St-Takla.org  >   pub_Bible-Interpretations  >   Holy-Bible-Tafsir-02-New-Testament  >   Father-Antonious-Fekry  >   00-1-Bible-Introductions
 

مقدمة عامة في دراسة الأناجيل الأربعة - القمص أنطونيوس فكري

لماذا لم يُكْتَفَى بإنجيل واحد؟!

 

محتويات:

(إظهار/إخفاء)

* مقدمة عامة في دراسة الأناجيل الأربعة:
1- ملخص تاريخ الشعب اليهودي
2- ملخص لتاريخ أباطرة الدولة الرومانية
3- ملوك وحكام اليهودية أيام المسيح
4- ملوك وولاة اليهودية في فترة ما قبل وما بعد المسيح
5- الهيكل اليهودي، والكهنوت اليهودي
6- طوائف اليهود
7- أسماء أمة اليهود
8- النقود والمعاملات العبرانية
9- مقدمة عامة للأناجيل الأربعة
10- ميلاد السيد المسيح
11- ولادة المسيح الأزلية من الله
12- النعمة
13- ولادة المسيح بالجسد

14- لماذا أربعة أناجيل ولم يتم الاكتفاء بإنجيل واحد؟!
15- كيف كان تلاميذ السيد المسيح يفهمون أعماله
16- شرائع وناموس السبت كما وردت في المشناة وتلمود أورشليم
17- من هو المسيح
* تواجد آيات الأناجيل الأربعة في كتب التفسير لأبونا انطونيوس فكري روفائيل

قام أحد الأشخاص فعلًا بتجميع الأربعة الأناجيل في كتاب واحد أسماه الدياطسرون Diatessaron واستعملته الكنيسة الأولى لسنوات قليلة ثم حرمت استخدامه فلماذا؟

1. الأربعة أناجيل تعطي نظرة على حياة المسيح من أربعة زوايا مختلفة تظهر شخصية المسيح بوضوح. فالأربعة أناجيل ليسوا تكرارًا لبعضهم البعض. بل كل إنجيل له نظرة مختلفة. وكما تنظر لمجسم فني أو كريستالة crystal مثلًا فأنت لن تدرك جمالها إلاّ حينما تنظر لها من عدة زوايا.

2. الأناجيل لا تحكي لنا قصة كسرد تاريخي. بل الإنجيليين ليسوا مؤرخين، بل هم يقدمون فكرة معينة عن السيد المسيح غير مهتمين بالتأريخ.

3. قد يكون مرجع الإنجيليين هو إنجيل مرقس أول من كتب إنجيلًا، أو كان هناك إنجيل شفوي تم تسليمه بالتقليد. ولكن المهم أن كل إنجيلي أخذ من هذا أو ذاك ما يتفق مع الصورة التي يقدمها للسيد المسيح.

4. كل قصة أو تعليم أو مثل في رواية الإنجيلي لا يأتي بمعزل عما قبله أو بعده. فكل قصة أو تعليم أو مثل يجب أن نربطه بما قبله وبما بعده ويجب أن لا نتصور أن الإنجيلي وهو يكتب يخطر على باله فجأة أن السيد المسيح فتح عيني أعمى فيذكر القصة، لا بل هو يضعها كشرح لما سبق وكمقدمة لما يأتي. والكل في ترابط لخدمة الفكرة الأساسية التي يكتب الإنجيلي بسببها إنجيله.

5. في بعض الأحيان يبدو أن هناك خلاف في نفس القصة بين أحد الإنجيليين والآخر. ولكن يكون هذا الخلاف معبرًا عن شيء رائع ولشرح وجهة نظر يريد الروح القدس أن ننتبه لها. لذلك فمن المفيد جدًا أن نقارن نفس الحدث في كل الأناجيل وندرس الخلاف لنخرج بالهدف الذي يريده الروح القدس من هذا الخلاف الظاهري.

6. نفس القول أو القصة ترد في إنجيلين مختلفين ولكن ليس بنفس الهدف.

  مثال: ليس خفي لن يعرف. جاء في متى (مت 10: 26) بمعنى أن التعليم الذي تسمعونه الآن هنا سينادى به في كل العالم. وجاء في (لو 12: 2) بمعنى أن الخطية التي نعملها سرا ستنكشف أمام الناس.

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

إنجيل متى
متى يكتب لليهود فيقدم المسيح على أنه المسيا المنتظر بحسب النبوات. هو ابن داود الملك، أتى ليؤسس مملكته وليخلص الناس. هو صار من نسل داود ليتمم الخلاص للناس. وهذا يتضح من بداية الإنجيل.

