St-Takla.org  >   Full-Free-Coptic-Books  >   His-Holiness-Pope-Shenouda-III-Books-Online  >   02-Spiritual-Articles
 

كتب قبطية

كتاب مقالات روحية نشرت في جريدة الجمهورية - البابا شنودة الثالث

26- ثياب الحِملان

 

لقد نصحنا السيد المسيح أن نحترس قائلًا: "يأتونكم في ثياب الحملان، وهم ذئاب خاطفة". فما هي إذن ثياب الحملان؟

 

ثياب الحملان، هي لون من الخداع، أو من التغطية، أو من الرياء، يُخفي به الإنسان حقيقته الخاطئة.

يمكن أن ينطبق هذا الوصف على العدو الذي يلبس ثياب الأصدقاء، أو على الخاطئ الذي يتظاهر بالبر، ويمكن أن ينطبق على المرائين الذين قال عنهم السيد المسيح إنهم: "يشبهون القبور المبيضة من الخارج، وفي الداخل عظام نتنة"...

وثياب الحملان يمكن أن يلبسها الشيطان نفسه. فالشيطان يتقن أساليب الخداع ويستطيع أن يظهر إن أراد في هيئة ملاك من نور، أو في صورة أحد الأنبياء أو القديسين، أو في هيئة روح من أرواح الموتى. وقد يتخذ له أي اسم من الأسماء وأي شكل، وأي صوت... يستطيع الشيطان أن يظهر في رؤى كاذبة، أو في أحلام كاذبة، ويوجه الإنسان بطريقة ما.

St-Takla.org Image: Return of the Flock, painting by Cornelis van Leemputten. صورة في موقع الأنبا تكلا: عودة القطيع - لوحة للفنان كورنيليس فان ليمبوتين.

St-Takla.org Image: Return of the Flock, painting by Cornelis van Leemputten.

صورة في موقع الأنبا تكلا: عودة القطيع - لوحة للفنان كورنيليس فان ليمبوتين.

لذلك ينبغي أن يكون الإنسان حريصًا وحكيمًا وله موهبة التمييز. وكما قال الكتاب: "ميزوا الأرواح"... وإن لم يكن للإنسان هذه الموهبة حينئذ تنفعه المشورة الصالحة حينما يذهب إلى أحد المختبرين ويستشيره في أمثال هذه الأمور ليكشفها له. لأن الشياطين استطاعت أن تضل كثيرين صدقوا خداعها ولم يكتشفوها لأنها كانت تلبس ثياب الحملان...

على أن تعبير "ثياب الحملان" يمكن أن ينطبق أيضًا على الرذائل التي تلبس ثياب الفضائل، وعلى الأخطاء التي تتسمَّى بغير أسمائها...

إن الخطية قد تحارب الأشرار مكشوفة وصريحة، ولكنها لا تحارب الأبرار والقديسين هكذا، لأنهم لو عرفوا أنها خطية لرفضوها. لذلك فإن الشيطان عندما يحاربهم بخطية معينة، قد يلبسها ثوب الفضيلة، أو يعطيها اسمًا يريح الضمير. وهكذا يضل غير الحكماء وغير العارفين. ومثل هذا التضليل يمكن أن يكشفه المرشد الروحي...

وقد تستخدم الأسماء المُستعارة التي تلبسها الخطية بواسطة أشخاص يعرفون تمامًا أنهم مخطئون. ولكنهم يخفون أخطاءهم بثياب الحملان حتى لا يخجلوا أمام الآخرين، وحتى لا ينكشفوا.

ثياب الحملان إذن قد يقع فيها البعض عن طريق الجهل، وقد يلبسها البعض عن طريق الخداع أو الرياء (اقرأ مقالًا آخر عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات)... وأمثال هؤلاء المرائين إن استطاعوا أن يخدعوا غيرهم إلا أنهم مكشوفون أمام الله، وأمام ضمائرهم... وأحيانًا يصل بهم الاستهتار إلى أن يتهكموا على الأبرياء المساكين الذين انطلى عليهم الخداع...

