St-Takla.org  >   Full-Free-Coptic-Books  >   His-Holiness-Pope-Shenouda-III-Books-Online  >   31-Lahout-Mokaran-1
 

كتب قبطية

كتاب اللاهوت المقارن (1) - البابا شنودة الثالث

90- الصور والأيقونات

 

ينكر البروتستانت ما في الكنيسة من صور وأيقونات (وما عند الكاثوليك من تماثيل). ويعتبرون كل ذلك ضد الوصية الثانية التي يقول فيها الرب "لا تصنع تمثالًا منحوتًا ولا صورة ما مما في السماء من فوق، وما في الأرض من تحت، وما في الماء من تحت الأرض. لا تسجد لهن ولا تعبدهن" (خر20: 4، 5) (تث5، 8، 9).

وقد قامت حرب ضد الأيقونات في القرن الثامن الميلادي من سنة 726 م أيام الإمبراطور ليو الثالث Leo III the Isaurian، واستمرت بضعة قرون وهدأت، ثم عادت مرة أخرَى في البروتستانتية منذ القرنين الخامس العشر والسادس عشر واستمرت في معتقداتهم حتى الآن.

St-Takla.org Image: Coptic Orthodox Church Iconostasis, Icons holder, St. Mark Coptic Orthodox Church, Johannesburg, South Africa - Photograph by Michael Ghaly for St-Takla.org, 2017 صورة في موقع الأنبا تكلا: صورة حامل الأيقونات (أيقونوستاسيس)، كنيسة مارمرقس القبطية الأرثوذكسية، جوهانزبيرج، جنوب أفريقيا - تصوير مايكل غالي لـ: موقع الأنبا تكلا هيمانوت، 2017

St-Takla.org Image: Coptic Orthodox Church Iconostasis, Icons holder, St. Mark Coptic Orthodox Church, Johannesburg, South Africa - Photograph by Michael Ghaly for St-Takla.org, 2017

صورة في موقع الأنبا تكلا: صورة حامل الأيقونات (أيقونوستاسيس)، كنيسة مارمرقس القبطية الأرثوذكسية، جوهانزبيرج، جنوب أفريقيا - تصوير مايكل غالي لـ: موقع الأنبا تكلا هيمانوت، 2017

والمتطرفون من البروتستانت يعتبرون الأيقونات من بقايا الوثنية!

ويلوموننا على إكرام الأيقونات وتقبيلها وإيقاد الشموع أمامها والسجود أمامها.

وسنحاول أن نرد على كل هذا، ونبين حكمة الكنيسة في وجود الأيقونات فيها وفائدة ذلك روحيًّا.

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

1) في الرد على موضوع الأيقونات ينبغي أن نضع أمامنا الآتي:

أ) الحكمة في الآية التي يستخدمونها. لماذا قيلت وما هدفها؟ وذلك لأن "الحرف يقتل" كما قال الرسول (2كو6:3).

ب) ما هي الآيات الأخرى التي إن وضعناها إلى جوار هذه الآية يتكامَل المعنى وندرك في وصية الله الروح وليس الحرف. وقد شرحنا كثيرًا من قبل خطورة استخدام الآية الواحدة.

 

2) ماذا كان هدف الرب من منع الصور والتماثيل؟

الهدف واضح وهو قول الرب "لا تسجد لهن ولا تعبدهن". فإن كان الغرض بعيدًا تمامًا عن العبادة، لا تكون الوصية قد كسرت.

ولا شك أن هذا المنع في الوصايا العشر، كان في عصر انتشرت فيه الوثنية، وكان هناك خوف على المؤمنين منها، حتى أنه كان من الممنوع نحت أي حجر حتى في البناء العادي، وحتى في تشييد المذابح.

 

3) ونحن نرى أن الله الذي أمر بعدم نحت أي صورة أو تمثال، هو نفسه الذي يأمر موسى (عند ضربة الحيات المحرقة) قائلًا له "اصنع لك حية محرقة، وضعها على راية فكل مَن لُدِغَ ونظر إليها يحيا" (عدد8:21). فصنع موسى هكذا، ولم تكن في ذلك مخالفة للوصية الثانية.

بل إن ربنا يسوع المسيح يعلمنا أن هذا العمل كان رمزًا لصليبه المقدس، فيقول "وكما رفع موسى الحية في البرية، هكذا ينبغي أن يُرفعابن الإنسان. لكي لا يهلك كل مَن يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية" (يو14:3).

