St-Takla.org  >   pub_Bible-Interpretations  >   Holy-Bible-Tafsir-01-Old-Testament  >   Father-Antonious-Fekry  >   24-Seft-Nashid-El-Anshad
 

شرح الكتاب المقدس - العهد القديم - القمص أنطونيوس فكري

نشيد الأنشاد 3 - تفسير سفر نشيد الأنشاد

 

محتويات:

(إظهار/إخفاء)

* تأملات في كتاب النشيد لسليمان:
تفسير سفر نشيد الأنشاد: مقدمة سفر نشيد الأنشاد | نشيد الأنشاد 1 | نشيد الأنشاد 2 | نشيد الأنشاد 3 | نشيد الأنشاد 4 | نشيد الأنشاد 5 | نشيد الأنشاد 6 | نشيد الأنشاد 7 | نشيد الأنشاد 8 | دراسة في سفر النشيد

نص سفر نشيد الأناشيد: نشيد الأناشيد 1 | نشيد الأناشيد 2 | نشيد الأناشيد 3 | نشيد الأناشيد 4 | نشيد الأناشيد 5 | نشيد الأناشيد 6 | نشيد الأناشيد 7 | نشيد الأناشيد 8 | نشيد الأناشيد كامل

الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح

← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

حدث هنا تراخٍ من النفس البشرية فمرت بتجربة مؤلمة لانسحاب عريسها وحبيبها عنها.

 

آية (1): "فِي اللَّيْلِ عَلَى فِرَاشِي طَلَبْتُ مَنْ تُحِبُّهُ نَفْسِي. طَلَبْتُهُ فَمَا وَجَدْتُهُ."

في الليل= أي وسط التجارب والضيقات، وسط الخطايا والسقطات على الجبال المشعبة (نش 2: 17) طلبت النفس عريسها. ولكن على فراشها (عَلَى فِرَاشِي) = أي في تراخٍ وتواكل أو اعتداد بالذات، إذ ظنت النفس أنها غير محتاجة لمعونة عريسها. ومن الطبيعي في هذه الحالة أنها لا تجده. (في بداية الإنسان الروحية يمر بلحظات ضعف، هذا شيء طبيعي).

العريس أوصاها بأن تحتمي به كالحمام الذي يختبئ في الصخر (نش 2: 14)، وهذا يكون باستمرارها في الصلاة لتكون على صلة به ولا تنفصل عنه. ولكن نجد هذه النفس وقد تكاسلت وَكَفَّت عن الجهاد. والتكاسل وعدم الجهاد في الصلاة هو الخطوة الأولى لبداية الانفصال عن العريس. ونتيجتها أنها لم تجده أي فقدت فرحة بيت الخمر التي تذوقتها في عشرتها معه (نش 2: 4). ومن هنا يبدأ الانزلاق على منحدر الجبال المشعبة (نش 2: 17). فلماذا يحدث هذا الانحدار؟ لأنها صارت بلا معونة وبلا تعزية تسندها خلال آلام هذا العالم. هذه التي كانت تحصل عليها من عشرتها مع عريسها وقت الصلاة. والخطوة الثانية إذ تصير النفس بلا تعزية نجدها في الآية التالية.

حينما يقول المسيح "إحملوا نيري..." (مت11: 28-30) فهو يطلب الإلتصاق به والإجتهاد في تنفيذ وصاياه ومن يفعل يجد المعونة ويجد التعزيات.

 

St-Takla.org Image: "By night on my bed I sought the one I love; I sought him, but I did not find him" (Song of songs 3: 1) - The Song of songs, book by the illustrator Owen Jones, 1849. صورة في موقع الأنبا تكلا: "في الليل على فراشي طلبت من تحبه نفسي. طلبته فما وجدته" (نشيد الأنشاد 3: 1) - كتاب سفر نشيد الأنشاد، خطوط الفنان أوين جونز، 1849 م.

St-Takla.org Image: "By night on my bed I sought the one I love; I sought him, but I did not find him" (Song of songs 3: 1) - The Song of songs, book by the illustrator Owen Jones, 1849.

صورة في موقع الأنبا تكلا: "في الليل على فراشي طلبت من تحبه نفسي. طلبته فما وجدته" (نشيد الأنشاد 3: 1) - كتاب سفر نشيد الأنشاد، خطوط الفنان أوين جونز، 1849 م.

آية (2): "إِنِّي أَقُومُ وَأَطُوفُ فِي الْمَدِينَةِ، فِي الأَسْوَاقِ وَفِي الشَّوَارِعِ، أَطْلُبُ مَنْ تُحِبُّهُ نَفْسِي. طَلَبْتُهُ فَمَا وَجَدْتُهُ."

الْمَدِينَةِ.. والأَسْوَاقِ  = أي وسط العالم بضجيجه ومشاغله، أو كما بحث عنه أغسطينوس في كتب الفلاسفة وهذا مكان غير مناسب للبحث، فمن أراد أن يقابل حبيبه ففي مخدعه وفي لقاء شخصي وسيكتشف مع أغسطينوس أنه أقرب مما يتصور، فهو في داخله. فما وجدته= وهذا كان متوقعًا.

إذ انفصلت النفس عن عريسها ذهبت إلى العالم إذ ظنت أن هذا يعزيها بحسب خبراتها القديمة قبل أن تعرف عريسها. تركت الحمامة محاجئ الصخر، وهنا ضلت طريقها وسط العالم. وهذا خطأ يقع فيه الكثيرين إذ يتوجهوا للأصدقاء وللملذات الحسية إن فقدوا التعزيات السماوية. وهم يفقدونها إذ أخطأوا ببعدهم عن علاقتهم بالله. وكان عريسها قد أرشدها أن لا تبتعد عنه، بل تلجأ إليه كما تعود الحمامة إلى بيتها، ويشجعها على الصلاة والترنيم بقوله "أسمعيني صوتك، لأن صوتك لطيف" (نش14:2). ومن يفعل ويلجأ للصلاة والترنيم والتسبيح يمتلئ بالروح (أف5: 19،18). فلما إنقطع إتصالها بعريسها ما عادت تجده وقطعا ضاع منها فرحها وسلامها.

 

آية (3): "وَجَدَنِي الْحَرَسُ الطَّائِفُ فِي الْمَدِينَةِ، فَقُلْتُ: «أَرَأَيْتُمْ مَنْ تُحِبُّهُ نَفْسِي؟»"

وجدني الحرس الطائف= هؤلاء هم خدام المسيح أرسلهم لحبيبته الضالة ليرشدوها بدلًا من ضياعها. فوجدوها وشرحوا لها فسألتهم عنه أرأيتم من تحبه نفسي.

 

آية (4): "فَمَا جَاوَزْتُهُمْ إِلاَّ قَلِيلًا حَتَّى وَجَدْتُ مَنْ تُحِبُّهُ نَفْسِي، فَأَمْسَكْتُهُ وَلَمْ أَرْخِهِ، حَتَّى أَدْخَلْتُهُ بَيْتَ أُمِّي وَحُجْرَةَ مَنْ حَبِلَتْ بِي."

