الإجابة:
نمدح فيك اهتمامك وغيرتك المقدسة.. ولكن بادئ ذي بدء ينبغي توضيح أن الصور في المسيحية هدفها تعليمي وروحاني، وموضوع عبادة الصور في المسيحية هو مجرد سوء فهم من بعض البسطاء من خارج المسيحية..
مفهوم الله في المسيحية يختلف عن الله في الإسلام.. ففي المسيحية "اللهَ مَحَبَّةٌ" (رسالة يوحنا الرسول الأولى 4: 8، 16)، وهو يحب البشر بلا أي فضل فيهم، و"يُرِيدُ أَنَّ جَمِيعَ النَّاسِ يَخْلُصُونَ، وَإِلَى مَعْرِفَةِ الْحَقِّ يُقْبِلُونَ" (رسالة بولس الرسول الأولى إلى تيموثاوس 2: 4)، وهو الذي أقام عهودًا مع آبائنا إبراهيم وإسحق ويعقوب.. وكانت لله العديد من الظهورات في الكتاب المقدس، وفي العهد الجديد تجسد الله نفسه لفداء البشر، وظهر في صورة بشرية.. وهذا يؤكد أن نظرة الله للإنسان ليست نظرة باحتقار.. بل هم خليقته التي أحبها.. ونرى حتى في كتاب القرآن الكثير من الآيات في تكريم الله للبشر.. مثلما نرى سورة كاملة باسم امرأة وهي سورة مريم، وهذه الإنسان مريم العذراء قال عنها القرآن: "يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاء الْعَالَمِينَ" (سورة آل عمران 42).
فالصور والأفلام وغيره كل هذا هدفه مجرد تقريب الصورة وتوضيح المعنى، مثلما تحتفظ بشيء من رائحة صديق لك، حتى وإن لم يكن يحمل صورته، فهو مجرد يذكرك به.. ويثير فيك المشاعر الصادقة..
أما عن قولك بخصوص الممثل في الفيلم "وتنسبون له صفة الرب"، فهذا غير سليم.. فهذا مجرد تمثيل يا عزيزي.. أداء فني لتوصيل المعنى والصورة ليس إلا.. نحن لا نقول أن هذا الممثل هو الله كما يقول سؤالك! حاشا.
أما عن النظرة للبشر نظرة دونية أو أنه شيء مُحتقَر، فهذه نظرة خاطئة.. فنعم نحن تراب، ولكن الله أيضًا هو الذي خلق التراب، والله لم يخلق شيئًا حقيرًا أو رديئًا.. فالله عندما خلق الإنسان "رَأَى اللهُ كُلَّ مَا عَمِلَهُ فَإِذَا هُوَ حَسَنٌ جِدًّا" (سفر التكوين 1: 31).. كما أن كتاب الله يعلمنا أن المخلوق الوحيد الذي خُلِقَ على صورة الله هو الإنسان، فقال: "فَخَلَقَ اللهُ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِهِ. عَلَى صُورَةِ اللهِ خَلَقَهُ. ذَكَرًا وَأُنْثَى خَلَقَهُمْ" (سفر التكوين 1: 27). والإنسان هو نفخة من الله: "وَجَبَلَ الرَّبُّ الإِلهُ آدَمَ تُرَابًا مِنَ الأَرْضِ، وَنَفَخَ فِي أَنْفِهِ نَسَمَةَ حَيَاةٍ. فَصَارَ آدَمُ نَفْسًا حَيَّةً" (سفر التكوين 2: 7)، ونحن يسكن فينا روح الله: "وَأَمَّا أَنْتُمْ فَلَسْتُمْ فِي الْجَسَدِ بَلْ فِي الرُّوحِ، إِنْ كَانَ رُوحُ اللهِ سَاكِنًا فِيكُمْ" (رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 8: 9)، "أَمْ لَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ جَسَدَكُمْ هُوَ هَيْكَلٌ لِلرُّوحِ الْقُدُسِ الَّذِي فِيكُمُ، الَّذِي لَكُمْ مِنَ اللهِ، وَأَنَّكُمْ لَسْتُمْ لأَنْفُسِكُمْ؟" (رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس 6: 19).