كتاب ميلاد

 

يسوع المسيح

 

ابن داود

 

ابن إبراهيم

(مت 1-3)

قصة الميلاد

 

يسوع المخلص بأن يعطينا حياة نثبت فيها (مت 5-7)

يسوع أي المخلص (مت 8، 9)

المسيح هو المسيا المنتظر

 

هو مؤسس المملكة

(مت 10-20)

ماذا يعني ملكوت السموات؟

 

المسيح فيه تتبارك كل الأمم

ولأن ملوك إسرائيل ليس من حقهم أن يضعوا شريعة أو دستور لشعوبهم، بل هم ينفذون شريعة إلههم كما وردت في الكتاب المقدس (التوراة أو شريعة موسى) لكن متى يقدم المسيح الملك، كملك مختلف يضع شريعته ويقول ما لا يقوله إنسان مهما كانت درجته، ملك كان أو نبيًا..

قَدْ سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ لِلْقُدَمَاءِ.. أَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ (مت 5: 21-22)

هذا قول لا يقوله سوى الله واضع شريعة العهد القديم وشريعة العهد الجديد. وهل يوجد بشر له أن يقول كما قال المسيح " سمعتم أنه قيل.. أما أنا فأقول.." من يقول هذا لا بُد أن يكون هو الله. ولذلك بدأ متى بالعظة على الجبل = شريعة العهد الجديد، يضعها ملك إلهي قادر وله الحق أن يشرع، ليس في تناقض مع شريعة العهد القديم، بل يكملها، فهو لا يناقض نفسه (العظة على الجبل إصحاحات 5-6-7) وبدراسة العظة على الجبل نكتشف أن الهدف منها الاتحاد والثبات في المسيح فتكون لنا حياته (راجع البحث في إنجيل متى) وهو نفس ما قيل في العهد القديم لآدم أن يأكل من شجرة الحياة (رمز المسيح الابن) فتكون له حياة، ولا ينفصل عن الله بأن يأكل من شجرة معرفة الخير والشر. فيسوع المسيح هو هو أمس واليوم وإلى الأبد (عب8:13).

ثم يقدم لنا متى معنى الخلاص:

فاليهود تصوروا الخلاص أنه خلاص سياسي أو عسكري يتحرروا فيه من الرومان ثم يسودوا العالم. ولذلك يجب أن يكون المسيح ملكًا قادرًا على ذلك.لذلك يقدم متى المفهوم الصحيح للخلاص (ص 8، 9). فتجده يبدأ بأن المسيح يشفي أبرصًا، ولاحظ أن البرص= الخطية. إذًا الخلاص في مفهوم متى هو خلاص من الخطية وليس من الإستعمار الروماني. ثم يقدم في نهاية (ص8) سلطان المسيح على الشياطين وفي بداية (ص9) المسيح يشفي المفلوج بغفران خطاياه والمعنى أن المسيح أتى ليحررنا من الشياطين وسلطانهم وعبوديتهم فنشفى من سلطان الخطية. ثم يبدأ متى في شرح معنى ملكوت السموات، وأن السيد المسيح أتى ليؤسس هذا الملكوت. وسيرد شرح تفصيلي لهذا في نهاية دراستنا لإنجيل متى.

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

إنجيل مرقس

مرقس يكتب للرومان الذين يعشقون القوة، فنجده يبدأ إنجيله بكلمة بدء إنجيل يسوع المسيح ابن الله= كلمة إنجيل هي بشارة مفرحة. والملك الذي يبشر به هو ابن الله وليس ملكًا عاديًا. وكما يحدث مع ملوك الرومان، فحين يذهب ملك روماني إلى مكان ما يكون له رسول يمهد الطريق أمامه ليعلن مجيء هذا الملك فيستعد الناس للقائه. هكذا المسيح الملك كان له رسول (ملاك) يعد الطريق أمامه. وهذا الرسول مشبه بأسد= صوت صارخ في البرية. فإذا كان الرسول أسد فكم وكم يكون الملك . (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). ولاحظ قول هذا الرسول "يأتي بعدي من هو أقوى مني" (مر 7:1) ولم يورد مرقس تفاصيل تجربة إبليس للسيد المسيح، فهو يبرز قوة المسيح. ونتقابل مع أول معجزة للسيد المسيح فنرى فيها سلطانه على الأرواح النجسة. وكأن مرقس يقول للرومان أنتم تفتخرون بملوك يهزمون جنود من البشر، أما نحن فلنا ملك له سلطان على الشياطين والأرواح النجسة والقُوَى الخفية التي لا يستطيع بشر أن يقف أمامها، بل كلكم ترتعبون من مثل هذه القُوَى الخفية. وإذا رأينا قصة إخراج شياطين عند متى نراها إعلانًا عن خلاص الإنسان من سلطان الشيطان الذي يدفعه للخطية، حقًا هي سلطان المسيح على الشيطان، لكن الخلاص في مفهوم متى واضح أنه خلاص من الخطية وممن يشجع عليها. ولكن هنا مع مرقس نرى سلطان المسيح على قوات يرتعب منها البشر إعلانًا عن قوة المسيح. بل نجد في نهاية الإنجيل أن هذه الآيات تتبع المؤمنين (مر 17:16) والمعنى أنه ليس مسيحنا فقط هو القوي بل كل مَنْ يتبعه.