شرح لها الخدام. ولكن الخادم يسند المخدوم ويدله على الطريق، ولكنه لا يستطيع ان يدخل معه. ولذلك ومع سؤالها كانت لم تجده بعد. فَمَا جَاوَزْتُهُمْ إِلاَّ قَلِيلًا = هي دخلت في خبرتها الخاصة مع حبيبها داخل مخدعها واختبرت صدق ما قاله لها الخدام، وهي لم تتعلق بالخدام، بل طلبت العمق، عمق الخبرة الشخصية. وهذه العبارة جاءت في الترجمة الإنجليزية القديمة (okjv) مثل العربية تمامًا. ولكنها جاءت في الترجمة الحديثة (nkjv) "بجهد" وهذا يوضح المعنى تمامًا، أي أنها تعلمت من الخدام الذين أرسلهم الله وعادت تجاهد بنفسها في صلواتها، لتعود لعشرتها القديمة ولخبراتها القديمة. ونلاحظ أن المسيح موجود دائمًا قريبًا من وسائط النعمة. والآن وَجَدَته. ولكنها كانت ذكية جدًا فأمسكت به (فَأَمْسَكْتُهُ) = أي إستمرت في علاقتها معه داخل غرفتها. ولم أرخه= لم تعد للتراخي ولم تعد للأسواق. حتى أدخلته بيت أمي= بيت أمها هي الكنيسة فلا توجد علاقة شرعية مع المسيح خارج الكنيسة. فنحن نولد في الكنيسة . وفيها نأخذ الحل من خطايانا والشفاء من أمراضنا ونتغذى على جسد المسيح لنثبت فيه. حبلت بي= المعمودية هي البطن التي نولد منها.

 

آية (5): "أُحَلِّفُكُنَّ يَا بَنَاتِ أُورُشَلِيمَ بِالظِّبَاءِ وَبِأَيَائِلِ الْحَقْلِ، أَلاَّ تُيَقِّظْنَ وَلاَ تُنَبِّهْنَ الْحَبِيبَ حَتَّى يَشَاءَ."

للمرة الثانية تتكرر نفس الآية. فبالتوبة تستعيد النفس أفراحها، وتتذوق العلاقة الحلوة مع عريسها في حياة السكون والصلاة في خفية. وهي في محبتها لعريسها تتمنى أن تراه هو أيضًا فرحًا. وتشتهي لو أن كل نفس تعرفه وتؤمن به، ولا تزعجه بعدم إيمانها أو بخطاياها، أو كما فعلت هي إذ أهملت جهادها فانقطعت صلتها بعريسها ففقدت سلامها، وهذا يؤلم عريسها أن تتألَّم عروسه، إذ هي بَعُدَت عنه فيصبح غير قادر على تعزيتها. لكننا نجده هنا قد أرسل لها مَن يدلها كيف ترجع (راجع تفسير آيات نش 2: 7 + 7: 9).

 

آية (6): "مَنْ هذِهِ الطَّالِعَةُ مِنَ الْبَرِّيَّةِ كَأَعْمِدَةٍ مِنْ دُخَانٍ، مُعَطَّرَةً بِالْمُرِّ وَاللُّبَانِ وَبِكُلِّ أَذِرَّةِ التَّاجِرِ؟"

بعد أن تقابلت النفس مع الحبيب طلبت ما هو فوق، فأصبحت حياتها سماوية، وهذه ثمرة علاقتها مع المسيح الذي "وَأَقَامَنَا مَعَهُ، وَأَجْلَسَنَا مَعَهُ فِي السَّمَاوِيَّاتِ" (أف 2: 6)، وصارت تشتهي أن تنطلق وتكون معه فذاك أفضل في نظرها. والعريس في فرحه بها يقول من هذه الطالعة ليشجعها فإذ هي بعد على الأرض صارت تشتاق للسماء، بل تحيا حياة سماوية. وقد تكون عبارة من هذه الطالعة = هي فرحة السمائيين بتوبتها، عمومًا ففرحة السمائيين بالنفس التائبة هي ترديد لفرحة العريس بها. وهي طالعة من البرية = البرية تشير لهذا العالم. وهناك من يصعد من البرية فيحيا في السماويات مثل هذه العروس وهناك من يشتهي حياة الخطية السابقة (قدور اللحم في مصر..) فيموت في البرية ولا يطلع منها بسبب عصيانه وتذمره. ولكن هذه النفس داست العالم بأرجلها محتقرة إياه. وفي طلوعها لم تكن ضعيفة بل كأعمدة من دخان = داخلها نار تلتهب بروح الإحراق (إش4:4، 5) تحرق خطاياها داخلها فيخرج دخان، والنار هي نار الروح القدس. فالنفس التي تابت لم يعد الروح مطفَئًا في داخلها، فالتوبة أضرمته، بل الروح أشعل الحب في هذه النفس فصارت صلواتها وتسابيحها طالعة كالبخور، وحينما قدمت نفسها ذبيحة حيَّة وأطاعت وصايا عريسها، صار دخان حريق شهواتها وخطاياها يلذذ الرب ويتنسم بهذا رائحة الرضا (تك21:8) ولاحظ أنهم كانوا يحرقون الدخان المعطر والبخور أمام مواكب الملوك وهي قد ملكت المسيح على قلبها. والعطور هنا هي:

المر= إحتملت النفس الصلب والألم مع المسيح (= طعم المر الغير محتمل)، فأصبحت رائحة المسيح الزكية (= رائحة المر من العطور). وتنسمها المسيح رائحة طيبة فرح بها. والمر كان من ضمن أكفان المسيح، فهذه النفس قبلت أن تصلب مع المسيح وتدفن معه لتقوم معه.

واللبان= وهذا يشير للصلاة. ومنه يصنع البخور. وهذا يشير للصلاة الصاعدة إلى فوق أي الصلاة المقبولة. أما صلاة الشرير والخاطئ الذي بلا توبة، أو عديم المحبة الذي لا يريد أن يغفر فمكرهة للرب، وهذه لها رائحة غير مقبولة وهي لا تصعد إلى فوق كالبخور أي لا يقبلها الله.

أذرة التاجر= أي الفضائل التي تحلَّت بها النفس التي تعلمت الصلاة وقبلت صليب المسيح. وأذرة التاجر هي كل الأصناف المعطرة من عند العطار إشارة لتنوع الفضائل (محبة، وداعة، تواضع، تسليم..). لقد كان الأنبا أنطونيوس ومارجرجس.. هم حبات بخور توضع في المجمرة ويشتم الله رائحتهم ويفرح، وتفرح بهم ملائكته أما رائحة الخطية فتزكم الأنوف (إش13:1+ أر20:6).

الطالعة كأعمدة من دخان... معطرة بالمر واللبان وبكل أذرة التاجر

راجع مقدمة سفر طوبيا لتجد أن حرق القلب والكبد قد ربط الشيطان بمعنى التغصب على إحراق الشهوات الجسدية أو الملذات الجسدية لدى طوبيا وزوجته سارة الشابين والربط هنا معناه حرمان إبليس من أسلحته التي هي الملذات الجسدية. وهكذا ربط المسيح الشيطان إذ رفض من يده كل عروضه. وهذا معنى أن هذا الجنس لا يخرج إلاّ بالصلاة والصوم، فالصوم هو زهد في ملذات الدنيا سلاح إبليس. والصلاة هي سلاح في يدنا ضده. فالصلاة هي صلة بالله ومن يمسك بالله يرتعب الشيطان من الله الذي يمسك به.