وأخيرًا بخصوص موضوع "تجسدوه على هيئة بشر"، فهذا ليس من ابتداع البشر، بل هو واقع وما هو حدث بالفعل.. هذا الجزء من كتاب الله العزيز يشرح الأمر:
فِي الْبَدْءِ كَانَ الْكَلِمَةُ، وَالْكَلِمَةُ كَانَ عِنْدَ اللهِ، وَكَانَ الْكَلِمَةُ اللهَ. هذَا كَانَ فِي الْبَدْءِ عِنْدَ اللهِ. كُلُّ شَيْءٍ بِهِ كَانَ، وَبِغَيْرِهِ لَمْ يَكُنْ شَيْءٌ مِمَّا كَانَ. فِيهِ كَانَتِ الْحَيَاةُ، وَالْحَيَاةُ كَانَتْ نُورَ النَّاسِ، وَالنُّورُ يُضِيءُ فِي الظُّلْمَةِ، وَالظُّلْمَةُ لَمْ تُدْرِكْهُ. كَانَ إِنْسَانٌ مُرْسَلٌ مِنَ اللهِ اسْمُهُ يُوحَنَّا. هذَا جَاءَ لِلشَّهَادَةِ لِيَشْهَدَ لِلنُّورِ، لِكَيْ يُؤْمِنَ الْكُلُّ بِوَاسِطَتِهِ. لَمْ يَكُنْ هُوَ النُّورَ، بَلْ لِيَشْهَدَ لِلنُّورِ. كَانَ النُّورُ الْحَقِيقِيُّ الَّذِي يُنِيرُ كُلَّ إِنْسَانٍ آتِيًا إِلَى الْعَالَمِ. كَانَ فِي الْعَالَمِ، وَكُوِّنَ الْعَالَمُ بِهِ، وَلَمْ يَعْرِفْهُ الْعَالَمُ. إِلَى خَاصَّتِهِ جَاءَ، وَخَاصَّتُهُ لَمْ تَقْبَلْهُ. وَأَمَّا كُلُّ الَّذِينَ قَبِلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ سُلْطَانًا أَنْ يَصِيرُوا أَوْلاَدَ اللهِ، أَيِ الْمُؤْمِنُونَ بِاسْمِهِ. اَلَّذِينَ وُلِدُوا لَيْسَ مِنْ دَمٍ، وَلاَ مِنْ مَشِيئَةِ جَسَدٍ، وَلاَ مِنْ مَشِيئَةِ رَجُل، بَلْ مِنَ اللهِ. وَالْكَلِمَةُ صَارَ جَسَدًا وَحَلَّ بَيْنَنَا، وَرَأَيْنَا مَجْدَهُ، مَجْدًا كَمَا لِوَحِيدٍ مِنَ الآبِ، مَمْلُوءًا نِعْمَةً وَحَقًّا" (إنجيل يوحنا 1: 1).
# تستطيع أن تستخدم كود البحث في موقع الأنبا تكلا لتجد ما تحتاجه بسهولة، وستجده أعلى يمين جميع الصفحات باللغة العربية في شكل مستطيل أبيض وبجانبه زر "ابحث". ومتاح باللغة الإنجليزية بالطبع.. ويوجد أيضًا إمكانية البحث في الإنجيل بخيارات متقدمة متعددة، وهو متاح في صفحة الكتاب المقدس الرئيسية، وكل الأسفار.. كما يوجد قسم به أسئلة وأجوبة في كل المجالات يحمل عنوان "سنوات مع إيميلات الناس" به مئات المقالات والردود.. نرجو أن تبحث من خلالهم جميعًا عن أسئلتك قبل أن ترسل أي أسئلة..
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/d2g82vs