St-Takla.org  >   pub_Bible-Interpretations  >   Holy-Bible-Tafsir-01-Old-Testament  >   Father-Antonious-Fekry  >   07-Sefr-El-Kodah
 

شرح الكتاب المقدس - العهد القديم - القمص أنطونيوس فكري

القضاة 6 - تفسير سفر القضاة

 

محتويات:

(إظهار/إخفاء)

* تأملات في كتاب قضاة:
تفسير سفر القضاة: مقدمة سفر القضاة | القضاة 1 | القضاة 2 | القضاة 3 | القضاة 4 | القضاة 5 | القضاة 6 | القضاة 7 | القضاة 8 | القضاة 9 | القضاة 10 | القضاة 11 | القضاة 12 | القضاة 13 | القضاة 14 | القضاة 15 | القضاة 16 | القضاة 17 | القضاة 18 | القضاة 19 | القضاة 20 | القضاة 21

نص سفر القضاة: القضاة 1 | القضاة 2 | القضاة 3 | القضاة 4 | القضاة 5 | القضاة 6 | القضاة 7 | القضاة 8 | القضاة 9 | القضاة 10 | القضاة 11 | القضاة 12 | القضاة 13 | القضاة 14 | القضاة 15 | القضاة 16 | القضاة 17 | القضاة 18 | القضاة 19 | القضاة 20 | القضاة 21 | القضاة كامل

الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح

← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18 - 19 - 20 - 21 - 22 - 23 - 24 - 25 - 26 - 27 - 28 - 29 - 30 - 31 - 32 - 33 - 34 - 35 - 36 - 37 - 38 - 39 - 40

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

نجد هنا صورة متكررة لقد أراح الله الأرض 40 سنة فعوضًا عن أن يشكروا الرب على إحساناته نسوا الله وعاشوا في الخطية، وهي صورة متكررة في سفر القضاة وفي حياة كل منّا. وهنا تركهم الرب للمديانيين، ليس مديانيين الجنوب حيث عاش يثرون حمو موسى بل مديانيين الشرق الذين كانوا قد اتحدوا مع موآب في موضوع بلعام وكان هؤلاء أشرار مملوءين عنفًا، وكانوا أول مَنْ أستخدم الجِمَال المدجنة(1) على نِطاق واسع، ممّا جعل الإغارة من مكان قصي أمرًا سهلًا عليهم. وقد اتفقوا مع العمالقة وبني المشرق (قبائل من عرب البادية) على مضايقة الإسرائيليين فهرب منهم الإسرائيليون إلى كهوف الجبال، وكلما زرع الإسرائيليون أتلفوا حقولهم وإستولوا على محصولاتهم وسلبوا حيواناتهم حتى لم يتركوا لهم القوت الضروري للحياة.

 

الآيات (1-6): "وَعَمِلَ بَنُو إِسْرَائِيلَ الشَّرَّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ، فَدَفَعَهُمُ الرَّبُّ لِيَدِ مِدْيَانَ سَبْعَ سِنِينَ. فَاعْتَزَّتْ يَدُ مِدْيَانَ عَلَى إِسْرَائِيلَ. بِسَبَبِ الْمِدْيَانِيِّينَ عَمِلَ بَنُو إِسْرَائِيلَ لأَنْفُسِهِمِ الْكُهُوفَ الَّتِي فِي الْجِبَالِ وَالْمَغَايِرَ وَالْحُصُونَ. وَإِذَا زَرَعَ إِسْرَائِيلُ، كَانَ يَصْعَدُ الْمِدْيَانِيُّونَ وَالْعَمَالِقَةُ وَبَنُو الْمَشْرِقِ، يَصْعَدُونَ عَلَيْهِمْ، وَيَنْزِلُونَ عَلَيْهِمْ وَيُتْلِفُونَ غَلَّةَ الأَرْضِ إِلَى مَجِيئِكَ إِلَى غَزَّةَ، وَلاَ يَتْرُكُونَ لإِسْرَائِيلَ قُوتَ الْحَيَاةِ، وَلاَ غَنَمًا وَلاَ بَقَرًا وَلاَ حَمِيرًا. لأَنَّهُمْ كَانُوا يَصْعَدُونَ بِمَوَاشِيهِمْ وَخِيَامِهِمْ وَيَجِيئُونَ كَالْجَرَادِ فِي الْكَثْرَةِ وَلَيْسَ لَهُمْ وَلِجِمَالِهِمْ عَدَدٌ، وَدَخَلُوا الأَرْضَ لِكَيْ يُخْرِبُوهَا. فَذَلَّ إِسْرَائِيلُ جِدًّا مِنْ قِبَلِ الْمِدْيَانِيِّينَ. وَصَرَخَ بَنُو إِسْرَائِيلَ إِلَى الرَّبِّ."