وثياب الحملان يستخدمها العقل أحيانًا لتبرير سلوك النفس... إن العقل لا يكون في كل وقت عقلًا صرفًا، أو حقًا خالصًا... وإنما كثيرًا ما يكون العقل خادمًا مطيعًا لرغبات النفس... يحاول أن يبرر شهوات هذه النفس، وأن يبرر سلوكها، حتى لا تبدو مدانة أمام الضمير... وهكذا يعطي الخطايا والنقائص أسماء مقبولة غير أسمائها الحقيقية...

وسنحاول أن نضرب لذلك أمثلة:

فالاستهتار مثلًا قد يلبس ثياب الحملان ويأخذ اسم الحرية. وكلمة الحرية كلمة جميلة لا يجادل أحد في سمو معناها.

وتحت اسم الحرية يفعل الإنسان ما يشاء مستخدمًا هذا الاسم الجميل في فعل ما لا يليق، ناسيًا أن الحرية معناها الحقيقي هي تحرر النفس من الأخطاء ومن الشهوات المعيبة فالشخص الحر هو الذي لا تستعبده عادة رديئة، أو شهوة بطالة أو طبع فاسد. وليس معنى الحرية أن نكسر وصايا الله، ونقول إننا أحرار نفعل ما نشاء. هذا الذي يدعى انه حر، هو في حقيقته مستعبد للشيطان... قد ألبس الاستهتار ثياب الحملان وأعطاه اسم الحرية...

كذلك قد تلبس الشهوة ثياب الحملان وتتسمَّى باسم الحب... والحب كلمة جميلة تنال توقير الجميع، ولكن هل كل ما يُسَمَّى حبًا هو حب في حقيقته؟ ألا يجوز أن خطية ما تخشى أن تكشف عن حقيقتها الفاسدة، فتلبس ثياب الحملان وتتسمَّى بهذا الاسم الجميل؟! ألا يجور أن شابًا يصادق فتاة صداقة غير بريئة مملوءة بالأخطاء الواضحة، ويُسَمِّي هذه العلاقة خطأ باسم الحب، وهي بعيدة عنه كل البعد.

فالذي يحب فتاة محبة حقيقية، المفروض فيه أن يحب لها الخير، فلا يسيء إلى عفتها، ولا يسيء إلى طهارتها، ولا يسيء إلى سمعتها... وإن أتلف طهارة هذه الفتاة، وأفقدها بساطتها، وأدخلها في خبرات خاطئة، وشغل عقلها، وضيع وقتها أو مستقبلها، وعلمها الكذب على أهلها، وعودها العمل المستتر في الخفاء... فلا يصح أن يقول مع كل ذلك أنه يحبها...! الذي يحب ينبغي أن يكون طريقه سليمًا وواضحًا ويعمل في النور لا في الظلام. ولا يصح أن يكون الحب مجرد ثياب حملان تخفي في داخلها ذئاب "ذئاب خاطفة".

كذلك قد تلبس القسوة ثياب الحملان وتتسمَّى باسم الحزم. فقد تعاتب أبًا قاسيًا يسوم أولاده ألوان العذاب فيبرر موقفه بأنه ليس قاسيًا، وإنما هو حازم. ويطلق على هذا التعذيب اسم التأديب أو التربية، ويقول إنه شديد في تربية أولاده، بينما تكون قسوته بعيدة كل البعد عن أساليب التربية، وقد تأتي بعكس ما يريد، وينشأ أولاده معقدين... ولكنها ثياب الحملان التي تحاول أن تخفي وحشية الأب وقسوته...

