محتويات
* من الصعب التعرف على شخصية ديوجينيتس، وذلك لكثرة الذين حملوا هذا الاسم في القرون الأولى، إنما يظهر من الرسالة أنه إنسان وثنى شريف قد طلب من صديقه المسيحي أن يُخبره عن مفاهيم ديانته وطقوسها. جاء في الفصل الأول: "أنا عالم يا سيدي ديوجينيتس، باهتمامك العظيم الذي تظهره لتتعرف على المعلومات الدقيقة عن الإيمان المسيحي، لتطلع على حقيقة الإله الذي يؤمن به المسيحيون والعبادة التي يقدمونها له، وعما يدفعهم إلى احتقار محبة العالم، والاستهانة بالموت ويهمك أن تعرف لماذا لا يعترف المسيحيون بالآلهة التي يعترف بها اليونانيون ولا يلتفتون إلى خرافات اليهود وما هو سر حبهم لبعضهم البعض؟ وأيضًا لماذا لم يظهر هذا الشعب الجديد... إلا في هذه الأيام فقط؟
* ويرى بعض العلماء أنه ربما يكون هو معلم الإمبراطور مرقس أوريليوس.
* بينما يرى البعض الآخر أنه موظف في الإمبراطورية الرومانية شغل منصبًا كبيرًا فيها، أو أنه الإمبراطور أدريانوس نفسه.
* وأما الاسم ديوجينيتس فتعنى حامل السماء وهو أحد ألقابه الشرفية.
1- رأى فريق من العلماء أن واضع الرسالة هو القديس هيبوليتوس الروماني إذ أن الفصول 7، 11، 12 منها تذكرنا بما جاء في أعمال هذا القديس.
2- يرى فريق آخر أن كودراتوس (من ضمن الآباء المدافعين) هو واضع الرسالة، وأنها ليست إلا ذلك الدفاع المفقود له.
3- تدل الرسالة على علاقة قوية بين كاتبها والقديس كليمندس الإسكندري، لذا ربما يكون الكاتب المجهول، من دائرة تلاميذ كليمندس.
* الكاتب متميز في البلاغة وتركيب الجمل متكامل في الروعة مع توازن في الجمل والرقى وشفافية الأسلوب.
* كُتبت الرسالة غالبًا بين عاميّ 120 م.-150 م.
* يعتبر البعض الرسالة إلى ديوجين أو ديوجينيتس ضمن الكتابات الرسولية، ويصنفها البعض ضمن كتابات المدافعين، وهى رسالة نفيسة يكتنفها الغموض إذ نجهل كاتبها وتاريخ كتابتها ومكان الكتابة وشخصية المرسل إليه. فمؤرخو العلوم الكنسية المشاهير نظير يوسابيوس وجيروم، وجيناديوس وفوتيوس يجهلونها تمامًا... كل ما نعرف عنها هو أنها اكتشفت في القرن الخامس عشر، في حانوت من حوانيت القسطنطينية -حاليًا تُوجد صورة من الرسالة في مكتبة ستراسبورج ضمن كتابات القديس يوستينوس الشهيد- إذ أن النص الأصلي لها فُقد.
* نجده في مقدمة الرسالة "أنا أرى يا ديوﭽنيتس اهتمامك الشديد الذي يدفعك لكي تتعلم عن تقوى (عقيدة) المسيحيين ولاسيما أنك تسأل بعناية شديدة عن الإله الذي يعبدونه وإنك تسأل في تعجب أي نوع هي ثقافاتهم، وكيف لا يتكالبون على العالم ويستهينون بالموت ولا يعبدون الآلهة التي يعبدها هؤلاء اليونانيين ولاسيما خرافات اليهود، وما سر حبهم العميق لبعضهم البعض".
* تتميز الرسالة باللطف ورقة العاطفة، فهي درة ثمينة في مجموعة الدفاع عن الإيمان وشهادة صادقة لسمو المسيحية عن الوثنية واليهودية وتتسم أيضًا بالدقة في التفكير مع وضوح في التعبير، صاغها الكاتب في شكل أسئلة طرحها عليه صديقه ديوجينيتس.
* تتكون الرسالة من أثنى عشر (12) فصلًا.
الفصل الأول: غيرة ديوجينيتس وأسئلته.
الفصول من الثاني إلى الرابع: سمو المسيحية على الوثنية واليهودية.
الفصلين الخامس والسادس: العلاقة بين المسيحيين والعالم.
الفصلين السابع والثامن: أصل المسيحية الإلهي.
الفصل التاسع: تعليل سبب ظهور المسيحية متأخرًا.
الفصل العاشر: دعوة ديوجينيتس لقبول الإيمان.
الفصلين الحادي عشر والثاني عشر: يرى بعض الشراح أنهما دخيلين على الرسالة ويخصان عملًا آخر، ربما يكون من عمل القديس بنتينيوس عميد مدرسة الإسكندرية -أو من عمل القديس هيبوليتوس الروماني أو القديس ميليتيوس أسقف ساردس- وفيهما يوضح الكاتب العلاقة بين المعرفة والحياة. فالحياة النابعة من الله هي حياة حقيقية وبالتالي هذه الحياة بذاتها تؤدى إلى المعرفة الحقيقية.
* في الفصول من 2-4 يوضح الكاتب:
أ- سر عظمة وسمو المسيحية.
ب- تفوقها على عبادة الأوثان.
ج- تفوقها على العبادة الشكلية لليهودية.
د- نقده للوثنيين والعبادة اليهودية، هو نفسه المنهج الذي استعمله المدافعون اليونانيون في كتاباتهم.
* أفضل جزء في الرسالة ذلك الذي يذكر فيه الكاتب سمو وعمق حياة المسيحيين إذ هي فوق الطبيعة في الفصول (5-6).
