يقول القديس بولس الرسول في رسالته إلى رومية:
"إن كنا نتألم معه، فلكي نتمجد أيضًا معه" (8: 17)
وهكذا يكون الألم من أجل الرب، هو مقياس ما يناله المؤمن من مجد في الملكوت الأبدي.
ولهذا فإن الكنيسة تضع الشهداء في قمة القديسين.
تذكرهم في صلواتها، قبل أسماء الآباء السواح والمتوحدين، الذين ملأوا البراري صلوات وتأملات، وتذكرهم قبل الآباء البطاركة والأساقفة بكل خدماتهم ونشرهم للكلمة. كل ذلك بسبب آلامهم التي تحملوها لأجل الرب.
وحتى في الخدمة، يبدو مقياس الألم واضحًا أيضًا.
فيقول الرسول "كل واحد سيأخذ أجرته بحسب تعبه" (1كو3: 8).. وهكذا نجد الرب يقول في رسالته إلى ملاك كنيسة أفسس "أنا عارف أعمالك وتعبك وصبرك.. وقد احتملت، ولك صبر، وتعبت من أجل اسمي، ولم تكل" (رؤ 2: 2، 3) واضعًا التعب في المقدمة.
وقول الكتاب أن الله "لا ينسى تعب المحبة" (عب 6: 10) فالمحبة تعبر عن وجودها، بتعبها من أجل الذي تحبه. لأن المحبة "ليست بالكلام ولا باللسان" (1يو 3: 18).
وعمق المحبة يظهر في الألم، حينما تصعد المحبة إلى مستوى البذل والتضحية والفداء.
وهكذا ظهرت محبة الله لنا في عمقها على الصليب، حينما بذل ذاته عنا البار لأجل الأثمة.
وكان المسيح في قمة مجده، في عمق ألمه.
ولذلك قال عن صلبه "الآن تمجد ابن الإنسان" (يو 13: 31) (اقرأ مقالًا آخر عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات). وصورة صلبه هي صورة مجده..
إن بولس الرسول يعتبر أن الألم هبة من الله.
ويقول في ذلك "أنه قد وهب لكم لأجل المسيح، لا أن تؤمنوا به فقط، بل أيضًا أن تتألموا لأجله" (فى 1: 29).
ويقول بطرس الرسول عن منهج الألم: "لأنكم لهذا دعيتم، فإن المسيح أيضًا تألم لأجلنا، تاركًا لنا مثالًا لكي تتبعوا خطواته" (1بط 2: 21).
* من قسم كلمة
منفعة:
الصليب في حياتنا 1 -
الصليب
في حياتنا 2 - الصليب -
احمل صليبك، كن مصلوبا لا
صالبًا - المحبة تبذل -
حياة البذل
* من قسم مقالات روحية للبابا شنوده:
المجد أم الألم
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/4kdqv6a