St-Takla.org  >   pub_Bible-Interpretations  >   Holy-Bible-Tafsir-02-New-Testament  >   Father-Tadros-Yacoub-Malaty  >   01-Engeel-Matta
 

شرح الكتاب المقدس - العهد الجديد - القمص تادرس يعقوب ملطي
سلسلة "من تفسير وتأملات الآباء الأولين"

متى 17 - تفسير إنجيل متى
ملكوت أخروي واقعي

 

محتويات:

(إظهار/إخفاء)

* تأملات في كتاب:
تفسير إنجيل متى: مقدمة إنجيل متى | متى 1 | متى 2 | متى 3 | متى 4 | متى 5 | متى 6 | متى 7 | متى 8 | متى 9 | متى 10 | متى 11 | متى 12 | متى 13 | متى 14 | متى 15 | متى 16 | متى 17 | متى 18 | متى 19 | متى 20 | متى 21 | متى 22 | متى 23 | متى 24 | متى 25 | متى 26 | متى 27 | متى 28 | مراجع البحث

نص إنجيل متى: متى 1 | متى 2 | متى 3 | متى 4 | متى 5 | متى 6 | متى 7 | متى 8 | متى 9 | متى 10 | متى 11 | متى 12 | متى 13 | متى 14 | متى 15 | متى 16 | متى 17 | متى 18 | متى 19 | متى 20 | متى 21 | متى 22 | متى 23 | متى 24 | متى 25 | متى 26 | متى 27 | متى 28 | متى كامل

الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح

← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18 - 19 - 20 - 21 - 22 - 23 - 24 - 25 - 26 - 27

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

إذ وعد السيّد تلاميذه أن قومًا منهم يرون ابن الإنسان آتيًا في ملكوته، أخذ ثلاثة من تلاميذه ودخل بهم إلى ملكوته الأبدي متجليًا على جبل تابور، لكنّه عاد فنزل معهم، لنعيش هذا الملكوت خلال حياتنا الواقعية على الأرض متجهيّن نحو الصليب.

 

1. التجلّي

   

ع 1-8.

بين التجلّي وأحداث الصلب
الستّة أيام
التلاميذ الثلاثة
الجبل العالي
تغيير هيئته
ظهور موسى وإيليّا
جيد أن نكون ههنا
المظال الثلاث
السحابة النيِّرة
سحابة واحدة!
خوف التلاميذ
يسوع وحده

 

 

 

2. الحاجة إلى إيليّا

   

ع 9-13.

3. هدم مملكة الشيطان

   

ع 14-21.

4. الحاجة إلى الصليب

   

ع 22-23.

5. إيفاء الدرهمين

   

ع 24-27.

 

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

St-Takla.org Image: Jesus took Peter, James and John and led them up a high mountain to pray. They were all alone. (Matthew 17: 1) (Mark 9: 2) (Luke 9: 28) - "Jesus is transfigured" images set (Matthew 17:1-13, Mark 9:2-13, Luke 9:28-37): image (1) - The Gospels, Bible illustrations by James Padgett (1931-2009), published by Sweet Media صورة في موقع الأنبا تكلا: "وبعد ستة أيام أخذ يسوع بطرس ويعقوب ويوحنا أخاه وصعد بهم إلى جبل عال منفردين" (متى 17: 1) - "وبعد ستة أيام أخذ يسوع بطرس ويعقوب ويوحنا، وصعد بهم إلى جبل عال منفردين وحدهم" (مرقس 9: 2) - "وبعد هذا الكلام بنحو ثمانية أيام، أخذ بطرس ويوحنا ويعقوب وصعد إلى جبل ليصلي" (لوقا 9: 28) - مجموعة "تجلي يسوع" (متى 17: 1-13, مرقس 9: 2-13, لوقا 9: 28-37) - صورة (1) - صور الأناجيل الأربعة، رسم جيمز بادجيت (1931-2009)، إصدار شركة سويت ميديا

St-Takla.org Image: Jesus took Peter, James and John and led them up a high mountain to pray. They were all alone. (Matthew 17: 1) (Mark 9: 2) (Luke 9: 28) - "Jesus is transfigured" images set (Matthew 17:1-13, Mark 9:2-13, Luke 9:28-37): image (1) - The Gospels, Bible illustrations by James Padgett (1931-2009), published by Sweet Media

صورة في موقع الأنبا تكلا: "وبعد ستة أيام أخذ يسوع بطرس ويعقوب ويوحنا أخاه وصعد بهم إلى جبل عال منفردين" (متى 17: 1) - "وبعد ستة أيام أخذ يسوع بطرس ويعقوب ويوحنا، وصعد بهم إلى جبل عال منفردين وحدهم" (مرقس 9: 2) - "وبعد هذا الكلام بنحو ثمانية أيام، أخذ بطرس ويوحنا ويعقوب وصعد إلى جبل ليصلي" (لوقا 9: 28) - مجموعة "تجلي يسوع" (متى 17: 1-13, مرقس 9: 2-13, لوقا 9: 28-37) - صورة (1) - صور الأناجيل الأربعة، رسم جيمز بادجيت (1931-2009)، إصدار شركة سويت ميديا

1. التجلّي

1 وَبَعْدَ سِتَّةِ أَيَّامٍ أَخَذَ يَسُوعُ بُطْرُسَ وَيَعْقُوبَ وَيُوحَنَّا أَخَاهُ وَصَعِدَ بِهِمْ إِلَى جَبَل عَال مُنْفَرِدِينَ. 2 وَتَغَيَّرَتْ هَيْئَتُهُ قُدَّامَهُمْ، وَأَضَاءَ وَجْهُهُ كَالشَّمْسِ، وَصَارَتْ ثِيَابُهُ بَيْضَاءَ كَالنُّورِ. 3 وَإِذَا مُوسَى وَإِيلِيَّا قَدْ ظَهَرَا لَهُمْ يَتَكَلَّمَانِ مَعَهُ. 4 فَجَعَلَ بُطْرُسُ يَقُولُ لِيَسُوعَ: «يَا رَبُّ، جَيِّدٌ أَنْ نَكُونَ ههُنَا! فَإِنْ شِئْتَ نَصْنَعْ هُنَا ثَلاَثَ مَظَالَّ: لَكَ وَاحِدَةٌ، وَلِمُوسَى وَاحِدَةٌ، وَلإِيلِيَّا وَاحِدَةٌ». 5 وَفِيمَا هُوَ يَتَكَلَّمُ إِذَا سَحَابَةٌ نَيِّرَةٌ ظَلَّلَتْهُمْ، وَصَوْتٌ مِنَ السَّحَابَةِ قَائِلًا: «هذَا هُوَ ابْني الْحَبِيبُ الَّذِي بِهِ سُرِرْتُ. لَهُ اسْمَعُوا». 6 وَلَمَّا سَمِعَ التَّلاَمِيذُ سَقَطُوا عَلَى وُجُوهِهِمْ وَخَافُوا جِدًّا. 7 فَجَاءَ يَسُوعُ وَلَمَسَهُمْ وَقَالَ: «قُومُوا، وَلاَ تَخَافُوا». 8 فَرَفَعُوا أَعْيُنَهُمْ وَلَمْ يَرَوْا أَحَدًا إِلاَّ يَسُوعَ وَحْدَهُ.

 

التجلّي هو دخول بالنفس إلى تذوّق الحياة الأخرويّة، لترى عريسها قادمًا في ملكوته، معلنًا لها أمجاده الإلهيّة بالقدر الذي يمكنها أن تحتمله وهي بعد في الجسد. هذا العمل الإلهي الذي تحقّق بطريقة ملموسة على جبل تابور أمام ثلاثة من التلاميذ ونبيّين من رجال العهد القديم، يتحقّق بصورة أو أخرى داخل القلب من حين إلى آخر، لكي يقدر أن ينسحب نحو العُرس الأبدي مشتاقًا إلى الانطلاق نحو الحياة الإنقضائيّة، فيحمل دفعة روحيّة قويّة تسند الإنسان في حمله الصليب والشهادة للسيّد المسيح.

التجلّي هو إعلان" الملكوت السماوي" الممتد فوق كل حدود الزمان، يقدّم للنفس البشريّة التي قبلت أن تكون إيجابيّة فيه بحمل صليب عريسها الملك، والدخول معه إلى الموت يوميًا للتمتّع بقوة قيامته. إنه يمثّل دفعه قويّة يهبها الملك المسيّا لجنوده الروحيّين للجهاد المستمر ضدّ إبليس وأعماله، ليهب فيهم الحنين نحو المكافأة الأبديّة والتمتّع بشركة الأمجاد السماويّة.

إذن فالتجلّي الذي تحقّق مرّة في حياة ثلاثة من التلاميذ، صار رصيدًا قدّمه السيّد لحساب الكنيسة كلها، تسحب منه كل يوم فيتزايد. تطلبه فتجده خبرة يوميّة تقويّة، يعيشها المؤمن على جبال الله المقدّسة، أي وصاياه، خلال الكنيسة سواء في عبادته الجماعيّة أو العائليّة أو الشخصيّة، كما يتذوّقها أثناء عمله بل ونومه، وفي تعامله مع الأتقياء كما مع الأشرار. إنه لقاء مستمر مع ربّنا يسوع المسيح على الدوام، فيه يكشف أمجاده جديدة في كل لحظة من لحظات حياتنا، حتى نلتقي به وجهًا لوجه في مجيئه الأخير.

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

بين التجلّي وأحداث الصلب

ارتبط التجلّي بأحداث الصلب والقيامة، فإنه لا يمكن للمؤمن أن يرتفع على جبل التجلّي ليرى بهاء السيّد ما لم يقبل صليبه ويدخل معه آلامه ليختبر قوّة قيامته فيه، فيُعلن الرب أمجاده له. ومن جانب آخر ما كان يمكن للتلاميذ أن يتقبّلوا آلامه ويُدكوا سرّ قيامته ما لم يهيِّئهم -خلال ثلاثة منهم- بالتجلّي.

* إذ تحدّث الرب كثيرًا عن المخاطر التي تنتظره وآلامه وموته، وعن موت التلاميذ والتجارب القاسية التي تلحق بهم في الحياة... كما حدثهم عن أمور صالحة كثيرة يترجّونها، من أجلها يخسرون حياتهم لكي يجدوها، وإنه سيأتي في مجد أبيه ويهبنا الجزاء، لهذا أراد أن يُظهر لهم ما سيكون عليه مجده عند ظهوره، فيروا بأعينهم ويفهموا قدر ما يستطيعون، لهذا أظهر لهم ذلك في الحياة الحاضرة (بالتجلّي)...

القديس يوحنا الذهبي الفم

* القوم الذين قال عنهم أنهم لا يذوقون الموت حتى يعاينوا صورة مجيئه ورمزه، هم هؤلاء التلاميذ الثلاثة الذين أخذهم معه إلى الجبل، وأعلن لهم طريقة مجيئه في اليوم الأخير في مجد لاهوته وجسد تواضعه...

St-Takla.org Image: The Transfiguration of Jesus Christ on the Olive Mountain with Saint Moses the Prophet and St. Elijah the Prophet, and we can see also the disciples Peter, James, and John - Modern Coptic icon, painted by the nuns of Saint Demiana Monastery, Egypt صورة في موقع الأنبا تكلا: تجلي السيد المسيح على جبل الزيتون مع القديس موسى النبي والقديس إيليا النبي، ويظهر في الصورة كذلك التلاميذ بطرس ويعقوب ويوحنا - أيقونة قبطية حديثة من رسم راهبات دير الشهيدة دميانة بالبراري، مصر

St-Takla.org Image: The Transfiguration of Jesus Christ on the Olive Mountain with Saint Moses the Prophet and St. Elijah the Prophet, and we can see also the disciples Peter, James, and John - Modern Coptic icon, painted by the nuns of Saint Demiana Monastery, Egypt

صورة في موقع الأنبا تكلا: تجلي السيد المسيح على جبل الزيتون مع القديس موسى النبي والقديس إيليا النبي، ويظهر في الصورة كذلك التلاميذ بطرس ويعقوب ويوحنا - أيقونة قبطية حديثة من رسم راهبات دير الشهيدة دميانة بالبراري، مصر

صعد بهم إلى جبل عال لكي يُظهر لهم أمجاد لاهوته... فلا يتعثّروا فيه عندما يرونه في الآلام التي قبلها بإرادته، والتي احتملها بالجسد من أجلنا...