إلى مجيئك إلى غزة =أي من الأردن إلى غزة أي بكل عرض البلاد.

 

St-Takla.org Image: Gideon presenting meat and unleavened bread to the apparition of God to Him, modern Coptic icon, painted by the nuns of Saint Demiana Monastery, Egypt صورة في موقع الأنبا تكلا: جدعون يقدم جدي معزي والفطير للرب الظاهر له، أيقونة قبطية حديثة من رسم راهبات دير الشهيدة دميانة بالبراري، مصر

St-Takla.org Image: Gideon presenting meat and unleavened bread to the apparition of God to Him, modern Coptic icon, painted by the nuns of Saint Demiana Monastery, Egypt

صورة في موقع الأنبا تكلا: جدعون يقدم جدي معزي والفطير للرب الظاهر له، أيقونة قبطية حديثة من رسم راهبات دير الشهيدة دميانة بالبراري، مصر

الآيات (7-10): "وَكَانَ لَمَّا صَرَخَ بَنُو إِسْرَائِيلَ إِلَى الرَّبِّ بِسَبَبِ الْمِدْيَانِيِّينَ أَنَّ الرَّبَّ أَرْسَلَ رَجُلًا نَبِيًّا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ، فَقَالَ لَهُمْ: «هكَذَا قَالَ الرَّبُّ إِلهُ إِسْرَائِيلَ: إِنِّي قَدْ أَصْعَدْتُكُمْ مِنْ مِصْرَ وَأَخْرَجْتُكُمْ مِنْ بَيْتِ الْعُبُودِيَّةِ، وَأَنْقَذْتُكُمْ مِنْ يَدِ الْمِصْرِيِّينَ وَمِنْ يَدِ جَمِيعِ مُضَايِقِيكُمْ، وَطَرَدْتُهُمْ مِنْ أَمَامِكُمْ وَأَعْطَيْتُكُمْ أَرْضَهُمْ. وَقُلْتُ لَكُمْ: أَنَا الرَّبُّ إِلهُكُمْ. لاَ تَخَافُوا آلِهَةَ الأَمُورِيِّينَ الَّذِينَ أَنْتُمْ سَاكِنُونَ أَرْضَهُمْ. وَلَمْ تَسْمَعُوا لِصَوْتِي»."

الله يرسل لهم نبيًا يكشف لهم سبب تسلط مديان عليهم ألا وهو الخطية. وهذا النبي حدثهم عن محبة الله ليجذبهم للتوبة فلا خلاص سوى بالتوبة. وهكذا جاء يوحنا المعمدان قبل المسيح لينادي بالتوبة.

 

الآيات (12،11): "وَأَتَى مَلاَكُ الرَّبِّ وَجَلَسَ تَحْتَ الْبُطْمَةِ الَّتِي فِي عَفْرَةَ الَّتِي لِيُوآشَ الأَبِيعَزَرِيِّ. وَابْنُهُ جِدْعُونُ كَانَ يَخْبِطُ حِنْطَةً فِي الْمِعْصَرَةِ لِكَيْ يُهَرِّبَهَا مِنَ الْمِدْيَانِيِّينَ. فَظَهَرَ لَهُ مَلاَكُ الرَّبِّ وَقَالَ لَهُ: «الرَّبُّ مَعَكَ يَا جَبَّارَ الْبَأْسِ»."

