St-Takla.org  >   pub_Bible-Interpretations  >   Holy-Bible-Tafsir-01-Old-Testament  >   Father-Antonious-Fekry  >   07-Sefr-El-Kodah
 

شرح الكتاب المقدس - العهد القديم - القمص أنطونيوس فكري

القضاة 5 - تفسير سفر القضاة

 

محتويات:

(إظهار/إخفاء)

* تأملات في كتاب قضاة:
تفسير سفر القضاة: مقدمة سفر القضاة | القضاة 1 | القضاة 2 | القضاة 3 | القضاة 4 | القضاة 5 | القضاة 6 | القضاة 7 | القضاة 8 | القضاة 9 | القضاة 10 | القضاة 11 | القضاة 12 | القضاة 13 | القضاة 14 | القضاة 15 | القضاة 16 | القضاة 17 | القضاة 18 | القضاة 19 | القضاة 20 | القضاة 21

نص سفر القضاة: القضاة 1 | القضاة 2 | القضاة 3 | القضاة 4 | القضاة 5 | القضاة 6 | القضاة 7 | القضاة 8 | القضاة 9 | القضاة 10 | القضاة 11 | القضاة 12 | القضاة 13 | القضاة 14 | القضاة 15 | القضاة 16 | القضاة 17 | القضاة 18 | القضاة 19 | القضاة 20 | القضاة 21 | القضاة كامل

الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح

← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18 - 19 - 20 - 21 - 22 - 23 - 24 - 25 - 26 - 27 - 28 - 29 - 30 - 31

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

تسبحة دبورة = نشيد الغلبة. مكتوب بأسلوب شعري رائع وهي تسبحة الإنسان المجاهد الذي يكون كدبورة أي نحلة نشيطة يترنم بها أثناء جهاده الروحي وينقسم النشيد إلى 3 أقسام كل منها 9 أعداد (3-11، 13-21، 22-30) أمّا العددان 1، 2 فهما مقدمة للتسبحة والعدد 12 مقدمة للقسم الثاني والعدد 31 خاتمة للتسبحة.

 

آية (1): "فَتَرَنَّمَتْ دَبُورَةُ وَبَارَاقُ بْنُ أَبِينُوعَمَ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ قَائِلَيْنِ:"

فترنمت = عند الضيق نصرخ لله ولكن عند الفرح نادرًا ما يُرْجَعْ لله بالشكر والتسبيح [قصة العشرة البرص (لو 17: 13)] وأهمية التسبيح أن لا ننشغل بعطايا المسيح وبركاته عن المسيح واهب العطية. ونلاحظ هنا أن دبورة قادت عمل التسبيح وباراق قاد الجيش. كما قاد موسى الشعب وقادت مريم التسبيح (خر 15: 1).

 

آية (2): "«لأَجْلِ قِيَادَةِ الْقُوَّادِ فِي إِسْرَائِيلَ، لأَجْلِ انْتِدَابِ الشَّعْبِ، بَارِكُوا الرَّبَّ."

لأجل قيادة القواد = فالله هو الذي يقود قادة شعبه. فالله هو واهب النصرة ولكن التسبحة تشيد بالقادة أيضًا الذين جاهدوا. لأجل إنتداب الشعب = أي لقبولهم العمل والحرب تطوعًا، فالشعب أيضًا جاهد مع القادة. العمل جماعي بقيادة الله.

باركوا الرب = لا تلهيكم انتصاراتكم عن أن تسبحوا الرب وتشكروه.

 

آية (3): "اِسْمَعُوا أَيُّهَا الْمُلُوكُ وَاصْغَوْا أَيُّهَا الْعُظَمَاءُ. أَنَا، أَنَا لِلرَّبِّ أَتَرَنَّمُ. أُزَمِّرُ لِلرَّبِّ إِلهِ إِسْرَائِيلَ."