صعد بهم إلى جبل لكي يُظهر لهم ملكوته قبلما يشهدوا آلامه وموته، فيرون مجده قبل عاره، حتى متى كان مسجونًا ومُدانًا من اليهود يفهمون أنه لم يصلب بواسطتهم عن عجز، بل لأنه سُرّ بصلاحه أن يتألّم لأجل خلاص العالم.

أصعدهم إلى جبل لكي يُظهِر لهم قبل قيامته مجد لاهوته حتى متى قام من الأموات يدركون أنه لم يتقبّل هذا المجد كجزاء لعمله كمن لم يكن له هذا المجد، وإنما له هذا المجد منذ الأزل مع الآب والروح القدس. وكما سبق فقال عندما ذهب إلى الآلام بإرادته: "الآن مجّدني أيها الآب بالمجد الذي لي قبل إنشاء العالم" (يو17: 9).

القديس مار أفرام السرياني

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

الستّة أيام

يؤرِّخ معلّمنا متّى حادثة التجلّي "بعد ستّة أيام" [1] من وعد السيّد لتلاميذه أن منهم قومًا لا يذوقون الموت حتى يروا ابن الإنسان آتيًا في ملكوته (مت 16: 28). بينما يؤرِّخه القدّيس لوقا باليوم الثامن من هذا الوعد. ليس في هذا تناقض، وإنما اتفاق وسرّ روحي عجيب. فمعلّمنا لوقا الإنجيلي أحصى اليوم الذي فيه أعلن الرب وعده ويوم التجلّي ذاته، أمّا معلّمنا متّى فتحدّث عن الأيام الستّة ما بين اليوم الذي أعلن فيه وعده واليوم الذي تمّ فيه التجلّي. ولم يحدث هذا بلا هدف، وإنما كشف متّى البشير حقيقة يكمّلها لوقا البشير. فإن التجلّي هو إعلان ملكوت المسيّا المخلّص الأخروي، الذي يتحقّق بعد الزمان أي يتمّ في اليوم الثامن الذي يُشير إلى الأبديّة بكونه اليوم الذي يلي نهاية الأسبوع "7". وقد سبق لنا الإشارة إلى رقم 8 في مواضع كثيرة كرمزٍ للحياة الأخرويّة المُقامة. أمّا رقم 6 الذي أورده هنا معلّمنا متّى فيحمل معانِ كثيرة منها:

 

أولًا: نحن نعلم أن رقم 6 يُشير إلى النقص، لهذا فإن اسم الوحش عدده 666 أي ناقص إلى النهاية(636)، وفي نفس الوقت يُشير إلى كمال عمل الإنسان على الأرض حيث يعمل ستّة أيام ويبقى ناقصًا حتى يتمّ براحته في اليوم السابع أو السبت. هذا الكمال البشري مهما بلغ فهو ناقص، لأننا إن فعلنا كل البرّ نقول أننا عبيد بطّالون. وكأن لمحات التجلّي المُبهجة توهَب للنفس المجاهدة في الرب، الحاملة الصليب كل أيامها الستة، والتي تحسب كاملة في جهادها ناقصة في عينيّ نفسها. حينما يدخل الإنسان إلى حياة الجهاد القانوني بالروح القدس يعترف الإنسان بنقصه، أمّا الله فيراه بارًا، مشرقًا عليه بتجلٍّ خفي في القلب كهبة إلهيّة تسنده وتلهبه لجهاد أعظم، مشتهيًا التمتّع بالتجلّي لا على جبل تابور، وإنما في الأعالي على العرش الإلهي.

 

ثانيًا: يرى العلامة أوريجينوس أن المؤمن لا يقدر أن يرتفع مع السيّد على جبل تابور لينعم بالتجلّي ما لم يعبّر الأيام الستّة للعمل وخلقه العالم المنظور، أي يتعدّى المنظورات وينطلق خارج محبّة العالم، إذ يقول: "خلق العالم في ستّة أيام، أي العدد الكامل (للعمل)... لهذا أظن أن من يتخطّى كل أمور العالم غير ناظر إلى المنظورات لأنها وقتيّة، إنّما يتطلّع إلى غير المنظورات وحدها بكونها أبديّة، يتمّ فيه القول: "بعد ستّة أيام أخذ يسوع..." أشخاصًا معيّنين. فمن يرغب في أن يأخذه يسوع، ويصعد به إلى جبلٍ عال،ٍ ويتأهّل لرؤية تجلِّيه منفردًا، يلزمه أن يجتاز الأيّام الستّة، فلا يرى المنظورات ولا يحب العالم ولا الأشياء التي فيه (1 يو 2: 15)، ولا يرغب في شهواته التي هي شهوات الجسد، ولا يطلب غنى الجسد ومجده، الأمور التي تشتِّت الذهن وتسحبه عن الأمور الإلهيّة الصالحة، وتنحدر به إلى أسفل، وتخدعه بأمور هذه الحياة من غنى ومجد وراحة في الشهوات، التي هي أعداء الحق. من يعبر الأيام الستّة كما قلنا إنّما يحفظ سبتًا جديدًا، ويفرح على جبل عالِ، إذ يرى يسوع متجلِّيًا قدّامه، لأن الكلمة يحمل أشكالًا متعدّدة، فيظهر لكل واحد قدر احتماله، ولا يُعلن عن نفسه أكثر من قُدرة ناظره(637)".

 

St-Takla.org Image: Jesus began praying. (Matthew 17: 1) (Mark 9: 2) (Luke 9: 28) - "Jesus is transfigured" images set (Matthew 17:1-13, Mark 9:2-13, Luke 9:28-37): image (2) - The Gospels, Bible illustrations by James Padgett (1931-2009), published by Sweet Media صورة في موقع الأنبا تكلا: "صعد بهم إلى جبل عال منفردين" (متى 17: 1) - "صعد بهم إلى جبل عال منفردين وحدهم" (مرقس 9: 2) - "صعد إلى جبل ليصلي" (لوقا 9: 28) - مجموعة "تجلي يسوع" (متى 17: 1-13, مرقس 9: 2-13, لوقا 9: 28-37) - صورة (2) - صور الأناجيل الأربعة، رسم جيمز بادجيت (1931-2009)، إصدار شركة سويت ميديا

St-Takla.org Image: Jesus began praying. (Matthew 17: 1) (Mark 9: 2) (Luke 9: 28) - "Jesus is transfigured" images set (Matthew 17:1-13, Mark 9:2-13, Luke 9:28-37): image (2) - The Gospels, Bible illustrations by James Padgett (1931-2009), published by Sweet Media

صورة في موقع الأنبا تكلا: "صعد بهم إلى جبل عال منفردين" (متى 17: 1) - "صعد بهم إلى جبل عال منفردين وحدهم" (مرقس 9: 2) - "صعد إلى جبل ليصلي" (لوقا 9: 28) - مجموعة "تجلي يسوع" (متى 17: 1-13, مرقس 9: 2-13, لوقا 9: 28-37) - صورة (2) - صور الأناجيل الأربعة، رسم جيمز بادجيت (1931-2009)، إصدار شركة سويت ميديا

ثالثًا: يرى القديس أمبروسيوس في هذا إشارة إلى انقضاء الدهر إذ يقول: [نستطيع أن نقول أنه بعد ستّة آلاف سنة، لأن ألف سنة عند الرب كيوم (مز 89: 4)... إذ خلق العالم في ستّة أيام. بهذا يكشف لنا عن القيامة التي تحدُث عند نهاية زمن العالم. بمعنى آخر من يرتفع فوق العالم، فوق أزمنة الدهر، ويثبت في الأعالي يتطلّع إلى ثمار الأبديّة التي للقيامة العتيدة. إذن فلنتخطّى أعمال الحياة حتى نستطيع أن نرى الله وجهًا لوجه(638).]

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

التلاميذ الثلاثة

اختار السيّد المسيح ثلاثة من تلاميذه للتمتّع بالتجلّي، هم بطرس ويعقوب ويوحنا، فإن بطرس الذي يعني الصخرة يُشير إلى الإيمان، ويعقوب عُرف بجهاده وحياته البارة، كما عُرف يوحنا بالحبيب. وكأن النفس لن ترتفع على جبل تابور للتمتّع برؤية عريسها في ملكوته الأبدي، ما لم تحمل في داخلها الإيمان العامل بالمحبّة. ويرى القديس هيلاري أسقف بواتييه أن الثلاثة رجال يشيرون إلى البشريّة كلها، كل الأمم، التي جاءت كنسلٍ لسام وحام ويافث، صار لها حق الصعود مع السيّد للتمتّع بتجلّيه(639).

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

الجبل العالي

ما هو هذا الجبل العالي الذي نرتفع به ليُعلن الكلمة الإلهي ذاته لنا إلا كلمة الله ذاته ووصيّته الإلهيّة! يقول العلامة أوريجينوس: [أن السيّد أعلن لاهوته للذين صعدوا على الجبل العالي، أمّا للذين هم أسفل فظهر لهم في شكل العبد. إنه يسأل من يشتاق أن يتعرّف على حقيقة السيّد ويتجلّى قدامه أن يرتفع مع يسوع خلال الأناجيل المقدّسة على جبل الحكمة خلال العمل والقول(640).] وفي نفس المعنى يقول القديس أمبروسيوس: [هلم نصعد على الجبل ونتضرّع إلى كلمة الله ليكشف لنا عن ذاته في مجده وجماله(641).]

لا يقدر الإنسان أن ينطلق إلى الملكوت ليرى المجد الإلهي إلا خلال كلمة الله المكتوبة وكلمة الله المتجسّد. فإن السيّد المسيح المتجسّد يحملنا خلال الكلمة المكتوبة وينطلق بنا فيه ومعه ليرتفع بنا إلى القمم العالية منفردين، فيتصاغر العالم جدًا في أعيننا، ونخلع عنّا كل ارتباك وهمّ، كما يفقد العالم قوّة إغراءاته، لتنسحب قلوبنا بالكامل نحو السماء، فنرى ملكوت الرب معلنًا أمامنا وفينا.

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

St-Takla.org Image: But the disciples were very sleepy. (Matthew 17) (Mark 9) (Luke 9: 32) - "Jesus is transfigured" images set (Matthew 17:1-13, Mark 9:2-13, Luke 9:28-37): image (3) - The Gospels, Bible illustrations by James Padgett (1931-2009), published by Sweet Media صورة في موقع الأنبا تكلا:  (متى 17) - (مرقس 9) - "وأما بطرس واللذان معه فكانوا قد تثقلوا بالنوم" (لوقا 9: 32) - مجموعة "تجلي يسوع" (متى 17: 1-13, مرقس 9: 2-13, لوقا 9: 28-37) - صورة (3) - صور الأناجيل الأربعة، رسم جيمز بادجيت (1931-2009)، إصدار شركة سويت ميديا

St-Takla.org Image: But the disciples were very sleepy. (Matthew 17) (Mark 9) (Luke 9: 32) - "Jesus is transfigured" images set (Matthew 17:1-13, Mark 9:2-13, Luke 9:28-37): image (3) - The Gospels, Bible illustrations by James Padgett (1931-2009), published by Sweet Media

صورة في موقع الأنبا تكلا:  (متى 17) - (مرقس 9) - "وأما بطرس واللذان معه فكانوا قد تثقلوا بالنوم" (لوقا 9: 32) - مجموعة "تجلي يسوع" (متى 17: 1-13, مرقس 9: 2-13, لوقا 9: 28-37) - صورة (3) - صور الأناجيل الأربعة، رسم جيمز بادجيت (1931-2009)، إصدار شركة سويت ميديا

تغيير هيئته

"وتغيّرت هيئته قدّامهم، وأضاء وجهه كالشمس،

وصارت ثيابه بيضاء كالنور" [2].

هذا التغيير في الحقيقة هو كشف لحقيقة مخفيّة وأمجاد قد سترها الله وراء الجسد حتى يمكنه أن يقترب من جُبلتنا الضعيفة، ونحن نقترب إليه دون أن نحترق! إنه يُعلن بهاء لاهوته قدر ما نحتمل وحسبما يسندنا، حتى ندخل في اليوم الأخير إلى التمتّع بكمال أمجاده.

