St-Takla.org  >   books  >   pope-sheounda-iii  >   god-and-man
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب الله والإنسان - البابا شنوده الثالث

18- علاقة الله بالإنسان أولها العطاء

 

الله أعطى، وهو باستمرار يعطي.

هو يعطي لنا. وبعطائه يعطينا أيضًا درسًا في العطاء.

هو يعطي بدون أن نطلب، ويعطي فوق ما نطلب، ويعطي بسخاء.

يعطي كأب يهتم بأولاده، ويعطي عطايا حسنة.

فما هي قصة العطاء في العلاقة بين الله والإنسان.

 

1- أول عطية لنا كانت نعمة الوجود.

نتذكر هذا الأمر في القداس الغريغورى. فنقول له "كونتني إذ لم أكن". ولو لم ينعم الله علينا بنعمة الوجود، لكنا في العدم. فأول عطية لنا، هي أن الله خلقنا...

والله لم يخلقنا لكي نمجده على الأرض.

فهو ليس في حاجة إلى تمجيدنا. وقبل أن يخلقنا كان ممجدًا من الطبيعة ومن الملائكة... وقبل خلق الطبيعة والملائكة، كان ولا يزال ممجدًا من صفاته الإلهية. تمجده عظمته اللانهائية. يمجده حضوره في كل مكان. يمجده أنه قادر على كل شيء. تمجده قداسته. ليس هو محتاجًا إلى خليقة تمجده. ولذلك نقول له في القداس أيضًا "لم تكن أنت محتاجًا إلى عبوديتى، بل أنا المحتاج إلى ربوبيتك".

إنما خلقنا الله من جوده وصلاحه. هو كان موجودًا وحده منذ الأزل. ولكن من فرط تواضعه، خلق كائنات توجد معه. من كرمه أنعم بالوجود على غير الموجود...

St-Takla.org                     Divider   فاصل موقع سانت تكلا دوت أورج للكنيسة المسيحية

2- من عطاء الله العجيب، أنه أعطانا صورته ومثاله.

هكذا خلق الإنسان على شبهه... على صورته في البر والقداسة، وعلى صورته في العقل والنطق والفهم، وفي الخلود... وعلى صورته أيضًا في حرية الإرادة. وأيضًا في السلطان، إذ سلط الإنسان على حيوانات البرية، وطير السماء وسمك البحر... (تك1).

St-Takla.org                     Divider   فاصل موقع سانت تكلا دوت أورج للكنيسة المسيحية

3- ومن عطاء الله أن مهد للإنسان كل سبل الراحة قبل خلقه.

خلق له الطبيعة أولًا: النور، والماء والنبات... ثم خلقه بعد ذلك. ولهذا نقول له في القداس الغريغورى أيضًا "رفعت السماء لي سقًا، ومهدت لي الأرض لكي أمشى عليها... من أجلي ألجمت البحر، واخضعت طبيعة الحيوان... لم تدعنى معوزًا شيئًا من أعمال كرامتك".

هذا الإنسان، خلق له الله الشمس تمنحه النور بالنهار، والقمر والنجوم لإضاءة الليل... وخلق له الطعام الذي يأكله، والطيور التي تغني في أذنيه، والطبيعة التي تمتعه بمناظرها. ومنحه أيضًا كل الطاقات التي تساعده على الحياة.

St-Takla.org                     Divider   فاصل موقع سانت تكلا دوت أورج للكنيسة المسيحية

St-Takla.org Image: Noah in the ark receiving a dove with an olive branch, private collection, Egypt, 1730 A.M. (2013-2014), Coptic art, used with permission - by Gerges Samir (Orthodox Iconographer). صورة في موقع الأنبا تكلا: أيقونة نوح البار في الفلك يستقبل حمامة بعود زيتون، مقتنيات خاصة، مصر، 1730 ش. (2013-2014 م. - والذي يوافق سنة 6255 حسب التقويم المصري القديم)، فن قبطي، موضوعة بإذن - رسم الفنان جرجس سمير: كاتب الأيقونة الأرثوذكسية

St-Takla.org Image: Noah in the ark receiving a dove with an olive branch, private collection, Egypt, 1730 A.M. (2013-2014), Coptic art, used with permission - by Gerges Samir (Orthodox Iconographer).

صورة في موقع الأنبا تكلا: أيقونة نوح البار في الفلك يستقبل حمامة بعود زيتون، مقتنيات خاصة، مصر، 1730 ش. (2013-2014 م. - والذي يوافق سنة 6255 حسب التقويم المصري القديم)، فن قبطي، موضوعة بإذن - رسم الفنان جرجس سمير: كاتب الأيقونة الأرثوذكسية

4- وأعطى الله للإنسان الصحة والقوة والجمال.

