St-Takla.org  >   pub_Bible-Interpretations  >   Holy-Bible-Tafsir-02-New-Testament  >   Father-Antonious-Fekry  >   07-Resalet-Coronthos-1
 

شرح الكتاب المقدس - العهد الجديد - القمص أنطونيوس فكري

كورنثوس الأولى 11 - تفسير رسالة كورنثوس الأولى

 

محتويات:

(إظهار/إخفاء)

* تأملات في كتاب رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس:
تفسير رسالة كورنثوس الأولى: مقدمة رسالة كورنثوس الأولى | كورنثوس الأولى 1 | كورنثوس الأولى 2 | كورنثوس الأولى 3 | كورنثوس الأولى 4 | كورنثوس الأولى 5 | كورنثوس الأولى 6 | كورنثوس الأولى 7 | كورنثوس الأولى 8 | كورنثوس الأولى 9 | كورنثوس الأولى 10 | كورنثوس الأولى 11 | كورنثوس الأولى 12 | كورنثوس الأولى 13 | كورنثوس الأولى 14 | كورنثوس الأولى 15 | كورنثوس الأولى 16

نص رسالة كورنثوس الأولى: كورنثوس الأولى 1 | كورنثوس الأولى 2 | كورنثوس الأولى 3 | كورنثوس الأولى 4 | كورنثوس الأولى 5 | كورنثوس الأولى 6 | كورنثوس الأولى 7 | كورنثوس الأولى 8 | كورنثوس الأولى 9 | كورنثوس الأولى 10 | كورنثوس الأولى 11 | كورنثوس الأولى 12 | كورنثوس الأولى 13 | كورنثوس الأولى 14 | كورنثوس الأولى 15 | كورنثوس الأولى 16 | كورنثوس الأولى كامل

الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح

← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18 - 19 - 20 - 21 - 22 - 23 - 24 - 25 - 26 - 27 - 28 - 29 - 30 - 31 - 32 - 33 - 34

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

هذا الإصحاح يناقش موضوعين:-

1-وضع الرجل والمرأة في الكنيسة.

2-الاستعداد لسر الإفخارستيا.

وغالبًا هو ذكر الموضوعين ردًا على أسئلتهم، وربما ردًا على المشاكل التي سمع أنها حدثت في كورنثوس فأراد أن يعالجها.

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

آية 1:- "كُونُوا مُتَمَثِّلِينَ بِي كَمَا أَنَا أَيْضًا بِالْمَسِيحِ."

هذه الآية عائدة على الإصحاح السابق. وبولس شابه المسيح في أنه لا يطلب ما لنفسه بل ما للناس، وعليهم وعلينا أن نعمل كما عمل الرسول.

 

مقدمة للآيات 2-7

كانت تغطية رأس المرأة عادة شرقية، علامة على خضوع المرأة لرجلها، ومع التحرر الذي نادت به المسيحية، وأن المرأة مثل الرجل في الرب. ظنت السيدات أنهن تحررن من كل شيء، فخلعن غطاء الرأس، فثار الرجال وأرسلوا لبولس شكوى بخصوص هذا الموضوع. وهنا نجد الرسول يؤيد تغطية المرأة لرأسها لا لأهمية غطاء الرأس بل لأهمية خضوع المرأة لرجلها. وهذه كانت مشكلة محلية خاصة بكورنثوس ولم يفرضها على كل الكنائس. وبولس يرى دائمًا الامتناع عن التمرد، والثورات الاجتماعية، (وهكذا تعامل مع موضوع العبيد، وطلب من العبيد الخضوع لسادتهم ليس لأنه يؤيد موضوع العبيد، بل لأنه ضد التمرد على الأوضاع الاجتماعية لكنه يطلب أيضًا من السادة أن يعاملوا عبيدهم كإخوة، ومع إصلاح الداخل بالحب إنتهت قصة العبيد في المسيحية تمامًا). وهنا نجد أن غطاء الرأس عادة شرقية ولكننا نجد الرسول يؤيدها طالما لا تتعارض مع الإنجيل، وستكون سببا في الاستقرار العائلي. وكانت النساء الشريفات يغطين رؤوسهن في ذلك الوقت. ومفهوم الرسول أن المسيحي عليه أن يراعي قواعد المجتمع، فليس كل تقليد في المجتمع خاطئ، ما دام يتناغم مع تعاليم وتقاليد الكنيسة. وفي تحليل الرسول للمشكلة، وجد أن الخضوع بالمحبة منهج لاهوتي أصيل، فنراه موجودا بين المسيح والآب، ووجد أن الملائكة تغطي وجوهها أمام الله، ووجد أن تغطية المرأة لشعرها يجلب السلام والهدوء للأسرة، إذًا فلتخضع المرأة لزوجها في محبة وتغطي رأسها. ولاهتمام الرسول بإستقرار الأسرة سمح للطرف الذي آمن من أسرة وثنية (رجل أو امرأة) ألا يترك الطرف الذي رفض الإيمان حتى لا يضيع إستقرار الأسرة ويتشرد الأطفال.

ونلاحظ أنه كانت هناك عادة في المجتمعات الأممية أن المرأة المنحلة تترك شعرها دون غطاء. ومن هنا جاء المثل الشرقي عن المرأة المنحرفة أنها "دايرة على حل شعرها" وظهر مع فريق النساء اللاتي خلعن غطاء الرأس، فريق من الرجال أرادوا هم أيضًا التحرر فأطالوا شعور رؤوسهم (آية 14). وربما كان هؤلاء وأولئك (نسوة ورجال) من الفريق الذي أدعى أنه تبع المسيح ورفضوا طاعة الرسول أو أي رسول(1كو 1: 12). هؤلاء أساءوا فهم المسيحية والحرية المسيحية، وخالفوا السلوك الوقور بحسب قوانين المجتمع آنذاك.

 

آية 2:- "فَأَمْدَحُكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ عَلَى أَنَّكُمْ تَذْكُرُونَنِي فِي كُلِّ شَيْءٍ، وَتَحْفَظُونَ التَّعَالِيمَ كَمَا سَلَّمْتُهَا إِلَيْكُمْ."

تحفظون التعاليم = التعاليم هنا تعني التعاليم الشفهية وأصلها شيئًا يسلم يدًا بيد أي التقاليد، وهي تعني العقائد والطقوس وخبرات الحياة التي عاشها الآباء القديسين وفقًا لتعاليم الكتاب وسلموها لنا، وهي تظهر في طقوس الكنيسة وصلواتها وتعاليمها (هذا يُظهر أهمية التقاليد). وفي هذه الآية نجد الرسول يمدحهم رغمًا عن معرفته بانحرافهم ليشجعهم قبل أن يهاجمهم فيطيعوه.

تذكرونني = تذكرتم أنني صاحب سلطان رسولي وأرسلتم إليَّ تسألونني.

 

آية 3:- "وَلكِنْ أُرِيدُ أَنْ تَعْلَمُوا أَنَّ رَأْسَ كُلِّ رَجُل هُوَ الْمَسِيحُ، وَأَمَّا رَأْسُ الْمَرْأَةِ فَهُوَ الرَّجُلُ، وَرَأْسُ الْمَسِيحِ هُوَ اللهُ."

