St-Takla.org  >   Full-Free-Coptic-Books  >   His-Holiness-Pope-Shenouda-III-Books-Online  >   17-Al-Ghira-Al-Mokadasa
 

كتب قبطية

كتاب الغيرة المقدسة - البابا شنودة الثالث

13- أهمية تخليص النفوس

 

الذي يدرك أهمية توصيل خلاص المسيح إلى الناس، يلتهب قلبه بالغيرة للمساهمة في هذا العمل العظيم الذي قال عنه القديس بطرس الرسول:

"نائلين غاية إيمانكم خلاص النفوس" (1بط 1: 9).

واستطرد الرسول قائلًا "الخلاص الذي فتش وبحث عنه أنبياء..." (1بط 1: 10). ويقول القديس بولس الرسول "كيف ننجو نحن، إن أهملنا خلاصًا هذا مقداره" (عب 2: 3).

وقد اعتبر السيد المسيح أن من يجاهد في هذا المجال، إنما يعمل معه. فقال:

St-Takla.org Image: Ancient icon of St. Peter, Botros. صورة في موقع الأنبا تكلا: أيقونة أثرية تصور القديس بيتر أو القديس بطرس.

St-Takla.org Image: Ancient icon of St. Peter, Botros.

صورة في موقع الأنبا تكلا: أيقونة أثرية تصور القديس بيتر أو القديس بطرس.

"مَنْ لا يجمع معي فهو يفرق" (متى 12: 30).

فهل أنت تجمع مع المسيح أم أنت تفرق؟

هل أنت تجمع هذه النفس الضائعة، وتحملها على منكبيك فرحًا، لتضمها إلى الملكوت؟ إن الله يريد مثل هؤلاء الذين يجمعون معه، لأن الحصاد كثير والفعلة قليلون. لذلك أمرنا الرب أن نجعل هذه الطلبة جزءًا من صلواتنا، فقال:

"اطلبوا من رب الحصاد أن يرسل فعلة إلى حصاده" (متى 9: 38).

فهل تكون أنت من هؤلاء الفعلة؟ تسعى جاهدًا لكي تهيئ مكانًا للرب في قلب كل إنسان، واضعًا أمامك أن العالم له كثيرون يخدمونه، بل يتنافسون في خدمته. أما الذين يخدمون عمل الرب فهم قليلون. وحتى إن وجد أحيانًا كثيرون، قد لا تكون نوعيتهم صالحة.

إن خلاص النفس أهم عند الله من عمل الخلق:

لأنه ما فائدة الخليقة، إن كانت تذهب إلى جهنم؟! ولعلنا نتذكر أن عمل الخلق لم يكلف الله سوى إصدار أمر، كقوله مثلًا "ليكن نور" فكان نور (تك 1: 3). أما عمل الخلاص فقد كلفه التجسد وإخلاء الذات، الآلام والصلب والموت وكل ما استلزمه عمل الكفارة والفداء...

وهكذا كانت راحة الرب بعد تخليص العالم من الخطية والموت، أهم من راحته بعد عملية الخلق. فكان الأحد أهم من السبت. وأصبح هو يوم الرب.

العمل في خلاص النفس، أهم من معجزة إقامة ميت.

بل هو إقامة ميت. ولكنه إقامة الروح الميتة، التي هي أهم من إقامة الجسد الميت ألم يقل الآب في رجوع الابن الضال "ابني هذا كان ميتًا فعاش. وكان ضالًا فوجد" (لو 15: 24). وفي هذا المجال قال القديس يعقوب الرسول:

"مَنْ رد خاطئًا عن ضلال طريقه، يخلص نفسًا من الموت، ويستر كثرة من الخطايا" (يع 5: 20).

إن الشيطان يبذل كل جهده، ليقود النفوس إلى الموت، بكل الحيل والإغراءات، وبكل الشباك المنصوبة... أفلا نقف من الناحية المضادة، لكي نخلص النفوس من الموت. ونكون في هذه الحالة عاملين مع الله، كما قال القديس بولس (1كو 3: 9).

هذا العمل من أهميته، هو عمل الله والملائكة والقديسين (اقرأ مقالًا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات).

St-Takla.org Image: The last part of the painting, with the faithfuls and saints being happy. and hell below, where there is eternal torment and sins - Details from the icon of the events of the Apocalypse (Book of Revelation), by Father Makarious Al-Baramousy, Baramous Monastery, Natroun Valley, Egypt - Photograph by Michael Ghaly for St-Takla.org, October 21, 2018. صورة في موقع الأنبا تكلا: الجزء الأخير من اللوحة، مع الأبرار والقديسين فرحين، وأسفل النار والعذاب الأبدي والخطاة - تفاصيل من أيقونة أحداث سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي، رسم الأب الراهب مكاريوس البرموسي، مضيفة دير البراموس، وادي النطرون، مصر - تصوير مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، 21 أكتوبر 2018 م.