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

إنجيل لوقا

هنا نرى وجهة نظر أخرى عن المسيح، فلقد رأينا في إنجيل متى المسيح الذي أتى ليخلص من الخطية، الملك المشرع، ورأينا في إنجيل مرقس المسيح القوي الجبار. أما هنا فنتقابل مع المسيح الذي أتى ليشفع في البشرية فاتحًا لها طريق السماء.

1. أول ما نتقابل في إنجيل لوقا نتقابل مع الكهنوت، مع زكريا الكاهن أمام مذبح البخور والملاك يخبره بقدوم السابق للمسيح، وكأن الملاك يقول لزكريا:- هل تدري يا زكريا معنى ما تقوم به من طقوس. لقد قدمت لتوك ذبيحة محرقة ودخلت للقدس لتقدم البخور فيرضى الله عن شعبك. ما هذا إلاّ شرح لما أتيت أخبرك به، كل هذا كان رمزًا للمسيح، وابنك الذي أبشرك به هو سابق للمسيح الذي سيقدم ذبيحة على الصليب ثم يشفع في البشرية أمام الآب.

2. أول ما نتقابل مع المسيح، لا نتقابل معه في معجزة بل في مجمع يقرأ فيه المسيح من سفر إشعياء.. وأكرز بسنة الرب المقبولة.. ثم طوى السفر....  والرب طوى السفر فهو لم يُرد أن يقرأ الآية التالية كما وردت في إشعياء وهي "وبيوم انتقام لإلهنا" فالمسيح الحبيب أتى يكرز لنا بسنة الرب المقبولة.

3. نسمع في إنجيل لوقا عن المسيح ويرمز له السامري الصالح، وعن السماء المفتوحة للفقراء البسطاء (لعازر في حضن إبراهيم). وعن الابن الضال في حضن أبيه وهي صورة كم جذبت البشر للتوبة. ونسمع عن إقامة ابن أرملة نايين. حقًا لقد ذكر باقي الإنجيليون معجزات إقامة من الأموات. ولكن هذه هي المعجزة الوحيدة التي تقدم فيها المسيح ليقيم الميت دون أن يسأله أحد، فهو أتى لهذا.

4. وحتى بعد القيامة نجد المسيح يسعى وراء تلميذيّ عمواس، وبالرغم من عدم فهمهم لقضية الخلاص والشك فيمن هو المسيح، نجد المسيح يشرح لهم ليفهموا، ثم يتظاهر بأنه منطلق ليطلبوا منه أن يمكث معهما فيمكث، فهو يريد أن يمكث ولكن ليس رغمًا عنا بل يمكث إذا طلبنا منه ذلك، وإذا مكث معنا يفتح عيوننا كما فعل مع تلميذيّ عمواس.

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

 إنجيل يوحنا

يوحنا أعلن بوضوح أنه يكتب ليظهر أن المسيح هو ابن الله (يو 31:20). فبينما تتكلم بقية الأناجيل الثلاثة عن ناسوته وميلاده، يتكلم يوحنا عن لاهوته ومع أن بقية الأناجيل (متى/ مرقس/ لوقا) لم يخفوا هذه الحقيقة بل أعلنوها، لكن كانت حقيقة لاهوته هي هدف يوحنا الأساسي. فالمسيح ابن الله كما خلق الخليقة الأولى أتى ليجدد الخليقة.