نلاحظ هنا الآتي:-

الموضوع الذي يهتم به الرسول ليس غطاء الرأس بل خضوع المرأة لزوجها. فغطاء الرأس مشكلة خاصة بكورنثوس وخضوع المحبة فضيلة مسيحية أساسية.

الرسول لم يرد مباشرةً على سؤالهم حول نزع غطاء الرأس للمرأة. بل بدأ برسم صورة سماوية رائعة، نرى فيها طاعة المسيح (كإنسان) لله وخضوعه له (كرأس للكنيسة). فيقتنعون بموضوع خضوع المرأة لزوجها. ونرى في ذلك أن المسيحية ليست قوانين جامدة بل لها مفاهيم روحية ولاهوتية وراء كل نظام. هنا نرى أن الرسول يرى في خضوع المرأة لرجلها أنه صورة للحياة السماوية حين تخضع الكنيسة كلها لله رأسها. نرى في هذه الآية الأساس الذي يبني الرسول عليه حديثه فيما بعد. ويحدد فيه موقف كل عضو في الكنيسة من بقية الأعضاء. فيقول أن المسيح كخالق لكم جميعًا فهو إذن رأسكم، أي له السيادة والسلطان عليكم ليقودكم لمجده. ولأنه يحملكم جميعًا في جسده، وبكون الآب رأسًا له، فهو يحملكم في جسده إلى طاعة أبيه طاعة كاملة. وبهذا نفهم أن الحرية في المسيحية ليست هي التمرد بل هي خضوع الحب، خضوع المرأة لرجلها في حب وخضوع الكنيسة للمسيح في حب، وخضوع المسيح بكونه رأسًا للكنيسة لله أبيه.

خلق الله الإنسان في صورة مثالية، هي صورة الحب المتبادل. فالله يحب آدم، وآدم يحب الله. وعلامة حب الله لآدم، أنه خلقه في جنة إستمر الله في إعدادها له ألاف الملايين من السنين، وفي بركاته التي يفيض بها عليه. وعلامة حب آدم لله خضوعه التام لله وطاعته في حب لله. وعلى نفس النمط يجب أن تكون صورة العائلة المسيحية، فالرجل يفيض حبا وبذلا لإمرأته، وهي تخضع له بالحب، وبركة هذه الصورة السماوية تظهر في خضوع الأولاد للأم وطاعتهم لها، وخضوعها هي وأولادها للأب.

ولما خالف آدم هذه الصورة المثالية تجسد المسيح ليوحدنا فيه، ويقدم كرأس لنا الخضوع لأبيه ليُعِيدْ هذه الصورة المثالية (1كو 15: 28). وصارت علاقة المسيح بكنيسته صورة لعلاقة الرجل بامرأته (أف 5: 23) فكما تخضع الكنيسة للمسيح هكذا تخضع المرأة لرجلها، وكما أحب المسيح كنيسته وبذل نفسه عنها، هكذا على الرجل أن يحب امرأته ويبذل نفسه عنها، بهذا يكون للبيت المسيحي الصورة السماوية. وكما يأخذ المسيح كنيسته ليقدم الخضوع للآب، هكذا يأخذ الرجل زوجته وأولاده وبيته ليقدم الخضوع لله. بهذه المقدمة العجيبة في هذه الآية، وهذه الصورة السماوية التي رسمها الرسول ليس للمرأة أن تتذمر إذا قال لها الرسول عليكِ أن تخضعي لزوجك، فالابن نفسه خاضع لأبيه، وهما من ذات الجوهر. وكما تخضع كل أعضاء الجسم للرأس هكذا فليخضع كل إنسان للمسيح، وكما يقود الرأس كل الجسد، هكذا فليخضع كل إنسان للمسيح ليقوده. وهكذا فلتخضع كل امرأة لرجلها. ونفهم أن خضوع المسيح للآب هو خضوع الجسد الذي أطاع حتى الموت، موت الصليب(في2: 8) أمّا لاهوتيًا فنفهم أن الآب والابن لهما إرادة واحدة ومشيئة واحدة. ولنضع أمامنا آيتين لشرح الفكرة في معنى طاعة الابن للآب:-

(1) لا يقدر الابن أن يعمل من نفسه شيئا إلاّ ما ينظر الآب يعمل (يو 5: 19).

(2) أنا قد حفظت وصايا أبي وأثبت في محبته (يو 15: 10).

والرب لكي يشرح فكرة وحدة الآب والابن استخدم هنا تعبير ينظر ليشير للتطابق في كل شيء بينهما. لكن الآب يريد والابن هو أقنوم التنفيذ. فالفكرة والإرادة عند الآب ينفذها الابن الذي يراها. فهو واحد مع أبيه. وهما واحد بالمحبة التي هي طبيعة الله.

- أنا في الآب والآب فيَّ = أنا أحب الآب، الآب يحب الابن= كما أحبني الآب = أنا والآب واحد (يو14: 10) (يو14: 31 + يو5: 20) (يو15: 9) (يو10: 30).

من كل هذا نفهم أن طاعة المسيح ناشئة عن الوحدة التامة والتطابق التام مع الآب وهذا ناتج عن المحبة. وعلى نفس النمط نحن نتحد بالمسيح ونثبت فيه بالطاعة والمحبة (يو14: 23 + يو 15: 9، 10). وعلى نفس النمط تخضع المرأة لزوجها بالمحبة.

الْمَسِيحُ رَأْسَ كُلِّ رَجُل = المسيح رأس الخليقة كلها بمعنى أنه بداية كل شيء في الخليقة بصفته خالقها. فبه كان كل شيء. وهو صار رأسًا لكل عضو في الكنيسة خلال بذله لذاته في تجسده وفي صليبه، وصار يحمل الكنيسة كلها في جسده، ويعني هذا أنه يقود كل مؤمن إلى طاعة أبيه لينهي التمرد على الله الذي صار بالخطية، وليُعِيدْ الصورة السماوية المفقودة (1كو15: 28) . ويقال هنا أن المسيح رأس كل رجل لأنه خلق آدم أولًا. وكان آدم في الابن الخالق، والابن في الآب. هذا كان في البدء. ولما سقط الإنسان انفصل عن الله وتجسد الابن ليعيد الصورة كما أرادها الله، ولذلك يطلب منا المسيح "اثبتوا فيَّ". وخرجت حواء من آدم، إذًا هي كانت في آدم. وحقًا المسيح أيضًا رأس للمرأة ولكن الرجل رأس للمرأة قريب ومنظور، والمسيح رأس لها بعيد وغير منظور.