هذا التجلّي أيضًا كان بصورة أو أخرى لحسابنا، فكما بإعلان بنوَّته الإلهيّة الفريدة في مياه المعموديّة صار لنا حق البنوّة فيه للآب، فقد صار لنا بالتجلّي حق التمتّع بالطبيعة الجديدة المجيّدة التي على صورته المقدّسة، بخلعنا الإنسان العتيق الفاسد وحملنا الإنسان الجديد، والذي يتجدّد أيضًا كل يوم في المسيح يسوع بروحه القدّوس، فينطلق بنا من مجد إلى مجد، ويرتفع بنا من جبل إلى جبل، واهبًا إيّانا جناحيّ حمامة منطلقة نحو عريسها لتستقرّ في أحضانه، وتبقى معه في الفلك الأبدي بين يديه.

يضيء وجه السيّد كالشمس فتستضيء حياتنا به كالقمر، ونبقى في نوره الأبدي لا تقدر الظلمة الدهرية أن تقترب إلينا، ولا يكون لرئيسها موضع فينا، لا في الروح ولا في الجسد. نتلألأ كمؤمنين حقيقيّين على جبل التجلّي بنور السيّد المسيح ككواكبٍ مشرقةٍ مملوءةٍ بهاءً، فتضيء نفوسنا بثمار الروح القدس والنار وتتقدّس أجسادنا بكل أعضائها وأحاسيسها ومواهبها وعواطفها، ويتحوّل الإنسان إلى ملاك منير منجذب نحو النور بغير تردّد.

*  ظهر لتلاميذه حسبما يكون عليه في الدينونة العتيدة، لكن لا يظن أحد أنه خلع عنه شكله الأرضي ومظهره الخارجي، أو نزع عنه حقيقة جسده...

لقد وصف الإنجيلي كيف تغيّرت هيئته، قائلًا: "وأضاء وجهه كالشمس وصارت ثيابه بيضاء كالنور (أو كالثلج)".

عندما يتحدّث عن ضياء وجهه وبياض ثيابه لا يخفي هيئته، إنّما تتغيّر بالمجد. إنها بلا شك تغيّرت على شبه مجده الذي سيكون له في ملكوته. صبغ هيئته بالسمُوّ، لكنّه لم ينزع عنه مظهره الخارجي.

القديس جيروم

St-Takla.org Image: One of the twenty four priests (Four and Twenty Elders: 8) "Around the throne were twenty-four thrones, and on the thrones I saw twenty-four elders sitting, clothed in white robes; and they had crowns of gold on their heads" (Revelation 4: 4) - Details from the icon of the events of the Apocalypse (Book of Revelation), by Father Makarious Al-Baramousy, Baramous Monastery, Natroun Valley, Egypt - Photograph by Michael Ghaly for St-Takla.org, October 21, 2018. صورة في موقع الأنبا تكلا: واحد من الأربعة والعشرون قسيسًا (8): "وحول العرش أربعة وعشرون عرشا. ورأيت على العروش أربعة وعشرين شيخا جالسين متسربلين بثياب بيض، وعلى رؤوسهم أكاليل من ذهب" (الرؤيا 4: 4) - تفاصيل من أيقونة أحداث سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي، رسم الأب الراهب مكاريوس البرموسي، مضيفة دير البراموس، وادي النطرون، مصر - تصوير مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، 21 أكتوبر 2018 م.

St-Takla.org Image: One of the twenty four priests (Four and Twenty Elders: 8) "Around the throne were twenty-four thrones, and on the thrones I saw twenty-four elders sitting, clothed in white robes; and they had crowns of gold on their heads" (Revelation 4: 4) - Details from the icon of the events of the Apocalypse (Book of Revelation), by Father Makarious Al-Baramousy, Baramous Monastery, Natroun Valley, Egypt - Photograph by Michael Ghaly for St-Takla.org, October 21, 2018.

صورة في موقع الأنبا تكلا: واحد من الأربعة والعشرون قسيسًا (8): "وحول العرش أربعة وعشرون عرشا. ورأيت على العروش أربعة وعشرين شيخا جالسين متسربلين بثياب بيض، وعلى رؤوسهم أكاليل من ذهب" (الرؤيا 4: 4) - تفاصيل من أيقونة أحداث سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي، رسم الأب الراهب مكاريوس البرموسي، مضيفة دير البراموس، وادي النطرون، مصر - تصوير مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، 21 أكتوبر 2018 م.

*  أضاء وجهه ليس كما أضاء وجه موسى من الخارج، وإنما أشعّ مجد لاهوته من وجهه (أي من ذاته)، ومع هذا ظلّت أمجاده فيه. من ذاته يشع نوره ويبقى نوره فيه. إنه لا يأتيه من الخارج ليزيِّنه...! ولا يقبله لاستخدامه إلى حين! إنه لم يكشف لهم أعماق لاهوته التي لا تُدرك، وإنما كشف لهم قدر ما تقدر أعين التلاميذ أن تتقبّل وتميّز!

مار إفرام السرياني

*  يضيء وجهه كالشمس ليُعلن ذاته لأبناء النور، هؤلاء الذين خلعوا أعمال الظلمة ولبسوا أسلحة النور (رو 13: 12)، فلم يعودوا بعد أبناء ظلمة أو أبناء ليل، بل صاروا أبناء نهار، يسلكون بأمانة كما في النهار (رو13:13، 1تس5: 5). بكشفه عن ذاته يضيء عليهم ليس بشمس بسيطة، وإنما بكونه شمس البر(642).

العلامة أوريجينوس

أما الثوب الأبيض فيُشير إلى كنيسة المسيح الملتصقة به كمن هو ملتحف بها، قد صارت بيضاء كالنور لأن عريسها حالّ في داخلها، شمس البرّ الذي جاء يضيء فيها، فتصير بيضاء كالنور، تحمل طبيعة النور. وقد سبق فرأينا(643) أن هذا الثوب يُشير إلى العرس الأبدي، حيث تتقدّم أيضًا العروس بثوب إلى الرجلين (رؤ 19: 8). لتُزفّ مع عريسها في حضرة الأربعة وعشرين قِسِّيسًا.

 

*  ثيابه هي الكنيسة... في هذا الثوب كان بولس كما لو كان هُدْبًا، إذ قال عن نفسه: "لأني أصغر الرسل" (1 كو 15: 9). في موضع آخر يقول: "لأني آخر الرسل"؛ الهُدْب في الثوب هو آخر وأقل شيء فيه، لذلك فإن المرأة التي كانت تعاني من نزف الدم إذ لمست هُدْب ثوب المسيح بَرِئت، هكذا الكنيسة التي جاءت من الأمم صارت صحيحة خلال تعاليم بولس الرسول. أي عجبٍ في الإشارة إلى الكنيسة بالثوب الأبيض إن سمعت إشعياء النبي يقول: "إن كانت خطاياكم كالقرمز تبْيَض كالثلج" (إش 1: 18)‍‍!(644)

القديس أغسطينوس

ويُعلّق العلامة أوريجينوس على قول الإنجيلي: "تغيّرت هيْئته قدّامهم" [2]، مركِّزًا على كلمة "قدّامهم". فإن السيّد المسيح هو هو لا يتغيّر، لكن من يتطلّع إليه خلال الأناجيل المقدّسة دون أن يصعد على جبل الحكمة المقدّسة، لا يقدر أن يرى مجده ويُدرك أسراره، أمّا من يرتفع على هذا الجبل فينعم بالتجلّي.

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

ظهور موسى وإيليّا

"وإذا موسى وإيليّا قد ظهرا لهم يتّكلمان معه" [3].

ليس عجيبًا أن الله الذي يُعلن ملكوته هنا خلال شعبه وسط كنيسته مختفيًا فيها، يُعلن لنا بهاءه الأبدي ليس منعزلًا عنّا. إنه يحيط به قدّيسوه وينعمون بالحديث معه كأب وأخ بكر وعريس وصديق. إنه يفرح بالبشريّة، ويدخل معهم في معاملات، لا على مستوى زمني مؤقَّت، وإنما معاملات أبديّة لا تنتهي. أمّا اختيار موسى وإيليّا فلم يكن بلا هدف، وإنما يمكن تعليله هكذا:

 

أولًا: كان موسى الرجل الذي شهد عنه الله نفسه أنه أحلم إنسان على الأرض، إذ قاد هذا الشعب غليظ الرقبة أربعين عامًا وسط تذمُّرات منهم بلا انقطاع، يشفع فيهم لدى الله. لقد أعلن الله غضبه، بقوله: "اتركني ليَحمَى غضبي عليهم وأفنيهم فأصيِّرك شعبًا عظيمًا" (خر 32: 10)، أمّا هو فتضرّع عنهم أمامهم، مفضلًا الشعب عن نفسه بقوله: "والآن إن غفرتَ خطيتّهم وإلا فامحني من كتابك الذي كَتبتْ" (خر 32: 32). وكان إيليّا الرجل الناري الملتهب بالغيرة الذي وقف أمام أخاب الملك وإيزابل، وقتل كهنة البعل، وطلب نارًا لتحرق رسل الملك... وكأن ملكوت المسيح إنّما هو ملكوت الوداعة والحلم، لكن ليس بلا غيرة؛ ملكوت الحب ولكن ليس بتدليل؛ الملكوت المتَّسِع لمغفرة الخطايا والصفْح عن السقطات في استحقاقات الدم، ولكن ليس في استهانة أو استهتار. فالسيّد المسيح بتجلّيه يكشف عن ملكوته الذي هو كنيسته، تحمل روح الحلم فتشفع في الخطاة، خلال الصليب المقدّس، لكن دون تهاون في الحق أو مهادنة مع الخطيّة.

St-Takla.org Image: As Jesus prayed, the appearance of His face changed, and His clothes became as bright as a flash of lightning. (Matthew 17: 2) (Mark 9: 2-3) (Luke 9: 29) - "Jesus is transfigured" images set (Matthew 17:1-13, Mark 9:2-13, Luke 9:28-37): image (4) - The Gospels, Bible illustrations by James Padgett (1931-2009), published by Sweet Media صورة في موقع الأنبا تكلا: "وتغيرت هيئته قدامهم، وأضاء وجهه كالشمس، وصارت ثيابه بيضاء كالنور" (متى 17: 2) - "وتغيرت هيئته قدامهم، وصارت ثيابه تلمع بيضاء جدا كالثلج، لا يقدر قصار على الأرض أن يبيض مثل ذلك" (مرقس 9: 2-3) - "وفيما هو يصلي صارت هيئة وجهه متغيرة، ولباسه مبيضا لامعا" (لوقا 9: 29) - مجموعة "تجلي يسوع" (متى 17: 1-13, مرقس 9: 2-13, لوقا 9: 28-37) - صورة (4) - صور الأناجيل الأربعة، رسم جيمز بادجيت (1931-2009)، إصدار شركة سويت ميديا

St-Takla.org Image: As Jesus prayed, the appearance of His face changed, and His clothes became as bright as a flash of lightning. (Matthew 17: 2) (Mark 9: 2-3) (Luke 9: 29) - "Jesus is transfigured" images set (Matthew 17:1-13, Mark 9:2-13, Luke 9:28-37): image (4) - The Gospels, Bible illustrations by James Padgett (1931-2009), published by Sweet Media

صورة في موقع الأنبا تكلا: "وتغيرت هيئته قدامهم، وأضاء وجهه كالشمس، وصارت ثيابه بيضاء كالنور" (متى 17: 2) - "وتغيرت هيئته قدامهم، وصارت ثيابه تلمع بيضاء جدا كالثلج، لا يقدر قصار على الأرض أن يبيض مثل ذلك" (مرقس 9: 2-3) - "وفيما هو يصلي صارت هيئة وجهه متغيرة، ولباسه مبيضا لامعا" (لوقا 9: 29) - مجموعة "تجلي يسوع" (متى 17: 1-13, مرقس 9: 2-13, لوقا 9: 28-37) - صورة (4) - صور الأناجيل الأربعة، رسم جيمز بادجيت (1931-2009)، إصدار شركة سويت ميديا

لعلّ السيّد أحضر موسى وإيليّا كمَثلين للتلاميذ فيَغِيروا منهما في الأمور الحُسنَى، فتكون لهم وداعة موسى وغيرة إيليّا على مجد الله.

 

ثانيًا: جاء موسى النبي إلى حضرة الملك المسيّا ممثِّلًا الأعضاء الراقدة في الرب، النفوس التي رحلت عنّا بالجسد لكنها مرتبطة معنا حول المسيح الواحد الذي يملك على الجميع. وأما إيليّا النبي فجاء يمثّل الأعضاء المجاهدة إذ لم يمت إيليّا. وكأن الكل يلتقون معًا كأحياء في الرب.

