هذه الصفحة بها معلومات عن تاريخ كنيسة الشهيد مارمينا بفلمنج بالإسكندرية. اضغط على الرابط السابق هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت لقراءة البيانات الرئيسية عن هذه الكنيسة.
قبل البداية، كانت حلمًا في خيال بعض الرجال وبالحب والعزيمة وبالإصرار والجهاد صار الحلم واقِعًا شامخًا.. رائعًا جميلًا. وبعد أن كانت فكرة في عقول هؤلاء الرجال وأشبه بالأمنية الصعبة المنال وصارت حقيقة.. ووجودا حيا بالمكان والبناء وبالأعمال والأبناء.. بكل ما قدمته في حقل خدمة المسيح طوال خمسين عامًا ووهى عمر شبابها الدائم وحركتها الدءوبة, وهى أيضًا عمر خدمتها الحية، وريادتها الأكيدة. وذلك من العام 1948م إلى 1998 م.. والى الأبد بمشيئة الله.
ولنبدأ القصة من الأول..
بداية القصة ليست إقامة كنيسة، وإنما إنشاء جمعية. هي جمعية مارمينا العجايبي – بالإسكندرية. ففي العام 1945 م. قامت جماعة صغيرة من الشباب السكندري الغيور والتفت حول اسم الشهيد المصري مارمينا العجائبي. وكانت هذه الجماعة تسعى بهدف بعث اسم مارمينا العجائبي وسيرته، وتخليد اسمه وذكراه في الإسكندرية، وذلك كرمز من رموز مجد كنيسة الإسكندرية العريقة وتاريخها العظيم. وكان وراء هذه الجماعة في هدفها وفكرها، مشجعًا.. ومعضدًا، ومباركًا.. ومرشدًا، راهب قديس، هو الراهب القمص مينا البراموسي المتوحد، الذي صار فيما بعد البابا كيرلس السادس، وبدافع منه قامت هذه الجماعة من الشباب بإنشاء جمعية مارمينا العجائبي بالإسكندرية والتي كان إلى جانب أهدافها الثقافية السعي لتشييد كنيسة في الإسكندرية باسم الشهيد القبطي مارمينا العجائبي.
وقد سعت هذه الجمعية لتحقيق هذا الهدف حتى تمكنت منه. ويسجل لنا الدكتور منير شكري -وهو أحد أبرز مؤسسي الجمعية ورئيسها الثاني- رحلة السعي لتحقيق هذا الهدف- فيقول: ".. عز علينا ألا تخلد الإسكندرية -مركز كرسي مارمرقس- ذكري ذلك المجد العريق، بإقامة كنيسة فيها باسم مارمينا العجائبي. وكانت هذه البقعة (موقع الكنيسة وملحقاتها) أرضا كبيرة تتوسطها فيلا لسيدة قبطية، تدعي السيدة/ دميانة. وكانت قد وهبتها للبطريركية. واستصدرت البطريركية عام 1927 مرسومًا.. ببناء الكنيسة عليها، ولكن المرسوم ظل في أدراج البطريرقية فقمنا (الجمعية) ندعو إلى بناء كنيسة في تلك البقعة باسم شهيدنا العظيم وتم تكليل عملنا بنجاح.."
وفي العام 1946 تم الاحتفال بوضع حجر الأساس لكنيسة الشهيد العظيم مارمينا العجائبي بفلمنج. وقد صكت الجمعة لهذه المناسبة ميدالية معدنية تذكارا لهذه المناسبة.
وبعد ذلك مباشرة بدأ العمل في بناء الكنيسة بإصرار لا يعرف مهادنة، وجهاد أزال من أمامه كافة العقبات والمعوقات حتى تكلل العمل بإتمام بناء هذه الكنيسة. وقد جاءت جميلة سواء في تصميمها الهندسي الذي استلهم من الكنيسة الأثرية في منطقة مريوط، أو في نقوشها القبطية الأصيلة التي تحلت بها فكانت بكل هذا تحفه معمارية فريدة في طرازها وجمالها.
