أولًا، مبروك المجموع!

يا ابنتي، في الموضوعات المصيرية التي يتوقَّف عليها مصير حياتك، لا تأخذي قرارًا سريعًا بانفعال.

إنما فكِّري جيدًا، وكوني صريحة مع نفسك..

لن يستطيع أحد أن يعطيكِ الإرشاد في أمرٍ كهذا، فالتصرف في هذا الموضوع يختلف من شخص لآخر، ومن ظروف عائلة لظروف عائلة أخرى..  إلى غير ذلك من الاختلافات الشخصية..

هناك نقطة عامة أريد أن أوضحها لكِ..  هي أن التعليم عامة، حتى وإن لم يستفيد به البعض، أو إن عمل لاحقًا في وظيفة أخرى، لهو أمرٌ هام..  فلا تتركي حِلمك بسبب بعض المخاوف، إن كان في إمكانك السفر..  فالعمر يجري بسرعة، والسنين ستعبر..  وإذا كان لديكِ القدرة على التعايش بعيدًا عن عائلتك، فَلِمَا لا..؟!  ربما تكون فرصة للاقتراب أكثر من الله، ومن نفسك، والاعتماد على النفس بصورة أفضل...

أما إن كانت هناك بعض المشاكل العائلية أو المادية التي قد تعوق طريقك أمام الجامعة، فهذا أمر آخر، وعليكِ التفكير جيدًا في الأمر..

ولكن من ناحية التخوُّف من الابتعاد عن الأهل لفترة، ليس هذا هو المنطق الذي تستطيعين أن تعتمدي عليه في قرار قد يُغَيِّر مَجَرى حياتِك!

قومي بالصلاة وبالتفكير منطقيًا، وليس فقط اعتمادًا على المشاعر، مع عدم تجاهلها (اقرأ مقالًا آخرًا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات)..  وأيضًا سؤال الآخرين، ومَنْ لديهم خبرة سابقة في نفس المجال، وأيهما أفضل لكِ، هل الدراسة في الجامعة البعيدة، أم الدراسة في نفس محافظتك (إن كان لديكِ الاختيار). 

بالطبع هذا الكلام ينطبق على العديد من القرارات، سواء كانت المتعلقة باختيار نوع الدراسة أو غير ذلك..

نسأل الله أن يرشدك إلى الصالِح..

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

(1) المصدر: من مقالات وأبحاث موقع الأنبا تكلاهيمانوت www.st-takla.org (م. غ.) - مراجعة لغوية: سامي فانوس.

• كتاب كيف أتخذ قرارًا - الأنبا موسى