رَأْسُ الْمَرْأَةِ فَهُوَ الرَّجُلُ = فهي أخذت منه وخلقت لتكون معينًا نظيره، وعندما خالف آدم هذه القاعدة وتبع إمرأته سقط وإذ أراد الرب تصحيح الوضع عاقب الرب آدم قائلًا "لأنك سمعت لقول إمرأتك" وعاقب حواء قائلًا "إلى رجلك يكون إشتياقك وهو يسود عليك" (تك 3: 16). ولكن إن أراد الرجل أن يقول أنا رأس المرأة كما أن المسيح رأس الكنيسة فعليه أن يقدم الحب والبذل لإمرأته كما قدم المسيح لكنيسته، فالمسيح صار رأسًا للكنيسة بصليبه. وإذا لم تستطع المرأة أن تخضع لرأسها المنظور فلن تستطيع الخضوع لله غير المنظور.

وَرَأْسُ الْمَسِيحِ هُوَ اللهُ = لاهوتيًا المسيح الابن والآب جوهر واحد، وعندما يقال أن الله رأس المسيح فهذا من باب التمايز الأقنومي بين الآب والابن، فالابن مولود من الآب قبل كل الدهور، نور من نور، إله حق من إله حق، مساوٍ للآب في الجوهر. وكلمة الآب تعني المصدر فالابن يولد من الآب والروح القدس ينبثق من الآب. وجسديًا فالمسيح يحمل كل الكنيسة في جسده، يُكمِّل طاعتها لله أبيه (1كو 15: 28)، كما أنه ينقل إليها فكر أبيه.

وهذا ليس معناه أن المسيح ليس له علاقة بالمرأة (غل 3: 27، 28). أو أن علاقة المرأة بالمسيح تكون من خلال رجلها. ولكن الرأس معناها القيادة والإتحاد فعندما نقول الرجل رأس المرأة فهذا يعني أن المرأة كانت في آدم، وخرجت من آدم وهي بالتالي واحدا مع آدم. وكما كان في البدء، أن الله يحب آدم وعلامة المحبة عطاياه لآدم، وكان آدم يحب الله وعلامة المحبة خضوع آدم لله بالمحبة، هكذا ينبغي أن تكون الصورة السماوية للأسرة المسيحية. الرجل يحب إمرأته ويبذل نفسه عنها، والمرأة تخضع لقيادته في محبة. والرسول هنا يقصد معنى الخضوع بالحب الواجب توافره لقيام حياة الشركة الزوجية بين الرجل والمرأة. ومثال لهذا الخضوع، خضوع الإنسان للمسيح والمسيح للآب. وصلة المرأة بالمسيح لا تعني إلغاء أو نفي علاقتها بزوجها وخضوعها لزوجها. ولا مبرر للزوجة أن تقول أنا مثل الرجل في المسيح، فالمسيح خضع للآب وهما جوهر واحد. والعلاقات الثلاث التي يشير لها الرسول "علاقة المرأة بالرجل، والرجل بالمسيح، والمسيح بالله" هي علاقات توجد فيها شركة حياة. ويهدف الرسول إلى أن يصل، أن على المرأة أن تخضع لرجلها فهو رأسها، وخضوعها يكون بالحب. ورأسها هنا ليس معناه أن يسود عليها في إذلال وعبودية، بل بمفهوم المحبة فعليه أن يبذل نفسه كما فعل المسيح لعروسه الكنيسة وصار رأسا لها. سيادة الرجل للمرأة هي سيادة تنظيمية تقتضيها الحياة الزوجية.

 

آية 4:- "كُلُّ رَجُل يُصَلِّي أَوْ يَتَنَبَّأُ وَلَهُ عَلَى رَأْسِهِ شَيْءٌ، يَشِينُ رَأْسَهُ."

بولس الرسول في تحليله للمشكلة التي أمامه ومحاولة إقناع أهل كورنثوس بالتصرفات السليمة لضمان سلامة الأسرة، اتخذ عدة محاور. فرأينا في الآية السابقة أنه تأمل في الخضوع بالمحبة التي تعلمناها من علاقة المسيح بالآب. وهنا في هذه الآية يلجأ الرسول للمفاهيم الاجتماعية السائدة في كورنثوس فهم يفهمون أن غطاء الرأس علامة خضوع. وهنا يتساءل... وإذا غطي الرجل رأسه فلمن يخضع؟ إذًا هذا لا يصح. وكما أن هذا لا يصح أن يغطي الرجل رأسه، فنستنتج أن على المرأة أن تغطي رأسها فهي يجب أن تخضع لرجلها، فهما معا الرجل والمرأة يمثلان صورة للمسيح مع كنيسته (أف5).

كُلُّ رَجُل يُصَلِّي أَوْ يَتَنَبَّأُ = يتنبأ هنا تشمل قيادة الصلاة والتسابيح وشرح عقائد الإيمان وإعلان مشيئة الله، هنا الرجل يقوم بعمل قيادي في الكنيسة، في العبادات الكنسية، أو هي نبوة فعلًا كما كان أغابوس يتنبأ وبنات فيلبس يتنبأن (لاحظ أنه في آية 5 أنه قيل عن المرأة أيضًا تصلي وتتنبأ. فلا فرق في المواهب بين الرجل والمرأة).

يَشِينُ رَأْسَهُ = (1) قد تفهم رأسه على أنه المسيح، وهو كرجل له أن يمثل المسيح في السلطان والسيادة ويحمل صورة الله ومجده، والمسيح لا يخضع لأحد، وبالتالي تحمل هذه التغطية للرأس معنى رمزي، هو أن الرجل هنا كمن يشعر بالخجل عندما يخدم المسيح ويعبده، وكأنه بهذا أنكر السلطان الذي أعطاه إياه المسيح، من حيث أنه يحمل صورة الله ومجده، ويجب أن يُظهر هذه الصورة وهذا المجد ولا يعمل على إخفائه.

(2) وقد تفهم أنه بهذا يهين نفسه فهو رأس وله ولاية فلماذا يغطي رأسه ولمن يخضع وهو رمز للمسيح.

ملحوظة:- كان اليوناني الذي يقضي وقتًا طويلًا في الفلسفة يطيل شعره ويضع أغطية على رأسه. وربما أن بعض رجال كنيسة كورنثوس قَلَّدُوهم فأطالوا شُعورهم (آية 14) وغطوا رؤوسهم. ولكن معنى الآية أن الرسول ليشرح فكرة خضوع المرأة لرجلها بالمحبة يعقد هذه المقارنة، أي الرجل لا يغطي رأسه فهو غير خاضع لأحد لكن على المرأة أن تغطي رأسها فهي لا بد أن تخضع لزوجها. ولاحظ أن الرسول يأخذ عدة محاور لإقناع النساء في كورنثوس بالالتزام بتغطية رؤوسهن ففي هذا سلام وإستقرار للأسرة. وهذا كان هدف الرسول في الرسالة حينما أمر الطرف الذي آمن (رجل أو امرأة) من الأسرة ألا يترك الطرف الآخر الذي لم يؤمن، وذلك للحفاظ على إستقرار العائلات (راجع الإصحاح السابع من هذه الرسالة).

غطاء رأس الكاهن = في بعض الأحيان يغطي الكهنة رؤوسهم (بالشملة) وذلك لأن الكاهن هنا يُمَثِّل الكنيسة رجالًا وسيدات، فهو بغطاء رأسه يمثل خضوع الكنيسة كعروس للمسيح رأسها العريس. ولكن في معظم الأحيان يضع الكاهن على رأسه إكليلًا في القداس إذ يشعر أنه بذبيحة الصليب قد تُوِّج مَلِكًا روحيًا.