عندما خلق الله الإنسان كان في منتهى الجمال، والنقاوة أو الطهارة كانت تضفى عليه جملًا آخر. وكان جسمه قويًا في صحته. كلن خاليًا من الأمراض الجسدية والأمراض النفسية... كان كاملًا جسدًا ونفسًا وروحًا.

St-Takla.org                     Divider   فاصل موقع سانت تكلا دوت أورج للكنيسة المسيحية

5- وأعطاه الرب أيضًا سلطانًا على كل شيء.

نفس السلطان الذي أعطاه الله لآدم (تك28:1) أعطاه أيضًا لنوح. قال له نفس العبارة اثمروا واكثروا واملأوا الأرض. ولتكن خشيتكم ورهبتكم على كل حيوانات الأرض، وكل طيور السماء، مع كل ما يدب على الأرض، وكل أسماك البحر (تك1:9، 2). ورأينا نوح في الفلك ومعه كل وحوش الأرض وله سلطان عليها.

فإن كان الإنسان قد فقد سلطانه على الطبيعة، فذلك نتيجة الخطية.

ما كان الإنسان يأكل لحوم الحيوانات، وما كان يصيدها، وما كان يحبسها في أقفاص ليتفرج عليها الناس. لذلك لم تكن هناك عداوة بينها وبينه. فهي أيضًا ما كانت تفترسه، وما كانت تؤذيه. وكانت كلها أسرة واحدة برئاسة آدم، ويرعاها الله...

← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.

St-Takla.org                     Divider   فاصل موقع سانت تكلا دوت أورج للكنيسة المسيحية

6- أيضًا من عطايا الله للإنسان: البركة:

بارك الله آدم وحواء (تك28:1). وبارك نوحًا وبنيه (تك1:9). وبارك إبرام وقال له

"أباركك وأعظم اسمك، وتكون بركة... وتتبارك فيك جميع قبائل الأرض (تك2:12، 3)

وكانت بركة الله تعطي للشعب كله على جبل جرزيم (تث12:27). وتفاصيل كثيرة للبركة ذكرت في (تث28)، ولكنها كانت مشروطة بطاعة الرب. فقيل "تأتي عليك جميع هذه البركات وتدركك، إذا سمعت لصوت الرب إلهك..." (تث2:28-6).

ثم أرسل الله البركة للناس من أفواه الأنبياء ورجال الكهنوت، ومن افواه الآباء الكبار، ومن أفواه الوالدين.

St-Takla.org                     Divider   فاصل موقع سانت تكلا دوت أورج للكنيسة المسيحية

7- الله أيضًا أعطى الإنسان نعمة مصادقته:

كما كان أبونا إبراهيم. يدعوه البعض "خليل الله" أي صديقه.

حينما أراد الله أن يحرق سادوم، قال "هل أخفي عن إبراهيم ما أنا فاعله؟!" (تك17:18). وهكذا كشف له الأمر، وسمح له أن يناقشه فيه، وأن يقبل شفاعته في تلك المدينة المحكوم عليها... إنه صديقه.

وحينما أراد أن يفنى الشعب كله بعد عبادتهم للعجل الذهبي، لم يخف الأمر أيضًا عن موسى النبي، بل كشفه له، وسمح لموسى أن يرده عن الأمر (خر7:32-14). إنه صديقه الذي قال عنه لهارون ومريم (لما تَقَوَّلَا عليه): "إن كان منكم نبي للرب، فبالرؤيا استعلن له، في الحلم أكمله. أما عبدي موسى فليس هكذا. بل هو أمين في كل بيتي. فمًا إلى فم وعيانًا أتكلم معه، لا بالألغاز. وشبه الرب يعاين. فلماذا لا تخشيان على عبدي موسى؟!" (تك6:12-8). وضرب مريم بعقوبة جزاء لها...

St-Takla.org                     Divider   فاصل موقع سانت تكلا دوت أورج للكنيسة المسيحية

* ومن أعجب الأمثلة في الصداقة الإلهية: اخنوخ، الذي لخصت حياته في عبارة عجيبة هي "وسار اخنوخ مع الله، ولم يوجد لأن الله أخذه" (تك24:5). إنه صديقه، أخذه إليه إلى السماء، ولم يمت ذلك الأب العظيم، حتى الآن.