St-Takla.org Image: From that time on Israel became stronger and stronger until they finally destroyed King Jabin and lived in freedom. Deborah wrote a victory song which they sang in celebration (Judges 5). There was peace in the land for the next 40 years. (Judges 4: 23-24; 5: 1) - "Deborah and Barak go into battle" images set (Judges 4 - Judges 5): image (19) - Judges, Bible illustrations by James Padgett (1931-2009), published by Sweet Media صورة في موقع الأنبا تكلا: "فأذل الله في ذلك اليوم يابين ملك كنعان أمام بني إسرائيل. وأخذت يد بني إسرائيل تتزايد وتقسو على يابين ملك كنعان حتى قرضوا يابين ملك كنعان. فترنمت دبورة وباراق بن أبينوعم في ذلك اليوم" (القضاة 4: 23-24؛ 5: 1) - مجموعة "ذهاب دبورة وباراق إلى الحرب" (القضاة 4 - القضاة 5) - صورة (19) - صور سفر القضاة، رسم جيمز بادجيت (1931-2009)، إصدار شركة سويت ميديا

St-Takla.org Image: From that time on Israel became stronger and stronger until they finally destroyed King Jabin and lived in freedom. Deborah wrote a victory song which they sang in celebration (Judges 5). There was peace in the land for the next 40 years. (Judges 4: 23-24; 5: 1) - "Deborah and Barak go into battle" images set (Judges 4 - Judges 5): image (19) - Judges, Bible illustrations by James Padgett (1931-2009), published by Sweet Media

صورة في موقع الأنبا تكلا: "فأذل الله في ذلك اليوم يابين ملك كنعان أمام بني إسرائيل. وأخذت يد بني إسرائيل تتزايد وتقسو على يابين ملك كنعان حتى قرضوا يابين ملك كنعان. فترنمت دبورة وباراق بن أبينوعم في ذلك اليوم" (القضاة 4: 23-24؛ 5: 1) - مجموعة "ذهاب دبورة وباراق إلى الحرب" (القضاة 4 - القضاة 5) - صورة (19) - صور سفر القضاة، رسم جيمز بادجيت (1931-2009)، إصدار شركة سويت ميديا

إسرائيل لم يكن لهم ملك. إذًا الدعوة هنا موجهة لملوك الأمم الوثنية لتتأمل أعمال الله الحي ويؤمنوا. أنا أنا = تكرار أنا يشير لأن دبورة تتكلم بلسان كنيستَيّ العهدين القديم والجديد اللتين تشعران بضعفهما والقوة التي فيهما منسوبة لله حاميها.

 

آية (4): "يَا رَبُّ بِخُرُوجِكَ مِنْ سِعِيرَ، بِصُعُودِكَ مِنْ صَحْرَاءِ أَدُومَ، الأَرْضُ ارْتَعَدَتِ. السَّمَاوَاتُ أَيْضًا قَطَرَتْ. كَذلِكَ السُّحُبُ قَطَرَتْ مَاءً."

هي تعود بذاكرتها لمعاملات الله مع شعبه الخارج من مصر، فالله الذي خلّص آباءهم هو نفسه الذي رافقهم ضد سيسرا. وهي هنا تقصد أن تصور الرب وسط السحابة وهو يقود شعبه في سيناء. فكأن الله هو هو أمس واليوم صانع عجائب ليحمي شعبه. بخروجك.. بصعودك = الله يخرج ويصعد مع شعبه. فهو في وسطهم لا يفارقهم، هو غير منعزل عنهم. سعير = شعر. فالله يخرجنا من الفكر الجسداني. أدوم = أرض أو دم وسعير وأدوم اسمان لعيسو. فالله يصعد بنا فوق مستوى الأرض لنعيش بفكر سماوي. الأرض أرتعدت= الخشية التي حلت بالأمم. والأرض تشير للجسد وإذ يعمل الله فيه يخشى الله ويخضع لروح الرب ولا يسلك في شهواته. السَّمَاوَاتُ.. قَطَرَتْ = الأرض الوثنية ترتعد لكن أولاد الله يكونون كسموات تقطر ندى بعمل الروح القدس وإن الجسد يشير لهُ الأرض التي ترتعد فالروح تشير لها السموات التي تقدم مطر مفرح.

 

آية (5): "تَزَلْزَلَتِ الْجِبَالُ مِنْ وَجْهِ الرَّبِّ، وَسِينَاءُ هذَا مِنْ وَجْهِ الرَّبِّ إِلهِ إِسْرَائِيلَ."

