St-Takla.org  >   pub_Bible-Interpretations  >   Holy-Bible-Tafsir-01-Old-Testament  >   Father-Tadros-Yacoub-Malaty  >   01-Sefr-El-Takween
 

تفسير الكتاب المقدس - العهد القديم - القمص تادرس يعقوب

سلسلة "من تفسير وتأملات الآباء الأولين"

التكوين 7 - تفسير سفر التكوين

الطوفان

 

محتويات:

(إظهار/إخفاء)

* تأملات في كتاب تكوين:
تفسير سفر التكوين: مقدمة سفر التكوين | التكوين 1 | التكوين 2 | التكوين 3 | التكوين 4 | التكوين 5 | التكوين 6 | التكوين 7 | التكوين 8 | التكوين 9 | التكوين 10 | التكوين 11 | التكوين 12 | التكوين 13 | التكوين 14 | التكوين 15 | التكوين 16 | التكوين 17 | التكوين 18 | التكوين 19 | التكوين 20 | التكوين 21 | التكوين 22 | التكوين 23 | التكوين 24 | التكوين 25 | التكوين 26 | التكوين 27 | التكوين 28 | التكوين 29 | التكوين 30 | التكوين 31 | التكوين 32 | التكوين 33 | التكوين 34 | التكوين 35 | التكوين 36 | التكوين 37 | التكوين 38 | التكوين 39 | التكوين 40 | التكوين 41 | التكوين 42 | التكوين 43 | التكوين 44 | التكوين 45 | التكوين 46 | التكوين 47 | التكوين 48 | التكوين 49 | التكوين 50

نص سفر التكوين: التكوين 1 | التكوين 2 | التكوين 3 | التكوين 4 | التكوين 5 | التكوين 6 | التكوين 7 | التكوين 8 | التكوين 9 | التكوين 10 | التكوين 11 | التكوين 12 | التكوين 13 | التكوين 14 | التكوين 15 | التكوين 16 | التكوين 17 | التكوين 18 | التكوين 19 | التكوين 20 | التكوين 21 | التكوين 22 | التكوين 23 | التكوين 24 | التكوين 25 | التكوين 26 | التكوين 27 | التكوين 28 | التكوين 29 | التكوين 30 | التكوين 31 | التكوين 32 | التكوين 33 | التكوين 34 | التكوين 35 | التكوين 36 | التكوين 37 | التكوين 38 | التكوين 39 | التكوين 40 | التكوين 41 | التكوين 42 | التكوين 43 | التكوين 44 | التكوين 45 | التكوين 46 | التكوين 47 | التكوين 48 | التكوين 49 | التكوين 50 | التكوين كامل

الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح

← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18 - 19 - 20 - 21 - 22 - 23 - 24

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

وسط فساد الأرض أعلن الرب خلاصه للبشرية خلال أحداث الطوفان وتجديد الأرض، الأمر الذي حمل رمزًا لعمل السيد المسيح الخلاصي.

 

1. اهتمام الله بنوح

 

1- 5

2. دخول الفلك

 

6- 9

3. حدوث الطوفان

 

10- 16

4. تعاظم المياه على الأرض

 

17- 24

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

1. اهتمام الله بنوح:

1 وَقَالَ الرَّبُّ لِنُوحٍ: «ادْخُلْ أَنْتَ وَجَمِيعُ بَيْتِكَ إِلَى الْفُلْكِ، لأَنِّي إِيَّاكَ رَأَيْتُ بَارًّا لَدَيَّ فِي هذَا الْجِيلِ. 2 مِنْ جَمِيعِ الْبَهَائِمِ الطَّاهِرَةِ تَأْخُذُ مَعَكَ سَبْعَةً سَبْعَةً ذَكَرًا وَأُنْثَى. وَمِنَ الْبَهَائِمِ الَّتِي لَيْسَتْ بِطَاهِرَةٍ اثْنَيْنِ: ذَكَرًا وَأُنْثَى. 3 وَمِنْ طُيُورِ السَّمَاءِ أَيْضًا سَبْعَةً سَبْعَةً: ذَكَرًا وَأُنْثَى. لاسْتِبْقَاءِ نَسْل عَلَى وَجْهِ كُلِّ الأَرْضِ. 4 لأَنِّي بَعْدَ سَبْعَةِ أَيَّامٍ أَيْضًا أُمْطِرُ عَلَى الأَرْضِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا وَأَرْبَعِينَ لَيْلَةً. وَأَمْحُو عَنْ وَجْهِ الأَرْضِ كُلَّ قَائِمٍ عَمِلْتُهُ». 5 فَفَعَلَ نُوحٌ حَسَبَ كُلِّ مَا أَمَرَهُ بِهِ الرَّبُّ.

