انحدر القديس مقاريوس من شمال وادي النطرون إلى أقصى جنوبه بعد أن اكتظت المنطقة الشمالية بالمتوحدين وكان قد ابتنى لهم كنيسة وترك لهم تلميذه بفنوتيوس يدبر حياتهم. وكان ذلك حوالي سنة 360م. حينما كان عمره قد بلغ الستين عامًا.
وهنا في جنوب الوادي وعلى طرف السطح الصخري حفر لنفسه مغارة ذات سرداب طويل ينتهي بمغارة أخرى سرية يلتجئ إليها، ليتحاشى مقابلة الزائرين، لأنه كان محبًا للوحدة والسكون إلى أقصى حد (قد عثر الدير أخيرًا على مغارة القديس ذات السرداب).
ولكن سرعان ما تكاثر تلاميذه وتجمعوا في مجموعات وبنوا مساكن متفرقة تدعى "منشوبيات"، وهي كلمة قبطية تفيد معنى السكن التجمعي أو الفردي. وقد بدأوا فرادى ثم ازداد عددهم جدًا حتى صاروا عدة ألوف.
وكان لا يجمعهم معًا إلا حضور الكنيسة الأسبوعي في يومي السبت والأحد لسماع التعليم والتناول من القربان المقدس.
بعد بضعة مشاكل حدثت مع أبونا الراهب القمص متى المسكين والرهبان الذين معه، تمت المصالحة بينه وبين الكنيسة في شخص البابا كيرلس السادس يوم 9 مايو 1969، وتمت تولية أبونا متى مسئولية إعمار وبَعْث الحياة الرهبانية في الدير؛ حيث كان الأنبا ميخائيل مطران أسيوط مسئولًا عن هذا الأمر.
وحدثت نهضة معمارية بعدها من الكنائس والمنارة وأحواض الزهور والمباني الجديدة.. مع بذل أقصى الجهد للإحتفاظ بالآثار القديمة والعناية بترميمها
وهي في نهاية صف القلالي القبو وملاصقة للسلم الجديد الذي أقمناه ليسهل الصعود إلى الحصن. وبالتحديد بحري الجدار لهذا السلم، حيث توجد فتحة مستديرة من الرخام المتقن، تؤدي إلى غرفة في باطن الأرض مبطنة بطبقة من المونة الشديدة التي تقاوم المياه، ومساحة هذه الغرفة 170 سم. × 445 سم. × 225 سم. إرتفاع. ويظن أنها كانت خاصة بتصريف مياه المعمودية التي كانت ملحقة بهيكل أنبا شنودة من قبلي (؟). على كل حال فكونها واقعة على إمتداد هياكل كنيسة أنبا مقار تكون وظيفتها هيكلية على أغلب الظن.
* للمزيد عن تاريخ الدير، اقرأ قسم: معالم دير الأنبا مقار.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/Coptic-History/places/monasteries/africa/egypt/st-macarius-natrun/history.html
تقصير الرابط:
tak.la/qakny37