St-Takla.org  >   Full-Free-Coptic-Books  >   FreeCopticBooks-002-Holy-Arabic-Bible-Dictionary  >   10_R
 

قاموس الكتاب المقدس | دائرة المعارف الكتابية المسيحية

شرح كلمة

الرجاء

 

الرجا هو الأمل، هو توقع الخير وانتظاره، هو رغبة او شوق يتمنى الإنسان تحقيقه. والرجاء ضرورة سيكولوجية للإنسان في مواجهة المستقبل، سواء كان لهذا الرجاء او الأمل ما يبرره أو كان مجرد خيال وأوهام. ويقول الرسول بولس: "لأنه ينبغى للحراث أن يحرث على رجاء وللدارس على رجاء أن يكون شريكا في رجائه" (1 كو 9: 10) فالرجاء في الجزاء هو الذي يعطى للتعب طعمًا.

St-Takla.org Image: "This hope we have as an anchor of the soul, both sure and steadfast" (Heb. 6: 19) - from "Treasures of the Bible" book, by Henry Davenport Northrop, D.D., 1894 صورة في موقع الأنبا تكلا: "لنمسك بالرجاء الموضوع أمامنا، الذي هو لنا كمرساة للنفس مؤتمنة وثابتة" (العبرانيين 6: 18، 19) - من كتاب "كنوز الإنجيل"، لـ هنري دافينبورت نورثروب، د. د.، 1894

St-Takla.org Image: "This hope we have as an anchor of the soul, both sure and steadfast" (Heb. 6: 19) - from "Treasures of the Bible" book, by Henry Davenport Northrop, D.D., 1894

صورة في موقع الأنبا تكلا: "لنمسك بالرجاء الموضوع أمامنا، الذي هو لنا كمرساة للنفس مؤتمنة وثابتة" (العبرانيين 6: 18، 19) - من كتاب "كنوز الإنجيل"، لـ هنري دافينبورت نورثروب، د. د.، 1894

لكن الرجاء الذي يُعنى به الكتاب المقدس كثيرًا هو شيء مختلف عن ذلك تمامًا، وأمام هذا الرجاء يتضاءل كل رجاء آخر. وكان الفلاسفة والمفكرون الوثنيون في العالم القديم لا يعتبرون الرجاء فضيلة، بل مجرد وهم خادع. وقد وصفهم الرسول بولس وصفا دقيقا عندما وصف الوثنين بأنهم "لا رجاء لهم" (أف 2 : 12؛ 1 تس 4: 13) والسبب الأساسي لذلك هو أنهم "بلا إله" (اف 2: 12).

فحيثما يوجد إيمان بالله الحي المهيمن على حياة البشر وعلى كل الخليقة والذي يمكن الاتكال عليه لإتمام كل مواعيده، ويصبح الرجاء -بمعناه الكتابي- ممكنا. وهذا الرجاء ليس أمر مزاج، وليس محكومًا بالظروف السائدة أو الإمكانات البشرية كما لا يتوقف على ما يمتلكه الإنسان او على ما يستطيع ان يقوم به غيره له. فمثلا لم يكن في ظروف إبراهيم ما يبرر رجاءه في أن تلد له سارة ابنا ولكن لأنه آمن بالله. استطاع "على خلاف الرجاء" أن يؤمن "على الرجاء" (رو 5: 18) فالرجاء - في الكتاب المقدس - لا ينفصل إطلاقًا عن الإيمان بالله. فبناء على ما فعله الله في الماضي وبخاصة في إرسال ابنه ليقدم نفسه فدية عن الإنسان وكل ما فعله وما زَال يفعله في المسيح، يستطيع المؤمن أن يتطلع بكل ثقة ويقين إلى بركات المستقبل رغم أنه لا يراها الآن (2 كو 1: 10) فلا يمكن ان ينضب صلاح الله وجوده بالنسبة له، فالمستقبل سيأتي بالأفضل، ورجاؤه يزداد كلما تفكر في معاملات الله في الكتاب المقدس (رو 12: 12؛ 15 : 4) والمسيح فيه هو (رجاء المجد" (كو 1: 27)، وخلاصة النهائي يستند على هذا الرجاء (رو 8: 24). و" رجاء الخلاص " هذا هو "خوذة" وهي قطعة جوهرية في سلاح مصارعتنا مع قوى الشر (أف 6: 12، 17؛ 1 تس 5: 8) وهذا الرجاء ليس ريشة في مهب الرياح ولكنه " مرساة للنفس مؤتمنة وثابتة " تدخل إلى أعماق العالم الأبدي غير المنظور (عب 6: 19).

وبالإيمان يستطيع المؤمن أن ييقن بأن ما يرجوه هو حقيقة ثابتة (عب 11: 1) وأن رجاءه لا يخزى (رو 5: 5).

