محتويات
* قامت الديانة المسيحية على الحب الباذل الذي يستهين بكل شيء ويتخطى كل الصعاب ويصبر على الضيقات "هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد" (يو 16:2).
* وإذا كانت المسيحية هي ديانة الحب.. فهي أيضًا ديانة الألم "وهب لكم لأجل المسيح لا أن تؤمنوا به فقط بل أن تتألموا أيضًا" (في 29:1).
* كلمة شهيد استخدمت للتعبير عن إنسان لديه معلومات عن أحداث سابقة عن طريق الاشتراك فيها، لكنه لا يحتفظ بهذه المعلومات لنفسه، بل يشهد بها.. وقد أطلقت أولًا على الرسل كشهود لحياة السيد المسيح وقيامته (أع 8:1)، ومع اتساع دائرة الاضطهاد استخدمت للتعبير عن أولئك الذين احتملوا شدائد من أجل الإيمان (المعترفين)، وأخيرًا خصصت فقط للذين قبلوا الموت لأجل الإيمان، وفي اللغة العربية كلمة استشهد تعنى إنسانًا قتل في سبيل الله.
1 الديانة المسيحية جاءت بمفاهيم جديدة لم تكن موجودة من قبل: أي أنها غيرت شكل العبادة وجوهرها من حيث الملبس والمأكل ولم يعد الأجنبي يدنس المعبد أو يدنس القربان لمجرد حضوره لم يعد الكهنوت وراثيًا لم تعد العبادة سرًا محفوظًا ولم تعد شعائر الصلوات مخبأة لم تأمر بالبغضاء وخاصة نحو الأجنبي.
2 المسيحية جاءت كديانة مسكونية: أما بقية الديانات الأخرى فقد كانت ديانات محلية أي أن كل مدينة كانت لها الآلهة الخاصة بها.
3 الديانة المسيحية نادت بأنها هي الديانة الوحيدة الحقة.
4 المسيحية علمت بفصل الدين عن الدولة "أعط ما لقيصر لقيصر وما لله لله".
5 النشاط الحماسي الشديد للروحانية بالمقارنة بالنشاط الاجتماعي.
6 اتهام المسيحيون بالإلحاد.
7 المنتفعون (مثل ديمتريوس السائح في أفسس).
1 خطورة وضعه: لقد كان وضع المسيحي في الدولة الرومانية سواء كان حرًا أم عبدًا محفوفًا بالخطر دائمًا، وكان من الصعب عليه أن يفلت من أعدائه. فقد كان حذره يجلب عليه الاضطهاد كما امتناعه عن بعض ممارسات الحياة الوثنية كفيلًا بكشف أمره
2 حياته اليومية تكشفه وتعرضه للخطر: توقف المسيحي عن ممارساته الوثنية السابقة لإيمانه كانت تؤدى إلى كشف أمره.
* الحديث العادي بين الناس كان يقترن بالصيغ والآثار الوثنية، وكان ذلك يؤدى إلى كشف المسيحي، ويعتبر تحديًا مستفزًا وأثاره للوثنين.
3 مشكلات الزواج المختلط: والزواج المختلط يعنى زوجة مسيحية لزوج وثنى، وقد كانت المرأة المسيحية تحتمل الكثير من زوجها إذا ما يزال وثنيًا.
توقف المرأة عن الذهاب لاجتماعات العبادات الوثنية كان يؤدى إلى كشف أمرها، بالإضافة إلى أنها لم تكن تستطيع إكرام الضيوف من أخوتها في الإيمان أو زيادة أسر الشهداء، حتى لا تعرض نفسها للخطر، أو إذا حاولت الزوجة استمالة زوجها للإيمان ولكنه رفض وطلبت منه الانفصال، فإنه يقوم بالإبلاغ عنها على أنها مسيحية.
4 امتناعه عن بعض الحرف: مثل صناعة التماثيل الوثنية وبيع الضحايا والقرابين (وقد كانت تدر ربحا وفيرًا).
5 خطورة المناصب العامة (حاكم أو ضابط في الجيش): فقد كان أصحاب المناصب العامة يقسمون أقسامًا وثنية معينة يحرقون البخور لصورة الإمبراطور.
* يمارسون الطقوس الوثنية في الحروب، أو قبل وأثناء الحرب.
