هذه بعض المعلومات عن دير أنبا مقار السكندري بجبل القلالي:
يرجع الدير الأصلي إلى القرن الرابع الميلادي وقت القديس الأنبا مكاريوس السكندري. حيث ذهب إلى منطقة القلالي بإيعاز من القديس باخوميوس الكبير، الذي عرف بإرشاد إلهي أن الرب سوف يستخدمه لمجد اسمه القدوس. وذهب وتوحد في جبل القلالي كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت سابقًا، والذي يبعد عن نتريا حوالي 20 كم. وكان القديس إيسيذورس قسًّا للقلالي، ولكن بعد إرساله إلى شيهيت لمعاونة القديس مكاريوس الكبير سنة 355 م.، تم رسامة مكاريوس قسًا للقلالي بدلًا منه. وبعد نياحة القديس بموا في مايو 373 م. استلم مكاريوس الإسكندري رئاسة جبل نتريا أيضًا لقربها من جبل القلالي، وزاد عدد الرهبان وبُنِيَت منشوبيات كثيرة (مساكن للرهبان) بلغت حوالي 600 منشوبية. واستمر في قيادة منطقة القلالي ونتريا حتى نياحته عام 393 م.(2)
كان يُقدَّر عدد الرهبان في القرن السادس بحوالي 3500 راهب(3).
ظل الدير عامرًا حتى القرن الثامن الميلادي، إلى أن عادت إليه الحياة الرهبانية مرة أخرى في القرن الحادي والعشرين على يد الأنبا باخوميوس مطران البحيرة.
هناك العديد من الآثار الديرية حول الدير من منشوبيات وقلال وغيرها.. وحضرتك بعثات سويسرية وفرنسية وغيرها لاستكشاف الآثار بالمكان وعمل حفريات به. حيث عثرت البعثات المهتمة بالتنقيب على أكوام من الأتربة والفخار الكسر وقطع من البياض الملون، دليل على أنها كانت منطقة قلالي. حيث كانت هناك جهود مبذولة للتنقيب عن حفريات المنطقة ما بين سنة 1932-1936 م.، ثم سنة 1966 م. وقد التقى الأنبا باخوميوس بهذه البعثات سنة 1987 و1988 م.
وصف الدير: يقع الدير في منتصف المسافة بين مدينتيّ دمنهور والسادات بالقرب من قرية الكفاح، مديرية التحرير، محافظة البحيرة. وهو مُقام على مساحة حوالي 40-50 فدانًا في منطقة متوسطة بين منطقتيّ تل حجيلة وتل عريمة.
يوجد بالدير ثلاثة كنائس.
تم الاعتراف بالدير من قِبَل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية عام 2014 م.
في يوم الاثنين زار قداسة البابا الأنبا تواضروس الثاني، دير القديس مكاريوس السكندري بجبل القلالي، في أول زيارة لقداسته للدير بعد الاعتراف به من قِبَل المجمع المقدس في 5 يونيو 2014 م. وهي أيضًا أول زيارة لبطريرك الكنيسة لمنطقة القلالي. وفور وصوله أزاح قداسة البابا الستار عن اللوحة التذكارية لتدشين دير القديس مكاريوس الاسكندري بجبل القلالي، ثم استمع لشرح تفصيلي عن مرافق الدير من خلال ماكيت أُعِد خصيصًا لهذا الغرض. ثم قام قداسة البابا والآباء الحاضرون بتدشين كنيستين بالدير. ثم صلى قداسته القداس الإلهي، وألقى عظة أوضح فيها أنه حضر إلى هذا المكان في سنة 1986 م. مع المتنيح القمص بيشوي بطرس كاهن كاتدرائية مارمينا بكنج مريوط، وكانت البعثات السويسرية والفرنسية ما زالت في المكان، وكانت منطقة خلاء بها الكثير من الآثار..
وعقب القداس الإلهي استقبل قداسة البابا المهندسة نادية عبده محافظ البحيرة، وبصحبتها عدد كبير من مسئولي المحافظة، والذين حضروا لتهنئة قداسته ونيافة الأنبا باخوميوس بهذا الحدث الهام. وقد ألقى نيافة الأنبا باخوميوس كلمة رحّب فيها بقداسة البابا وكل الحاضرين، وعبّر عن فرحته بهذه الزيارة المباركة، وبعودة الحياة الرهبانية لهذه البرية المقدسة، ثم قدم نيافة الأنبا باخوميوس بعض الهدايا التذكارية لقداسة البابا وللحاضرين من إنتاج الدير وعمل أيدي الرهبان.
وبعد ذلك توجه قداسة البابا والمحافظ والآباء الحاضرون إلى المكان المُزمَع إنشاء بيت الخلوة فيه، حيث تم وضع حجر الأساس لمبنى بيت الخلوة. أعقب ذلك مائدة أغابي استضاف فيها الأنبا باخوميوس كل الحاضرين. وفي ختام الزيارة، صحب الأنبا باخوميوس قداسة البابا لزيارة أطلال الدير الأثري.
* قام قداسة البابا تواضروس الثاني بتدشين كاتدرائية الدير يوم 17 يناير 2021 م.
_____
(1) مجلة الكرازة، السنة السادسة والأربعون، الجمعة 23 فبراير 2018 م. (16 أمشير 1734 ش.) - العددان 7 و8، ص. 1، 2، 4.
(2) مجلة الكرازة، السنة الثانية والأربعون، الجمعة 4 يوليو 2014 م. (27 بؤونة 1730 ش.) - العددان 27 و28، ص. 10. مقال بعنوان "القديس مكاريوس السكندري"، الأنبا باخوميوس.
(3) مجلة الكرازة، السنة الثانية والأربعون، الجمعة 18 يوليو 2014 م. (11 أبيب 1730 ش.) - العددان 29 و30، ص. 10. مقال بعنوان "برية جبل القلالي"، الأنبا باخوميوس.
(4) مجلة الكرازة، السنة الرابعة والأربعون، الجمعة 26 فبراير 2016 م. (18 أمشير 1732 ش.) - العددان 7 و8، ص. 14.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/Coptic-History/places/monasteries/africa/egypt/st-macarius-qalaly/history.html
تقصير الرابط:
tak.la/c8c59a4