St-Takla.org  >   pub_Bible-Interpretations  >   Holy-Bible-Tafsir-02-New-Testament  >   Father-Tadros-Yacoub-Malaty  >   02-Engil-Morkos
 

شرح الكتاب المقدس - العهد الجديد - القمص تادرس يعقوب ملطي
سلسلة "من تفسير وتأملات الآباء الأولين"

مرقس 15 - تفسير إنجيل مرقس

أحداث الصليب

 

محتويات:

(إظهار/إخفاء)

* تأملات في كتاب مرقس:
تفسير إنجيل مرقس: مقدمة إنجيل مرقس | مرقس 1 | مرقس 2 | مرقس 3 | مرقس 4 | مرقس 5 | مرقس 6 | مرقس 7 | مرقس 8 | مرقس 9 | مرقس 10 | مرقس 11 | مرقس 12 | مرقس 13 | مرقس 14 | مرقس 15 | مرقس 16 | مراجع البحث

نص إنجيل مرقس: مرقس 1 | مرقس 2 | مرقس 3 | مرقس 4 | مرقس 5 | مرقس 6 | مرقس 7 | مرقس 8 | مرقس 9 | مرقس 10 | مرقس 11 | مرقس 12 | مرقس 13 | مرقس 14 | مرقس 15 | مرقس 16 | مرقس كامل

الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح

← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18 - 19 - 20 - 21 - 22 - 23 - 24 - 25 - 26 - 27 - 28 - 29 - 30 - 31 - 32 - 33 - 34 - 35 - 36 - 37 - 38 - 39 - 40 - 41 - 42 - 43 - 44 - 45 - 46 - 47

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

إذ تمت محاكمة السيد المسيح دينيًا في دار رئيس الكهنة، اُقتيد إلى بيلاطس الوالي الذي من حقه تنفيذ الحكم، وتحت إصرار الجماهير حكم عليه بالموت صلبًا.

 

1. محاكمته مدنيًا

   

1 - 15.

2. الاستهزاء به

   

16 - 20.

3. في الطريق إلى الصليب

   

21 - 22.

4. تقديم خمر ممزوجة مرًا

   

23.

5. اقتسام ثيابه

   

24.

6. صلبه بين لصين

   

25 - 28.

7. السخرية منه

   

29 - 32.

8. حدوث ظلمة

   

33.

9. تسليم الروح

   

34 - 37.

10. انشقاق حجاب الهيكل

   

38.

11. إيمان قائد المئة

   

39.

12. التفاف النسوة حوله

   

40 - 41.

13. دفنه

   

42 - 47.

 

St-Takla.org Image: The Chief Priests and elders made accusations that Jesus claimed to be King of the Jews and was leading a rebellion. Jesus remained quiet and this amazed Pilate. (Matthew 27: 12) (Mark 15: 3) (Luke 2, 9-10) (John 18: 29-32) - "Jesus on trial before Herod and Pilate" images set (Matthew 27:11-26, Mark 15:1-15, Luke 23:1-25, John 18:28-40): image (3) - The Gospels, Bible illustrations by James Padgett (1931-2009), published by Sweet Media صورة في موقع الأنبا تكلا: "وبينما كان رؤساء الكهنة والشيوخ يشتكون عليه لم يجب بشيء" (متى 27: 12) - "وكان رؤساء الكهنة يشتكون عليه كثيرا" (مرقس 15: 3) - "وابتدأوا يشتكون عليه قائلين: «إننا وجدنا هذا يفسد الأمة، ويمنع أن تعطى جزية لقيصر، قائلا: إنه هو مسيح ملك».. وسأله بكلام كثير فلم يجبه بشيء. ووقف رؤساء الكهنة والكتبة يشتكون عليه باشتداد" (لوقا 23: 2، 9-10) - "فخرج بيلاطس إليهم وقال: «أية شكاية تقدمون على هذا الإنسان؟» أجابوا وقالوا له: «لو لم يكن فاعل شر لما كنا قد سلمناه إليك!» فقال لهم بيلاطس: «خذوه أنتم واحكموا عليه حسب ناموسكم». فقال له اليهود: «لا يجوز لنا أن نقتل أحدا». ليتم قول يسوع الذي قاله مشيرا إلى أية ميتة كان مزمعا أن يموت" (يوحنا 18: 29-32) - مجموعة "محاكمة يسوع أمام هيرودس وبيلاطس" (متى 27: 11-26, مرقس 15: 15-15, لوقا 23: 1-25, يوحنا 18: 28-40) - صورة (3) - صور الأناجيل الأربعة، رسم جيمز بادجيت (1931-2009)، إصدار شركة سويت ميديا

St-Takla.org Image: The Chief Priests and elders made accusations that Jesus claimed to be King of the Jews and was leading a rebellion. Jesus remained quiet and this amazed Pilate. (Matthew 27: 12) (Mark 15: 3) (Luke 2, 9-10) (John 18: 29-32) - "Jesus on trial before Herod and Pilate" images set (Matthew 27:11-26, Mark 15:1-15, Luke 23:1-25, John 18:28-40): image (3) - The Gospels, Bible illustrations by James Padgett (1931-2009), published by Sweet Media

صورة في موقع الأنبا تكلا: "وبينما كان رؤساء الكهنة والشيوخ يشتكون عليه لم يجب بشيء" (متى 27: 12) - "وكان رؤساء الكهنة يشتكون عليه كثيرا" (مرقس 15: 3) - "وابتدأوا يشتكون عليه قائلين: «إننا وجدنا هذا يفسد الأمة، ويمنع أن تعطى جزية لقيصر، قائلا: إنه هو مسيح ملك».. وسأله بكلام كثير فلم يجبه بشيء. ووقف رؤساء الكهنة والكتبة يشتكون عليه باشتداد" (لوقا 23: 2، 9-10) - "فخرج بيلاطس إليهم وقال: «أية شكاية تقدمون على هذا الإنسان؟» أجابوا وقالوا له: «لو لم يكن فاعل شر لما كنا قد سلمناه إليك!» فقال لهم بيلاطس: «خذوه أنتم واحكموا عليه حسب ناموسكم». فقال له اليهود: «لا يجوز لنا أن نقتل أحدا». ليتم قول يسوع الذي قاله مشيرا إلى أية ميتة كان مزمعا أن يموت" (يوحنا 18: 29-32) - مجموعة "محاكمة يسوع أمام هيرودس وبيلاطس" (متى 27: 11-26, مرقس 15: 15-15, لوقا 23: 1-25, يوحنا 18: 28-40) - صورة (3) - صور الأناجيل الأربعة، رسم جيمز بادجيت (1931-2009)، إصدار شركة سويت ميديا

1. محاكمته مدنيًا

1 وَلِلْوَقْتِ فِي الصَّبَاحِ تَشَاوَرَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالشُّيُوخُ وَالْكَتَبَةُ وَالْمَجْمَعُ كُلُّهُ، فَأَوْثَقُوا يَسُوعَ وَمَضَوْا بِهِ وَأَسْلَمُوهُ إِلَى بِيلاَطُسَ. 2 فَسَأَلَهُ بِيلاَطُسُ: «أَأَنْتَ مَلِكُ الْيَهُودِ؟» فَأَجَابَ وَقَالَ لَهُ: «أَنْتَ تَقُولُ». 3 وَكَانَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ يَشْتَكُونَ عَلَيْهِ كَثِيرًا. 4 فَسَأَلَهُ بِيلاَطُسُ أَيْضًا قِائِلًا: «أَمَا تُجِيبُ بِشَيْءٍ؟ اُنْظُرْ كَمْ يَشْهَدُونَ عَلَيْكَ!» 5 فَلَمْ يُجِبْ يَسُوعُ أَيْضًا بِشَيْءٍ حَتَّى تَعَجَّبَ بِيلاَطُسُ. 6 وَكَانَ يُطْلِقُ لَهُمْ فِي كُلِّ عِيدٍ أَسِيرًا وَاحِدًا، مَنْ طَلَبُوهُ. 7 وَكَانَ الْمُسَمَّى بَارَابَاسَ مُوثَقًا مَعَ رُفَقَائِهِ فِي الْفِتْنَةِ، الَّذِينَ فِي الْفِتْنَةِ فَعَلُوا قَتْلًا. 8 فَصَرَخَ الْجَمْعُ وَابْتَدَأُوا يَطْلُبُونَ أَنْ يَفْعَلَ كَمَا كَانَ دَائِمًا يَفْعَلُ لَهُمْ. 9 فَأَجَابَهُمْ بِيلاَطُسُ: «أَتُرِيدُونَ أَنْ أُطْلِقَ لَكُمْ مَلِكَ الْيَهُودِ؟» 10 لأَنَّهُ عَرَفَ أَنَّ رُؤَسَاءَ الْكَهَنَةِ كَانُوا قَدْ أَسْلَمُوهُ حَسَدًا. 11 فَهَيَّجَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ الْجَمْعَ لِكَيْ يُطْلِقَ لَهُمْ بِالْحَرِيِّ بَارَابَاسَ. 12 فَأجَابَ بِيلاَطُسُ أَيْضًا وَقَالَ لَهُمْ: «فَمَاذَا تُرِيدُونَ أَنْ أَفْعَلَ بِالَّذِي تَدْعُونَهُ مَلِكَ الْيَهُودِ؟» 13 فَصَرَخُوا أَيْضًا: «اصْلِبْهُ!» 14 فَقَالَ لَهُمْ بِيلاَطُسُ: «وَأَيَّ شَرّ عَمِلَ؟» فَازْدَادُوا جِدًّا صُرَاخًا: «اصْلِبْهُ!» 15 فَبِيلاَطُسُ إِذْ كَانَ يُرِيدُ أَنْ يَعْمَلَ لِلْجَمْعِ مَا يُرْضِيهِمْ، أَطْلَقَ لَهُمْ بَارَابَاسَ، وَأَسْلَمَ يَسُوعَ، بَعْدَمَا جَلَدَهُ، لِيُصْلَبَ.

