St-Takla.org  >   pub_Bible-Interpretations  >   Holy-Bible-Tafsir-01-Old-Testament  >   Father-Antonious-Fekry  >   29-Sefr-Marathy-Ermia
 

شرح الكتاب المقدس - العهد القديم - القمص أنطونيوس فكري

مراثي إرميا 5 - تفسير سفر مراثي إرميا

 

محتويات:

(إظهار/إخفاء)

* تأملات في كتاب المراثي:
تفسير سفر مراثي إرميا: مقدمة سفر مراثي إرميا | مراثي إرميا 1 | مراثي إرميا 2 | مراثي إرميا 3 | مراثي إرميا 4 | مراثي إرميا 5

نص سفر مراثي إرميا: مراثي إرميا 1 | مراثي إرميا 2 | مراثي إرميا 3 | مراثي إرميا 4 | مراثي إرميا 5 | مراثي إرميا كامل

الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح

← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18 - 19 - 20 - 21 - 22

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

آية 1:- "اُذْكُرْ يَا رَبُّ مَاذَا صَارَ لَنَا. أَشْرِفْ وَانْظُرْ إِلَى عَارِنَا."

هذا الإصحاح إصحاح صلاة وتضرع، أحزين أحد بينكم فليصلي ويسكب شكواه أمام الله فيكون لهُ عزاء بعد أن يترك الموضوع في يدي الله وهكذا فعل النبي هنا.

 

آية 2:- "قَدْ صَارَ مِيرَاثُنَا لِلْغُرَبَاءِ. بُيُوتُنَا لِلأَجَانِبِ."

 ميراثنا = هي أرض كنعان التي أعطاها لهم الله كنعمة (تث21:4) + (يش28:24)، وعلى كل خاطئ امتلك الشيطان منهُ جزءًا أن يصلي ويتضرع لله حتى يمحو هذا العار.

 

آية 3:- "صِرْنَا أَيْتَامًا بِلاَ أَبٍ. أُمَّهَاتُنَا كَأَرَامِلَ."

 حالتهم صارت كالأيتام والأرامل (أَيْتَامًا.. كَأَرَامِلَ) = أي عاجزين عن حماية أنفسنا فالله فارقنا وملكنا في السبي وأولادنا وشباننا قتلوا [انظر يا رب إلى ضعفي وذلي ومسكنتي ونجني] (قطع الخدمة الثالثة بصلاة نصف الليل).

 

آية 4:- "شَرِبْنَا مَاءَنَا بِالْفِضَّةِ. حَطَبُنَا بِالثَّمَنِ يَأْتِي."

 نقص الماء يشير لانعدام التعزية وأفراح الروح. ولكن فلنلاحظ أنهم [تركوا الله يَنْبُوعَ الماء الحي وذهبوا لِيَنْقُرُوا لأَنْفُسِهِمْ أَبْآرًا مُشَقَّقَةً لاَ تَضْبُطُ مَاءً] (إر 2: 13)، هم تركوا الله الذي عنده التعزية الحقيقية وذهبوا للعالم يبحثون عنده على ملذاتهم. والشيطان دائمًا يقنع الإنسان بأن العيشة مع الله مكلفة وسيعيش الإنسان مع الله في حياة جافة ويعرض الشيطان على الإنسان ملذات كثيرة تقنعه في أول الطريق. ولكن بعد أن يفقد الإنسان كل شيء، يجد أن تكلفة ملذاته هذه كبيرة فهي كلفته كل عمره بل وأبديته. هذا معنى شَرِبْنَا مَاءَنَا بِالْفِضَّةِ [قارن مع (أر13:2)].

 

آية 5:- "عَلَى أَعْنَاقِنَا نُضْطَهَدُ. نَتْعَبُ وَلاَ رَاحَةَ لَنَا."

 على أعناقنا = هذا هو نير العبودية. فمن وضع عنقه تحت يد الشيطان يشعر بثقل هذا النير. وَلاَ رَاحَةَ لَنَا = ولا يجد راحة: فلا راحة سوى مع المسيح الذي يحمل عنا أثقالنا ونيره هَين.