 

4) وعندما أمر الرب موسى بصنع تابوت العهد، أمره بصنع كاروبين من ذهب فوقه قائلًا: "

وَتَصْنَعُ كَرُوبَيْنِ مِنْ ذَهَبٍ. صَنْعَةَ خِرَاطَةٍ تَصْنَعُهُمَا عَلَى طَرَفَيِ الْغِطَاءِ. فَاصْنَعْ كَرُوبًا وَاحِدًا عَلَى الطَّرَفِ مِنْ هُنَا، وَكَرُوبًا آخَرَ عَلَى الطَّرَفِ مِنْ هُنَاكَ... وَيَكُونُ الْكَرُوبَانِ بَاسِطَيْنِ أَجْنِحَتَهُمَا إِلَى فَوْقُ، مُظَلِّلَيْنِ بِأَجْنِحَتِهِمَا عَلَى الْغِطَاءِ، وَوَجْهَاهُمَا كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى الآخَرِ... وَأَنَا أَجْتَمِعُ بِكَ هُنَاكَ وَأَتَكَلَّمُ مَعَكَ، مِنْ عَلَى الْغِطَاءِ مِنْ بَيْنِ الْكَرُوبَيْنِ اللَّذَيْنِ عَلَى تَابُوتِ الشَّهَادَةِ.." (خر25: 17-22) (اقرأ مقالًا آخر عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات). وكان كذلك.

ولم يكن في نَحْت هذين الكاروبين مخالفة للوصية التي تأمر بعدم نحت تمثال منحوت مما في السماء من فوق. لأن الغرض لم يكن هو عبادة الملائكة ممثلين في هذين الكاروبين...

St-Takla.org Image: Saint Moses the Prophet and the Brazen serpent (Nehustan, a symbol for the Cross of Jesus Christ) icon, private collection, Egypt, 2008, Coptic art, used with permission - by Gerges Samir (Orthodox Iconographer) صورة في موقع الأنبا تكلا: أيقونة موسى النبي والحية النحاسية (رمز صليب السيد المسيح)، مقتنيات خاصة، مصر، 2008 م.، فن قبطي، موضوعة بإذن - رسم الفنان جرجس سمير: كاتب الأيقونة الأرثوذكسية

St-Takla.org Image: Saint Moses the Prophet and the Brazen serpent (Nehustan, a symbol for the Cross of Jesus Christ) icon, private collection, Egypt, 2008, Coptic art, used with permission - by Gerges Samir (Orthodox Iconographer)

صورة في موقع الأنبا تكلا: أيقونة موسى النبي والحية النحاسية (رمز صليب السيد المسيح)، مقتنيات خاصة، مصر، 2008 م.، فن قبطي، موضوعة بإذن - رسم الفنان جرجس سمير: كاتب الأيقونة الأرثوذكسية

بل على العكس تم نحت هذين التمثالين بأمر إلهي، كما تم نحت الحية النحاسية بأمر إلهي أيضًا...

 

5) وبنفس الأسلوب صنع سليمان في بناء الهيكل وتزيينه: "عَمِلَ... كَرُوبَيْنِ مِنْ خَشَبِ الزَّيْتُونِ، عُلُوُّ الْوَاحِدِ عَشَرُ أَذْرُعٍ. وَخَمْسُ أَذْرُعٍ جَنَاحُ الْكَرُوبِ الْوَاحِدُ، وَخَمْسُ أَذْرُعٍ جَنَاحُ الْكَرُوبِ الآخَرُ... قِيَاسٌ وَاحِدٌ، وَشَكْلٌ وَاحِدٌ لِلْكَرُوبَيْنِ... وَجَعَلَ الْكَرُوبَيْنِ فِي وَسَطِ الْبَيْتِ الدَّاخِلِيِّ، وَبَسَطُوا أَجْنِحَةَ الْكَرُوبَيْنِ... وَغَشَّى الْكَرُوبَيْنِ بِذَهَبٍ" (1مل6: 23-28).

 

6) ولم يقتصر الأمر على هذين الكاروبين، بل يقول الكتاب "وجميع حيطان البيت (بيت الرب) في مستديرها رسمها نقشًا بنقر كاروبين ونخيل وبراعم زهور من داخل وخارج" (1مل29:6). وعمل للباب مصراعين "ورسم عليهما نقش كاروبيم ونخيل وبراعم زهور وغشاهما بذهب" (1مل32:6). انظر أيضًا (1مل35:6).

وهكذا كان بيت الرب مزينًا بالصور والرسوم والتماثيل. وظل الناس يعبدون الرب. ولم يعبدوا هذه الصور والتماثيل، ولم يخالفوا الوصية الثانية... 