 

إذ قضى السيد المسيح الليل كله في دار رئيس الكهنة يحتمل الإهانات وسط ظلمة أفكارهم الشريرة استقر الرأي أن يُسلم في يديّ الحاكم الروماني لقتله. يقول الإنجيلي: "وللوقت في الصباح تشاور رؤساء الكهنة والشيوخ والكتبة والمجمع كله، فأوثقوا يسوع، ومضوا به وأسلموه إلى بيلاطس" [1].

يا للعجب! قبضوا عليه وضمروا ضده لأنه لم يحقق لهم شهوة قلوبهم: الخلاص من المستعمر الروماني والسيادة الصهيونية في العالم، ولكي يقتلوه سلموه للحاكم الروماني بكونه مثير فتنة، يقيم نفسه ملكًا، ويحرض الشعب على عدم دفع الجزية لقيصر (لو 23: 1-2).

سلموه للحاكم الروماني ليقتله، فسلمهم الله لتيطس الروماني يحرق مدينتهم ويهدم الهيكل الذي ثاروا لأجله قائلين أنه سيهدمه... فتحقق فيهم قول المرتل داود: "أعطهم حسب فعلهم، وحسب شر أعمالهم، حسب صنع أيديهم أعطهم، ردّ عليهم معاملتهم" (مز 28: 4).

إذ جاءوا به إلى بيلاطس يوجهون له أخطر اتهام في ذلك الحين، إنه يقيم نفسه ملكًا، الأمر الذي لا يمكن للحاكم أن يتهاون فيه وإلا حُسب خائنًا لقيصر. لذلك "سأله بيلاطس: أنت ملك اليهود؟" [2]. "فأجاب وقال له: "أنت تقول" [2]. هكذا لم ينكر السيد المسيح مركزه كملكٍ، لكنه بحسب إنجيل يوحنا - أوضح لبيلاطس أنه ملك روحي، مملكته ليست من هذا العالم.

كان بيلاطس يتوقع أن يسمع حديثًا طويلًا من السيد المسيح فيه يدافع عن نفسه بشأن هذا الاتهام الذي عقوبته الموت، خاصة أنه يسمع عنه كمعلمٍ للجماهير في الهيكل وعلى الجبال وعلى الشواطئ، لا تنقصه البلاغة والقدرة عن الدفاع عن نفسه، لكن السيد المسيح التزم بالصمت، حتى سأله بيلاطس: "أما تجيب بشيء؟ انظر كم يشهدون عليك"، فلم يجيب يسوع أيضًا بشيء حتى تعجب بيلاطس [5].

يقول القديس أمبروسيوس: [أنه مثل رائع يدعو قلوب البشر أن تحتمل الإهانة بروح ثابتة. أتهم الرب وصمت! وكان في صمته محقًا لأنه لم يكن في حاجة أن يدافع عن نفسه. الدفاع عن النفس هو عمل الذين يخشون الهزيمة. أنه لا يؤكد الاتهام، إنما يستخف به بعدم تنفيذه. تُرى ماذا يخشى إن كان لا يريد أن يخلص نفسه، بل يود خلاص الجميع، مضحيًا بحياته ليقتني خلاصهم. لقد صمتت سوسنة وانتصرت (دا 13: 35)! إن أفضل القضايا هي التي تتبرر فيها دون دفاع(358)!]

يقول العلامة أوريجينوس: [كان مقتنعًا بأن حياته كلها وأعماله بين اليهود أفضل من أي كلام لدحض شهادة زور، وأسمى من أي كلام يقوله للرد على الاتهامات(359).]

كان صمت السيد المسيح يحمل قوة اجتذبت قلب بيلاطس فاشتاق أن يطلقه مقدمًا لليهود فرصًا كثيرة للتراجع، وإن كان من أجل الخوف خضع لمطلبهم. من بين هذه الفرص التي قدمها لهم الآتي:

St-Takla.org Image: Give us Barabbas. Charles Louis Muller. John 18:40 - from the Bible and Its Story book صورة في موقع الأنبا تكلا: أطلق لنا باراباس (بارباس)، رسم الفنان تشارلز لويس مولر - إنجيل يوحنا 18: 40 - من كتاب الكتاب المقدس وقصته

St-Takla.org Image: Give us Barabbas. Charles Louis Muller. John 18:40 - from the Bible and Its Story book

صورة في موقع الأنبا تكلا: أطلق لنا باراباس (بارباس)، رسم الفنان تشارلز لويس مولر - إنجيل يوحنا 18: 40 - من كتاب الكتاب المقدس وقصته

الفرصة الأولى: كان عادة يطلق لهم في كل عيد أسيرًا واحدًا من طلبوه [6]، فسألهم: "أتريدون أن أطلق لكم ملك اليهود؟ لأنه عرف أن رؤساء الكهنة قد أسلموه حسدًا" [9-10]. لكن رؤساء الكهنة هيجوا الجمع لكي يطلق لهم باراباس الموثق مع رفقائه في الفتنة ولا يطلق يسوع. هكذا كان الكأس يمتلئ أكثر فأكثر، إذ يشتاق الروماني أن يطلقه، أما هم فكانوا يصرون على قتله! يرى العلامة أوريجينوس(360) في إطلاق باراباس اللص وذبح السيد المسيح تحقيقًا لما جاء في سفر اللاويين عن يوم الكفارة العظيم (لا 16)، حيث يُطلق تيس في البرية يسمى باسم عزازيل ويذبح الآخر ويحسب من نصيب الرب. وفي نص منسوب للقديس جيروم يكرر فكرة العلامة أوريجينوس فيقول بأنه يوجد أمام بيلاطس تيسان، واحد يُطلق في برية الجحيم ترافقه خطايا الناس، والثاني يُذبح كحمل من أجل غفران الخطايا. باراباس من نصيب عزازيل، والمسيح هو الحمل الذي من نصيب الله.

الفرصة الثانية:عاد يسألهم من جديد لعلهم يراجعون أنفسهم، قائلًا لهم: "فماذا تريدون أن أفعل بالذي تدعونه ملك اليهود؟ فصرخوا أيضًا: اصلبه. فقال لهم بيلاطس: وأي شر عمل؟ فازدادوا جدًا صراخًا: أصلبه" [12-14]. يحدثهم بيلاطس بنطس بلغتهم فيدعو السيد المسيح "ملك اليهود"، فكان يليق بهم ألا يرفضوا هذا الملك السماوي لكنهم أصروا على رفضه طالبين صلبه، حتى بسقطتهم هذه انفتح الباب للأمم كقول الرسول بولس: "بذلتهم صار الخلاص للأمم لإغارتهم، فإن كانت ذلتهم غنى للعالم ونقصنهم غنى للأمم،فكم بالحري ملؤهم؟" (رو 11: 11-12).

كانوا عن حسد وجهالة يصرخون: "أصلبه"، ولم يدركوا أنهم يحققون بغير إرادتهم النبوات والرموز التي بين أيديهم. لم يدركوا أن بين أيديهم هابيل الذي وجده أخوه في الحقل فقتله بلا ذنب، دمه يصرخ لا للانتقام إنما لتطهير العالم. بين أيديهم إسحق الحامل خشب المحرقة ليقدمه أبوه ذبيحة محرقة. إنه موسى الحامل عصاه لا ليعبر بهم البحر الأحمر منطلقًا بهم نحو أورشليم، وإنما يعبر بهم الموت ليهبهم حياة جديدة فيه ويدخل بهم إلى حضن الآب.

إنه عنقود العنب الذي حمله يشوع على خشبة، لا كعربون لأرض الميراث، وإنما حياة أبدية لمن يتناول منه ويثبت فيه. إنه إليشع النبي الذي لما ألقى بخشبة في المياه ليطفوا الفأس الحديدي ويأتي به من العمق إنما ليرفع البشرية المثقلة بالخطايا ويطلقها من أعماق الجحيم، يسحبها بالصليب شجرة الحياة ليردها إلى الفردوس السماوي:

اشتهى اليهود صلب السيد المسيح للخلاص منه بالصليب، بينما كان الأنبياء يشتهون أن يجلسوا تحت ظل المصلوب، قائلين على لسان العروس: "تحت ظله اشتهيت أن أجلس وثمرته حلوة لحلقي" (نش 2: 3). هذا الصليب الذي سحب قلوب المؤمنين ليترنموا مع الرسول قائلين: "وأما من جهتي فحاشا لي أن أفتخر إلا بصليب ربنا يسوع المسيح الذي به قد صُلب العالم لي وأنا للعالم" (غل 6: 4).