تاج البطريرك = يخلع البطريرك تاجه أثناء قراءة الإنجيل لأن المسيح يتكلم وهو الرأس الحقيقي غير المنظور في الكنيسة، وبهذا يعلن الأب البطريرك أن السيادة المطلقة في الكنيسة للرب يسوع. وفي كل العالم يكشف الرجل رأسه في حضرة مَنْ هو أعظم منه في الرتبة (كما في الجيش) أو المركز (أمام الرئيس أو أمام الملك).

 

آية (5-6):- "وَأَمَّا كُلُّ امْرَأَةٍ تُصَلِّي أَوْ تَتَنَبَّأُ وَرَأْسُهَا غَيْرُ مُغُطَّى، فَتَشِينُ رَأْسَهَا، لأَنَّهَا وَالْمَحْلُوقَةَ شَيْءٌ وَاحِدٌ بِعَيْنِهِ. إِذِ الْمَرْأَةُ، إِنْ كَانَتْ لاَ تَتَغَطَّى، فَلْيُقَصَّ شَعَرُهَا. وَإِنْ كَانَ قَبِيحًا بِالْمَرْأَةِ أَنْ تُقَصَّ أَوْ تُحْلَقَ، فَلْتَتَغَطَّ."

أمّا المرأة التي تصلي وتتنبأ دون أن تغطي رأسها مقلدة الرجل، فأنها في الواقع تشين رجلها (أي رأسها)، فهي تظهر بهذا أنها لا تحترم زوجها وهي تعلن أنها غير خاضعة لرجلها أمام كل الناس، وكأنها تستنكر سلطانه عليها، وغير مهتمة بغضبه، وغير مهتمة بإستقرار أسرتها، فهكذا يفهم شعب كورنثوس الأمر. وهذا عار للمرأة أن تقف في موقف تحدي لرجلها وللمجتمع، ويكون هذا كأنها حلقت شعر رأسها.

وَرَأْسُهَا غَيْرُ مُغُطَّى = مَنْ تغطي رأسها فهي تعلن إحترامها لزوجها وخضوعها له، وفي هذا سلام للأسرة واستمرارًا للمحبة. والمرأة بهذا تظهر أنها لا تزال تحترم وتخضع لترتيب الخليقة الأولى، لأن الله خلق الأنثى خاضعة للرجل. حتى بالرغم من حصول المرأة على كامل حريتها في المسيح، وخلاصها وفدائها ومساواتها للرجل. وهنا نرى أن الرجل والمرأة متساويان في المواهب (فهي تصلي وتتنبأ). الفرق الوحيد هو تغطية المرأة لرأسها تعبيرا عن خضوعها لزوجها، وفي هذا رجوع لترتيب الخليقة الأولى.

لأَنَّهَا وَالْمَحْلُوقَةَ شَيْءٌ وَاحِدٌ = الله هو الذي جعل الرجل رأسًا للمرأة، فتكون خاضعة له، ورفض المرأة لهذا القانون الإلهي:-

فيه تمرد على قانون وضعه الله .

وفيه تمرد على زوجها. وأن تحلق المرأة شعرها لهو شيء غير مقبول ولكنها عبارة فيها حث للمرأة أن تطيع الوصية. والرسول يقصد:-

  1. هي إرتضت أن تظهر بمظهر الرجال أي بغير غطاء للرأس رافضة الخضوع لرجلها،

  2. إذن فلتندفع إلى أقصى مظهر للرجال وتقص شعرها كالرجل،

  3. وإن كان هذا طبعًا قبيحًا للمرأة (فالشعر الطويل هو جمال المرأة) فلتغط شعرها.

  4. عدم تغطية المرأة لرأسها متشبهة بالرجال إعلان عن عدم إعتزازها بجنسها كامرأة،

  5. فتريد أن تتشبه بالرجال.

  6. المرأة المتزوجة لو زنت يحلقون شعرها علامة عار، فهي لا تستحق أن يكون لها زوج. ومن ترفض الخضوع لزوجها ولقانون الله فهذا أيضًا عار عليها. والرسول يتهكم عليها بقوله هذا على من تفعل ذلك، فمن وجهة نظره لا فرق بين الاثنين.

  7. الكاهنات الوثنيات كن يكشفن شعورهن المنكوشة علامة حلول الوحي عليهن حين يقدن الاجتماعات الوثنية. والرسول رأى أنه من العار أن يتشبه النساء المسيحيات بكاهنات الأوثان.

 

آية (7):- "فَإِنَّ الرَّجُلَ لاَ يَنْبَغِي أَنْ يُغَطِّيَ رَأْسَهُ لِكَوْنِهِ صُورَةَ اللهِ وَمَجْدَهُ. وَأَمَّا الْمَرْأَةُ فَهِيَ مَجْدُ الرَّجُلِ."

الرجل لا ينبغي أن يغطي رأسه لأنه من البدء خُلِقَ ليمثل سلطان الله على الأرض، فهو خُلِقَ أولًا وأخذ الكرامة أولًا (تك 1: 26). وإذا كانت المرأة هي أيضًا صورة الله ومجده إلاّ أن هدف خلقتها هو أن تكون معينة للرجل. ومن الطبيعي أن تختفي في الرجل وهذا بطبيعة تكوينها النفسي والجسدي. فالرجل لا يغطي رأسه علامة إعتزازه بالسلطة التي وهبها له الله. الرجل ليس له رئيس منظور يحتشم منه فيقف مكشوف الرأس أمام الله.

الْمَرْأَةُ مَجْدُ الرَّجُلِ = أي هي بطاعتها وعفتها تكون سمعة طيبة لرجلها. وتظهر رجولة الرجل في خضوع زوجته له، وهي تصير مجدًا للرجل إذا حققت إرادة الله في خلقتها وكانت معينة لزوجها، تربي أولاده حسنًا، خاضعة لرجلها، وخضوعها علامة على عدم رغبتها في الإستقلال عن زوجها. وكما أن الرجل هو صورة مجد الله لأنه خُلِقَ على صورته، فالمرأة هي مجد الرجل لأنها مأخوذة منه.

 

آية 8:- "لأَنَّ الرَّجُلَ لَيْسَ مِنَ الْمَرْأَةِ، بَلِ الْمَرْأَةُ مِنَ الرَّجُلِ."

الرجل يتسلط على المرأة لأن الرجل لم يأتي في البدء من المرأة بل العكس.

 

آية 9:- "وَلأَنَّ الرَّجُلَ لَمْ يُخْلَقْ مِنْ أَجْلِ الْمَرْأَةِ، بَلِ الْمَرْأَةُ مِنْ أَجْلِ الرَّجُلِ."

المرأة خلقت لتساعد الرجل وليس العكس. لذلك ففي الكنيسة لا ترأس المرأة الرجل، ولا تُؤخذ نساء في الكهنوت.

