين (لو 7: 41- 43)، ويبين أن عرفان الخطاة بجميل الله يتوقف علي مدي تقديرهم لما سامحهم به.
(ج) علاقة المسيح بتلاميذه، في مثل العروس والعريس (مرقس 2: 19، 20؛ لو 5: 34، 35) الذي يصف العلاقة المفرحة السعيدة التي للمسيح مع تلاميذه، ومغادرته لهم.
(د) العلاقة الروحية والتغذية، في مثل الكرمة والأغصان (يو 15: 1-11) ويبين خدمة المسيح لتلاميذه، ومن خلالهم، وشروط الإتيان بثمر.
(ه) سد الاحتياجات الوقتية، في مثل الغني الغبي (لو 12: 16- 21). ويعلمنا هذا المثل إن حياة المؤمن الفائضة لا تتوقف علي الثروة، بل عن الحياة نفسها لا تتضمنها الثروة. والتحريض المبني علي ذلك والمذكور في العدد الحادي والثلاثين: "اطلبوا ملكوت الله، وهذه كلها تزاد لكم" له أهميه خاصة هنا.
(1) ، (2) كما أن الإنسان الذي يريد أن يبني برجًا عليه أن يعمل أولًا حساب النفقة، وهل يستطيع ان يكمل (لو 14: 28- 30)، وكما يقدَّر الملك موارده العسكرية قبل الذهاب للمعركة (لو 14: 31، 32)، هكذا علي تلميذ المسيح أن يحسب نفقة التلمذة، ويجهز نفسه لأن يحيا حياة الإنكار الكامل للذات.
(3) ، (4) التلميذ الذي ليس لديه روح إنكار الذات يشبَّه بملح فسد وفقد ملوحته (مت 5: 13؛ مر 9: 50؛ لو 14: 33- 35)، وأصبح في حالة لا يصلح فيها مطلقًا لشيء. فالمؤمنون الذين لهم تأثيرهم الصالح يشبهون الملح الجيد، فلهم تأثيرهم الحافظ والمطهِّر ويُضفون علي المجتمع نكهة طيبة. أما مثل تشبيه المسيحي بسراج (مت 5: 15؛ مر 4: 2؛ لو 8: 16، 17؛ 11: 33) فيركز علي انتشار الشهادة.
(5) إذا أراد تلميذ أن يكون له شهادة فعَّالة، فيجب أن يكون علي استعداد دائم للحكم علي نفسه، فهذه هي رسالة مثل الأعضاء التي تسبب العثرة (مت 5: 29، 30؛ مر 9: 43، 45، 47). وفي الواقع لا توجد تضحية يعز بذلها، متي كانت تؤدي إلي ظروف روحية ملائمة، وشهادة صالحة من جانب المؤمن.
(أ) روح الغفران: كما في مثل العبد القاسي (مت 18: 23- 35)، فالمسيح هنا يشير إلي شفاعة روح عدم الغفران، ويوضح فكرة إن كان الله قد غفر لنا كل هذا، فيجب أن نكون علي استعداد أن نغفر لكل من يخطئون إلينا.
(ب) الموقف من القريب: كما في مثل السامري الصالح (لو 10: 25- 37)، فليكن لنا روح الاهتمام الصادق والمحبة للغير، ولنعتبر الآخرين أقرباء لنا، وإن لم يكن لهم علينا أي حق طبيعي.
يعلمنا مثل العمل في الكرم (مت 20: 1- 16) أن الله سيكافئ العمل الجيد، ولكن المكافأة ستكون حسب إراداته، فهو صاحب السلطان المطلق. فليس من حق أحد أن يطلب مكافأة عن خدمة قدمها لله. وهناك مثل مشابه في (لو 17: 7- 10)، فالمرمي الرئيسي منه، هو أن خادم الله لا يستطيع أن يطلب مكافأة لأنه فعل أكثر ما يجب.
هناك ستة أمثال ترتبط بمجيء المسيح ثانية. وهناك أمثال سنذكرها في القسم التالي تتعلق بالدينونة التي ترتبط بمجيئه. ففي (لو 12: 35- 38) يعلمنا الرب يسوع واجب مداومة الولاء والسهر في انتظار مجيئه. فكما يجب علي العبيد أن يكونوا مستعدين لمقابلة سيدهم في أي ساعة يرجع من العرش، هكذا يجب علي المؤمنين أن يكونوا علي استعداد دائم لمجيء المسيح في أي وقت. وفي مثل آخر علي اقتحام اللص للبيت، يقدم رسالة مشابهة (لو 12: 39، 40؛ مت 24: 43، 44)، إذ يجب علي صاحب البيت (المؤمن) أن يسهر لئلا يأتي الرب كلص في الليل بينما يكون هو نائمًا. ولإيضاح الموضوع أكثر من ذلك، يضع الرب يسوع المثل في صورة عبد في البيت ينتظر عوده سيده (مت 24: 45- 51؛ لو 12: 42- 46)، فبينما قد لا يكون مجيء اللص مؤكدًا، فليس ثمة شك في عودة السيد. ومثل البواب (مرقس 13: 34- 37) يحث علي السهر في انتظار عودة المسيح، فهذا المثل يفسر نفسه.
