هذه الصفحة بها معلومات عن تاريخ(1) كنيسة الملاك ميخائيل بمنطقة مصطفى كامل بالإسكندرية. اضغط على الرابط السابق هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت لقراءة البيانات الرئيسية عن هذه الكنيسة.
بدايات الكنيسة
الفصل الأول: كانت الأرض خربة وخالية وعلى وجه الغمر ظلمة وروح الله يرف على وجه المياه.
منطقة مصطفى باشا وفي ذات البقعة التي بنيت عليها الكنيسة هي أعلى جزء في مدينة الإسكندرية ولذلك سميت (أبو النواطير) نسبة إلى ارتفاعها. وهى تشرف على ما يسمى حاليًا بمنطقة المعسكر الروماني الذي يتوسط المسافة بينها وبين شاطئ مصطفى باشا.
(النواطير جمع ناطوره وهى المكان المرتفع الذي يستخدم للمراقبة، وهنا نذكر الآية التي وردت في سفر نشيد الإنشاد "جعلوني ناطوره الكروم" أي المكان المرتفع الذي منه يشرفون بالحراسة على الكروم من العصافير وما شابههم.)
وكانت أبو النواطير هي المكان الذي يسكنه قواد الجيش الإنجليزي إبان الاحتلال في عدد من الفيلات الفخمة وعلى ما سمعت ممن كانوا على صلة بالمنطقة من زمن بعيد أنهم كانوا يتابعون كل ما يجرى داخل المعسكر عن طريق النظارات المعظمة.
إلا أنه على أطراف هذه المنطقة الأرستقراطية لابد أن يسكن البعض ممن كانوا يقومون بخدمة هذه الطبقة من خدم وطباخين وسفرجية وسياس للخيل وخفراء... لذلك لا عجب أن تنشأ عشوائيات حولها ويشاء الله أن يكون مدخل الكنيسة في البداية من ناحية هذه المنطقة الفقيرة ومن أضيق شارع بها.
ويبعد موقع الكنيسة عن أقرب وسيلة مواصلات حوالي الكيلومتر أو أقل قليلًا مما يضطر من يحضر إلى الكنيسة أن يمشى هذه المسافة الطويلة، علاوة على التفاف الشوارع فيها مما يعرض الكثيرين ولا يزال للآن إلى فقد الطريق إلى الكنيسة ومع ندره المشاة في الطرق قلما كان يجد الإنسان من يأتنس به علاوة على ضعف إنارة الطرق حولها.
أما عن أرض الكنيسة والتي كانت تحمل رقم 45 من شارع عبد الوهاب أو بيجا فيتا سابقًا فكانت عبارة عن قطعة أرض مساحتها 1000 ذراع أي 562.00 مترًا مربعًا بها مبنى صغير جدًا عبارة عن دور أرضى وصالة ودورة مياه ودور أول علوي وحجرتين للنوم وهذه الأرض مملوكة لرجل من كبار رجال التعليم في ذلك الوقت ويسكن في القاهرة هو المرحوم الأستاذ / ميخائيل توفيق. ويسكن هذه الأرض شخص من مهاجرى قنال السويس مع أهل زوجته وكان يدفع مبلغ خمسة جنيهات شهريًا نظير إقامته وانتفاعه من استغلال الأرض بزراعتها خضارًا وبيع نتاجها ليعيش منه.
الفصل الثاني: فقال الله ليكن نور فكان نور
لم يكن أحد يعلم بأن كنيسة تبنى في مكان ما حتى جاء يوم الخميس الأخير من الصوم الكبير المبارك في 30 برمهات سنة 1687 ش. الموافق 8 إبريل سنة 1971 م. فبدأ ضوء فجر هذه الكنيسة ينفجر وشذى رائحتها الطاهر ينتشر في أرجاء حي مصطفى باشا بصلاة القداس الإلهي الأول على يد الأب القديس الأنبا مكسيموس (مطران القليوبية الراحل) نفعنا الله ببركة صلواته.
وإن كنا نسأل لماذا كان هذا التكتم في هذا العمل الذي يحتاج إلى أيادي الكثيرين؟ فإننا قد تعلمنا على يد أبائنا الحكماء المثل الذي يقول (دارى على شمعتك حتى تنور) لذلك فإن أية فضيلة أو أي عمل روحي يبدأ بالطنين لابد أن يتعرض لحرب شرسة من الشيطان حتى يعوقه تمامًا ومعلمنا الرب يسوع لا يخاصم ولا يصيح ولا يسمع أحد في الشوارع صوته حتى يخرج الحق إلى النصرة.
وهذا ما تم بتوجيه العظيم في الآباء المتنيح القمص بيشوي كامل الذي حينما أحس بأن الله يطلب قيام هذه الكنيسة في هذا المكان إخثار نخبة من الأراخنة والخدام والشمامسة وأمنهم على هذا الأمر كي يبقى في الكتمان بعيد عن سمع حتى أقرب المقربين وكانت هذه اللجنة الأولى وهم:-
المرحوم الأستاذ ميخائيل توفيق نيح الله نفسه
المرحوم المقدس إبراهيم جرجس نيح الله نفسه
المرحوم الأستاذ ميشيل كيرلس نيح الله نفسه
المرحوم الأستاذ إبراهيم عزيز نيح الله نفسه
الأستاذ يانكو حنين
الأستاذ سامي سوس المحامى عضو المجلس الملي الحالي
الدكتور عيسى جرجس سكرتير المجلس الملي الحالي
الدكتور أديب كامل إسحق
وقد تم جمع أول تقدمه بهدوء لكي يبدأ الشماس المبارك والأرخن الفاضل عم فرج أقلاديوس (نيح الله نفسه) ومعه ابنه الفاضل الأستاذ سمير فرج.