 

آية 10:- "لِهذَا يَنْبَغِي لِلْمَرْأَةِ أَنْ يَكُونَ لَهَا سُلْطَانٌ عَلَى رَأْسِهَا، مِنْ أَجْلِ الْمَلاَئِكَةِ."

لَهَا سُلْطَانٌ عَلَى رَأْسِهَا = سلطان = هي عمامة مزينة تلبسها السيدات المتزوجات على رؤوسهن، وهى غير غطاء الرأس للبنات. ومترجمة في الإنجليزية sign of authority ويسمونها سلطان وهي علامة على رئاسة المتزوجات وسلطانهن على البنات. ويقصد الرسول أن يوجه للنساء رسالة، أنكم لو لم تريدوا وضع غطاء الرأس علامة خضوع لأزواجكن، إذاً ضعوه علامة سلطانكن على البنات. ثم ينتقل لنقطة أخرى فيقول، ولو لم تقتنعوا بهذا ولا ذاك، فلتضعوا غطاء للرأس كما يفعل الملائكة أمام الرب.

مِنْ أَجْلِ الْمَلاَئِكَةِ = تأمل جديد للرسول يرى فيه الملائكة يغطون وجوههم أمام الله:-

1- والملائكة يحضرون معنا العبادة، كما نقول في القداس الغريغوري "الذي ثبت قيام صفوف غير المتجسدين في البشر" وفي نهاية القداس يقوم الكاهن بصرف ملاك الذبيحة الذي كان موجودًا طوال القداس. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). والملائكة كما قيل في (سفر إشعياء 6: 2) أنهم يغطون وجوههم أمام مجد الرب رمزًا لخضوعهم. والملائكة تفرح بصورة الكنيسة وقد إستعادت صورتها السماوية الأولى بخضوع المرأة لرجلها وخضوع الجميع لله. والرسول يقصد أن يقول أن على المرأة أن تتشبه بالملائكة، وتُفَرِّحهمْ وتُعيد الكنيسة للصورة التي يريدها الله.

2- الملائكة وهم مخلوقات رائعة الجمال يغطون وجوههم أمام الله فأمام الله كلِّيْ الجمال يخفي الملائكة وجوههم فلا يظهر سوى جمال الله. كأنهم يقولون "جمالنا يا رب هو أنت"، هم لا يتفاخرون في حضرة الله بجمالهم فهم يعلمون أن الله مصدر هذا الجمال. وهكذا على المرأة في الكنيسة أن تغطي شعرها علامة جمالها فلا تتفاخر بجمالها أمام الله، بل تفعل ما يفعله الملائكة. ولاحظ أنه في العهد القديم ذُكِرَ كثير من النساء الجميلات وكثير من الرجال الأقوياء أما في العهد الجديد فلم نسمع عن أي امرأة أنها جميلة، ولم نسمع عن أي رجل أنه قوي، وهذا لأن ربنا يسوع المسيح صار هو جمالنا وقوتنا.

 

آية 11:- "غَيْرَ أَنَّ الرَّجُلَ لَيْسَ مِنْ دُونِ الْمَرْأَةِ، وَلاَ الْمَرْأَةُ مِنْ دُونِ الرَّجُلِ فِي الرَّبِّ."

قارن مع (غل 3: 27، 28). وهذه حتى لا يتمادى الرجال في فرض سيطرتهم على النساء. وليفهم الرجل أنهُ وُجِدَ بالمرأة أي والدته. لكن مفهوم الكلام أن الرسول يريد أن تستقيم البيوت في نظام بلا تشويش.

في الرب = فَكِلاَ الرجل والمرأة يختفيان في المسيح الرب ويعملان معًا خلال الرأس الرب يسوع لأجل بنيان الكل.

 

آية 12:- "لأَنَّهُ كَمَا أَنَّ الْمَرْأَةَ هِيَ مِنَ الرَّجُلِ، هكَذَا الرَّجُلُ أَيْضًا هُوَ بِالْمَرْأَةِ. وَلكِنَّ جَمِيعَ الأَشْيَاءِ هِيَ مِنَ اللهِ."

المرأة جاءت من الرجل، والرجل مولود من المرأة. إذن كلاهما في مستوى واحد. وبهذا يصبح مفهوم رئاسة الرجل هو التزام وبذل وحب الرجل لامرأته، هو تنظيم داخل الأسرة ويصبح مفهوم خضوع المرأة هو تعاون وحفظ روح الوحدة

ولكن جميع الأشياء هي من الله =

1) كل المخلوقات تدين في وجودها وفي أصلها لله، خالق الكل، فلا معنى لانتفاخ أحد على الآخر أي الرجل على المرأة.

2) ليس من حق أحد أن يعترض على مشيئة الله، أي على الهيئة التي وُجِدَ فيها رجل كان أو امرأة، أو يعترض على القوانين التي أوجدها الله لنسير عليها.

 

آيات 13، 14، 15:- "احْكُمُوا فِي أَنْفُسِكُمْ: هَلْ يَلِيقُ بِالْمَرْأَةِ أَنْ تُصَلِّيَ إِلَى اللهِ وَهِيَ غَيْرُ مُغَطَّاةٍ؟ أَمْ لَيْسَتِ الطَّبِيعَةُ نَفْسُهَا تُعَلِّمُكُمْ أَنَّ الرَّجُلَ إِنْ كَانَ يُرْخِي شَعْرَهُ فَهُوَ عَيْبٌ لَهُ؟ وَأَمَّا الْمَرْأَةُ إِنْ كَانَتْ تُرْخِي شَعْرَهَا فَهُوَ مَجْدٌ لَهَا، لأَنَّ الشَّعْرَ قَدْ أُعْطِيَ لَهَا عِوَضَ بُرْقُعٍ."

هَلْ يَلِيقُ بِالْمَرْأَةِ... = أي هل يليق بالمرأة التي تقف لتصلي أن تكون في وضع ثورة على التقاليد والأنظمة التي وضعها الله والتي يؤمن بها مجتمع كورنثوس، وهل تستطيع أن تقف المرأة أن تقف لتصلي وهي تعلم أنها أشعلت نيران الغضب في قلب زوجها. لكن على المرأة التي تصلي أن تقف في وقار أمام الله والناس، خاضعة لله ولزوجها صانعة سلاما في بيتها. لا تبحث عن أن تظهر جمالها وزينتها بل تقف في إحتشام مخفية جمالها فيظهر جمالها الإلهي، وتظهر عليها نعمة الله. ونلاحظ أنه حتى النساء اليونانيات الوثنيات غطين رؤوسهن، فهل لا يفعل هذا النساء المسيحيات.

الرَّجُلَ يُرْخِي شَعْرَهُ = (راجع تفسير آية 4) بعض الرجال فعلوا هذا بدعوى التحرر.

فَهُوَ مَجْدٌ لَهَا = شعر المرأة قد أعطى لها كغطاء طبيعي تغطي به رأسها، شعر المرأة هو جمالها لذلك يجب تغطيته حين تقف أمام الله، معلنة أن الله هو جمالها الحقيقي، وحتى لا تلفت الأنظار وقت الصلاة فتكون سبب عثرة وتشتيت للموجودين.

