St-Takla.org  >   FAQ-Questions-VS-Answers  >   03-Questions-Related-to-Theology-and-Dogma__Al-Lahoot-Wal-3akeeda
 

سنوات مع إيميلات الناس!
أسئلة اللاهوت والإيمان والعقيدة

رد على قصيدة "أعباد المسيح لنا سؤال" لكاتبها الإمام القيم إبن الجوزية

سؤال: من آن لآخر يرسل لنا بعض الأخوة المسلمون هنا في موقع الأنبا تكلا بعضًا من أبيات الشعر الشهيرة التي تتحدث عن بعض العقائد المسيحية بالتهكم والسخرية..  ويرسلونها كأنها نُصرةً للإسلام وكأن لا رَدَّ لها..!  ها هي نضعها كاملة، ونقوم بتوضيح وجهة النظر المسيحية لِمَنْ يريد..

نسخة عادية

نسخة بالتشكيل

  1. أعباد المسيح لنا سؤال      نريد جوابه ممن وعاه
  2. إذا مات الإله بصنع قوم     أماتوه فما هذا الإله
  3. وهل أرضاه ما نالوه منه     فبشراهم إذا نالوا رضاه
  4. وإن سخط الذي فعلوه فيه     فقوتهم إذا أوهت قواه
  5. وهل بقي الوجود بلا إله     سميع يستجيب لمن دعاه
  6. وهل خلت الطباق السبع لما     ثوى تحت التراب وقد علاه
  7. وهل خلت العوالم من إله     يدبرها وقد سمرت يداه
  8. وكيف تخلت الأملاك عنه     بنصرهم وقد سمعوا بكاه
  9. وكيف أطاقت الخشبات حمل    الإله الحق شد على قفاه
  10. وكيف دنا الحديد منه    يخالطه ويلحقه أذاه
  11. وكيف تمكنت أيدي عداه     وطالت حيث قد صفعوا قفاه
  12. وهل عاد المسيح إلى حياة     أم المحيي له ربك سواه
  13. ويا عجبا لقبر ضم ربا     وأعجب منه بطن قد حواه
  14. أقام هناك تسعا من شهور لدى     الظلمات من حيض غذاه
  15. وشق الفرج مولودا صغيرا     ضعيفا فاتحا للثدى فاه
  16. ويأكل ثم يشرب ثم يأتي     بلازم ذاك هل هذا إله
  17. تعالى الله عن إفك النصارى     سيسأل كلهم عما افتراه
  18. أعباد الصليب لأي معنى    يعظم أو يقبح من رماه
  19. وهل تقضى العقول بغير     كسر وإحراق له ولمن بغاه
  20. إذا ركب الاله عليه كرها     وقد شدت لتسمير يداه
  21. فذاك المركب الملعون     حقا فدسه لا تبسه إذ تراه
  22. يهان عليه رب الخلق طرا    وتعبده فإنك من عداه
  23. فإن عظمته من أجل أن قد     حوى رب العباد وقد علاه
  24. وقد فقد الصليب فإن رأينا    له شكلا تذكرنا سناه
  25. فهلا للقبور سجدت طرا     لضم القبر ربك في حشاه
  26. فيا عبد المسيح أفق     فهذا بدايته وهذا منتهاه
  1. أَعُبَّادَ المَسِيحِ لَنَا سُؤَالٌ نُرِيدُ جَوَابَهُ مَّمِنْ وَعَاهُ
  2. إذا ماتَ الإِلهُ بِصُنْع قومٍ أمَاتُوهُ فَما هذَا الإِلهُ؟
  3. وَهَلْ أرضاه ما نَالُوهُ مِنْهُ؟ فبُشْرَاهمْ إذا نالُوا رِضَاهُ
  4. وَإِنْ سَخِطَ الّذِى فَعَلُوهُ فيه فَقُوَّتُهُمْ إِذًا أوْهَتْ قُوَاهُ
  5. وَهَلْ بَقِى الوُجُودُ بِلاَ إِلهٍ سَمِيعٍ يَسْتَجِيبُ لَمِنْ دَعَاهُ؟
  6. وَهَلْ خَلَتِ الطِّبَاقُ السَّبْعُ لَمّا ثَوَى تَحتَ التُّرَابِ، وَقَدْ عَلاَهُ
  7. وَهَلْ خَلَتِ الْعَوَالُمِ مِن إِلهٍ يُدَبِّرهَا، وَقَدْ سُمِرَتْ يَدَاهُ؟
  8. وَكَيْفَ تَخَلْتِ الأَمْلاَكُ عَنْهُ بِنَصْرِهِمُ، وَقَدْ سَمِعُوا بُكاهُ؟
  9. وكيف أطاقت الخشبات حمل الإله الحق مشدودا قفاه؟
  10. وَكيْفَ دَنَا الحَدِيدُ إِلَيْهِ حَتَّى يُخَالِطَهُ، وَيَلْحَقَهُ أذَاهُ؟
  11. وَكيْفَ تَمكْنَتْ أَيْدِى عِدَاهُ وَطَالتْ حَيْثُ قَدْ صَفَعُوا قَفَاهُ؟
  12. وَهَلْ عَادَ المَسِيحُ إِلَى حَيَاةٍ أَمَ المُحْيى لَهُ رَب سِوَاهُ؟
  13. وَيَا عَجَبًا لِقَبْرٍ ضَمَّ رَبا وَأَعْجَبُ مِنْهُ بَطْنٌ قَدْ حَوَاهُ
  14. أَقَامَ هُنَاكَ تِسْعًا مِنْ شُهُورٍ لَدَى الظُّلُمَاتِ مِنْ حَيْضٍ غِذَاهُ
  15. وَشَقَّ الْفَرْجَ مَوْلُودًا صَغِيرًا ضَعِيفًا، فَاتِحًا لِلثَّدْى فَاهُ
  16. وَيَأْكُلُ، ثمَّ يَشْرَبُ، ثمَّ يَأْتِى بِلاَزِمِ ذَاكَ، هَلْ هذَا إِلهُ؟
  17. تَعَالَى اللهُ عَنْ إِفْكِ النَّصَارَى سَيُسأَلُ كُلَّهُمْ عَمَّا افْترَاهُ
  18. أَعُبَّادَ الصَّلِيبِ، لأَى مَعْنِّى يُعَظمُ أوْ يُقَبَّحُ مَنْ رَمَاهُ؟
  19. وَهَلْ تَقْضِى العقولُ بِغَيْرِ كَسْرٍ وَإحْرَاقٍ لَهُ، وَلَمِنْ بَغَاهُ؟
  20. إِذَا رَكِبَ الإِلهُ عَلَيْهِ كُرْهًا وَقَدْ شُدَّتْ لِتَسْمِيرٍ يَدَاهُ
  21. فَذَاكَ المَرْكَبُ المَلْعُونُ حَقا فَدُسْهُ، لا تَبُسْهُ إِذْ تَرَاهُ
  22. يُهَانُ عَلَيْهِ رَبُّ الْخَلقِ طُرا وتَعْبُدُهُ؟ فَإِنّكَ مِنْ عِدَاهُ
  23. فإِنْ عَظِّمْتَهُ مِنْ أَجْلِ أَنْ قَدْ حَوَى رَبَّ العِبَادِ، وَقَدْ عَلاَهُ
  24. وَقَدْ فُقِدَ الصَّلِيبُ، فإِنْ رَأَيْنَا لَهُ شَكْلًا تَذَكَّرْنَا سَنَاهُ
  25. فَهَلاّ للقبورِ سَجَدْتَ طُرا لَضِّم القبرِ رَبّكَ في حَشَاهُ؟
  26. فَيَا عَبْدَ المِسيحِ أَفِقْ، فَهَذَا بِدَايَتُهُ، وَهذَا مُنْتَهاهُ