St-Takla.org Image: Pilate could see the crowd was getting out of control. He washed his hands in front of them and declared, ‘I am innocent of this man’s blood. It is your responsibility.’ The crowd replied, ‘His blood be on us and our children.’ (Matthew 27: 24-25) (Mark 15: 15) (Luke 23: 24) (John 18) - "Jesus on trial before Herod and Pilate" images set (Matthew 27:11-26, Mark 15:1-15, Luke 23:1-25, John 18:28-40): image (15) - The Gospels, Bible illustrations by James Padgett (1931-2009), published by Sweet Media صورة في موقع الأنبا تكلا: "فلما رأى بيلاطس أنه لا ينفع شيئا، بل بالحري يحدث شغب، أخذ ماء وغسل يديه قدام الجمع قائلا: «إني بريء من دم هذا البار! أبصروا أنتم!». فأجاب جميع الشعب وقالوا: «دمه علينا وعلى أولادنا»" (متى 27: 24-25) - "فبيلاطس إذ كان يريد أن يعمل للجمع ما يرضيهم" (مرقس 15: 15) - "فحكم بيلاطس أن تكون طلبتهم" (لوقا 23: 24) - (يوحنا 18) - مجموعة "محاكمة يسوع أمام هيرودس وبيلاطس" (متى 27: 11-26, مرقس 15: 15-15, لوقا 23: 1-25, يوحنا 18: 28-40) - صورة (15) - صور الأناجيل الأربعة، رسم جيمز بادجيت (1931-2009)، إصدار شركة سويت ميديا

St-Takla.org Image: Pilate could see the crowd was getting out of control. He washed his hands in front of them and declared, ‘I am innocent of this man’s blood. It is your responsibility.’ The crowd replied, ‘His blood be on us and our children.’ (Matthew 27: 24-25) (Mark 15: 15) (Luke 23: 24) (John 18) - "Jesus on trial before Herod and Pilate" images set (Matthew 27:11-26, Mark 15:1-15, Luke 23:1-25, John 18:28-40): image (15) - The Gospels, Bible illustrations by James Padgett (1931-2009), published by Sweet Media

صورة في موقع الأنبا تكلا: "فلما رأى بيلاطس أنه لا ينفع شيئا، بل بالحري يحدث شغب، أخذ ماء وغسل يديه قدام الجمع قائلا: «إني بريء من دم هذا البار! أبصروا أنتم!». فأجاب جميع الشعب وقالوا: «دمه علينا وعلى أولادنا»" (متى 27: 24-25) - "فبيلاطس إذ كان يريد أن يعمل للجمع ما يرضيهم" (مرقس 15: 15) - "فحكم بيلاطس أن تكون طلبتهم" (لوقا 23: 24) - (يوحنا 18) - مجموعة "محاكمة يسوع أمام هيرودس وبيلاطس" (متى 27: 11-26, مرقس 15: 15-15, لوقا 23: 1-25, يوحنا 18: 28-40) - صورة (15) - صور الأناجيل الأربعة، رسم جيمز بادجيت (1931-2009)، إصدار شركة سويت ميديا

على أي الأحوال اشترك معهم بيلاطس وإن كان ليس عن اقتناع إنما لإرضائهم: "فبيلاطس إذ كان يريد أن يعمل للجمع ما يرضيهم أطلق لهم باراباس وأسلم يسوع بعدما جلده ليُصلب" [15]. أسلمه للجَلْد والإهانة لنسمع السيد يقول على لسان نبيه إشعياء: "بذلت ظهري للضاربين وخديّ للناتفين، وجهي لم أستر عن العار والبصق" (إش 5: 6). وكما يقول القديس أمبروسيوس: [جُلد هو لكي لا نجلد نحن.]

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

2. الاستهزاء به

16 فَمَضَى بِهِ الْعَسْكَرُ إِلَى دَاخِلِ الدَّارِ، الَّتِي هِيَ دَارُ الْوِلاَيَةِ،

وَجَمَعُوا كُلَّ الْكَتِيبَةِ.

17 وَأَلْبَسُوهُ أُرْجُوَانًا، وَضَفَرُوا إِكْلِيلًا مِنْ شَوْكٍ وَوَضَعُوهُ عَلَيْهِ،

18 وَابْتَدَأُوا يُسَلِّمُونَ عَلَيْهِ قَائِلِينَ: «السَّلاَمُ يَا مَلِكَ الْيَهُودِ!»

19 وَكَانُوا يَضْرِبُونَهُ عَلَى رَأْسِهِ بِقَصَبَةٍ، وَيَبْصُقُونَ عَلَيْهِ،

ثُمَّ يَسْجُدُونَ لَهُ جَاثِينَ عَلَى رُكَبِهِمْ.

20 وَبَعْدَمَا اسْتَهْزَأُوا بِهِ، نَزَعُوا عَنْهُ الأُرْجُوانَ

وَأَلْبَسُوهُ ثِيَابَهُ، ثُمَّ خَرَجُوا بِهِ لِيَصْلِبُوهُ. [16-20].

 

ما حدث معه خلال طريق الصليب لم يكن بلا معنى، فقد أعد الطريق لنفسه منذ الأزل في فكره لخلاصنا. من أجلنا احتمل الصليب بسرور مستهينًا بالخزي (عب 12: 2). يرى بعض المفسرين أن خلع ثيابه إلى حين ليلبس الثوب الأرجواني يشير إلى خلع اليهود الذين كانوا ملاصقين له حسب الجسد، أنكروه فخلعوا أنفسهم بأنفسهم عنه، حتى إن تابوا ورجعوا إليه بالإيمان بعيدًا عن الفكر المادي (الصهيوني) أي صاروا مسيحيين في أواخر الدهر يلتصقون به، كقول الرسول: "إن القساوة قد حصلت جزئيًا لإسرائيل إلى أن يدخل ملء الأمم" (رو 11: 25).

يحدثنا القديس أمبروسيوس عن الثوب الأرجواني، قائلًا: [أما الثوب الأرجواني الذي ألبسه له الجند، الرداء الأحمر، فيشير إلى نصرة الشهداء وإلى السلطان الملوكي. لأنه كان ينبغي لجسده أن يجمع لأجلنا الدم المسفوك ويهبنا بآلامه مُلكه فينا(361).]

St-Takla.org Image: But they insisted, ‘He stirs up the people all over Judea by His teaching. He started in Galilee and has come all the way here.’ (Matthew 27: 12) (Mark 15: 3) (Luke 23: 5) (John 18: 29-30) - "Jesus on trial before Herod and Pilate" images set (Matthew 27:11-26, Mark 15:1-15, Luke 23:1-25, John 18:28-40): image (5) - The Gospels, Bible illustrations by James Padgett (1931-2009), published by Sweet Media صورة في موقع الأنبا تكلا: "كان رؤساء الكهنة والشيوخ يشتكون عليه" (متى 27: 12) - "وكان رؤساء الكهنة يشتكون عليه كثيرا" (مرقس 15: 3) - "فكانوا يشددون قائلين: «إنه يهيج الشعب وهو يعلم في كل اليهودية مبتدئا من الجليل إلى هنا»" (لوقا 23: 5) - "فخرج بيلاطس إليهم وقال: «أية شكاية تقدمون على هذا الإنسان؟» أجابوا وقالوا له: «لو لم يكن فاعل شر لما كنا قد سلمناه إليك!»" (يوحنا 18: 29-30) - مجموعة "محاكمة يسوع أمام هيرودس وبيلاطس" (متى 27: 11-26, مرقس 15: 15-15, لوقا 23: 1-25, يوحنا 18: 28-40) - صورة (5) - صور الأناجيل الأربعة، رسم جيمز بادجيت (1931-2009)، إصدار شركة سويت ميديا

St-Takla.org Image: But they insisted, ‘He stirs up the people all over Judea by His teaching. He started in Galilee and has come all the way here.’ (Matthew 27: 12) (Mark 15: 3) (Luke 23: 5) (John 18: 29-30) - "Jesus on trial before Herod and Pilate" images set (Matthew 27:11-26, Mark 15:1-15, Luke 23:1-25, John 18:28-40): image (5) - The Gospels, Bible illustrations by James Padgett (1931-2009), published by Sweet Media

صورة في موقع الأنبا تكلا: "كان رؤساء الكهنة والشيوخ يشتكون عليه" (متى 27: 12) - "وكان رؤساء الكهنة يشتكون عليه كثيرا" (مرقس 15: 3) - "فكانوا يشددون قائلين: «إنه يهيج الشعب وهو يعلم في كل اليهودية مبتدئا من الجليل إلى هنا»" (لوقا 23: 5) - "فخرج بيلاطس إليهم وقال: «أية شكاية تقدمون على هذا الإنسان؟» أجابوا وقالوا له: «لو لم يكن فاعل شر لما كنا قد سلمناه إليك!»" (يوحنا 18: 29-30) - مجموعة "محاكمة يسوع أمام هيرودس وبيلاطس" (متى 27: 11-26, مرقس 15: 15-15, لوقا 23: 1-25, يوحنا 18: 28-40) - صورة (5) - صور الأناجيل الأربعة، رسم جيمز بادجيت (1931-2009)، إصدار شركة سويت ميديا

يعلق القديس مار يعقوب السروجي على هذه الأحداث قائلًا:

[عَرّاه الصالبون كالجزارين، أما هو فسكت يشبه النعجة قدام الجزازين.

ترك لباسه حين فرح، حتى يلبس الذين خرجوا من الفردوس عرايا!

يلبسهم ثيابه ويبقى هو في هزء، لأنه عرف أنها تصلح لآدم المفضوح!

عروا ثيابه وألبسوه ثوبًا قرمزيًا لون الدم، حتى يتزين به العريس المقتول!

ضفروا إكليل الشوك ووضعوه له، وهذا يليق به، إذ جاء ليقتلع الأشواك من الأرض!

حمل لعنة الأرض بالإكليل الذي وضعوه على رأسه، وحمل ثقل العالم كله كالجبار!

الخطايا والذنوب والأوجاع والآلام والضربات ضُفرت بالإكليل، وُوضعت على رأسه ليحملها!

وانحلت بالأشواك لعنة آدم!

صار لعنة حتى يتبارك به الوارثون الراجعون!

بإكليله خلع زرع الحية الملعون...!