وفي الناحية المضادة قد يلبس ضعف الشخصية ثوب الطيبة والوداعة. وتحت اسم الطيبة قد يتلف أب أولاده، وقد يتلف رئيس أو مدير كل الهيئة التي يعمل فيها لكونه متساهلًا معيبًا مع مرؤوسيه يطلق عليه اسم الطيبة. والمفروض أن يكون الإنسان لطيفًا في غير ضعف، وحازمًا في غير عنف. وقد يعاقب ويكون طيب القلب في عقوبته، وقد يعفو ويكون حازمًا خلال عفوه... هكذا تكون الشخصية المتكاملة...

وثياب الحملان قد يلبسها البعض في معاملاتهم للآخرين. فقد يسلك إنسان في أسلوب من التملق والمداهنة، فإن عاتبته على ذلك، قال لك إن هذا نوع من السياسة، أو من الحكمة، أو من كسب الأصدقاء. بينما يستطيع أن يصل إلى كل ذلك بغير تملق... وقد يدس شخص عند رئيسه في حق زملائه، ويسمِّي هذا الدَّس وهذه الوقيعة نوعًا من الإخلاص ومن المحبة...! وما هي إلا ثياب حملان...

ما أكثر الأسماء المستعارة التي تلبسها أخطاء الناس، ويعوزني الوقت في هذا المقال المختصر أن أتحدث عنها بالتفصيل... فالدهاء أو المكر أو الخبث، قد يَتسمَّى باسم الذكاء وحسن التصرف...

والإسراف قد يَتَسمَّى باسم الكرم. والتهكم أو المزاح الرديء، قد يتسم باسم خفة الروح... والشتيمة والشوشرة والإساءة إلى الآخرين قد تَتَسمَّى باسم الإصلاح أو النظام. والتعصب الرديء قد يتسمَّى باسم الغيرة المقدسة والتمسك بالدين. والكذب الأبيض لإخفاء حقيقته. والملابس الخليعة قد تتسمَّى باسم الموضة... والأغاني العابثة والصور العارية المثيرة، قد تتسمَّى كلها باسم الفن... وقد تختفي الرشوة تحت اسم الهدية، وتختفي السرقة تحت شكليات رسمية لا ترضي الضمير... إلخ...

ليتنا نواجه الحقائق عارية وصريحة، ولا نسمي الأمور بغير أسمائها، لكي نستطيع أن نصحح أنفسنا من الداخل، ونصلح المجتمع الذي نعيش فيه... أما ثياب الحملان فإنها تخفي العيوب بدلًا من إصلاحها...

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

المقال مع بعض التعديلات نُشِر في وقتٍ لاحق

ثياب الحملان

 

قال السيد المسيح وهو يحذر تلاميذه من اليهود في أيامه "يأتونكم بثياب الحملان. وهم ذئاب خاطفة"!!

أي يأتونكم بمظهر الطيبة والوداعة والمسالمة. وهم عناصر عنيفة فتاكة تشبه الذئاب التي تخطف. فما هي تأملاتنا في ثياب الحملان هذه. وفي أية المجالات يمكن أن تنطبق؟؟

يمكن أن ينطبق هذا الوصف على العدو الذي يلبس ثياب الأصدقاء. أو على الخاطئ الذي يتظاهر بالبر. ويمكن أن ينطبق على المرائين الذين قال عنهم السيد المسيح إنهم يشبهون القبور المبيضة من الخارج وفي داخلها عظام نتنة...

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

وثياب الحملان يمكن أن يلبسها الشيطان نفسه...!

St-Takla.org Image: Wolf disguising in the shape of a sheep صورة في موقع الأنبا تكلا: ذئب يرتدي شكل حمل

St-Takla.org Image: Wolf disguising in the shape of a sheep

صورة في موقع الأنبا تكلا: ذئب يرتدي شكل حمل

فالشيطان يتقن أساليب الخداع. ويستطيع أن يظهر إن أراد في هيئة ملاك من نور. أو في صورة أحد الأنبياء أو القديسين. أو في هيئة روح من أرواح الموتى. وقد يتخذ له أي اسم من الأسماء وأي شكل وأي صوت... ويستطيع الشيطان أن يظهر في رؤى كاذبة. أو في أحلام كاذبة. ويوجه الإنسان بطريقة ما...

