هذه الصفحة بها معلومات عن تاريخ
كنيسة العذراء مريم بأرض الجولف. اضغط على الرابط السابق هنا في
موقع الأنبا تكلاهيمانوت
لقراءة البيانات الرئيسية عن هذه الكنيسة.
شاءت العناية الإلهية أن تلتقي مجموعة مباركة من أولاد
الله فى منطقة أرض الجولف لهم احتياج واحد(1)؛
لهم الروح الواحد ومجتمعين بقلب رجل واحد وعلى فكرة واحدة
.. كانت الفكرة وكان الاحتياج هو بناء كنيسة يتمجد فيها
اسم الرب وتحمل اسم القديسة العذراء مريم .. تكون قريبة من
منازلهم وفى نفس الوقت تخدم المنطقة بأكملها؛ حيث لم تكن
توجد كنيسة واحدة فى منطقة مدينة نصر المترامية الأطراف
والتي يتبعها مكان سكناهم. كان صاحب الفكرة الأول ومحتضن أولى اجتماعاتها فى
بيته هو الأستاذ / جورج متى بقطر .. ومع صديقه الدكتور / نجيب بطرس، شرعا فى
استطلاع إمكانية التنفيذ .. وفى حماس روحى مقدس ، قاما وصلِّيا طالبين المعونة
والإرشاد من الرب يسوع ، وكانت أول جلسة لدراسة هذا المشروع بتاريخ 13 يونيو 1965 م
الموافق 5 بشنس 1681 ش ، وضمت هذين الصديقين ، الذين سجَّلا وقائع هذه الجلسة
المباركة فى محضر مكتوب ، وقرَّرا فيها دعوة كل من يشاركهم إلى الانضمام إليها !
فكان أن أنضم اليهما كل من : الأستاذ / كمال محفوظ - والدكتور / رمسيس كامل -
والمهندس / يوحنا الراهب - والأستاذ / الفريد أبادير .. و هكذا تشكلت منهم لجنة كانت بمثابة النواة التي كان
عليها أن تبدأ عمل الرب برحلة البحث عن أرض تصلح لبناء كنيسة كبيرة تخدم جيلهم
والأجيال القادمة. و كان أيضاً لازما عليهم أن يعرضوا فكرهم هذا على
قداسة البابا كيرلس السادس رئيس الكنيسة فى ذلك الوقت ، طلباً للإرشاد والمشورة؛
فكان ترحيب قداسته بالفكرة كبيراً، وأعطاهم بركته للبدء بنعمة الله ومعونته لتحويل
الفكرة الى واقع ، ودعا لهم بالتوفيق .. و هكذا بدأت هذه اللجنة اجتماعاتها التي كانت تفتتح
وتختتم بالصلاة ؛ فكانت النتائج إيجابية جداً وكانت النعمة متكاثرة جداً ! ” فى قلب
الانسان أفكار كثيرة ، ولكن مشورة الرب هى تثبت” ( أم 19:21) . بدأ البحث عن الأرض فى أكثر من اتجاه .. من خلال شركة
مصر الجديدة للإسكان والتعمير وبين الأفراد من ملاَّك الأراضي ، وبفكر “الكنيسة
الواحدة” بدأ أيضاً التنسيق مع أعضاء لجنتي كنيسة مارمرقس وكنيسة مارجرجس بمصر
الجديدة ، انطلاقاً من الحاجة الى وجود كنيسة تخدم المنطقة الواقعة بين مصر الجديدة
ومدينة نصر ؛ حتى يقوم العمل الروحي على أساس حياة الشركة التي تربطنا جميعاً. و قد تقرر أيضاً فى هذه المرحلة توسيع نطاق اللجنة
بدعوة أعضاء جدد للاشتراك فى الاجتماعات والعمل ؛ فكان أن انضم اليها كل من :
المهندس / جميل رزق الله ، والمهندس / حليم جندى ، والمهندس / سيفين عبيد، والمهندس
/ ميشيل محروس ، والأستاذ / موريس شاكر . وتم اختيار المهندس / يوحنا الراهب
سكرتيراً، والأستاذ/ كمال محفوظ أميناً للصندوق .. و تقرر البدء فى تحصيل اشتراكات لعضوية الكنيسة
ابتداء من أول يوليو 1965 م الموافق 24 بشنس 1681 ش ( عيد دخول السيد المسيح أرض
مصر) . و لم يكن العمل قاصراً على الرجال فقط ، بل كان
للسيدات دور كبير جداً أيضاً .. إذ بَدَأْنَ فى تكوين لجنة للسيدات وتدبير النشاط
الخاص بهنَّ ؛ فكُنَّ فعلاً معيناً ونظيراً للرجال فى إنماء فكرة بناء الكنيسة
وتحويلها إلى واقع، وتعريف مسيحيي المنطقة بها، وكان للجنة السيدات هذه دور كبير فى
جمع التبرعات وإقامة المعارض لصالح سداد الأقساط فى مراحل المشروع المختلفة.