بإكليل الشوك هدم تاج الشيطان الذي أراد أن يكون إلهًا على الخليقة!

بإكليل شوكه ضفر إكليلًا لابنة الأمم، العروس التي خطبها من بين الأصنام وكتبها باسمه...!

لطموا بالقصبة الرأس المرتفع فارتعبت الملائكة...!

انظر إلى المسيح، كيف احتمل من الآثمة؟

ذاك الجاهل كيف تجاسر وتفل في وجهه؟

نظرة مخوفة، مملوءة دهشة، أن ينظر الإنسان الشمع قائمًا ويتفل في وجه اللهيب...!

St-Takla.org Image: Pilate released Barabbas and handed over Jesus to be flogged and crucified. (Matthew 27: 26) (Mark 15: 15) (Luke 23: 25) (John 19: 1) - "Jesus on trial before Herod and Pilate" images set (Matthew 27:11-26, Mark 15:1-15, Luke 23:1-25, John 18:28-40): image (16) - The Gospels, Bible illustrations by James Padgett (1931-2009), published by Sweet Media صورة في موقع الأنبا تكلا: "حينئذ أطلق لهم باراباس، وأما يسوع فجلده وأسلمه ليصلب" (متى 27: 26) - "أطلق لهم باراباس، وأسلم يسوع، بعدما جلده، ليصلب" (مرقس 15: 15) - "فأطلق لهم الذي طرح في السجن لأجل فتنة وقتل، الذي طلبوه، وأسلم يسوع لمشيئتهم" (لوقا 23: 25) - "فحينئذ أخذ بيلاطس يسوع وجلده" (يوحنا 19: 1) - مجموعة "محاكمة يسوع أمام هيرودس وبيلاطس" (متى 27: 11-26, مرقس 15: 15-15, لوقا 23: 1-25, يوحنا 18: 28-40) - صورة (16) - صور الأناجيل الأربعة، رسم جيمز بادجيت (1931-2009)، إصدار شركة سويت ميديا

St-Takla.org Image: Pilate released Barabbas and handed over Jesus to be flogged and crucified. (Matthew 27: 26) (Mark 15: 15) (Luke 23: 25) (John 19: 1) - "Jesus on trial before Herod and Pilate" images set (Matthew 27:11-26, Mark 15:1-15, Luke 23:1-25, John 18:28-40): image (16) - The Gospels, Bible illustrations by James Padgett (1931-2009), published by Sweet Media

صورة في موقع الأنبا تكلا: "حينئذ أطلق لهم باراباس، وأما يسوع فجلده وأسلمه ليصلب" (متى 27: 26) - "أطلق لهم باراباس، وأسلم يسوع، بعدما جلده، ليصلب" (مرقس 15: 15) - "فأطلق لهم الذي طرح في السجن لأجل فتنة وقتل، الذي طلبوه، وأسلم يسوع لمشيئتهم" (لوقا 23: 25) - "فحينئذ أخذ بيلاطس يسوع وجلده" (يوحنا 19: 1) - مجموعة "محاكمة يسوع أمام هيرودس وبيلاطس" (متى 27: 11-26, مرقس 15: 15-15, لوقا 23: 1-25, يوحنا 18: 28-40) - صورة (16) - صور الأناجيل الأربعة، رسم جيمز بادجيت (1931-2009)، إصدار شركة سويت ميديا

وهذه أيضًا من أجل آدم حدثت، لأنه كان مستحقًا البصاق لأنه زلّ! وعوض العبد قام السيد يقبل الجميع(362)!]

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

3. في الطريق إلى الصليب

21 فَسَخَّرُوا رَجُلًا مُجْتَازًا كَانَ آتِيًا مِنَ الْحَقْلِ، وَهُوَ سِمْعَانُ الْقَيْرَوَانِيُّ أَبُو أَلَكْسَنْدَرُسَ وَرُوفُسَ، لِيَحْمِلَ صَلِيبَهُ. 22 وَجَاءُوا بِهِ إِلَى مَوْضِعِ «جُلْجُثَةَ» الَّذِي تَفْسِيرُهُ مَوْضِعُ «جُمْجُمَةٍ».

 

يروي لنا الإنجيليون عن تسخير رجل كان مجتازًا من الحقل وهو سمعان القيرواني أبو الكسندروس وروفس ليحمل صليبه، وجاءوا به إلى موضع جلجثة الذي تفسيره جمجمة (مر 15: 21).

إن كانت كلمة "سمعان" تعني "يسمع" أو "يطيع" وكلمة "قيروان" تعني "ميراثًا"، وهي مدينة أممية في ليبيا، فان سمعان القيرواني يشير إلى كنيسة العهد الجديد التي صارت وارثة خلال طاعة الإيمان، وقد جاءت من الأمم لكي تشارك مسيحها صليبه، وتنعم معه بهذا الشرف العظيم.

لقد حمل السيد المسيح صليبه (يو 19: 17) على كتفه علامة ملكه كقول إشعياء النبي: "وتكون الرئاسة على كتفه" (إش 9: 6)، وقد رُمز له بإسحق الذي حمل خشبة المحرقة إلى موضع الذبيحة (تك 22: 6). وفي الطريق إذ سقط السيد تحت ثقل الخشبة عدة مرات سخر الجندي سمعان القيرواني ليحمل الصليب، فصار يمثل الكنيسة التي تشارك عريسها آلامه لتنعم بقوة قيامته وشركة أمجاده السماوية.

جاءوا به إلى موضع جلجثة، الذي تفسيره "جمجمة" [22]، ويقال أن هناك دفن آدم. وكأن السيد المسيح قد ارتفع على شجرة ليهب حياة لآدم فاقد الحياة بسبب الشجرة. ويرى القديس كيرلس الأورشليمي أن هذه التسمية تذكرنا أن المصلوب هو "رأس كل رياسة وسلطان" (كو 2: 10)، تألم الرأس فوق موضع الجمجمة‍‍‍‍‍‍(363)!

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

4. تقديم خمر ممزوجة مرًا

"وَأَعْطَوْهُ خَمْرًا مَمْزُوجَةً بِمُرّ لِيَشْرَبَ، فَلَمْ يَقْبَلْ." [23].

 

كانت هذه عادة الرومان كنوعٍ من التخدير حتى لا يشعر المصلوب بكل ثقل الآلام، لكن الرب جاء ليحمل الآلام عنا بإرادته، ينحني نيابة عنا لهذا الثقل.

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

5. اقتسام ثيابه

"وَلَمَّا صَلَبُوهُ اقْتَسَمُوا ثِيَابَهُ مُقْتَرِعِينَ عَلَيْهَا: مَاذَا يَأْخُذُ كُلُّ وَاحِدٍ؟" [24].

 

إن كانت ثيابه تشير إلى الكنيسة جسد المسيح، فإن اقتسامها بين الجند الرومان دون تمزيقها، إنما يشير إلى الكنيسة الممتدة في الأمم، فهي ثياب كثيرة لكن يلزم أن تكون بلا تمزيق ولا انقسام. يقول القديس كيرلس الكبير :[أرجاء المسكونة الأربع اقتسمت بينها رداء الكلمة أي جسده الذي ظل أيضًا غير مقسم، ورمز إلية بالقميص. لأن الابن الوحيد يقسم جسده الذي يقدس به نفوس وأجساد الذين يتناولونه إلى أجزاء صغيرة حسب الاحتياج... إلا أن جسده واحد حي في الكنيسة كلها دون أن ينقسم، لأن بولس يقول أن المسيح لا يمكن أن ينقسم (1 كو 1: 13) وهذا هو معنى السرّ الخاص بالمسيح(364).]

يرى بعض الآباء في تقسيم الثياب بين الجند إشارة إلى تمتع كل الفئات بالإيمان الواحد، وهم الكهنة، والبتوليون، والأرامل، والمتزوجون.

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

6. صلبه بين لصين

25 وَكَانَتِ السَّاعَةُ الثَّالِثَةُ فَصَلَبُوهُ.

26 وَكَانَ عُنْوَانُ عِلَّتِهِ مَكْتُوبًا: «مَلِكُ الْيَهُودِ».

27 وَصَلَبُوا مَعَهُ لِصَّيْنِ، وَاحِدًا عَنْ يَمِينِهِ وَآخَرَ عَنْ يَسَارِهِ.

28 فَتَمَّ الْكِتَابُ الْقَائِلُ: «وَأُحْصِيَ مَعَ أَثَمَةٍ». [25-28].

 

حسب القديس مرقس بدأ الصلب منذ صرخ الشعب أمام بيلاطس "أصلبه"، وقد وافقهم بيلاطس على طلبهم. وإن كان رفعه على الصليب قد تم في وقت الساعة السادسة. لهذا يرى القديسان جيروم وأغسطينوس(365) أن القديس مرقس بقوله هذا حمل الشعب اليهودي مسئولية صلبه، صلبوه بألسنتهم قبل أن ينفذ الرومان حكمهم هذا!

كُتبت علته على الصليب "ملك اليهود"، ولم يكن ذلك جزافًا فقد تضايق اليهود وأرادوا أن يُكتب أنه قال عن نفسه أنه ملك اليهود، لكنهم لم يستطيعوا بالصليب أن ينزعوا عنه انتسابه لملكه، إذ جاء الصليب يقيم مملكته فينا! يقول القديس أمبروسيوس: [كان المسيح يسوع المصلوب، وكان مجده الملوكي يشع من فوق الصليب(366).]

يحدثنا القديس كيرلس الأورشليمي عن صلبه بين لصين، قائلًا:

[فيما يتعلق باللصين الذين صُلبا معه، كتب: "وأُحصِيَ مع آثمة" (إش 53).