يقول القديس يوحنا الذهبي الفم: [بهذا يُخبرهم أن له سلطان على الموت والحياة، وأنه المدبِّر في الأعالي وأسفل، لهذا جلب من مات، ومن لم يُعاني من الموت(645).]

 

ثالثًا: إن كان موسى قد تسلّم الناموس وإيليّا يمثّل الأنبياء، فإن تجلِّي السيّد المسيح بينهما إنّما يُشير إلى أنه هو غاية الناموس ومركز النبوّات.

*  أمّا كوْن موسى وإيليّا هما وحدهما من كل جموع القدّيسين قد حضرا فهذا يعني أن المسيح في ملكوته يقف بين موسى وإيليّا.

القديس هيلاري أسقف بواتييه

*  من يرى مجد موسى مدرِكًا الناموس روحيًا في توافق مع يسوع، وينظر الحكمة المخفيّة في الأنبياء في سرّ (1 كو 2: 7)، إنّما يرى موسى وإيليّا وهما مع يسوع (أثناء التجلي)(646).

العلامة أوريجينوس

*  ما هو نفع موسى وإيليّا، أي الشريعة والنبوّة إلا الحديث مع الرب؟! يشهد بذلك الذين يقرأون الناموس والنبوّة عن الرب. لاحظ كيف يعبّر الرسول عن ذلك باختصار: "لأن بالناموس معرفة الخطيّة، وأما الآن فقد ظهر برّ الله بدون الناموس" الذي ينظر الشمس مشهودًا لها من الناموس والأنبياء (رو 3: 20-21)(647).

القديس أغسطينوس

 

St-Takla.org Image: Two men, Moses and Elijah, appeared in glorious splendour, talking with Jesus. They talked about the things that were about to happen to Jesus to fulfill the scriptures. (Matthew 17: 3) (Mark 9: 4) (Luke 9: 30-31) - "Jesus is transfigured" images set (Matthew 17:1-13, Mark 9:2-13, Luke 9:28-37): image (5) - The Gospels, Bible illustrations by James Padgett (1931-2009), published by Sweet Media صورة في موقع الأنبا تكلا: "وإذا موسى وإيليا قد ظهرا لهم يتكلمان معه" (متى 17: 3) - "وظهر لهم إيليا مع موسى، وكانا يتكلمان مع يسوع" (مرقس 9: 4) - "وإذا رجلان يتكلمان معه، وهما موسى وإيليا، اللذان ظهرا بمجد، وتكلما عن خروجه الذي كان عتيدا أن يكمله في أورشليم" (لوقا 9: 30-31) - مجموعة "تجلي يسوع" (متى 17: 1-13, مرقس 9: 2-13, لوقا 9: 28-37) - صورة (5) - صور الأناجيل الأربعة، رسم جيمز بادجيت (1931-2009)، إصدار شركة سويت ميديا

St-Takla.org Image: Two men, Moses and Elijah, appeared in glorious splendour, talking with Jesus. They talked about the things that were about to happen to Jesus to fulfill the scriptures. (Matthew 17: 3) (Mark 9: 4) (Luke 9: 30-31) - "Jesus is transfigured" images set (Matthew 17:1-13, Mark 9:2-13, Luke 9:28-37): image (5) - The Gospels, Bible illustrations by James Padgett (1931-2009), published by Sweet Media

صورة في موقع الأنبا تكلا: "وإذا موسى وإيليا قد ظهرا لهم يتكلمان معه" (متى 17: 3) - "وظهر لهم إيليا مع موسى، وكانا يتكلمان مع يسوع" (مرقس 9: 4) - "وإذا رجلان يتكلمان معه، وهما موسى وإيليا، اللذان ظهرا بمجد، وتكلما عن خروجه الذي كان عتيدا أن يكمله في أورشليم" (لوقا 9: 30-31) - مجموعة "تجلي يسوع" (متى 17: 1-13, مرقس 9: 2-13, لوقا 9: 28-37) - صورة (5) - صور الأناجيل الأربعة، رسم جيمز بادجيت (1931-2009)، إصدار شركة سويت ميديا

رابعًا: موسى وإيليّا يمثّلان رجال العهد القديم، وبطرس ويعقوب ويوحنا يمثِّلون رجال العهد الجديد، وكأن السيّد المسيح هو مركز الكتاب المقدّس بعهديه، أو هو سرّ خلاص الكل ومشتهى الجميع. يرى القديس مار أفرام السرياني أن موسى وإيليّا جاءا نيابة عن رجال العهد القديم يشاركان رجال العهد الجديد بهجتهم بالتمتّع بالمسيّا المخلّص الذي طال انتظار البشريّة له، إذ يقول: [هكذا كان حديثهما معه؛ يقدّمان له الشكر إذ حقّق ما قالاه هما وكل الأنبياء... لقد امتلأ الأنبياء بهجة وأيضًا التلاميذ بصعودهم على الجبل. لقد فرح الأنبياء لأنهم شاهدوا تأنّسه... وابتهج التلاميذ لأنهم رأوا مجد لاهوته الذي لم يكونوا بعد قد عرفوه.]

 

خامسًا: يرى القديس يوحنا الذهبي الفم أن الجموع سبق فقالت عن السيّد أنه إيليّا أو أحد الأنبياء (مت 16: 14)، لهذا جاء بقائدي طغمة الأنبياء ليُظهر لتلاميذه الفارق بين العبيد والرب، وأن بطرس على حق في اعترافه أنه ابن الله الحيّ.

 

سادسًا: إن كان السيّد المسيح في طريقة للمحاكمة يُتّهم بأنه صانع شرّ أي ناقض للناموس، ومجدّف أذ ينسب لنفسه مجد الآب. لهذا قدّم السيّد شهادة سابقة على مستوى فائق من موسى كمستلم الناموس يشهد للسيّد أنه حافظ للناموس وليس ناقضًا له؛ ومن إيليّا الغيور على مجد الله معلِنًا مجد يسوع. وكأن موسى جاء يشهد عن المسيح أنه ليس بفاعل شر،ّ وإيليّا يشهد عنه أنه ليس بمجدّف.

 

سابعًا: جاء موسى وإيليّا يُعلنان الغلبة الحقيقيّة للسيّد المسيح على الشيطان. لقد واجه موسى فرعون وغلب، وواجه إيليّا آخاب وغلب، أمّا يسوع فيُواجه إبليس ليغلب عن البشريّة كلها وباسمها.

 

ثامنًا: إذ ارتفع موسى على جبل سيناء تقبَّل الشريعة المقدّسة وسط سحاب كثيف، أمّا إيليّا وهو على الجبل فطلب من الله أن يُرسل نارًا ليحرق رئيسيّ الخمسين وجنودهما. لقد تحقّق هذا في كماله في المسيح يسوع ربّنا الذي هو كلمة الله المقدّم لنا خلال تجسّده ،مختفيًا كما في سحاب، فلا يقدر أحد أن يعاينه بنفسه. وهو النار المتّقدة الذي أحرق رياء اليهود ووثنيّة الأمم لتقديس البشريّة كلها.

 

تاسعًا: يقدّم لنا القديس جيروم تعليلًا لظهور موسى وإيليّا بقوله: [لنلاحظ أنه رفض تقديم آية من السماء للكتبة والفرّيسيّين الذين طلبوا منه ذلك، وها هو يعطي علامة من السماء لكي يزيد إيمان تلاميذه، إيليّا نزل من حيث صعد، وموسى يقوم من بين الأموات.]

 

St-Takla.org Image: Peter, James and John woke up and saw the glory of Jesus and the two men standing with Him. They were frightened and Peter blurted out, ‘Let’s make three shelters for Jesus, Moses and Elijah.’ (Matthew 17: 4) (Mark 9: 5-6) (Luke 9: 32-33) - "Jesus is transfigured" images set (Matthew 17:1-13, Mark 9:2-13, Luke 9:28-37): image (6) - The Gospels, Bible illustrations by James Padgett (1931-2009), published by Sweet Media صورة في موقع الأنبا تكلا: "فجعل بطرس يقول ليسوع: «يا رب، جيد أن نكون ههنا! فإن شئت نصنع هنا ثلاث مظال: لك واحدة، ولموسى واحدة، ولإيليا واحدة»" (متى 17: 4) - "فجعل بطرس يقول ليسوع: «يا سيدي، جيد أن نكون ههنا. فلنصنع ثلاث مظال: لك واحدة، ولموسى واحدة، ولإيليا واحدة». لأنه لم يكن يعلم ما يتكلم به إذ كانوا مرتعبين" (مرقس 9: 5-6) - "وأما بطرس واللذان معه فكانوا قد تثقلوا بالنوم. فلما استيقظوا رأوا مجده، والرجلين الواقفين معه. وفيما هما يفارقانه قال بطرس ليسوع: «يا معلم، جيد أن نكون ههنا. فلنصنع ثلاث مظال: لك واحدة، ولموسى واحدة، ولإيليا واحدة». وهو لا يعلم ما يقول" (لوقا 9: 32-33) - مجموعة "تجلي يسوع" (متى 17: 1-13, مرقس 9: 2-13, لوقا 9: 28-37) - صورة (6) - صور الأناجيل الأربعة، رسم جيمز بادجيت (1931-2009)، إصدار شركة سويت ميديا

St-Takla.org Image: Peter, James and John woke up and saw the glory of Jesus and the two men standing with Him. They were frightened and Peter blurted out, ‘Let’s make three shelters for Jesus, Moses and Elijah.’ (Matthew 17: 4) (Mark 9: 5-6) (Luke 9: 32-33) - "Jesus is transfigured" images set (Matthew 17:1-13, Mark 9:2-13, Luke 9:28-37): image (6) - The Gospels, Bible illustrations by James Padgett (1931-2009), published by Sweet Media

صورة في موقع الأنبا تكلا: "فجعل بطرس يقول ليسوع: «يا رب، جيد أن نكون ههنا! فإن شئت نصنع هنا ثلاث مظال: لك واحدة، ولموسى واحدة، ولإيليا واحدة»" (متى 17: 4) - "فجعل بطرس يقول ليسوع: «يا سيدي، جيد أن نكون ههنا. فلنصنع ثلاث مظال: لك واحدة، ولموسى واحدة، ولإيليا واحدة». لأنه لم يكن يعلم ما يتكلم به إذ كانوا مرتعبين" (مرقس 9: 5-6) - "وأما بطرس واللذان معه فكانوا قد تثقلوا بالنوم. فلما استيقظوا رأوا مجده، والرجلين الواقفين معه. وفيما هما يفارقانه قال بطرس ليسوع: «يا معلم، جيد أن نكون ههنا. فلنصنع ثلاث مظال: لك واحدة، ولموسى واحدة، ولإيليا واحدة». وهو لا يعلم ما يقول" (لوقا 9: 32-33) - مجموعة "تجلي يسوع" (متى 17: 1-13, مرقس 9: 2-13, لوقا 9: 28-37) - صورة (6) - صور الأناجيل الأربعة، رسم جيمز بادجيت (1931-2009)، إصدار شركة سويت ميديا

عاشرًا: في التجلّي ظهر موسى وإيليّا وكان حاضرًا بطرس ويعقوب ويوحنا؛ فكان السيّد على الجبل بين خمسة من رجال العهدين، وكأن السيّد يريد أن نرتفع بروحه القدّوس إلى جبل تابور فيتجلّى خلال الحواس الخمس المقدّسة (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). فكلما تقدّست الحواس أعلن السيّد مجده فينا، وظهر بهاءه مُعلنًا في حياتنا.

 

إحدى عشر: إن كان موسى وإيليّا من رجال العهد القديم الذين اهتم بقداسة الجسد، فإن بطرس ويعقوب ويوحنا من رجال العهد الجديد الذين اهتموا بقداسة الروح، وكأنّ تجلّي السيّد المسيح يتحقّق بتقديس الجسد والروح معًا.

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

جيد أن نكون ههنا

"فجعل بطرس يقول ليسوع: يا رب جيد أن نكون ههنا،

فإن شئتَ نصنع هنا ثلاث مظال،

لك واحدة ولموسى واحدة، ولإيليّا واحدة" [4].

إذ يتجلّى السيّد المسيح أمام النفس البشريّة وفي داخلها لا تقدر إلا أن تطلب البقاء معه إلى الأبد. ينسى الإنسان كل احتياجاته حتى الضروريّة، وكل أقربائه، ليبقى متمتّعا بالعريس الأبدي المتجلّي أمامه، لكن السيّد الذي أخلى ذاته من أجل خلاصنا بعد أن قدّم لنا سرّ تجلِّيه داخلنا يطالبنا بالنزول إلى إخوتنا، نشهد لهم عما رأينا وتمتّعنا، حاملين صليب الخدمة بفرح.