لذلك ينبغي على كل إنسان أن يكون حريصًا وحكيمًا. وله موهبة التمييز.

والكتاب ينصحنا بأن نميز الأرواح... وإن لم يكن لأحد منا هذه الموهبة. حينئذ تنفعه المشورة الصالحة. حينما يذهب إلى أحد المختبرين. ويستشيره في أمثال هذه الأمور ليكشفها له. لأن الشياطين استطاعت أن تضل كثيرين صدّقوا خداعها ولم يكتشفوها. لأنها كانت تلبس ثياب الحملان.

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

على أن تعبير "ثياب الحملان" يمكن أن ينطبق أيضًا على الرذائل التي تلبس ثياب الفضائل وعلى الأخطاء التي تتسمَّى بغير أسمائها.

إن الخطيئة التي تغري الأشرار وهي مكشوفة وصريحة. لا تستطيع أن تحارب الأبرار والقديسين هكذا. لأنها لو ظهرت لهم بوجهها الصريح لرفضوها. لذلك فإن الشيطان حينما يحاربهم بخطية معينة. قد يلبسها ثوب الفضيلة. أو يعطيها اسما يريح الضمير! وهكذا يضل غير الحكماء وغير العارفين. ومثل هذا التضليل يمكن أن يكشفه المرشد الروحي إذا ما عُرض عليه...

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

وهذه الأسماء المستعارة التي تلبسها الخطية. قد يستخدمها أشخاص يعرفون تمامًا أنهم مخطئون. ولكنهم يخفون أخطاءهم بثياب الحملان. حتى لا يخجلوا أمام الآخرين. وحتى لا ينكشفوا.

إن ثياب الحملان قد يقع فيها البعض عن طريق الجهل وعدم الخبرة. وقد يستخدمها البعض بأسلوب الخداع أو الرياء.

وأمثال هؤلاء المرائين: إن استطاعوا أن يخدعوا غيرهم. إلا أنهم مكشوفون أمام الله فاحص القلوب والأفكار والنيات. ومكشوفون أيضًا أمام ضمائرهم... وقد يكشفهم الناس كما يقول الشاعر:

ثوب الرياء يشفّ عما تحته... فإذا التحفت به فإنك عار على أن هؤلاء المرائين. قد يصل بهم الاستهتار أحيانًا إلى أن يتهكموا على البسطاء. لكي ينطوي عليهم الخداع.

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

وثياب الحملان يستخدمها العقل أحيانًا لتبرير سلوك النفس:

إن العقل لا يكون في كل وقت عقلًا صرفًا. أو مفكرًا في الحق تفكيرًا سليمًا... وإنما كثيرًا ما يكون العقل خادمًا مطيعًا لرغبات النفس... يحاول أن يبرر شهوات هذه النفس. وأن يبرر سلوكها. حتى لا تبدو مدانة أمام الضمير... وهكذا يعطي الخطايا والنقائص أسماء مقبولة غير أسمائها الحقيقية.

وسنحاول أن نضرب لذلك بعض الأمثلة:

فالاستهتار مثلًا يلبس ثياب الحملان. ويأخذ اسم الحرية!

وكلمة الحرية كلمة جميلة لا يجادل أحد في سمو معناها.

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

وتحت اسم الحرية يفعل الشخص ما يشاء. مُستخدمًا هذا الاسم الجميل في فعل ما لا يليق. ناسيًا أن الحرية في معناها الحقيقي. هي تحرر النفس من الأخطاء ومن الشهوات المعيبة...