كان كلاهما أثيمين قبلًا، ولكن أحدهما لم يعد كذلك.

الذي ظل أثيمًا رفض الخلاص إلى النهاية، وإذ كانت يداه موثقتين كان يضرب بلسانه مجدفًا...

ولكن الآخر كان ينتهره. كان هذا نهاية حياته وبداية توبته، فأسلم روحه وتلقى الخلاص، إذ أنه بعد أن وبخ رفيقه قال:

"اذكرني يا رب فإني إليك أصرخ.

أترك هذا لأني عيني فهمي مغلقتان، ولكن اذكرني.

لا أقول أذكر أعمالي فإنها تخيفني.

كل إنسان طيب نحو رفيق سفره، وأنا لا أقول اذكرني الآن، وإنما عندما تأتي في ملكوتك".

أية قوة أنارتك أيها اللص؟ من علمّك أن تعبد هذا المحتقر والمصلوب معك؟

أيها النور الأزلي الذي يضيء لمن هم في الظلمة(367).]

يقول القديس كيرلس الكبير: [عُلق معه لصان كما قلت، يسخران بالآلام التي تجلب خلاصًا للعالم كله، لكن واحدًا منها شابه في سلوكه اليهود الأشرار... وأما الآخر فأخذ اتجاهًا مختلفًا يستحق بحق إعجابنا، إذ آمن به وفي وسط معاناته المرة للعقوبة انتهز الصخب العنيف الذي لليهود وكلمات زميله المعلق معه (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). لقد اعترف بخطاياه وأنه بعدل جُزي، صار ديانًا لطرقه الشريرة لكي يغفر الله جريمته، إذ قيل "قلت أعترف للرب بذنبي، وأنت رفعت آثام خطيتي" (مز 32: 5). لقد حمل للمسيح شهادة غير ملومة، وبكت نقص اليهود لمحبة الله، وأدان حكم بيلاطس، قائلًا: "أما هذا فلم يفعل شيئًا ليس في محله" (لو 23: 41). يا له من اعتراف جميل...!لقد ربح ميراث القديسين، وصار اسمه مكتوبًا فوق في السماء، في سفر الحياة ذاك الذي حُكم عليه بالموت، وأُحصى مع سكان المدينة العلوية(368).]

يرى البعض أن اللصين يشيران إلى الشعبين اليهودي والأممي، أحدهما حُكم عليه بالموت خلال الناموس الموسوي، والثاني خلال الناموس الطبيعي، وقد صلب السيد المسيح بينهما ليضمهما معًا فيه كحجر زاوية للكنيسة الجامعة، مقدمًا دمه ثمنًا للوحدة فيه!

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

7. السخرية

29 وَكَانَ الْمُجْتَازُونَ يُجَدِّفُونَ عَلَيْهِ، وَهُمْ يَهُزُّونَ رُؤُوسَهُمْ قَائِلِينَ:

«آهِ يَا نَاقِضَ الْهَيْكَلِ وَبَانِيَهُ فِي ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ!

30 خَلِّصْ نَفْسَكَ وَانْزِلْ عَنِ الصَّلِيبِ!»

31 وَكَذلِكَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَهُمْ مُسْتَهْزِئُونَ فِيمَا بَيْنَهُمْ مَعَ الْكَتَبَةِ، قَالُوا:

«خَلَّصَ آخَرِينَ وَأَمَّا نَفْسُهُ فَمَا يَقْدِرُ أَنْ يُخَلِّصَهَا!

32 لِيَنْزِلِ الآنَ الْمَسِيحُ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ عَنِ الصَّلِيبِ، لِنَرَى وَنُؤْمِنَ!»

وَاللَّذَانِ صُلِبَا مَعَهُ كَانَا يُعَيِّرَانِهِ. [29-32].

 

اتفقت كل القوى على السخرية بالصليب، فكان المجتازون يجدفون ويهزون رؤوسهم، وأيضًا رؤساء الكهنة والكتبة حتى اللصان كان يعيرانه. إذ لم يكن ممكنًا لهم أن يدركوا سرّ الخلاص، ولا أن يتفهموا عمل الله. حسبوا الصليب نهايته، فصار في أعينهم مضللًا ومخادعًا لا يقدر على خلاص نفسه، فكيف يقيم نفسه ملكًا؟

لعل عدو الخير قد بدأ يدرك الخطر يحدق به حين ارتفع السيد على الصليب، وشعر السماء والأرض كلها تترقب الأحداث، فأسرع يحث تابعيه أن يطلبوا آية منظورة ألا وهي أن ينزل عن الصليب فيؤمنوا به،لكن السيد الذي رفض في أكثر من موقف أن يصنع آية استعراضية لم يعطِ اهتمامًا لسخريتهم التي تصير شاهدًا عليهم، ويحكم عليهم خلال تصرفاتهم ذاتها، من نواحٍ كثيرة، منها:

أولًا: كان المجتازون يجدفون قائلين: "يا ناقض الهيكل وبانيه في ثلاثة أيام"، فانتشرت هذه العبارة سريعًا خلال الأحداث، حتى متى تمت القيامة لا يستطيع أحد أن ينكر قوله أنه يقيم هيكل جسده في ثلاثة أيام! هكذا نشر المجدفون الشهادة لقيامته في أمرّ لحظات الصليب.

ثانيًا: اعترف رؤساء الكهنة مع الكتبة أنه "خلص آخرين"، وهذه شهادة القيادات اليهودية الدينية في لحظات الضعف عينها.

ثالثًا: قال هؤلاء المسئولون: "لينزل الآن المسيح ملك إسرائيل عن الصليب لنرى ونؤمن". في تعليق منسوب للقديس جيروم: [لقد رأوه قائمًا من القبر ومع ذلك لم يريدوا أن يؤمنوا أنه كان قادرًا أن ينزل من خشبة الصليب. أين هو افتقاركم للإيمان أيها اليهود؟ فإنني أستدعيكم أنتم أنفسكم قضاة لأنفسكم! كم بالأكثر يكون مستحقًا للدهشة أن يقوم ميت من بين الأموات عن أن يختار الحيّ أن ينزل من الصليب! لقد طلبتم أمرًا صغيرًا فحدث ما هو أعظم، لكن افتقاركم للإيمان لم يكن ممكنًا أن يُشفى بالآيات أكثر مما رأيتم(369).]

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

St-Takla.org Image: ‘What shall I do with Jesus who is called the Messiah?’ Pilate asked. ‘Crucify Him!’ came the reply. (Matthew 27: 22-23) (Mark 15: 12-14) (Luke 23: 22-23) (John 18) - "Jesus on trial before Herod and Pilate" images set (Matthew 27:11-26, Mark 15:1-15, Luke 23:1-25, John 18:28-40): image (14) - The Gospels, Bible illustrations by James Padgett (1931-2009), published by Sweet Media صورة في موقع الأنبا تكلا: "قال لهم بيلاطس: «فماذا أفعل بيسوع الذي يدعى المسيح؟» قال له الجميع: «ليصلب!» فقال الوالي: «وأي شر عمل؟» فكانوا يزدادون صراخا قائلين: «ليصلب!»" (متى 27: 22-23) - "فأجاب بيلاطس أيضًا وقال لهم: «فماذا تريدون أن أفعل بالذي تدعونه ملك اليهود؟» فصرخوا أيضا: «اصلبه!» فقال لهم بيلاطس: «وأي شر عمل؟» فازدادوا جدا صراخا: «اصلبه!»" (مرقس 15: 12-14) - "فقال لهم ثالثة: «فأي شر عمل هذا؟ إني لم أجد فيه علة للموت، فأنا أؤدبه وأطلقه». فكانوا يلجون بأصوات عظيمة طالبين أن يصلب. فقويت أصواتهم وأصوات رؤساء الكهنة" (لوقا 23: 22-23) - (يوحنا 18) - مجموعة "محاكمة يسوع أمام هيرودس وبيلاطس" (متى 27: 11-26, مرقس 15: 15-15, لوقا 23: 1-25, يوحنا 18: 28-40) - صورة (14) - صور الأناجيل الأربعة، رسم جيمز بادجيت (1931-2009)، إصدار شركة سويت ميديا

St-Takla.org Image: ‘What shall I do with Jesus who is called the Messiah?’ Pilate asked. ‘Crucify Him!’ came the reply. (Matthew 27: 22-23) (Mark 15: 12-14) (Luke 23: 22-23) (John 18) - "Jesus on trial before Herod and Pilate" images set (Matthew 27:11-26, Mark 15:1-15, Luke 23:1-25, John 18:28-40): image (14) - The Gospels, Bible illustrations by James Padgett (1931-2009), published by Sweet Media

صورة في موقع الأنبا تكلا: "قال لهم بيلاطس: «فماذا أفعل بيسوع الذي يدعى المسيح؟» قال له الجميع: «ليصلب!» فقال الوالي: «وأي شر عمل؟» فكانوا يزدادون صراخا قائلين: «ليصلب!»" (متى 27: 22-23) - "فأجاب بيلاطس أيضًا وقال لهم: «فماذا تريدون أن أفعل بالذي تدعونه ملك اليهود؟» فصرخوا أيضا: «اصلبه!» فقال لهم بيلاطس: «وأي شر عمل؟» فازدادوا جدا صراخا: «اصلبه!»" (مرقس 15: 12-14) - "فقال لهم ثالثة: «فأي شر عمل هذا؟ إني لم أجد فيه علة للموت، فأنا أؤدبه وأطلقه». فكانوا يلجون بأصوات عظيمة طالبين أن يصلب. فقويت أصواتهم وأصوات رؤساء الكهنة" (لوقا 23: 22-23) - (يوحنا 18) - مجموعة "محاكمة يسوع أمام هيرودس وبيلاطس" (متى 27: 11-26, مرقس 15: 15-15, لوقا 23: 1-25, يوحنا 18: 28-40) - صورة (14) - صور الأناجيل الأربعة، رسم جيمز بادجيت (1931-2009)، إصدار شركة سويت ميديا

8. حدوث الظلمة

"وَلَمَّا كَانَتِ السَّاعَةُ السَّادِسَةُ، كَانَتْ ظُلْمَةٌ عَلَى الأَرْضِ كُلِّهَا إِلَى السَّاعَةِ التَّاسِعَةِ." [33].