عن الكنيسة
ومثل حبة الخردل ،التي هي أصغر جميع البذور، ولكنها متى نبتت تصير كبيرة تأوي إليها الطيور، كانت هكذا تماماً الشقة الصغيرة التي تم تأجيرها بالدور الأرضي بإحدى العمارات بشارع أحمد تيسير – بنفس الحي – وأطلق عليها اسم “شقة مارمرقس” .. ونمت هذه النبتة الصغيرة .. حيث افتتحت بها فصول مدارس الأحد لأبناء وبنات الشعب المسيحي بالمنطقة،
و كان يشرف عليها المرحوم المهندس/ حليم جندي بصفته أحد أبناء التربية الكنيسة بكنيسة مارمرقس بمصر الجديدة، كما كانت تتم فى هذه الشقة أيضاً جميع الاجتماعات والمناقشات الخاصة بمشروع الكنيسة بعد أن انتقلت هذه الاجتماعات والمناقشات الخاصة بمشروع الكنيسة بعد أن انتقلت هذه الاجتماعات إليها من منزل المرحوم الأستاذ/ جورج متى.
و جاء أخيراً يوم الأحد المبارك الموافق 30 يناير 1966 حينما اجتمع الجميع للاتفاق مع كل من السيد/ رمزى ميخائيل مشرقى والأستاذ / إحسان الجيزاوي، مالكي قطعتي الأرض رقم 7 ورقم 8 من المربع 920 مكرر – منطقة أ – تقسيم مصر الجديدة، لشراء هاتين القطعتين منهما؛ وبعد مناقشات ممتدة وافقا على بيعهما بقصد تخصيصهما لبناء كنيسة على أن يتم سداد كامل الثمن لهما فوراً.
و على غير ترتيب من بشر .. جاء وقت تحركت فيه الأوراق .. وتسلم المرحوم المهندس اللواء / جميل رزق الله ترخيص بناء الكنيسة ؛ إذ صدر به قرار جمهوري بتاريخ 4 فبراير 1975 من السيد/ أنور السادات (القرار الجمهوري رقم 92 لسنة 1975 م. للترخيص بإقامة الكنيسة).. إذ بهذا الترخيص تصبح جميع مراحل التنفيذ قانونية ، ويمكن الاستمرار فى العمل والبناء دون أى قلق.
وقام قداسة البابا شنوده الثالث باعتماد الرسومات النهائية. ومساحة أرض الكنيسة عند الشراء كانت تبلغ 2200 مترًا، وتم دفع ثمن الأرض بالكامل. وتم إرساء حجر الأساس للكنيسة مساء يوم الأحد 25 مايو 1975 م. وقد أُقيمَت كنيسة مؤقتة على مساحة جانبية، وتم إقامة القداس الأول بالكنيسة المؤقتة صباح الجمعة 30 مايو 1975(2). حسبما يأتي شرحه هنا في
كان الجميع توَّاقين إلى سرعة الصلاة فى مبنى لكنيستهم ؛ فقامت لجنة الكنيسة لهذا الغرض ببناء مبنى صغير مؤقت فى الجزء الشمالي الشرقي من الأرض بطول 14 متراً وعرض 6 أمتار ليتسع لحوالي مائة شخص، وقد تمَّت إقامته خلال بضعة أيام ، وتمت عملية بناء الجدران والسقف على يد مقاول من الأخوة المسلمين، رفض أن يتقاضى أجراً بعد أن أتم العمل : ” لقد قمت ببناء بيت للرب” ..!