 

الله في رعايته الفائقة لأولاده يقول: "أدخل أنت وجميع بيتك إلى الفلك لأني إياك رأيت بارًا لديّ في هذا الجيل" [1] ما أجمل أن يشهد الله لأولاده، فإنها بحق شهادة صادقة! إن كانت البشرية -في ذلك الحين- قد جلبت لنفسها وللعالم الدمار، لكن يبقى الله شاهدًا لنوح ببره ومن أجله يهتم به وببيته فيدبر له الخلاص خلال الفلك بدقة فائقة. حدد له أبعاده، ونوع الخشب الذي يستخدمه، وعدد طوابقه، وإقامة كوا له... وعدد الحيوانات الطاهرة وغير الطاهرة والطيور كما سأله أن يأخذ معه من دبابات الأرض، والمؤن اللازمة، كما حدد له سبعة أيام [4] لإدخال هذا كله، وأربعين يومًا وليلة للطوفان [4] إلخ... هذا كله من أجل إنسان واحد بار ليقيم معه عهدًا (تك 6: 18). وهنا نلاحظ:

St-Takla.org Image: Noah and His family enter the ark (Genesis 7:1-9) صورة في موقع الأنبا تكلا: نوح وعائلته يدخلون الفلك (تكوين 7: 1- 9)

St-Takla.org Image: Noah and His family enter the ark (Genesis 7:1-9)

صورة في موقع الأنبا تكلا: نوح وعائلته يدخلون الفلك (تكوين 7: 1- 9)

أ. يرى البعض أن نوحًا بقى مئة وعشرين عامًا في إنذار الأشرار، وهو يبني الفلك أمام أعينهم ليؤكد لكم صدق إنذارات الله. ويعتمد القائلون بهذا على العبارة: "وتكون أيامه مئة وعشرين سنة" (تك 6: 3)، وقد أخذ بهذا الرأي كثيرون حتى في أيام القديس أغسطينوس(183). على أي الأحوال كان نوح وهو في سن الستمائة موضع سخرية الناس، إذ يصنع فلكًا بهذا الحجم في شيخوخته ليهرب من طوفان في رأيهم من وحي خياله وللأسف اشترك كثيرون في صنعه لحساب هذا الشيخ البار لكنهم في غباوة طلبوا الأجرة عن تعب أيديهم ولم يفكروا في الدخول لخلاص أنفسهم، وهم في هذا يمثلون بعض خدام الكلمة الذي يكرزون بالحق الإنجيلي كعمل وظيفي يقتاتون به وإذ لا يعيشونه يهلكون بينما يخلص الذين يتقبلون الكلمة منه بإيمان! لهذا السبب كان الرسول بولس يسلك في كرازته بحذر، قائلًا: "أقمع جسدي واستعبده حتى بعدما كرزت للآخرين لا أصير أنا نفسي مرفوضًا" (1 كو 9: 27).

ب. حدد الله لنوح أن يدخل من الحيوانات الطاهرة سبعة ذكرًا وأنثى ومن غير الطاهرة أثنين ذكرًا وأنثى، ومن طيور السماء أيضًا سبعة سبعة ذكرًا وأنثى [3]. يرى البعض أنه بهذا يكون العدد كبيرًا جدًا لا يسعه الفلك، لهذا قال بعض الدارسين أن الطوفان كان محليًا وليس شاملًا لكل الأرض في العالم، لهذا التزم نوح بالحيوانات والطيور التي في منطقته وحدها، أما القارات الشاسعة والبعيدة والتي لم يسكنها إنسان بعد فقد ضمت حيوانات وطيور بقيت إلى ما بعد الطوفان. أما القديس أغسطينوس فيرى أن الفلك كان ضخمًا جدًا، وأن الذراع المذكور هنا هو ذراع جغرافي يساوي ستة أضعاف الذراع العادي، لذا يمكن للفلك أن يسع كل الحيوانات والطيور إلخ... (184).