يرى العلامة أوريجينوس أن ما قاله الرسول بطرس من شوقه للبقاء في هذا الموضع قصد به بقاء السيّد هناك حتى لا ينزل ههنا، وذلك لخوفه على الرب إذ سمع أنه ينبغي أن يصعد إلى أورشليم. وإذ لم يجسر أن يكرّر القول له: "ارحم نفسك ولا تصعد" استخدم وسيلة أخرى لتحقيق ما في ذهنه. لقد رأى في هذا المكان المنفرد والهادئ موضعًا لائقًا للبقاء فيه. وإذ رغب أن يبقى فيه على الدوام كمكان للسكن طلب أن يصنع ثلاث مظال. لقد ظنّ بهذا أن الرب لا يصعد إلى أورشليم وبالتالي لا يتعرّض للموت. وإذ كان يُعلم أن الكتبة يترقّبونه فكّر أن معهم إيليّا الذي أنزل نارًا على الجبل (2 مل 1) وموسى الذي دخل في السحابة وتكلّم مع الله (خر 24: 33)، بهذا يكون هذا الجبل موضعًا لائقًا للاختفاء لا يمكن لأحد المضطهِدين أن يعرفه.

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

St-Takla.org Image: Then a cloud appeared and covered them, and a voice came from the cloud: ‘This is my Son, whom I love. Listen to Him!’ Suddenly, when they looked around, they no longer saw anyone with them except Jesus. (Matthew 17: 5) (Mark 9: 7-8) (Luke 9: 34-36) - "Jesus is transfigured" images set (Matthew 17:1-13, Mark 9:2-13, Luke 9:28-37): image (7) - The Gospels, Bible illustrations by James Padgett (1931-2009), published by Sweet Media صورة في موقع الأنبا تكلا: "وفيما هو يتكلم إذا سحابة نيرة ظللتهم، وصوت من السحابة قائلا: «هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت. له اسمعوا»" (متى 17: 5) - "وكانت سحابة تظللهم. فجاء صوت من السحابة قائلا: «هذا هو ابني الحبيب. له اسمعوا». فنظروا حولهم بغتة ولم يروا أحدا غير يسوع وحده معهم" (مرقس 9: 7-8) - "وفيما هو يقول ذلك كانت سحابة فظللتهم. فخافوا عندما دخلوا في السحابة. وصار صوت من السحابة قائلا: «هذا هو ابني الحبيب. له اسمعوا». ولما كان الصوت وجد يسوع وحده" (لوقا 9: 34-36) - مجموعة "تجلي يسوع" (متى 17: 1-13, مرقس 9: 2-13, لوقا 9: 28-37) - صورة (7) - صور الأناجيل الأربعة، رسم جيمز بادجيت (1931-2009)، إصدار شركة سويت ميديا

St-Takla.org Image: Then a cloud appeared and covered them, and a voice came from the cloud: ‘This is my Son, whom I love. Listen to Him!’ Suddenly, when they looked around, they no longer saw anyone with them except Jesus. (Matthew 17: 5) (Mark 9: 7-8) (Luke 9: 34-36) - "Jesus is transfigured" images set (Matthew 17:1-13, Mark 9:2-13, Luke 9:28-37): image (7) - The Gospels, Bible illustrations by James Padgett (1931-2009), published by Sweet Media

صورة في موقع الأنبا تكلا: "وفيما هو يتكلم إذا سحابة نيرة ظللتهم، وصوت من السحابة قائلا: «هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت. له اسمعوا»" (متى 17: 5) - "وكانت سحابة تظللهم. فجاء صوت من السحابة قائلا: «هذا هو ابني الحبيب. له اسمعوا». فنظروا حولهم بغتة ولم يروا أحدا غير يسوع وحده معهم" (مرقس 9: 7-8) - "وفيما هو يقول ذلك كانت سحابة فظللتهم. فخافوا عندما دخلوا في السحابة. وصار صوت من السحابة قائلا: «هذا هو ابني الحبيب. له اسمعوا». ولما كان الصوت وجد يسوع وحده" (لوقا 9: 34-36) - مجموعة "تجلي يسوع" (متى 17: 1-13, مرقس 9: 2-13, لوقا 9: 28-37) - صورة (7) - صور الأناجيل الأربعة، رسم جيمز بادجيت (1931-2009)، إصدار شركة سويت ميديا

المظال الثلاث

أمر الله موسى النبي أن يقيم خيمة اجتماع أو مظلّة يحلّ فيها، علامة حضرته وسط شعبه ورعايته لهم، لكن معلّمنا بطرس الرسول إذ لم يكن بعد قد أدرك سرّ الوحدة بين الناموس والأنبياء والإنجيل، لم يطلب مظلّة واحدة تضم الثلاثة كعلامة للحضرة الإلهيّة، وإنما طلب ثلاث مظال.

لا ننسى موقف القدّيس بطرس المملوء محبّة، فإنه لم يطلب أن يُقيم لنفسه مظلّة، لأن "المحبّة لا تطلب ما لنفسها". وقد أجاب السيّد أيضًا بالمحبّة فلم يقبل أن تقام له مظلّة حتى لا يستقر على الجبل بعيدًا عن طريق الألم، إنّما أرسل سحابة نيّرة تظلِّله إلى حين، حتى إذ يتمّم إعلانه ينزل إلى الصليب. إنه لم يطلب ما لنفسه. وبنزوله نزل معه القدّيسون بطرس ويعقوب ويوحنا لكي يحملوا معه صليب الكرازة، ويسيروا معه طريق الآلام، طالبين ما هو للغير وليس ما هو لأنفسهم. اشتهى بطرس أن يبقى على الجبل، لكن السيّد ألزمه بالنزول ليُمارس الحب العامل.

*  أُخذ بطرس وابنا زبدي على جبل تعاليم الحق، ورأوا تجلِّي يسوع، وظهور موسى وإيليّا معه في المجد. لقد اِشتاقوا أن يُقيموا في داخلهم مظال لكلمة الله المزمع أن يحلّ في داخلهم، ولناموسه الذي رأوه في مجد، وللنبوة التي تتنبّأ عن الموت المزمع أن يتمّ (لو9: 31).

وإذ كان بطرس محبًا لحياة التأمّل مفضلًا التمتّع بها عن الحياة وسط الجماهير بضوضائها، تحدّث باسم من يحبون التأمّل: "جيد أن نكون ههنا" [4]. ولما كانت "المحبّة لا تطلب ما لنفسها" (1 كو 13: 5) لم يحقّق يسوع ما ظنه بطرس كأمرٍ حسنٍ، بل نزل من الجبل إلى غير القادرين على الصعود والتمتّع بتجلّيه حتى يشاهدوه قدر ما يحتملون. فإنه يليق بالإنسان البار الذي له المحبّة التي لا تطلب ما لنفسها وهو حرّ في كل شيء أن يربط نفسه بالعبوديّة لجميع من هم أسفل حتى يربحهم (1كو9: 19)(648).

العلامة أوريجينوس

*  تعب بطرس من الجموع وقد وُجد على الجبل وحده معه يسوع خبز الروح، لكن لاق به أن يرجع مرّة أخرى للعمل محتملًا الألم، مقتنيًا الحب المقدّس من أجل الله(649).

*  إنك ترغب في البقاء على الجبل يا بطرس، انزل "اكْرِزْ بِالْكَلِمَةِ، اِعكف على ذلك في وقت مناسب وغير مناسب. وبّخ، انتهر، عظ بكل أناة وتعليم" (2 تي4: 2). احتمل، جاهد... حتى تنال ما يعنيه ثوب المسيح الأبيض من بهاء وجمال خلال عمل المحبّة المستقيم. فإنه متى قُرئ الرسول نسمعه يمدح المحبّة، قائلًا: "لا تطلب ما لنفسها" (1 كو 13: 5)... وفي موضع آخر يطالب أعضاء المسيح أي المؤمنين بهذا الأساس للمحبّة: "لا يطلب أحد ما لنفسه، بل كل واحد ما هو للآخر" (1 كو 10: 24)... ويتحدّث عن نفسه: "غير طالب ما يوافق نفسي بل الكثيرين لكي يخلّصوا" (1 كو 10: 33). هذا ما لم يفهمه بطرس حين رغب في البقاء مع المسيح على الجبل، لقد حُفظ هذا ليكون لك يا بطرس بعد الموت (أي في السماء)، أمّا الآن فيلزمك أن تنزل للعمل على الأرض لكي تخدم عليها. لقد نزل "الحياة (يسوع)" على الأرض لكي يُرذَل ويُصلَب ويُذبَح، نزل الخبز لكي يجوع، نزل الطريق لكي يتعب، نزل الينبوع لكي يعطش، فهل ترفض أنت هذا العمل؟ لا تطلب ما هو لنفسك، بل لتكن لك المحبّة. أكرز بالحق، حينئذ تنطلق إلى الأبديّة لثمر السلام والأمان(650).

القديس أغسطينوس

St-Takla.org Image: "And when the disciples heard it, they fell on their faces and were greatly afraid. But Jesus came and touched them and said, “Arise, and do not be afraid.” When they had lifted up their eyes, they saw no one but Jesus only" (Matthew 17: 6-8) (Mark 9) (Luke 9) - Matthew, Bible illustrations by James Padgett (1931-2009), published by Sweet Media صورة في موقع الأنبا تكلا: "ولما سمع التلاميذ سقطوا على وجوههم وخافوا جدا. فجاء يسوع ولمسهم وقال: «قوموا، ولا تخافوا». فرفعوا أعينهم ولم يروا أحدا إلا يسوع وحده" (متى 17: 6-8) - (مرقس 9) - (لوقا 9) - صور إنجيل متى، رسم جيمز بادجيت (1931-2009)، إصدار شركة سويت ميديا

St-Takla.org Image: "And when the disciples heard it, they fell on their faces and were greatly afraid. But Jesus came and touched them and said, “Arise, and do not be afraid.” When they had lifted up their eyes, they saw no one but Jesus only" (Matthew 17: 6-8) (Mark 9) (Luke 9) - Matthew, Bible illustrations by James Padgett (1931-2009), published by Sweet Media

صورة في موقع الأنبا تكلا: "ولما سمع التلاميذ سقطوا على وجوههم وخافوا جدا. فجاء يسوع ولمسهم وقال: «قوموا، ولا تخافوا». فرفعوا أعينهم ولم يروا أحدا إلا يسوع وحده" (متى 17: 6-8) - (مرقس 9) - (لوقا 9) - صور إنجيل متى، رسم جيمز بادجيت (1931-2009)، إصدار شركة سويت ميديا

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

السحابة النيِّرة

"وفيما هو يتّكلم إذ سحابة نيِّرة ظلَّلتهم،

وصوت من السحابة، قائلًا:

هذا هو ابني الحبيب الذي به سُررت، له اِسمعوا" [5].

إن كانت السحابة تُشير إلى الحضرة الإلهيّة، هذه التي كانت تملأ جبل سيناء حين قدّم الرب الناموس لموسى (خر 24: 15)، وكانت تملأ خيمة الاجتماع عندما كان الله يتحدّث مع موسى، ويأتي السيّد المسيح في مجيئه الأخير راكبًا إيّاها، فإن السحابة هنا "نيِّرة"، إعلانًا عن عمل التجلّي في حياة المؤمنين. فالنفس إذ تلتقي بالسيّد وتتعرَّف على أسراره قدر ما تحتمل، تستنير أكثر فأكثر بإعلانات سماويّة داخليّة. فتسمع صوت الآب: "هذا هو ابني الحبيب الذي به سُررت له اسمعوا". هذا هو أعظم إعلان يتقبّله الإنسان من الله في أعماق قلبه، وهو إدراك بنوّة المسيح الطبيعيّة لله كموضع سرور الآب، فتذوب نفسه داخليًا خلال اتّحادها بالابن الوحيد، وتشعر بدفء الحب الإلهي، وتتلمّس رضا الله الآب لها في الابن، وفرحه بها فيه، فتسمع لصوت الآب، وتخضع لعمل المسيح فيها بكونه رأسها! لا يطلب المسيحي إعلانات ملموسة يفخر بها، إنّما هذا هو جوهر إعلان الآب له: تلامسه الحقيقي بالابن الوحيد ليكون موضع سرور الآب خلال طاعته الكاملة حبًا وتواضعًا.