St-Takla.org Image: Atheism word in Arabic and English, with the verse: "But all men are vain, in whom there is not the knowledge of God: and who by these good things that are seen, could not understand him that is, neither by attending to the works have acknowledged who was the workman" (Wisdom 13:1) صورة في موقع الأنبا تكلا: كلمة الإلحاد باللغة العربية والإنجليزية، مع آية: "ان جميع الذين لم يعرفوا الله هم حمقى من طبعهم لم يقدروا ان يعلموا الكائن من الخيرات المنظورة ولم يتاملوا المصنوعات حتى يعرفوا صانعها" (سفر الحكمة 13: 1)

St-Takla.org Image: Atheism word in Arabic and English, with the verse: "But all men are vain, in whom there is not the knowledge of God: and who by these good things that are seen, could not understand him that is, neither by attending to the works have acknowledged who was the workman" (Wisdom 13:1) - Designed by Michael Ghaly for St-Takla.org.

صورة في موقع الأنبا تكلا: كلمة الإلحاد باللغة العربية والإنجليزية، مع آية: "إن جميع الذين لم يعرفوا الله هم حمقى من طبعهم، لم يقدروا أن يعلموا الكائن من الخيرات المنظورة، ولم يتأملوا المصنوعات حتى يعرفوا صانعها" (سفر الحكمة 13: 1) - تصميم مايكل غالي لـ: موقع الأنبا تكلا هيمانوت.

فالشخص الحر هو الذي لا تستعبده عادة رديئة أو شهوة بطالة أو طبع فاسد. وليس معني الحرية أن يكسر أحد وصايا الله ويقول أنا حر أفعل ما أشاء!! فمثل هذا الشخص ليس هو حرًا. بل هو مستعبد للشيطان وإغراءاته... هو يحاول أن يُلبس الاستهتار ثياب الحملان (اقرأ مقالًا آخر عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات). ويعطيه اسم الحرية.!!

وليست الحرية أن تكسر قواعد المرور. وتقول أنا حر أسير كيفما أشاء!! فهذه ليست حرية. إنما هي استهانة بالنظام العام...

وفي بعض بلاد الغرب لبس الفساد. والشذوذ الجنسي. وإدمان المخدرات ثياب الحملان. وتسمَّى باسم الحرية الشخصية...

وفي بعض البلاد لبس الإلحاد والانحراف الديني والمذهبي ثياب الحملان أيضًا. وتسمَّى باسم الحرية الدينية وحرية العقيدة!! حتى أن بعضهم اعتنق عبادة الشيطان. وبني له بيوتًا للعبادة والممارسات... وطالب الدولة بحمايتها. باسم الحرية!!

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

كذلك قد تلبس الشهوة الجسدية ثياب الحملان. وتتسمَّى باسم الحب!

والحب كلمة جميلة في معناها السامي تنال توقير الجميع...

ولكن هل كل ما يسمونه حبًا. هو حب في حقيقته؟! ألا يجوز أن خطية ما تخشى أن تكشف عن حقيقتها الفاسدة. فتلبس ثياب الحملان وتتسمَّى بهذا الاسم الجميل؟! ألا يحدث أحيانًا أن شابًا يصادق فتاة صداقة غير بريئة مملوءة بالأخطاء الواضحة الفاضحة. ويسمي هذه العلاقة خطأً باسم الحب. وهي بعيدة عنه كل البعد!!

أتذكر أنني مرة في حديث صحفي سئلت عن الفرق بين الحب والشهوة؟

فقلت إن الحب يريد دائمًا أن يعطي. والشهوة تريد دائمًا أن تأخذ...

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

إن الذي يحب فتاة محبة حقيقية. المفروض فيه أن يحب لها الخير.

فلا يسيء إلى عفتها وطهارتها. ولا يسيء كذلك إلى سمعتها...