 

الإجابة:

صاحب هذه الأبيات هو الإمام القيم ابن الجوزية السوري (ويُعْرَف أيضًا باسم أبو عبد الله شمس الدين محمد بن أبي بكر الزرعي الدمشقي)، وهو من علماء الدين الإسلامي (1292-1349 م. - القرن الثامن الهجري)، وهو  تلميذ "ابن تيمية" كذلك، وقد نُشِرَت في كتابٍ له بعنوان "إغاثة اللهفان من مصايد الشيطان".  وقد بحثنا عن نسخة من الشعر بالتشكيل كذلك، حتى يتضح المعنى أكثر للباحث العزيز، وقمنا أيضًا في هذا المقال بموقع الأنبا تكلاهميانوت بترقيم الأبيات، للتسهيل خلال العرض التالي(*)..

وأولًا، وقبل كل شيء، نود أن نبدي إعجابنا بالأسلوب الشعري وجماليات الشعر الواضحة في النص من قافية مدروسة وخلافه (مع تحفظنا على بعض الأمور؛ مثل عدم التمكن الظاهر في تكرار بعض الكلمات مثل كلمات "قفاه"، و"علاه" في أكثر من بيت، مما يخالف قواعد الشعر المُتعارَف عليها التي تُعتَبَر في عُرف الشعراء أن سبب تكرار الكلمات هو ضعف من الشاعر من استخراج كلمات جديدة، وخاصة أن التكرار لم يأتي بهدف التوكيد أو غيره)..  ولكن، ليس أي كلام موزون هو كلام سليم!  وإلا لأصبحت الأغاني الهابطة فنًا مقبولًا مادام الكلام يتبع القواعد الشعرية!!  وليس أي شيء قديم هو شيء ذو قيمة..  وبخلاف تكرار الكلمات في القصيدة، هناك تكرار للمعاني من بيت لآخر، في نقاط الصلب والقبر وغيره!