ج. يرى البعض في عبارة "سبعة سبعة ذكرًا وأنثى" [3]، أن نوحًا أخذ من كل نوع سبعة ذكور وسبع إناث، ربما لأنه سيقدم منها ذبائح للرب، لأنه سيأكل هو وبنوه وعائلاتهم من لحمها. غير إن البعض يرى أن العبارة يمكن تفسيرها بأنه يأخذ سبعة من كل نوع، ثلاثة ذكور وثلاث إناث والحيوان السابع لتقديمه ذبيحة.

د. لم يحدد الله لنوح ما هي الحيوانات الطاهرة والحيوانات غير الطاهرة، ولم تكن الشريعة الموسوية بعد قد أُعلنت، لهذا يرى البعض أن شريعة الحيوانات الطاهرة وغير الطاهرة تسلمها آدم شفاهًا من الله وسُلمت عبر الأجيال بالتقليد، ولما جاءت الشريعة الموسوية سجلت ما هو قائم فعلًا ولكن بشيء من التفصيل.

و. بقى الطوفان مستمرًا أربعين يومًا وأربعين ليلة، وهي ذات المدة التي قضاها السيد المسيح صائمًا وأيضا موسى وإيليا. وفي دراستنا للإنجيل بحسب متى البشير(185) رأينا رقم 40 يشير إلى حياتنا الزمنية على الأرض، وكأنه ما دمنا على الأرض يلزمنا أن نختفي في الفلك من مياه الطوفان حتى نبقى محفوظين في كنيسة المسيح خلال الإيمان فلا نهلك. إن كان الطوفان يشير إلى المعمودية لهلك الإنسان القديم والتمتع بالإنسان الجديد، فإن بقاء الطوفان أربعين يومًا إنما يشير إلى التزام المؤمن أن يبقى كل أيامه على الأرض متفاعلًا مع بركات المعمودية خلال التوبة المستمرة حتى يمارس الحياة المجددة ليس دفعة واحدة إلى لحظات بل حياة مستمرة بلا انقطاع؛ إنسانه الخارجي يفنى كل يوم والداخلي يتجدد منطلقًا من قوة إلى قوة، ومن مجد إلى مجد!

St-Takla.org Image: God then closed the door of the ark and the rain began to fall. For 40 days it rained heavily; rivers burst their banks, and flood waters got higher and higher. (Genesis 7: 10-23) - "Noah and the ark" images set (Genesis 6:9 - Genesis 9:17): image (10) - Genesis, Bible illustrations by James Padgett (1931-2009), published by Sweet Media صورة في موقع الأنبا تكلا: "وحدث بعد السبعة الأيام أن مياه الطوفان صارت على الأرض. في سنة ست مئة من حياة نوح، في الشهر الثاني، في اليوم السابع عشر من الشهر في ذلك اليوم، انفجرت كل ينابيع الغمر العظيم، وانفتحت طاقات السماء. وكان المطر على الأرض أربعين يوما وأربعين ليلة. في ذلك اليوم عينه دخل نوح، وسام وحام ويافث بنو نوح، وامرأة نوح، وثلاث نساء بنيه معهم إلى الفلك. هم وكل الوحوش كأجناسها، وكل البهائم كأجناسها، وكل الدبابات التي تدب على الأرض كأجناسها، وكل الطيور كأجناسها: كل عصفور، كل ذي جناح. ودخلت إلى نوح إلى الفلك، اثنين اثنين من كل جسد فيه روح حياة. والداخلات دخلت ذكرا وأنثى، من كل ذي جسد، كما أمره الله. وأغلق الرب عليه. وكان الطوفان أربعين يوما على الأرض. وتكاثرت المياه ورفعت الفلك، فارتفع عن الأرض. وتعاظمت المياه وتكاثرت جدا على الأرض، فكان الفلك يسير على وجه المياه. وتعاظمت المياه كثيرا جدا على الأرض، فتغطت جميع الجبال الشامخة التي تحت كل السماء. خمس عشرة ذراعا في الارتفاع تعاظمت المياه، فتغطت الجبال. فمات كل ذي جسد كان يدب على الأرض من الطيور والبهائم والوحوش، وكل الزحافات التي كانت تزحف على الأرض، وجميع الناس. كل ما في أنفه نسمة روح حياة من كل ما في اليابسة مات. فمحا الله كل قائم كان على وجه الأرض: الناس، والبهائم، والدبابات، وطيور السماء. فانمحت من الأرض. وتبقى نوح والذين معه في الفلك فقط" (التكوين 7: 10-23) - مجموعة "نوح والفلك" (التكوين 6: 9 - التكوين 9: 17) - صورة (10) - صور سفر التكوين، رسم جيمز بادجيت (1931-2009)، إصدار شركة سويت ميديا