وبهذا نفهم أن هذه النفس التي بدأت بأن تقابلت مع عريسها بدأت طريق الملكوت (بالتغصب) (مت12:11) وحرمت نفسها من ملذاتها الجسدية. وكان هذا = تقديم الجسد ذبيحة حيَّة (رو1:12).

والذبيحة لها دخان. هذا في البداية (كأن يعرف شخص المسيح فتصير هذه النفس طالعة من البرية. ويكون هذا الشخص لديه مثلًا صور قبيحة فيغصب نفسه ويتخلص منها ويقوم بحرقها وقد يشعر وقتها بأنه خسر كل هذا. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). ولكن هذا هو الدخان). ومع أن النفس تشعر بالمرارة لخسارتها إلاّ أن هذا المر (المشاعر التي نتجت عن التغصب) لها رائحة حلوة عند المسيح والسماء لأن هذه النفس قد إختارت المسيح تاركة الخطية = معطرة بالمر (والمر له طعم مر لكن رائحته حلوة جدًا). وبالصلاة = اللبان تختفي مشاعر المرارة ويحل محلها رفض للخطية ونقاوة وفرح رافض لمشاعر اللذة الخاطئة = أذرة التاجر. وهذا هو ما نسميه النعمة والجهاد، فالجهاد هو التغصب والنعمة هي الفضائل والتي هي عطية من الله.

وهذه الآية تنطبق تمامًا على القديسة العذراء مريم التي كان يجوز في نفسها سيف الألم، كما تنبأ لها سمعان الشيخ "وَأَنْتِ أَيْضًا يَجُوزُ فِي نَفْسِكِ سَيْفٌ" (لو2: 35). وألام العذراء النفسية بدأت منذ اللحظة الأولى، وبعد أن ظهر عليها مظاهر الحمل وبدأ يوسف يشك فيها. وعند ولادتها لرب المجد لم تجد مكانا لتلد فيه إلا مذود. ثم في أثناء هروبها إلى مصر. وخلال رحلة حياة المسيح منذ بدأ كرازته نجد أن محاولات قتله لم تتوقف، والإهانات التي توجه له لم تتوقف. وأخيرًا مرارة وقوفها تحت الصليب وإبنها المسيح مغطى بالدم. فكانت عواطفها تحترق ويصعد منها دخان عواطفها ومشاعرها المحترقة وهي ترى منظر إبنها الذي يمزق القلب. وليس أفضل منها في كل البشر من يقال عنه أنه كان يتحلى بكل الفضائل، فهي كانت حقًا معطرة بالمر واللبان وبكل أذرة التاجر.

ونقول نفس الشيء على يوسف الذي صلب شهوته أمام زوجة فوطيفار وصعد دخان هذا الحريق أمام الله معطرًا بفضيلة وطهارة يوسف.

ولنا أن نقول نفس الشيء على كنيسة الشهداء المضطهدة والمتألمة عبر العصور.

 

آية (7): "هُوَذَا تَخْتُ سُلَيْمَانَ حَوْلَهُ سِتُّونَ جَبَّارًا مِنْ جَبَابِرَةِ إِسْرَائِيلَ."

تَخْتُ = تترجم هنا bed. وهنا التخت إشارة للصليب الذي نام عليه رب المجد مصلوبًا، في الظاهر ضعف ولكنه كان قمة القوة في الحرب، وفيه انتصار على عدوه وعدونا الشيطان، وإنتصار أيضًا على الموت والخطية. ونرى أن المسيح لم يكن وحده على الصليب، بل كان معه ستون جبارًا مصلوبين معه، هم كنيسته التي قبلت أن تُصْلَب معه. وهنا تحققت نبوة أبينا يعقوب عن المسيح (تك9:49) إذ يقول "جَثَا وَرَبَضَ كَأَسَدٍ وَكَلَبْوَةٍ"، وكلمة ربض تعني وضع الإستعداد الذي يأخذه الأسد ليهجم على فريسته.

فالأسد هو المسيح المصلوب الذي جثا ولكنه جثا في قوة لأنه يحارب لذلك قيل "وَرَبَضَ" في نبوة يعقوب. ومعه عروسه اللبؤة التي قبلت الصليب معه. والكنيسة العروس أيضاً ليست ضعيفة بل نراها هنا وإذ بها ستون جباراً. والحرب والمعركة بين المسيح وكنيسته من ناحية، وبين الشيطان من ناحية أخرى، هي معركة مستمرة، قال عنها رب المجد أن الكنيسة إذ أعلنت الحرب على مملكة الشيطان فإن مملكة الشيطان لن تقوى على الكنيسة "أبواب الجحيم لن تقوى عليها" (مت18:16) وهي في حربها ضد الشيطان "مرهبة كجيش بألوية" (نش10،4:6). والنفس التي قبلت أن تصلب وتموت وتدفن مع المسيح وتشترك معه في صليبه بتقديم جسدها ذبيحة حية وقد صلبت أهواءها وشهواتها (غل24:5)، يصير المسيح فيها سر جمالها وقوتها وسر جبروتها وسر نصرتها، فهو يحارب فيها خلال رحلة هذا العالم، والمسيح "خَرَجَ غَالِبًا وَلِكَيْ يَغْلِبَ" [فيها] (رؤ2:6). ويقول بولس الرسول أن [حياة المسيح تظهر في جَسَدِنَا الْمَائِتِ] (2كو4: 11،10) + "مَعَ الْمَسِيحِ صُلِبْتُ، فَأَحْيَا لاَ أَنَا، بَلِ الْمَسِيحُ يَحْيَا فِيَّ" (غل20:2). هنا نفهم سر جبروت الكنيسة في حربها، فهذا راجع لمسيحها الجبار الذي يحارب فيها. وأيضاً نفهم متى يقودنا المسيح في معركتنا ضد الشيطان فيغلب فينا؟ يكون هذا متى قدمنا أجسادنا ذبيحة حية، فتظهر حياة المسيح فينا، فنعطيه الفرصة أن يعمل فينا فنغلب به.

والمسيح جمعنا بصليبه حوله يملك علينا ويحارب فينا كـ:سِتُّونَ جَبَّارًا = فنحن جبابرة به وفيه، هو يغلب إبليس فينا لحسابنا. ولكن علينا أن نحارب ونجاهد حتى الدم وحتى نغلب. ونلاحظ أن سفر العدد الذي أحصى الله فيه شعبه لم يَعِّدْ النساء ولا الأطفال ولا الشيوخ بل رجال الحرب.

ورقم 60 = 12×5 / 12= 3×4 فهم أبناء الملكوت الذين يملك الله مثلث الأقانيم (3) عليهم في هذا العالم (4). والعهد القديم (12سبط) والعهد الجديد (12 تلميذ).

ورقم (5) يشير للنعمة المسئولة :- [1] للنعمة، عمل المسيح الجبار المجاني الذي يعطيه لشعبه (معجزة الخمس خبزات لإشباع 5000= 5×1000 شعب الله السماوي). [2] للمسئولية (5 حواس + 5 أصابع) والمعنى أن نعمل فتسندنا نعمة المسيح (الجهاد والنعمة). إذا جاهدنا بأن نمنع حواسنا من أن تتمتع بملذات العالم تنسكب نعمة المسيح فينا فنصير جبابرة. وتنقي الحواس وتدربها وتقدسها فترفض الخطية بحريتها. وكما حولت النعمة 5 خبزات لكل هذا الطعام المشبع، هكذا تسند النعمة جهادنا فنصير جبابرة.