* يحكى عن القديس مارينوس أنه عند ترقيته إلى أعلى، طعن فيه زميله بأنه مسيحي فكان نصيبه الموت.
6 عبادة الإمبراطور.
7 المسيحية أبشع الجرائم.
* نيرون، دقلديانوس وأعوانه: ويمكن تقسيم حلقات الاضطهاد التي مرت بها المسيحية إلى أربعة أقسام:
أ- نيرون (54-68 م): بدأ هذا الاضطهاد سنة 64 م. بعد حريق روما في 18/7/64 م.، وأهمية هذا الاضطهاد أنه كان بمثابة تعبئة لشعور جماهير الوثنيين ضد المسيحية.
* كان الشرارة الأولى التي أصدرت سلسلة حروب طويلة ضد المسيحية.
* من شهود هذه المرحلة القديسين العظميين بطرس وبولس سنة 68 م.
ب- دوميتان (81-96 م.): كان يدعو نفسه إلهًا، اعتبر المسيحية جريمة ضد الدولة - حكم على الكثيرين من المسيحيين بالموت، ومن بينهم أقرب أقربائه القنصل فيلافيوس كلمنضس، وهو الذي أمر بإلقاء القديس يوحنا الحبيب في الزيت المغلي، ثم عاد ونفاه في جزيرة بطمس.
* أثار اضطهادًا شديدًا على أسيا الصغرى. في عهده استشهد أنسيموس وديونسيوس الأربوباغي وقد قتل هذا الإمبراطور في قصره على يد أعدائه، ومحي اسمه من التاريخ.
ج- تراجسيسان (98-117 م.): أول إمبراطور يعلن أن المسيحية ديانة محرمة، أحيا التشريعات السابقة ضد جميع الهيئات والجماعات السرية. وقد اعتبرت المسيحية من هذا النوع، في عهده استشهد القديس مار أغناطيوس أسقف أنطاكية سنة 107 م. وسمعان أسقف أورشليم.
د- مرقس أوريليوس (161-180 م.): كان كفيلسوف على عرش الدولة الرومانية كان مثقفًا جدًا وكان ينظر إلى المسيحية على أنها خرافة سخيفة. وأحدث اضطهادًا شديدًا في جنوب فرنسا ومن الشهداء في عهده يوستنيوس المدافع والفيلسوف.
ه- سيتيموس ساويرس (193-211 م.).
* وفي عام 202 أصدر مرسومًا يقضى بمنع المسيحيين من تبشير غيرهم وضم متنصرين جدد. وبسبب هذا المنشور حلت أشد الاضطهادات بالمؤمنين في مصر وشمال أفريقيا ومن هؤلاء الشهداء.
* (ليويتوس والد العلامة أوريجانوس - بوطامينا العذراء العفيفة).
* أقفلت مدرسة الإسكندرية اللاهوتية.
* نفى البابا ديمتريوس الكرام إلى أوسيم، وعذب أغلب رؤساء الكنائس.
و- مكسيموس النزافى (235-238 م.): وضع صورة السيد المسيح مع الآلهة الوثنية اضطهاد المسيحيين منذ بداية عهده وذلك معارضة لسياسة سلفه اسكندر ساويرس الذي كان متسامحًا مع المسيحيين، وفي عهده حدثت زلازل فاعتبر أن المسيحيين هم السبب وأنزل عليهم اضطهاد وأمرًا بربريًا قاسيًا.
ز- ديسيوس (249-251 م): أصدر مرسومًا سنة 250 م.، ووجهه إلى حكم الأقاليم يحتم عليهم ضرورة إعادة الديانة الوثنية مهما كلفهم الأمر، وكان المرسوم نذيرًا بالاضطهاد الكبير العام الذي فاق في وحشيته كل ما سبقه ومن الشهداء (مرقريوس أبي سيفين، فابيانوس الروماني، كبريانوس أسقف قرطاجنة).
ح- فالريان (253-265 م): بدأ حكمه متسامحًا ولكنه عاد واستخدم سلاحًا جديدًا وهو مصادرة الأملاك وتحريم الاجتماعات الدينية.