الإصحاح الأول:

كان الكلمة الله

 

المسيح هو الله

بغيره لم يكن شيء مما كان

 

هو الخالق

والكلمة صار جسدًا

 

إعلان حقيقة ابن الإنسان

الابن.. هو خبَّر

 

المسيح أتى ليعلن لنا الآب

حمل الله الذي يرفع خطية العالم

 

المسيح الفادي

فيه كانت الحياة

 

أعطانا حياة بعد موت

السماء مفتوحة

 

الصلح بين السماء والأرض

الإصحاح الثاني:

تحويل ماء التطهير إلى خمر

 

بقدر ما نجاهد لنتطهر يملأنا المسيح فرحًا

تطهير الهيكل

 

من لا يجاهد ليتطهر يساعده المسيح ببعض التجارب (السوط في يده)

الإصحاح الثالث:

الولادة من الماء والروح

 

محاولاتنا للتطهير أو التجارب لا تكفي للخلاص بل لا بُد من المعمودية

ينبغي أن يرفع ابن الإنسان

 

المعمودية تستمد فعلها من الصليب

الريح تهب حيث تشاء

 

الروح القدس يجدد طبيعة المولود من الروح

الإصحاح الرابع:

السامرية

 

نموذج لعمل المسيح. الخاطئة تتجدد وتتحول إلى كارزة. والسامريين يأتون للمسيح في حب

 

أمثلة على ما سبق

1- دخول الرب إلى الهيكل ليطهره ولعن شجرة التين:

السيد المسيح دخل مرتين ليطهر الهيكل. الأولى: في بداية خدمته وهذه ذكرها يوحنا. والثانية: بعد دخوله إلى أورشليم يوم أحد الشعانين. ونلاحظ الآتي:

‌أ- مرقس يورِد القصة تاريخيًا بدقة. فالمسيح دخل للهيكل مباشرة بعد دخوله إلى أورشليم ونظر للفوضى الموجودة وخرج دون أن يطهر الهيكل. وفي الصباح لعن شجرة التين ثم دخل الهيكل ليطهره وكان هذا يوم الاثنين صباحًا. وفي يوم الثلاثاء صباحًا لاحظ التلاميذ أن التينة جفت.

‌ب- متى يقول أن المسيح دخل مباشرة بعد استقباله في أورشليم إلى الهيكل وطهره. وفي يوم الاثنين صباحًا لعن التينة فيبست في الحال.

‌ج- لوقا يورد قصة تطهير الهيكل ولا يورد قصة لعن التينة، بل يورد قصة أخرى عن بكاء المسيح على أورشليم.

‌د- يوحنا يورد قصة تطهير الهيكل التي حدثت في بداية خدمة المسيح (يو2).

 

فما السبب في هذه الاختلافات:

‌أ- الإنجيليين ليسوا مؤرخين ولا يهتمون بالتأريخ.

‌ب- متى يقدم المسيح الملك ابن الملك الذي استقبلوه كملك، دخل أورشليم ليذهب مباشرة للهيكل بيت أبيه ليطهره، فهو أتى لهذا. وحين يورد قصة شجرة التين فهو يقول أنها جفت في الحال. فهو كملك مشرع يضع الشرائع لشعبه له الحق أن يدين من يخالف وتنفذ العقوبة فورًا.

‌ج- أما مرقس فهو يقص علينا ما حدث تاريخيًا بحسب تسلسل الأحداث. لكنه يشير أن المسيح دخل الهيكل لينظر كل شيء، فهو كأنه يقول.. أنا طهرت هذا المكان من قبل (كما جاء في إنجيل يوحنا ص2).. إذًا لماذا وصل لهذه الحالة. والمسيح ينذر قبل أن يضرب. وفي اليوم التالي أتى ليؤدب ويطهر.

‌د- حين قال متى أن شجرة التين جفت في الحال فهذا حق ولكن ظهرت علامات جفاف الشجرة في اليوم التالي. والدرس المستفاد أن من يترك الله تنقطع عنه البركات فورًا ولكن تظهر علامات هذا بعد وقت. فالله قال لآدم إذا أكلت موتًا تموت ولكنه مات بعد أكثر من 900 سنة. واليهود حين صلبوا المسيح انقطعت صلتهم بالله فورًا ولكن ظهرت أثار هذا بعد حوالي 37 سنة حين أحرق تيطس أورشليم سنة 70 م. [مثال:- لو قال أحدهم أنك لو نزعت فيشة (قابِس plug‏) التيار الكهربائي عن مروحة تدور فإنها ستتوقف. وقال آخر أنها ستتوقف بعد فترة، فإن كلاهما صحيح. فالمروحة ستظل دائرة بقوة إندفاعها ثم تتوقف. وهذا ما حدث مع آدم].

