أهمية الدير
يُرْجِح علماء الآثار ان يكون الدير من أوائل أديرة الصعيد بل ويعد من أقدم الأديرة في العالم، وقد صاحَب إنشاءه حركة الرهبنة الأولى، وكان يعد أهم تجمع رهبانى في المنطقة، وقد كان عامرًا بالرهبان الأتقياء والذين تزايد عددهم حتى زاد عن ألف راهب، وقد أسسه القديس أبو فانا إذ بدأ الرهبنة بالمنطقة في القرن الرابع للميلاد، واستمرت الرهبنة مزدهره فيه حتى القرن الخامس عشر الميلادي، وقد استمرت الرهبنة قائمة فيه حوالي ألف سنة، وهى أطول مدة استمرت الرهبنة فيه في المنطقة، لذلك لعب هذا الدير دورًا مؤثرًا في حياة الشركة الرهبانية في هذه المنطقة من مصر العليا.
ومما زاد بالدير أهمية أن عاش فيه رهبان قديسون كثيرون.. وكان بداية تدهور الدير في عام عام 1365 م.
تاريخ الدير
لاشك أنه في حياة القديس أبو أبيفانيوس مؤسس رهبنة المنطقة قد بُنِيَت كنيسة يجتمع فيها الرهبان الذين كان يتزايد عددهم باطراد، لذلك فهي تُعَد من أقدم كنائس الأديرة في العالم، ولكن هذه الكنيسة ظلت تغمرها الرمال، حتى اكتُشِفَت حديثًا وأقيم الدير وفيه الكنيسة الحالية في القرن السادس الميلادي، وظل عامرًا برهبانه حتى أواخر القرن الثالث عشر وبداية القرن الرابع عشر الميلادي؛ حيث بدأت أحوال الدير في التدهور خاصة بعد أحداث 1365م، فهجره الرهبان، وبعد ذلك تدهورت أحوال الدير ولم يقم فيه سوى عدد قليل من الرهبان في القرن الخامس عشر الميلادي، ومنذ ذلك الوقت وكان الذي يهتم بالدير هم كهنة كنائس منطقة غرب ملوي، وابتدأت الكثبان الرملية الغزيرة تزحف على الدير.
وقد زاره في هذه الأثناء الأب سيكار سنة 1716، والأب يوليان سنة 1883م، وذكر أن كاهن هور هو الذي كان يهتم بالدير ويقوم بالصلاة فيه. وابتدأت الرمال تغطى معظم مبانى الدير لمدة طويلة إلى ان تمكن القمص متياس جاب الله كاهن كنيسة ابو فانا بقصر هور في أواخر القرن التاسع عشر الميلادي من ازالة الرمال والكشف عن الدير وإعداده للصلاة فيه.
وصف الدير
أول المصادر التاريخية التي بين يدينا عن وصف الدير هو ما كتبه المقريزى (المتوفى سنة 1441م) في خططه وذكر انحصار الرهبنة فيه وكتب في وصف الدير: "دير أبو فانا بحري بني خالد، وهو مبنى من الحجر، وعِمارته حسنة، وهو من أعمال المنيا ويقع في الحاجر تحت الجبل".
وفى سنة 1717م وضع الاب سيكار وصفًا للدير يذكر ما شاهدهُ من الصلبان الكثيرة التي تُزَيِّن حوائط الكنيسة وتمكن من قراءة كتابة باللغة القبطية فيها عبارة "خشبة الحياة"، وهذا تقرير الاب سيكار بالفرنسية:
"رحلت من هذه الأديرة يوم 15 نوفمبر لكي اذهب إلى كنيسة الصليب الفخمة التي تسمى أيضًا دير ابو فانيوس أو الانبا فانيوس وهى نفسها التي أشار اليها "روفان كاهن اكيلية" في مقالاته عن حياة القديسين المتوحدين كنيسة الصليب التي يسميها أيضًا اليونانيون دير الانبا فانيوس، وهى تقع على بعد ست أو سبع فراسخ من ملوى اسفل جبل الغروب. وهى مزينة بأحد وعشرين عمودًا من الرخام من الطراز القوطى. أحد عشر منهم في صحن الكنيسة والعشرة الآخرون يحيطون بالهيكل.
"الحوائط مرسومة من أعلى إلى أسفل بعدد لا يحصى من الصلبان برسومات مختلفة، وبألوان يختلف كل منه عن الآخر الذي يشكل منظر ممتع للرؤية.
"لفت نظري أحد الصلبان وفى أطرافه أربعة ورود مرسومة بشكل جيد جدًا، ويبدو أن هذه الورود مرسومة قبل القرن الثامن قبل فتح العرب لمصر بقيادة عمرو بن العاص ثانى خليفة للمسلمين؛ لأن هؤلاء القادة لا يمكن أن يكونوا قد سمحوا للمسيحيين ببناء مثل هذه الكنيسة لممارسة عِبادتهم فيها. وبحثت بدون جدوى في جميع أنحاء الكنيسة عن مخطوط يفيدني عن تقويمها أو تاريخها فلم أجد إلا في قبة الهيكل الكبير وحول الصليب الكبير هاتان الكلمتان اليونانيتان بحروف كبيرة التي تعنى "خشبة الحياة"".
وهذا يعنى ان الدير كان في حالة جيدة حتى عام 1717م.
وفى سنة مجيء الحملة الفرنسية على مصر (1798-1801 م.) وضع علماؤها وصفًا دقيقًا للدير وذكر فيه البئر والفرن، وأن الرمال غَطَّت مُعْظَم الدير ويسمى الدير باسم (دير الصليب). وكان أول من أطلق عليه هذا الاسم هو ماسبيرو الذي زاره سنة 1883م ودهش من كثرة رسوم الصلبان فيه، كما أن الكنيسة نفسها على شكل صليب.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/Coptic-History/places/monasteries/africa/egypt/abo-fana-mallawy/history.html
تقصير الرابط:
tak.la/yak3sy5