الجزء الأول من صلاة الصلح الكاهن يصلي ويداه عاريتان إشارة إلى حالة البشرية للعُري حتى إتمام الصلح على الصليب، بسبب الخطية تعرت البشرية في شخص آدم وحواء وبالتالي أبونا يصلي ويداه عاريتان، لأن الكاهن هنا يمثل البشرية التي عانت من عري الخطية فيذكر حالة البشرية قبل إتمام الصلح، هذا هو الجزء الأول. والجزء الثاني الكاهن يمسك اللفافة المثلثة التي فوق الأبروسفارين procverin وتشير هذه اللفافة إلى الأمور التي يعجز الإنسان عن حلها مثلًا كختم بيلاطس، لذلك رئيس الملائكة ميخائيل هو الذي دحرج الحجر، ولما الكاهن يمسك اللفافة المثلثة تشير إلى الحاجز الذي كان بين الله والبشر ويمثل الخصومة التي كانت بين الله والإنسان، لهذا معلمنا بولس في (2كو 5) يقول: "إن الله كان في المسيح مصالحًا العالم لنفسه غير حاسب لهم خطاياهم" لهذا قال السيد المسيح: "سلامي أترك لكم" أي المصالحة، "سلامي أعطيكم، ليس كما يعطي العالم أعطيكم أنا".
أحيانًا يسمون صلاة الصلح، صلاة التقبيل لأنه يعقبها القبلة المقدسة علامة المصالحة كما في (2كو 6): " أي أن الله كان في المسيح مصالحًا العالم لنفسه، غير حاسب لهم خطاياهم، وواضعًا فينا كلمة المصالحة "أي أنه في السيد المسيح تم الصلح، لهذا السيد المسيح لتلاميذه: "سلامي أترك لكم سلامي أعطيكم ليس كما يعطي العالم أعطيكم أنا". وسلام الناس معًا هو ثمرة لسلام الناس مع الله، لذلك الكتاب يقول: "إذا أرضت الرب طرق إنسان جعل أعداءه أيضًا يسالمونه" وهناك وصية لطيفة في (كولوسي 3): "مُذحتملين بعضكم بعضًا، ومسامحين بعضكم بعضًا إن كان لأحد على أحد شكوى. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). كما غفر لكم المسيح هكذا أنتم أيضًا وعلى جميع هذه البسوا المحبة التي هي رباط الكمال" والخطية ظهرت في العري، والعداوة التي أدخلها إبليس ظهرت بين الإنسان وأخيه حينما قتل قايين أخاه هابيل، لذلك يجب أن تكون القبلة المقدسة بعد صلاة الصلح لكي نعلن أن السلام قد عم بين البشر نتيجة سلام الإنسان مع الله، أو نتيجة المصالحة التي تممها السيد المسيح " لذلك بعد صلاه الصلح يرسم الكهنة بكل رتبهم والشمامسة بكل رتبهم، على أساس أن الهدف من الخدمة هو خدمة المصالحة.
من صلاة الصلح إلى آخر القداس يخضع الكاهن برأسه ويقبل المذبح في وقفات معينة، ويده على شكل صليب على صدره، بين الحين والآخر في وقت الخضوع أو السجود، وعند تبادل الخدمة بين الكهنة على المذبح الكاهن لا يترك المذبح إلا لما الكاهن الأخر يستلم المذبح.
بعد ذلك يرفع الأبروسفارين وتُسْتَعْلَن الأسرار المقدسة، وهذا الجزء يُسَمَّى الأنافورا anavora، وكلمة أنافورا تعني "تقدمة" وهي كلمة يونانية، وليتورجية كلمة يونانية تعني "خدمة عامة".
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/3mkzabv