St-Takla.org  >   Coptic-History  >   CopticHistory_02-History-of-the-Coptic-Church-Councils-n-Christian-Heresies  >   Al-Magame3-Al-Maskooneya
 

تاريخ الكنيسة القبطية الأرثوذكسية

المجامع المسكونية والهرطقات - الأنبا بيشوي

47- الدعوة لانعقاد مجمع أفسس

 

لم تمر مدة طويلة على بداية الصراع النسطوري حتى تم اقتراح عقد مجمع مسكوني لتسويته، وقد طلب ذلك بوضوح كل من الأرثوذكس وأيضًا نسطور. ([1])  ففي خطاب نسطور الثالث إلى البابا كليستين ذكر هذا الأمر، وكذلك أيضًا في خطاب رهبان القسطنطينية إلى الإمبراطور الذي ذكروا فيه شكواهم من سوء معاملة نسطور لهم، واحتوى أيضًا على رغبة ملحة في طلب هذا العلاج الكنسي. ([2]) وصل الإمبراطور ثيئودوسيوس الثاني إلى القسطنطينية يوم  19 نوفمبر عام 430 م.، قبل بضعة أيام من حرومات كيرلس، وأصدر منشورًا عليه اسم زميله الغربي أيضًا أي فالنتينيان الثالث، وموجه لجميع المطارنة فيه يدعوهم  لاجتماع مسكوني في أفسس في عيد الخمسين من السنة التالية ([3]) وأضاف بأن على كل منهم أن يحضر معه من ولايته بعض الأساقفة المساعدين، وأن كل من يصل متأخرًا سيكون مسئولًا مسئولية جسيمة أمام الله والإمبراطور... ([4])

St-Takla.org Image: Icon of the Council of Ephesus 431 صورة في موقع الأنبا تكلا: أيقونة مجمع أفسس عام 431 م

St-Takla.org Image: Icon of the Council of Ephesus 431

صورة في موقع الأنبا تكلا: أيقونة مجمع أفسس عام 431 م

كيرلس () من جانبه وجد أنه من الضروري أن يسأل البابا كليستين عما إذا كان ينبغي أن يُسمح لنسطور بالحضور إلى المجمع المقترح كعضو، أم أن الحكم الذي صدر ضده بالعزل، بعد انقضاء الفترة الزمنية المسموح بها للتخلي علنًا عن معتقده، مازال تأثيره قائمًا. هذا الخطاب مفقود حاليًا، ولكن لدينا رد البابا بتاريخ 7 مايو عام 431 م.، الذي يعطى برهانًا جميلًا على ميوله لمحبة السلام، وفيه يقول بأن الله لا يشاء موت الخاطئ ولكن رجوعه، وبأن كيرلس ينبغي أن يعمل كل ما في وسعه لإعادة سلام الكنيسة وكسب نسطور للحقيقة. وإذا كان نسطور قد عقد العزم ضد ذلك، عليه أن يحصد ما قد زرعه بمساعدة إبليس.([5]) وفى خطاب ثان موجه إلى الإمبراطور ثيئودوسيوس في 15 مايو عام 431 م.، يقول البابا أنه لن يتمكن من حضور المجمع شخصيًا ولكن سيحضره بواسطة مندوبيه. ولا ينبغي أن يسمح الإمبراطور بأي ابتداعات أو تعكير لسلام الكنيسة، وبأنه ينبغي أن ينظر إلى مصالح الإيمان أكثر من مصالح الدولة، وإلى سلام الكنيسة كأهم من سلام الأمم (الدول). ([6]) وفيما يختص بمندوبيه في المجمع، فقد عيّن البابا أسقفين هما أركاديوس وبروجيكتوس ومعهما القس فيليبس وأعطاهم تفويضًا أن يأخذوا جانب كيرلس بالكامل... (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). بعد انتهاء المجمع ينبغي عمل تقييم، إذا انتصر الإيمان القديم، وذهب كيرلس للإمبراطور في القسطنطينية، ينبغي أن يذهبوا هم أيضًا إلى هناك ويسلّموا للأمير الموجزات البابوية. ولكن إذا لم يتم التوصل إلى قرار سِلمى، كان لزامًا عليهم أن يقرروا مع كيرلس ما ينبغي عمله. ([7])  هذا الخطاب البابوي الذي كان عليهم عرضه أمام المجمع بتاريخ 8 مايو عام 431 م.، يشرح أولًا ببلاغة مهمة الأساقفة في أن يصونوا الإيمان الصحيح، ثم في الختام يكمل قائلًا: "على المندوبين أن يحضروا في جلسات المجمع ويطبقوا ما قرره البابا منذ مدة طويلة فيما يختص بنسطور، لأنه لا يشك بأن الأساقفة المجتمعين سيوافقون على ذلك". ([8])

