Goshen أرض جاسان (تك 45: 10) وهي منطقة خصيبة في مصر كثيرة المرعى للقطعان والمواشي، واقعة شرق الدلتا. وهي المعروفة الآن بـ"الشرقية" الممتدة من جوار أبي زعبل إلى البحر ومن برية جعفر إلى وادي توميلات وقد أعطاها يوسف لأبيه وإخوته فسكنوا فيها هم وذريتهم من بعدهم نحو مائتي سنة. وكانت تعد من "أفضل الأرض" (تك 46: 34؛ 47: 6) وهي تكون جزءًا من أرض رعمسيس، وهناك استقبل يوسف أباه وإخوته لما حضروا من ارض كنعان (تك 46: 27، 29) وفي وقت اضطهادهم كان الشعب مقيمًا هناك (خر 8: 22).
وهي المنطقة التي سكن فيها بنو إسرائيل في مصر:
(1) الاسم:
والكلمة في العبرية هي "جوش" ولا يُعْرَف معناها، ولكنها في يونانية الترجمة السبعينية "جسم" (Gesem)، وقد تعني "الأرض المنزرعة" (وهي قريبة من الكلمة العربية "جشم، يتجشم" بمعنى "يتحمل المشقة"). ويرى البعض علماء المصريات أنها من الكلمة المصرية القديمة "قاس" التي تعني "الأرض المغمورة بالماء" إذ يبدو أنها كانت المنطقة التي أطلق عليها الإغريق اسم "الولاية العربية" والتي كانت عاصمتها "فاقوسة" ومعناها بالمصرية القديمة "يسكب". وقد رأى "فان در هاردت" منذ أكثر من قرن ونصف قرن، أنها المنطقة المجاورة لـ"بيسوبت" ("تل بسطة" أو "كفر الحنة" الحالية) على بُعد نحو ستة أميال شرقي مدينة الزقازيق، ولكن الأغلب أن "فاقوسة" هي "تل الفاقوس" على بُعْد خمسة عشر ميلًا إلى الجنوب من صوعن، ويبدو إنها هي "مدينة العربية" التي قالت عنها القديسة سلفيار في نحو 385 م. إنها هي ارض جاسان، لأنها مرَّت بها في طريقها من هيروبوليس Heropolis عبر جاسان إلى تانيس ثم إلى بلوزيوم.
(2) الموقع:
من المتفق عليه عمومًا أن جاسان كانت تقع شرقي فرع بوبسطة Poubac;، أحد فروع النيل قديمًا، وستجد المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في صفحات قاموس وتفاسير الكتاب المقدس الأخرى. ويبدو واضحًا من (المزمور 78: 12، 43) إنها هي ارض صوعن التي يرجح إنها ارض رعمسيس "أفضل الأرض" كما جاء وصفها في (سفر التكوين 47: 11) والتي اسكن فيها يوسف أباه واخوته (تك 45: 11) وهو أول ذكر لها في الكتاب المقدس)، والتي تذكر في الترجمة السبعينية -كما سبق القول- باسم "جِسِمْ العربية" التي يغلب أنها تشير إلى الولاية العربية والتي أطلق عليها هذا الاسم من "الصحراء" التي كانت تحمى الحدود الشرقية لمصر، وفي المرة الثانية التي يرد فيها ذكر جاسان (تك 46: 28، 29) نجدها في الترجمة السبعينية هكذا: "وأرسل يهوذا أمامه إلى يوسف ليقابله في "مدينة هيروس" (أو هيروبوليس Ηρώωνπόλιν)، ثم جاءوا إلى أرض رعمسيس، فشد يوسف مركباته وصعد لاستقبال إسرائيل أبيه في مدينة هيروس". ومن هنا نرى أنه في القرن الثالث قبل الميلاد كانوا يعتبرون أن ارض جاسان هي كل الولاية العربية الممتدة جنوبًا حتى هيروبوليس الواقعة في وادي طميلات. وكانت جاسان أرض مراع (خر 8: 22؛ 9: 26)، ولا تذكر بعد ذلك في العهد القديم. ولكن اسم "جوشن" أطلق على مناطق أخرى يبدو أنها كانت "أرضًا مزروعة" بما في ذلك منطقة في جنوبي فلسطين: "فضربهم يشوع من قادش برنيع إلى غزة وجميع أرض جوشن إلى جبعون" (يش 10: 41؛ 11: 16). كما أطلق اسم "جوشن" على مدينة ليهوذا في الجبال بالقرب من بئر سبع (يش 15: 51)، مما يدل على أن الاسم لم يكن من أصل مصري.
(3) وصفها:
ومما سبق نرى أنها لم تكن منطقة شاسعة إذ لا تتجاوز مساحتها تسعمائة ميل مربع، تتكون من جزءين مختلفين. النصف الغربي كان يقع إلى الشرق مباشرة من فرع النيل البوبسطي، ويمتد من صوعن إلى بوبسطة (وقد وجد في المدينتين سجلات للحاكم أبيبي من عصر الهكسوس) أي مسافة نحو 36 ميلًا من الشمال إلى الجنوب، وهي سهل خصيب جيد الري، وما زال يعتبر من أجود أرض مصر. ووصف ارض رعمسيس في القرن الرابع عشر قبل الميلاد، يدل على خصوبتها: وتقول القديسة سلفيا أن أرض جوشن (أي جاسان) كانت على بُعد 16 ميلًا من هيروبوليس وأنها سارت مدة يومين "في وسط كروم وزراعات البلسم والبساتين والحقول الزاهرة والحدائق الغنَّاء". وتضيق الأرض من عرض نحو 15 ميلًا عند ضفة النهر إلى نحو عشرة أميال ما بين الزقازيق والتل الكبير في الجنوب. وإلى الشرق من ذلك توجد ارض صحراوية تغطيها الرمال والحصباء بين سهل وادي النيل وقناة السويس, تتسع نحو الجنوب من تل دفنه إلى وادي طميلات، حتى يبلغ عرضها 40 ميلًا من الشرق إلى الغرب. ويوجد إلى جنوبي ذلك الوادي صحراء جرداء تمتد حتى السويس، ومن البحيرات المرة شرقًا إلى قرب هليوبوليس (شرق القاهرة) غربًا. وهكذا كان وادي طميلات الذي ترويه مياه النيل، والذي يحتوي على عدد من القرى وحقول الحنطة -الطريق الطبيعي الوحيد لقوم يسوقون قطعانهم ومواشيهم للوصول إلى البحر الأحمر، وكانت الطريق تمتد من الطرف الجنوبي "لأرض صوعن" بالقرب من بوبسطة- إلى أربعين ميلًا شرقًا إلى "طرف البرية" (خر 13: 20)، ورأس البحيرات المرة، وهذا أمر هام بالنسبة لتحديد طريق خروج بني إسرائيل. ولعل وادي طميلات كان جزءًا من ارض جاسان.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/v6xgjkn