لقد كان أبونا بيشوى يسير في كل مشروعاته بدفع من المشيئة الإلهية لا بتخطيط من فطنته العقلية. فلم يكن يبدأ عملًا معتمدًا على أفكاره وخططه بل كان سر نجاحه أن الله نفسه هو الذي يفتح أمامه الطريق ولسان حاله يقول: إله السماء يعطينا النجاح ونحن عبيده نقوم ونبنى "نح 2: 20"،
فكرة إنشاء كنيسة على اسم رئيس الملائكة ميخائيل تجمعت خيوط نسيجها من صوت الله على فم أحباءه وهذا ما تم عندما حضرت يومًا سيدة عظيمة في إيمانها وهى المرحومة / زهور حنا جرجس نيح الله نفسها في فردوس النعيم وقدمت مبلغًا من المال إلى قدس الأب الفاضل القمص لوقا سيداروس في كنيسة مار جرجس بإسبورتنج وقالت له "دول علشان كنيسة الملاك التي سوف تبنوها" ولم يكن يدور في خلد أبونا هذا الأمر في هذا الوقت فقال لها: يعنى ممكن نعمل به هيكل أو مقصورة على اسم رئيس الملائكة الجليل ميخائيل في كنيسة الأنبا تكلا (وكانت قد افتتحت حديثًا وجارى تكملة تأثيثها) فثارت ببساطة قلبها وغيرتها الحارة وقالت "هات الفلوس مدام مش هتبنى كنيسة الملاك" فسمعها أبونا بيشوى وطيب خاطرها وقال لها متزعليش خد يا أبونا خليهم معك لكنيسة الملاك ميخائيل. وكانت هذه أول تقدمه على اسم الملاك والتي استخدمها في إجلاء الأرض عن ساكنها كما سنرى في شرح ذلك عن المعجزات المصاحبة لبناء الكنيسة. هذا أول خيط
أما الخيط الثاني فكان من ناحية المرحوم الأستاذ ميخائيل توفيق وزوجته الفاضلة المرحومة المقدسة / مارى إبراهيم (نيح الله نفسيهما) وهما لم ينجبا أبناءً بالجسد هما أصحاب الأرض التي ذكرناها في الفصل الأول ضمن قطع أخرى يملكها بقية الأسرة وقد باع الجميع ملكهم أما الأستاذ ميخائيل فقد حاول مرارًا بيع هذه القطعة وقد باءت المحاولات بالفشل. ولما كان الأستاذ ميخائيل وزوجته المباركة يقضيان أغلب وقت الصيف في شقتهما في منطقة جليم على البحر تقريبًا وكانا يصليان في كنيسة مار جرجس بإسبورتنج وهما على علاقة وثيقة بأبونا بيشوى.
خطرت على بال الزوجة المباركة فكرة التبرع بالأرض لكي تصير كنيسة على اسم الملاك ميخائيل ولما أفضت بها لزوجها الفاضل استحسن الفكرة جدًا – وعرضاها على أبونا بيشوى فطلب منهما أبونا بيشوى إخراج الساكن الذي كان لا بُد من خروجه وبدون ذلك -كما قال أبونا- لا قيمة لهذه الأرض وفعلًا قام الأستاذ ميخائيل بإخراجه منها (كما سنورد ذلك في المكان المخصص لها). واستخراج رخصة بناء عمارة وتم إيقاف هذه القطعة على بطريركية الأقباط الأرثوذكس لإنشاء كنيسة على اسم الملاك ميخائيل عليها وقد بارك المثلث الرحمات البابا القديس الأنبا كيرلس السادس هذا المشروع بقوله أن هذه الكنيسة سيكون لها شأنًا عظيمًا وذلك بحضور أعضاء اللجنة التي كونها أبونا بيشوى.
ثم بُدأ في أعمال الحفر ووضع الأساسات على يد الأرخن الفاضل المرحوم فرج أقلاديوس وهنا تردد بعض أعضاء اللجنة في استمرار العمل بحجة صغر المساحة وحقارة مدخل الكنيسة وأقترح البعض بيع هذه الأرض وشراء قطعة أخرى في موقع أكثر امتيازًا أما أبونا بيشوي فكان متحمسًا جدًا وقال:
لا يهمكم بكره الكنيسة تكبر وتأخذ اللي حواليها كما أنه من المهم وجود كنيسة في هذا المكان لبعده عن أقرب كنيسة وهى إما مار جرجس إسبورتنج أو مارمينا فلمنج ومع ذلك انصرف البعض غير مقتنع ولولا أن الله تدخل بطريقة لا تقبل المناقشة وأظهر إرادته بقوة لا يقف أمامها إنسان لحدث ما لا يحمد عقباه – فقد إعترض الأستاذ ميخائيل الذي تبرع بالأرض من أجل إقامة كنيسة قائلًا أنه إذا لم يتم الهدف من التبرع بالأرض فأنني سوف أتراجع في إيقافها وترجع لي الأرض مرة أخرى.
وأثناء ذلك كان العمل مستمرًا وإذا بعامل يعثر على قطعة حجرية لها شكل دائري وزخرفها منتظم ومن يتأملها يجد فيها صليب كبير في الوسط وأربعة صلبان صغيرة من حضن أضلاع الصليب الكبير مع حروف يونانية غير واضحة المعالم – وللعلم بالشئ قد وجد مثل هذه القربانة في أثار دير مارمينا بمريوط وقيل أنها كانت توضع قديمًا في أساسات الكنائس والأديرة. وكانت هذه القربانة سببًا في لم شمل الأعضاء ونبذهم للخلاف واقتناعهم بأن هذا المكان معين من قبل الله بإشارة لا تقبل المنازعة.