عِوَضَ بُرْقُعٍ= فالمرأة الصلعاء لا منظر لها ويجب أن تضع برقعًا أي غطاء على رأسها. لكن مجد المرأة وزينتها يمكن أن تعبر عنه المرأة بشعرها، والمرأة التي تقصد من إرخاء شعرها دون أن تغطيه التزين والبهرجة، فهذا الأمر لا يليق ببيت الله. فأمام الله يجب أن يشعر الرجل بضعفه ولا يقف ليتفاخر أو شاعرا بقوته، وهكذا على المرأة أن لا تشعر بجمالها أمام الله. فليتباهى الرجل بقوته إن أراد أمام البشر، ولتتباهى المرأة بجمالها أمام زوجها، لكن نقف جميعا في إنسحاق أمام الله فهو قوتنا وجمالنا.

 

آية 16:- "وَلكِنْ إِنْ كَانَ أَحَدٌ يُظْهِرُ أَنَّهُ يُحِبُّ الْخِصَامَ، فَلَيْسَ لَنَا نَحْنُ عَادَةٌ مِثْلُ هذِهِ، وَلاَ لِكَنَائِسِ اللهِ."

يحب الخصام = يقصد الجدال لإثبات حق المرأة في كشف شعرها بعد ما قلناه، إن كان بينكم من لا زال يريد كثرة المباحثات والانقسام في هذا الموضوع الواضح، ففي كنائس الله لا توجد لنا مثل هذه العادة في الشقاق وكثرة الجدال والخصام. بولس الرسول رسم الصورة الصحيحة ويقول... من هو غير مقتنع ويريد الشجار، فانا أقول لهُ ونحن لم نتعود على ذلك.. من أراد أن يقبل فليقبل.

 

آيات 17، 18، 19: - "وَلكِنَّنِي إِذْ أُوصِي بِهذَا، لَسْتُ أَمْدَحُ كَوْنَكُمْ تَجْتَمِعُونَ لَيْسَ لِلأَفْضَلِ، بَلْ لِلأَرْدَإِ. لأَنِّي أَوَّلًا حِينَ تَجْتَمِعُونَ فِي الْكَنِيسَةِ، أَسْمَعُ أَنَّ بَيْنَكُمُ انْشِقَاقَاتٍ، وَأُصَدِّقُ بَعْضَ التَّصْدِيقِ. لأَنَّهُ لاَ بُدَّ أَنْ يَكُونَ بَيْنَكُمْ بِدَعٌ أَيْضًا، لِيَكُونَ الْمُزَكَّوْنَ ظَاهِرِينَ بَيْنَكُمْ."

بدأ هنا الرسول يناقش مشكلة أخرى، وهي الشقاقات التي كانت تحدث بينهم في الكنيسة. والرسول لا يمدحهم على هذا. فبينما كان المفروض أن يكون هدف اجتماعاتهم ازدياد المحبة بينهم، وبناء بعضهم البعض = أي للأفضل صارت اجتماعاتهم للأردإ = بسبب الشقاقات صاروا ينحدرون روحيًا، بل يؤذون مشاعر بعضهم البعض. ولكنني إذ أوصي بهذا = أنا أوصيتكم وأوصيكم بأن تجتمعوا في محبة وذلك لبنائكم الروحي وليس في وجود شقاقات.

أصدق بعض التصديق = أميل للتصديق. لأنه لا بد أن يكون بينكم بدع = قارن مع (مت 18: 7 + 2 بط 2: 1، 2). فالرسول يعلم أن إبليس الذي لا يهدأ سيحارب قطيع المسيح وهدفه كسر وحدة الكنيسة التي في المسيح، فكل مملكة منقسمة على ذاتها تخرب. ولكن الذي يخرج من الجافي حلاوة، نجد أنه حين قامت البدع والهرطقات كان هذا فرصة لظهور الإيمان الحقيقي وثباته عبر الأجيال، فما كان قانون الإيمان سيكتب ويظهر للنور لولا هرطقة أريوس وغيره. وعلى صخرة الإيمان تكسرت كل محاولات إبليس. لقد سمح الله بظهور رداءة البعض وضلالهم. هؤلاء الذين ينشقون لكي تظهر أيضًا فضائل الآخرين وقداستهم. هؤلاء المحبون للوحدة والعاملون لأجل سلام الكنيسة وبنيانها = ليكون المزكون ظاهرين بينكم

 

آيات 20، 21، 22:- "فَحِينَ تَجْتَمِعُونَ مَعًا لَيْسَ هُوَ لأَكْلِ عَشَاءِ الرَّبِّ. لأَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ يَسْبِقُ فَيَأْخُذُ عَشَاءَ نَفْسِهِ فِي الأَكْلِ، فَالْوَاحِدُ يَجُوعُ وَالآخَرُ يَسْكَرُ. أَفَلَيْسَ لَكُمْ بُيُوتٌ لِتَأْكُلُوا فِيهَا وَتَشْرَبُوا؟ أَمْ تَسْتَهِينُونَ بِكَنِيسَةِ اللهِ وَتُخْجِلُونَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ؟ مَاذَا أَقُولُ لَكُمْ؟ أَأَمْدَحُكُمْ عَلَى هذَا؟ لَسْتُ أَمْدَحُكُمْ!"

بدأت الانشقاقات بينهم في ولائم الأغابي `agapy التي كانت عبارة عن عشاء عادي يعقبه سر الإفخارستيا. وكانوا يبدأون بالأغابي علامة المحبة بينهم ولنشر المحبة بينهم أع 2 : 42. ولنرى الآية:-

يواظبون على تعاليم الرسل

 

والشركة

 

وكسر الخبز

 

والصلوات

     

هي خدمة قداس الكلمة أو قداس

الموعوظين وهذا ما كان مسموحًا بحضوره للموعوظين لأن كلمة الله تطهر المؤمن.

(حاليًا هو قراءات البولس والإبركسيس والكاثوليكون والإنجيل والعظة)

  هذه هي الأغابي، هي طعام الشركة الذي لا بد أن يذوب فيه الغني مع الفقير. وللأسف لم يحدث هذا مع أهل كورنثوس.   الإفخارستيا  

ثم الصلوات والطلبات

 

ولكن نرى فيما حدث في كورنثوس من أخطاء، أن الذين قبلوا الإيمان لم يتحولوا في يوم وليلة إلى أناس كاملين، بل كانوا في حاجة إلى إرشاد مستمر.