ليت موسى النبي العظيم كتب لنا شيئًا أكثر عن أبينا اخنوخ. غير أن يهوذا الرسول (غير الأسخريوطى) سجل لنا نبوءة قالها أبونا اخنوخ. فكتب "وتنبأ عن هؤلاء أيضًا اخنوخ السابع من آدم قائلًا: هوذا قد جاء الرب في ربوات قديسيه، ليصنع دينونة على الجميع..." (يه14، 15)...

إنها نبوءة لم تكتب في أسفار موسى، ولكن حفظها لنا التقليد حتى وصلت إلى ذلك الرسول، فسجلها لنا... وطبعًا اخنوخ عرف هذا الأمر من الله نفسه، الذي حدثه -كصديق- عن مجيئه الثاني في آخر الأيام.

St-Takla.org                     Divider   فاصل موقع سانت تكلا دوت أورج للكنيسة المسيحية

* وفي العهد الجديد، يتحدث الكتاب عن هذه الصداقة، فيقول "إذ كان قد أحب خاصته الذين في العالم، أحبهم حتى المنتهى" (يو1:13). وخاصته تعني أصدقاءه الذين يخصهم بأشياء أكثر من الباقين. ويقول لهم في موضع آخر لكنني قد سميتكم أحباء" [وفي الترجمة القبطية "أصدقاء"] (يو15:15)... إنها عِشرة وصداقة...

بل هناك ما هو أجمل من العشرة والصداقة، وهي المذاقة:

St-Takla.org                     Divider   فاصل موقع سانت تكلا دوت أورج للكنيسة المسيحية

8- أعطى الرب محبيه هذه المذاقة.

وهكذا قال داود النبي "ذوقوا وانظروا ما أطيب الرب" (مز8:34).

هذه العبارة "ذوقوا" لا تفهم بالعقل، وإنما تحسن بالروح... إنها تفهم فهمًا جوانيًا. أما العقل فيقف عندها مبهورًا...

St-Takla.org                     Divider   فاصل موقع سانت تكلا دوت أورج للكنيسة المسيحية

9- أعطى الرب أيضًا للبشرية نعمة البنوة:

أي أن يصيروا أبناء له. وعبارة "أبناء الله" ذكرت لأول مرة في (تك2:6). وأيضًا كان يخاطب الإنسان بقوله "يا ابني أعطني قلبك" (أم26:23). وإشعياء النبي خاطب الرب قائلًا "والآن يا رب أنت أبونا..." (أش8:65). وحتى في خطيئة البشر، قال الرب معاتبًا "ربيت بنين ونشأتهم. أما هم فعصوا عليَّ" (أش2:1).

وفي العهد الجديد تتضح أبوة الله للبشر وضوحًا أعمق. وما أكثر ما وردت عبارة (أبوكم السماوي في العظة على الجبل (مت5-8). وقد علمنا الرب أن نصلي قائلين "أبانا الذي في السموات" (لو2:11)(مت9:6).

St-Takla.org                     Divider   فاصل موقع سانت تكلا دوت أورج للكنيسة المسيحية

10- الرب أيضًا أعطى مختاريه الكرامة والمجد:

فقال لهم "مَن يكرمكم يكرمني"، "من يقبلكم يقبلني" (مت40:10) "إن كان أحد يخدمني، يكرمه الآب" (يو26:12).

أما عن المجد، فقيل "الذين سبق فعرفهم، سبق فعينهم ليكونوا مشابهين لصورة ابنه... وهؤلاء مجدهم أيضًا" (رو29:8، 30) وقال أيضًا "إن كنا نتألم معه، فلكي نتمجد أيضًا معه" (رو17:8).

بل ما أعجب قول الابن للآب "وأنا قد أعطيتهم المجد الذي أعطيتني" (يو22:17).

St-Takla.org                     Divider   فاصل موقع سانت تكلا دوت أورج للكنيسة المسيحية

11- وأعطانا أيضًا مجد القيامة، إذ نقوم في جسد ممجد:

كما قال عنه الرسول "الذي سيغير شكل جسد تواضعنا، ليكون على صورة جسد مجده" (في 21:3)، وشرح مجد هذا الجسد، الذي سوف يصير جسمًا روحانيًا وجسمًا سماويًا، يقام في مجد (1كو42:15-49).

St-Takla.org                     Divider   فاصل موقع سانت تكلا دوت أورج للكنيسة المسيحية

12- كذلك أعطى الله البشرية نعمة البقاء.

أعطاهم ذلك عن طريق الزواج، وعن طريق أنه خلقهم ذكرًا وأنثى، وقال لهم "اثمروا واكثروا وأملأوا الأرض" (تك27:1، 28) (تك1:9).