وإن كان الرب يسوع لم يتحدث كثيرًا عن الرجاء، لكنه يقول لتلاميذه ألا يهتموا بالغد لن هذا الغد في يد الآب المحب. كما يقول لهم إنهم بعد قيامته وصعوده إلى الآب، سينالون قوة بها يستطيعون أن يعملوا أعمالًا أعظم مما عمل هو (يو 14: 12)، وبهذه القوة

ينتصرون على الخطية والموت، ويتطلعون إلى مقاسمة الرب مجده الأبدي. وقد أحيت قيامة الرب يسوع رجاءهم، فقد كانت القيامة أعظم أعمال الله في كل التاريخ. فأمام القيامة هرب الرعب واليأس. وإيمان المؤمن هو إيمان في الله الذي أقام يسوع من الأموات (1 بط 1: 21). والله الذي نؤمن به هو "إله الرجاء" الذي يملأ المؤمن "كل سرور وسلام في الأيمان" ويجعله يزداد في الرجاء (رو 15: 13) ولأن المسيح قد قام، لم يعد رجاء المؤمن قاصرا على هذه الحياة فقط (1 كو 15: 19) بل أصبح المسيح رجاءه الآن وإلى الابد (1 تى 1: 1 ، كو 1: 27) فهو " رجاء الحياة الأبدية" (تى 1: 2) وهو "رجاء حي" (1 بط 1: 3)، " ورجاء أفضل " مما كان في العهد القديم (عب 7: 19) ودعوة التلمذة للمسيح تحمل معها رجاء مقاسمته مجده (أف 1: 18؛ في 1: 20). ورجاء المؤمن موضوع له في السموات (كو 1: 5) وسيتحقق عند استعلان الرب يسوع المسيح (1 بط 1: 13).

ووجود هذا الرجاء يجعل من المستحيل على المؤمن أن يشبع بأفراح زائلة (عب 13: 14) كما أنه يعمل على تطهير الحياة (1 يو 3: 2، 3) ويجعله على استعداد دائم لمجاوبة من يسأله عن سبب الرجاء الذي فيه بوداعة وخوف (1 بط 3: 15) كما أنه به يستطيع المؤمن أن يفرح في الضيقات. ومن الجدير بالملاحظة أن العهد الجديد كثيرًا ما يربط الرجاء بالصبر والثبات. وهذا الصبر يختلف تماما عن مفهوم الرواقيين الذين كانوا يجعلون من اللامبالاة الأسلوب المنطقي للحياة، لأنه صبر يرتبط برجاء لا يعرف عنه الرواقيون شيئا (انظر 1 تس 1: 3؛ رو 5: 3 - 5).

وفى ضوء ما سبق لا غرو أن يُذكر الرجاء كثيرًا ملازمًا للإيمان فأبطال الإيمان في الأصحاح الحادي عشر من الرسالة إلى العبرانيين هم أيضا أبطال الرجاء (عب 11: 10، 13، 16، 27، 39). ولكن لعل أكثر ما يستلفت النظر هو ارتباط الرجاء بالمحبة مثلما بالأيمان، فكثيرًا ما نجد هذه الثلاثية: "الايمان والرجاء والمحبة" (1 كو 13: 13؛ غل 5: 5، 6؛ 1 تس 1: 3؛ 5: 8؛ عب 6: 10 - 12؛ بط 1: 21، 22) ولارتباط الرجاء بالمحبة، كان رجاء المؤمن خاليا من الأنانية فالمؤمن لا يرجو لنفسه بركات لا يرجوها الآخرين فإذ يحب أقرانه من البشر، فأنه يتمنى ان يحظوا بنفس الأشياء الطيبة التي يعلم ان الله يريد ان يمنحها لهم. وقد دلل الرسول بولس على رجائه مثلما دلل على محبته وإيمانه، عندما أرسل العبد الهارب أنسيمس إلى سيده فليمون. ولا يمكن أن يوجد رجاء منفصلا عن الإيمان، ولا يمكن ممارسة المحبة بغير رجاء فهذه الثلاثة هي الأشياء الثابتة الراسخة (1 كو 13: 13) وهي معًا تشكل الطريق المسيحي للحياة. فعلى المؤمن أن ينكر الفجور والشهوات العالمية ويعيش بالتعقل والبر والتقوى في العالم الحاضر، في انتظار الرجاء المبارك وظهور مجد الله العظيم ومخلصنا يسوع المسيح (تي 2: 12، 13).

 

* انظر أيضًا: أيس.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/Full-Free-Coptic-Books/FreeCopticBooks-002-Holy-Arabic-Bible-Dictionary/10_R/hope.html

تقصير الرابط:
tak.la/z29c5mv