St-Takla.org  >   pub_Bible-Interpretations  >   Holy-Bible-Tafsir-01-Old-Testament  >   Father-Antonious-Fekry  >   29-Sefr-Marathy-Ermia
 

شرح الكتاب المقدس - العهد القديم - القمص أنطونيوس فكري

مراثي إرميا 2 - تفسير سفر مراثي إرميا

 

محتويات:

(إظهار/إخفاء)

* تأملات في كتاب المراثي:
تفسير سفر مراثي إرميا: مقدمة سفر مراثي إرميا | مراثي إرميا 1 | مراثي إرميا 2 | مراثي إرميا 3 | مراثي إرميا 4 | مراثي إرميا 5

نص سفر مراثي إرميا: مراثي إرميا 1 | مراثي إرميا 2 | مراثي إرميا 3 | مراثي إرميا 4 | مراثي إرميا 5 | مراثي إرميا كامل

الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح

← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18 - 19 - 20 - 21

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

في الآيات الأولى يُظهر أن غضب الله هو المسئول عما حدث (من هنا نفهم أهمية الصليب لنا، إذ نزع غضب الله الرهيب عنا) فالله هو المسئول عن كل ما يحدث (عا6:3) إذًا ما دفع أورشليم للخراب الكلي ليس هو العدو الذي يأتي من خارج متصَرفًا بوحي إرادته الذاتية، بل هو الرب نفسه الذي كان قد أقام طويلًا في وسطها. وتابوت العهد هو موطئ قدميه.

 

آية 1:- "كَيْفَ غَطَّى السَّيِّدُ بِغَضَبِهِ ابْنَةَ صِهْيَوْنَ بِالظَّلاَمِ! أَلْقَى مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الأَرْضِ فَخْرَ إِسْرَائِيلَ، وَلَمْ يَذْكُرْ مَوْطِئَ قَدَمَيْهِ فِي يَوْمِ غَضَبِهِ."

قارن مع ما حدث في مصر فكان الظلام في كل مكان ما عدا الأرض التي يسكنها الشعب. اما الآن فالله تركهم لغضبه لذلك هم في ظلام وهبطوا للأرض بعد أن كانوا في السماء. ولأن الكنيسة الآن في وسطها السيد المسيح فهي سماوية تصلي "أبانا الذي في السموات" وسيرتها هي في السماويات. وصهيون كانت مشرقة أولًا، والآن بعد أن غطاها الظلام بطريقة مخيفة لم تعد قادرة أن ترى وجه الله. وإختفى مجدها وعظمتها. وكان قديمًا الله لهم كعمود من نور ينير عليهم وتكون الظلام على المصريين ولكنه إستدار الآن فصار ضدهم، فصاروا هم في ظلام. وكانت عبادتهم سابقًا في هيكلهم ترفعهم للسماء وتجعل لهم مركزًا ممتازًا في أعين جيرانهم، كل هذا اختفى الآن فالله ألقاهم للأرض (أَلْقَى.. إِلَى الأَرْضِ)، وخَرب هيكلهم = فخر إسرائيل وموطئ قدمي الله (فَخْرَ إِسْرَائِيلَ، وَلَمْ يَذْكُرْ مَوْطِئَ قَدَمَيْهِ) (1أي 2:28) + الرب يسوع ابن الله داس على أرض أورشليم بقدميه. وهذا هو نفس التهديد في سفر الرؤيا " تُبْ... وإلا فإني آتيك عن قريب وأزحزح منارتك" (رؤ5:2) ولاحظ تكرار كلمة غضب في الآيات 6،3،2،1 لذلك فما أمامنا الآن صورة مخيفة لغضب الله وتأديبه.

 

آية 2:- "ابْتَلَعَ السَّيِّدُ وَلَمْ يَشْفِقْ كُلَّ مَسَاكِنِ يَعْقُوبَ. نَقَضَ بِسَخَطِهِ حُصُونَ بِنْتِ يَهُوذَا. أَوْصَلَهَا إِلَى الأَرْضِ. نَجَّسَ الْمَمْلَكَةَ وَرُؤَسَاءَهَا."