ملاك الرب = هو أحد ظهورات المسيح قبل التجسد. ودليل هذا قوله أما أرسلتك (14) وإني أكون معك (16). ولاحظ جلوس الملاك تحت البطمة: جَلَسَ تَحْتَ الْبُطْمَةِ = والبطمة شجرة لأن خلاص جدعون رمز لخلاص المسيح بصليبه الخشبي. عفرة = قرية لمنسى غرب الأردن ابيعزر = هو ابن جلعاد ابن ماكير ابن منسى. يخبط حنطة في المعصرة = كان يضرب الحنطة بالعصا لينتزع عنها الحبوب فهو أولًا فقد أدوات الدرس بسبب هجمات العدو، وثانيًا كان يعمل هذا في المعصرة حيث لا يتصور المديانيين أن هناك حنطة تدرس في المعصرة وإلاّ أتوا وأخذوها. فهو كان مختبئًا عن عيونهم. وعمومًا الضرب بالعصا يستخدم مع الكميات القليلة خصوصًا للفقراء الذين ليس لهم ماشية ولا أدوات للدرس. وكانت السنابل التي يخبطها جدعون هي الباقية بعد النهب ومعنى اسم جدعون = مصارع. وإذا كان جدعون يرمز للمسيح فالمسيح يصنع هذا أيضًا فهو يفصل الحنطة (أولاد الله) عن التبن (أولاد العالم) ليقدم أولاد الله للآب. وهو صنع هذا بصليبه(كما كان جدعون يخبط الحنطة بعصا). الرب معك يا جبّار البأس.

يبدو أن جدعون كان معروفًا بشجاعته. والله يستخدم الأقوياء كما الضعفاء ونلاحظ أن جدعون كان من أصغر عشيرة في منسى رمزًا للمسيح جبار البأس الذي صار عبدًا.

 

آية (13): "فَقَالَ لَهُ جِدْعُونُ: «أَسْأَلُكَ يَا سَيِّدِي، إِذَا كَانَ الرَّبُّ مَعَنَا فَلِمَاذَا أَصَابَتْنَا كُلُّ هذِهِ؟ وَأَيْنَ كُلُّ عَجَائِبِهِ الَّتِي أَخْبَرَنَا بِهَا آبَاؤُنَا قَائِلِينَ: أَلَمْ يُصْعِدْنَا الرَّبُّ مِنْ مِصْرَ؟ وَالآنَ قَدْ رَفَضَنَا الرَّبُّ وَجَعَلَنَا فِي كَفِّ مِدْيَانَ»."

نلاحظ هنا اهتمام جدعون بشعبه وغيرته عليهم، فالله يختار خدامه ممن كانت قلوبهم ملتهبة حبًا لإخوتهم (هكذا كان موسى ويشوع وداود وإرميا الباكي على شعبه) وكلمات جدعون لا تحمل معنى الشك في مواعيد الله إنما العتاب بدالة المحبة يطلب المراحم لإخوته. مثل هذا يرسله الله لينقذ شعبه. فالرب يفرح بقلب مثل هذا.

 

آية (14): "فَالْتَفَتَ إِلَيْهِ الرَّبُّ وَقَالَ: «اذْهَبْ بِقُوَّتِكَ هذِهِ وَخَلِّصْ إِسْرَائِيلَ مِنْ كَفِّ مِدْيَانَ. أَمَا أَرْسَلْتُكَ؟»"

الله يرسله. بقوتك هذه = أي بغيرتك المقدسة.

 

الآيات (16،15): "فَقَالَ لَهُ: «أَسْأَلُكَ يَا سَيِّدِي، بِمَاذَا أُخَلِّصُ إِسْرَائِيلَ؟ هَا عَشِيرَتِي هِيَ الذُّلَّى فِي مَنَسَّى، وَأَنَا الأَصْغَرُ فِي بَيْتِ أَبِي». فَقَالَ لَهُ الرَّبُّ: «إِنِّي أَكُونُ مَعَكَ، وَسَتَضْرِبُ الْمِدْيَانِيِّينَ كَرَجُل وَاحِدٍ»."

جدعون المملوء غيرة لا يعتذر عن العمل بل يقبل، لكن يسأل كيف يخلص وهو الأصغر. ويرد الله إني أكون معك. وهذا منهج روحي كامل يشعر أي خادم بأنه لا شيء وأنه الأصغر، ولكنه حين يؤمن أن الله معهُ يقدر أن يغلب.