و فى 29 مايو 1975 م الموافق 21 بشنس 1691 ش ( تذكار السيدة العذراء مريم ) قام قداسة البابا شنوده الثالث بوضع حجر الأساس لهذه الكنيسة .. وأقيم بهذه المناسبة احتفال كبير فى سرادق اتسع لبضعة آلاف ، ودعا قداسته لهذا الحفل الكثير من الآباء الأساقفة الأحبار والكهنة الموقرين، كما دعا رسميين يمثلون أجهزة الدولة. وفى صباح اليوم التالي 30 مايو 1975، أقيم أول قداس فى الموقع برئاسة المتنيح الأنبا تيموثاوس الأسقف العام واشترك فى الصلاة أبونا تادرس البراموسى ( نيافة الأنبا بنيامين أسقف المنوفية حالياً)، وذلك فى المبنى المؤقت الصغير الذي تمت إقامته بالأرض.
و طرحت بعد ذلك مناقصة لتنفيذ بناء الكنيسة، فاز بها المهندس/ حسن درة، الذي بدأ بهمة ونشاط بتوجيهات قداسة البابا وإشراف مهندسي مجلس الكنيسة، فحفر الأساسات تاركا الجزء الذي بنيت عليه الكنيسة الصغيرة وملحقاتها المتواضعة المناسبة.
كان القسط الشهري فى المراحل الأولى للبناء 7000 جنية ( سبعة آلاف جنيه) ، وكان الله يدبرها كل شهر فى موعد سدادها ، ولم يحدث أثناء العمل، ولا لمرة واحدة، أن احتاج مشروع الكنيسة للمال ؛ لقد كانت الأرقام المطلوبة تعتبر ضخمة ، خاصة بمقاييس تلك الفترة، ولكن بركة الرب كانت تفيض بغزارة .. حدث مرة أن اقترب موعد سداد أحد الأقساط ولم يكن يوجد ما يكفى لسداده ، وقبل الموعد المحدد كان الأستاذ / جورج متى واقفا أمام باب الكنيسة، فجاء إليه أحد الأشخاص طالبا مقابلة أحد أعضاء مجلس الكنيسة ، وعندما أعلمه الأستاذ/ جورج بأنة هو شخصياً أحد الأعضاء قام هذا الشخص بتسليمه مظروفاً مغلقاً .. وعند فتح هذا المظروف كان بداخله من المال ما يكفى لسداد قيمة القسط المطلوب بالتمام ! .. حقا .. إن ” بركة الرب هي تبني ولا يزيد معها تعبا” ( أم 10:22) .
كانت عطايا الشعب سخية وتبرعاتهم وفيرة جداً، وكان الجميع سعداء برؤية أعمال البناء تتم وتنمو أمام أعينهم ؛ كانت فرصة اختبر فيها الكثيرون بركة العطاء وبركة العشور؛ “هاتوا جميع العشور إلى الخزنة ليكون فى بيتي طعام وجربوني بهذا قال رب الجنود إن كنت لا أفتح لكم كوى السماوات وأفيض عليكم بركة حتى لا توسع” ( ملاخي 3 :10) .. بل لقد كان البعض عند علمهم بوجود أى عجز مالي يسارعون بسداده من أعوازهم ليستردوه فى أي وقت لاحق .. المهم ألا يحدث تأخير أو توقف فى أعمال المباني بالكنيسة.