ولما أفنى العالم بالطوفان، أبقى لنا بقية في أسرة نوح، لكي بها يعطي البشرية نعمة الاستمرارية والبقاء على الأرض...

St-Takla.org                     Divider   فاصل موقع سانت تكلا دوت أورج للكنيسة المسيحية

13- وأعطى الله البشرية نعمة الخلود.

منحهم روحًا خالدة، وأنعم عليهم بالحياة الأبدية. وما أكثر ورود عبارة الحياة الأبدية في الكتاب المقدس. وقد قيل عن الدينونة للأشرار والأبرار "فيمضي هؤلاء إلى عذاب أبدي، والأبرار إلى حياة أبدية" (مت46:25). وقال الرب لمرثا "من آمن بي ولو مات فسيحيا. وكل من كان حيًا وآمن فلن يموت إلى الأبد" (يو25:11، 26). وهكذا حدثنا عن "إكليل الحياة" (رؤ10:2).

St-Takla.org                     Divider   فاصل موقع سانت تكلا دوت أورج للكنيسة المسيحية

14- ومن محبة الله للإنسان، أعطاه مواهب وعطايا صالحة:

وقال الكتاب "كل عطية صالحة، وكل موهبة تامة، هي من فوق، نازلة من عند أبي الأنوار" (يع17:1). وقد شرح القديس بولس الرسول هذه المواهب في إصحاح كامل (1كو12)، قال فيه "أنواع مواهب موجودة، ولكن الروح واحد"، "ولكنه لكل واحد يعطي إظهار الروح للمنفعة". وذكر أنواعًا من المواهب، ثم قال "هذه كلها يعملها الروح الواحد بعينه، قاسمًا لكل واحد بمفرده كما يشاء" (1كو4:12-11).

← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.

St-Takla.org                     Divider   فاصل موقع سانت تكلا دوت أورج للكنيسة المسيحية

* وهناك مواهب خاصة أعطاها الرب للبعض:

أعطى الرب لسليمان الحكمة، وأعطاه هيبة وجلالًا (1مل12:3، 13).

وأعطى القوة لشمشون (قض5:14، 6).

وأعطى بلعام موهبة الكشف، فكان رجلًا مفتوح العينين (عد15:24).

وأعطى البعض موهبة صنع المعجزات والعجائب كما للرسل.

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

15- وأعطى الرب للإنسان شرف العمل معه:

كما قال القديس بولس الرسول عن نفسه وعن زميله أبلوس "نحن عاملان مع الله" (1كو9:3).

أعطى الله هذه النعمة للأنبياء وللرسل، ولكل رتب الكهنوت وللخدام... أعطاهم "خدمة المصالحة، ليصالحوا الناس مع الله" (2كو18:5، 20). وأعطى الكهنوت أيضًا خدمة السرائر الإلهية "كخدام المسيح، ووكلاء سرائر الله" (1كو1:4).

وأعطاهم أن يقولوا كلمته ويشهدوا له (أع8:1) وقال لهم "لستم أنتم المتكلمين، بل روح أبيكم الذي يتكلم فيكم" (مت20:10).

وأعطى البعض أن يكونوا عمالًا في كرمه أو كرامين (مت23:21).

والله الذي نعمل معه، أو نعمل عمله، هو أيضًا يعمل فينا، ويعمل معنا، ويعمل بنا.

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

16- كل هؤلاء أعطاهم نعمة أخرى هي الدعوة الإلهية.

كما قال القديس بولس الرسول عن نفسه "... الله الذي أفرزنى من بطن أمى، ودعانى بنعمته" (غل15:1). وقال الروح القدس "افرزوا لي برنابا وشاول للعمل الذي دعوتهما إليه" (أع2:13). وقد دعا الرب رسله وتلاميذه (مت10؛ لو10). ومنذ القديم دعا الرب أبانا إبراهيم (تك12)...

والدعوة وصلت إلى كثيرين. بل إن الرب قد قال لأرميا "قبلما صورتك في البطن عرفتك، وقبلما خرجت من الرحم قدستك جعلتك نبيًا للشعوب" (أر5:1). وقال الرسول "الذين سبق فعرفهم، سبق فعينهم... وهؤلاء دعاهم أيضًا" (رو29:8، 30).

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

17- ومن عطايا الله للبشر، أعطاهم الملائكة لتكون في معونتهم.

* أعطاهم الملائكة لإرشادهم روحيًّا، كما قيل عن الملائكة "أليسوا جميعهم أرواحًا للخدمة، مرسلة للخدمة لأجل العتيدين أن يرثوا الخلاص" (عب14:1). ومن أمثلة عمل الملائكة في التعليم، أن الله أمر جبرائيل الملاك أن يفسر الرؤيا لدانيال النبي (دا16:8).

