ولد "أولفيلاس" (Ulfilas) حوالي 310 م. لأبوين مسيحيين، أسرهما القوط الغربيون الغزاة ونقلوهما من موطنها في كبدوكية إلى داشيا فهي أوروبا، وحين بلغ نحو الثلاثين من العمر عُيِّن أسقفًا لداشيا. وكان "أولفيلاس" أوفر من عمل على اعتناق القوط المسيحية، وهو أيضًا أول مَنْ ترجم الكتاب المقدس إلى اللغة القوطية، وقد اضطره ذلك إلى اختراع حروف هجائية لها. ويقول أحد التقاليد أنه ترجم الكتاب المقدس كله ما عدا سفريّ الملوك لأنه رأى أنه من غير الملائم وضع هذه الأسفار التي تتحدث كثيرًا عن الحروب، بين يديّ الشعب القوطي الذي يتميَّز بالروح الحربية بطبيعته. بيد أن هناك شك في أن ترجمته في الواقع لم تتضمن سوى العهد الجديد فقط، إذ لم يتبق إلا القليل جدًا من العهد القديم فلا يمكننا أن نجزم بشيء في هذا الموضوع. وليس في الإمكان أيضًا أن نقرر كم مرة تعرضت ترجمة العهد الجديد للتنقيح منذ عهد أولفيلاس.
وقد ذكر قاموس الكتاب المقدس "لها سينج" قائمة بست مخطوطات قوطية، يضاف إليها مخطوطة ثنائية اللغة (لاتينية - قوطية) تحوي أجزاء من (لوقا 24)، وتعرف باسم "قصاصة أرسينو" (Arsinoé Fragment) نشرت في 1910م. وقد احتفظت هذه المخطوطات بجزء من الأصحاح الخامس من التكوين (تك 5)، و(مزمور 52: 2، 3)، وأجزاء من (نحميا 5-7) وذلك من العهد القديم. أم بالنسبة للعهد الجديد فقد احتفظت بالأناجيل ورسائل الرسول بولس (ولكنها غير كاملة) مع اقتباسات من العبرانيين. أما أفضل طبعة كاملة فهي التي أصدرها "ستامن وهيني" (Stamn - Hyne) في 1896 م. ونظرًا لما لهذه الترجمة من أهمية لتاريخ اللغات الجرمانية، فثمة طبعات كثيرة لأجزاء مختلفة من الكتاب أعدت لأغراض الدراسات اللغوية.
أما أجزاء العهد القديم فقد تٌرْجِمَت من نص وثيق الصلة بالنسخة اليونانية اللوسيانية، ففي بالقطع لم تكن عن اللغة العبرية. أما العهد الجديد فقد تُرْجِم عن نص كان يُستخدم في أنطاكية في القرن الرابع مع بعض الاختلافات الطفيفة جدًا. ولقد استخدم نص لاتيني قديم -من نوع مخطوطة بركسيانوس- في عمل الترجمة نفسها أو في تنقيحها على الأرجح، فثمة قراءات لاتينية قديمة معينة واضحة فيها.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/gv2dvfp