ويمكن فهم رقم 60 على أنه = 6 × 10 ورقم 6 يشير للإنسان الضعيف الذي سقط في اليوم السادس وفي الساعة السادسة. ورقم 10 هو الوصايا. وبهذا نفهم أن المعنى المقصود من الجهاد هو حفظ الوصايا والنعمة تعين. وبنفس المعنى كان شعب الله في البرية 600000 هي مسيرة شعب الله (6) الذي حرره موسى رمز المسيح ليأخذهم إلى كنعان الأرضية. أما المسيح فيقودنا إلى كنعان السماوية (الألوف رمز السماويات).

كيف نصير جبابرة حرب؟

علمنا السيد أن جنس الشياطين لا يخرج إلا بالصوم والصلاة. إذًا هناك شرطين لنكون جبابرة ونغلب الشيطان وهما الصوم والصلاة.

*الصوم:- سلاح الشيطان هو ملذات هذا العالم. وهو رئيس هذا العالم أي هو له أن يعطي لِمَنْ يتبعه كل الملذات الخاطئة، ولكن الشرط [خُر وأسجد لي] (مت 4: 9). ومن يرفض ما يقدمه الشيطان يحرم الشيطان من سلاحه. وهكذا حينما صام المسيح 40 يومًا، كان بهذا يعلن الحرب على إبليس إذ كان يجرده من سلاحه. وتهيج إبليس ضد المسيح إذ فهم أن هذا الصوم هو بمثابة حرب ضده، وبدأت التجارب ضد المسيح، ولما انتصر المسيح على الشيطان إذ لم يقبل عروضه قيل أنه ربط الشيطان إذ حرمه من سلاحه (مت12: 29). والصوم ليس فقط امتناع عن أطعمة بل عن كل الملذات. وسيحاول الشيطان إقناع الصائم بأن ما يمتنع عنه هو حق له، فهو يعلم أن الامتناع يحرمه من سلاحه.

الصلاة:- بها يتم الاتصال بالله، بها نقبل المسيح قائدا للمعركة ضد الشيطان. ولأن حرب الشيطان هي بلا انقطاع - علينا الصلاة بلا انقطاع (1تس5: 17).

بهذا تصير المعركة بين المسيح الجبار وبين عدو بلا سلاح. ونصير نحن الذين صمنا وإمتنعنا عن ملذات العالم ميدانا للمعركة التي نفوز فيها حتما، فالذي يحارب فينا هو الذي خرج غالبا ولكي يغلب فينا" (رؤ6: 2). والعجيب أنه يعود وينسب لنا اسم جبابرة.

 

آية (8): "كُلُّهُمْ قَابِضُونَ سُيُوفًا وَمُتَعَلِّمُونَ الْحَرْبَ. كُلُّ رَجُل سَيْفُهُ عَلَى فَخْذِهِ مِنْ هَوْلِ اللَّيْلِ."

من هول الليل= هول الخطايا وضغط شهوات الجسد التي يثيرها فينا عدو الخير، والتي تأتي في الظلمة (الظلمة تشير للخطية). فحربنا ليست مع لحم ودم.. (أف6: 12). بل وهناك آلام جسدية كما حدث مع أيوب ومع بولس الرسول.

سيوفًا= الله أعطانا أسلحة (أف6: 10 - 18) لتسند ضعف الجسد.

سَيْفُهُ عَلَى فَخْذِهِ = سيفه على الفخذ = السيف يعلق على الفخذ عند الخروج للمعركة، وإذا لم يكن هناك قتال فالسيف يتركونه في المنزل. أما نحن شعب المسيح فنحن في معركة دائمة يقودنا المسيح فيها. عدو الخير لا يتركنا لحظة، ولكن الله لا يترك من يطلبه. والله "يعطي نعمة أعظم" لِمَنْ يريد فيطلب (يع4: 6). لذلك يقول كُلُّ رَجُل سَيْفُهُ عَلَى فَخْذِهِ. فمثلا الصلاة من الأسلحة. ولذلك يقول بولس الرسول "صلوا بلا انقطاع" (1تس5: 17). وهكذا السيف هو كلمة الله (عب4: 12 + رؤ2: 16). ولذلك علينا بترديد أيات أو مزامير دائما. وهذا ما يسميه الآباء الهذيذ (راجع تفسير الحيوانات الطاهرة في لا11).

وهذا الاستعداد الدائم للحرب مستخدمين أسلحتنا قال عنه رب المجد "أنظروا، إسهروا وصلوا، لأنكم لا تعلمون متى يكون الوقت" (مر13: 33) + "إسهروا وصلوا لئلا تدخلوا في تجربة" (مت26: 41).

متعلمون الحرب= هذا عمل الروح القدس الذي يعلمنا ويذكرنا بكل ما قاله المسيح. والمسيح هو يقودنا في المعركة فهو خرج غالبا في الصليب ولكي يغلب فينا (رؤ6: 2).

 

آية (9): "اَلْمَلِكُ سُلَيْمَانُ عَمِلَ لِنَفْسِهِ تَخْتًا مِنْ خَشَبِ لُبْنَانَ."

رأينا في آية (7) المسيح في قيادته لشعبه على الأرض وهم حوله كجبابرة والآن نرى الموكب الأبدي. فالحرب والصليب هنا على الأرض، وكل هذا سينتهي بمجيء المسيح ليملك علينا في مجد أبدي. الملك سليمان= هو المسيح ملك السلام عمل لنفسه تختًا= هنا كلمة تخت مترجمة CHARIOT أي مركبة ملوكية، أي محفة محمولة على الأكتاف. فهو غلب بصليبه وسيغلب فينا. وهو الآن يملك علينا. ولكننا في السماء سنراه على عرشه وكما كان اللاويون يحملون تابوت العهد قديمًا على أكتافهم. هكذا نحن نحمله ملكًا على قلوبنا. بل الكنيسة كلها تُمَلِّكَه عليها بحب فهو أحبها أولًا ولأن الحديث هنا هو على الموكب الأبدي، كانت الإشارة إلى الأرز فقط دون ذكر السرو كما في آية (نش 1: 17). فالسرو كان يتحدث عن الكنيسة المجاهدة على الأرض.

اَلْمَلِكُ سُلَيْمَانُ عَمِلَ لِنَفْسِهِ تَخْتًا = بسبب الخطية "أُخْضِعَتِ الْخَلِيقَةُ لِلْبُطْلِ - [ولكن] عَلَى.. رَّجَاءِ" (رو8: 20). والخضوع كان يعني فقدان حريتنا أمام الشيطان الملك القديم، وكان الرجاء في شخص المسيح الملك الجديد الذي يأتي ليحررنا (يو8: 36) ويملك علينا بالحب مؤسسا ملكوت الله أو ملكوت السموات. فحين يملك الله علينا يحول حياتنا إلى حياة سماوية. المسيح أتى ليؤسس مملكة سماوية تبدأ هنا على الأرض وتمتد للسماء، هي كنيسة واحدة وحيدة هو رأسها. وهناك الخضوع الكامل لله الآب (1كو15: 28). هو الملك القوي الذي أتى ليهزم الملك القديم إبليس ويربطه، وينهب بيته "ولكن إن كنت أنا بروح الله أخرج الشياطين فقد أقبل عليكم ملكوت الله! أم كيف يستطيع أحد أن يدخل بيت القوي وينهب أمتعته إن لم يربط القوي أولًا وحينئذ ينهب بيته" (مت12: 28 ، 29). أي يحررنا من يده، مؤسسا مملكته - ملكوت الله - التي تبدأ هنا وتكمل للأبد في السماء، لذلك شبهها بخشب لبنان أي الأرز. والأرز شجر طويل جدًا وموجود على جبال لبنان العالية، لذلك يرمز الأرز هنا للكنيسة التي عاشت حياة سماوية على الأرض (الأرز موجود على الجبال) ثم تنتقل للسماء (الأرز شجر طويل جدًا).