ومعنى آية 20:- أنه لم يعد لهم صورة مقدسة تليق بعشاء الرب.. لماذا ؟ كان هدف عشاء الأغابي هو إعلان الوحدة بينهم، فكان كل فرد يأتي بحسب استطاعته بقدر من الطعام. لكن الأغنياء كانوا يأتون بالكثير والفخم ليأكلوه هم. ويتركوا الفقراء جائعين فاختفى بهذا معنى الشركة والوحدة في الرب يسوع، وَسبَّبَ هذا خجلًا للفقراء وإهانة للرب يسوع وَسبَّبَ انقسامات وشقاقات بينهم. ومعنى كلام الرسول أنه عندما تجتمعون في الكنيسة أي في مكان العبادة وأنتم على هذا الحال من الانقسام، فإنه لا يمكن أن تتقدموا للاشتراك في عشاء الرب دون أن تتعرضوا للدينونة، أي لن يكون في تناولكم من عشاء الرب ما يفيدكم. ولذلك فالرسول ينصح بسبب هذه الشقاقات أنهم يفصلوا ما بين الأغابي والإفخارستيا، فكل واحد يأكل في بيته ثم يأتون للقداس (قارن مع 2بط 2: 13 + يه 12 + 1كو 10: 31، 32 + يع 2: 6)

رأيت في روسيا حلًا لهذا الإشكال. توضع مائدة كبيرة عند باب الكنيسة وكل واحد يدخل للكنيسة يضع على هذه المائدة لفافة مغلفة بورق لا يظهر ما بداخلها ويتركها ويدخل للكنيسة، ثم بعد نهاية القداس والتناول يخرج المصلون وإذا بمائدة عليها من كل الأصناف، دون أن يعرف أحد من الذي أتى بشيء، ومن لم يأتي بشيء، والكل يأكل في محبة من مائدة الأغابي هذه بعد صلوات شكر يتلوها الكهنة على هذه المائدة.

ولقد ظلت الإفخارستيا مرتبطة بالأغابي طيلة القرن الأول، ثم أصبحت طقسًا منفصلًا. وغالبًا كان انفصالهم ناتجًا عن دعوة بولس الرسول هنا. وذلك لأن الناس لم يلتزموا بأصول المحبة. وَاحِدُ يَجُوعُ وَالآخَرُ يَسْكَرُ = هنا خطيتان، أن يترك أحد أخاه جائعًا، فهذا خطية. أما الثانية فإنه يظل يشرب حتى السكر. يَسْبِقُ = فالأغنياء يسبقون الفقراء. عَشَاءَ نَفْسِهِ = أي ما أتى به من منزله من مأكولات فخمة. أَفَلَيْسَ لَكُمْ بُيُوتٌ = الأفضل من الأغابي بهذه الصورة التي تسبب شقاق أن تأكلوا في بيوتكم.

 

آيات 23، 24، 25، 26:- "لأَنَّنِي تَسَلَّمْتُ مِنَ الرَّبِّ مَا سَلَّمْتُكُمْ أَيْضًا: إِنَّ الرَّبَّ يَسُوعَ فِي اللَّيْلَةِ الَّتِي أُسْلِمَ فِيهَا، أَخَذَ خُبْزًا وَشَكَرَ فَكَسَّرَ، وَقَالَ: «خُذُوا كُلُوا هذَا هُوَ جَسَدِي الْمَكْسُورُ لأَجْلِكُمُ. اصْنَعُوا هذَا لِذِكْرِي». كَذلِكَ الْكَأْسَ أَيْضًا بَعْدَمَا تَعَشَّوْا، قَائِلًا: «هذِهِ الْكَأْسُ هِيَ الْعَهْدُ الْجَدِيدُ بِدَمِي. اصْنَعُوا هذَا كُلَّمَا شَرِبْتُمْ لِذِكْرِي». فَإِنَّكُمْ كُلَّمَا أَكَلْتُمْ هذَا الْخُبْزَ وَشَرِبْتُمْ هذِهِ الْكَأْسَ، تُخْبِرُونَ بِمَوْتِ الرَّبِّ إِلَى أَنْ يَجِيءَ."

ربما يقصد الرسول أن يقول "إن كان المسيح قد َقدَّمْ لأجلكم جسده المكسور، فكيف يا أغنياء تحرمون الفقراء من طعامكم الجيد وتأكلونه أنتم وينفرد كل واحد بعشائه المادي الزائل. ويقصد الرسول أن ما يقدم على مائدة الإفخارستيا هو جسد المسيح ودمه فعلًا، فهل يتفق ما تفعلونه مع جلال سر الإفخارستيا الذي تسلمته من الرب. تسلمت من الرب = ربما في أحد الإعلانات وإذا كان بولس قد تسلم السر هكذا فإنه يلزم إقامة السر كما قدمه السيد تمامًا، لأن خادم السر الخفي هو المخلص نفسه القادر أن يقول "هذا هو جسدي وهذا هو دمي" خبزًا = Artos وباليونانية: Áρτος = خبز مختمر leavened loaf وليس فطيرًا. وشكر = اشتقت منها كلمة إفخارستيا أي الشكر.

لِذِكْرِي = باليونانية هي "أنا منسيس" وتترجم بالإنجليزية RECALLING وليس REMEMBERANCE. ومعنى الكلمة دخول حقيقي واستعادة حقيقية لما نتذكره، بدخول حقيقي في كل مقدراته وملابساته. فهي لا تعني مجرد ذكرى لأمر نتطلع إليه غائبًا عنا، إنما ليتحقق حضور الله الحي العامل في حياة المؤمنين، حضور ما نصنع له الذكرى. الإفخارستيا إذن هي ذبيحة حقة حاضرة وعاملة، هي ذكرى فعالة، هي كرازة عملية بموت الرب الذي به وحده الخلاص. وكمثال على ذلك من العهد القديم حينما حفظ موسى جزء من المن ليريه لبني إسرائيل، فالمن ذكرى عينية أي من نفس الشيء الذي يشار إليه بالذكرى، أي أن الخبز هنا هو نفس جسد المسيح والخمر هنا هو نفس دم المسيح. ولا محل للاعتقاد البروتستانتي بأن الخبز والخمر هما مجرد ذكرى أو هما رمز للجسد والدم. فالذكرى هنا ليست مجردة بل تذكر حقيقي بكل مفاعيله. ولو كان الأمر مجرد ذكرى لما غضب الرسول من إهمالهم، ولما إستدعى الأمر أن يكون غير المستحق مجرما ويمرض ويموت. والكلام الآن موجه لشعب كورنثوس ... هل في شقاقكم ومنازعتكم وأكلكم بشراهة تذكرون وتخبرون بموت الرب وصليبه.

جَسَدِي الْمَكْسُورُ = هذا البذل تحقق على الصليب. ولكنه عمل دائم قدمه المسيح لكنيسته لتتمتع في هذا السر بعمل الصليب، وهذا مستمر عبر الزمن ولنهاية أيام الكنيسة على الأرض، والمسيح حاضر في كنيسته دائما لتتمتع بالخلاص، بل أن المسيح قدم جسده المكسور إلى تلاميذه، حتى قبل الصليب. وكان ذلك ليلة العشاء السري.