لقد تمتّعت القدّيسة مريم بالسحابة النيِّرة في أجلَى صورها، بطريقة فريدة حينما حلّ عليها الروح القدس ليظلِّلها بالقوّة الإلهيّة الفائقة. "الروح القدس يحلّ عليك وقوَّة العليّ تظلِّلك". هذه السحابة النيِّرة، أو الروح القدس الناري يهب المؤمنين استنارة للبصيرة الداخليّة لمعاينة المجد الإلهي للابن الوحيد، ويفتح الأذن لسماع صوت الآب، الذي يكشف لنا "سرّ المسيح" الذي صار فينا بالمعموديّة، فنحرص بالروح أن نبقى في حالة توبة مستمرّة وطاعة، لننعم بسرور الآب ونسمع صوته الأبوي.

*  صنع الله السحابة كخيمة إلهيّة، كانت منيرة، إذ هي مثال للقيامة العتيدة تظلِّل الأبرار الذين كانوا قد احتموا فيها واستناروا بها...

ولكن ما هي هذه السحابة المنيرة التي تظلِّل الأبرار؟

ألعلَّها هي القوّة الأبويَّة التي يصدر منها صوت الآب شاهدًا للابن أنه المحبوب وموضع السرور، ويحثْ من هم تحت ظلِّه أن يسمعوا له؟! إنه كما تكلَّم قديمًا يبقى يتّكلم على الدوام بإرادته.

St-Takla.org Image: As they were coming down the mountain, Jesus gave them orders not to tell anyone what they had seen until He had risen from the dead. They kept the matter to themselves, discussing what ‘rising from the dead’ meant. (Matthew 17: 9) (Mark 9: 9-10) (Luke 9: 36) - "Jesus is transfigured" images set (Matthew 17:1-13, Mark 9:2-13, Luke 9:28-37): image (8) - The Gospels, Bible illustrations by James Padgett (1931-2009), published by Sweet Media صورة في موقع الأنبا تكلا: "وفيما هم نازلون من الجبل أوصاهم يسوع قائلا: «لا تعلموا أحدا بما رأيتم حتى يقوم ابن الإنسان من الأموات»" (متى 17: 9) - "وفيما هم نازلون من الجبل، أوصاهم أن لا يحدثوا أحدا بما أبصروا، إلا متى قام ابن الإنسان من الأموات. فحفظوا الكلمة لأنفسهم يتساءلون: «ما هو القيام من الأموات؟»" (مرقس 9: 9-10) - "وأما هم فسكتوا ولم يخبروا أحدا في تلك الأيام بشيء مما أبصروه" (لوقا 9: 36) - مجموعة "تجلي يسوع" (متى 17: 1-13, مرقس 9: 2-13, لوقا 9: 28-37) - صورة (8) - صور الأناجيل الأربعة، رسم جيمز بادجيت (1931-2009)، إصدار شركة سويت ميديا

St-Takla.org Image: As they were coming down the mountain, Jesus gave them orders not to tell anyone what they had seen until He had risen from the dead. They kept the matter to themselves, discussing what ‘rising from the dead’ meant. (Matthew 17: 9) (Mark 9: 9-10) (Luke 9: 36) - "Jesus is transfigured" images set (Matthew 17:1-13, Mark 9:2-13, Luke 9:28-37): image (8) - The Gospels, Bible illustrations by James Padgett (1931-2009), published by Sweet Media

صورة في موقع الأنبا تكلا: "وفيما هم نازلون من الجبل أوصاهم يسوع قائلا: «لا تعلموا أحدا بما رأيتم حتى يقوم ابن الإنسان من الأموات»" (متى 17: 9) - "وفيما هم نازلون من الجبل، أوصاهم أن لا يحدثوا أحدا بما أبصروا، إلا متى قام ابن الإنسان من الأموات. فحفظوا الكلمة لأنفسهم يتساءلون: «ما هو القيام من الأموات؟»" (مرقس 9: 9-10) - "وأما هم فسكتوا ولم يخبروا أحدا في تلك الأيام بشيء مما أبصروه" (لوقا 9: 36) - مجموعة "تجلي يسوع" (متى 17: 1-13, مرقس 9: 2-13, لوقا 9: 28-37) - صورة (8) - صور الأناجيل الأربعة، رسم جيمز بادجيت (1931-2009)، إصدار شركة سويت ميديا

السحابة المنيرة تعني الروح القدس الذي يظلّل على الأبرار، ويقدّم النبوّات الخاصة بالأمور الإلهيّة...

أتجاسر فأقول هي أيضًا المخلّص...

السحابة النيِّرة التي للآب والابن والروح القدس تظلِّل تلاميذ يسوع الحقيقيّين، أو تظلِّل الإنجيل والناموس والأنبياء حيث تضيء للذين يقدرون أن يروا نورها في (الكتاب المقدّس)(651).

العلامة أوريجينوس

*  مصدر هذا الظل هو روح الله الذي لا يظلم قلوب البشر، بل يكشف لها الخفيات، هذا نجده في موضع آخر حيث يقول الملاك: "قوّة العليّ تظلِّلك".

لم توجد السحابة بسبب رطوبة الجبال المدخِّنة (مز 103: 32) ولا بخار الهواء المتكثِّف، ولا غطَّت السماء بظلمة مرهبة، وإنما كانت سحابة نيِّرة، لا تبلِّلنا بالأمطار والسيول، ولا تغمرنا بطوفان، وإنما نَداها الذي يرسله كلمة الله يغمر قلوب البشر بالإيمان(652).

القديس أمبروسيوس

*  عندما يهدّد الرب بالتأديب، يأتي في ظلام السحاب كما في سيناء (خر 19)، أمّا هنا فإذ أراد أن يُعلّم لا أن يؤدِّب ظهرت سحابة نيِّرة.

القديس يوحنا الذهبي الفم

*  هؤلاء الذين فكّروا في صنع غطاء أرضي من الأغصان أو مظلَّة قد تغطُّوا محتمين في سحابة نيِّرة، هكذا يكون لنا نحن أيضًا!

القديس جيروم

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

سحابة واحدة!

لقد طلب بطرس الرسول أن يُقيم ثلاث مظال، ولم يدرِ أن الحاجة إلى سحابة واحدة، لأن موسى (الناموس) وإيليّا (الأنبياء) يختفيان في الإنجيل المقدّس، ولهذا أيضًا عندما تكلَّم الآب قال "هذا هو ابني الحبيب" ولم يقل "هؤلاء هم أبنائي المحبوبين". فإن كانت الشريعة تبوِّق لنا بالصوت الإلهي، إنّما لتدخل بنا إلى الابن الوحيد الجنس. وإن كان الصوت النبوي يُعلن لنا الأسرار الإلهيّة، إنّما ليدخل بنا إلى السيّد المسيح الذي فيه كل الأسرار. وكما يقول القديس جيروم:

St-Takla.org Image: They asked Him, ‘Why do the teachers of the law say that Elijah must come before the Savior, the Messiah?’ (Matthew 17: 10) (Mark 9: 11) - "Jesus is transfigured" images set (Matthew 17:1-13, Mark 9:2-13, Luke 9:28-37): image (9) - The Gospels, Bible illustrations by James Padgett (1931-2009), published by Sweet Media صورة في موقع الأنبا تكلا: "وسأله تلاميذه قائلين: «فلماذا يقول الكتبة: إن إيليا ينبغي أن يأتي أولا؟»" (متى 17: 10) - "فسألوه قائلين: «لماذا يقول الكتبة: إن إيليا ينبغي أن يأتي أولا؟»" (مرقس 9: 11) - مجموعة "تجلي يسوع" (متى 17: 1-13, مرقس 9: 2-13, لوقا 9: 28-37) - صورة (9) - صور الأناجيل الأربعة، رسم جيمز بادجيت (1931-2009)، إصدار شركة سويت ميديا

St-Takla.org Image: They asked Him, ‘Why do the teachers of the law say that Elijah must come before the Savior, the Messiah?’ (Matthew 17: 10) (Mark 9: 11) - "Jesus is transfigured" images set (Matthew 17:1-13, Mark 9:2-13, Luke 9:28-37): image (9) - The Gospels, Bible illustrations by James Padgett (1931-2009), published by Sweet Media

صورة في موقع الأنبا تكلا: "وسأله تلاميذه قائلين: «فلماذا يقول الكتبة: إن إيليا ينبغي أن يأتي أولا؟»" (متى 17: 10) - "فسألوه قائلين: «لماذا يقول الكتبة: إن إيليا ينبغي أن يأتي أولا؟»" (مرقس 9: 11) - مجموعة "تجلي يسوع" (متى 17: 1-13, مرقس 9: 2-13, لوقا 9: 28-37) - صورة (9) - صور الأناجيل الأربعة، رسم جيمز بادجيت (1931-2009)، إصدار شركة سويت ميديا

[سُمع صوت الآب من السماوات، مقدّمًا شهادة عن الابن، ومصحِّحًا خطأ بطرس، معلّما إيّاه الحق... لذلك أكمل قائلًا: "هذا هو ابني الحبيب"، لأجله أقيموا خيمة!

إنه ابني وهؤلاء عبيدي!]

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

خوف التلاميذ

"ولما سمع التلاميذ سقطوا على وجوههم وخافوا جدًا،

فجاء يسوع ولمسهم، وقال:

قوموا، لا تخافوا" [7].

يرتبط التجلّي بالصلب والقيامة، فقد أوضح معلّمنا لوقا البشير أن السيّد المسيح كان يتحدّث مع موسى وإيليّا في الأمور العتيد حدوثها أي آلامه، وأما متّى البشير فأعلن عن سقوط التلاميذ على وجوههم وخوفهم جدًا حتى يمد السيّد يده، ويلمسهم القائم من الأموات، فيقومون من سقوطهم وينزع عنهم الخوف.

سقوط التلاميذ على وجوههم يُعلن عن سقوط كل البشريّة تمامًا، وعجزها التام عن القيام والالتقاء مع الله، إذ صارت وجوههم في التراب ساقطة، لا تقدر على معاينة الأمجاد السماويّة. وحلول الخوف الشديد فيهم يُشير إلى فُقدان السلام الحقيقي، لذلك جاءهم يسوع إشارة إلى نزوله إلينا، ومدّ يده مؤكِّدًا تجسّده. أمّا لمسه إيّاهم، فهو علامة حلوله في وسطنا كواحد منّا، يقدر أن يمدّ لنا يده فنقبلها. أخيرًا بسلطان أقامهم ونزع الخوف عنهم. حقًا لقد ظهرت قصّة سقوط الإنسان وقيامه خلال عمل الله الخلاصي واضحة على جبل التجلّي. وكأن سرّ التجلّي إنّما هو سرّ إعلان الله الدائم فينا، بكونه ابن الله المتجسّد المصلوب والقائم من الأموات، من أجلنا جاء ليقيمنا ونبتهج بعمله فينا.

*  إذ كانوا ساقطين منطرحين على الأرض وغير قادرين على القيام تحدّث معهم بوداعة ولمسهم. فبلمسه إيّاهم انصرف الخوف عنهم، وصارت أعضاؤهم المرتعبة قويّة... وكما شفاهم بلمسة يده، شفاهم أيضًا بوصيّته لذلك تبع هذا بقوله: "قوموا، لا تخافوا". لقد نزع عنهم الخوف أولًا حتى يقدّم لهم تعليمه.