قيل في (مز18: 10) عن الله أنه "رَكِبَ عَلَى كَرُوبٍ وَطَارَ" ومنها رددت الكنيسة يوم أحد الشعانين ترنيمة "الجالس فوق الشاروبيم". والمعنى أن الله يرتاح في الشاروبيم (الكاروبيم) لأنهم مملوئين عيونا أي أنهم يعرفونه. ومعنى قوله "وطار" أن الله يرتاح في الكاروبيم ويعطيهم إرتفاعًا وعلوًّا في السماويات. ونرى في (حز1) المركبة الكاروبيمية حاملة عرش الله. والمسيح إشتكى وهو على الأرض أنه "ليس له أين يسند رأسه" (مت8: 20) فالقلوب إمتلأت خطية. أما الآن وبعد انتصار الكنيسة بمسيحها صارت هي أيضًا عرشا للمسيح تحمل مسيحها في قلبها، والمسيح صار يرتاح فيها. لقد تحول البشر المنتصرين لمركبة تشبه المركبة الكاروبيمية. ومن يملك المسيح على قلبه هنا على الأرض، يحمله إلى السموات في هذا الموكب السمائي المنتصر. حاملين هذا التخت (chariot) في حب لمن أحبنا وأتى بنا إلى هذا المجد، فما يبدأ هنا على الأرض يكمل في السماء.

والكنيسة عرش المسيح موصوفة بأنها من خشب لبنان= وهذا لا يعتريه فساد ولا يُسَوِّس ويُعَمِّر طويلًا وينمو على جبال لبنان العالية إشارة للسماويات التي تحيا فيها الكنيسة ومسيحها في وسطها. وهذا يشير لأن ملك الله عليها لا ينتهي (دا 3:4). والأرز مستقيم ورائحته طيبة، وكنيسة المسيح تحمل رائحة مسيحها الزكية (2كو2: 15).

والخشب من ثمار الأرض وهكذا أجسادنا. وبهذا نفهم أن أجسادنا صار لها نصيب في المجد السمائي. وإذا فهمنا أن الخشب عموما يرمز للصليب الذي به ملك المسيح على كنيسته، نفهم أن قبول الكنيسة للصليب هو السر في مجدها الأبدي "إن كنا نتألم معه لكي نتمجد أيضًا معه" (رو8: 17). وبهذا نفهم أن الأرز يشير للكنيسة التي صلبت جسدها مع الأهواء والشهوات وعاشت حياة سمائية تنشر رائحة المسيح، ومسيحها لن يدعها تموت على الأرض وتفسد بل سيقيمها لتكون معه في السماء.

هذه الكنيسة التي قبلت أن تُصلب وتقدم نفسها ذبيحة حية مقبولة (رو1:12+غل24:5) هي من قيل عنها أنها مصلوبة مع المسيح على التخت الـ(Bed) في (الآية 7) وسر أن هذه الكنيسة ممثلة بـ60 جبارًا هو قبولها الصليب مع عريسها.

ولكن لاحظ أنه في (الآية 7) لم يقل الملك سليمان كما قال هنا، بل قال سليمان فقط. ففي (الآية 7) يتكلم عن الكنيسة المجاهدة على الأرض، ولكن في هذه الآية يتكلم عن الكنيسة المنتصرة في موكب سماوي وراء ملكها المسيح. ويفسر القديس بولس هذا بقوله "عَلَى أَنَّنَا ٱلْآنَ لَسْنَا نَرَى ٱلْكُلَّ بَعْدُ مُخْضَعًا لَهُ" (عب8:2). أما في النهاية فالكل سيخضع ويملك المسيح على الكل:-

1. كنيسته الـ60 جباراً سيكونون معه في المجد وهو يملك عليهم بالحب. وهذا ما رأيناه في هذه الآية.

2. أما أعداءه فسيخضعوا تحت قدميه "قَالَ ٱلرَّبُّ لِرَبِّي: «ٱجْلِسْ عَنْ يَمِينِي حَتَّى أَضَعَ أَعْدَاءَكَ مَوْطِئًا لِقَدَمَيْكَ" (مز1:110).

الآيات (8،7) تكلمت عن الجهاد، فمن يجاهد على الأرض تسانده النعمة فيصير جبارا. وبعد إنتهاء صورة هذا العالم ينطلق إلى السماء في هذا الموكب السمائي. وكما رفع المسيح الكاروبيم الذين عرفوه إلى السموات العالية (مز10:18) هكذا سيرفع كنيسته.

 

آية (10): "عَمِلَ أَعْمِدَتَهُ فِضَّةً، وَرَوَافِدَهُ ذَهَبًا، وَمَقْعَدَهُ أُرْجُوانًا، وَوَسَطَهُ مَرْصُوفًا مَحَبَّةً مِنْ بَنَاتِ أُورُشَلِيمَ."

مواصفات عرش الله. أعمدته فضة= الفضة هي كلمة الله الحية (مز6:12؛ عب12:4) وتشير أيضًا للفداء. الفداء الذي به تأسَّس هذا العرش. وروافده ذهبًا= الذهب يشير للسماويات فشعب الكنيسة صار سماويًّا. وجاءت الكلمة في الإنجليزية bottom وتعني الكلمة المستخدمة بحسب القاموس spread a bed for comfort to وجاءت في ترجمة أخرى support. والمقصود أنه في نهاية أيام الإنسان التي نحياها على الأرض، يرتاح الرب إذ جمع أولاده حوله في هذه الراحة السمائية، وأن ما شدد هذا التخت الحياة السمائية (الذهب) التي أتى بها المسيح الذي "طَأْطَأَ السَّمَاوَاتِ وَنَزَلَ" (2 صم 22: 10؛ مز9:18). ومقعده أرجوانًا= الأرجوان لبس الملوك. ووسطه مرصوفًا محبة= فالله سيملك بالمحبة، ملكه داخلنا بسبب فدائه "نحن نحبه لأنه أحبنا أولًا"، وهو أسس فينا ملكًا سماويًا، ويملك بالحب وليس بالقهر= مرصوفًا محبة.