قارن مع (أش 64: 3). والجبال تزلزلت يوم إعطاء الشريعة. وبعد أن عرضت دبورة أعمال الله مع الآباء في البرية عادت لتصف حالهم أيامها وحاجتهم إلى عمل الله.

 

الآيات (6-7): "«فِي أَيَّامِ شَمْجَرَ بْنِ عَنَاةَ، فِي أَيَّامِ يَاعِيلَ، اسْتَرَاحَتِ الطُّرُقُ، وَعَابِرُو السُّبُلِ سَارُوا فِي مَسَالِكَ مُعْوَجَّةٍ. خُذِلَ الْحُكَّامُ فِي إِسْرَائِيلَ. خُذِلُوا حَتَّى قُمْتُ أَنَا دَبُورَةُ. قُمْتُ أُمًّا فِي إِسْرَائِيلَ."

تقدم لنا دبورة صورة مرة لمضايقات الكنعانيين لهم فقد أغلقوا عليهم الطرق الرئيسية فاضطروا أن يسلكوا طرق فرعية معوجة وخطيرة = فلا أمان في الطرق ولا تجارة ولا مسافرين فالعدو واللصوص في كل مكان ساروا في مسالك معوجة.

واستراحت الطرق = أي لا مسافرين عليها من الخوف. وعدو الخير دائمًا يحاول أن يغلق الطرق الإلهية عن المؤمنين بقطع الرجاء، والإغراءات بالشر ليدخل الإنسان في طرق ملتوية. في أيام ياعيل = هي تشهد لياعيل أن قلبها كان مستقيمًا أمام الله وسط هذه الضيقات مثل شمجر. والحكام لم يكونوا قادرين على عمل شيء لينقذوا شعب الرب = خُذِلَ الحكام. بل حتى أحسنهم وهو باراق لم يستطع عمل شيء حتى قمت أنا دبورة، ظل هذا الحال والضيق إلى وقت قيام الكنيسة التي أعلنت أمومتها في الرب وقامت بدور التعليم = قُمت أمًا في إسرائيل = لا يمكن التحرر من مرارة الكنعانيين (إبليس) إلاّ بقيام دبورة (الكنيسة) أمًا. فنحن نولد من الماء (الكنيسة) والروح.

 

آية (8): "اِخْتَارَ آلِهَةً حَدِيثَةً. حِينَئِذٍ حَرْبُ الأَبْوَابِ. هَلْ كَانَ يُرَى مِجَنٌّ أَوْ رُمْحٌ فِي أَرْبَعِينَ أَلْفًا مِنْ إِسْرَائِيلَ؟"

St-Takla.org Image: The song of salvation (Judges 5:1-31) صورة في موقع الأنبا تكلا: أغنية الخلاص (القضاة 5: 1-31)

St-Takla.org Image: The song of salvation (Judges 5:1-31)

صورة في موقع الأنبا تكلا: أغنية الخلاص (القضاة 5: 1-31)

اختار آلهة حديثة = شعب إسرائيل الذي ترك عبادة الرب وعبد أوثان لذلك تركهم الرب ووصلت الحرب للأبواب = حينئذ حرب الأبواب = فالله هو سور لنا (زك 2: 5) فإن تخلى عنا يصل الأعداء إلى الأبواب. وإذا تركنا نصير حتى بلا سلاح=هل كان يُرى مجن أو رمح = فالفلسطينيون حرموهم من حمل السلاح أو تصنيعه لمدة 20 سنة (1صم 13: 19) أيام شاول الملك. وغالبًا فنفس المشكلة كانت تتكرر من الكنعانيين وغيرهم. ونلاحظ قوله حرب الأبواب = فالأبواب التي يجلس فيها قضاة الشعب وشيوخه صارت مكان حرب. إذا تخلى الرب عن شعبه يتحول السلام لدماء.

 

آية (9): "قَلْبِي نَحْوَ قُضَاةِ إِسْرَائِيلَ الْمُنْتَدِبِينَ فِي الشَّعْبِ. بَارِكُوا الرَّبَّ."

لكن الله لا يتخلى للأبد عن شعبه فيرسل لهم قضاة. فليسبحه شعبه = باركوا الرب.

 

آية (10): "أَيُّهَا الرَّاكِبُونَ الأُتُنَ الصُّحْرَ، الْجَالِسُونَ عَلَى طَنَافِسَ، وَالسَّالِكُونَ فِي الطَّرِيقِ، سَبِّحُوا!"