        كما لم يستطع البابا، هكذا لم يستطع أي من الأباطرة الحضور شخصيًا إلى أفسس، لذلك عيّن ثيئودوسيوس الثاني، باسمه الخاص وباسم زميله فالنتينيان الثالث، الكونت كانديدان قائد الحرس الشخصي للبلاط كحامي protector للمجمع. وفي المرسوم الذي وجهه إلى المجمع عن هذا الموضوع، يقول أن كانديدان لن يشارك بطريقة مباشرة في المناقشات على النقاط المتصارع عليها في الإيمان؛ فليس من اللائق أن شخصًا لا ينتمي إلى عداد الأساقفة أن يورط نفسه في فحص وتقرير خلافات لاهوتية.  على العكس من ذلك، كان على كانديديان أن ينقل من المدينة الرهبان والعلمانيين الذين أتوا إلى أفسس أو ينبغي أن يأتوا فيما بعد من قبل حب الاستطلاع، حتى لا تعم الفوضى والبلبلة بسبب هؤلاء الذين لم تكن هناك حاجة إليهم في فحص العقائد المقدسة. وكان عليه أيضًا أن يراقب حتى لا تؤدى المناقشات بين أعضاء المجمع إلى منازعات عنيفة تعوق الفحص الصحيح للحقيقة؛ وعلى النقيض أيضًا كان عليه أن يرى أن كل بيان ينبغي أن يُسمع بعناية، وأن كل واحد يقدم رأيه أو اعتراضاته بدون أي معوقات، حتى يمكن الوصول في النهاية إلى قرار يتخذ بالإجماع بسلام بواسطة المجمع المقدس.  وفوق كل هذا، كان على كانديديان أن ينتبه بألا يحاول أحد أعضاء المجمع الرجوع إلى بلده أو إلى المحكمة أو إلى أي مكان آخر قبل ختام محضر الجلسة.  بالإضافة إلى ذلك كان عليه ألا يسمح بعرض أي خلاف آخر أمام المجمع للحكم فيه قبل تسوية النقطة الأساسية للعقيدة. علاوة على ذلك فقد أعطى الإمبراطور تعليمات بألا يُسمح بتوجيه أي اتهامات مدنية ضد أي عضو في المجمع، سواء أمام المجمع نفسه أو أمام محكمة العدل في أفسس؛ ولكن أثناء هذا الوقت فقط تكون المحكمة العليا في القسطنطينية هي المحكمة المسئولة عن مثل هذه الحالات. وأخيرًا فإن كونتًا إمبراطوريًا آخر هو إرينيئوس سوف يأتي إلى أفسس ولكن فقط لمرافقة صديقه ومحبوب الله الأسقف نسطور، ولذلك لا ينبغي له أن يشارك في جلسات المجمع ولا في مهمة كانديديان. ([9])