 

إذ ارتفع الخالق على الصليب بيدي خليقته التي أرادت الخلاص منه بجحودها، حرمت نفسها من شمس البرّ، فسادت الظلمة داخل القلوب، أعلنها احتجاب الشمس من وقت الساعة السادسة حتى التاسعة.

يذكر سفر التكوين أن آدم وحواء بعد السقوط "سمعا صوت الرب الإله ماشيًا في الجنة عند هبوب ريح النهار، فاختبأ آدم وامرأته من وجه الرب الإله في وسط شجر الجنة" (تك 3: 8)، أي عند الظهيرة، ويرى بعض المفسرين أنه سمع الحكم بالموت في وقت الساعة التاسعة. وكأنه في اللحظات التي اختفى فيها أبونا من وجه الرب وأدركا أنهما تحت حكم الموت، سادت الظلمة على الأرض ليحمل آدم الجديد ذات الحكم وهو معلق على الشجرة! لهذا فإن الظلمة هنا تشير إلى السلطان الذي أُعطى للظلمة على السيد المسيح إلى حين، كقوله: "هذه ساعتكم وسلطان الظلمة" (لو 22: 53).

في حديث العلامة ترتليان لليهود قال: [حدثت ظلمة في وسط النهار، وهكذا تحولت أعيادكم إلى نوح وجميع أغانيكم مراثي (عا 8: 10). فإنه بعد آلام المسيح أُخذتم كما إلى السبي والتشتت، كما سبق فأنبأ الروح القدس(370).]

يقول القديس كيرلس الكبير: [جعلوا عملهم تسليم رئيس الحياة للموت، فصلبوا رب المجد. لكنهم إذ سمروا رب الكل على الصليب انسحبت الشمس من فوق رؤوسهم والتحف النور في وسط النهار بالظلمة كما سبق فأنبأ عاموس بالوحي الإلهي (عا 5: 18)... وكانت هذه علامة واضحة لليهود أن أذهان صالبيه قد التحفت بالظلمة الروحية لأن "العمى قد حصل جزئيًا لإسرائيل" (رو 11: 25). وقد لعنهم داود في محبته لله، قائلًا: "لتظلم عيونهم عن البصر" (مز 69: 23). نعم، انتحبت الخليقة ذاتها ربها، إذ أظلمت الشمس، وتشققت الصخور، وبدأ الهيكل نفسه كمن اكتسى بالحزن، إذ انشق الحجاب من أعلى إلى أسفل. وهذا ما عناه الله على لسان إشعياء: "أُلبس السماوات ظلامًا وأُجعل المسح غطاءها" (إش 50: 3)(371).]

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

9. تسليم الروح

34 وَفِي السَّاعَةِ التَّاسِعَةِ صَرَخَ يَسُوعُ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ قَائِلًا:

«إِلُوِي، إِلُوِي، لِمَا شَبَقْتَنِي؟»

اَلَّذِي تَفْسِيرُهُ: إِلهِي، إِلهِي، لِمَاذَا تَرَكْتَنِي؟

35 فَقَالَ قَوْمٌ مِنَ الْحَاضِرِينَ لَمَّا سَمِعُوا:

«هُوَذَا يُنَادِي إِيلِيَّا».

36 فَرَكَضَ وَاحِدٌ وَمَلأَ إِسْفِنْجَةً خَلًا

وَجَعَلَهَا عَلَى قَصَبَةٍ وَسَقَاهُ قَائِلًا:

«اتْرُكُوا. لِنَرَ هَلْ يَأْتِي إِيلِيَّا لِيُنْزِلَهُ!»

37 فَصَرَخَ يَسُوعُ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ وَأَسْلَمَ الرُّوحَ. [34-37].

 

St-Takla.org Image: But the chief priests and elders incited the crowd to shout, ‘Crucify Him! Crucify Him!’ (Matthew 27: 22) (Mark 10: 13) (Luke 23: 21) (John 18) - "Jesus on trial before Herod and Pilate" images set (Matthew 27:11-26, Mark 15:1-15, Luke 23:1-25, John 18:28-40): image (12) - The Gospels, Bible illustrations by James Padgett (1931-2009), published by Sweet Media صورة في موقع الأنبا تكلا: "قال له الجميع: «ليصلب!»" (متى 27: 22) - "فصرخوا أيضا: «اصلبه!»" (مرقس 10: 13) - "فصرخوا قائلين: «اصلبه! اصلبه!»" (لوقا 23: 21) - 18) - مجموعة "محاكمة يسوع أمام هيرودس وبيلاطس" (متى 27: 11-26, مرقس 15: 15-15, لوقا 23: 1-25, يوحنا 18: 28-40) - صورة (12) - صور الأناجيل الأربعة، رسم جيمز بادجيت (1931-2009)، إصدار شركة سويت ميديا

St-Takla.org Image: But the chief priests and elders incited the crowd to shout, ‘Crucify Him! Crucify Him!’ (Matthew 27: 22) (Mark 10: 13) (Luke 23: 21) (John 18) - "Jesus on trial before Herod and Pilate" images set (Matthew 27:11-26, Mark 15:1-15, Luke 23:1-25, John 18:28-40): image (12) - The Gospels, Bible illustrations by James Padgett (1931-2009), published by Sweet Media

صورة في موقع الأنبا تكلا: "قال له الجميع: «ليصلب!»" (متى 27: 22) - "فصرخوا أيضا: «اصلبه!»" (مرقس 10: 13) - "فصرخوا قائلين: «اصلبه! اصلبه!»" (لوقا 23: 21) - 18) - مجموعة "محاكمة يسوع أمام هيرودس وبيلاطس" (متى 27: 11-26, مرقس 15: 15-15, لوقا 23: 1-25, يوحنا 18: 28-40) - صورة (12) - صور الأناجيل الأربعة، رسم جيمز بادجيت (1931-2009)، إصدار شركة سويت ميديا

بحسب الجسد كان السيد المسيح قد أُنهمك تمامًا، ولم يكن ممكنًا في ذلك الوقت أن يصرخ هكذا، لكنه صرخ ليُعلن أنه ما يتم الآن بين أيديهم ليس عن ضعف، بل تحقيقًا لعمله الإلهي الذي سبق فأعلنه بأنبيائه.

جاءت الكلمات "إلهي، إلهي، لماذا تركتني؟" لا تحمل لهجة اليأس كما قد يظن البعض فإن الابن لن ينفصل قط عن الآب، إنما أراد أن يبرز بشاعة الخطية التي حملها على كتفيه نيابة عنا، فجعلته كمن يسقط تحت الغضب وهو الابن المحبوب لديه.

بهذه الصرخة أيضًا يذكرهم بالمزمور الثاني والعشرين بكونها افتتاحيته، وقد جاء المزمور يصف أحداث الصلب. إنه بهذه الصرخة يقدم انذرًا أخيرًا لليهود كي يعيدوا النظر فيما يفعلون قبيل تسليم روحه، لعلهم يدركوا أنه المسيا محقق النبوات فيرجعون.

أما ظنهم أنه يطلب إيليا، فقد ارتبط شخص إيليا النبي بالمسيح كسابق له يهيئ له الطريق، ولأن اليهود كانوا يرون في إيليا المعين في السماء يشفع في المتضايقين والمظلومين، فهو يطلب شفاعته!

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

10. انشقاق حجاب الهيكل

"وَانْشَقَّ حِجَابُ الْهَيْكَلِ إِلَى اثْنَيْنِ، مِنْ فَوْقُ إِلَى أَسْفَلُ." [38].

 

لماذا انشق حجاب الهيكل عندما أسلم السيد المسيح الروح؟

أولًا: سبق فأعلن السيد المسيح أنه يسلم الروح بسلطان، ويتقبلها ثانية بسلطان وليس عن ضعف، إذ قال: "ليس أحد يأخذها مني، بل أضعها أنا من ذاتي، لي سلطان أن أضعها، ولي سلطان أن آخذها أيضًا" (يو 10: 8). وقد جاءت أحداث الصلب تعلن ذلك، إذ يقول القديس يوحنا الذهبي الفم: [هذه الصرخة شقت الحجاب وفتحت القبور وجعلت البيت خرابًا. فعل ذلك ليس إهانة للَّهيكل، وإنما إعلانًا عن أنهم غير مستحقين لسكناه، كما سبق فسلمه قبلًا للبابليين(372).]بصرخته أعلن سلطانه، فشق حجاب الهيكل، مؤكدًا حزن الهيكل على ما يفعله العابدون فيه، معلنًا رفضه لعبادتهم بعد أن لطخوا أيديهم بالدم البريء في قسوة وتجاسر وحسد!