 

St-Takla.org Image: So Gideon built an altar there to the LORD, and called it The-LORD-Is-Peace. To this day it is still in Ophrah of the Abiezrites (Judges 6:24) صورة في موقع الأنبا تكلا: جدعون يبنى مذبحًا (القضاة 6: 24)

St-Takla.org Image: So Gideon built an altar there to the LORD, and called it The-LORD-Is-Peace. To this day it is still in Ophrah of the Abiezrites (Judges 6:24)

صورة في موقع الأنبا تكلا: جدعون يبنى مذبحًا (القضاة 6: 24)

الآيات (17-24): "فَقَالَ لَهُ: «إِنْ كُنْتُ قَدْ وَجَدْتُ نِعْمَةً فِي عَيْنَيْكَ فَاصْنَعْ لِي عَلاَمَةً أَنَّكَ أَنْتَ تُكَلِّمُنِي. لاَ تَبْرَحْ مِنْ ههُنَا حَتَّى آتِيَ إِلَيْكَ وَأُخْرِجَ تَقْدِمَتِي وَأَضَعَهَا أَمَامَكَ». فَقَالَ: «إِنِّي أَبْقَى حَتَّى تَرْجعَ». فَدَخَلَ جِدْعُونُ وَعَمِلَ جَدْيَ مِعْزًى وَإِيفَةَ دَقِيق فَطِيرًا. أَمَّا اللَّحْمُ فَوَضَعَهُ فِي سَلّ، وَأَمَّا الْمَرَقُ فَوَضَعَهُ فِي قِدْرٍ، وَخَرَجَ بِهَا إِلَيْهِ إِلَى تَحْتِ الْبُطْمَةِ وَقَدَّمَهَا. فَقَالَ لَهُ مَلاَكُ اللهِ: «خُذِ اللَّحْمَ وَالْفَطِيرَ وَضَعْهُمَا عَلَى تِلْكَ الصَّخْرَةِ وَاسْكُبِ الْمَرَقَ». فَفَعَلَ كَذلِكَ. فَمَدَّ مَلاَكُ الرَّبِّ طَرَفَ الْعُكَّازِ الَّذِي بِيَدِهِ وَمَسَّ اللَّحْمَ وَالْفَطِيرَ، فَصَعِدَتْ نَارٌ مِنَ الصَّخْرَةِ وَأَكَلَتِ اللَّحْمَ وَالْفَطِيرَ. وَذَهَبَ مَلاَكُ الرَّبِّ عَنْ عَيْنَيْهِ. فَرَأَى جِدْعُونُ أَنَّهُ مَلاَكُ الرَّبِّ، فَقَالَ جِدْعُونُ: «آهِ يَا سَيِّدِي الرَّبَّ! لأَنِّي قَدْ رَأَيْتُ مَلاَكَ الرَّبِّ وَجْهًا لِوَجْهٍ.» فَقَالَ لَهُ الرَّبُّ: «السَّلاَمُ لَكَ. لاَ تَخَفْ. لاَ تَمُوتُ». فَبَنَى جِدْعُونُ هُنَاكَ مَذْبَحًا لِلرَّبِّ وَدَعَاهُ «يَهْوَهَ شَلُومَ». إِلَى هذَا الْيَوْمِ لَمْ يَزَلْ فِي عَفْرَةِ الأَبِيعَزَرِيِّينَ."

استكثر جدعون على نفسه أن يكلمه الله بل يرسله كقاض للشعب فيطلب علامة حتى لا يظن أن ما يحدث كان حلمًا أو خيالًا. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). وغالبًا تصوَّر جدعون في أول الأمر أن إنسانًا عاديًا يكلمه فهو مسافر معه عكاز، وهذا الشخص العادي كان يدفعه للقتال ليخلص شعبه ثم مع مرور الوقت ظهر أن هذا الشخص يتكلم بسلطان "أنا معك.. أنا أرسلك" فبدأ يشك هل ما يراه حقيقة أم خيال، وهل من يكلمه هو الله لذلك أراد أن يقدم لهُ ما يقدم لله بحسب الشريعة (ذبيحة وفطير) فلو قبله يكون هو الله وعلامة قبول الله نزول نار من السماء لتقبل التقدمة، أمّا لو أكل المسافر الطعام بطريقة عادية لكان شخصًا عاديًا. وكانت الصخرة هنا تقوم بدور المذبح. وجِدي المعزى يشير للخطية التي قُدِّم بسببها المسيح ذبيحة خطية بصليبه أي العكاز فخرجت نار الروح القدس لتحرق خطايانا، فهو روح الإحراق. وبعد اختفاء الملاك تأكد جدعون أنه الرب فخاف فطمأنه الله، وأمام هذا الحب أقام جدعون مذبحًا لله الذي وهبه السلام يهوه شلوم = الله سلام (يو 14: 27).