القديس جيروم

St-Takla.org Image: Jesus replied, ‘Elijah does come first, then the Son of Man must suffer and be rejected? But I tell you, Elijah has come already. The disciples understood by this that Jesus meant John the Baptist. (Matthew 17: 11-13) (Mark 9: 12-13) - "Jesus is transfigured" images set (Matthew 17:1-13, Mark 9:2-13, Luke 9:28-37): image (10) - The Gospels, Bible illustrations by James Padgett (1931-2009), published by Sweet Media صورة في موقع الأنبا تكلا: "فأجاب يسوع وقال لهم: «إن إيليا يأتي أولا ويرد كل شيء. ولكني أقول لكم: إن إيليا قد جاء ولم يعرفوه، بل عملوا به كل ما أرادوا. كذلك ابن الإنسان أيضًا سوف يتألم منهم». حينئذ فهم التلاميذ أنه قال لهم عن يوحنا المعمدان" (متى 17: 11-13) - "فأجاب وقال لهم: «إن إيليا يأتي أولا ويرد كل شيء. وكيف هو مكتوب عن ابن الإنسان أن يتألم كثيرا ويرذل. لكن أقول لكم: إن إيليا أيضًا قد أتى، وعملوا به كل ما أرادوا، كما هو مكتوب عنه»" (مرقس 9: 12-13) - مجموعة "تجلي يسوع" (متى 17: 1-13, مرقس 9: 2-13, لوقا 9: 28-37) - صورة (10) - صور الأناجيل الأربعة، رسم جيمز بادجيت (1931-2009)، إصدار شركة سويت ميديا

St-Takla.org Image: Jesus replied, ‘Elijah does come first, then the Son of Man must suffer and be rejected? But I tell you, Elijah has come already. The disciples understood by this that Jesus meant John the Baptist. (Matthew 17: 11-13) (Mark 9: 12-13) - "Jesus is transfigured" images set (Matthew 17:1-13, Mark 9:2-13, Luke 9:28-37): image (10) - The Gospels, Bible illustrations by James Padgett (1931-2009), published by Sweet Media

صورة في موقع الأنبا تكلا: "فأجاب يسوع وقال لهم: «إن إيليا يأتي أولا ويرد كل شيء. ولكني أقول لكم: إن إيليا قد جاء ولم يعرفوه، بل عملوا به كل ما أرادوا. كذلك ابن الإنسان أيضًا سوف يتألم منهم». حينئذ فهم التلاميذ أنه قال لهم عن يوحنا المعمدان" (متى 17: 11-13) - "فأجاب وقال لهم: «إن إيليا يأتي أولا ويرد كل شيء. وكيف هو مكتوب عن ابن الإنسان أن يتألم كثيرا ويرذل. لكن أقول لكم: إن إيليا أيضا قد أتى، وعملوا به كل ما أرادوا، كما هو مكتوب عنه»" (مرقس 9: 12-13) - مجموعة "تجلي يسوع" (متى 17: 1-13, مرقس 9: 2-13, لوقا 9: 28-37) - صورة (10) - صور الأناجيل الأربعة، رسم جيمز بادجيت (1931-2009)، إصدار شركة سويت ميديا

*  أقامهم الابن الذي اِعتاد أن يُقيم الساقطين(653).

القديس أمبروسيوس

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

يسوع وحده

"فرفعوا أعينهم ولم يروا أحدًا إلا يسوع وحده.

وفيما هم نازلون من الجبل وأوصاهم يسوع، قائلًا:

لا تُعلموا أحدًا بما رأيتم،

حتى يقوم ابن الإنسان من الأموات" [8-9].

إذ يختبر المؤمن قوّة قيامة السيّد يرفع عينيه بالروح القدس فلا يرى في قلبه إلا يسوع المسيح وحده يملأ كل حياته. بالقيامة دخل إلى العُليِّة ليكون هو وحده سِرّ سلامهم الحقيقي وفرحهم، يشبع كل احتياجاتهم.

أما وصيّته لهم بالصمت فلأنه يريدهم أن يأخذوا فترة تأمّل فيما حدث، ليروا أحداث التجلّي في قلوبهم، لا في أحداث خارجيّة، فيتمثلوا بالقدّيسة مريم التي كانت تحفظ الأمور متفكِّرة بها في قلبها (لو 2: 19). ولعلّه أراد منهم الصمت حتى يختبروا بأنفسهم القيامة، ويتجلّى السيّد في حياتهم الداخليّة، عندئذ يكرزون بالتجلّي ويعلنونه. وكما يقول القديس هيلاري أسقف بواتييه: [أمرهم بالصمت فيما يخُص ما رأوه حتى يمتلئوا بالروح القدس ويشهدوا للروحيّات.]

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

2. الحاجة إلى إيليّا

9 وَفِيمَا هُمْ نَازِلُونَ مِنَ الْجَبَلِ أَوْصَاهُمْ يَسُوعُ قَائِلًا: «لاَ تُعْلِمُوا أَحَدًا بِمَا رَأَيْتُمْ حَتَّى يَقُومَ ابْنُ الإِنْسَانِ مِنَ الأَمْوَاتِ». 10 وَسَأَلَهُ تَلاَمِيذُهُ قَائِلِينَ: «فَلِمَاذَا يَقُولُ الْكَتَبَةُ: إِنَّ إِيلِيَّا يَنْبَغِي أَنْ يَأْتِيَ أَوَّلًا؟» 11 فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُمْ: «إِنَّ إِيلِيَّا يَأْتِي أَوَّلًا وَيَرُدُّ كُلَّ شَيْءٍ. 12 وَلكِنِّي أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ إِيلِيَّا قَدْ جَاءَ وَلَمْ يَعْرِفُوهُ، بَلْ عَمِلُوا بِهِ كُلَّ مَا أَرَادُوا. كَذلِكَ ابْنُ الإِنْسَانِ أَيْضًا سَوْفَ يَتَأَلَّمُ مِنْهُمْ». 13 حِينَئِذٍ فَهِمَ التَّلاَمِيذُ أَنَّهُ قَالَ لَهُمْ عَنْ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانِ.

 

"وسأله تلاميذه قائلين:

فلماذا يقول الكتبة أن إيليّا ينبغي أن يأتي أولًا؟

فأجاب يسوع وقال لهم:

إن إيليّا يأتي أولًا، ويرُد كل شيء.

ولكني أقول لكم أن إيليّا قد جاء ولم يعرفوه،

بل عملوا به كل ما أرادوا" [10-12].

كان للكتبة معرفة نظريّة، فقد فهموا من النبوّات أن إيليّا يسبق مجيء المسيّا. جاء لكنهم ولم يعرفوه ولا قبلوه، إنّما عملوا به ما أرادوا.

من هو إيليّا إلا يوحنا المعمدان، إذ "فهم التلاميذ أنه قال لهم عن يوحنا المعمدان" [13]. لقد جاء يوحنا بروح إيليّا، لا بمعنى أنه تقمَّص روحه، وإنما يحمل فكره الناري وغيرته الملتهبة على مجد الله، وحياته النُسكيّة في البرّيّة، ليمهّد الطريق بالتوبة من أجل المسيّا المخلّص.

إن كان سيِّدنا قد جاء مترفّقا بنا ولطيفًا للغاية يشتهي خلاصنا، لكن يلزمنا أن يدخل إيليّا الغيور إلى حياتنا ليهيّئ القلب للمخلّص بالمناداة بالتوبة. إن كان التجلّي هو إعلان ملكوت الله السماوي فينا، فلا طريق لهذا التجلّي فينا بدون إيليّا، أي التوبة.

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

St-Takla.org Image: ‘If you can do anything, take pity on us and help us.’ ‘If you can?’ said Jesus. ‘Everything is possible for someone who believes.’ Immediately the boy’s father exclaimed, ‘I do believe; help me overcome my unbelief!’ (Mark 9: 23-24) - Bible illustrations by James Padgett (1931-2009), published by Sweet Media صورة في موقع الأنبا تكلا: "فقال له يسوع: «إن كنت تستطيع أن تؤمن. كل شيء مستطاع للمؤمن». فللوقت صرخ أبو الولد بدموع وقال: «أومن يا سيد، فأعن عدم إيماني»." (مرقس 9: 23-24)، رسم جيمز بادجيت (1931-2009)، إصدار شركة سويت ميديا

St-Takla.org Image: ‘If you can do anything, take pity on us and help us.’ ‘If you can?’ said Jesus. ‘Everything is possible for someone who believes.’ Immediately the boy’s father exclaimed, ‘I do believe; help me overcome my unbelief!’ (Mark 9: 23-24) - Bible illustrations by James Padgett (1931-2009), published by Sweet Media

صورة في موقع الأنبا تكلا: "فقال له يسوع: «إن كنت تستطيع أن تؤمن. كل شيء مستطاع للمؤمن». فللوقت صرخ أبو الولد بدموع وقال: «أومن يا سيد، فأعن عدم إيماني»." (مرقس 9: 23-24)، رسم جيمز بادجيت (1931-2009)، إصدار شركة سويت ميديا

3. هدم مملكة الشيطان

14 وَلَمَّا جَاءُوا إِلَى الْجَمْعِ تَقَدَّمَ إِلَيْهِ رَجُلٌ جَاثِيًا لَهُ 15 وَقَائِلًا: «يَا سَيِّدُ، ارْحَمِ ابْني فَإِنَّهُ يُصْرَعُ وَيَتَأَلَّمُ شَدِيدًا، وَيَقَعُ كَثِيرًا فِي النَّارِ وَكَثِيرًا فِي الْمَاءِ. 16 وَأَحْضَرْتُهُ إِلَى تَلاَمِيذِكَ فَلَمْ يَقْدِرُوا أَنْ يَشْفُوهُ». 17 فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ: «أَيُّهَا الْجِيلُ غَيْرُ الْمُؤْمِنِ، الْمُلْتَوِي، إِلَى مَتَى أَكُونُ مَعَكُمْ؟ إِلَى مَتَى أَحْتَمِلُكُمْ؟ قَدِّمُوهُ إِلَيَّ ههُنَا!» 18 فَانْتَهَرَهُ يَسُوعُ، فَخَرَجَ مِنْهُ الشَّيْطَانُ. فَشُفِيَ الْغُلاَمُ مِنْ تِلْكَ السَّاعَةِ. 19 ثُمَّ تَقَدَّمَ التَّلاَمِيذُ إِلَى يَسُوعَ عَلَى انْفِرَادٍ وَقَالُوا: «لِمَاذَا لَمْ نَقْدِرْ نَحْنُ أَنْ نُخْرِجَهُ؟» 20 فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «لِعَدَمِ إِيمَانِكُمْ. فَالْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لَوْ كَانَ لَكُمْ إِيمَانٌ مِثْلُ حَبَّةِ خَرْدَل لَكُنْتُمْ تَقُولُونَ لِهذَا الْجَبَلِ: انْتَقِلْ مِنْ هُنَا إِلَى هُنَاكَ فَيَنْتَقِلُ، وَلاَ يَكُونُ شَيْءٌ غَيْرَ مُمْكِنٍ لَدَيْكُمْ. 21 وَأَمَّا هذَا الْجِنْسُ فَلاَ يَخْرُجُ إِلاَّ بِالصَّلاَةِ وَالصَّوْمِ».

 

بقدر ما يُعلن ملكوت المسيّا فينا بتجلّيه في حياتنا تنهدم مملكة الشيطان، ولا يكون له موضع فينا، لهذا أوْرَد الإنجيلي بعد التجلّي، أي بعد إعلان مملكة المسيح، إخراج الشيطان من إنسان، إذ يقول الإنجيلي: "ولما جاءوا إلى الجمع تقدّم إليه رجل جاثيًا له، وقائلًا: يا سيّد ارحم ابني، فإنه يُصرَع ويتألّم شديدًا، ويقع كثيرًا في النار، وكثيرًا في الماء" [14-15].

هذه هي علامات العبوديّة لإبليس والدخول في مملكته، حيث يفقد الإنسان اتّزانه الداخلي وسلامه. فيصير في حالة صرَعْ، ويخسر كل سلام حقيقي. يعيش في آلام داخليّة عنيفة، ويُلقِّيه في صراعات متضاربة، تارة يلتهب بنار الغضب العنيف يحرق كل ما هو حوله، بل يحرق نفسه في نيران لا تنطفئ، وتارة يرتمي في مياه الشهوات الجسديّة ومحبّة العالم، مستهينًا بكل شيء من أجل لذّة مؤقَّتة. في مرارة نقول أن الإنسان بخضوعه للخطيّة وارتباطه بمملكة الظلمة يفقد سلام فكره وجسده وروحه، فيعجز عن التفكير السليم ويخسر حياته الروحيّة، وحتى الجسد أيضًا يصير تحت الألم!

اشتكى الرجل، قائلًا: "أحضرته إلى تلاميذك فلم يقدروا أن يشفوه. فأجاب يسوع وقال: أيها الجيل غير المؤمن، إلى متى أكون معكم؟ إلى متى احتملكم. قدّموه إلى ههنا" [16-17].