أما الخيط الثالث فكان الميعاد الذي تفتح فيه هذه الكنيسة. فقد إستمر البناء بكتمان شديد إلى أن أحس الأعضاء بأن رائحة الخبر بدأت تنتشر وكان لابد من الإسراع في الإفتتاح، وكان نيافة الأب المحبوب الأنبا مينا رئيس دير مارمينا (نيح الله نفسه) وكيلًا للبطريركية في الإسكندرية الذي استدعى على وجه السرعة مثلث الرحمات نيافة الأنبا مكسيموس ليفتتح الكنيسة ويصلى أول قداس بها – ولو أن العمل لم يكن قد أكمل بعد إلى الحد المناسب فقد كانت الشَّده الخشبية التي تحمل السقف في الجزء الأوسط من الكنيسة والذي يحتوى على الهيكل الرئيسي المسمى على اسم الملاك ميخائيل مازال باقيًا ولم يتم عمل محارة أو تبليط الأرضية أو تركيب الأبواب والشبابيك... الخ. وعلى الرغم من ذلك لم يكن هناك مفر من البدء في الصلاة.
وهنا نقف وقفة بسيطة مع الجبل الشامخ في الروحانية والأب العظيم في أبوته وحكمته وبساطته نيافة الأنبا مكسيموس – فكان يحلو له دائمًا أن يتحدث بهذا اليوم فكان يقول: عندما إستدعانى أبونا مينا (لاحقًا: المتنيح الأنبا مينا) قال في نفسه لو سألني أحد أنت رايح فين سأقول أنا رياح أبيت عند قرايبى ولما حضرت وكان الترتيب أن أبيت في منزل المقدس إبراهيم جرجس (نيح الله نفسه) لكي أكون قريبًا من الكنيسة لأصلى في فجر اليوم التالي – يشاء الله أن يكون فعلًا المقدس إبراهيم قريبي علشان لا أكون كذاب!
وكان يوم الإفتتاح يومًا بهيجًا الكل فرح جدًا وحضر عدد غير قليل من شعب المنطقة الذين علموا في الليلة السابقة وكانت الصلاة في المذبح الجانبي (البحري) إضطرارًا لعدم استكمال الجزء الأوسط وهو الرئيسي – ومن ترتيب الله المبارك أن يتحدد إسم هذا الهيكل الذي صلى فيه سيدنا الأنبا مكسيموس، إذ عندما تُلى السنكسار cuna[arion إتضح أن هذا اليوم هو تذكار رئيس الملائكة غبريال 30 برمهات 1687 ش. فقال سيدنا إذًا هذا الهيكل على إسم الملاك غبريال بدون مناقشة.
وكان معه في ذلك اليوم أعضاء اللجنة الأفاضل ومنهم طيب الذكر المرحوم ميشيل كيرلس والذي لم يطق فوات هذه الفرصة عليه فترك زوجته الفاضلة في مستشفى الولادة وحضر الاحتفال بالافتتاح وفي آخر القداس قال له سيدنا ياللا يأبو ملاك روح شوف مراتك – وفعلًا تحققت كلمة سيدنا إذ أنجبت زوجته في ذلك اليوم الإبن المبارك ملاك وهو حاليًا عضو في لجنة الكنيسة ليكون خير خلف لخير سلف.
وهكذا كان أول يوم من أيام كنيستنا المحبوب ولا يفوتنا أن نذكر عم عازر إسكندر الذي كان مضطلعًا بتحمل هذه المسئولية بالإشراف على إتمام البناء وبذل فيه جهدًا عظيمًا بكل غيرة وأمانة في خدمة الكنيسة الليل والنهار.
أخيرًا نحن نشكر الله أن كل شيء قد تبدل بشفاعات رئيس الملائكة الطاهر ميخائيل الذي بسيفه الناري يقف في طريق شجرة الحياة التي هي الكنيسة.
وببركة صلوات أبائنا المحبوبين قداسة البابا الأنبا كيرلس السادس والمتنيح القمص بيشوى كامل فقد أضيئت المنطقة بأنوار زاهية حيث يقطن المنطقة أشخاص مرموقين من ذوى المقام الرفيع في الدولة وازداد عدد السكان المسيحيين في المنطقة.أما عن مدخل الكنيسة فقد صار لنا مدخلان آخران من شارعين آخرين علاوة على المدخل القديم.
الفصل الثالث: معجزات مصاحبة لبناء الكنيسة
"والرب يعمل معهم ويثبت الكلام بالأيات التابعة أمين" (مز 16: 20).
الخدمة المسيحية لايمكن أن تنمو إلا في الإتجاه المضاد اختراقًا للمستحيل، وعندما قال السيد المسيح في العالم سيكون لكم ضيق، لم يقل أنه سيرفع الضيق بل قال لكن ثقوا أنا قد غلبت العالم " يو 16: 33" فلا رجاء في نهاية للضيق والألم على الأرض ولكن رجاءنا هو أن نرتفع نحن لكي تبدو أمامنا هذه الضيقات بحجمها الحقيقى أما نحن فإن مستوانا الروحي يكون أعلى من الضيق.
ونحن أمام إقامة خدمة وبناء كنيسة فلابد من مواجهة عواصف وسيقول الرب للريح أسكت وللبحر أبكم فيصير هدوء عظيم ولكن إلى حين ومن المعزى أن نتأمل عمله المعجزى معنا أكثر مما نركز على الآلام التي قد تهز العواطف وتصيب الإنسان بصغر النفس. أما نحن فنشكر الله أننا أحسسنا منذ البداية بيد الله تعمل معنا ليس لقوة أو تقوى في إنسان منا لكن لكي تظهر أنها بالله معمولة ويتمجد الله في الضعف، ومن الطريف أنه حينما كنا نتراجع عن تنفيذ رغبة إلهية كنا نجد الله يتدخل بطريقة أخرى وعن طريق أشخاص آخرين حتى تتم إرادته المقدسة – وكان بذلك يقوى إيماننا – أننا لانعمل من ذاتنا بل هو عمل الله ونحن نقوم بالتنفيذ. وكما أوضحنا سابقًا كيف أن مشروع بناء الكنيسة كان على وشك أن يتحول إلى مشكلة تفتت أعضاء اللجنة أو على الأقل تفت من عضدهم لولا تدخل الله بظهور القربانة.