1- المسيحيون ليسوا مميزين عن باقي الجنس البشرى، ولا في أي بلد، لا في الكلام ولا في العادات، وليس لهم لغة خاصة، لا يقطنون مدنًا خاصة، ولا يتميزون بشكل معين في الحياة.
2 - تعليمهم لم يُكتشف بواسطة عقل أو ذكاء أُناس مشغولين بالفكر وهم لا يدافعون مثل باقي الناس عن أي تعليم بشرى.
3 - هم يعيشون في المدن اليونانية، وغير اليونانية طبقًا لظروف كل منهم، إلا أنهم يتبعون عادات البلاد التي يعيشون فيها، في الملبس والمأكل، وكل ما يخص الحياة بوجه عام إلا أنهم يُظهرون بحياتهم وبأعمالهم ما في انتمائهم من سمو وإعجاب.
4 - يُقيمون في أوطانهم الخاصة ولكن كما لو كانوا غرباء، يتشاركون في كل شيء كمواطنين يتحملون كل الأعباء كأجنبيين، كل أرض غريبة (خارج الإمبراطورية) هي وطن لهم وكل وطن هو أرض غريبة لهم.
5 - يتزوجون مثل باقي الناس، وينجبون أطفالًا ولكنهم لا ينبذون أطفالهم.
6 - أنهم يُضيفون الغرباء، ولكنهم يحتفظون بالطهارة (المعنى الحرفي يُقدمون مائدتهم ولكنهم لا يُقدمون فراشهم بقصد الطهارة الكاملة).
7 - أنهم يَحيون في الجسد، ولكنهم لا يحيون حسب الجسد، أنهم يحيون على الأرض ولكنهم يتطلعون إلى مواطنة السماء.
8 - أنهم يطيعون الشرائع الوضعية، ولكن لهم حياتهم، ويسمون فوق كل الشرائع.
9 - يحبون كل الناس، ولكن الكل يضطهدونهم.
10 - يبدون كأنهم غير معروفين، ويحكمون عليهم بالموت ولكنهم بالموت يرجون الحياة.
11 - أنهم فقراء ولكنهم يغنون الكثيرين، يفتقرون إلى كل شيء وكل شيء فائض عندهم.
12 - يُعاملون كأنهم محتقرين، ولكن احتقار الناس لهم هو مجدهم.
13 - يتكلم الناس عنهم بافتراء، ولكنهم يبررون.
14 - يُشتمون فيباركون، يُهانون فيكرمون.
15 - يفعلون الصلاح ويُعاقبون أحيانًا كما لو كانوا أشرار، ولكنهم يفرحون بالعقاب كمن ينالون حياة.
16 - يحاربهم اليهود بشدة كأناس من الأمم (أو كأنهم سبط مختلف).
17 - واليونانيون يضطهدونهم وإذا سألت مبغضيهم عن سبب الاضطهاد والعداوة لا يقدمون سببًا.
1 - مثل النفس بالنسبة للجسد، هكذا المسيحيون بالنسبة للعالم.
2 - النفس منتشرة خلال كل أعضاء الجسد، والمسيحيون منتشرون في كل بلاد العالم.
3 - النفس تسكن الجسد، إلا إنها ليست من الجسد، والمسيحيون يسكنون في العالم إلا أنهم ليسوا من العالم.
4 - النفس غير مرئية لكنها تعمل وتظهر في جسد مرئي، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. المسيحيون معروفون في العالم ولكن معتقدهم يبقى غير معروف.
5 - الجسد يحارب النفس رغم أن النفس لا تؤذيه، يُحارب النفس ويكرهها لأنها تحول دون انغماسه في الملذات. والعالم يكره المسيحيون ليس لأنهم أساءوا إليه وإنما لأنهم يُعارضون ما فيه من ملذات أو مسرات.
6 - النفس تُحب الذي يكرهها، وهكذا المسيحيون يحبون الذين يكرهونهم.
7 - النفس سجينة الجسد، وهى التي تربط الجسد كله بعضه بعضًا (بدونها لا حياة للجسد) والمسيحيون في العالم كما لو كانوا في سجن، لكنهم سبب حياة العالم (إذ يربطون العالم ببعضه).
8 - النفس خالدة لا تموت تسكن في مسكن جسد مائت هكذا المسيحيون يسكنون وسط الفانيات، ولكنهم يتطلعون إلى عدم الفساد في السماء.
9 - النفس بإماتة ذاتها بالامتناع عن الطعام والشراب تنمو ويكون لها ذلك أفضل، هكذا المسيحيون عندما يضايقون يزدادون ويتكاثرون يوميًا.
10 - لقد أعطاهم الله وصفًا متميزًا، وهذا الشرف هو واجب لا يمكن أن يتخلوا عنه.
* في الأصحاحين 9،8 يعطى توضيحات مختصرة عن الأصل الإلهي للإيمان المسيحي الذي أنكشف بواسطة ابن الله من أجل إعلان الجوهر الإلهي. إن الملكوت ظهر على الأرض متأخرًا، لأن قصد الله أن يعلن حاجة البشرية لنوال الخلاص.
_____
(*) المراجع:
1- سلسلة آباء الكنيسة - الرسالة إلى ديوجينيتس - أ. أنطون فهمى - الإسكندرية 1992 م.
2- الآباء المدافعون الشماس الدكتور رشدي واصف بهمان.
3- الآباء المدافعون القمص مينا ونيس.
← انظر أيضًا ترجمة أخرى: رسالة ديوجينيتس - بولين تدري.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-athnasius-fahmy/patrology/deojenitos.html
تقصير الرابط:
tak.la/qf4dpqt