St-Takla.org  >   Full-Free-Coptic-Books  >   His-Holiness-Pope-Shenouda-III-Books-Online  >   50-Hayat-El-Touba-Wal-Nakawa
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب حياة التوبة والنقاوة - البابا شنودة الثالث

15- أنت شريك للروح القدس، شريك للطبيعة الإلهية

 

St-Takla.org Image: Ancient fresco of the Holy Spirit, on a broken wooden board. صورة: لوحة حائطية أثرية تصور الروح القدس، على لوح خشبي مكسور.

St-Takla.org Image: Ancient fresco of the Holy Spirit, on a broken wooden board.

صورة: لوحة حائطية أثرية تصور الروح القدس، على لوح خشبي مكسور.

وهكذا فإنه من البركة التي يعطينا إياها بولس الرسول أن تكون "شركة الروح القدس، مع جميعنا" (2 كو 13: 14). هذه البركة التي نأخذها من الكنيسة في آخر كل اجتماع، وفي بداية القداس أيضًا.

أنت شريك للروح القدس، ليس في الجوهر، وإنما في العمل. إنه يعمل فيك، ويعمل معك، ويعمل بك، من أجل خلاص نفسك، ومن خلاص الناس، في نشر ملكوت الله، وفي بنيان جسد المسيح. أنت لا تعمل وحدك وإلا كنت معتمدًا على ذراعك البشري، "وإن لم يبن الرب البيت، فباطلًا تعب البناؤون" (مز 127: 1) الروح القدس هو يشترك معك في العمل... وهو لا يعمل وحده، وإنما يشركك معه، لتأخذ بركة... أنت شريك للروح القدس، شريك للطبيعة الإلهية، في العمل...

والروح القدس يعمل معك دائمًا للخير. وعندما تعمل الشر أو الخطية، إنما تعمل وحدك، وتكون قد رفضت شركة الروح القدس...

لذلك يقول الكتاب عن حالة الخطية "لا تحزنوا روح الله القدوس الذي به ختمتم" (أف 4: 30) ويقول أيضًا "لا تطفئوا الروح" (1 تش 5: 19) وإذا استمر الإنسان في حالة الخطية، فربما يتعرض لما خاف منه داود النبي حينما قال "روحك القدوس لا تنزعه مني" (مز 50: 11)..!!

يا أخي ما أعجب أن يُقْاَل عنك إنك "شريك الطبيعة الإلهية" (2 بط 1: 4)... بل ما أعجب أن يعاتبنا الرب بقوله أنكم آلهة، وبنمو العلي كلكم" (مز 82: 6)... يا لهذا المركز الكبير، ويا لهذه الشهادة العظيمة...! أو بعد هذا كله نخطئ؟ أيصح إله؟! ويتمرغ في الدنس، وفي التراب، وفي النجاسة...!

هل عندما تخطئ تكون شريكًا للطبيعة الإلهية؟! كلا، بل شريكًا للشيطان لأن الكتاب يقول "الذي يفعل الخطية هو من إبليس، لأن إبليس من البدء يخطئ. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). بهذا أولاد الله ظاهرون، وأولاد إبليس (ظاهرون)" (1 يو 3: 10). إننا عندما نخطئ ننسى مجدنا العظيم، ونفقد مراكزنا... ولذلك فإن الله بعد أن قال لنا "أنا قلت إنكم ألهه..." أكمل قائلًا "ولكنكم مثل البشر تموتون، وكأحد الرؤساء تسقطون" (مز 82: 7)... ومن هو هذا الرئيس الذي سقط؟ إنه الشيطان، الذي كان قبلًا رئيس ملائكة...!

إن الإنسان الذي يخطئ، هو إنسان لا يعرف مِقْدَار ذاته. لذلك قيل عن الخاطئ إنه جاهل. عجيب أنه بعدما أكل من شجرة المعرفة صار جاهلًا! لأنه التمس المعرفة بعيدًا عن الله، أو ألتمس معرفه تفصله عن الله. فلا يعرف ما هي ذاته ولا من هو الله، ولا ما هي العلاقة بينهما...

يا أخي، اعرف ذاتك، مَنْ أنت، حينئذ لا تخطئ...


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/Full-Free-Coptic-Books/His-Holiness-Pope-Shenouda-III-Books-Online/50-Hayat-El-Touba-Wal-Nakawa/Life-of-Repentance-and-Purity-015-Spirit.html

تقصير الرابط:
tak.la/c2wx2q2