St-Takla.org Image: God then closed the door of the ark and the rain began to fall. For 40 days it rained heavily; rivers burst their banks, and flood waters got higher and higher. (Genesis 7: 10-23) - "Noah and the ark" images set (Genesis 6:9 - Genesis 9:17): image (10) - Genesis, Bible illustrations by James Padgett (1931-2009), published by Sweet Media

صورة في موقع الأنبا تكلا: "وحدث بعد السبعة الأيام أن مياه الطوفان صارت على الأرض. في سنة ست مئة من حياة نوح، في الشهر الثاني، في اليوم السابع عشر من الشهر في ذلك اليوم، انفجرت كل ينابيع الغمر العظيم، وانفتحت طاقات السماء. وكان المطر على الأرض أربعين يوما وأربعين ليلة. في ذلك اليوم عينه دخل نوح، وسام وحام ويافث بنو نوح، وامرأة نوح، وثلاث نساء بنيه معهم إلى الفلك. هم وكل الوحوش كأجناسها، وكل البهائم كأجناسها، وكل الدبابات التي تدب على الأرض كأجناسها، وكل الطيور كأجناسها: كل عصفور، كل ذي جناح. ودخلت إلى نوح إلى الفلك، اثنين اثنين من كل جسد فيه روح حياة. والداخلات دخلت ذكرا وأنثى، من كل ذي جسد، كما أمره الله. وأغلق الرب عليه. وكان الطوفان أربعين يوما على الأرض. وتكاثرت المياه ورفعت الفلك، فارتفع عن الأرض. وتعاظمت المياه وتكاثرت جدا على الأرض، فكان الفلك يسير على وجه المياه. وتعاظمت المياه كثيرا جدا على الأرض، فتغطت جميع الجبال الشامخة التي تحت كل السماء. خمس عشرة ذراعا في الارتفاع تعاظمت المياه، فتغطت الجبال. فمات كل ذي جسد كان يدب على الأرض من الطيور والبهائم والوحوش، وكل الزحافات التي كانت تزحف على الأرض، وجميع الناس. كل ما في أنفه نسمة روح حياة من كل ما في اليابسة مات. فمحا الله كل قائم كان على وجه الأرض: الناس، والبهائم، والدبابات، وطيور السماء. فانمحت من الأرض. وتبقى نوح والذين معه في الفلك فقط" (التكوين 7: 10-23) - مجموعة "نوح والفلك" (التكوين 6: 9 - التكوين 9: 17) - صورة (10) - صور سفر التكوين، رسم جيمز بادجيت (1931-2009)، إصدار شركة سويت ميديا
 

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

2. دخول الفلك:

6 وَلَمَّا كَانَ نُوحٌ ابْنَ سِتِّ مِئَةِ سَنَةٍ صَارَ طُوفَانُ الْمَاءِ عَلَى الأَرْضِ، 7 فَدَخَلَ نُوحٌ وَبَنُوهُ وَامْرَأَتُهُ وَنِسَاءُ بَنِيهِ مَعَهُ إِلَى الْفُلْكِ مِنْ وَجْهِ مِيَاهِ الطُّوفَانِ. 8 وَمِنَ الْبَهَائِمِ الطَّاهِرَةِ وَالْبَهَائِمِ الَّتِي لَيْسَتْ بِطَاهِرَةٍ، وَمِنَ الطُّيُورِ وَكُلِّ مَا يَدِبُّ عَلَى الأَرْضِ: 9 دَخَلَ اثْنَانِ اثْنَانِ إِلَى نُوحٍ إِلَى الْفُلْكِ، ذَكَرًا وَأُنْثَى، كَمَا أَمَرَ اللهُ نُوحًا.