* أرسل إلى مجلس الشيوخ الروماني أمرًا يقضى بأن رجال الإكليروس الأساقفة والقساوسة والشمامسة ينبغي أن يعرفوا فورًا، ويجرد المسيحيون البارزون من ألقابهم وممتلكاتهم، فإذا أصروا على المسيحية تقطع رؤوسهم أما النساء المتزوجات فيجردون من ممتلكاتهن وينفوا. وأما صغار المؤمنين من يعترفون بمسيحيتهم فمصيرهم أن يقيدوا بالسلاسل ويرسلوا للعمل في جناح الإمبراطور، وقد دفع هذا الإمبراطور أسيرًا في يد الفرس ومات في الأسر.
ط- أوريليان (270-275 م): أصدر مراسيم جديدة بقتل المسيحيين - انتشرت في عهده حرائق مروعة في أماكن كثيرة.
ى- دقلديانوس وأعوانه (284-305 م): جميع الاضطهادات التي حدثت تتضاءل أمام سلسلة الاضطهادات التي أحدثها دقلديانوس وأعوانه. وبسبب شراسة هذا الاضطهاد أعتبر أن سنة 284 م. وهى بداية حكم دقلديانوس هي بداية تاريخ الشهداء (التقويم القبطي).
* دقلديانوس كان من أكفأ الأباطرة الذين حكموا الإمبراطورية (سياسيًا وإداريًا).
* أختار مكسيمانوس القائد المحنك ليعاونه في الحرب وأصبح دقلديانوس إمبراطورًا على الشرق، ثم عاد وعين مساعدًا له في الشرق (جالريوس زوج ابنته) ومساعدًا مكسيميانوس في الغرب وهو قسطنطينيوس والد قسطنطين الكبير.
* كان دقلديانوس يدعو نفسه رب وسيد العالم، ولم يكن يسمح لأحد بالاقتراب منه إلا وهو راكع ولامس جبهته بالأرض.
* بدأ عهده مسالمًا للمسيحيين وظل هكذا لمدة عشرين سنة، وكان معظم خدامه وخصيانه من المسيحيين، قيل أن زوجته بريسكا وابنته فالريا كانتا مسيحيتين.
* ذهب مرة للمعبد واصطحب معه رجال بلاطه فانتهز الكاهن الوثني الفرصة وقال للإمبراطور إن الآلهة لا تتكلم في حضرة أعدائها فقام دقلديانوس بطرد كل من لا يبخر للأوثان من رجال البلاط والحاشية، هذا رأى وهناك رأى آخر يقول أن دقلديانوس غير رأيه لتعصب جالريوس زوج ابنته الذي كان وحشًا مفترسًا بالإضافة إلى ذلك فقد حدث حريق مرتين في أسبوع واحد في قصر دقلديانوس وأعتبر أن المسيحيين هم السبب.
* أصدر عدة مراسيم للقبض على المسيحيين لتقديم الضحايا للآلهة الوثنية وهدم جميع الكنائس وتسويتها بالأرض وإعدام كل من يشارك في اجتماعات دينية، ومصادرة كل أملاك الكنائس والمسيحيين، مع الحرمان من كافة الحقوق الوطنية والطرد من الوظائف الحكومية، وحرق كل الكتب المقدسة، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. هذا فضلًا عن القبض على الآلاف والتنكيل والتعذيب حتى الموت.
* اعتزل دقلديانوس الحكم 305 م. بعد أن أصيب بلوثة عقلية في عام 303 م. بلغ عدد الذين استشهدوا حوالي 700,000 وعدد الذين نشروا حوالي 140,000 وبذلك بلغ عدد الشهداء والمشردين في عام 303 فقط 840,000 مسيحيًا ومن مشاهير الشهداء في عصره (البابا بطرس خاتم الشهداء - مارمينا - مارجرجس - القديسة دميانة - القديس أبانوب... إلخ).
* لقد كان الشهداء يعانقون الموت في فرح وهدوء ووداعة وشجاعة نادرة والسبب في ذلك:
1 أنهم كانوا يعرفون أن هذا العالم وقتي بالقياس بالحياة الأبدية "العالم يمضى وشهوته معه".
2 كانوا يشعرون أنهم غرباء في هذا العالم "سيروا زمان غربتكم بخوف" (1بط17:1).