الملاك ميخائيل يصمم على شراء فيلا رغمًا عن تقاعسنا
قد فتح الرب أمامنا بابًا لشراء منزل مجاور للكنيسة في وقت كانت الكنيسة تجتاز مأزق بسبب الديون ولم نستطيع توفير المبلغ المطلوب، فضربنا صفحًا وتركنا هذا المشروع قائلًا في نفسى أن الله وضعنى في هذا المكان للصلاة والإفتقاد والخدمة أما شراء منزل فليس من شأنى – أما الله الذي يدفع بنا لتنفيذ مشيئته الإلهية وإن كان يبدو في ظاهره عملًا ماديًا إلا أنه كان وسيلة لتقوية إيماننا ولكى نوقن إنه إن لم يبن الرب البيت فباطلًا تعب البناؤون. فقد حرك الرب قلب أحد رجال الأمن الذي كان صديقًا حميمًا لأحد أعضاء اللجنة، وهو الأستاذ المرحوم / ميشيل كيرلس نيح الله نفسه في فردوس النعيم هذا جاء إليه وقال له أنا أعرف إنك تصلى في الكنيسة اللى في مصطفى باشا وهناك بيت معروض للبيع إيه رأيك لو تشتريه وتريحنا من وجع الدماغ. وهنا لم نستطيع أو يستطيع أي شخص أن يقاوم إرادة الله، ومشورته الصالحة. وفعلًا في فترة وجيزة تم الشراء.
وسوف نسرد بعض ما بقى في الذاكرة مما وصل إلينا لتمجيد الله والإحساس الشديد ببركة وتعضيد رئيس الملائكة ميخائيل لهذا العمل ولكى يبقى للأجيال القادمة حتى إذا تأملوه أحسوا بإلهنا الحى العامل حتى الآن ومازال يعمل.
معجزة إخراج الساكن الذي كان يشغل الأرض:
لم يكن من السهل إخراج ساكن خاصة إذا كان المكان الذي يسكنه يتميز بمزايا جذابة ووجود سكن آخر أمر صعب. وكان الأستاذ ميخائيل يفكر كيف يخرجه دون إشكالات وبهدوء ولكن الله الذي يدبر كل الأمور إن كنا نضعها بين يديه -فهو الذي يرتب كل شيء وعلينا فقط أن نبدأ الطريق ونطرق الباب- وفعلًا بلا تردد أرسل الأخ المحبوب الدكتور إسحق كامل (شقيق المتنيح أبونا بيشوى) لكي يعرض على الساكن احتياج عم ميخائيل للأرض لأنه سيبنى عليها بيت وسوف يعطيه مبلغًا من المال يساعده على وجود شقة مناسبة له في مكان آخر فوافق على الفور ولكن كيف يكون هذا؟ لقد كان أهل زوجته يسكنون معه في هذا المسكن الضيق ولم يعرف كيف يتخلص منهم ولما عرض عليه هذا العرض وجد فيه حلًا لمشكلته وخلاصًا من أهل زوجته الذين كانوا دائمى الشجار معه ولكن كيف بطريقة لا تسبب له حرجًا مع أهل زوجته هذا ما طلبه من الأستاذ ميخائيل أن يعرفه به الذي إقترح عليه أن يمتنع عن دفع الإيجار لفترة طويلة ثم يرفع عليه دعوى طرد وعليه يطرد بحكم من المحكمة ويضع أهل زوجته أمام الأمر الواقع دون أن يكون في وضع المذنب أمامهم وفعلًا تم هذا الإقتراح وظل 13 شهرًا بدون سداد الإيجار وفي الجلسة التي لم تستغرق أكثر من دقيقة واحدة سأله القاضى يا إبنى هتدفع وإلا تطرد فأجاب ليس عندى فلوس فحكم في الحال بالطرد... وأخذ المبلغ الذي كانت السيدة المباركة زهور قد أعطته لأبونا لوقا سيداروس وكان هذا أول تقدمه لكنيسة الملاك ومن أجل إقامتها. أما أهل الزوجة فعندما تقاعسوا عن الخروج أحضر لهم البوليس وأخرجهم وهكذا صار المكان مهيئًا لحلول روح الله فيه. ومما يزيد الإقتناع بأنها معجزة – وهذا ما قاله عم ميخائيل نيح الله نفسه – أنه كان يشعر أن الملاك هو الذي أنطقه بهذا الكلام لأنه كان ممكنًا لو ذكر أنه من مهجرى القنال أمام القاضى لما حكم بطرده حتى ولو لم يدفع شيء (لأن مهجرى القنال كانوا بالنسبة للحكومة مشكلة صعبة).
حلم عم هنرى ماضى:
عم هنرى ماضى من أراخنة الكنيسة وهو رجل فاضل ومحبوب من الجميع وكان له حب خاص وعلاقة وطيده مع المرحوم المقدس إبراهيم جرجس – وكان عم هنرى قد استوطن حديثًا بالمنطقة بعد تشييد عمارة فيها وكان يحلو له أن يجلس مع عم إبراهيم في الفرانده يتجاذبان أطراف الحديث في بساطة وسعادة. وعندما قال عم هنرى للمقدس إبراهيم ما رأيك أنا رأيت الليلة الماضية في حلم منظر كنيسة في هذه المنطقة – فقال له كلام في سرك الكنيسة حاليًا جارى بناءها لكن لا تسألنى هي فين (حسب إتفاق أبونا بيشوى مع اللجنة) فمجد الله الذي لايترك أولاده بل يدبر لهم إحتياجاتهم الروحية والجسدية.