أعمدته فضه = الفضة تشير لكلمة الله المكتوبة في الكتاب المقدس (مز12: 6)، والمسيح هو كلمة الله (يو1: 1). والمعنى أننا نعرف المسيح من خلال الكلمة المكتوبة، فالروح القدس الذي أوحى لكل من كتب في الكتاب المقدس - يعطي صورة واضحة عن المسيح، فهو [يَأْخُذُ مِمَّا للمسيح ويخبرنا] (يو16: 14). وأوضح صورة لمحبة المسيح تتضح في فدائه على الصليب. لذلك نجد أن الفضة تشير أيضًا للكفارة (خر 30 : 11 - 16). فكان كل يهودي يدفع نصف شاقل فضة كفارة لنفسه حتى لا يصيبه الوبأ، وهذا يرمز لفداء المسيح الذي بدونه نموت. والمعنى أن كلمة الله المكتوبة تحمل لنا صورة ابن الله الكلمة الذي قدم لنا نفسه فدية وكفارة عن خطايانا. الكتاب المقدس كلمة الله المكتوبة [رُسِمَ لنا يَسُوعُ الْمَسِيحُ وَإِيَّاهُ مَصْلُوبًا] (غل3: 1). وحتى بعد القيامة يقول عنه الملائكة "يسوع المصلوب"(مت28: 5). فقد صار هذا لقبا له فهو أوضح إعلان عن محبته. والكتاب المقدس ينطق بالحب الإلهي العجيب الذي تجلى بأروع صوره في الفداء، "ليس لأحد حب أعظم من هذا: أن يضع أحد نفسه لأجل أحبائه" (يو15: 13).

وهو وضع نفسه ليفتدينا وينقلنا للحياة السماوية ونحن ما زلنا على الأرض وهي أفضل من الحياة المادية فهو "طَأْطَأَ السَّمَاوَاتِ وَنَزَلَ" (2 صم 22: 10؛ مز9:18) ليعطينا أن نحيا السماويات على الأرض = روافده ذهب = "أتيت لتكون لهم حياة وليكون لهم أفضل" (يو10: 10). وبعد أن تنتهي صورة هذا العالم بالمجيء الثاني ننتقل إلى المجد السمائي. والعريس يمللك علينا بالمحبة = مقعده أرجوانا. وقد تكون محبتنا هنا جزئية وخضوعنا له جزئيا، لكن في السماء سيكون هناك المحبة الكاملة والخضوع الكامل بل والإتحاد الكامل بين العريس والعروس. الحياة السماوية والمحبة التي نتذوقها هنا هي عربون ما سنحصل عليه هناك (1كو15: 24 - 28 + عب2: 8).

بنات أورشليم = هم ليسوا من قيل عنهم العذارى (نش3:1)، فهؤلاء هن اللواتي أحببن العريس وتكرست قلوبهم له وملكوه على قلوبهم، هؤلاء من قالوا "أنا لحبيبي وحبيبي لي". والروح القدس هو الذي يسكب في العذارى محبة الله فيكرسن قلوبهن للعريس وحده (رو5:5)، فتُمَلِّك النفس المسيح العريس على قلبها محبة فيه. هؤلاء العذارى هن من قال عنهن الرب أنهن العذارى الحكيمات، وهؤلاء مصابيحهن إمتلأت زيتاً، أي إمتلأن من الروح القدس فإمتلئوا محبة للعريس المسيح، هذه المحبة جعلتهن يتكرسن بالكامل له (قال الرب يسوع أن كنيسته يمثلها عشر عذارى، خمس منهن حكيمات وخمس جاهلات مت25). وبنات أورشليم هؤلاء لسن من هؤلاء العذارى الحكيمات، وهن أيضاً لسن ممن قيل عنهن العذارى الجاهلات الذين لم يمتلئوا بالروح فلم يمتلئوا محبة. لكن هؤلاء قد إنقسم قلبهم بين محبة العريس ومحبة العالم.

وبنات أورشليم هؤلاء بخطاياهم/ وإيمانهم الضعيف/ وشكوكهم في محبة المسيح وقدراته على مواجهة أعداء الكنيسة الأقوياء أو حل المشاكل الصعبة/ والخدام الذين يثيرون مشاكل في الخدمة – كل هؤلاء يزعجن العريس (نش 7:2+5:3+4:8). هن قد أحببن العريس ولكن محبتهم غير كاملة (راجع تفسير الآية 9:7). ولكن حتى هذه المحبة القليلة للمسيح يقدرها، ونجد أن عرشه وَسَطَهُ مَرْصُوفًا مَحَبَّةً مِنْ بَنَاتِ أُورُشَلِيمَ.

والمسيح قال عن كنيسته أنها عشر عذارى. ولكن هناك خمس حكيمات ملأن مصابيحهن زيتا (بجهادهن إمتلأن بالروح فملأهن الروح محبة) وهناك خمس جاهلات كانت آنيتهن فارغة (أطفأوا الروح بعدم الجهاد) لذلك نقول أن بنات أورشليم هؤلاء لسن من الحكيمات المملوئين بالروح، ولكنهن أيضا لسن كالجاهلات تركن آنيتهن فارغة تماما. ولكن نجد العريس هنا وقد فرح بمحبتهم غير الكاملة التي قدموها له، هو إعتبرهم كمن فرشوا ثيابهم أمامه يوم دخوله أورشليم = وَسَطَهُ مَرْصُوفًا مَحَبَّةً مِنْ بَنَاتِ أُورُشَلِيمَ.

ونلاحظ أن هناك ارتباط قوي بين المحبة والإيمان. فمن تكون محبته قليلة يكون إيمانه قليلا، فمن ثمار الروح محبة.. وإيمان (غل5: 22) ومن تزداد محبته يزداد إيمانه، فكلاهما من ثمار الروح. ويقول بولس الرسول "لان ايمانكم ينمو كثيرا، ومحبة كل واحد منكم جميعا بعضكم لبعض تزداد" (2تس1: 3). وأيضًا يقول الرسول "انه في المسيح يسوع لا الختان ينفع شيئا ولا الغرلة، بل الإيمان العامل بالمحبة" (غل5: 6). ويقول [مَنْ أَنْكَرَ خَاصَّتِهِ فَقَدْ أَنْكَرَ الإِيمَانَ] (1 تي 5: 8) فمن ينكر خاصته ولا يقدم لهم خدمة المحبة يكون إيمانه ميتا، [فَإِيمَانَ بِدُونِ أَعْمَال مَيِّتٌ] (يع2: 17). فمن تكون محبته قليلة كبنات أورشليم يكون إيمانه ضعيفا. ومثل هؤلاء يزعجون المسيح العريس إذ أنهم يضطربون بسبب أي خبر مزعج، كما أزعج التلاميذ الرب وهو نائم قائلين "أما يهمك أننا نهلك" فقال لهم "ما بالكم خائفين يا قليلي الإيمان" (مت8: 23 - 27). فكيف تغرق السفينة (الكنيسة) والمسيح فيها. ولكن من عرف المسيح وأحبه يثق فيه ويدرك قدرته وأنه ضابط الكل فلا يضطرب بل يملأ السلام قلبه واثقا في تدخل الله في الوقت المناسب.

وهناك ترابط قوي بين الإيمان والرجاء والمحبة. رأينا العلاقة بين الإيمان والمحبة. أما "الإيمان فهو الثقة بما يُرجىَ" (عب11: 1). وكلما زادت المحبة يتقوى وَالرَّجَاءُ وَلاَ يُخْزِي (رو5: 5). وبهذا نفهم أنه كلما زادت المحبة يتقوى الإيمان والثقة في العريس المسيح ويزداد رجاءنا في الخلاص الذي أعده لنا.