وطبقًا للأوامر الإمبراطورية، كان يجب أن يبدأ المجمع في عيد الخمسين الموافق 7 يونيو من عام 431م ([10]) وكان نسطور مع أساقفته الستة عشر بين الأوائل الذين وصلوا أفسس. وكما لو كان ذاهبًا إلى معركة، كان يرافقه عددًا كبيرًا من الرجال المسلحين. ([11]) بعد ذلك بوقت قصير، أربعة أو خمسة أيام قبل عيد الخمسين، وصل كيرلس ومعه خمسون أسقفًا، ونصفهم تقريبًا لهم حق التصويت؛ لا يزال هناك خطابين قصيرين كتبهم إلى كنيسته، واحد منهم كتبه في الرحلة إلى رودس، والآخر كتبه بعد وصوله أفسس مباشرة. ([12]) يقول في الخطاب الأخير بالتحديد أنه ينتظر الافتتاح الفعلي للمجمع بلهفة. وبعد عيد الخمسين ببضعة أيام، وصل جوفينال أسقف أورشليم وفلافيان أسقف تسالونيكي مع أساقفتهم؛ ورئيس الأساقفة ممنون أسقف أفسس، هو أيضًا قد جمع حوله أربعون ([13]) أسقف مساعد واثني عشر أسقفًا من بامفيليا. وبينما كانوا في انتظار وصول الآخرين، دارت مناقشة أولية مستفيضة عن نقطة النقاش، وقد حاول كيرلس بصفة خاصة أن يحاصر نسطور بواسطة أدلة قاطعة وأن يكسب أصدقاء للعقيدة السليمة. وحدث في ذلك الوقت أن سمح نسطور لنفسه أن يصرخ بتعجب قائلًا: "لن أدعو أبدًا طفلًا عمره شهرين أو ثلاثة الله، ([14]) ولن تكون لي صلة بكم مرة أخرى". وفي نفس الوقت أظهر بوضوح طبيعة هرطقته، المعروفة إلى يومنا هذا، وقد حاول بطرق شتى أن يخفيها، وأيضًا أظهر عناده الذي لم يترك أي أمل في إذعانه لقرار المجمع.


[1] Hefele, C.J., quoting Evagrius, Hist. Eccl, i.7

[2] Hefele, C.J., quoting Mansi, t. iv. p.1102, Hardouin, t. i. p. 1335. German in Fuchs, Bibl. Der Kirchenvers Bd  iii. S. 592.

[3] 7th of June 431 A.D.

[4] Hefele, C.J., quoting Mansi, t.iv. p. 1111; Hardouin, t.i.p.1343. German in Fuchs, l.c. Bd. ii . S.603.

سوف نلاحظ أن المؤرخ هيفيلي لا يعطى لقب بابا إلا إلى بابا روما فقط وكان المفروض أن يضعه أيضًا للقديس كيرلس الكبير عمود الدين حامى الإيمان لكن كأسقف كاثوليكي يهمه تعظيم بابا روما فوق كل اعتبار.

[5] Hefele, C.J., quoting Mansi, t. iv, p.1292; Hardouin, t.i. p. 1474.

[6] Hefele, C.J., quoting Mansi, t. iv. P. 1291; Hardouin, t.i. p.1473.

[7] Hefele, C.J., quoting Hardouin, t.i. p.1347; Mansi, t.iv. p.556.

[8] Hefele, C.J., quoting Hardouin, t.i. p.1467; Mansi, t.iv. p. 1283 sqq.

[9] Hefele, C.J., quoting Hardouin, t.i. p. 1346; Mansi, t.iv. p. 1l18. German in Fuchs, l.c. S. 605.

[10] Hefele, C.J., quoting Hardouin, t.i. p. 1435; Mansi t.iv. p. 1230.

[11] Hefele, C.J., quoting Socrates, vii. 34.

[12] Hefele, C.J., quoting Mansi, t.iv. p. 1115 sqq.

[13] Hefele, C.J., quoting Hardouin, t. i. p. 1541; Mansi t. iv. p. 1381.

[14] Hefele, C.J., quoting Socrates, l.c;  Schrockh in his Kirchengesh (Bd. 18, S. 235).


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/Coptic-History/CopticHistory_02-History-of-the-Coptic-Church-Councils-n-Christian-Heresies/Al-Magame3-Al-Maskooneya/Encyclopedia-Coptica_Councils_47-Magma3-Afasos-02-Al-Da3a-Le-En3ekad-Al-Magma3.html

تقصير الرابط:
tak.la/42gsp6n