 

آية 6:- "أَعْطَيْنَا الْيَدَ لِلْمِصْرِيِّينَ وَالأَشُّورِيِّينَ لِنَشْبَعَ خُبْزًا."

عبوديتهم وذلهم للمصريين والأشوريين لأجل الخبز هي عبودية الخاطئ للشيطان.

 

آية 7:- "آبَاؤُنَا أَخْطَأُوا وَلَيْسُوا بِمَوْجُودِينَ، وَنَحْنُ نَحْمِلُ آثَامَهُمْ."

هذه ليست مثل (إر29:31) أو مثل (حز2:18) فنجد في إرمياء وحزقيال أمثلة لأناس يتمردون على أحكام الله ضدهم قائلين... إننا لم نخطئ بل أباؤنا أخطأوا فلماذا تعاقبنا نحن. أما قول إرمياء هذا فهو مختلف لأنه هنا يعترف بخطاياه في آية (16) ويل لنا لأننا أخطأنا. ولكن هذه الآية هي شكوى الإنسان عمومًا من أن آدم أخطأ ونحن نحمل ذنبه ولكن بعد المسيح لم يَعُد هناك مجال لهذه الشكوى فالمسيح أزال عنا عقوبة وخطية آدم. ولكن أيضًا إرمياء في هذه الآية يعترف بأنهم هم وأباؤهم قد أذنبوا هذه تشبه صلاة دانيال (دا4:9-12)(1).

 

آية 8:- "عَبِيدٌ حَكَمُوا عَلَيْنَا. لَيْسَ مَنْ يُخَلِّصُ مِنْ أَيْدِيهِمْ."

العبيد الذين يحكمونهم هم البابليين وحين يحكم عبد يصير حكمه أشر أنواع الحكم وبذلك لحقت لعنة كنعان بشعب يهوذا. فكانت لعنة كنعان "عبد العبيد يكون لإخوته" فمن رفض حكم الله عليه ومشورات رجالهُ من الأنبياء سيحكمهم آخرين يذلونهم. ومن رفض الخضوع لله يتسلط عليه إبليس. وهم لا يرون طريقًا للخلاص = ليس من يخلص من أيديهم.

 

آية 9:- "بِأَنْفُسِنَا نَأْتِي بِخُبْزِنَا مِنْ جَرَى سَيْفِ الْبَرِّيَّةِ."

هناك من يخسر حياته ليحصل على الخبز. وكان هذا في أثناء الحصار. فمن يحاول الخروج يقتله الكلدانيون وهم هنا سيف البرية. ففي آية (6) وجدنا أنهم يمدون أيديهم ليأكلوا وهنا نجدهم يخسرون حياتهم ليأكلوا. وإذا فهمنا أن هذا يرمز لمن يمد يدهُ للشيطان ويقبل الخطايا لملذاتها فيُعرض نفسه للموت.

 

الآيات 10-16:- "جُلُودُنَا اسْوَدَّتْ كَتَنُّورٍ مِنْ جَرَى نِيرَانِ الْجُوعِ. أَذَلُّوا النِّسَاءَ فِي صِهْيَوْنَ، الْعَذَارَى فِي مُدُنِ يَهُوذَا. الرُّؤَسَاءُ بِأَيْدِيهِمْ يُعَلَّقُونَ، وَلَمْ تُعْتَبَرْ وُجُوهُ الشُّيُوخِ. أَخَذُوا الشُّبَّانَ لِلطَّحْنِ، وَالصِّبْيَانَ عَثَرُوا تَحْتَ الْحَطَبِ. كَفَّتِ الشُّيُوخُ عَنِ الْبَابِ، وَالشُّبَّانُ عَنْ غِنَائِهِمْ. مَضَى فَرَحُ قَلْبِنَا. صَارَ رَقْصُنَا نَوْحًا. سَقَطَ إِكْلِيلُ رَأْسِنَا. وَيْلٌ لَنَا لأَنَّنَا قَدْ أَخْطَأْنَا."