 

دخل نوح وهو ابن ستمائة عام الفلك مع امرأته وبنيه ونساء بنيه وكل الحيوانات والطيور... "كما أمر الله نوحًا" [9]. ربما لم يكن هناك أية إشارة طبيعية لحدوث فيضان، لكن بدأ الموكب يتحرك وبقى هكذا في تحرك مستمر نحو الفلك سبعة أيام بلا باعث سوى أمر الله لنوح، والطاعة للوصية بإيمان في مواعيد الله. كان العالم يسخر بنوح، وكان نوح يتمزق حزنًا على إخوته مشتاقًا أن يدخل بالكل إلى الفلك ليخلصوا. أما بقاؤه سبعة أيام في موكب متحرك، إنما يشير إلى الكنيسة التي تفتح أبواب الرجاء لكل إنسان كل أيام الأسبوع، أي كل أيام غربتنا على الأرض، فهي تستقبل كل إنسان ولو كان في النفس الأخير من حياته!

هذا ويلاحظ أن نوحًا وأولاده لم يكن لكل منهم إلاَّ زوجة واحدة كأبيهم آدم.

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

3. حدوث الطوفان:

10 وَحَدَثَ بَعْدَ السَّبْعَةِ الأَيَّامِ أَنَّ مِيَاهَ الطُّوفَانِ صَارَتْ عَلَى الأَرْضِ. 11 فِي سَنَةِ سِتِّ مِئَةٍ مِنْ حَيَاةِ نُوحٍ، فِي الشَّهْرِ الثَّانِى، فِي الْيَوْمِ السَّابعَ عَشَرَ مِنَ الشَّهْرِ فِي ذلِكَ اليَوْمِ، انْفَجَرَتْ كُلُّ يَنَابِيعِ الْغَمْرِ الْعَظِيمِ، وَانْفَتَحَتْ طَاقَاتُ السَّمَاءِ. 12 وَكَانَ الْمَطَرُ عَلَى الأَرْضِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا وَأَرْبَعِينَ لَيْلَةً. 13 فِي ذلِكَ الْيَوْمِ عَيْنِهِ دَخَلَ نُوحٌ، وَسَامٌ وَحَامٌ وَيَافَثُ بَنُو نُوحٍ، وَامْرَأَةُ نُوحٍ، وَثَلاَثُ نِسَاءِ بَنِيهِ مَعَهُمْ إِلَى الْفُلْكِ. 14 هُمْ وَكُلُّ الْوُحُوشِ كَأَجْنَاسِهَا، وَكُلُّ الْبَهَائِمِ كَأَجْنَاسِهَا، وَكُلُّ الدَّبَّاباتِ الَّتِي تَدِبُّ عَلَى الأَرْضِ كَأَجْنَاسِهَا، وَكُلُّ الطُّيُورِ كَأَجْنَاسِهَا: كُلُّ عُصْفُورٍ، كُلُّ ذِي جَنَاحٍ. 15 وَدَخَلَتْ إِلَى نُوحٍ إِلَى الْفُلْكِ، اثْنَيْنِ اثْنَيْنِ مِنْ كُلِّ جَسَدٍ فِيهِ رُوحُ حَيَاةٍ. 16 وَالدَّاخِلاَتُ دَخَلَتْ ذَكَرًا وَأُنْثَى، مِنْ كُلِّ ذِي جَسَدٍ، كَمَا أَمَرَهُ اللهُ. وَأَغْلَقَ الرَّبُّ عَلَيْهِ.