ابتلع السيد = كانوا قديمًا محصنين لأن الله كان سورًا لهم أما الآن فابتلعهم العدو فهم بلا حماية. وحصونهم نقضها (نَقَضَ بِسَخَطِهِ حُصُونَ بِنْتِ يَهُوذَا).

وَنَجَّسَ الْمَمْلَكَةَ = بدخول الأمم الوثنيين فيها ودوسهم إياها.

 

آية 3:- "عَضَبَ بِحُمُوِّ غَضَبِهِ كُلَّ قَرْنٍ لإِسْرَائِيلَ. رَدَّ إِلَى الْوَرَاءِ يَمِينَهُ أَمَامَ الْعَدُوِّ، وَاشْتَعَلَ فِي يَعْقُوبَ مِثْلَ نَارٍ مُلْتَهِبَةٍ تَأْكُلُ مَا حَوَالَيْهَا."

عَضب = قطع وأمات كل قرن = القرن رمز للقوة. فهم في مجتمع رعاة. والرعاة يعرفون أن قرون الكبش هي قوته. رد إلى الوراء يمينه أمام العدو= اليمين رمز للقوة. فالله هو الذي أعطى للعدو سلطانًا ضد أورشليم. هكذا قال السيد لبيلاطس [لَمْ يَكُنْ لَكَ عَلَيَّ سُلْطَانٌ، إن لَمْ تَكُنْ قَدْ أُعْطِيتَ مِنْ فَوْقُ] (يو11:19). وَاشْتَعَلَ.. مِثْلَ نَارٍ مُلْتَهِبَةٍ = النار تحرق طالما وجدت وقودًا والوقود هنا هو الخطية كما احترقت سدوم من قبل لخطيتها. ونشكر ربنا يسوع الذي أزال هذه العداوة والغضب بدمه.

 

آية 4:- "مَدَّ قَوْسَهُ كَعَدُوٍّ. نَصَبَ يَمِينَهُ كَمُبْغِضٍ وَقَتَلَ كُلَّ مُشْتَهَيَاتِ الْعَيْنِ فِي خِبَاءِ بِنْتِ صِهْيَوْنَ. سَكَبَ كَنَارٍ غَيْظَهُ."

بسبب الخطية تحول الله من صديق إلى عدو يمد قوسه ضد الشعب. ولكن لاحظ قوله كعدو فالله لا يعادي للأبد، بل يؤدب ويظهر في تأديبه كعدو. كل مشتهيات العين = خيراتها وجمالها.

 

آية 5:- "صَارَ السَّيِّدُ كَعَدُوٍّ. ابْتَلَعَ إِسْرَائِيلَ. ابْتَلَعَ كُلَّ قُصُورِهِ. أَهْلَكَ حُصُونَهُ، وَأَكْثَرَ فِي بِنْتِ يَهُوذَا النَّوْحَ وَالْحُزْنَ."

حين تصبح القصور مكانًا للخطية يبتلعها الله أي يُدَمرها. والقصور يسكن فيها الملوك، لذلك فالقصور تشير للإنسان الذي سكن الله فيه قبل الخطية، وبعد الخطية فارقه فدمره الشيطان (عا 2: 3). وبعد الفداء تُبْنَى القصور ثانية إذ نعود مسكنا لله "هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: هأَنَذَا أَرُدُّ سَبْيَ خِيَامِ يَعْقُوبَ، وَأَرْحَمُ مَسَاكِنَهُ، وَتُبْنَى الْمَدِينَةُ عَلَى تَلِّهَا، وَالْقَصْرُ يُسْكَنُ عَلَى عَادَتِهِ" (إر30: 18).

 

آية 6:- "وَنَزَعَ كَمَا مِنْ جَنَّةٍ مَظَلَّتَهُ. أَهْلَكَ مُجْتَمَعَهُ. أَنْسَى الرَّبُّ فِي صِهْيَوْنَ الْمَوْسِمَ وَالسَّبْتَ، وَرَذَلَ بِسَخَطِ غَضَبِهِ الْمَلِكَ وَالْكَاهِنَ."