"عدم الإيمان" هو العائق الذي حرم حتى التلاميذ من إمكانيّة إخراج الشيطان، وكما يقول القديس أغسطينوس: [انتهر ربّنا يسوع المسيح غير المؤمنين حتى الذين هم تلاميذه كما سمعنا في الإنجيل الذي قُرئ الآن. لأنه عندما قالوا له: لماذا لم نقدر أن نخرجه؟ أجابهم قائلًا: "لعدم إيمانكم". إن كان الرسل غير مؤمنين، فمن هم المؤمنون؟ ماذا نفعل نحن الحِملان إن كانت الكباش تهتز؟ لكن الله برحمته لم يستخفْ بهم في عدم إيمانهم، بل انتهرهم وسنَدهم، جعلهم كاملين... لقد شعروا بضعفهم إذ قالوا في موضع آخر: "زد إيماننا" (لو 17: 5)، وكان لمعرفتهم نقصهم نفعًا عظيمًا، إذ تعرَّفوا على من يسألونه... توجَّهوا بقلوبهم إلى الينبوع قارعين ليفتح لهم فيمتلئون، فقد أراد أن يقرع عليه البشر(654)!] كما يقول: [لنُصلِّ، ولنتكِّل على الله فنحيا... لندعوه كما دعاه التلاميذ، قائلين للرب"زد إيماننا(655).]

لقد عجز التلاميذ عن طرد الشيطان بسبب عدم إيمانهم [20]. لهذا نصحهم السيّد بالصوم والصلاة لمساندتهم في طرده بالإيمان، إذ يقول: "الحق أقول لكم لو كان لكم إيمان مثل حبّة خردل، لكنتم تقولون لهذا الجبل انتقل من هنا إلى هناك فينتقل، ولا يكون شيء غير ممكنٍ لديكم. وأمّا هذا الجنس فلا يخرج إلا بالصلاة والصوم" [20-21]. هكذا يربط السيّد المسيح الإيمان بالصلاة والصوم، فإن كنّا بالإيمان نختفي في المسيح يسوع ربّنا الحال فينا، ليطرد العدوّ عنّا هذا الذي لا يقدر أن يقف أمامه، فإنّ إيماننا هذا لا يكون عاملًا بدون الجهاد خلال الصلاة والصوم.

ما هو هذا الجبل الذي لم يستطع التلاميذ نقله من موضعه في ذلك الحين، إلا ما كتبَ عنه إرميا النبي "أعطوا الرب إلهكم مجدًا قبل أن يجعل ظلامًا، وقبلما تعثر أرجلكم على جبال العتمة" (إر 13: 16). إن جبل الخطيّة المظلم الذي يدفع الشيطان الخليقة إليه ليفقدها البنوّة لله، ويقتنصها كأبناء للظلمة. هذا هو الجبل الذي نزحزحه بالإيمان خلال الصلاة والصوم كما علمنا سيِّدنا. وكما يقول القديس أغسطينوس: [إذ كان يحثّهم على الصلاة أنهى حديثه بقوله: "وأما هذا الجنس فلا يخرج إلا بالصلاة والصوم". إن كان يليق بالإنسان أن يصلّي ليُخرج الشيطان من آخر، فكم بالأولى يليق به أن يُصلّي ليخرج منه طمعه وسكره وترفهه ونجاسته! كم من الأمور قاطنة في الإنسان لو بقيت فيه لا يُقبل في ملكوت السماوات(656)!]

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

4. الحاجة إلى الصليب

"22 وَفِيمَا هُمْ يَتَرَدَّدُونَ فِي الْجَلِيلِ قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ:

«ابْنُ الإِنْسَانِ سَوْفَ يُسَلَّمُ إِلَى أَيْدِي النَّاسِ

23 فَيَقْتُلُونَهُ، وَفِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ يَقُومُ». فَحَزِنُوا جِدًّا." [22-23].

 

إن كان الارتفاع إلى جبل التجلّي يملأ التلاميذ فرحًا وبهجة، يليق بهم أن ينزلوا إلى الحياة المجاهدة ليسمعوا السيّد من حين إلى آخر، يؤكّد التزامه بتسليم نفسه بين أيدي الناس ليُقتل فتُعلن قيامته. لم يكن التجلّي إلا طريقًا يسند التلاميذ في مرحلة حياتهم مع السيّد المسيح المصلوب، فينعموا بقيامته ويدخلوا إلى بهجة تجلٍّ دائمٍ.

St-Takla.org Image: Apostle Peter paying the temple tax with coin from the fish's mouth - by Augustin Tünger, 1486 (Facetiae Latinae et Germanicae, Konstanz): "When they had come to Capernaum, those who received the temple tax came to Peter and said, “Does your Teacher not pay the temple tax?” He said, “Yes.” And when he had come into the house, Jesus anticipated him, saying, “What do you think, Simon? From whom do the kings of the earth take customs or taxes, from their sons or from strangers?” Peter said to Him, “From strangers.” Jesus said to him, “Then the sons are free. Nevertheless, lest we offend them, go to the sea, cast in a hook, and take the fish that comes up first. And when you have opened its mouth, you will find a piece of money; take that and give it to them for Me and you.”" (Matthew 17: 24-27) صورة في موقع الأنبا تكلا: بطرس الرسول يدفع الضرائب من الإستار الذي وجده في فم سمكة - رسم أجوستين تونجر، 1486 (من كتاب مشاهدات لاتينية وألمانية، كونستانز): "ولما جاءوا إلى كفرناحوم تقدم الذين يأخذون الدرهمين إلى بطرس وقالوا: «أما يوفي معلمكم الدرهمين؟» قال: «بلى». فلما دخل البيت سبقه يسوع قائلا: «ماذا تظن يا سمعان؟ ممن يأخذ ملوك الأرض الجباية أو الجزية، أمن بنيهم أم من الأجانب؟» قال له بطرس: «من الأجانب». قال له يسوع: «فإذا البنون أحرار. ولكن لئلا نعثرهم، اذهب إلى البحر وألق صنارة، والسمكة التي تطلع أولا خذها، ومتى فتحت فاها تجد إستارا، فخذه وأعطهم عني وعنك»" (متى 17: 24-27)

St-Takla.org Image: Apostle Peter paying the temple tax with coin from the fish's mouth - by Augustin Tünger, 1486 (Facetiae Latinae et Germanicae, Konstanz): "When they had come to Capernaum, those who received the temple tax came to Peter and said, “Does your Teacher not pay the temple tax?” He said, “Yes.” And when he had come into the house, Jesus anticipated him, saying, “What do you think, Simon? From whom do the kings of the earth take customs or taxes, from their sons or from strangers?” Peter said to Him, “From strangers.” Jesus said to him, “Then the sons are free. Nevertheless, lest we offend them, go to the sea, cast in a hook, and take the fish that comes up first. And when you have opened its mouth, you will find a piece of money; take that and give it to them for Me and you.”" (Matthew 17: 24-27)

صورة في موقع الأنبا تكلا: بطرس الرسول يدفع الضرائب من الإستار الذي وجده في فم سمكة - رسم أجوستين تونجر، 1486 (من كتاب مشاهدات لاتينية وألمانية، كونستانز): "ولما جاءوا إلى كفرناحوم تقدم الذين يأخذون الدرهمين إلى بطرس وقالوا: «أما يوفي معلمكم الدرهمين؟» قال: «بلى». فلما دخل البيت سبقه يسوع قائلا: «ماذا تظن يا سمعان؟ ممن يأخذ ملوك الأرض الجباية أو الجزية، أمن بنيهم أم من الأجانب؟» قال له بطرس: «من الأجانب». قال له يسوع: «فإذا البنون أحرار. ولكن لئلا نعثرهم، اذهب إلى البحر وألق صنارة، والسمكة التي تطلع أولا خذها، ومتى فتحت فاها تجد إستارا، فخذه وأعطهم عني وعنك»" (متى 17: 24-27)

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

5. إيفاء الدرهمين

24 وَلَمَّا جَاءُوا إِلَى كَفْرَنَاحُومَ تَقَدَّمَ الَّذِينَ يَأْخُذُونَ الدِّرْهَمَيْنِ إِلَى بُطْرُسَ وَقَالُوا: «أَمَا يُوفِي مُعَلِّمُكُمُ الدِّرْهَمَيْنِ؟» 25 قَالَ: «بَلَى». فَلَمَّا دَخَلَ الْبَيْتَ سَبَقَهُ يَسُوعُ قَائِلًا: «مَاذَا تَظُنُّ يَا سِمْعَانُ؟ مِمَّنْ يَأْخُذُ مُلُوكُ الأَرْضِ الْجِبَايَةَ أَوِ الْجِزْيَةَ، أَمِنْ بَنِيهِمْ أَمْ مِنَ الأَجَانِبِ؟» 26 قَالَ لَهُ بُطْرُسُ: «مِنَ الأَجَانِبِ». قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «فَإِذًا الْبَنُونَ أَحْرَارٌ. 27 وَلكِنْ لِئَلاَّ نُعْثِرَهُمُ، اذْهَبْ إِلَى الْبَحْرِ وَأَلْقِ صِنَّارَةً، وَالسَّمَكَةُ الَّتِي تَطْلُعُ أَوَّلًا خُذْهَا، وَمَتَى فَتَحْتَ فَاهَا تَجِدْ إِسْتَارًا، فَخُذْهُ وَأَعْطِهِمْ عَنِّي وَعَنْكَ».

 

خضع السيّد المسيح مع تلاميذه لإيفاء الجباية أو الجزية، ليؤكّد مبدأ هامًا في حياتنا الإيمانيّة: أن انتماءنا السماوي يهبنا طاعة وخضوعًا لملوك العالم أو الرؤساء، فنلتزم بتقديم واجباتنا الوطنيّة. فالمسيحي وهو يحمل السيّد المسيح ملكًا سماويًا داخل قلبه، إنّما يحمل روح الوداعة والخضوع في حب للوطن وطاعة.

إن كان بطرس الرسول قد دُعي للتكريس الكامل والتفرّغ للخدمة لحساب الملكوت السماوي، لكن دون تجاهل للحياة الواقعيّة. لهذا ذهب إلى البحر كما إلى العالم، وألقى بالصنارة ليعمل، وإنِّما بقدر ضئيل، فيجد الله قد أعدّ له أستارًا في فم سمكة، ليفي به عن سيّده وعن نفسه. لقد قدّس الله العمل، لكن دون أن يرتبك فيه الإنسان، أو يدخل به إلى روح الطمع، وإنِّما من أجل الاحتياجات الضروريّة.

ولعلّ ما فعله بطرس كان يمثِّل التزام المؤمنين ككل، الكنيسة في جامعيّتها، أما بعد حلول الروح القدس فالتزم الرسل للتفرّغ للخدمة ليس احتقارًا للعمل اليومي العادي، وإنما من أجل عدم الارتباك به.

يُعلن القديس كيرلس الكبير على تصرُّف السيّد المسيح هنا بقوله: [إذ صار الابن الوحيد كلمة الله مثلْنا، وحمل قياس الطبيعة البشريّة انحنى لنير العبوديّة، فدفع بإرادته لجامع الجزية اليهودي الدرهمين حسب ناموس موسى، لكن هذا لم يمنع سِمة المجد الذي فيه(657). وكأن خضوعنا لكل نظام بروح الرضا والفرح لا يعني إلا مشاركة للسيّد المسيح في خضوعه لننعم معه بمشاركته مجده الداخلي.

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

(636) رؤيا يوحنا اللاهوتي، 1979م، ص 140-141.

(637) In Matt. 2:23.

(638) In Luc. ch. 9.

(639) Catena Aurea.

(640) In Matt. 17.

(641) In Luc. ch. 9.

(642) In Matt. 12:37.

(643) رؤيا يوحنا اللاَّهوتي، 1979م، ص 21.

(644) Ser. on N. T. 28:2.

(645) In Matt. hom 56:2.

(646) In Matt. 12:38.

(647) Ser. on N. T. 28:2.

(648) In Matt. 21:41.

(649) Ser. on N. T. 28:3.

(650) Ser. on N. T., 28:6.

(651) In Matt 12:42.

(652) In Luc. 9.

(653) On Christian Faith 1:13.

(654) Ser. on N. T. 30:1.

(655) Ser. on N. T. 30:6.

(656) Ser. on N. T. 30:3.

(657) In Luc. Ser. 88.

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

← تفاسير أصحاحات إنجيل متى: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 | 28

الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/pub_Bible-Interpretations/Holy-Bible-Tafsir-02-New-Testament/Father-Tadros-Yacoub-Malaty/01-Engeel-Matta/Tafseer-Engil-Mata__01-Chapter-17.html

تقصير الرابط:
tak.la/bpdp7m3