St-Takla.org  >   Full-Free-Coptic-Books  >   His-Holiness-Pope-Shenouda-III-Books-Online  >   50-Hayat-El-Touba-Wal-Nakawa
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب حياة التوبة والنقاوة - البابا شنودة الثالث

16- أنت عضو في جسد المسيح، من لحمه وعِظامه

 

إن الكنيسة هي جسد المسيح، والمسيح رأسها. ونحن -جماعة المؤمنين- هم الكنيسة. إذن فنحن جسد المسيح (أف 4: 11). بل إننا "أعضاء جسمه، من لحمه ومن عظامه" كما يقول الرسول (أف 5: 30).

St-Takla.org         Image: Grape Vine صورة: الكرمة، كرمة، شجرة عنب

St-Takla.org Image: Grape Vine

صورة في موقع الأنبا تكلا: الكرمة، شجرة عنب

كل عضو فيك، هو عضو المسيح. ولذلك ففي كلام الرسول عن خطية الزنى قال "ألستم تعلمون أن أجسادكم هي أعضاء المسيح. أفآخذ أعضاء المسيح وأجعلها أعضاء زانية؟! حاشا..." (1 كو 6: 15).

فكيف نخطئ ونحن جسد المسيح؟!

كيف نخطئ إلى الرب الذي يعتبرنا كشخصه تمامًا، كل ما يمسنا يمسه..؟! أليس أنه عندما عاتب شاول الطرسوسي، لم يقل "لماذا تضطهد المؤمنين". وإنما قال له "لماذا تضطهدني" (أع 9: 4)، لأنه يعتبرنا كشخصه تمامًا وعندما يطوِّب الرحماء في اليوم الأخير، سوف لا يقول لهم: أنتم أطعمتم الجياع وسقيتم العطاش، وإنما سيقول لهم "كنت جوعانًا فأطعمتموني، وعطشانًا فسقيتموني" (مت 25: 35). إلهنا هذا المحب، الذي يعتبرنا كشخصه تمامًا، كيف يمكن أن نخطئ إليه، ونجرح قلبه الحساس الحنون؟!

إن الشخص الخاطئ، إنما يقطع ذاته المسيح، لأن جسد المسيح مقدس كله...

وعضويتنا في جسد المسيح يوضحها قوله "أنا هو الكرمة، وأنتم الأغصان" (يو 15: 5)، فعصارة الكرمة تصعد وتسري إلى الأغصان فتمنحها الحياة... وكل غصن في الكرمة تكون له صورة الكرمة، وله ثمر الكرمة، وله طبيعة الكرمة، فهم صورة مصغره من الكرمة نفسها، وهو والكرمة شيء واحد.

فهل أنت غصن حقيقي في هذه الكرمة الإلهية؟ وهل أنت تصنع ثمرًا يليق بغصن حي؟ إن المفروض في أغصان الكرمة أن تعطي ثمارًا تماثلها، أن تثمر عنبًا يفرح الرب به ويشرب من نتاجه جديدًا في ملكوته الآب (مت 26: 29). ماذا تظنه كان يقصد عندما قال للمرأة السامرية "أعيني لأشرب" (يو 4: 7). أتراه كان يريد منها ماءًا، أم كان يريد أن يشربها هي، كان عطشانًا إلى نفسها ليضمها إلى ملكوته. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). كان يريد أن يشرب من نتاج الكرمة، من عصيره الذي سكبه في قلب تلك المرأة...

فهل تسري فيك عصارة الكرمة أيها الأخ المبارك؟ هل تتمشَّى عصارتها في كل عروقك، وتجعلك تورق وتثمر عنبًا أم شوكًا؟ فإن كنت تعطي شوكًا، فلست إذن عضوًا في الكرمة. ويقينًا أن العصارة التي تسري فيك ليست هي من الكرمة... اعلم إذن أن الغضب الذي لا يصنع ثمارًا، لا ينفع ولا يصلح بل يقطع ويلقي في النار (يو15: 6)...

وإذا قُطِع، لا يصبح بعد عضوًا في الكرمة... لقد انتهى أمره!!

إن الإنسان السائر في الخطية، هو غصن معاند، قد رفض عصارة الكرمة، رفض أن تسري في عروقه، فجف وسقط، أو قطع وألقي في النار. أما الصالح، فهو على العكس يفتح شرايينه جيدًا لكي تدخل فيها عصارة الكرمة، وبهذا ينتج ثمرًا فينقيه السيد الرب ليأتي بثمرًا أكثر...

ما هو نتائج الكرمة الذي تريد أن تشربه منا يا رب؟

هو ثمركم، أريد أن تغذي بثماركم، بثمر الروح فيكم (غل5: 22). هذا الثمر هو عمل الله فيكم. هو نتجه تمشي عصارتي في عروقكم. من أجل هذا إن تذكرتم على الدوام أنكم أغصان في كرمتي، وأعضاء في جسدي، فليس فقط سوف لا تخطئون، وغنما بالأكثر سوف تثمرون، وأفرح بثمركم.

هل عرفت يا أخي مقدارك العظيم، أنت لست فقط عضوًا في جسد المسيح إنما أيضًا:

أنت الذي تتناول جسد الرب ودمه...


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/Full-Free-Coptic-Books/His-Holiness-Pope-Shenouda-III-Books-Online/50-Hayat-El-Touba-Wal-Nakawa/Life-of-Repentance-and-Purity-016-Flesh.html

تقصير الرابط:
tak.la/c4d8wbw