3 الحياة في العالم حزن وألم وضيق "الحق أقول لكم أنكم ستبكون وتنوحون والعالم يفرح"، "أنتم ستحزنون ولكن حزنكم يتحول إلى فرح" (يو20:16).
4 عرفوا أن نهاية ضيقات وأحزان هذا العالم تؤول إلى مجد عظيم في السماء "نعلم أنه إذا ظهر نكون مثله لأننا سنراه كما هو" (1يو2:2).
* ومن أجل هذا زهدوا في كل شيء، ثم اشتهوا الانطلاق من الجسد وفعلوا كل ذلك عن حب وشهوة.
* ويمكن تقسيم الشهداء من حيث دوافع استشهادهم إلى ثلاث فئات:
أ شهداء من أجل ثباتهم على الإيمان المسيحي عامة (الغالبية من الشهداء).
ب شهداء من أجل الحفاظ على عفتهم وطهارتهم مثل: (بوطامينا العفيفية في زمن سيتموس ساويرس بريتو في قرطاجنة - ثيؤدورة العفيفة في زمن دقلديانوس - فبرونيا العذراء الشهيدة في زمن العرب).
ج شهداء من أجل العقيدة (مينا شقيق الأنبا بنيامين الـ38).
وهذه الاضطهادات تنقسم إلى (اضطهاد أدبي اضطهاد جسدي).
الإهانات
التحقير
الفصل من الوظائف
مصادرة الأموال والممتلكات
فقد حقوق المواطنة
سلب البيوت والأمتعة
فقد حق التقاضي أمام المحاكم.
نزع الأظافر
رفع النساء إلى أعلى بآلات خاصة وأجسادهن عارية، وكان هذا المنظر يعرض على المتفرجين.
السحل على الأرض في الشوارع (القديس مار مرقس الرسول).
إلقاء المعترفين في بحيرات جليدية متجمدة (شهداء سبسطية).
السلخ أو كشط الجلد واللحم حتى يصلوا إلى العظم والأحشاء.
مرور عجلات مسننة فوق جسم المعترف، وهو نائم على الأرض.
نشر الجسم والعصر بالهنبازين.
صب رصاص أو قار مغلي فوق أجسام المعترفين.
الحرق بكل درجاته
الربط بقضيبين كبيرين بشجرتين متباعدتين.
الشنق وقطع الرأس بالسيف أو الفأس الإلقاء في البحر.
الصلب
دفن الإنسان حيًا
الإلقاء للوحوش.
يمكن تقسيم فئات الشهداء إلى:
1 أمراء: يسطس بن نوماريوس الملك.
2 نبلاء: مار بقطر بن رومانوس.
3 ولاة: أريانوس والى أنصنا، مناس وهرموجين، ماسما الإسكندرية، أركابنوس والى سمنود.
4 ضابط عظام: مرقريوس أبى سيفين، مار جرجس، مار مينا، سرجيوس وواخس.
5 جنود: تاوضروس المشرقي، أبسخرون القليني.
6 أساقفة: أغناطيوس الأنطاكي، بوليكربوس أسقف أزمير.
7 قسوس: أباكلوج القس، أبا ليجول القس.
8 شمامسة: استفانوس ساتكنوس.
9 رهبان وراهبات 10 أمهات: الشهيدة رفقة، الأم دولاجي.
11 شباب: ديديموس وثيؤدورة 12 أراخنة وفلاحون وأرباب حرف.
13 عبيد وإماء. 14 فلاسفة وعلماء: يوستينوس المدافع والشهيد.
15 سحرة وكهنة أوثان: أثناسيوس الساحر، اسكندر الساحر.
16 جماعات الكنيسة: طيبة وعددها 6666، مذبحة أسنا أخميم أنصنا.
17 أطفال: أبانوب، قرياقوص.
1 الاستشهاد شهوة: القديس أندراوس الرسول عندما صلبوه حدثت زلزلة عظيمة وهرب صالبوه، وأراد تلاميذه أن ينزلوه من على الصليب، ولكنه رفض وعانق الصليب معلنًا محبته للمسيح المصلوب.
* العلامة أوريجانوس أشتهى الشهادة وكان يشجع والده قائلًا: "أحذر من أن تغير موقفك بسببنا".
* الأنبا أنطونيوس نزل إلى العالم لكي ينال إكليل الشهادة.