* نوع أخر من الملائكة أعطاهم الرب للإنسان لأجل الحفظ والأنقاذ. كما أرسل ملاكًا أنقذ بطرس من السجن (أع12)، وملاكًا فتح السجن لبولس في فيلبي (أع16). وكما أرسل ملاكًا لإنقاذ دانيال، فسد أفواه الأسود (جل22:6). وكما قيل أيضًا "ملاك الرب حال حول خائفيه وينجيهم" (مز7:34).

* وملائكة أخر أرسلهم الله للبشر لتبشيرهم ببشارة حسنة. كما أرسل ملاكًا ليبشر زكريا الكاهن بأنه سيكون له ولد عظيم أمام الرب، ومن بطن أمه يمتلئ من الروح القدس (لو12:1-15). وكما أرسل ملائكة ليبشروا بقيامة الرب (مت28) (لو24).

وخدمة الملائكة للبشر لها تفاصيل شتى، ليس الآن مجالها.

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

18- ومن عطايا الله للبشر: التقديس:

إذ أرسل روحه القدوس للناس ليسكن فيهم. وقال الرسول عن ذلك "أما تعلمون أن أجسادكم هي هياكل للروح القدس، وروح الله يسكن فيكم" (1كو3، 16). وننال هذه السكنى بالمسحة المقدسة (1يو20:2، 27) بزيت الميرون المقدس. وقد كانت هذه العطية تنال قبلًا بوضع اليد، كما حدث مع أهل السامرة (أع8)، ومع أهل أفسس (أع19).

St-Takla.org                     Divider   فاصل موقع سانت تكلا دوت أورج للكنيسة المسيحية

19- ومن عطايا الله لخلاصنا: التوبة.

فالله قد "أعطى الأمم التوبة" (أع18:11).

لأنه يعرف ضعف طبيعتنا، وأنه يمكن أن نسقط ونخطئ، أعطانا التوبة لكي تُمْحَى بها خطايانا. وكل من رجع عن طرقه الخاطئة يحيا ولا يموت. لأنه لا يسر بموت الخاطئ، مثل أن يرجع ويحيا (حز18).

St-Takla.org                     Divider   فاصل موقع سانت تكلا دوت أورج للكنيسة المسيحية

20- ومن عطايا الله لنا الرعاية والحماية.

كما يقول المرتل في المزمور "لولا أن الرب كان معنا، حين قام الناس علينا، لابتلعونا ونحن أحياء... نجت أنفسنا مثل العصفور من فخ الصيادين. الفخ انكسر ونحن نجونا. عوننا من عند الرب الذي صنع السماء والأرض" (مز7:123، 8).

وفي ذلك قال الرب للقديس بولس الرسول "... لا يقع بك أحد ليؤذيك" (أع10:18). وقال لأرميا النبي "يحاربونك ولا يقدرون عليك، لأني أنا معك -يقول الرب- لأنقذك" (أر19:1) وقال ليشوع بن نون "كما كنت مع موسى، أكون معك. لا أهملك ولا أتركك... تشدد وتشجع. لا ترهب ولا ترتعب. لأن الرب إلهك معك حيثما تذهب" (يش5:1، 9).

وقال عن الكنيسة "وأبواب الجحيم لن تقوَى عليها" (مت18:19).

St-Takla.org                     Divider   فاصل موقع سانت تكلا دوت أورج للكنيسة المسيحية

21- ولعل أعظم عطية أعطاها لنا الله هي الخلاص بالفداء.

"وهكذا أحب الله العلم، حتى بذل ابنه الوحيد. لكي لا يهلك كل من يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبدية" (يو16:3). وهكذا أيضًا أعطانا دمه الكريم على المذبح لمغفرة الخطايا. وأعطانا أيضًا المعمودية لننال بها استحقاقات دمه. وقال لنا من آمن واعتمد، خلص" (مر16:16).

St-Takla.org                     Divider   فاصل موقع سانت تكلا دوت أورج للكنيسة المسيحية

22- عمليًّا، لا نستطيع أن نحصى عطايا الله.

إنما ذكرنا كل ما ذكرناه، كمجرد أمثلة... يكفي الوعود التي قالها الرب لملائكة الكنائس السبع في سفر الرؤيا، للغالبين (رؤ2، 3).

فالذين ينكرون عطايا الرب، لهم عيون ولكنها لا تبصر.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/pope-sheounda-iii/god-and-man/giving.html

تقصير الرابط:
tak.la/rbjwh74