 

الآيات (25-32): "وَكَانَ فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ أَنَّ الرَّبَّ قَالَ لَهُ: «خُذْ ثَوْرَ الْبَقَرِ الَّذِي لأَبِيكَ، وَثَوْرًا ثَانِيًا ابْنَ سَبْعِ سِنِينَ، وَاهْدِمْ مَذْبَحَ الْبَعْلِ الَّذِي لأَبِيكَ، وَاقْطَعِ السَّارِيَةَ الَّتِي عِنْدَهُ، وَابْنِ مَذْبَحًا لِلرَّبِّ إِلهِكَ عَلَى رَأْسِ هذَا الْحِصْنِ بِتَرْتِيبٍ، وَخُذِ الثَّوْرَ الثَّانِي وَأَصْعِدْ مُحْرَقَةً عَلَى حَطَبِ السَّارِيَةِ الَّتِي تَقْطَعُهَا. فَأَخَذَ جِدْعُونُ عَشْرَةَ رِجَال مِنْ عَبِيدِهِ وَعَمِلَ كَمَا كَلَّمَهُ الرَّبُّ. وَإِذْ كَانَ يَخَافُ مِنْ بَيْتِ أَبِيهِ وَأَهْلِ الْمَدِينَةِ أَنْ يَعْمَلَ ذلِكَ نَهَارًا، فَعَمِلَهُ لَيْلًا. فَبَكَّرَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ فِي الْغَدِ وَإِذَا بِمَذْبَحِ الْبَعْلِ قَدْ هُدِمَ وَالسَّارِيَةُ الَّتِي عِنْدَهُ قَدْ قُطِعَتْ، وَالثَّوْرُ الثَّانِي قَدْ أُصْعِدَ عَلَى الْمَذْبَحِ الَّذِي بُنِيَ. فَقَالُوا الْوَاحِدُ لِصَاحِبِهِ: «مَنْ عَمِلَ هذَا الأَمْرَ؟» فَسَأَلُوا وَبَحَثُوا فَقَالُوا: «إِنَّ جِدْعُونَ بْنَ يُوآشَ قَدْ فَعَلَ هذَا الأَمْرَ». فَقَالَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ لِيُوآشَ: «أَخْرِجِ ابْنَكَ لِكَيْ يَمُوتَ، لأَنَّهُ هَدَمَ مَذْبَحَ الْبَعْلِ وَقَطَعَ السَّارِيَةَ الَّتِي عِنْدَهُ». فَقَالَ يُوآشُ لِجَمِيعِ الْقَائِمِينَ عَلَيْهِ: «أَنْتُمْ تُقَاتِلُونَ لِلْبَعْلِ، أَمْ أَنْتُمْ تُخَلِّصُونَهُ؟ مَنْ يُقَاتِلْ لَهُ يُقْتَلْ فِي هذَا الصَّبَاحِ. إِنْ كَانَ إِلهًا فَلْيُقَاتِلْ لِنَفْسِهِ لأَنَّ مَذْبَحَهُ قَدْ هُدِمَ». فَدَعَاهُ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ «يَرُبَّعْلَ» قَائِلًا: «لِيُقَاتِلْهُ الْبَعْلُ لأَنَّهُ قَدْ هَدَمَ مَذْبَحَهُ»."

St-Takla.org Image: Now it came to pass the same night that the LORD said to Gideon, "Take your father's young bull, the second bull of seven years old, and tear down the altar of Baal that your father has, and cut down the wooden image that is beside it (Judges 6:25) صورة في موقع الأنبا تكلا: جدعون يهدم مذبح للبعل (القضاة 6: 25)

St-Takla.org Image: Now it came to pass the same night that the LORD said to Gideon, "Take your father's young bull, the second bull of seven years old, and tear down the altar of Baal that your father has, and cut down the wooden image that is beside it (Judges 6:25)

صورة في موقع الأنبا تكلا: جدعون يهدم مذبح للبعل (القضاة 6: 25)

إذ ظهر الله لجدعون، وتقدس الموضع بهذا الظهور، لم يكن ممكناَ أن يبقى البعل مع الظهور الإلهي ولا أن تقدم محرقات للرب مع ذبائح للبعل. وكانت أوامر الرب لجدعون أن:

1. يهدم مذبح البعل الذي أقامه والده ويقطع السارية التي عنده وهي عمود خشبي يقام في موضع مرتفع عنده تقدم العبادة للبعل والعشتاروت زوجته.