* الأنبا بسادة أسقف أبصاي بأخميم ارتدى الثياب البيضاء يوم استشهاده.
2 الاستشهاد شجاعة: يوسابيوس القيصري يقول: لم يكن المرء يتمالك نفسه من الدهشة أمام الثبات الذي لا يقهر الذي أبداه هؤلاء المباركون (الشهداء)، والجلد الذي لا يتزعزع الذي أظهره أولئك الذين كانت أجسادهم لا تزال غضه (شباب).
* القديس يوستينوس الشهيد يقول: لا شيء يستطيع أن يحولنا عن إيماننا لا سيف القاتل وصليب الضيق، ولا أنياب الوحوش الضارية، ولا القيود ولا النار، لا الضربات بأي نوع، بقدر ما يزيدوا آلامنا بقدر ما يزداد عدد المؤمنين، وبقدر ما يزداد عدد التلاميذ الذين ينحازون إلى جانب المسيح.
3 الاستشهاد كرازة: العلامة ترتليانوس استمروا في تعذيبنا، اطحنونا إلى مسحوق، فإن أعدادنا تتزايد بقدر ما تحصدوننا.
القديس أغسطينوس: "تأملوا يا أخوتي ماذا يفعل يسوع، أن ذئبًا واحدا لو ألقى بين غنم كثيرة ولو بلغوا عدة آلاف لأرتعب القطيع كله على الرغم من عدم قدرة الذئب على افتراس الكل، لكن الكل يخافونه، فأي مشورة وأي تدبير وآية قوة هذه حتى لا ينبت الله ذئبًا وسط الغنم بل يرسل غنمًا وسط الذئاب، فعندما افترست الذئاب الكثيرة الغنيمات القليلة، تحولت الذئاب إلى غنم".
4 الاستشهاد برهان على صدق الديانة المسيحية والفضائل المسيحية.
* أعمال الشهداء:
* صلوات الشهداء:
* صلاة إسطفانوس الأخيرة:
* يا ربى يسوع اقبل روحي...
* يا رب لا تقم لهم هذه الخطية!
* أباركك لأنك حسبتني أهلًا لهذا اليوم وهذه الساعة، ولأن أحسب في عداد شهدائك ولأن أشارك في كأس مسيحك من أجل قيامة الحياة الأبدية للنفس والجسد، في عدم فساد الروح القدس.
* كان كاربوس أسقفًا وبابيلوس شماسًا وأغاثونيكي أمًا لعائلة واستشهدوا في برغامس في آسيا الصغرى، إبان حكم مرقس أوريللوس وهذه الرواية وردت عن شاهد عيان:
* كان كاربوس مقيدًا بينما كانت النيران تشتعل أسفله وأطلق صيحة قوية قائلًا: "مبارك أنت أيها الرب يا ابن الله، لأنه رغم خطاياي حسبتني أهلًا لميراثك".
* وإذ قال هذا: وقالت أغاثونيكي بدورها وهى على المحرقة "يا رب يا رب، تعال وأعنى، فإني آتية إليك".
* (شهدان اعتقلا إبان اضطهاد ديسيوس واستشهدا في نيقوديمية بإقليم بيثينية، في آسيا الصغرى نحو سنة 250 م): "يا رب يسوع المسيح نشكرك كثيرًا جدًا لأنك قد انتزعتنا نحن البائسين غير المستحقين وجعلتنا نشارك في مجد جميع القديسين، لك التسبيح والمجد، استلم أنفسنا وأرواحنا بين يديك".
* (كان بيونيوس قسًا مثقفًا في أزمير ومات في زمن متقدم جدًا، مع مترودوروس في 25 فبراير سنة 250 م).
* وقد حول كيلاهما وجهه وقلبه نحو الشرق، وأغلق بيونيوس عينيه وطلب إلى الله في صلاة صامتة أن يرقد في سلام، وتأمل النار، وارتسم سرور كبير على وجهه وقال: "آمين! ثم يا رب اقبل روحي".
* (أمر الوالي أن يربط كبريانوس على المقصلة، ويقتل بالسيف)، وحينئذ صلى قائلًا: "الشكر لك يا الله"!