وصف للمجاعة (10) ولهؤلاء الذين طالما تمتعوا بالأفراح فجلودهم إسودت من الجفاف وكرامة نساؤهم إنحطت (11) ورؤساؤهم عُلقوا بعد قتلهم كما حدث مع شاول الملك (12) وفي (13) عمل الطحن هو إهانة للشباب(فهو عمل النساء فقط) مثل ما حدث مع شمشون. ولاحظ أن هذا حدث مع ظالميهم من البابليين بعد ذلك (أش6:47) وفي عبوديتهم كانوا بلا أفراح ويشير لها الرقص والغناء [كَيْفَ نسبح تسبحة الرَّبِّ فِي أَرْضٍ غَرِيبَةٍ؟!] (مز 137: 4)، وذهب عنهم مجدهم وبهاءهم (هيكلهم وقصر ملكهم) كل هذا لأن الله فارقهم = سقط إكليل رأسنا وشيوخهم لم يعد لهم مكانة فهم إما قتلوا أو ذهبوا للسبي، وهكذا ملكهم.

 

الآيات 17-19:- "مِنْ أَجْلِ هذَا حَزِنَ قَلْبُنَا. مِنْ أَجْلِ هذِهِ أَظْلَمَتْ عُيُونُنَا. مِنْ أَجْلِ جَبَلِ صِهْيَوْنَ الْخَرِبِ. الثَّعَالِبُ مَاشِيَةٌ فِيهِ. أَنْتَ يَا رَبُّ إِلَى الأَبَدِ تَجْلِسُ. كُرْسِيُّكَ إِلَى دَوْرٍ فَدَوْرٍ."

هنا شكوى خاصة بخراب الهيكل، وهذا ما جعل النبي يتألَّم بالأكثر ويكتئب قلبه. فجبل صهيون هو جبل الهيكل أي المبني عليه الهيكل. وقد خرب الأعداء هذا الجبل حتى أن الثعالب كانت تجري فيه. ولنلاحظ أن الإنسان هو هيكل الله فحين غادر الله هذا المكان حَلَّتْ فيه الثعالب أي الشياطين الماكرة المخادعة فهذه صفة الثعالب. والنبي هنا يعزي نفسه بأن ملك الله أبدي (19) وهذا يعزينا في كل ضيقاتنا أن "الله ليس عنده تغيير أو ظل دوران"، وأن سلطانه أبدي لا يتغير من جيل إلى جيل. وحين تزول كل عروش الملوك الظالمين فعرش الله باقٍ. وقد تعني الثعالب في الهيكل (الثَّعَالِبُ مَاشِيَةٌ فِيهِ) = البابليون الذين دمروه وخربوه وداسوه بأقدامهم قارن مع (لا33:26) + (إش19:13-22). وعادةً فالثعالب تسير وراء الأسود لتأكل بقايا الفريسة التي يلتهمها الأسد، وبهذا المعنى فالثعالب تشير للبابليين الذين حَرَّكهم الشيطان ليدَمِّروا الهيكل..

 

الآيات 20-22:- "لِمَاذَا تَنْسَانَا إِلَى الأَبَدِ وَتَتْرُكُنَا طُولَ الأَيَّامِ؟ اُرْدُدْنَا يَا رَبُّ إِلَيْكَ فَنَرْتَدَّ. جَدِّدْ أَيَّامَنَا كَالْقَدِيمِ. هَلْ كُلَّ الرَّفْضِ رَفَضْتَنَا؟ هَلْ غَضِبْتَ عَلَيْنَا جِدًّا؟"

هي صلاة تضرع وإستعطاف. وَاُرْدُدْنَا يَا رَبُّ.. فَنَرْتَدَّ = أي توَّبنا يا رب فنتوب ولا تحرمنا من أن نفرح بك مثل الأول. "والله بالتأكيد يقبل مثل هذه الصلاة وهذه التوبة".

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

(1) إضافة من الموقع: شبيهة أيضًا بآية: "إِنِّي أَنَا وَبَيْتُ أَبِي قَدْ أَخْطَأْنَا" (نح 1: 6).

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

← تفاسير أصحاحات مراثي: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5

الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/pub_Bible-Interpretations/Holy-Bible-Tafsir-01-Old-Testament/Father-Antonious-Fekry/29-Sefr-Marathy-Ermia/Tafseer-Sefr-Marathi-Jermia__01-Chapter-05.html

تقصير الرابط:
tak.la/qyqg7d7