وكان عم إبراهيم جرجس يقول لى أنه عندما سكن بالمنطقة وكانت هادئة وجميلة – يقول: أن كل شيء في هذا المكان جميل لكن لو فيه كنيسة كان يبقى أجمل – والكلام لعم إبراهيم – وشوف عمل ربنا لما تصير لنا كنيسة على بعد خطوات من المنزل وكان يمجد الله. وكان عم إبراهيم يحب الكنيسة جدًا فكان قبل إنشاء الكنيسة يذهب يوميًا بلا إنقطاع إلى الكنيسة المرقسية قبل أن يذهب إلى عمله وكان صديقًا حميمًا لقداسة البابا كيرلس السادس. أما بعد إنشاء الكنيسة كان يحرص يوميًا على أن يدخل كنيسة الملاك ليوقد الشموع ويصلى ويحضر معه باقة من الورد من حديقته ويثبتها بجوار الأيقونات.
معجزة شفاء السيدة حرم الأستاذ كريم خليل أقلاديوس من محرم بك:
كما يرويها بنفسه قائلًا: " كانت المدام دائمة الشكوى من إلتهاب في المرارة وكانت لاتستطيع الأكل أو النوم الليل أو النهار وكانت تبكى بُكاءً مرًا من شدة الألم وفي الصباح الباكر لأحد الأيام إستيقظت متهلله وفرحانه وقالت الحمد لله أنا خفيت وقالت إن رئيس الملائكة ميخائيل قد زارها هذه الليلة وبعدها شعرت براحة تامة ولم تعاودها آلام المرارة وبدأت تأكل من المأكولات التي كانت حرومة منها بلا أدنى تعب وفي نفس الوقت قالت أنها ذهبت في الحلم إلى كنيسة الملاك ميخائيل بمصطفى باشا ووصفت لنا الكنيسة ونحن لم نكن قد ذهبنا إليها وبالفعل توجهنا فى الحال ووجدنا نظامها كما وصفته لنا.
إمضاء (كريم خليل أقلاديوس)
تعليق الكاتب:
الأستاذ كريم معروف لدينا وزميل أيام العمل في وزارة التربية والتعليم وهو رجل فاضل وسمعت من السيدة حرمه بنفسى منها هذه المعجزة وقالت أنها رأت الكنيسة لها باب صغير خشبى قديم (باب حديقة) لونه أخضر ولها سور منخفض وعندما دخلت وجدت الكنيسة بالطوب الأحمر وهكذا كان الوضع فعلًا في البداية حين صنع الله معها المعجزة ببركة وشفاعات رئيس الملائكة ميخائيل – وقالت أنها رأت رئيس الملائكة ميخائيل وأمامه ملايكه صغيرين كثيرين وأنها وضعت في صندوق الكنيسة ريال فضة – وقررت أن يحرر لها إشتراك شهرى في الكنيسة.
رؤيا أحد أعضاء الكنيسة:
كانت المساحة التي عليها الكنيسة صغيرة جدًا ولم يكن هناك مكان لممارسة الأنشطة الصيفية للشبان والشابات وبينما الكل يبتهل إلى الله أن يمد يده ويوسع التخوم رأى أحد أبناء الكنيسة المخلصين وخادمها الأمين الدكتور عيسى إبراهيم جرجس في رؤيا الليلة أنه يطل من الشرفة التي كانت بشقته والتي تعلو إلى الطابق الخامس العلوى يتأمل الكنيسة لأنها تقع في دائرة رؤيته وإذ بالبابا القديس الأنبا كيرلس يدخل من أحد البيوت (تم شرائه)المجاورة للكنيسة حاملًا بيده المجمرة وبها بخور ويلف في منطقة الكنيسة ويخرج من بيت آخر (تم شرائه أيضًا). وكان هذا يشير بأن دورة البخور بركة ونبوة على إتساع الكنيسة وإمتدادها ونرجو أن يكون إمتدادًا رأسيًا وأفقيًا.
وفى نفس هذا الموضوع كان المتنيح القمص بيشوى كامل يقول دائمًا "الملاك سوف يفرد جناحاته" وهذا بالضبط ما قاله لمرتل الكنيسة عندما إشتكى قائلًا أن الكنيسة حلوة بس صغيرة.
معجزة الملاك ميخائيل مع المرحومة السيدة جلفدان والدة المرحوم الأستاذ الدكتور على زكى شافعى والتي تسكن 12 سانت جينى وملاصقة للكنيسة:
بعد عودتى من الخدمة في أمريكا إلى كنيستى المحبوبة كان يحلو لي أن أمكث أوقات كثيرة في الكنيسة دون أن يكون بها أحد إلا القليل الذي كانوا يتوافدون فرادى لكى يصلى كل منهم من أجل حاجة له لدى الله ويطلب فيها شفاعة رئيس الملائكة ميخائيل – وذات يوم إلتقيت بفتاه إسمها مارى ميخائيل كانت تأتى كل يوم لتوقد شمعة أمام أيقونة الملاك وعلمت أنها من حى شوتس الذي يبعد مسافة غير قليلة فسألتها ما الذي يجبرك على تجشم أتعاب المسافة الطويلة لكي تحضرى هنا كل يوم؟... فقالت أنها تستذكر دروسها مع زميلة لها في الفيلا 12 شارع سانت جينى وهى حفيده مالكة الفيلا السيدة جلفدان أم الأستاذ الدكتور على زكى شافعى وهى التي تطلب منها أن توقد لها شمعة كل يوم وأنها تريد مقابلتى إن أمكن أذهب إليها وأزورها – وفعلًا لم أتوان في الذهاب إليها رغبة في معرفة السر وراء الشمعة كل يوم من أجلها... فوجدتها سيدة طاعنة في السن وبعد ترحيبها بى طلبت منى الجلوس وقالت لي هل تعلم أن الملاك بتاعكم جه وزارنى هنا؟! فقلت لها إزاى؟ فقالت كنت مريضة جدًا ورفعت عينى فوجدت شخص يجلس أمامى في المكان الذي أنت جالس عليه فسألته عن هويته فقال لي أنا جارك، أنا القديس اللى ساكن جنبك بكره هتصبحى في صحة جيدة.
وفعلًا هذا تم (وللعلم عاشت بعد هذه الرؤيا حوالى 15 سنة أو أكثر) فمجدت الله الذي يتمجد في قديسيه وملائكته (وهذه تم شرائها أيضًا).