* (حزن الطوباوي روجاتيان لأنه قد قبض عليه دون أن يكون قد حصل بعد على نعمة المعمودية، ولكنه بإيمانه أعتقد أن قبلات صديقه المسيحي سوف تكون بمثابة معمودية له، ولما علم الطوباوي دوناتيان بذلك صلى هذه الصلاة إلى الله من أجل أخيه).
* "يا رب يسوع المسيح الذي يستمع إلى الرغبات الطيبة، وتكفيه النية الحسنة حينما يكون التكميل خارجًا عن إرادتنا، لقد وعدتنا بأن نختار نحن بينما تكمل أنت، فليت عبدك روجاتيان يكون له نصيب الإيمان الطاهر بالمعمودية، وإن كنا نموت غدًا بالسيف تبعًا لأمر الحاكم، فليت سفك الدم يكون بالنسبة له بمثابة سر مسحته"!
* "أشكرك أيها المسيح احفظني لأني أتألم من أجلك".
* وامتلاء بالروح القدس ورتل قائلًا: "مجدك عظيم يا رب في خدامك الذين تفضلت فدعوتهم لك".
* وصلى من أجل كل من كانوا يتبعونه قائلًا: "يا رب ساعد عبيدك إلى المنتهى وليمجدوا اسمك إلى جيل الأجيال".
* وأسرع كما لو كان يسير نحو تتويجه ورفع يديه إلى السماء وقال: "أشكرك يا رب يسوع المسيح لأن قوتك كانت هي تعزيتي ولم تسمح أن تهلك نفسي مع الأشرار، فثبت الآن ما قد فعلته فيا حتى ما يخزى الشرير المقام".
* ونظر إلى الشعب وقال: "يا إخوتي المحبوبين اسمعوني وصلوا إلى الله وخافوه من كل قلوبكم، لأنه ذكر أولئك الذين يخافونه قبل أن يتركوا العالم الحاضر، وحينما تركوه أتت الملائكة للقائهم واقتيادهم إلى المدينة المقدسة أورشليم".
* ولما أكمل هذه الأقوال جثا، ومد عنقه، وقطعت رأسه.
* كان فيلكس أسقفًا على ثيبيوكا في أفريقيا، ومات شهيدًا نحو 304 م. نطق الوالي بالحكم ليمت فيلكس بالسيف، وقال فيلكس بصوت جهوري: "أشكرك يا رب الذي تتنازل لتنقذني".
* ولما وصل إلى مكان العذاب رفع فيلكس الأسقف عينيه إلى السماء وقال بصوت عال: "يا الله لك الشكر، لأن لي ست وخمسون سنة في هذا العالم الحاضر، وقد حفظت بتوليتي، وتبعت الإنجيل وعلمت الإيمان الحق، يا رب إله السماء والأرض، يا يسوع المسيح، أقدم لك عنقي ذبيحة! أنت الدائم إلى الأبد، لك البهاء والعظمة إلى جيل الأجيال آمين".
* كان إيربناوي أسقفًا على سرميوم في بوغسلافيا مات شهيدًا إبان حكم دقلديانوس سنة 304 م.
* " أشكرك يا ربى يسوع المسيح لأنك أعطيتني الاحتمال في التجارب وآلالامات المختلفة وحسبتني أهلًا لأن أشارك في مجدك الأبدي".
* وإذ رفع يديه نحو السماء صلى قائلًا: "يا رب يسوع المسيح لقد تنازلت وتألمت من أجل خلاص العالم، فافتح سمواتك حتى ما تستطيع الملائكة أن تقبل نفس عبدك إيرينئوس، الذي يحتمل هذه العذابات من أجل أسمك ومن أجل الشعب الذي يزداد في الكنيسة الجامعة في سبرميوم، أطلب وأتوسل إلى رحمتك، من أجل أن تتنازل وتقبل الآخرين في الإيمان".
* أبيتينا مدينة في شمال أفريقيا ومات شهداؤنا فيها سنة 304 م.
* تقدم ثيليكا بفرح إلى الاستشهاد، وبينما كان يتمزق من أمشاط من حديد صاح قائلًا: "نشكر الله، أيها المسيح ابن الله، في اسمك أنقذ عبيدك".
