الكلمات العبرية المستخدمة في الكتاب المقدس للدلالة على الحرارة هي:
(1) "حُمَّ" ومشتقاتها وهي قريبة من الكلمة العربية "حَمَّ" لفظًا ومعنى، فحَمَّ التنور وسحَّره، مثل أحمى النار أي أوقدها، ومنها "الحميم" أي الماء الحار وجمعها "حمائم" أي ينابيع المياه الحارة (تك 36: 24).
(2) "حوريب" وتفيد معنى الجفاف والقيظ: "عظامي احترت من الحرارة" (أيوب 30: 30)، "ومظلة للفيء نهارًا من الحر" (إش 4: 6؛ انظر أيضًا إش 25: 4، 5؛ إرميا 36: 30).
(3) "شاراب" من أصل بمعنى يتوهج أو يتلألأ مثل "السراب" الذي يظهر عند اشتداد الحرارة في الأرض الرمضاء: "لا يضربهم حر ولا شمس" (إش 49: 10).
وتستخدم في العهد الجديد الكلمات اليونانية الآتية:
(1) "زيتوس" (Zetos) من أصل يعني "يغلي أو يتقد": "لست باردًا ولا حارًا..." (رؤ 3: 15، 16).
(2) " ثيرمي" (thermie' ومنها كلمة " ترمومتر" (أي مقياس الحرارة) كما في : " خرجت من الحرارة أفعى" (أع 8: 3).
(3) " كاوما " (Kauma) من أصل يعني يحترق أو يشتعل كما في: "ولا شيء من الحر" (رؤ 7: 16)، و" احترق الناس احتراقًا عظيمًا" (رؤ 16: 9).
(4) " كاوسون " (Kauson) وتعني حر الهجير: "نحن الذين احتملنا ثقل النهار والحر" (مت 20: 12؛ انظر أيضًا لو 12: 55).
إن حرارة الصيف شيء فظيع في فلسطين، وقد اعتاد الناس أن يهرعوا في الظهيرة إلى الاحتماء من حرارة الشمس تحت أي سقف (2 صم 4: 5). وقد ظهر الله لإبراهيم وهو جالس في باب الخيمة (في الظل) وقت حر النهار" (تك 18: 1). وليست هناك أمطار طوال فترة الصيف من مايو إلى أكتوبر، ونادرًا ما تظهر سحابة في السماء تلطف من حرارة الجو أو تحجب أشعة الشمس العمودية الحارقة، وكثيرًا ما يضطر الفلاحون أحيانًا للعمل في هذا الجو القائظ: "نحن الذين احتملنا ثقل النهار والحر " (مت 20: 12) ولعلنا نجد إشارة إلى ذلك في القول: "الساكن في ستر العلي" (مز 91: 1). وأول نصيحة تقدم لِمَن يزور فلسطين هي أن يحتمي من الشمس، بل حتى على الجبال، حيث تنخفض حرارة الجو عادة، نجد الجو لافحًا ربما بسبب قلة كثافة الهواء، وترتفع درجة حرارة الجو كلما ابتعدنا عن البحر المتوسط إلى الداخل نحو الشرق، لأن نسيم البحر يلطف من الحرارة على السهل الساحلي، ويجعلها أكثر احتمالًا من الحرارة في المنطقة الداخلية.
ولأن الصيف في فلسطين شديد الحرارة، فكثيرًا ما تحدث الإصابات بضربة الشمس التي قد تؤدي إلى الوفاة، مثلما حدث مع ابن المرأة الشونمية (2 مل 4: 19، 20). كما أن وهج الشمس قد يؤذي العيون. ومن هنا نستطيع أن ندرك أهمية القول: " مياه باردة لنفس عطشانة" (أم 25: 25).
ومن السهل ملاحظة الفرق الكبير بين برد الليل وحرارة النهار: "لأن الشمس أشرقت بالحر فيبست العشب" (يع 1: 11). وكان لذلك أهميته في توقيت المعارك، فكانت الجيوش تبدأ الهجوم في السحر وتظل تحارب إلى أن يحمى النهار، وعندئذ يستريح المقاتلون (1صم 11: 11). والرياح السائدة في فصل الصيف هي الرياح الجنوبية الغربية، أما إذا جاءت الرياح من الجنوب،فإنها تكون شديدة الحرارة: "إذا رأيتم ريح الجنوب تهب تقولون إنه سيكون حر" (لو 12: 55).
أما عبارة "كحر بظل غيم" (إش 25: 5) فتشير إلى الحرارة مع عاصفة ترابية تجعل الجو يغيم، وستجد المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في صفحات قاموس وتفاسير الكتاب المقدس الأخرى. وتذيب حرارة الصيف ثلوج الجبال العالية، كما تتسبب في ذبول النباتات الخضراء ويبسها، بل وفي جفاف مجاري المياه (أي 6: 17). "القحط والقيظ يذهبان بمياه الثلج" (أي 24: 19)، أما الشجرة المغروسة على مياه النهر، فمتى جاء الحر يكون ورقها أخضر (إرميا 17: 8).
استخدامات مجازية: ترتبط الحرارة في الكتاب المقدس عادة بالغضب فيتكرر القول " حمو الغضب " (حز 11: 8) أو " حمى غضب الرب" (قض 2: 14)، "رجعت عن حمو غضبك" (مز 85: 3). ويقول الرب لملاك كنيسة اللاودكيين: "أنا عارف أعمالك أنك لست باردًا ولاحارًا..." (رؤ 3: 15، 16).
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/md873mh