الراكبون الأتن الصحر = العظماء يركبون الأتن القادمة من الصحراء وهي نوع نادر من الأتن. الجالسون على طنافس = رجال القضاء. والسالكون في الطريق = أي بقية الشعب الفقراء والعامة السائرين على أقدامهم. فليسبح الجميع الرب.

 

آية (11): "مِنْ صَوْتِ الْمُحَاصِّينَ بَيْنَ الأَحْوَاضِ هُنَاكَ يُثْنُونَ عَلَى حَقِّ الرَّبِّ، حَقِّ حُكَّامِهِ فِي إِسْرَائِيلَ. حِينَئِذٍ نَزَلَ شَعْبُ الرَّبِّ إِلَى الأَبْوَابِ."

المحاصين = هناك من فسرها على أنها رماة السهام وهناك من فسرها أنها تعني الذين يقتسمون الغنائم. إذًا هم رجال إسرائيل الذين حاربوا وانتصروا بمعونة الرب وجاءوا إلى أحواض الماء يقتسمون غنائمهم=بين الأحواض وأحواض الماء هي أخطر مكان لأن اللصوص يكمنون هناك للناس. ولكن الآن لأن هناك سلام فالكل عند أحواض الماء يسبحون الله على عمله. حينئذ نزل شعب الرب إلى الأبواب= نزلوا في أمان بلا خوف فلا حرب عند الأبواب بل شعب منتصر يقسم غنائم.

 

آيه (12): "«اِسْتَيْقِظِي، اسْتَيْقِظِي يَا دَبُورَةُ! اسْتَيْقِظِي، اسْتَيْقِظِي وَتَكَلَّمِي بِنَشِيدٍ! قُمْ يَا بَارَاقُ وَاسْبِ سَبْيَكَ، يَا ابْنَ أَبِينُوعَمَ!"

هذه الآية مقدمة الجزء الثاني الذي يعلن عمل الله الخلاصي خلال دبورة وباراق كرمز لخلاص المسيح لكنيسته استيقظي= تكررت 4 مرات لأن المسيح خلص الكنيسة في كل أنحاء العالم لتستيقظ الشعوب الوثنية من نومها مع مسيحها القائم من الأموات وإسب سبيك= باراق قاد المعركة وصارت له غنائم كثيرة وهكذا المسيح الذي حرر البشرية وخلصنا نحن الذين كان الشيطان قد سبانا تحت نير الخطية "صعدت إلى العلاء، سبيت سبيًا" (مز18:68). (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). فالمسيح بعد فدائه وصعوده حررنا من سبي الخطية وصرنا في المسيح يسوع أبناء الله، يسبينا حبه المفرح وصرنا غنائم محبته الفائقة.

 

الآية (13): "حِينَئِذٍ تَسَلَّطَ الشَّارِدُ عَلَى عُظَمَاءِ الشَّعْبِ. الرَّبُّ سَلَّطَنِي عَلَى الْجَبَابِرَةِ."

الشارد= هو الهارب والطريد، هؤلاء الذين تشردوا من شعب إسرائيل بسبب ظلم الكنعانيين الآن بواسطة عمل دبورة يتسلطون على عظماء الكنعانيين.

الرب سلطني= صارت قائدة للأسباط في المعركة. وهي ذكرت الأسباط التي سارت ورائها ولم تذكر بينها يهوذا وشمعون اللذان كانوا مشغولين بحرب الفلسطينيين.

 

آية (14): "جَاءَ مِنْ أَفْرَايِمَ الَّذِينَ مَقَرُّهُمْ بَيْنَ عَمَالِيقَ، وَبَعْدَكَ بَنْيَامِينُ مَعَ قَوْمِكَ. مِنْ مَاكِيرَ نَزَلَ قُضَاةٌ، وَمِنْ زَبُولُونَ مَاسِكُونَ بِقَضِيبِ الْقَائِدِ."

الذين مقرهم بين عماليق= أرض إفرايم كانت كحصن منيع ضد عماليق المحيط بها. وبعدك بنيامين مع قومك = حينما خرج إفرايم للحرب خرج وراءه بنيامين أيضًا.

