كان الجلد وسيلة رومانية للتعذيب الجسماني، وكانت أداة الجلد تتكون من مقبض ترتبط به جملة حبال أو سيور من الجلد، وكانت ترصع بقطع خشنة من العظام أو المعدن لتجعل الضربات أشد إيلامًا وأقوى تأثيرًا. وكان المحكوم عليه يربط إلي عمود وتنهال السياط على ظهره وحقويه (أع 22: 25)، بل كانت تنهال على الوجه والأحشاء، متى كان الجلاد شرسًا مسرفًا في القسوة. وكان الجلد يبلغ أحيانًا من القسوة، أن يغمى على المجلود ويشرف على الموت، بل قد يموت فعلا في بعض الأحيان. وتحت لذع الجلدات، كان المتهم يدلي باعترافاته وأسراره. كما كان الجلد يسبق عادة تنفيذ الحكم بالإعدام.
ولم يكن من الجائز قانونا جلد المواطن الروماني (أع 22: 25). ولم يكن عدد الجلدات عادة محددًا، بل كان يترك ذلك لتقدير الضابط المشرف على التنفيذ ويذكرنا جلد الرب يسوع، بالقول: على ظهري حرث الحراث. طولوا أتلامهم" (مز 129: 3).
وكان الجلد معروفا عند اليهود منذ أيام وجودهم في مصر، كما تدل على ذلك الآثار. وقد أمرت الشريعة ألا يزيد عدد الضربات عن أربعين ضربة (تث 25: 3). وكان الجلد يتم أمام القضاة وكانت أداته قديمًا هي العصا، ولكن حكام سورية السلوقيين ادخلوا "المقارع" لجلد اليهود، وذلك عندما حاول رجال انطيوكس ابيفانوس إجبارهم على أكل لحم الخنزير (2 مك 6: 3؛ 7: 1).
وبعد ذلك أصبح الجلد "بالمقرعة" (أداة الجلد الرومانية) جائزا عند اليهود، ومارسوه فعلًا (مت 10: 17؛ 23: 34؛ أع 22: 19؛ 26: 11). مع مراعاة العدد الذي تحدده الشريعة من الضربات، ويقول الرسول بولس: "من اليهود خمس مرات قبلت أربعين جلدة إلا واحدة"، ويفرق بين هذه الجلدات، والضرب بالعصي التي ضرب بها ثلاث مرات (2 كو 11: 24، 25).
ويستخدم الضرب بالسوط مجازيا للدلالة على الضيق (يش 23: 13؛ أيوب 5: 21؛ 9: 23؛ عب 12: 6). ونجد في إشعياء استعارة مركبة في عبارة "السوط الجارف" أي الذي لا يقف عند حد ولا يبقي على
أحد (إش 28: 15، 18).
* هل تقصد: جلد الإنسان والحيوان، جلد السماء.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/5gtx6rz