نزع كما من جنة مظلته = الله الذي كان يحرس أورشليم فارقه، والتشبيه هنا هو كما لو كان هناك حارس حديقة لهُ مظلة أي خيمة ولكن حين تنتهي مدة إقامته أو في الليل ينزع خيمته من أوتادها ويترك الحديقة. والخيمة هنا هي هيكل الرب وحين دنسوه فهو حرمهم منهُ. أهلك مجتمعه = ليس فقط الهيكل بل المجامع ومدارس الأنبياء والكهنة وكل نظامهم وطقوسهم. بل وكرسي داود الملك مسيح الرب. ولاحظ أن من يدنس السبوت والأعياد وأماكن الله المقدسة يحرمه الله منها.

 

آية 7:- "كَرِهَ السَّيِّدُ مَذْبَحَهُ. رَذَلَ مَقْدِسَهُ. حَصَرَ فِي يَدِ الْعَدُوِّ أَسْوَارَ قُصُورِهَا. أَطْلَقُوا الصَّوْتَ فِي بَيْتِ الرَّبِّ كَمَا فِي يَوْمِ الْمَوْسِمِ."

حين نجسوا مذبح الله بخطاياهم كره الله مذبحه (كَرِهَ السَّيِّدُ مَذْبَحَهُ). كما كره رائحة بخورهم (أش13:1) + (عا21:5).

حصر في يدو العدو أسوار قصورها = أي أسلمها للعدو.

وهكذا هي مترجمة في الإنجليزية. أطلقوا الصيحات في بيت الرب كما في يوم الموسم= العدو أطلق صيحات الفرح إذ دخل بيت الرب منتصرًا، كما كان الشعب يطلق أصوات الفرح في الأعياد.

 

آية 8:- "قَصَدَ الرَّبُّ أَنْ يُهْلِكَ سُورَ بِنْتِ صِهْيَوْنَ. مَدَّ الْمِطْمَارَ. لَمْ يَرْدُدْ يَدَهُ عَنِ الإِهْلاَكِ، وَجَعَلَ الْمِتْرَسَةَ وَالسُّورَ يَنُوحَانِ. قَدْ حَزِنَا مَعًا."

مد المطمار = المطمار هو أداة تستخدم في البناء وهو خيط في نهايته ثقل رصاص يعلق بجانب الحائط الذي تم بناءه. ولكن ما معنى إستخدامها هنا في الهدم، معناه أنه وجد البناء مائلا فهدمه، أي وجد أورشليم خاطئة فهدمها. لم يردد يده عن الإهلاك = هو قصد هذا. وقد تفهم الآية على أن ضربات الله محسوبة بدقة وليست عشوائية، فنحن نجد يده تحفظ إرمياء وعبد ملك الكوشي ومساكين الأرض، الذين لم يكن لهم دور في الظلم بل كانوا مظلومين. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). المترسة = المتاريس وسائل دفاع في الحروب، وحين لا تستطيع المتاريس ولا الأسوار أن تدافع عن الشعب تنوح المدينة.

الْمِتْرَسَةَ وَالسُّورَ يَنُوحَانِ = إذ فشلا في حماية أورشليم.

 

آية 9:- "تَاخَتْ فِي الأَرْضِ أَبْوَابُهَا. أَهْلَكَ وَحَطَّمَ عَوَارِضَهَا. مَلِكُهَا وَرُؤَسَاؤُهَا بَيْنَ الأُمَمِ. لاَ شَرِيعَةَ. أَنْبِيَاؤُهَا أَيْضًا لاَ يَجِدُونَ رُؤْيَا مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ."

تاخت في الأرض أبوابها = أي سقطت ليس لمستوى الأرض فقط بل غاصت في الأرض كما تغوص رجلا رجل في الطين فلا يستطيع السير. هكذا فقدت الأبواب وظيفتها. لا شريعة = فلماذا يبقى لهم الله شريعة وهم يحتقرونها. أَنْبِيَاؤُهَا أَيْضًا لاَ يَجِدُونَ رُؤْيَا = والأنبياء لا يجدون رؤيا، فهم أعطوا آذانهم لصوت شهواتهم وتنبأوا كذبًا، ولذلك هم لا يسمعون صوت الله الآن. فَمَن احتقر نبوات الأنبياء الحقيقيين (مثل إرميا نبي الله) لا يُسْمِعهُ الله نبوات بعد ذلك. ومن يحتقر خدام الله يحرمه الله من خدامه.