و مما يثير التأمل فى كرم عطايا الله وقوة شفاعة القديسة العذراء مريم ما كان يحدث كل شهر فى تلك الفترة؛ حيث كان يتم إلقاء مبلغ من المال لا يقل عن 1000 جنيه بل يزيد فى شرفة منزل المهندس / سيفين عبيد .. ولم يتم التعرف على صاحب هذا التبرع حتى الآن رغم محاولة معرفة شخصيته ! .
و مما يثير التأمل أيضا فى عظمة عناية الله وبركة شفاعة القديسة العذراء مريم أم النور ، ما حدث من معجزات أثناء أعمال المباني ، إذ لم ترض شفيعة الكنيسة القديسة العذراء مريم أن يحدث أي مكروه لأي فرد ممن عملوا فى موقع كنيستها ؛ فقد حدث أن سقط أحد المهندسين التابعين للمقاول فى بئر من الآبار الكثيرة المخصصة للأساسات ، إذ تصادف وقوفه على مقربة من أحد هذه الآبار، وعند حركة منه للخلف سقط واختفى داخل هذا البئر فى لحظات! وأعتقد الجميع أنة قد مات نظراً لعمق البئر الشديد – حوالي 19 متراً – لكن المعجزة كانت فى انتظار الجميع .. فعندما حاولوا معرفة ما حدث له تبين لهم أنة على قيد الحياة ! .. وبعد أن تم انتشاله تبين أن إصابته عبارة عن بعض الكسور البسيطة والتي عولج منها ليعود بعد ذلك إلى موقع العمل سليما معافى !! .. وهكذا تمجَّدَ اسم الرب وظهرت قوة شفاعة القديسة العذراء مريم أم النور .
أما المعجزة الثانية التي نسجلها هنا ، فقد حدثت عندما كانت أعمال التشطيبات قد بدأت داخل الكنيسة، حيث أقيمت السقالات المعدنية الضخمة اللازمة العمل ؛ وحدث أيضاً أن سقط أحد عمال الكهرباء داخل الهيكل الرئيسي من ارتفاع خمسة أمتار تَقْرِيبًا .. لكن إرادة الله بشفاعة أم النور مريم شاءت أن ينجو هذا العامل أيضاً إذ تمّ إسعافه وعلاجه رغم ارتطامه الشديد بالدرج الرخامي للمذبح الرئيسي..!
فى يونيو1977 كان المقاول قد انتهى من بناء الدور السفلي ( قاعة أم النور الحالية ) ، فانتقلت إليه الكنيسة مؤقتاً لتواجه الازدياد المستمر فى عدد أفراد الشعب.
و فى 12 يناير 1982 انتقلت خدمة القداسات إلى الكنيسة الرئيسية التي كان قد تم إعدادها للصلاة ، على أن يجرى عمل الديكورات والأيقونات فى أثناء الاستخدام ، وقد قام المتنيح نيافة الأنبا تيموثاوس، ومعه كاهنا الكنيسة القس يوحنا ثابت والقس بيجول باسيلى ، بافتتاح الكنيسة بتوجيهات من قداسة البابا شنوده الثالث وذلك أيضاً لتغطية الازدياد المستمر فى عدد الشعب .
و جاء يوم 29 مايو 1995 م الموافق 21 بشنس 1711 ش ، حينما قام قداسة البابا شنوده الثالث بتدشين المذابح وشرقيات الهيكل، وأطلق على المذبح الرئيسي اسم “مذبح السيدة العذراء” ، وعلى المذبح الشمالي اسم “مذبح مارمرقس” ، أما مذبح الكنيسة الصغيرة فهو مذبح ” أبو سيفين والأنبا أبرآم” .. وقد أبدى قداسته إعجابه بالديكورات والأيقونات القبطية التي تحتويها الكنيسة ..
_____
(1) عن موقع الكنيسة.
(2) مجلة الكرازة، السنة السادسة، الجمعة 2 مايو 1975 (24 برمودة 1691 ش.) - العدد 18، ص. 3.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/6m93pzk