المسيح إذاً عَمِلَ لنفسه تختاً، أي أسس ملكه على كنيسته = مقعد أرجوان على الأسس الآتية:- 1*معرفة المسيح كلمة الله ومحبته التي وصلت إلى تقديم نفسه على الصليب فداء عنا = الأعمدة الفضة (أَعْمِدَتَهُ فِضَّةً). 2*والحياة السماوية التي أتى بها هنا على الأرض نحياها كعربون وسنحياها بالكامل في السماء = روافد ذهب (رَوَافِدَهُ ذَهَبًا). 3*وأمام هذا الحب فرش المؤمنون أمام عرشه محبتهم، كما فرش الناس ملابسهم أمامه يوم دخوله إلى أورشليم يوم أحد الشعانين = 4*وسطه مرصوفاً محبة = بمعنى نحن نقدم لك محبتنا فأنت تستحق ذلك.

ولكن فلنرى ما هو التاج الذي لبسه يوم عرسه.

 

آية (11): "اُخْرُجْنَ يَا بَنَاتِ صِهْيَوْنَ، وَانْظُرْنَ الْمَلِكَ سُلَيْمَانَ بِالتَّاجِ الَّذِي تَوَّجَتْهُ بِهِ أُمُّهُ فِي يَوْمِ عُرْسِهِ، وَفِي يَوْمِ فَرَحِ قَلْبِهِ."

نرى في هذه الآية مشهد المسيح حاملاً صليبه وعلى رأسه إكليل الشوك متجها إلى الجلجثة ليصلب. وفي طريقه للجلجثة وقفت النساء يلطمن وينحن عليه.

رأينا في آيات (8،7) الكنيسة المجاهدة، ورأينا في آيات (10،9) مكافأتها السماوية في موكب المجد السماوي مع ملكها المسيح. حيث أنها شاركت مسيحها ألامه وصليبه، وها هي تشاركه مجده. وهنا إنذار لبنات صهيون أي اليهود بالذات الذين شاهدوا موكب الصلب وبكوا على المسيح لكنهم لم يؤمنوا.

فَمَنْ هن بنات صهيون؟

1) ربما هن هؤلاء اللواتي بكين وقال لهن الرب "لا تبكين عليَّ بل إبكين على أنفسكن" (لو23: 27-31). هؤلاء إكتفوا بالبكاء والتعاطف ولكن لم يؤمنوا به. هذه شفقة وليست محبة. هؤلاء الباكيات لم يفهموا أن المسيح صنع كل هذا لأجلهم، أي لأجل خلاصهم. وهنا نجد دعوة لهم ليؤمنوا فيخلصوا. وربما تكون هذه دعوة لكل اليهود المعاندين ليؤمنوا بالمسيح فيخلصوا.

2) وربما هن كل نفس لم تفهم بعد أن كل ألام المسيح هذه كانت لأجلها. لم يفهموا سر التخت الـ(Bed) المصلوب عليه المسيح ومعه ستون جباراً (آية7). هؤلاء صاروا جبابرة لأنهم قبلوا أن يصلبوا معه. هؤلاء الجبابرة صار لهم نصيب في الموكب السماوي (آية 9). هؤلاء الذين لم يفهموا هن بنات صهيون المتعاطفين مع المصلوب، لكنهم رافضين أن يشتركوا مع المصلوب في حمل الصليب. هؤلاء لو فهموا أن الموكب السماوي في المجد يبدأ هنا على الأرض بقبول الصليب كما قال رب المجد "وَمَنْ لَا يَحْمِلُ صَلِيبَهُ وَيَأْتِي وَرَائِي فَلَا يَقْدِرُ أَنْ يَكُونَ لِي تِلْمِيذًا" (لو27:14). لقبلوا الصليب مع المصلوب بل لقالوا مع العروس [إِنِّي مجروحة حُبًّا] (نش 2: 5؛ 5: 8). ولقبلوا في حب شركة الألم مع المسيح الذي تألم لأجلهم. ولكرسوا قلوبهن له قابلين الصليب معه قائلين مع بولس الرسول "لِأَنَّهُ قَدْ وُهِبَ لَكُمْ لِأَجْلِ ٱلْمَسِيحِ لَا أَنْ تُؤْمِنُوا بِهِ فَقَطْ، بَلْ أَيْضًا أَنْ تَتَأَلَّمُوا لِأَجْلِهِ" (في 29:1). وهي دعوة أن يتأملوا في إكليل الشوك الذي إحتمله لأجلهم محبة فيهم. ومن يفعل يترك خطاياه ويقبل أن يشترك مع المسيح في حمل الصليب، فيكون له نصيب في موكب الملك السماوي.

3) ومن يفعل ويكرس القلب للعريس المسيح لا يقال عنه بعد أنه من بنات أورشليم أو من بنات صهيون بل يقال عنه أنه من العذارى.

وما الفرق بين بنات أورشليم وبنات صهيون :- كلاهما محبته قليلة إذ لم يمتلئوا بالروح ولم يكرسوا القلب بالكامل للمسيح العريس ليصيروا عذارى حكيمات. وبنات أورشليم نرى فيهن أنهن يزعجن العريس بخطاياهم وقلة إيمانهم وضعف ثقتهم فيه. أما بنات صهيون فهم الذين يعرفون مشهد الصليب ويتعاطفون مع المسيح المصلوب ولكنهم لم يفهموا أن هذا كان لأجلهم، وأن المسيح قد إشتراهم بثمن غالٍ (1كو6 : 20) فصاروا ملكا لمن تألم عنهم ليشتريهم ولم يعودوا أحرارا ليسلكوا بحسب شهواتهم. هم من لا يزالوا طالبين ملذات العالم رافضين الصليب ورافضين لأي ألم. هؤلاء يظنون أنهم خُلِقوا ليتمتعوا بالعالم وبكل الملذات الحسية التي في العالم، ونسوا أن السيد المسيح لم يعدنا بهذا بل قال "في العالم سيكون لكم ضيق (يو33:16).

ولنلاحظ ... أليس هذا وضع الكثير منا أننا نتعاطف مع المسيح المصلوب ومع ألامه ونتكلم عنها دون أن نملكه على القلب. بل ونهاجم اليهود الذين صلبوه. أو ليس إكليل الشوك هذا نحن قد إشتركنا في وضعه على رأس المسيح، فالمسيح قبل كل هذا ليرفع عنا خطايانا. أي أن خطايانا كانت السبب في إكليل الشوك. ومن لم يقدم توبة من أولاد الكنيسة (صهيون الأم التي قال عنها بولس الرسول إسرائيل الله غل16:6) توجه له الكنيسة الأم (العروس) دعوة ليعرف الثمن الذي دفعه العريس فيه ويغير موقفه بالتوبة فيملأه الروح محبة تدفعه لتكريس القلب للعريس، فيقبل أن يتخلى عن الملذات العالمية ويقبل أي صليب ألم يفرضه الله عليه بل يقمع جسده ويستعبده فيكون تلميذاً للمسيح.