 

آية 10:- "شُيُوخُ بِنْتِ صِهْيَوْنَ يَجْلِسُونَ عَلَى الأَرْضِ سَاكِتِينَ. يَرْفَعُونَ التُّرَابَ عَلَى رُؤُوسِهِمْ. يَتَنَطَّقُونَ بِالْمُسُوحِ. تَحْنِي عَذَارَى أُورُشَلِيمَ رُؤُوسَهُنَّ إِلَى الأَرْضِ."

قارن هذه الآية بـ(أش16:3). فالشيوخ خلعوا أرديتهم ولبسوا المسوح، خلعوا لباس القضاء وجلسوا في التراب، لا يقضون لأحد بل هم في حزن. ويا ليتهم فعلوا هذا مبكرًا.

 

آية 11:- "كَلَّتْ مِنَ الدُّمُوعِ عَيْنَايَ. غَلَتْ أَحْشَائِي. انْسَكَبَتْ عَلَى الأَرْضِ كَبِدِي عَلَى سَحْقِ بِنْتِ شَعْبِي، لأَجْلِ غَشَيَانِ الأَطْفَالِ وَالرُّضَّعِ فِي سَاحَاتِ الْقَرْيَةِ."

الأحشاء تشير لمركز العواطف وكذلك الكبد، كما يقال اليوم " قلبي يئن على كذا...".

ومع أن خراب أورشليم كان فيه تحرير إرميا ورفع مكانته إلا أنه لمحبته لشعبه لم يكف عن البكاء.

 

آية 12:- "يَقُولُونَ لأُمَّهَاتِهِمْ: «أَيْنَ الْحِنْطَةُ وَالْخَمْرُ؟» إِذْ يُغْشَى عَلَيْهِمْ كَجَرِيحٍ فِي سَاحَاتِ الْمَدِينَةِ، إِذْ تُسْكَبُ نَفْسُهُمْ فِي أَحْضَانِ أُمَّهَاتِهِمْ."

الأطفال يسألون عن الحنطة والخمر = الحنطة ليأكلوا والخمر يداووا به جراحاتهم ولأنه لا حنطة ولا خمر فهم يموتون = تُسكَب نفسهم في أحضان أمهاتهم. والحنطة والخمر يشيران لجسد المسيح ودمه اللذان يعطيان نموًا للأطفال روحيًا، وعزاءً وفرحًا وحياة للكل لذلك يقول السيد "مَنْ يَأْكُلْنِي.. يَحْيَا بِي" (يو57:6) لا يوجد سلام وحياة سوى في الشركة مع المسيح.

 

آية 13:- "بِمَاذَا أُنْذِرُكِ؟ بِمَاذَا أُحَذِّرُكِ؟ بِمَاذَا أُشَبِّهُكِ يَا ابْنَةَ أُورُشَلِيمَ؟ بِمَاذَا أُقَايِسُكِ فَأُعَزِّيكِ أَيَّتُهَا الْعَذْرَاءُ بِنْتَ صِهْيَوْنَ؟ لأَنَّ سَحْقَكِ عَظِيمٌ كَالْبَحْرِ. مَنْ يَشْفِيكِ؟"

بماذا أقايسك فأعزيك = كثيرًا ما نُعَزّي إنسان حين تُلم به مصيبة بأن هناك مصائب أكبر من هذه. ولكن النبي هنا لا يجد مصيبة اكبر من مصيبة أورشليم فيعزيها بها. وهي بحسب الفكر البشري الآن بلا أمل. فسحقها عظيم (سَحْقَكِ عَظِيمٌ) كأن البحر طغا عليها وغمرها.

 

آية 14:- "أَنْبِيَاؤُكِ رَأَوْا لَكِ كَذِبًا وَبَاطِلًا، وَلَمْ يُعْلِنُوا إِثْمَكِ لِيَرُدُّوا سَبْيَكِ، بَلْ رَأَوْا لَكِ وَحْيًا كَاذِبًا وَطَوَائِحَ."