الملاك ميخائيل يجهز أيقوناته قبل الإفتتاح:
وهذا ما رواه لي أبونا الموقر القمص لوقا سيداروس بأن شخصًا دخل عليه ومعه أيقونات قديمة للسيد المسيح الملك والسيدة العذراء الملكة وأيقونتان للملاك ميخائيل والملاك غبريال وقال له لقد إشتريتهم من مزاد وأحضرتهم لك لكى تتصرف فيهم فاحتفظ بهم أبونا إلى حين الإفتتاح فكانت جاهزة للتعليق والواقع أن هذه الأيقونات جميلة جدًا وهى مازالت بالكنيسة.
العثور على الهرم المرمري:
بينما كان العمال يحفرون ترانشه في الدور الأرضى في مبنى الخدمات (مواجه للكنيسة) لوضع ماسورة الصرف فإذ بهم يجدون هرمًا من المرمر مربع القاعدة 8.50 سم × 9.50 سم وبإرتفاع 17 سم تقريبًا وعلى كل وجه من أوجهه الجانبية الأربعة صليب بارز. وعندما تأملت ما الحكمة أن يعطينا الرب قربانة فى مكان الكنيسة وهرمًا ذا أربعة صلبان في بيت الخدمات؟ أحسست أن القربانة دليل على مكان العبادة والصلاة أما الصلبان فهم يشيرون إلى لخدمة والتضحية والآلام، ويشاء الله أن يصير هذا البيت مكانًا لأنشطة كثيرة منها حضانة وبيت للمسنين ودارًا لبنات جمعية مارجرجس لرعاية الأمومة والطفولة علاوة على صالة متعددة الأغراض مجهزة لكي تكون صالة للإستذكار والإجتماعات دراسة الكتاب المقدس (أسرة القديس بولس) ومدارس التربية الكنيسة أحيانًا الحفلات بل ومكانًا للعزاء علاوة على وجود مركز للكمبيوتر ومكتبة إستعارية للكتب وخدمة الفاكس.
خلاص الكنيسة من موقف محرج:
كان مدخل الكنيسة وتقاطع الطريق الذي أمامه يختنق بمجموعة من الشبان المنحلين والذين ليس لهم عمل سوى الوقوف على مفارق الطرق وقضاء الوقت في الهزار السخيف مما كان يجعل الداخل إلى الكنيسة والخارج منها وخاصة السيدات والشابات والأطفال يشعر بعدم الإرتياح بسبب إختراقه لهذه الشلة، ومع ذلك لم يكن أمامنا سوى معاملة هؤلاء الشبان بكل ذوق واحترام وكنا نصلى ألا تكون هذه الشلة سببًا في الاحتكاك بأحد المصلين وتعكير الجو بالمنطقة بيننا وبين جيراننا– وكان الموقف حقًا شائك إلىمدى بعيد لدرجة أن أي تصرف سواء بالشدة أو الرخاوة يأتى بعواقب وخيمة. ونشكر الله الذي استجاب لصلواتكم ونحن الضعفاء حتى تم إنقشاع هذه الغُمة تمامًا بكل سلام وهدوء مع احتفاظنا بعلاقات طيبة مع كل الجيران. وكان بين هؤلاء الشبان واحد يتمتع بقسط وافر من الرذالة وحب المعاكسة ومما أذكر حادثة نسردها لكي نمجد الله. ففي ليلة من ليالي أعياد النيروز كنا في في الكنيسة في سهرة صلاة حتى الصباح وبعد منتصف الليلة سمعنا انفجارًا اهتزت له كل المنطقة فخرجنا لكي نجد فناء الكنيسة (ولم يكن إلى هذا الوقت قد تم عمل تندة لتستره) وقد امتلأ من حصى الزلط والعلبة الكبيرة التي كانت تحتويه مع البارود متفحمة ومنفجرة وكانت هذه هديته لنا في عيد النيروز، ونشكر الله أنه لم يُصب أحدًا بشيء إذ لم يكن هناك أحد في الفناء وقت الانفجار. ولما كان الانفجار مدويًا حضر على أثره بعض من الجيران المسلمين المخلصين (ملحوظة: كان كل الجيران المحيطين بالكنيسة من المسلمين) ومنهم من نذكره بالخير المرحوم الشيخ عبد الله قاسم والمرحوم الشيخ عيسى والشيخ محمود الذين إستاؤا جدًا من هذا الفعل وطلبوا منى أن أذهب معهم لعمل بلاغ لدى الشرطة وخاصة أن الذي فعل هذا الفعل كان معروفًا بالذات– فرفضت طبعًا وشكرتهم على مشاعرهم ومراعاتهم لحسن الجوار – وإكتفيت بالإستمرار في الصلاة وإتمام الليلة المباركة – ونحن نشكر الله أن هذا الشاب نزح من المنطقة بعد بيع المنزل الذي كان يقطنه وتم هدمه وبنى بدلًا منه عمارة يسكنها أشخاص متحضرون. وهكذا كانت يد الله قوية ومازالت.
وهنا نذكر أيضًا بالخير عم الحاج على زيدان الذي خدمنا كثيرًا وكان عونًا لنا في كثير من المآزق ذاكرين قول الرب في سفر عزرا " وكل الذين حولهم أعانوهم ". عز 1: 6.