ثانيًا: يقدم لنا الرسول بولس مفهومًا لاهوتيًا لانشقاق الحجاب في رسالته إلى العبرانيين ألا وهو انفتاح المقادس السماوية أمامنا بذبيحة الصليب. فالحجاب الذي يفصل قدس الأقداس عن القدس يشير إلى عجز الإنسان عن تمتعه بالأقداس الإلهية السماوية، وقد جاء السيد المسيح يفتح طريق السماء بدمه، ويدخل بنا إلى حضن أبيه ننعم بمقدساته. فمن كلماته: "الذي هو لنا كمرساة للنفس مؤتمنة وثابتة تدخل إلى ما داخل الحجاب، حيث دخل يسوع كسابقٍ لأجلنا صائرًا على رتبة ملكي صادق رئيس كهنة إلى الأبد" (عب 6: 19-20). مرة أخرى يقول: "ليس بدم تيوس وعجول بل بدم نفسه دخل مرة واحدة إلى الأقداس فوجد فداء أبديًا" (عب 9: 12؛ راجع عب 9: 10).

St-Takla.org Image: While this was going on Pilate’s wife sent him a message. ‘Don’t have anything to do with that innocent man, for I have suffered a great deal in a dream because of Him.’ It was the custom for a prisoner to be released at the Passover feast. So Pilate asked the crowd. ‘Who do you want released, Barabbas or Jesus?’ Barabbas had been imprisoned for leading a rebellion and for murder. ‘Barabbas,’ they shouted back. (Matthew 27: 19-21) (Mark 15: 6-11) (Luke 23: 17-21) (John 18: 38-40) - "Jesus on trial before Herod and Pilate" images set (Matthew 27:11-26, Mark 15:1-15, Luke 23:1-25, John 18:28-40): image (13) - The Gospels, Bible illustrations by James Padgett (1931-2009), published by Sweet Media صورة في موقع الأنبا تكلا: "وإذ كان جالسا على كرسي الولاية أرسلت إليه امرأته قائلة: «إياك وذلك البار، لأني تألمت اليوم كثيرا في حلم من أجله». ولكن رؤساء الكهنة والشيوخ حرضوا الجموع على أن يطلبوا باراباس ويهلكوا يسوع. فأجاب الوالي وقال لهم: «من من الاثنين تريدون أن أطلق لكم؟» فقالوا: «باراباس!»" (متى 27: 19-21) - "وكان يطلق لهم في كل عيد أسيرا واحدا، من طلبوه. وكان المسمى باراباس موثقا مع رفقائه في الفتنة، الذين في الفتنة فعلوا قتلا. فصرخ الجمع وابتدأوا يطلبون أن يفعل كما كان دائما يفعل لهم. فأجابهم بيلاطس: «أتريدون أن أطلق لكم ملك اليهود؟». لأنه عرف أن رؤساء الكهنة كانوا قد أسلموه حسدا. فهيج رؤساء الكهنة الجمع لكي يطلق لهم بالحري باراباس" (مرقس 15: 6-11) - "وكان مضطرا أن يطلق لهم كل عيد واحدا، فصرخوا بجملتهم قائلين: «خذ هذا! وأطلق لنا باراباس!» وذاك كان قد طرح في السجن لأجل فتنة حدثت في المدينة وقتل. فناداهم أيضًا بيلاطس وهو يريد أن يطلق يسوع، فصرخوا قائلين: «اصلبه! اصلبه!»" (لوقا 23: 17-21) - "قال له بيلاطس: «ما هو الحق؟». ولما قال هذا خرج أيضًا إلى اليهود وقال لهم: «أنا لست أجد فيه علة واحدة. ولكم عادة أن أطلق لكم واحدا في الفصح. أفتريدون أن أطلق لكم ملك اليهود؟». فصرخوا أيضًا جميعهم قائلين: «ليس هذا بل باراباس!». وكان باراباس لصا" (يوحنا 18: 38-40) - مجموعة "محاكمة يسوع أمام هيرودس وبيلاطس" (متى 27: 11-26, مرقس 15: 15-15, لوقا 23: 1-25, يوحنا 18: 28-40) - صورة (13) - صور الأناجيل الأربعة، رسم جيمز بادجيت (1931-2009)، إصدار شركة سويت ميديا

St-Takla.org Image: While this was going on Pilate’s wife sent him a message. ‘Don’t have anything to do with that innocent man, for I have suffered a great deal in a dream because of Him.’ It was the custom for a prisoner to be released at the Passover feast. So Pilate asked the crowd. ‘Who do you want released, Barabbas or Jesus?’ Barabbas had been imprisoned for leading a rebellion and for murder. ‘Barabbas,’ they shouted back. (Matthew 27: 19-21) (Mark 15: 6-11) (Luke 23: 17-21) (John 18: 38-40) - "Jesus on trial before Herod and Pilate" images set (Matthew 27:11-26, Mark 15:1-15, Luke 23:1-25, John 18:28-40): image (13) - The Gospels, Bible illustrations by James Padgett (1931-2009), published by Sweet Media

صورة في موقع الأنبا تكلا: "وإذ كان جالسا على كرسي الولاية أرسلت إليه امرأته قائلة: «إياك وذلك البار، لأني تألمت اليوم كثيرا في حلم من أجله». ولكن رؤساء الكهنة والشيوخ حرضوا الجموع على أن يطلبوا باراباس ويهلكوا يسوع. فأجاب الوالي وقال لهم: «من من الاثنين تريدون أن أطلق لكم؟» فقالوا: «باراباس!»" (متى 27: 19-21) - "وكان يطلق لهم في كل عيد أسيرا واحدا، من طلبوه. وكان المسمى باراباس موثقا مع رفقائه في الفتنة، الذين في الفتنة فعلوا قتلا. فصرخ الجمع وابتدأوا يطلبون أن يفعل كما كان دائما يفعل لهم. فأجابهم بيلاطس: «أتريدون أن أطلق لكم ملك اليهود؟». لأنه عرف أن رؤساء الكهنة كانوا قد أسلموه حسدا. فهيج رؤساء الكهنة الجمع لكي يطلق لهم بالحري باراباس" (مرقس 15: 6-11) - "وكان مضطرا أن يطلق لهم كل عيد واحدا، فصرخوا بجملتهم قائلين: «خذ هذا! وأطلق لنا باراباس!» وذاك كان قد طرح في السجن لأجل فتنة حدثت في المدينة وقتل. فناداهم أيضًا بيلاطس وهو يريد أن يطلق يسوع، فصرخوا قائلين: «اصلبه! اصلبه!»" (لوقا 23: 17-21) - "قال له بيلاطس: «ما هو الحق؟». ولما قال هذا خرج أيضًا إلى اليهود وقال لهم: «أنا لست أجد فيه علة واحدة. ولكم عادة أن أطلق لكم واحدا في الفصح. أفتريدون أن أطلق لكم ملك اليهود؟». فصرخوا أيضا جميعهم قائلين: «ليس هذا بل باراباس!». وكان باراباس لصا" (يوحنا 18: 38-40) - مجموعة "محاكمة يسوع أمام هيرودس وبيلاطس" (متى 27: 11-26, مرقس 15: 15-15, لوقا 23: 1-25, يوحنا 18: 28-40) - صورة (13) - صور الأناجيل الأربعة، رسم جيمز بادجيت (1931-2009)، إصدار شركة سويت ميديا

في نص منسوب للقديس جيروم جاء [انشق حجاب الهيكل وانفتحت السماوات.]

يقول القديس أمبروسيوس: [انشق حجاب الهيكل حتى تعبر نفوسنا وأرواحنا إلى الله وتراه وجهًا لوجه، وتعاين الأسرار الخفية(373).]

ثالثًا: لعل انشقاق حجاب الهيكل يعني انفتاح الباب للأمم، الذين لم يكن ممكنًا لهم أن يشتركوا مع اليهود في العبادة داخل الهيكل. هذا ما أعلنه الرسول بولس بقوله: "لأنه هو سلامنا الذي جعل الاثنين واحدًا، ونقض حائط سياج المتوسط، أي العداوة، مبطلًا بجسده ناموس الوصايا في فرائض، لكي يخلق الاثنين في نفسه إنسانًا واحدًا جديدًا صانعًا سلامًا، ويصالح الاثنين في جسد واحد مع الله بالصليب، قاتلًا العداوة به" (أف 2: 14-16).

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

11. إيمان قائد المئة

"وَلَمَّا رَأَى قَائِدُ الْمِئَةِ الْوَاقِفُ مُقَابِلَهُ أَنَّهُ صَرَخَ هكَذَا وَأَسْلَمَ الرُّوحَ، قَالَ: «حَقًّا كَانَ هذَا الإِنْسَانُ ابْنَ اللهِ!»" [39].

 

يا للعجب آمن قائد المئة الروماني بالسيد المسيح المصلوب حين رآه يصرخ ويسلم الروح، وكأنه قد أدرك خلال صرخته وتسليم روحه أنه لم يمت عن ضعف وإنما في قوة وبسلطان. يقول القديس أغسطينوس: [أظهرت نفس الشفيع أنه لم يكن لعقوبة الخطية سلطان عليها ليموت الجسد، إذ لم تترك الجسد بغير إرادتها إنما بإرادتها، فقد اتحدت النفس مع كلمة الله أقنوميًا(374).]

وجاء في نص منسوب للقديس جيروم: [آخرون صاروا أولين. الشعب الأممي اعترف، والشعب اليهودي الأعمى أنكر، فصار شرهم الأخير أقسى من الأول(375).]

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

12. التفاف النسوة حوله

40 وَكَانَتْ أَيْضًا نِسَاءٌ يَنْظُرْنَ مِنْ بَعِيدٍ،

بَيْنَهُنَّ مَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّةُ، وَمَرْيَمُ أُمُّ يَعْقُوبَ الصَّغِيرِ وَيُوسِي، وَسَالُومَةُ،

41 اللَّوَاتِي أَيْضًا تَبِعْنَهُ وَخَدَمْنَهُ حِينَ كَانَ فِي الْجَلِيلِ.