 

وصف الكتاب المقدس الطوفان وصفًا دقيقًا للغاية، حدد فيه مدته وروى دقائق أموره. فقد بدأ في السابع عشر من الشهر الثاني من سنة 600 من عمر نوح [10]، التي توافق سنة 1656 من تاريخ العالم وحوالي عام 2349 ق.م. حسب التقويم العبري، وكان يقع في منتصف أو أواخر شهر نوفمبر حسب شهور السنة الميلادية(186). ظلت الأمطار على الأرض 40 يومًا [12]، وتعاظمت المياه على الأرض 150 يومًا [24]، ولم تجف الأرض إلاّ بعد 371 يومًا من بدء الطوفان يوم أمر الله نوحًا أن يخرج من الفلك (تك 8: 13-16)، وكان ذلك سنة 601 من عمر نوح في السابع والعشرين من الشهر الثاني (تك 8: 14)، باعتبار السنة 360 يومًا بالأشهر القمرية.

ويلاحظ في النص الذي بين أيدينا الآتي:

أ. أن تعبير [تفجرت كل يَنَابِيعِ الْغَمْرِ الْعَظِيمِ] [11] إشارة إلى أن الطوفان لم يحدث فقط من الأمطار الغزيرة حيث يقول: "وانفتحت طاقات السماء" [11] وإنما صارت الأرض وكأنها مجموعة من العيون والينابيع تفجر ماء بلا حساب. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). على أي الأحوال إن كان المؤمن في حياته يحمل طوفانًا غير منقطع خلال حياة التوبة المستمرة فإن الله يخرج من أرضه (جسده) ينابيع غمر عظيم تجرف كل شر وتحطمه، ويهب سمواته (نفسه) أمطارًا روحية بلا انقطاع تعمل بذات الروح مع الجسد المقدس في الرب. هكذا يتفق الجسد المقدس بالرب مع النفس ليعملا بروح الله القدوس خلال التوبة الدائمة حتى تنتهي فيه كل ملامح الحياة القديمة وينعم على الدوام بقوة الحياة الجديدة في ربنا يسوع المسيح.

ب. يقول الكتاب: "وأغلق الرب عليه" [16]. بقى الباب مفتوحًا سبعة أيام يستقبل الموكب لينعم بتمام الخلاص، لكنه إذ ينتهي زمان غربتنا يُغلق الباب، فيبقى الذين في الداخل محفوظين لا يقدر الهلاك أن يعبر إليهم، ويُحرم الخارجون بعد من التمتع بأمجاد الداخل. هذا ما أعلنه السيد المسيح في حديثه عن ملكوت السموات مشبهًا إياه بالعذارى الداخلات إلى العريس، فإذ ينتهي الزمن بمجيء العريس يقول: "والمستعدات دخلن معه إلى العرس وأُغلق الباب" (مت 25: 10).

St-Takla.org Image: The ark rises above the water of the deluge (Genesis 7:10-24) صورة في موقع الأنبا تكلا: الفلك يرتفع بسبب فيضان المياه (تكوين 7: 10- 24)

St-Takla.org Image: The ark rises above the water of the deluge (Genesis 7:10-24)

صورة في موقع الأنبا تكلا: الفلك يرتفع بسبب فيضان المياه (تكوين 7: 10- 24)

والعجيب أن الله يقوم بإغلاق الباب بنفسه إذ قيل: "وأغلق الرب عليه"، فهو وحده "الذي له مفتاح داود، الذي يفتح ولا أحد يغلق، ويغلق ولا أحد يفتح" (رؤ 3: 7). فتح لنا أبواب الفردوس بمفتاح صليبه لكي ندخل معه وفيه بشركة أمجاده، وهو يغلق علينا معه أبديًا فلا يتسرب العدو الشرير إلينا.