2. خذ ثور البقر الذي لأبيك = على جدعون أن يأخذ الثور من أمام أبيه لأن أبوه كان يُعِّدْ هذا الثور ليقدمه ذبيحة للبعل (ويستعمله سواء للجر أو كطعام).

3. يأتي بثور 7 سنوات [بعدد سنوات ذُل الشعب للمديانيين (الآية 1)] وكأن بموت هذا الثور تنتهي سنوات الذُّل لمديان. وهناك رأي بأن الثور الثاني كان ملكًا لأهل القرية وكانوا يعدونه أيضًا ليقدم ذبيحة (وهذا سبب هياج أهل القرية).

4. أن يبني مذبحًا للرب يقدم عليه الثور الثاني ويستخدم خشب السارية كحطب (وقود) وما طلبه الله من جدعون هو بصورة استثنائية فجدعون ليس من سبط لاوي ولا هو كاهن. وما عمله جدعون ليس اغتصابًا للكهنوت فهو بطلب وأمر من الله، وليس شهوة كهنوت ولكن غالبًا كان اللاويين هاربين بسبب المديانيين. بل غالبًا ما طلبه الرب من جدعون ليس تقديم ذبيحة خطية أو محرقة بل إظهار ضعف البعل وأنه غير قادر على الدفاع عن نفسه. فالذبائح لا تقدم سوى في خيمة الاجتماع. إذًا تقديم الثور ذبيحة ليس عملًا كهنوتيًا بل إظهار أن عبادة البعل باطلة وهذا عمل استثنائي. ونلاحظ فساد المدينة التي هاجت على جدعون ورجاله العشرة. فعابدي البعل أكثر كثيرًا من عابدي يهوه فطبيعة عبادة البعل تتمشى مع طبيعة الإنسان الساقطة.ويبدو أن يوآش والد جدعون كان يعبد البعل بينما كان جدعون يقاوم هذا العمل. ويبدو أن رجالة العشرة كانوا معه ضد عبادة البعل. وحينما طلب أهل المدينة قتل جدعون تشدد أباه وساند ابنه، فهناك نفوس تتشجع إذا وجدت من يبدأ العمل. ويؤاش سخر من قوم يدافعون عن إلههم المحطم. من يقاتل له يقتل هذا الصباح أي من يدافع عن البعل يقتل سريعًا هذا الصباح. ودعا يؤاش ابنه يربعل: فَدَعَاهُ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ «يَرُبَّعْلَ» = أي من بينه وبين البعل قتال. وصار هذا الاسم شهرة لجدعون بعد ذلك. ليقاتله البعل هذه سخرية من البعل الذي عليه أن يقاتل جدعون إذا استطاع بعد أن هدم مذبحه.

 

St-Takla.org Image: And when the men of the city arose early in the morning, there was the altar of Baal, torn down (by Gideon); and the wooden image that was beside it was cut down, and the second bull was being offered on the altar which had been built (Judges 6:28-29) صورة في موقع الأنبا تكلا: عابدي البعل يكشفون هدم المذبح (القضاة 6: 28-29)

St-Takla.org Image: And when the men of the city arose early in the morning, there was the altar of Baal, torn down (by Gideon); and the wooden image that was beside it was cut down, and the second bull was being offered on the altar which had been built (Judges 6:28-29)

صورة في موقع الأنبا تكلا: عابدي البعل يكشفون هدم المذبح (القضاة 6: 28-29)

الآيات (33-35): "وَاجْتَمَعَ جَمِيعُ الْمِدْيَانِيِّينَ وَالْعَمَالِقَةِ وَبَنِي الْمَشْرِقِ مَعًا وَعَبَرُوا وَنَزَلُوا فِي وَادِي يِزْرَعِيلَ. وَلَبِسَ رُوحُ الرَّبِّ جِدْعُونَ فَضَرَبَ بِالْبُوقِ، فَاجْتَمَعَ أَبِيعَزَرُ وَرَاءَهُ. وَأَرْسَلَ رُسُلًا إِلَى جَمِيعِ مَنَسَّى، فَاجْتَمَعَ هُوَ أَيْضًا وَرَاءَهُ، وَأَرْسَلَ رُسُلًا إِلَى أَشِيرَ وَزَبُولُونَ وَنَفْتَالِي فَصَعِدُوا لِلِقَائِهِمْ."