St-Takla.org Image: The last part of the painting, with the faithfuls and saints being happy. and hell below, where there is eternal torment and sins - Details from the icon of the events of the Apocalypse (Book of Revelation), by Father Makarious Al-Baramousy, Baramous Monastery, Natroun Valley, Egypt - Photograph by Michael Ghaly for St-Takla.org, October 21, 2018.

صورة في موقع الأنبا تكلا: الجزء الأخير من اللوحة، مع الأبرار والقديسين فرحين، وأسفل النار والعذاب الأبدي والخطاة - تفاصيل من أيقونة أحداث سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي، رسم الأب الراهب مكاريوس البرموسي، مضيفة دير البراموس، وادي النطرون، مصر - تصوير مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، 21 أكتوبر 2018 م.

إنه عمل الرسل والرعاة والمعلمين، وعمل كل رتب الكهنوت، وعمل جميع الخدام في كرم الرب، وعمل أرواح الأبرار  في شفاعاتهم. الكل يعملون لأجل ملكوت الله وانتشاره، ومن أجل خلاص كل نفس. بل هو عمل مطالب به كل أحد على قدر إمكانياته. وفي هذا يقول القديس يعقوب الرسول:

"مَن يعرف أن يعمل حسنًا ولا يعمل، فتلك خطية له" (يع 4: 17).

إذن فكل ما تستطيع أن تعمله لأجل الملكوت، اعمله، واثقًا أن الله يعمل معك. وإن لم تعمل  فتلك خطية تحسب عليك...

ولعل من أهمية هذا العمل، المكافأة الموضوعة لأجله.

انظروا إلى الآباء الرسل مثلًا، يقول لهم السيد الرب "متى جلس ابن الإنسان على كرسي مجده، تجلسون أنتم أيضًا على اثني عشر كرسيًا تدينون أسباط إسرائيل الاثني عشر" (متى 19: 28).. فإن قلت إن درجة الرسل درجة عظيمة، أقول لك أمامك نبوءة دانيال النبي عن كل العاملين في هداية الخطاة. وقد ورد فيها:

"الفاهمون يضيئون كضياء الجلد. والذين ردوا كثيرين إلى البر، كالكواكب إلى أبد الدهور" (دا 12: 3).

يضيئون كالكواكب... ما أعظم هذا المجد. ولهذا نجد الرب في بداية سفر الرؤيا، وقد رآه يوحنا في وسط المنائر السبع التي هي السبع الكنائس، وفي يده اليمنى سبعة كواكب هي ملائكة الكنائس السبع (رؤ 1: 13، 16، 20).

 ومن أهمية خلاص النفس، أنه سبب فرح للرب.

ففي قصة الخروف الضال، نجد أن الرب لما وجده "حمله على منكبية فرحًا" (لو 15: 5). وفى قصة الابن الضال، لما رجع ذبح الآب العجل المسمن وأقام وليمة وقال لعبيده نأكل ونفرح... فابتدأوا يفرحون" (لو 15: 23، 24). وقال للأخ الآخر "كان ينبغي أن نفرح ونسر، لأن أخاك هذا كان ميتًا فعاش وكان ضالًا فوجد" (لو 15: 23). وفي مثل الدرهم المفقود  يقول الكتاب إن الأرملة لما وجدته، لم تفرح وحدها، وإنما دعت الصديقات والجارات قائلة افرحن معي لأني وجدت الدرهم الذي أضعته (لو 15: 9)

فإن كنت قد أحزنت الله قبلًا بخطاياك، حاول أن تفرحه الآن بتوبتك، وبسعيك لخلاص الآخرين.

وإن كان يحدث فرح في السماء "بخاطئ واحد يتوب" (لو 15: 10)، فكم يكون الفرح بمن يردون كثيرين إلى البر؟ أليس عملًا عظيمًا أن تفرح قلب الله وقلوب ملائكته، وتعوض الله عن السنين التي أكلها الجراد (يؤ 2: 5) في حياتك وحياة الناس...

 إن أبانا إبراهيم أقام حفلة لثلاثة (تك 18).. أما أنت فتقيم حفلة لكل ملائكة السماء بغيرتك المقدسة التي تساهم في خلاص آخرين، وفي هدايتهم وإنقاذهم من الخطية، أو من الجهل والإلحاد والإباحية...


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/Full-Free-Coptic-Books/His-Holiness-Pope-Shenouda-III-Books-Online/17-Al-Ghira-Al-Mokadasa/Holy-Zeal_13-Why-Saving-Souls.html

تقصير الرابط:
tak.la/v2vh38r