من ماكير نزل قضاة = ماكير هو سبط منسى وهؤلاء خرج منهم قادة للجيش. وهكذا مع سبط زبولون خرج منهم قادة = ماسكون قضيب القائد.

 

آية (15): "وَالرُّؤَسَاءُ فِي يَسَّاكَرَ مَعَ دَبُورَةَ. وَكَمَا يَسَّاكَرُ هكَذَا بَارَاقُ. اِنْدَفَعَ إِلَى الْوَادِي وَرَاءَهُ. عَلَى مَسَاقِي رَأُوبَيْنَ أَقْضِيَةُ قَلْبٍ عَظِيمَةٌ."

وهنا تمدح رؤساء يساكر الذين خرجوا بأنفسهم معها إلى ساحة القتال ولم يكتفوا بإرسال رجالهم وشعبهم ولكي تمدح شجاعتهم شبهتهم بباراق= وكما يساكر هكذا باراق. لقد اندفع يساكر مع باراق إلى الوادي ضد مشاة الأعداء ومركباتهم على مساقي رأوبين أقضية قلب عظيمة= دبورة تعطي كل سبط حقه فإفرايم خرج أولًا وورائه بنيامين.. وهكذا لكنها هنا تلوم رأوبين بشدة لأنه لم يحارب.

 

آية (16): "لِمَاذَا أَقَمْتَ بَيْنَ الْحَظَائِرِ لِسَمْعِ الصَّفِيرِ لِلْقُطْعَانِ. لَدَى مَسَاقِي رَأُوبَيْنَ مَبَاحِثُ قَلْبٍ عَظِيمَةٌ."

رأوبين عوضًا عن أن يذهب ليحارب مع إخوته اعتذر بعذر تافه أنه مشغول بمواشيه، وهنا نجد سخرية شديدة من امرأة خاضت القتال ضد العدو بينما رجال رأوبين الذين أخذوا يتباحثون هل يذهبوا إلى الحرب أم يستمروا في رعاية قطعانهم = مباحث قلب عظيمة وقولها عظيمة هو سخرية منهم بمرارة لأن نتيجة المباحثات كانت عدم الذهاب للحرب بل الجلوس لدى المساقي لرعاية الغنم. ودبورة تتعجب على قلوب هؤلاء الرجال المتخاذلون = أقضيه قلب عظيمة = لقد قضي قلبهم المتخاذل أن يتخلوا عن أخوتهم ليسمعوا صفير الرعاة لأغنامهم عوضًا عن سماع صوت بوق القتال. هذا السبط في اعتذاره يماثل عند عروس النشيد "غسلت رجلي فكيف أوسخهما" (نش 3:5). هي أعذار واهية لكل نفس ارتبطت بمحبة العالم ولا تريد أن تجاهد ضد شهوة الجسد وضد الخطية.

 

آية (17): "جِلْعَادُ فِي عَبْرِ الأُرْدُنِّ سَكَنَ. وَدَانُ، لِمَاذَا اسْتَوْطَنَ لَدَى السُّفُنِ؟ وَأَشِيرُ أَقَامَ عَلَى سَاحِلِ الْبَحْرِ، وَفِي فُرَضِهِ سَكَنَ."

هنا توبيخ لبقية الأسباط التي رفضت الحرب. جلعاد في عبر الأردن سكن= جلعاد يمثل النفس التي لا تريد عبور الأردن أي لا تريد الموت مع المسيح وتختار الطريق الواسع. ودان اعتذر لأنه يهتم بسفنه. وأشير في فُرضِهِ سكن= فرضه أي الخلجان على الشواطئ. أشير يمثل الذي خنقته قلاقل العالم واضطراباته فالبحر يمثل العالم المضطرب. أما سبط دان فيقول الآباء أنه يمثل الهراطقة إذ يخرج منهم ضد المسيح واهتمامه بسفنه لأنهم أي الهراطقة ينشرون هرطقاتهم في العالم.

 

آية (18): "زَبُولُونُ شَعْبٌ أَهَانَ نَفْسَهُ إِلَى الْمَوْتِ مَعَ نَفْتَالِي عَلَى رَوَابِي الْحَقْلِ."