*والتأمل في إكليل الشوك ومحبة المسيح التي إتضحت على الصليب، هو وسيلة فعالة ليتحرك القلب بالتوبة. وأيضاً التأمل في موكب المسيح يدفع من يفهم معنى المسيح المصلوب لأجلنا، أن يقبل الصلب مع المسيح، فالمسيحي الحقيقي يقول مع بولس الرسول "مَعَ الْمَسِيحِ صُلِبْتُ، فَأَحْيَا لاَ أَنَا، بَلِ الْمَسِيحُ يَحْيَا فِيَّ" (غل20:2). بالمعمودية نحن متنا مع المسيح، ويجب أن نحيا حياة الإماتة (رو11:6)، وحياة الإماتة هي صليب نفرضه على أنفسنا. ومن لا يقبل ويرتد لحياة العالم بملذاته لن يستفيد من فداء المسيح، وهذا يحزن قلب المسيح.

المقصود ببنات صهيون هنا بالأكثر هم أولاد الكنيسة المعمدين، والذين لهم حياتهم في الكنيسة ويحفظون قصة الصليب ويرددونها، ويتكلمون عنه كثيرا ويعظون عنه كثيرًا. لكنهم لم يفهموا بعد معنى موكب الصليب، ومعنى قصة الباكيات على المسيح (لو23). هؤلاء صار لهم الصليب معلومات يعظون بها، كما كان الصليب لبنات صهيون شفقة، كلاهما لم يتحول الصليب لهم إلى محبة وتكريس. هؤلاء الباكيات أمام موكب الصليب يناظرون أولاد الكنيسة [الَّذِينَ قَدْ رُسِمَ يَسُوعُ الْمَسِيحُ أمام عيونهم مَصْلُوبًا] (غل1:3). بنات صهيون هم من يتكلمون عن الصليب كقصة حدثت ولم يفهموا أن هذا كان ثمنا دفعه المسيح ليشترينا فنكون ملكا له بكل القلب، ولم نعد أحرارا لنسلك بحسب شهواتنا. بنات صهيون هؤلاء لم يفهموا أنه لكي يستفيدوا من صليب المسيح عليهم أن يشتركوا فيه (تخت الآية7). ومن يفهم يقرر أن لا يكون قلبه منقسمًا بين المسيح وأي أحد غيره، فيكون العالم له مصلوبًا، وهو يكون للعالم مصلوبًا (غل14:6). ولن يسمح لنفسه ولو حتى بنظرة خاطئة أو كلمة خارجة، ولن يقبل أن يسمع شيئا خاطئا.

العروس الكنيسة توجه رسالتين :-

1. الأولى لبنات أورشليم ليكفوا عن إزعاج العريس بخطاياهم وقلة إيمانهم الناشئ عن نقص محبتهم. هذه الرسالة الأولى هي دعوة للإيمان والثقة في العريس ضابط الكل، الثقة في قوته والثقة في محبته.

2. والثانية لبنات صهيون ليفهموا أن دم المسيح كان ثمنا إشتراهم به فصاروا مِلكه، فعليهم أن يجددوا أفكارهم رافضين العالم بملذاته، قابلين أن يصلبوا مع مسيحهم. ولنلاحظ أن من لا يقبل الصليب سيتذمر على كل شيء (أي مرض، أو أي ضيقة، أو أي تجربة، ....إلخ) ويصير مثل شعب إسرائيل في سيناء الذين كانوا دائمي التذمر. ومن يقبل أن يتألم معه سيتمجد معه أيضاً (رو17:8).

هذه دعوة الكنيسة لشعبها وللعالم كله ليتأمل في ذبيحة الصليب وإكليل الشوك فيقبل أن يُمَلِّكْ المسيح عليه. وهي دعوة لليهود ليؤمنوا بمن صلبوه، ويروا ما عملوه به نتيجة أحقادهم. وماذا قدم الشعب اليهودي للمسيح= التاج الذي توجته به أمه= أمه هنا هي الشعب اليهودي الذي خرجت منه العذراء مريم أم المخلص، وبالتالي هو الشعب الذي خرج منه المخلص. هذا الشعب هو الذي كلل رأس المسيح بإكليل شوك يوم عرسه على كنيسته فهو إشتراها ودفع دمه على الصليب مهراً لها. ويوم عرسه كان هو يوم الصليب. يوم فرح قلبه = بأنه أكمل لها كل بر وقدم لها كل طرق الخلاص.

تأمل:-

أليس من الغريب أن يذكر أكليل الشوك مع التخت (Chariot)!

ألم يكن من المناسب أن يضاف مع التخت (Bed) أي يوم الصليب؟

ولكن نحن قد ملكنا المسيح على قلوبنا، وبفرح صرنا نحمل مركبته الملوكية (chariot) بسبب محبته التي ظهرت على الصليب وإكليل الشوك على رأسه.

St-Takla.org                     Divider

تسلسل أفكار الإصحاح

انتهى الإصحاح السابق بتحذير العريس لعروسه بأن تحتمي به كالحمام في محاجئ الصخر. وهذا يكون *بالصلاة بلا انقطاع لتظل العروس على صلة بعريسها المسيح (نش 2: 14). *وتَحْذَر الخطايا التي تبدو صغيرة (نش 2: 15). وهذه تفصلها عن عريسها القدوس (هذا معنى الجبال المشعبة أو جبال الانفصال).

آية1:- ولكننا نجد هذه النفس وقد تكاسلت بدون جهاد في الصلاة. وهذه هي الخطوة الأولى لبداية الانفصال عن العريس. ونتيجتها أنها لم تجده أي فقدت فرحة بيت الخمر.

آية2:- إذ انفصلت النفس عن عريسها ذهبت إلى العالم إذ ظنت أن هذا يعزيها بحسب خبراتها القديمة قبل أن تتعرف على عريسها وتحبه. وهنا ضلت طريقها وسط العالم.

آية3:- ولكن عريسها لم يتركها وأرسل لها من يدلها على الطريق للرجوع فهو الراعي بين السوسن ولا يترك خروفه الضال.

آية4:- وعادت النفس لخبراتها القديمة المفرحة مع عريسها، وتعلمت الدرس وما عادت تتركه، بل عادت لحياتها داخل الكنيسة كما أرشدها من قبل في (نش 1 : 8).

آية5:- وعادت النفس للمحبة القديمة مع عريسها، وعادت تطلب من الجميع ألا يتسببوا في إزعاجه.

آية6:- ونجد العريس يشجعها على تركها العالم وعودتها لحياتها السماوية.

أيات7 ، 8:- ويذكر العريس عروسه بالجهاد، وأنه هو الذي يقودها في المعركة وأنها فيه ليست ضعيفة بل جبارة ولها أسلحتها.

أيات9 ، 10:- هذه النفس وغيرها من العذارى الذين إنجذبوا للعريس (نش 1: 4) ملكوه على قلوبهم وفي الأبدية ينضموا للموكب السماوي.

آية11:- والعروس تدعو كل واحد ليدرك ماذا قدم العريس من حب للجميع، ليشتركوا في هذا الموكب السماوي بأن يملكوا المسيح على قلوبهم بأن يتأملوا في الثمن الذي دفعه المسيح من أجلهم.

St-Takla.org                     Divider

← تفاسير أصحاحات نشيد: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8

 

الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/pub_Bible-Interpretations/Holy-Bible-Tafsir-01-Old-Testament/Father-Antonious-Fekry/24-Seft-Nashid-El-Anshad/Tafseer-Sefr-Nasheed-El-Anasheed__01-Chapter-03.html

تقصير الرابط:
tak.la/xtpgxs8