وَأُخَرُ كَثِيرَاتٌ اللَّوَاتِي صَعِدْنَ مَعَهُ إِلَى أُورُشَلِيمَ. [40-41].

 

 يقول العلامة أوريجينوس أنه قد يبدو ظهور ثلاث نساء ذكرن بالاسم هن مريم المجدلية ومريم أم يعقوب والثالثة التي دعاها متى "أم ابني زبدي" ودعاها مرقس "سالومة". على أي الأحوال بينما هرب التلاميذ من متابعة المصلوب ولو من بعيد، كانت النسوة يتبعنه، وصار لبعضهن شرف التمتع بالمسيح القائم من الأموات قبل التلاميذ. بهذا ردّ الإنجيل للمرأة كرامتها، وأعلن قدسيتها بعد نظرة مرة عاشها العالم لأجيال طويلة من جهتها.

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

13. دَفْنهُ

42 وَلَمَّا كَانَ الْمَسَاءُ، إِذْ كَانَ الاسْتِعْدَادُ، أَيْ مَا قَبْلَ السَّبْتِ، 43 جَاءَ يُوسُفُ الَّذِي مِنَ الرَّامَةِ، مُشِيرٌ شَرِيفٌ، وَكَانَ هُوَ أَيْضًا مُنْتَظِرًا مَلَكُوتَ اللهِ، فَتَجَاسَرَ وَدَخَلَ إِلَى بِيلاَطُسَ وَطَلَبَ جَسَدَ يَسُوعَ. 44 فَتَعَجَّبَ بِيلاَطُسُ أَنَّهُ مَاتَ كَذَا سَرِيعًا. فَدَعَا قَائِدَ الْمِئَةِ وَسَأَلَهُ: «هَلْ لَهُ زَمَانٌ قَدْ مَاتَ؟» 45 وَلَمَّا عَرَفَ مِنْ قَائِدِ الْمِئَةِ، وَهَبَ الْجَسَدَ لِيُوسُفَ. 46 فَاشْتَرَى كَتَّانًا، فَأَنْزَلَهُ وَكَفَّنَهُ بِالْكَتَّانِ، وَوَضَعَهُ فِي قَبْرٍ كَانَ مَنْحُوتًا فِي صَخْرَةٍ، وَدَحْرَجَ حَجَرًا عَلَى بَابِ الْقَبْرِ. 47 وَكَانَتْ مَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّةُ وَمَرْيَمُ أُمُّ يُوسِي تَنْظُرَانِ أَيْنَ وُضِعَ.

 

تجاسر يوسف الذي من الرامة وهو مشير شريف ودخل إلى بيلاطس يطلب جسد الرب يسوع، فتعجب بيلاطس أنه مات هكذا سريعًا، وإذ تأكد من قائد المئة أنه مات وهب ليوسف الجسد، فاشترى كتانًا وأنزله وكفنه بالكتان ووضعه في قبر منحوتًا في صخرة، ودحرج حجرًا على باب القبر. وكانت مريم المجدلية ومريم أم يوسى تنظران أين وُضع [43-47].

كان لا بُد من إنزال الجسد قبل الغروب، لأنه كان يوم الصلب هو "الاستعداد"، إذ اعتاد اليهود أن يلقبوا يوم الجمعة بالاستعداد، إذ فيه يستعدون ليوم السبت للراحة. في هذا اليوم صُلب السيد، في اليوم السادس. فكما أعد الله كل الخليقة في ستة أيام ليستريح في السابع، هكذا ارتفع على الصليب مجددًا خليقته في ذات اليوم السادس ليدخل بخليقته إلى سرّ الراحة الحقيقية.

لعل صلب السيد في اليوم السادس، يوم الاستعداد، يعلن التزامنا نحن فيه أن يحملنا الصليب إليه مادمنا في هذا العالم بكون حياتنا كلها هي يوم الاستعداد. نبقى معه على الصليب حتى النفس الأخير، فإذا ما غربت حياتنا الزمنية أرسل إلينا ملاكه، وكأنه بيوسف الرامي ليستريح جسدنا قليلًا حتى يقوم ثانية في يوم الرب العظيم.

لم يسمح الرب أن يكفنه التلاميذ حتى لا يقوم الاتهام بأنهم سرقوه دون دفنه، بل كفنه رجل شريف بار. وقد تأكد الكل من دفنه حينما خُتم القبر.

يعلق القديس أمبروسيوس على تكفين السيد بالقول:

St-Takla.org Image: Balsamodendron Myrrha Plant, El Morr صورة في موقع الأنبا تكلا: نبات شوك المر: بالساموديندرون ميرا

St-Takla.org Image: Balsamodendron Myrrha Plant, El Morr.

صورة في موقع الأنبا تكلا: نبات شوك المر: بالساموديندرون ميرا.

[كفن البار جسد المسيح بالطيب ولفه بالطيب! البرّ هو لباس الكنيسة (جسد المسيح) والبراءة هو جمالها. فألبس أنت أيضًا جسد الرب بمجده فتكون بارًا! إن آمنت بموته فكفنه بملء لاهوته، ادهنه بالمر والحنوط رائحة المسيح الذكية (2 كو 2: 15).

كفنه يوسف بكفنٍ جديدٍ، ربما كان هو الملاءة الجديدة التي رآها بطرس نازلة من السماء وقد حوت كل حيوانات الأرض ودوابها (أع 40: 11). فقد تكفنت بها الكنيسة سريًا ووحدت الشعوب المختلفة في شركة إيمانها...

وُضع في قبر جديد، في قبر يوسف إذ لم يكن للمسيح مقبرة خاصة به، لأن القبر يُقام من أجل الذين يتعرضون لقانون الموت، أما غالب الموت فليس له مقبرة ملكًا له.

موت المسيح له طابعه الخاص المختلف عن موت عامة البشر، لذا لا يُدفن مع آخرين، بل يُدفن في القبر وحده. فيتجسد الرب اتحد بكل البشرية لكنه وجد بعض الاختلاف. شابهنا في ميلاده، لكنه اختلف عنا في الحبل به من العذراء...

من هو يوسف هذا الذي وُضع المسيح في قبره؟ بالتأكيد هو ذاك البار الذي سلم للمسيح مقبرته ليجد ابن الإنسان أين يسند رأسه (لو 9: 58) وهناك يستريح...

الحنجرة هي قبر مفتوح (مز 5: 11)، هذه هي حنجرة الإنسان عديم الإيمان الذي ينطق بكلمات ميتة، لكنه يُوجد قبر في أعماق الإنسان يحفره البار ليدخل كلمة الله في قلوب الأمم بالإيمان...

يُوضع حجر على القبر حتى لا يكون مفتوحًا، لأنه متى كُفّن المسيح جيدًا في نفوسنا يجب حفظه بعناية كي لا نفقده.

كان القبر محفورًا في صخرة أي مؤسسًا على الإيمان بالله الثابت...

لا يستطيع كل أحد أن يكفن المسيح، لذا فالنساء التقيَّات بقين من بعيد، لكنهن كن ينظرن بعناية أين وُضع حتى يأتين إليه بالطيب ويسكبنه. ومع ذلك ففي محبتهن كن آخر من ترك القبر وأول من رجعن إليه(376).]

أخيرًا فإن دفن السيد المسيح بواسطة يوسف الرامي يمثل خبرة روحية تقوية يليق بنا أن نعيشها كل يوم. فيوسف هذا جاء من الرامة يقال أنها راماتيم صوفيم (1 صم 1: 1) وأنها رام الله الحالية، ولما كانت كلمة "رامة" في العبرية تعني مرتفعة، فإنه لا يستطيع أحد أن يتمتع بهذا الشرف ما لم يأتِ من المرتفعات السماوية، أي يكون من الرامة، ينعم بالحياة السماوية كموطنٍ له ومكان نشأته، إذ كيف يحمل على يديه جسد الرب ما لم يكن له السمة الروحية السماوية.

ما هو هذا الجسد الذي نحمله إلا حياتنا بكوننا أعضاء جسده نكفنها في الكتان، أي في النقاوة الحقيقية، ونطيّبها برائحة المسيح، وندخل بها إلى السيد المسيح نفسه، كما في داخل الصخرة، فتحمل حياتنا قوة قيامته، وتكون في صحبة الملائكة، كما كان الملائكة في قبر السيد.

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

(358) In Luc 22: 63.

(359) Adv. Celsus pref 1.

(360) In Lev. hom 9: 3.

(361) In Luc 23.

(362) الحب الإلهي، 1967، ص 432، 434.

(363) عظة 23:13.

(364) آلام المسيح وقيامته في إنجيل القديس يوحنا (تفسير يو 23:19، 24).

(365) St. Augustine: In Ioan tr 117:1.

(366) In Luc 23:33-49.

(367) عظة 13: 31.

(368) In Luc Ser. 153.

(369) Catena Aurea.

(370) An Answer to Jesus 10.

(371) In Luc hom 153.

(372) In Matt. hom 88.

(373) In Luc 23:33-49.

(374) De Trinit 4:13.

(375) Catena Aurea.

(376) In Luc 23:50-56.

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

← تفاسير أصحاحات إنجيل مرقس: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16

الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/pub_Bible-Interpretations/Holy-Bible-Tafsir-02-New-Testament/Father-Tadros-Yacoub-Malaty/02-Engil-Morkos/Tafseer-Engeel-Markos__01-Chapter-15.html

تقصير الرابط:
tak.la/9qc86h2