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

4. تعاظم المياه على الأرض:

17 وَكَانَ الطُّوفَانُ أَرْبَعِينَ يَوْمًا عَلَى الأَرْضِ. وَتَكَاثَرَتِ الْمِيَاهُ وَرَفَعَتِ الْفُلْكَ، فَارْتَفَعَ عَنِ الأَرْضِ. 18 وَتَعَاظَمَتِ الْمِيَاهُ وَتَكَاثَرَتْ جِدًّا عَلَى الأَرْضِ، فَكَانَ الْفُلْكُ يَسِيرُ عَلَى وَجْهِ الْمِيَاهِ. 19 وَتَعَاظَمَتِ الْمِيَاهُ كَثِيرًا جِدًّا عَلَى الأَرْضِ، فَتَغَطَّتْ جَمِيعُ الْجِبَالِ الشَّامِخَةِ الَّتِي تَحْتَ كُلِّ السَّمَاءِ. 20 خَمْسَ عَشَرَةَ ذِرَاعًا فِي الارْتِفَاعِ تَعَاظَمَتِ الْمِيَاهُ، فَتَغَطَّتِ الْجِبَالُ. 21 فَمَاتَ كُلُّ ذِي جَسَدٍ كَانَ يَدِبُّ عَلَى الأَرْضِ مِنَ الطُّيُورِ وَالْبَهَائِمِ وَالْوُحُوشِ، وَكُلُّ الزَّحَّافَاتِ الَّتِي كَانَتْ تَزْحَفُ عَلَى الأَرْضِ، وَجَمِيعُ النَّاسِ. 22 كُلُّ مَا فِي أَنْفِهِ نَسَمَةُ رُوحِ حَيَاةٍ مِنْ كُلِّ مَا فِي الْيَابِسَةِ مَاتَ. 23 فَمَحَا اللهُ كُلَّ قَائِمٍ كَانَ عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ: النَّاسَ، وَالْبَهَائِمَ، وَالدَّبَّابَاتِ، وَطُيُورَ السَّمَاءِ. فَانْمَحَتْ مِنَ الأَرْضِ. وَتَبَقَّى نُوحٌ وَالَّذِينَ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ فَقَطْ. 24 وَتَعَاظَمَتِ الْمِيَاهُ عَلَى الأَرْضِ مِئَةً وَخَمْسِينَ يَوْمًا.

 

كثيرًا ما يردد العبارة: "تعاظمت المياه على الأرض" أو ما يشبهها [17، 18، 19، 20، 24]... وبقدر ما تعاظمت المياه كان الفلك يرتفع ليسير على وجه المياه [18]، مرتفعًا فوق الجبال الشامخة التي تحت كل السماء [19]، وقد بقيت هكذا متعاظمة 150 يومًا.

إن كان الإنسان في حبه للأرضيات صار "أرضًا" و"ترابًا"، تستطيع مياه المعمودية أن تغطيه لتقتل فيه أعمال الإنسان العتيق مرتفعة بنفسه بالصليب إلى فوق يطلب السمويات. وإن كان الإنسان في كبريائه صار جبلًا شامخًا وصلدًا، فإن المياه تغسله تمامًا ليصير جبلًا مقدسًا يحمل رائحة الحياة التي في المسيح يسوع عوض الحياة العتيقة التي اتسمت بالكبرياء!

نستطيع أيضًا أن نقول بأنه كلما اشتدت التجارب على المؤمن وكأنها بمياه طوفان فإننا إذ نكون بحق في الفلك - كنيسة السيد المسيح - حتى وإن اهتز الفلك إلى حين، لكن التجارب تحيط بنا ولا تدخل فينا، تثور ضدنا لكنها ترفعنا كما رفعت المياه الفلك، ويبقى المؤمن خلال التجارب يرتفع في عيني الله، حتى متى انتهت الضيقات يستقر على أعلى قمة جبل ويبقى هكذا ممجدًا في الرب.

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

(183) Cf. City of God 15: 27

(184) Ibid.

(186) Edersheim, P. 45.

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

← تفاسير أصحاحات التكوين: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 | 31 | 32 | 33 | 34 | 35 | 36 | 37 | 38 | 39 | 40 | 41 | 42 | 43 | 44 | 45 | 46 | 47 | 48 | 49 | 50

الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/pub_Bible-Interpretations/Holy-Bible-Tafsir-01-Old-Testament/Father-Tadros-Yacoub-Malaty/01-Sefr-El-Takween/Tafseer-Sefr-El-Takwin__01-Chapter-07.html

تقصير الرابط:
tak.la/pc42kaq