معجزة رئيس الملائكة ميخائيل مع الأستاذ جورج روفائيل المحامى وعضو مجلس الشورى ووكيل المجلس الملي سابقًا:
لقد كان الأستاذ جورج هو المسئول في البطريركية عن تسجيل وقفية أرض الكنيسة على البطريركية لدى الشهر العقاري وقامت بعض العراقيل بسبب تعنت أحد الموظفين على زعم أنها ستبنى كنيسة وبنعمة الله تغلب عليها. وفي أثناء ذلك وبعد ذلك كان يحس بالملاك دائمًا معه يفكر فيه ولا يغيب عنه لحظه وخاصة في اليوم التالي أثناء سفره إلى القاهرة لمهمة قانونية ويرافقه أحد الأشخاص وعند عودته وجد مكانًا لواحد فقط في سيارة أجرة مرسيدس سوداء فاستأذن رفيقه ليسبقه إلى الإسكندرية لارتباطه بمواعيد بها وفعلًا ركب هذه السيارة والتي كانت مسرعة سرعة فائقة. وعند طنطا وقف بهم ليستريح في كافتيريا على الطريق ونزل الجميع وإذا بصديق له اسمه اللواء ألفى المصري التقى به وسأله عن وجهته ولما علم أنه ذاهب إلى الإسكندرية صمم على مرافقته بسيارته الخاصة وفعلًا تم ذلك ووصل إلى المكتب بسلام الله. وبعد حوالي ثلاث ساعات دخل هذا الرفيق الذي تركه في القاهرة إلى المكتب ولما وجده اندهش غاية الاندهاش وأخبره أنه في طريقه إلى الإسكندرية رأى حادثة بالطريق وفيها السيارة المرسيدس السوداء مهشمة تمامًا وكل من فيها قد توفوا فحزن جدًا ظنًا منه أن الأستاذ جورج لابد أن يكون واحدًا منهم. ولما سأله كيف نجا من هذا الموت المحقق أخبره بالصديق الذي صمم أن يركب معه فمجدوا الله والملاك ميخائيل الذي كان يفكر فيه دائمًا ويشعر بقربه. ولما اتصل باللواء ألفى لكي يخبره بالمعجزة أجابه بأن للمعجزة جانب آخر أنه لم يكن يعزم أو يفكر أن يجلس في هذه الكافتيريا المتواضعة لولا صراخ ابنته الصغيرة وتصميمها أن تشرب كوكاكولا من هذه الكافتيريا مع أنها شربت زجاجة قبل ذلك بقليل فليتمجد اسمك يا رب في ملاكك ميخائيل الذي يحرس شعبك وينقذهم من مفاجآت الطرق...
"ملاك الله حال حول خائفيه وينجيهم" (مز 34: 7).
الملاك ينقذ صاحب مصنع لحوم بالإسكندرية من قضية بهائم مسروقة:
إسم الزوج: المرحوم عبده عبد السيد، الزوجة الفاضلة: شورة يوحنا
أيقونة الملاك في صدر قاعة المعيشة بالمنزل أمامها قنديل والزوجة الفاضلة تحرص كل شهر أن تعمل له التمجيد في الثانى عشر من الشهر القبطى منذ زمن بعيد. وكان أبونا متياس روفائيل نيح الله نفسه الطاهرة في فردوس النعيم يقوم بنفسه بعمل التمجيد أحيانًا ويعرف هذه السيدة معرفة جيدة بحبها لرئيس الملائكة ميخائيل وفي اليوم السابق لعيده في 12 بؤونة سنة 1687 ش. أي في 9 يونيو سنة 1971 م. إتصلت هذه السيدة بأبونا متياس تليفونيًا قائلة الظاهر يا أبونا إن الملاك عاوز حاجة منى وبيفكرنى بالتمجيد الشهرى ولما إستفسر عن سبب ذلك قصت له حلم في منامها حيث رأت شخص بإسم عبد الملاك لابس أبيض في أبيض وقال لها أنا أخذت بيت فى منطقة سيدى جابر وسوف أسكن فيه بس محتاج إلى 200 جنيه لواحد يطالبنى بهم. وتبقى تجيبى الدقيق بتاعك تخبزيه عندى (إشارة إلى فطير الملاك) فقالت له أن زوجها في ورطة بسبب شراءه بهايم من تاجر فى بلقاس وكانت البهائم مسروقة وحكمت عليه المحكمة بالسجن وخرج بكفالة فقال لها هو هيطلع براءة بس متنسيش المبلغ الذي طلبته منك – ولم تكن تعلم هذه السيدة ببناء كنيسة في منطقة مصطفى باشا على إسم الملاك ميخائيل الذي تم منذ حوالى 3 شهور فقط – فأجابها أبونا متياس أن الملاك في كنيسة الملاك بمصطفى باشا عاوز منك تبرع فإستغربت وقالت هو فيه كنيسة على إسم الملاك في مصطفى باشا فأجابها والكاهن اللى فيها بلدياتك وسوف تعرفينه وهو فلان فتحققت من صحة رؤياها وحضرت الكنيسة بدون توان أو تأخير وعندما التقت بكاهن الكنيسة وقصت عليه المعجزة وأرادت أن تعطيه تبرع فأرشدها إلى من يأخذه منها وقال لها فعلًا إحنا محتاجين إلى 200 جنيه لشخص يطالبنا بهم وفعلًا حقق الله لها طلبها فحصل زوجها على البراءة وسجن فيها ذلك التاجر اللص – وكان زوجها الخواجا عبده أثناء تواجده في بلقاس رأى أيضًا في حلم نفس الشخص وهو عبد الملاك وقال له أنا عبد الملاك عمدة البلد وأنا معاك هنا لغاية لما تروح معايا.
وهنا نستطيع أن نجزم أن ظهور الملاك هنا لهذه السيدة وزوجها لم يكن من توارد الخواطر عن طريق اللاشعور أثناء النوم لكن كان زيارة حقيقية مشفوعة بحدوث معجزة – بركته المقدسة تكون معنا آمين.