ويؤكد الرب يسوع أهمية الاستعداد لمجيئه، وللحياة الآتية في مثل الوكيل الظالم (لو 16: 1- 13). لقد ظهر الكثير من الصعوبات في تفسير هذا المثل، وذلك نتيجة التركيز علي تفسير تفاصيل لا أهمية لها. فالنقطة الرئيسية هي أن يسوع يريد أن يعلِّم تلاميذه أنه حتى الناس الأشرار -في جيلهم- أحسنوا استخدام الفرص للإعداد للمستقبل، ويستطيع المؤمنون أن يتعلموا درسًا من غير المؤمنين في هذا الخصوص، فمتي كانوا وكلاء أمناء الآن، فإنهم يكونون علي استعداد أن يعطوا حساب وكالتهم في نهاية خدمتهم.
وبينما كان المسيح في الأمثال السابقة يحث علي السهر في ضوء مجيئه ثانية، لأن الوقت غير محدد، فإنه أعطي بعض العلامات التي تدل علي اقتراب مجيئه. ففي مثل شجرة التين التي صارت غصنًا رخصًا وأخرجت أوراقها، يريد أن يقول لنا كما أن ظهور البراعم في شجرة التين يدل علي قدوم الصيف، فإن ظهور بعض العلامات يدل علي اقتراب مجيئه ثانية.
عندما يرجع الرب يسوع ثانية في نهاية زمن الضيقة العظيمة، ستكون هناك دينونة لجميع الحياء وقتئذ، ومثل الشبكة المطروحة في البحر والجامعة من كل نوع، يشير إلي هذه الدينونة بعبارات عامة (مت 13: 47- 50).
وهناك ثلاثة أمثال أخرى تتعلق بدينونة المسيح للأحياء فيما بعد الضيقة العظيمة، اثنان منها متشابهان وإن لم يكونا متطابقين تمامًا، وهما مثل العشرة الأمناء (لو 19: 11- 27)، ومثل الوزنات المختلفة (مت 25: 14- 30). وتكشف الدراسة الدقيقة لهما عن العديد من الفوارق.
ففي المثل الأول ذهب الإنسان الشريف الجنس "إلي كورة بعيدة ليأخذ لنفسه مُلكًا ويرجع"، فلا يمكن أن يكون هذا الإنسان الشريف الجنس سوي الرب يسوع المسيح نفسه، وعليه لا بُد أن يكون عبيده هم التلاميذ أو غيرهم من المؤمنين، أما أهل مدينته الذين أبغضوه فهم الذين يرفضون المسيح، الذين سيُذبحون (يُطرحون في بحيرة النار) عند مجيئه. وسيكافأ التلاميذ حسب خدماتهم في أثناء غيابه. أما مثل الوزنات فيبين أهمية الأمانة في ضوء مجيء المسيح ثانية. ولعل الإشارة إلي عدم الأمانة (العبد البطال) في العدد الثلاثين، تدل علي عدم اختبار التجديد، ولذلك سيطرح أولئك العبيد غير الأمناء إلي الهلاك الأبدي. ومثل آخر عن الدينونة، كان مثار الكثير من الجدل، وهو مثل العذارَى العشر (مت 25: 1- 13). ومن الواضح جدًا أن الرب يسوع المسيح أراد أن يبين في هذا المثل أهمية السهر في انتظار مجيئه. ويفسره البعض علي أنه يصف دينونة إسرائيل، فتشير العذارَى العشر إلي البقية المعترفة (من إسرائيل) بعد اختطاف الكنيسة. فالعذاري الخمس الحكيمات تمثلن البقية المؤمنة، أما الخمس الحكيمات فتمثلن البقية غير المؤمنة التي تقول إنها تنتظر المسيا آتيًا بقوة. فزفاف العريس إلي العروس (الكنيسة) قد تم في السماء.