زبولون أهان نفسه إلى الموت= أي خاطر بنفسه حتى الموت لشجاعته. وسبطا زبولون ونفتالي خرجًا وراء باراق وكان منهم قادة. على روابي الحقل= الرابية مكان مرتفع. وهي شجاعة أن يحارب أحد على رابية فيراه العدو واضحًا.

 

آية (19): "«جَاءَ مُلُوكٌ. حَارَبُوا. حِينَئِذٍ حَارَبَ مُلُوكُ كَنْعَانَ فِي تَعْنَكَ عَلَى مِيَاهِ مَجِدُّو. بِضْعَ فِضَّةٍ لَمْ يَأْخُذُوا."

هي تتحدث هنا عن الملوك الذين آزروا ملك كنعان، فقد جاءوا إلى تعنك وهي مدينة تبعد 5 أميال جنوب شرق مجدو. وكانت تعنك تابعة ليساكر ثم صارت لمنسى. وكانت المعركة في تعنك بجوار مياه مجدو. ولكن العدو لم يغنم أي فضة.

 

الآيات (20-21): "مِنَ السَّمَاوَاتِ حَارَبُوا. الْكَوَاكِبُ مِنْ حُبُكِهَا حَارَبَتْ سِيسَرَا. نَهْرُ قِيشُونَ جَرَفَهُمْ. نَهْرُ وَقَائِعَ نَهْرُ قِيشُونَ. دُوسِي يَا نَفْسِي بِعِزّ."

لماذا لم يغنم الأعداء أي فضة؟ لأنهم فوجئوا بأن السموات نفسها تحاربهم، فهؤلاء الذين يعادون الله تعاديهم الطبيعة نفسها فهي خليقة الله. فالسموات ثارت ضدهم بظروف طبيعية قاسية حتى بدت كواكبها كجنود تحاربهم. الكواكب من حبكها = أي من مداراتها (طرق مساراتها). وبعد ذلك توضح ما فعلته الطبيعة. نهر قيشون جرفهم = لقد تفجرت السموات بالسحب ثم السيول التي جعلت نهر قيشون يفيض ويغمر ويجرف الأعداء، أحيائهم مع قتلاهم. نهر وقائع = أي تترجم النهر الذي من قديم. ودبورة هنا تكشف أن الطبيعة لعبت دورًا هامًا في المعركة وأيد هذا يوسيفوس. وحين يرجع الإنسان لله بالتوبة تعطيه السماء معونة. فالسمائيين من ملائكة وشهداء وقديسين (كنجوم) تحارب معهُ. ونبع الروح القدس يمطر عليه ليجرف الخطية حينئذ تقول النفس "دوسي يا نفس بعز" إبليس وأعماله.

 

آية (22): "«حِينَئِذٍ ضَرَبَتْ أَعْقَابُ الْخَيْلِ مِنَ السَّوْقِ، سَوْقِ أَقْوِيَائِهِ."

هنا تكشف دبورة في الجزء الثالث ضعف سيسرا كرمز لضعف إبليس. وهذه الآية تشير لأن سيسرا حين أدرك هزيمته ضرب الخيل بشدة للهرب = ضربت أعقاب الخيل فكانت الخيل تضرب الأرض بحوافرها من القيادة الجنونية لقادة سيسرا = من السوق سوق أقويائه = السوق أي قيادة الخيل. والخيل يشير للقوة البشرية ولكن هل القوة البشرية تنجى، القوة البشرية تعجز عن أن تخلص.

 

آية (23): "اِلْعَنُوا مِيرُوزَ قَالَ مَلاَكُ الرَّبِّ. اِلْعَنُوا سَاكِنِيهَا لَعْنًا، لأَنَّهُمْ لَمْ يَأْتُوا لِمَعُونَةِ الرَّبِّ، مَعُونَةِ الرَّبِّ بَيْنَ الْجَبَابِرَةِ."

حلّت اللعنة بميروز بكل سكانها لأنها اتخذت موقفًا سلبيًا فإذ رأت سيسرا هاربًا لم تحاول أن تمسكه، ويبدو أن ميروز هذه كانت مدينة كبيرة ولم يعد لها أثر بعد هذه اللعنة. فهي خانت العهد بما أوكل إليها من مهام في المعركة ولم تساعد شعب الرب.