فشل النصاب في الإستيلاء على أرض الكنيسة ببركة الملاك ميخائيل:
ما أكثر لصوص الأراضى في هذه الأيام وهذا الرجل النصاب متمرس وضالع في هذا المجال عندما تقع عينيه على قطعة أرض مهملة يجرى تصرفات وهمية ويحصل بها على حكم من المحكمة يستخدمه في النصب على الناس الأبرياء والاستيلاء على أموالهم. وهذا ما حدث فعلًا ولم نكن ندرى شيئًا لولا أن الله حبسهم ببركة الملاك في أيدينا وخرجوا في خجل وكأن على رؤوسهم الطير سواء هذا النصاب أو المتواطئ معه وهو ذلك المحامى الفاشل والذي للأسف أنه يحمل اسم مسيحي ولكنه من الذين دخلوا الإيمان خلسة كقول الكتاب وهذا ما حدث: كان المرحوم / المقدس عوض أسعد خادم بالكنيسة وموجود بها في يوم خميس صباحًا وإذ بشخص يعرّفه بنفسه أنه المحضر ويسأله عن قطعة الأرض 40 شارع خليل المصري فقال له في الشارع اللى ورانا لكن إنت بتسأل عليها ليه؟ فأخبره أنه سوف يسلمها إلى صاحبها الفلانى (النصاب) يوم السبت بحكم المحكمة. فقال له لكن الأرض دى ملك الكنيسة فقال هو معاه حكم بذلك وإنصرف تاركًا المقدس الذي لم يجد حيله سوى الاتصال بكاهن الكنيسة والذي بدوره إتصل بالأستاذ سامى سوس رئيس اللجنة والمسئول عن الشئون القانونية بالكنيسة فطلب اجتماع اللجنة في نفس اليوم والذي إنتهى حوالى الساعة الثانية عشرة منتصف الليل بعد أن تقرر في هذا الاجتماع أنه جارى عملية نصب على الأرض لكن في إنتظار يوم السبت لكي نرى ما يحدث – ومن ترتيب ربنا المبارك أن يكون حاضرًا في هذا الإجتماع ولأول مرة عضو فيها هو الأستاذ حكيم وهبه الذي عندما عاد إلى منزله إتصل بأخيه وكان هو الباشمحضر ولما أعلمه بمواصفات الأرض علم الموضوع وعرفنا بالتفاصيل التى أفادتنا في إتخاذ الإجراءات الدفاعية وكانت الساعة الواحدة بعد منتصف الليل فجر الجمعة ومن ترتيب الله المبارك أن يكون يوم الجمعة هو الفرصة المواتيه لعمل كل ما نحتاج إليه. فقام الفاضل الدكتور صبرى توفيق بتجهيز عمال وعربات لورى لتنظيف الأرض وإزاله ما عليها من الردم والهيش الكثيف لأنها كانت مهجورة منذ حوالى أكثر من عشر سنوات وقام شباب الكنيسة بهمه شديدة فى تجهيز المكان لكى تصير قطعة الأرض مستخدمة من الكنيسة ومن شعبها شباناً وأطفال – وظل العمل بجهد متواصل حتى صباح السبت وعندما جاء النصاب ومعه رئيس النقطة والمحامى والذى يفترض فيه أن يكون محامى الخصم فظهرا بذلك التواطؤ الذى بينهما – الذين إستقبلهم الأستاذ سامى سوس ومعه الأستاذ سمير منصور المحامى والأستاذان فاخر منصور وعوض محارب محامياً البطريركية وجمع غير قليل من شعب الكنيسة وفتح لهم الأستاذ سامى سوس الذين لما رأوا كل هذا فوجئوا ومع ذلك لم يخشوا بأن يطالبوا بتسليم الأرض فقام المحامون بطلب الاستشكال فى تنفيذ الحكم لأن الأض مسجلة بإسم البطريركية ولديها العقود المسجلة وأثبتوا تواطؤ المحامى مع النصاب والذي كان عرضة لشطب اسمه من النقابة لولا تدخل بعض الزملاء الذين حصلوا منه لقاء ذلك على محضر بالتنازل عن القضية وفعلاً حكمت المحكمة بوقف التنفيذ .
ومن سوء حظ هذا النصاب أنه كان قد قام بعملية نصب أخرى على قطعة أرض أخرى مملوكة للبطريركية بشارع المشير إسماعيل (الذي يصل بين سيدي جابر المحطة إلى سيدي جابر الشيخ) وظهور نصبه فى أرض الملاك فضح عملية نصب على هذه الأرض الأخرى والبطريركية على وشك الحصول على الحكم النهائي باستلام هذه الأرض وإن كانت الآن تحت يدها فعلاً.
وأوجه المعجزة كثيرة منها :-
1- حضور المحضر إلى الكنيسة يسأل عن الأرض جعلنا نستشعر ونتيقظ لما حدث والعلم بعملية النصب وإلا كنا دخلنا فى متاهات لا نعلم مداها .
2- حضوره يوم الخميس بالذات بترتيب إلهى حتى يكون أمامنا فرصة يوم الجمعة لعمل ما يمكن لإثبات وضع يد الكنيسة على الأرض – وهذا دليل مهم على الملكية .
3- دخول عضو جديد فى اللجنة ويكون هو الذى يحدد معالم عملية النصب عن طريق أخيه الذى يشاء الله أن يكون هو الباشمحضر .
4- ولكن ما جاء على أفواه الكثيرين أن الملاك هو الذى فعل هذا لكى نستفيد من هذه القطعة بدلاً من تركها لتكون سبباً في كثرة الحشرات والفئران التي ضج منها الجميع .
وإتماماً لهذه المعجزة أثناء سردى لهذه الأحداث أمام الأب الفاضل القمص مكسيموس وصفى راعى كنيسة السيدة العذراء بمحرم بك وسؤالى له أن يرشدني عن حداد يصنع لنا باب حديد قوى بدلاً من الباب المتهالك الذى كان موجوداً فقال لى أن الباب موجود وجاهز وهذا هدية من كنيسة السيدة العذراء بمحرم بك ونشكر أبائنا الأحباء كهنة كنيسة السيدة العذراء بمحرم بك على كرمهم – وفعلاً تركب الباب العظيم والذي وفر لنا الكثير من المال والوقت – وأفادنا كثيراً .
_____
(1) عن موقع الكنيسة.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/k5khj6t