وكان الدكتور منير شكري – بالتعاون مع القمص منصور البراموسي وكيل بطريركية الإسكندرية في ذلك الوقت والأرخن الفاضل الأستاذ منصور قلاده أنطون – رجل الأعمال السكندري، قد سعوا للاتصال بالدكتور طوجو مينا مدير المتحف القبطي في ذلك الحين، للحصول علي تصريح، من وزارة المعارف العمومية (وزارة التربية والتعليم حاليا) وكانت في ذلك الوقت هي الجهة المسئولة عن الآثار، لنقل أربعة أعمدة من المرمر بقواعدها وتيجانها من كنيسة مارمينا الأثرية بمنطقة مريوط وإقامتها حول مذبح الكنيسة الجديدة وبعد أن نجحوا في ذلك العمل الرائع، قاموا بنقل الأعمدة الأربعة من كنيسة مارمينا الأثرية بمنطقة مريوط، لتكون أثرا خالدا ومباركا من الكنيسة الأولى لمارمينا العجائبي، وخميرة طيبة من أعمال آباء القرن الرابع، إلى الكنيسة الجديدة التي للشهيد العظيم مارمينا العجائبي – بفلمنج.
وبعد حوالي العامين وفي منتصف العام 1948 م. اكتمل البناء ... فكانت الكنيسة رائعة، فقد جمعت الكنيسة في رحابها بين عبق التاريخ ممثلًا في الأربعة الأعمدة الأثرية حول مذبحها المبارك، وبين جمال التصميم والنقوش مكللة جميعًا باسم شهيد المسيح مارمينا العجائبي.
وفي 11 يونيه 1948 م. صدر قرار رئيس المجلس الملي السكندري بتشكيل أول لجنة لها، وكانت تتكون من السادة:
الأستاذ / فريد الفرعوني
الدكتور /عزيز سوريال
الأستاذ / اسكندر فرج عطية
الدكتور / منير شكري
البكباشي / إبراهيم برسوم
الأستاذ / زكى فام
الأستاذ / ملاك ميخائيل
الأستاذ / بانوب حبشي
على أن تقدم اللجنة اقتراحاتها للأستاذ منصور قلاده أنطون عضو المجلس الملي السكندري لتقرير ما يراه.
في 16 يونيه 1948 أقيم أول قداس في كنيسة الشهيد العظيم مارمينا- بفلمنج وكانت فرحه للشعب السكندري حلقت فيها الأرواح متهللة وخشعت فيها النفوس شاكره الله الذي وهبها موضعًا لراحته ومكانًا لحضوره باسم الشهيد المصري مارمينا العجايبي وفي تلك اللحظات تنسم الله رائحة بخور زكيه وأحس المصلون بحضور الله وسط شعبه. وأدركوا كم هي رائعة الكنيسة القبطية بماضيها العريق وحاضرها المشرق ومنذ ذلك التاريخ انطلقت هذه الكنيسة في مسيرتها المباركة.
وفي يونية 1953 قام البابا يوساب الثاني بزيارة الكنيسة وترأس قداس الاحتفال بذكري تكريسها وألقيت الخطب والكلمات والعظات في هذا الاحتفال.
وفى عام 1959 وأيضًا في عام 1960 قام غبطه البابا كيرلس السادس بزيارة كنيسة الشهيد العظيم مارمينا العجايبي بفلمنج وأيضًا قام قداسته بزيارتها وره أخرى في 7 و13 ابريل 1967 وفي أكتوبر 1968 وكأنه في كل هذه الزيارات كان بتفقد -بعد مرور سنين- تلك البذرة التي غرسها عندما دفع جماعه من الشباب السكندري في العام 1945 لإنشاء جمعيه مارمينا العجايبي التي قامت على بناء هذه الكنيسة والتي بذلك تكون تكون إحدى ثمار الأنبا كيرلس السادس فوجد البذرة قد صارت شجرة مباركة، وكرمه مثمره، فصلى في رحابها وبارك شعبها.
وتوالت العوام حتى حظيت كنيسة مارمينا – بفلمنج بزيارات عديدة لقداسه الباب شنوده الثالث، الذي غمرها بفيض محبته ورعايته منذ أن كان أسقفا للتعليم. وعندما جلس على كرس مارمرقس وصار بابا الكنيسة، وراعى رعاتها منحها بركه زيارته، فكانت من أولى الكنائس التي زارها بعد رسامه قداسته بطريركًا بأيام قليلة، وكذلك خصها بعقد مؤتمرات الخدمة في الإسكندرية لسنوات عديدة، والتي كان يرأسها قداسته شخصيًا. كذلك خصها بان تكون أول مقر للكلية الإكليريكية عند إنشائها في الإسكندرية في عهده.
* زار قداسة البابا تواضروس الثاني هذه الكنيسة(1) وقام برفع بخور العشية، وألقى عظة للشعب بعنوان "الامتلاء بالروح"، وذلك يوم السبت 16 فبراير 2013.
_____
(1) مجلة الكرازة، السنة الحادية والأربعون، الجمعة 8 فبراير 2013 (1 أمشير 1729 ش.) - العدد 5 و6.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/v5zmh67