 

الآيات (24، 25): "تُبَارَكُ عَلَى النِّسَاءِ يَاعِيلُ امْرَأَةُ حَابِرَ الْقَيْنِيِّ. عَلَى النِّسَاءِ فِي الْخِيَامِ تُبَارَكُ. طَلَبَ مَاءً فَأَعْطَتْهُ لَبَنًا. فِي قَصْعَةِ الْعُظَمَاءِ قَدَّمَتْ زُبْدَةً."

عكس ما حدث لميروز. فنجد هنا البركة لياعيل التي تمثل النفس الشجاعة المجاهدة.

 

آية (26، 27): "مَدَّتْ يَدَهَا إِلَى الْوَتَدِ، وَيَمِينَهَا إِلَى مِضْرَابِ الْعَمَلَةِ، وَضَرَبَتْ سِيسَرَا وَسَحَقَتْ رَأْسَهُ، شَدَّخَتْ وَخَرَّقَتْ صُدْغَهُ. بَيْنَ رِجْلَيْهَا انْطَرَحَ، سَقَطَ، اضْطَجَعَ. بَيْنَ رِجْلَيْهَا انْطَرَحَ، سَقَطَ. حَيْثُ انْطَرَحَ فَهُنَاكَ سَقَطَ مَقْتُولًا."

مضراب العملة = العَمَلَةْ أي الصناع ومضراب العملة أي القادوم الذي به يضرب الوتد. وهي صورة لإبليس الساقط بواسطة الصليب منسحقًا بلا سلطان.

 

آية (28): "مِنَ الْكُوَّةِ أَشْرَفَتْ وَوَلْوَلَتْ أُمُّ سِيسَرَا مِنَ الشُّبَّاكِ: لِمَاذَا أَبْطَأَتْ مَرْكَبَاتُهُ عَنِ الْمَجِيءِ؟ لِمَاذَا تَأَخَّرَتْ خَطَوَاتُ مَرَاكِبِهِ؟"

أم سيسرا التي توقعت عودته منتصرًا مع غنائم كثيرة، الآن تولول لطول مدة غيابه.

 

آية (29): "فَأَجَابَتْهَا أَحْكَمُ سَيِّدَاتِهَا، بَلْ هِيَ رَدَّتْ جَوَابًا لِنَفْسِهَا:"

إحدى نساء القصر تطمئنها بأنه يقتسم نساء وغنائم إسرائيل والثياب الثمينة المطرزة.

 

آية (30): "أَلَمْ يَجِدُوا وَيَقْسِمُوا الْغَنِيمَةَ! فَتَاةً أَوْ فَتَاتَيْنِ لِكُلِّ رَجُل! غَنِيمَةَ ثِيَابٍ مَصْبُوغَةٍ لِسِيسَرَا! غَنِيمَةَ ثِيَابٍ مَصْبُوغَةٍ مُطَرَّزَةٍ! ثِيَابٍ مَصْبُوغَةٍ مُطَرَّزَةِ الْوَجْهَيْنِ غَنِيمَةً لِعُنُقِي!"

الثياب المطرزة من الوجهين هي أثمن الثياب. ولكن للأسف كانت ثياب سيسرا مطرزة الآن بدمائه. لِعُنُقِي = كانوا يزينون أعناقهم بغنائمهم.

 

آية (31): "هكَذَا يَبِيدُ جَمِيعُ أَعْدَائِكَ يَا رَبُّ. وَأَحِبَّاؤُهُ كَخُرُوجِ الشَّمْسِ فِي جَبَرُوتِهَا». وَاسْتَرَاحَتِ الأَرْضُ أَرْبَعِينَ سَنَةً."

أحباء الله أي شعبه بعد أن حطَّم أعدائه، كانوا نورًا والكنيسة تشرق كشمس في جبروتها أي في وسط النهار والشمس في قوتها. وهذه الكنيسة تكون في الراحة = استراحت الأرض.

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

← تفاسير أصحاحات القضاة: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21

الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/pub_Bible-Interpretations/Holy-Bible-Tafsir-01-Old-Testament/Father-Antonious-Fekry/07-Sefr-El-Kodah/Tafseer-Sefr-El-Kodah__01-Chapter-05.html

تقصير الرابط:
tak.la/f3cx5gf