هي العهد الجديد = العهد القديم تثبت بدم الذبائح الحيوانية، أما العهد الجديد فلقد تثبت بدم ابن الله. فإنكم كلما أكلتم = إذًا هذا الطقس سيتم تكراره وللأبد في الكنيسة لنذكر ونبشر ونعترف بموت المسيح على الصليب. وواضح من كلمات الرسول هنا ومن كلمات السيد المسيح نفسه (مت 26 : 26-28). إن ما قدمه المسيح لتلاميذه في هذه الليلة كان جسده ودمه فعلًا. وكون المسيح يقدم جسده قبل صلبه فهو كأنه قد ذبح نفسه قبل أن يذبحه العالم، هو صلب بالنية، هو صلب نفسه قبل أن يصلبه العالم وإذا كنا نقبل أن المسيح قد قَدَّم جسده ودمه لتلاميذه قبل الصلب، فهل لا نقبل بالإيمان أن يقدمه لنا الآن. وهل كان التلاميذ أكثر احتياجا منا ليقدم لهم جسده ودمه ثم يعطينا رمزًا فقط نأكله. هو يُعْطَى لغفران الخطايا (مت26: 28) فكيف يغفر الرمز الخطايا، بل ما يغفر الخطايا هو دم ذبيحة حقيقية. وهذا هو جسده متحدًا بلاهوته، حتى يعطينا حياة أبدية، وتكون قوة القداسة التي فيه قادرة على تقديسنا، حينما يتحد جسده بجسدنا. تخبرون = تخبرون البشر وكل من يسمع. إلى أن يجيء = تقام القداسات ونعمل سر الإفخارستيا حتى المجيء الثاني للكرازة ولمغفرة الخطايا.

 

آية 27:- "إِذًا أَيُّ مَنْ أَكَلَ هذَا الْخُبْزَ، أَوْ شَرِبَ كَأْسَ الرَّبِّ، بِدُونِ اسْتِحْقَاق، يَكُونُ مُجْرِمًا فِي جَسَدِ الرَّبِّ وَدَمِهِ."

كون أن سر الإفخارستيا يشمل جسد ودم المسيح فهذا واضح أن من يتناول منه بغير استحقاق يكون مجرمًا في جسد الرب ودمه. أكل هذا الخبز أو شرب = في الأصل اليوناني جاءت (و) وليس (أو). بدون استحقاق = إشارة للأغنياء الذين تسببوا بأفعالهم في الكنيسة بشقاق إذ ميزوا أنفسهم عن الفقراء. ولكي نكون مستحقين علينا:-

1- الإيمان بحقيقة السر.

2- تقديم توبة واعتراف قبل التناول

3- لا توجد في حياتنا مخاصمات أو تحزبات (مت 5: 23).

4- الاستعداد اللائق بالسر وأن نكون على درجة من التقوى والصلاح والروحانية تتناسب مع كرامة جسد المسيح ودمه.

 

آية 28:- "وَلكِنْ لِيَمْتَحِنِ الإِنْسَانُ نَفْسَهُ، وَهكَذَا يَأْكُلُ مِنَ الْخُبْزِ وَيَشْرَبُ مِنَ الْكَأْسِ."

لأن التناول أمر خطير. إذن ليقارن الواحد أعماله مع وصايا الرب ويفحص نفسه حتى لا يتعرض للدينونة قبل أن يتقدم للتناول

 

آية 29:- "لأَنَّ الَّذِي يَأْكُلُ وَيَشْرَبُ بِدُونِ اسْتِحْقَاق يَأْكُلُ وَيَشْرَبُ دَيْنُونَةً لِنَفْسِهِ، غَيْرَ مُمَيِّزٍ جَسَدَ الرَّبِّ."

من يأكل ويشرب من الجسد ولا يميزه عن الخبز العادي، ولا يميز الدم عن الخمر العادي، أي لا يشعر بعظيم الاحترام لجسد الرب ودمه، فمثل هذا لا يأخذ بركة بل دينونة.

 

آية 30:- "مِنْ أَجْلِ هذَا فِيكُمْ كَثِيرُونَ ضُعَفَاءُ وَمَرْضَى، وَكَثِيرُونَ يَرْقُدُونَ."

لاحظ أن الذي يتناول بدون استحقاق يمرض بل ربما يموت = يرقدون = ولكن حتى وهو على فراش الموت فالله يترقب توبته حتى اللحظة الأخيرة.

 

آية 31:- "لأَنَّنَا لَوْ كُنَّا حَكَمْنَا عَلَى أَنْفُسِنَا لَمَا حُكِمَ عَلَيْنَا،"

ما كنتم تتعرضون لهذا لو فحصتم أنفسكم، لو وقفنا أمام أنفسنا كقضاة وحكمنا على أنفسنا وقدمنا توبة ورَاقَبْنا تصرفاتنا، لما تعرضنا للعقوبات.

 

آية 32:- "وَلكِنْ إِذْ قَدْ حُكِمَ عَلَيْنَا، نُؤَدَّبُ مِنَ الرَّبِّ لِكَيْ لاَ نُدَانَ مَعَ الْعَالَمِ."

على أنه إذا تعرضنا لدينونة الله وحكمه فأصابنا الضعف أو المرض فإن هذا يكون من أجل تأديبنا وتهذيبنا الروحي حتى نُصْلِح من أنفسنا، وحتى لا نتعرض في الحياة الأخرى لأن ندان دينونة أبدية. فالدينونة الزمنية تقينا شر التعرض للدينونة الأبدية.

 

آية 33:- "إِذًا يَا إِخْوَتِي، حِينَ تَجْتَمِعُونَ لِلأَكْلِ، انْتَظِرُوا بَعْضُكُمْ بَعْضًا."

لا تبدأوا في الأكل إلى أن يجتمع الجميع وتصلوا، فلا يحرم أحدكم من بركة الصلاة التي تقال في البداية، وحتى لا يشعر الغائب بصغر نفس إذ لم يهتم به أحد، وتبدأ الشقاقات من هنا.

 

آية 34:- "إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَجُوعُ فَلْيَأْكُلْ فِي الْبَيْتِ، كَيْ لاَ تَجْتَمِعُوا لِلدَّيْنُونَةِ. وَأَمَّا الأُمُورُ الْبَاقِيَةُ فَعِنْدَمَا أَجِيءُ أُرَتِّبُهَا."

إن العشاء الرباني لم يقم من أجل أن تأكلوا فتشبعوا ولكن من أجل أن تأخذوا بركات الخلاص الأبدية.

فعندما أجيء أرتبها = إذًا هناك أمور هامة رتبها لهم ولم يذكرها في الإنجيل، ومن هنا نرى أهمية التقليد، فالكتاب المقدس لا يتضمن كل ما يختص بالترتيب ونظام العبادة.

سؤال في محبة نوجهه لأحبائنا وأخوتنا البروتستانت:

نفترض أن السيد المسيح سألكم: ماذا كان يجب أن يُكْتَب في الكتاب المقدس أكثر مما هو مكتوب لِتُصَدِّقوا أن ما يُقَدَّم في سر الافخارستيا هو جسد حق= حقيقي، ودم حق= حقيقي؟!

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

← تفاسير أصحاحات كورنثوس الأولى: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16

الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/pub_Bible-Interpretations/Holy-Bible-Tafsir-02-New-Testament/Father-Antonious-Fekry/07-Resalet-Coronthos-1/Tafseer-Resalat-Koronthos-1__01-Chapter-11.html

تقصير الرابط:
tak.la/fy8sw88