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

7) كذلك لم يكن تابوت العهد في كل احترام الكهنة والشعب والملوك له، يمثل شيئًا على الإطلاق من العبادة الوثنية. إن الكتاب يسجل لنا أنه بعد انهزام الشعب في عاي، أن يشوع بن نون خليفة موسى النبي يسجد أمام تابوت العهد إلى المساء هو وشيوخ إسرائيل، وصلَّى للرب (يش6:7). ولم يحدث أن الرب قال له (قد كسرت الوصية الثانية). بل على العكس كلمه الرب. وصنع معجزة في كشف عخان بن كرمي، ودفع الرب عاي إلى يد يشوع ورفع وجهه.

ولم يخطئ يشوع في السجود أمام تابوت الرب لأنه لم يكن يعبد التابوت بل الرب الذي يحل عليه ويكلمه من بين الكاروبين. وهكذا لم يخطئ داود النبي حينما احتفل برجوع التابوت بكل إكرام ورقص قدامه (2صم6: 12-15).

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

 8) وبالمثل، نقول إننا لا نعبد الصور ولا الأيقونات وإنما نكرمها. وفي ذلك نكرم أصحابها، حسب قول الرب لتلاميذه "إن كان أحد يخدمني يكرمه الآب" (يو26:12). فإن كان الآب يكرم قديسيه، ألا نكرمهم نحن؟!

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

9) ونفس الكلام نقوله عن الصليب، الذي قال عنه القديس بولس الرسول لأهل غلاطية "أنتم الذين أمام عيونكم قد رُسِمَ يسوع المسيح بينكم مصلوبًا" (غلا1:3).

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

10) ونحن نشكر الله أن إخوتنا البروتستانت يرفعون الصليب حاليًا فوق كنائسهم دون أن يعتبروه تمثالًا منحوتًا.

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

11) ونحن نشكر الله أن إخوتنا البروتستانت يوزعون صورًا في مدارس الأحد عن السيد المسيح، والملائكة والأنبياء، وفلك نوح بكل ما يحوي من حيوانات وكذلك صورة الراعي الصالح وغنمه، وصورة داود وهو يرعَى، وصورة إيليا والغربان تعوله، ولعازر المسكين والكلاب تلحس قروحه... وصورة بلعام  وصورة الشيطان وهو يجرب المسيح على الجبل.

ولا يتعبهم في كل ذلك شك من جهة كَسْر الوصية الثانية برسوم وصور مما فوق السماء، وما تحت الأرض...

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

12) إننا لا ننسَى تأثير الصور كدروس تشرح أحداث الكتاب، وأبطال الإيمان  فيه وفي التاريخ. وربما تترك الأيقونة تأثيرًا عميقًا في النفس أكثر مما تتركه العظة أو القراءة أو مجرد الاستماع...

وفي كل هذا تربط بين المؤمنين ههنا وملائكة السماء والأبرار الذين يعيشون في الفردوس. وتعطينا دفعًا داخليًّا قويًّا ننفذ فيه قول الرسول "اذكروا مرشديكم... تمثلوا بإيمانهم" (عب7:13).

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

13) ونحن في إكرام الصور، إنما نكرم أصحابها... حينما نقبل الإنجيل إنما نظهر حبنا لكلمة الله، ولله الذي أعطانا وصاياه لإرشادنا. وحينما نسجد للصليب فإنما -كما قال أحد الآباء- نسجد للمصلوب عليه. وفي كل ذلك لا تنطبق علينا مطلقًا عبارة "لا تسجد لهن ولا تعبدهن".

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

14) والمعروف أن الأيقونات ترجع إلى العصر الرسولي نفسه. ويقال إن القديس لوقا الإنجيلي كان رسامًا وقد رسم صورة أو أكثر للسيدة العذراء مريم.

ويروي التقليد أيضًا قصة عن انطباع صورة للسيد المسيح فوق منديل والذي يتتبع التاريخ يجد أن أقوَى عصور الإيمان كانت حافلة بأيقونات يوقرها الناس، دون أن تضعف إيمانهم بل على العكس كانت تقويه.

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

15) لماذا نحرم الفن ورجاله من المساهمة في تنشيط الحياة الروحية للناس، بما تتركه الصور في نفوسهم من مشاعر روحية، وما تقدمه لم من حياة القديسين وتأثيرها.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/Full-Free-Coptic-Books/His-Holiness-Pope-Shenouda-III-Books-Online/31-Lahout-Mokaran-1/Comparative-Theology-90-CH11-06-Icons.html

تقصير الرابط:
tak.la/kw7s33h