وهناك مثل يشير إلي الدينونة الفردية، التي تحدث عندما تنتهي حياة الإنسان علي الأرض، وهو مثل الغني ولعازر (لو 16: 19- 31). ويرى الكثيرون أن هذا المثل إنما هو قصة واقعية. ولكن علي أي حال، لا يغير هذا من مرمى المثل، ويلزم لمعرفة ذلك المرمى أن نرجع إلي القرينة. فقبل ذلك مباشرة، نجد مثل "وكيل الظلم" الذي يبين منافع الاستخدام الحكيم للإمكانات المتاحة حاليًا. فالإنسان الغني، عِوَضًا عن استخدام ما منحه له الله من إمكانات ليفعل بها خيرًا في دنياه، استخدم ثراءه في حياة الرفاهية والتنعم، فأصبح غناه حجر عثرة في طريق الإيمان الصادق بالله، وحياة البركة للآخرين، وأفلتت منه الفرصة ليكنز له كنوزًا في السماء. أما لعازر فكان له إيمان قوي بالله في السنوات التي عاشها علي الأرض، ولذلك نال مكافأته في السماء.
(مت 13: 24-30 ) |
مثل الزوان |
(مت 13: 44) |
مثل الكنز المُخْفى |
(مت 13: 45-46) |
مثل اللؤلؤة الواحدة كثيرة الثمن |
(مت 13: 47-48) |
مثل الشبكة والسمك |
(مت 18: 23-34) |
مثل العبد القاسي |
(مت 20: 1-16) |
مثل الفعلة في الكرم/أصحاب الساعة الحادية عشرة |
(مت 21: 28-32) |
مثل الرجل وابناه |
(مت 22: 1-14) |
مثل وليمة زواج ابن الملك/عُرس ابن الملك/ثياب العُرس |
(مت 25: 1-13) |
مثل العذارى العشر/العشر عذارى |
(مت 25: 14-30) |
مثل الوزنات |
(مت 25: 31-46) |
مثل الخراف والجداء |
(مر 4: 26-29) |
مثل النبات والسنبلة والقمح (نمو الزرع/نمو البذرة) |
(مر 13: 34-36) |
مثل البواب الساهر في انتظار سيده |
(لو 7: 36-50) |
مثل المديونين |
(لو 10: 25-37) |
مثل السامري الصالح |
(لو 11: 5-8) |
مثل الصديق في نصف الليل |
(لو 12: 16-21) |
مثل الغني الغبي |
(لو 12: 35-40) |
مثل العبيد الساهرين |
(لو 12: 42-48) |
مثل الوكيل الحكيم |
(لو 13: 6-9) |
مثل شجرة التين العقيمة |
(لو 14: 16-24) |
مثل العشاء العظيم/الدعوة للوليمة |
(لو 14: 28-33) |
مثل بناء البرج وحساب النفقة |
(لو 15: 8-10) |
مثل الدرهم المفقود |
(لو 15: 11-32) |
مثل الابن الضال |
(لو 16: 1-13) |
مثل وكيل الظلم |
(لو 16: 19-31) |
مثل الغني لعازر |
(لو 17: 7-10) |
مثل السيد والعبد |
(لو 18: 1-8) |
مثل الأرملة المثابرة/قاضي الظلم/القاضي الظالم |
(لو 18: 9-14) |
مثل الفريسي والعشار |
(لو 19: 12-27) |
مثل الأمناء العشرة |
مثل البيت المبني على الصخر |
|
مثل الخمير |
|
مثل الخروف الضال |
مثل السراج تحت المكيال |
|
مثل الرقعة الجديدة على الثوب العتيق |
|
مثل الخمر الجديدة في الزقاق القديمة |
|
مثل الزارع |
|
مثل حبة الخردل |
|
مثل الكرم والكرامين |
|
مثل شجرة
التين وغصنها الرخص |
الكنيسة الأرثوذكسية(1) هي الكنيسة الإنجيلية الحقة، حيث نستخدم في كنيستنا القبطية نصوص الكتاب المقدس بمختلف موضوعاته في القراءات اليومية التي تُقرأ في الصلوات الطقسية المختلفة، ومن ضمن أمثال المسيح التي تُقرأ دوريًّا (كل الآيات أو بعضٌ منها):
مثل السامري الصالح (لو 10: 25-37): تُقرأ مقدمة ما قبل المثل (لو 10: 21-28) في يوم 1 توت و(لو 10: 21-24) في 11 أبيب + كل المثل في 9 بشنس.
مثل العذارى الحكيمات (مت 25: 1-13): يُقرأ في 5 طوبة.
مثل وكيل الظلم (لو 16: 1-13): يُقرأ في 2 أبيب + الاثنين الرابع من الصوم الكبير + 9 بشنس + 13 نسيء.
مثل الكرم والكرامين (مت 21: 33-41؛ مر 12: 1-9؛ لو 20: 9-16): يُقرأ مرتين في الصوم الكبير: الأحد الخامس + السبت الرابع
_____
(1) إضافة من الموقع (م. غ.) - انظر نص القراءات مع تأمل فيها في كتاب سبب وحكمة الآباء القديسين في اختيار القراءات الكنسية اليومية: القطمارس - القمص أنطونيوس فكري .
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/cz6g5km