‌ه- لوقا لا يشير لشجرة التين فهو يقدم المسيح الشفيع الذي يبكي على أورشليم ويرثيها ولا يريد أن يلعن الخاطئ بل أن يقوده للتوبة. ألم يكن لوقا هو الذي ذكر أن المسيح طوى السفر حتى لا يقرأ قول إشعياء "يوم انتقام لإلهنا".

‌و- مرقس يذكر أن الجميع خافوا المسيح (مر 18:11) في حادثة تطهير الهيكل وهذا من ناحية يقدم تفسيرًا لسكوت الجموع على ما فعله المسيح إذ أن هيبته أخافت الجميع. ومن ناحية أخرى نرى طريقة مرقس في تقديم المسيح القوي الذي يدخل لوحده يطهر الهيكل دون أن يهتم بمئات الألوف من البشر ولا من الكهنة ولا رؤساء الكهنة ولا الجنود، إذ أن هيبته أخافت الجميع.

‌ز- أما يوحنا فهو الوحيد الذي يذكر أن المسيح أمسك سوطًا في يديه وهذا إشارة للتجارب التي يسمح بها الله ليطهر شعبه وكنيسته فيختبروا الفرح على الأرض والخلاص والتجديد.

 

2- الآية نفسها تأتي بمعنى في إنجيل وبمعنى آخر في إنجيل آخر، لأن الآية مرتبطة بما قبلها وبما بعدها، وهكذا ينبغي أن نفهم الآيات، ولنأخذ مثالًا.

"لَيْسَ مَكْتُومٌ لَنْ يُسْتَعْلَنَ، وَلاَ خَفِيٌّ لَنْ يُعْرَفَ" (مت26:10).

هذه أتت وسط كلام السيد المسيح عن الكرازة وانتشار الإنجيل. وبهذا يصير المعنى أن الإنجيل لن يظل مكتومًا بل سينتشر في كل العالم، فاكرزوا ولا تخافوا.

"لَيْسَ مَكْتُومٌ لَنْ يُسْتَعْلَنَ، وَلاَ خَفِيٌّ لَنْ يُعْرَفَ" (لو2:12).

هذه أتت بعد تحذير السيد المسيح لتلاميذه أن يتحرزوا من الرياء ولا يتشبهوا بالفريسيين. فيصير المعنى أن الخطايا التي تصنعونها سرًا ستفضح.

 

3- بنفس الطريقة نجد أنه في الثلاثة أناجيل (متى / مرقس/ لوقا) يذكر أن السيد فتح أعين أعمى قبل دخوله لأورشليم يوم أحد الشعانين مباشرة. ويفهم بذلك أن السبب أن من تنفتح عينه ويعرف المسيح يستقبله في قلبه كملك.

ومن هذا ندرك أنه لا بُد أن يكون هناك أكثر من إنجيل فكيف تقدم صورة مختلفة للمسيح في إنجيل واحد.

كيف تذكر أن المسيح يلعن التينة فتجف فورًا إعلانًا عن المسيح الديان وفي نفس الوقت تذكر بكاء المسيح على أورشليم.

ومثل هذا رأيناه في سفر الرؤيا. فالكنائس السبع ظهر لها المسيح بصور مختلفة، كل بحسب احتياجه (رؤ 2، 3) وفي (رؤ 5: 5 -6) نرى أن الملاك يقول ليوحنا أنظر الأسد الخارج من سبط يهوذا، وحينما ينظر يجد خروف قائم كأنه مذبوح. فهو للضعيف يظهر كأسد يحميه، وهو للخاطئ يظهر كخروف يحمل خطاياه.

إنجيل يوحنا لا يتكلم عن تجسد المسيح بل عن لاهوته، فلا يشير لولادته ولا نجد فيه سلسلة أنساب فهو يريد إظهار لاهوته. أما بقية الأناجيل فتشير لتجسده وميلاده، فكيف يتم هذا وذاك في إنجيل واحد.

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/pub_Bible-Interpretations/Holy-Bible-Tafsir-02-New-Testament/Father-Antonious-Fekry/00-1-Bible-Introductions/Mokademat-El-Engil__01-Chapter-14.html

تقصير الرابط:
tak.la/79v87zb