فإن أتلف عفة هذه الفتاة. وأفقدها بساطتها. وأدخلها في خبرات خاطئة. وشغل عقلها. وضيّع وقتها أو مستقبلها. وعلّمها الكذب على أهلها. وعوّدها العمل الخاطئ في الخفاء... فلا يصح أن يقول على الرغم من كل ذلك إنه يحبها...!

فالذي يحب. ينبغي أن يكون طريقه سليمًا وواضحًا. ويعمل في النور وليس في الظلام. ولا يصح أن يكون الحب مجرد ثياب حملان تخفي في داخلها ذئابًا خاطفة...

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

كذلك قد تلبس القسوة ثياب الحملان. وتتسمَّى بالحزم...

فقد تعاتب أبًا قاسيًا يسوم أولاده ألوان العذاب. فيبرر موقفه بأنه ليس قاسيًا. وإنما هو حازم! ويطلق على معاملته الفظة الخشنة لأبنائه اسم التأديب أو التربية! ويقول عن عنفه في تربية أبنائه إنها حفظ لهم حتى لا يخطئوا! بينما تكون قسوته بعيدة كل البعد عن أساليب التربية. وقد تأتي بعكس ما يريد. وتغرس في نفوس الأبناء الكبت والشعور بالظلم. والرغبة في الانطلاق من هذا البيت... ولكنها ثياب الحملان التي يحاول بها الأب إخفاء وحشيته وقسوته!

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

وثياب الحملان قد تدخل أحيانًا في بعض مجالات النصب على عقول بعض البسطاء أو غير المتعلمين. وبخاصة في الأرياف...

* وربما يدخل في هذا المجال المشتغلون بقراءة الكف "باعتباره علمًا" أو بقراءة الفنجان. أو بضرب الرمل ووشوشة الودع. أو بمعرفة البخت عن طريق النجوم. أو طريق البندول. وغير ذلك من الغيبيات... وتسمية كل ذلك باسم الموهبة. أو الفراسة. أو النبوة وإدعاء معرفة المستقبل. وكلها ثياب حملان تخفي مجموعة من الإدعاءات...

* ويدخل في مجال استغلال بساطة الناس: المشتغلون بالسحر و"العمل"! وإشعار بعض اليائسين والحائرين. بأنه قد عُمل لهم عمل يحتاج إلى فكه. أو إلى حجاب يحجب الشر عنهم. أو إلى الاتصال بالأرواح أو بالجن للتفاهم في هذا الأمر. وكل اتصال له أجره!

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

St-Takla.org Image: Adolf Hitler our Rundfunk-Microphone, 1 February 1933, photo by Heinrich Hoffmann, from German Federal Archives صورة في موقع الأنبا تكلا: أدولف هتلر أمام الميكروفون، 1 فبراير 1933، تصوير هاينريتش هوففمانن، من الأرشيف الفدرالي الألماني

St-Takla.org Image: Adolf Hitler our Rundfunk-Microphone, 1 February 1933, photo by Heinrich Hoffmann, from German Federal Archives

صورة في موقع الأنبا تكلا: أدولف هتلر أمام الميكروفون، 1 فبراير 1933، تصوير هاينريتش هوففمانن، من الأرشيف الفدرالي الألماني

قتل الأخت الخاطئة قد يلبس أيضًا ثياب الحملان. تحت عنوان غسل شرف العائلة. ومحو العار عنها...

وأيضًا الانتقام لقتل الأب أو الأخ بقتل قاتله. يلبس ثوبًا آخر من ثياب الحملان. ويعتبر لونًا من القوة وكرامة الأسرة. وقديمًا في أيام الجاهلية كانوا يجدون أحد ثياب الحملان يغطون به وأد البنات... وجرائم كثيرة كانت تستتر وراء قوة الشخصية. وكان يبررها الذين مارسوا الحكم الاستبدادي والديكتاتوري أمثال هتلر في ألمانيا. وأيضًا روبسبير وشركائه بعد الثورة الفرنسية في أواخر القرن الثامن عشر.