وادي يزرعيل = هذا الوادي في قلب فلسطين لذلك كثيرًا ما كان موقعًا للمعارك. وهذا الوادي يمتد من جبل الكرمل إلى وادي الأردن. وتجمع المديانيين كان:

1. أنه وقت الحصاد فهم أتوا لغنم الغنيمة (ودليل هذا أن جدعون كان يخبط الحنطة).

2. لتأديب جدعون ومن معهُ على هدم مذبح البعل وربما شعروا أن هدم مذبح البعل هو ثورة ضدهم أرادوا إجهاضها بعنف. فضرب بالبوق = من كان يضرب الحنطة سرًا من الخوف، بعد أن لبسه روح الرب تغير تمامًا ليصبح قائدًا للجيش. وهذا ما حدث مع التلاميذ يوم الخمسين. بل أن روح الرب حرَّك عشيرته فاجتمعت وراءه. هؤلاء الذين ثاروا عليه بسبب هدم مذبح البعل الآن يتحركون وراءه للحرب. والروح القدس قادر أن يجعل جسدي المستعبد للخطية أداة في يد الرب للخدمة كأداة بر. ولقد استدعى جدعون آخرين واستجابوا لهُ.

 

الآيات (36-40): "وَقَالَ جِدْعُونُ لِلهِ: «إِنْ كُنْتَ تُخَلِّصُ بِيَدِي إِسْرَائِيلَ كَمَا تَكَلَّمْتَ، فَهَا إِنِّي وَاضِعٌ جَزَّةَ الصُّوفِ فِي الْبَيْدَرِ، فَإِنْ كَانَ طَلٌّ عَلَى الْجَزَّةِ وَحْدَهَا، وَجَفَافٌ عَلَى الأَرْضِ كُلِّهَا، عَلِمْتُ أَنَّكَ تُخَلِّصُ بِيَدِي إِسْرَائِيلَ كَمَا تَكَلَّمْتَ». وَكَانَ كَذلِكَ. فَبَكَّرَ فِي الْغَدِ وَضَغَطَ الْجَزَّةَ وَعَصَرَ طَلاًّ مِنَ الْجَزَّةِ، مِلْءَ قَصْعَةٍ مَاءً. فَقَالَ جِدْعُونُ لِلهِ: «لاَ يَحْمَ غَضَبُكَ عَلَيَّ فَأَتَكَلَّمَ هذِهِ الْمَرَّةَ فَقَطْ. أَمْتَحِنُ هذِهِ الْمَرَّةَ فَقَطْ بِالْجَزَّةِ. فَلْيَكُنْ جَفَافٌ فِي الْجَزَّةِ وَحْدَهَا وَعَلَى كُلِّ الأَرْضِ لِيَكُنْ طَلٌّ». فَفَعَلَ اللهُ كَذلِكَ فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ. فَكَانَ جَفَافٌ فِي الْجَزَّةِ وَحْدَهَا وَعَلَى الأَرْضِ كُلِّهَا كَانَ طَلٌّ."

جدعون يطلب علامة ليخرج للحرب. وفي هذه العلامة رأى الآباء تفسير لطيف. فالندى الذي على الجزة هو الإيمان الذي كان في اليهود فكلمة الله تنزل كندى (تث 32: 2) بينما كان العالم كله جافًا بسبب خضوعه لإبليس. والعكس فالندى على الأرض كلها ما عدا الجزة هو رفض اليهود وقبول الأمم (مز72: 6 + أش5: 6 + مت15: 24) لقد تحول المجرى الإلهي إلى قلوب الأمم (رو 5:5). وهذا يعني أن المسيح ترك خراف بيت إسرائيل الضالة لأنها رفضته وتحول للأمم.

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

(1) توضيح من الموقع: الجِمَال المدجنة هي الأيفة، أي استئناس حيوان الجمل لخدمة البشر.

St-Takla.org Image: The offerings of Gideon to the Lord (Judges 6:26-27) صورة في موقع الأنبا تكلا: تقدمات جدعون للرب (القضاة 6: 26-27)

St-Takla.org Image: The offerings of Gideon to the Lord (Judges 6:26-27)

صورة في موقع الأنبا تكلا: تقدمات جدعون للرب (القضاة 6: 26-27)

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

← تفاسير أصحاحات القضاة: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21

الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/pub_Bible-Interpretations/Holy-Bible-Tafsir-01-Old-Testament/Father-Antonious-Fekry/07-Sefr-El-Kodah/Tafseer-Sefr-El-Kodah__01-Chapter-06.html

تقصير الرابط:
tak.la/3p9n3n3