* وسالت دماؤه مع صلواته وطلب الصفح من أجل معذبيه، ووبخ قساوتهم كما وبخ أيضًا قساوة الحاكم قائلًا: "أيها الأشقاء إنكم ظالمون وتقاومون الله.. يا الله ارحم ويا رب هبني الصبر في اسمك... أنقذ عبيدك من أسر هذا العالم، أشكرك ولا أستطيع شكرك كفاية"
* وإذ كان دمه يسيل قال له الحاكم: هذه بداية فقط لما يجب أن تحتمله...
* فأجاب: "من أجل مجد الله، أشكر الله إله الممالك، هوذا تلوح المملكة الأبدية المملكة عديمة الفساد، يا رب يسوع المسيح إننا مسيحيون ونخدمك أنت رجاؤنا رجاء المسيحيين، الإله الكلى القداسة، الإله العلى جدًا، الإله القادر، نقدم التسابيح باسمك".
* وبعد ثيلكا كان دور السنياتور داتيفوس ولم يكن يكف عن أن يردد: "يا ربى يسوع المسيح، لا تسمح أن أكون خازيًا"!
* ولما كان داتينوس على المقصلة لم يكن منتبهًا إلى عذابات جسده بل كان يصلى إلى الرب: "يا أيها المسيح أرجوك تعال وأعنى، كن رحومًا وأحفظ نفسي! وليتني لا أكون قط خازيًا! أتوسل إليك أيها المسيح هبني الصبر!"
* وكان القس ساتورنيوس يقاسى عذابات رهيبة حتى تعرت عظامه، وبينما كان المعذبون يشتدون عليه كان يكرر: "أرجوك أيها المسيح استجبني... أشكرك يا الله. لتأمر ألا تقطع رأسي، أرجوك أيها المسيح ارحمني! يا ابن الله تعال إلى معونتي.
* وكان إيميربتوس خلال عذابات مشابهة يكرر نفس الأدعية: "أيها المسيح أوجه إليك أنت التسابيح! أنقذني أيها المسيح في اسمك، إنما العذابات إلى حين...، إني سعيد أن أتعذب أيها المسيح من أجلك، اسمع ألا أكون خازيًا"!
* وقال أمبيليوس هو أيضًا: "أيها المسيح إليك أوجه تسبيحي! استجبني أيها المسيح"!
* وقال الشاب ساتورتيوس: "أتوسل إليك أيها المسيح هبني الصبر، أنت رجاء حياتي".
* كان ساويروس قسًا في هيراقلية من ثراس باليونان، ومات نحو سنة 304 م.، وأمكن استخراج هذه الصلاة من كتاب طقس قديم جدًا، وهى كما هي مكتوبة ولم ينطق بها..
* (لقد جثا على ركبتين وصلى إلى الرب بهذه العبارات): "أنت الميناء الهادئ لجميع أولئك الذين تضربهم الأمواج، أنت تعطى الرجاء لأولئك اليائسين، أنت خلاص المرضى وسند البؤساء ومرشد العميان، أنت تجرى رحمتك على أولئك المهددين بالعقاب، أنت قوة المنهكين ونور في الظلمات وخالق الأرض وسيد البحر، بقوتك أنت ترتب العناصر والسماء والنجوم، فتكون جميع الأشياء كاملة...
* اسمح ألا تحسبني يا رب غير مستحق لهذه الآلام التي تألم بها إخوتي بل هبني أن أنال نصيبًا في إكليلهم، وأن أكون متحدًا في المجد مع أولئك الذين كانوا شركائي في الأسر، ليتني أحصل على الراحة مع أولئك الذين اعترفت باسمك المجيد معهم".
_____
(*) المراجع:
1- من روائع تراث الكنيسة - آبائيات كنيسة القديس أنبا مقار أتريس - إمبابة - جيزة.
2 الخريدة النفيسة في تاريخ الكنيسة (ج1، ج2) الأسقف إيسوذورس.
3 الكنيسة المسيحية في عصر الرسل الأنبا يوأنس.
4 الاستشهاد في المسيحية الأنبا يوأنس.
5 تاريخ الكنيسة القبطية القس منسى يوحنا.
6 موسوعة الخادم القبطي (تاريخ كنسي) كنيسة مارجرجس المطرية.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-athnasius-fahmy/patrology/martyrdom.html
تقصير الرابط:
tak.la/4ffth3w