وبعض جرائم القذف والسب العلني تحاول أن تأخذ اسم حرية الصحافة. والاجتماعات الثورية قد تأخذ اسم الحرية السياسية وسب المرشحين لبعضهم البعض في الانتخابات تلبس ثوب الديمقراطية!!

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

ومن ثياب الحملان المشهورة. ثوب آخر اسمه الفن:

وكلمة الفن محبوبة من الجميع. ومن فروعها الفنون الجميلة وكل ما تشتمل عليه. ولكن "فنونًا" أخرى ليست جميلة تنتحل هذا الاسم أيضًا!

فهناك نوع من الرقص الخليع يسمونه أيضًا فنًا. وكذلك بعض التماثيل والصور العارية التي تخدش الحياء تدخل في نطاق الفن. وعروض عديدة من الإباحية. ومن الأغاني العابثة. ومن الروايات المثيرة. تُسَمَّى أيضًا فنًا. وكلها تنطوي داخل ثياب الحملان. وإن رأى أن ينتقدها. يتهمونه بأنه يحارب الإبداع الفني!

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

وما أكثر الأسماء المستعارة التي تلبسها أخطاء الناس:

ويعوزني الوقت في هذا المقال أن أتحدث عنها بالتفاصيل:

فالدهاء أو المكر أو الخبث. قد يتسمَّى بالذكاء أو بحسن التصرف!

والإسراف قد يأخذ اسم الكرم. والتهكم أو المزاح الرديء. قد يتسمَّى باسم خفة الروح! والشتيمة والانتقاد المرّ والكلام الجارح ضد سياسات القادة. يسمونها كلها باسم الإصلاح... والتعصب الرديء قد يأخذ اسم الغيرة المقدسة والتمسك بالدين. وأحيانًا يسمي الكذب بالكذب الأبيض لإخفاء حقيقته. والملابس الخليعة قد تأخذ اسم الموضة. وقد تختفي الرشوة تحت اسم الهدية. وتختفي السرقات تحت شكليات رسمية لا ترضي الضمير... إلى آخر هذه الأنواع.

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

وثياب الحملان قد يلبسها البعض في معاملاتهم للآخرين:

فقد يسلك إنسان بأسلوب من التملق والنفاق. فإن عاتبته على ذلك. يقول لك إن هذا لون من السياسة. أو من الحكمة. أو كسب الأصدقاء! بينما يستطيع أن يصل إلى ذلك بغير تملق.

وقد يدسّ شخص عند رئيسه في حق زملائه. ويسمي الدَّس والوقيعة بأنه إخلاص منه لرئيسه وللصالح العام! وما هو إلا من ثياب الحملان.

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

ومن ناحية أخرى. قد يلبس ضعف الشخصية ثوب الطيبة والوداعة:

وتحت اسم الطيبة قد يتلف أب أولاده. وقد يتلف رئيس أو مدير كل الهيئة التي تحت إدارته. لكونه يسلك بتساهل معيب يسميه الوداعة! والمفروض أن يكون الإنسان لطيفًا في غير ضعف. وحازمًا في غير عنف. وقد يعاقب ويكون طيب القلب في معاقبته. كما قد يعفو ويكون حازمًا خلال عفوه... وهكذا تكون الشخصية المتكاملة...

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

ليتنا إذن نواجه الحقائق عارية وصريحة. ولا نسمي الأمور بغير أسمائها. لكي نستطيع أن نصحح أنفسنا من الداخل. ويصلح المجتمع الذي نعيش فيه... أما ثياب الحملان فإنها تحاول أن تخفي العيوب دون إصلاحها...!!


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/Full-Free-Coptic-Books/His-Holiness-Pope-Shenouda-III-Books-Online/02-Spiritual-Articles/26-Thiab-Al-Hemlan_Sheep-s-Clothing.html

تقصير الرابط:
tak.la/q64bazz