والقارئ الفطن لهذا الكتاب يرى مدى بساطة عقل كاتبه، وتحليلاته الخاطئة، وتحريفه للتاريخ والوثائق بتحليلات جديدة للأحداث، وإضفاء معاني غير سليمة عليها..  بخلاف الأخطاء العلمية المذكورة في الكتاب، فنرى في الثلث الأخير في الكتاب مثلًا حينما يتحدث عن اكتشاف الصليب، يستغرب كيف أن الخشب يعيش تحت أنقاض أكثر من 300 سنة ولا يتحلل!!  في حين أن لدينا في مصر مئات الأعمال الخشبية المصرية القديمة المُكتشفة التي كانت موجودة سواء في مقابر أو تحت رمال وأنقاض، وعاشت آلاف السنين، ونراها اليوم في متاحف مصر والعالم..  إلى غير ذلك من التزييف والأخطاء للتاريخ وللواقع واستخدام الكذب أو "المعاريض" أو "التقية" حسبما يتيح إيمان الكاتب، لكي يعلي من شأن عقيدة بالكذب، ويقلل من شأن أخرى أو أخريات بنفس الأسلوب..

فنرى الشاعر وهو يتكلم عن موت الله يصور أن المسيح قد انفصل عن عالمنا بالموت مثل سائر البشر الذين بموتهم ينفصلون عن العالم وينتقلون من مكان إلى مكان. ونسي أن الله جل جلاله لا يتغير فهو الكمال المطلق في كل شيء ولا يحده مكان أو زمان وهو موجود في كل مكان وفي كل زمان. طبيعة الله لا تتغير. فالله جل جلاله لا يحده مكان أو زمان. وهنا في موقع الأنبا تكلا توجد مقالات وكتب تتحدث عن طبيعة السيد المسيح لمن يريد الاستزادة.  والمُحتوى الإجمالي للقصيدة، والذي يتعرض لبعض العقائد المسيحية، ويقف أمامها البعض حائرًا..  فهذا إجابته بسيطة جدًا..  وربما تكون هي الفرق بين الإسلام والمسيحية..  ففي المسيحية "اللهَ مَحَبَّةٌ" (رسالة يوحنا الرسول الأولى 4: 8، 16)، ونصلي إلى الله دائمًا ونناديه "أَبَانَا" (إنجيل متى 6: 9؛ إنجيل لوقا 11: 2).  فالعلاقة مع الله هي علاقة حب، وعلاقة أبوة، وعلاقة شخصية..  فالله ليس إلهًا بعيدًا عنّا في برج عاجي..  ولكنه داخلنا..  والمسيح بتجسده أخذ كل طبيعة الإنسان وكل معاناته، مع احتفاظه بلاهوته..  هذه الأبيات وإن كانت تطرب لها الأذن عند سماعها، إلا أن بها الكثير من الكلمات تدل على غياب الكثير من أساسيات ومفاهيم الديانة المسيحية عن ذهن كاتب الأبيات. وقبل أن نبدأ في مناقشة الأبيات لا بُدّ أن نعرض هذه المفاهيم الغائبة حتى نسهل على القارئ فهم الرد هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت. وفيما يلي أهم المواضيع التي يجب معرفتها عن المسيحية..

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

St-Takla.org Image: I should glory in the Cross - The Cross of the Millennium - Artwork by Frederick Hart صورة في موقع الأنبا تكلا: أما أنا فحاشا لي أن أفتخر إلا بصليب يسوع المسيح - صليب الألفية للفنان فريدريك هارت

St-Takla.org Image: The Cross of the Millennium, artwork by Frederick Hart - with the verse: "God forbid that I should boast except in the cross of our Lord Jesus Christ" (Galatians 6: 14) - Designed by Michael Ghaly for St-Takla.org

صورة في موقع الأنبا تكلا: صليب الألفية، للفنان فريدريك هارت، مع آية: "حاشا لي أن أفتخر إلا بصليب ربنا يسوع المسيح" (غلاطية 6: 14) - تصميم مايكل غالي لـ: موقع الأنبا تكلا هيمانوت

وسنتناول فيما يلي النقاط الرئيسية في أبيات القصيدة، مع العلم أننا سنتجاهل المقدمات، والأسئلة المكررة سيكون لها رد واحد:-

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

(*) المصدر: من مقالات وأبحاث موقع الأنبا تكلاهيمانوت www.st-takla.org (م. غ.).


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/FAQ-Questions-VS-Answers/03-Questions-Related-to-Theology-and-Dogma__Al-Lahoot-Wal-3akeeda/109-A3obad-Al-Masih-Poem.html

تقصير الرابط:
tak.la/4p4x6vw