أنبياؤها الكذبة عوضًا عن أن يدعونها للتوبة رأوا لها طوائح (رَأَوْا لَكِ وَحْيًا كَاذِبًا وَطَوَائِحَ) = أي بنبواتهم الكاذبة التي وعدتهم بالسلام، طوحوا بها بعيدًا للسبي. ولو كانوا قد تابوا لما ذهبوا للسبي.

 

آية 15:- "يُصَفِّقُ عَلَيْكِ بِالأَيَادِي كُلُّ عَابِرِي الطَّرِيقِ. يَصْفِرُونَ وَيَنْغُضُونَ رُؤُوسَهُمْ عَلَى بِنْتِ أُورُشَلِيمَ قَائِلِينَ: «أَهذِهِ هِيَ الْمَدِينَةُ الَّتِي يَقُولُونَ إِنَّهَا كَمَالُ الْجَمَالِ، بَهْجَةُ كُلِّ الأَرْضِ؟»"

بعد أن كان لأورشليم شكل مجيد واسم كبير كانوا يحسدونها عليه، أصبح الأن جيرانها يشمتون فيها ويضحكون عليها ويفرحون بما غنموه منها. وهذا العار احتمله المسيح عنا فبعد أن أخذ جسدًا مخليًا ذاته في صورة عبد صُلب وفي صليبه قيل عنه نفس هذا الكلام.

راجع (مت39:27-44). وهي كانت كمال الجمال حين كان الله فيها وهكذا كانت في أعين الآخرين.

 

آية 16:- "يَفْتَحُ عَلَيْكِ أَفْوَاهَهُمْ كُلُّ أَعْدَائِكِ. يَصْفِرُونَ وَيَحْرِقُونَ الأَسْنَانَ. يَقُولُونَ: «قَدْ أَهْلَكْنَاهَا. حَقًّا إِنَّ هذَا الْيَوْمَ الَّذِي رَجَوْنَاهُ. قَدْ وَجَدْنَاهُ! قَدْ رَأَيْنَاهُ»."

هؤلاء الأعداء ظنوا أنهم بقوتهم أهلكوها ولم يعلموا أن السبب هو أن الله أسلمها ليدهم.

بل ظنوا أن هذا هو يومهم الذي ترجوه ليشمتوا فيها . وهكذا الشيطان يظل وراء الإنسان حتى يسقطه، ومتى سقط يستعبد، وحينئذ تنهال عليه المصائب فيشمت الشيطان ويفرح فهذا هدفه من البداية من وضع العثرات أمامنا.

 

آية 17:- "فَعَلَ الرَّبُّ مَا قَصَدَ. تَمَّمَ قَوْلَهُ الَّذِي أَوْعَدَ بِهِ مُنْذُ أَيَّامِ الْقِدَمِ. قَدْ هَدَمَ وَلَمْ يَشْفِقْ وَأَشْمَتَ بِكِ الْعَدُوَّ. نَصَبَ قَرْنَ أَعْدَائِكِ."

قوة أعداء أورشليم كانت من الرب بل هم سيف الرب. والله سبق وحذرهم بهذا (لا16:26) + (تث 15:28).

 

الآيات 19،18:- "صَرَخَ قَلْبُهُمْ إِلَى السَّيِّدِ. يَا سُورَ بِنْتِ صِهْيَوْنَ اسْكُبِي الدَّمْعَ كَنَهْرٍ نَهَارًا وَلَيْلًا. لاَ تُعْطِي ذَاتَكِ رَاحَةً. لاَ تَكُفَّ حَدَقَةُ عَيْنِكِ. قُومِي اهْتِفِي فِي اللَّيْلِ فِي أَوَّلِ الْهُزُعِ. اسْكُبِي كَمِيَاهٍ قَلْبَكِ قُبَالَةَ وَجْهِ السَّيِّدِ. ارْفَعِي إِلَيْهِ يَدَيْكِ لأَجْلِ نَفْسِ أَطْفَالِكِ الْمَغْشِيِّ عَلَيْهِمْ مِنَ الْجُوعِ فِي رَأْسِ كُلِّ شَارِعٍ."

