الأنف هي عضو التنفس التي استقبلت نسمة روح الحياة التي نفخها الله في أنف آدم "فصار آدم نفسًا حية" (تك 2:7؛ 7: 22)، ويقول أيوب: "ما دامت نسمتي فيَّ ونفخة الله في أنفي" (أيوب 27:3). فالحياة مجرد نسمة بالغة الضعف في ذاتها، " كفوا عن الإنسان الذي في أنفه نسمة لأنه ماذا يحسب" (إش 2:22).
وفى عبارات شعرية يقال عن الله: بريح أنفك تراكمت المياه"، "صعد دخان من أنفه"، "فظهرت أعماق المياه وانكشفت أسس المسكونة زجرك يا رب من نسمة ريح أنفك" (خر 15: 8؛ 2صم 22:9؛ مز18:8، 15).
وعبارة : "هؤلاء دخان في أنفى نار متقدة كل النهار (إش 65: 5)، معناها أنهم سبب إزعاج دائم وغضب مستمر. ولقد كان من العادات المتبعة في الحرب أن يقوم المنتصرون بجدع أنوف الأسرى وصلم أذانهم (حز 23: 25). كما أن الحيوان المتوحش يمكن كبح جماحه بثقب أنفه ووضع خزامة فيها (أيوب 40:24؛ 41:2). ويستخدم هذا التعبير الأخير للدلالة على إخضاع وترويض الشخص العنيد (2مل 19:28؛ إش 37: 29؛ حز 29:4؛ 38:4). وكان الرجال، والنساء بخاصة، تثقب أنوفهم للبس الحلي (تك 24:47؛ إش 3:21؛ حز 16:12).
ومن العيوب التي كانت تمنع "بنى هرون" من القيام بالوظيفة الكهنوتية (لا 21:18) أن يكون "أفطس" أي ذا أنف مسطحة، ولكن الكلمة العبرية تطابق الكلمة العربية "خرم" بمعنى فَتْح الأنف أو ثَقْبها، ولعل هذا هو المعنى المقصود هنا.
وهناك آية أخرى عسيرة الفهم: "وها هم يقربون الغصن إلى أنفهم" (حز 8: 17)، والتفسير المألوف -بناء على قرائن النص- هو أن الإشارة هنا إلى طقس مرتبط بعبادة البعل (الشمس)، كما كانت هناك عادة متشابهة عند عبدة الشمس من الفرس، حيث كانوا يقربون عنقودًا من البلح أو الرمان أو الطرفاء إلى أنف المتعبد، لعل ذلك كان محاولة منهم لإبعاد الأنفاس الخاطئة عن "القدوس" حتى لا تلوثه.
وعند اليهود المحدثين، يمسك الأشخاص، الحاضرون في حفلات الختان، باقات من الآس وأعشاب عطرة ويقربونها من أنوفهم بحجة منظر الدم ورائحته مما يمكن احتماله.
ويفسر البعض كلمة "الغصن" على أنها تعنى العضو الذكري إشارة إلى طقس كنعاني شهواني كما يلمح لذلك إشعياء (إش 57:8)، أو قد يكون المعنى المقصود: "إنهم يقربون نتانتهم من أنفي".
* انظر أيضًا: خزائم الأنف، خطم، أكشم.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/x4hch3p