قلب الشعب صرخ ولكنها صرخة حزن وشكوى وليست توبة. لذلك يطلب منهم النبي أن لا يكفوا عن الصلاة والاتجاه إلى الله بالتوبة فهذا طريق الشفاء. اسكبي كمياه قلبك أي صلواتك بدموع باستمرار ليلًا ونهارًا. يا سور بنت صهيون: إسكبي الدمع هما جملتان بينهما فاصلة. والمعنى أن هدم سور أورشليم أثار عواطف النبي جدًا وكأنه في حزنه يناجيه يا سور بنت صهيون ما العمل لقد فقدنا الحماية فالسور الحقيقي الذي يحمينا هو الله وهو تركنا. فماذا نعمل؟ والرد إسكبي الدمع ليلًا ونهارًا. والله بالتأكيد سيستجيب لأجل اللجاجة. قومي إهتفي في الليل في أول الهزع = ساعات النهار 12 ساعة والليل 12 ساعة والليل يبدأ الساعة 6 مساء وينتهي الساعة 6 صباحًا وهو مقسم إلى 4 هزع، الهزيع الأول يبدأ من الساعة 6 إلى الساعة 9 أي ثلاث ساعات وهكذا الباقي كل هزيع 3 ساعات ويسمى الهزيع محرس لأنَ الحراسة تكون ليلًا في نوبات المحرس الأول والثاني... إلخ.

والمعنى أنه بينما الناس تستعد للنوم استعدوا أنتم للصلاة وطلب مراحم الله.

 

آية 20:- "«اُنْظُرْ يَا رَبُّ وَتَطَلَّعْ بِمَنْ فَعَلْتَ هكَذَا؟ أَتَأْكُلُ النِّسَاءُ ثَمَرَهُنَّ، أَطْفَالَ الْحَضَانَةِ؟ أَيُقْتَلُ فِي مَقْدِسِ السَّيِّدِ الْكَاهِنُ وَالنَّبِيُّ؟"

أسوأ ما نسمعه عن المجاعات أن تأكل الأم أطفالها ولكن العقوبة من جنس الخطية ألم يُقدموا أولادهم ضحايا حيَّة للإله مولوك، وكانوا يلقونهم في النيران أحياء. وكان ما حدث تحقيقًا لنبوة موسى النبي (تث53:28) وهذا ما حدث في حصار السامرة (2مل29:6).

 

الآيات 22،21:- "اضْطَجَعَتْ عَلَى الأَرْضِ فِي الشَّوَارِعِ الصِّبْيَانُ وَالشُّيُوخُ. عَذَارَايَ وَشُبَّانِي سَقَطُوا بِالسَّيْفِ. قَدْ قَتَلْتَ فِي يَوْمِ غَضَبِكَ. ذَبَحْتَ وَلَمْ تَشْفِقْ. قَدْ دَعَوْتَ كَمَا فِي يَوْمِ مَوْسِمٍ مَخَاوِفِي حَوَالَيَّ، فَلَمْ يَكُنْ فِي يَوْمِ غَضَبِ الرَّبِّ نَاجٍ وَلاَ بَاق. اَلَّذِينَ حَضَنْتُهُمْ وَرَبَّيْتُهُمْ أَفْنَاهُمْ عَدُوِّي»."

صورة للهلاك الجماعي. الصبيان والشيوخ مقتولين على الأرض، بل في داخل المقادس حيث التمسوا الحماية. بل حتى العذارى الذين في كل معركة كانوا يتركوهن. ولكن هذا قتل جماعي بأمر من الله. وكانوا كذبائح في يوم مَوْسِم من كثرتهم ، ففي المواسم تتضاعف الذبائح بكثرة . فالموت نتيجة الخطية شيء حذَّر منه الله أبينا آدم.

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

← تفاسير أصحاحات مراثي: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5

الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/pub_Bible-Interpretations/Holy-Bible-Tafsir-01-Old-Testament/Father-Antonious-Fekry/29-Sefr-Marathy-Ermia/Tafseer-Sefr-Marathi-Jermia__01-Chapter-02.html

تقصير الرابط:
tak.la/629spb2