St-Takla.org  >   pub_Bible-Interpretations  >   Holy-Bible-Tafsir-02-New-Testament  >   Father-Antonious-Fekry  >   26-Resalet-Yahooza
 

شرح الكتاب المقدس - العهد الجديد - القمص أنطونيوس فكري

يهوذا 1 - تفسير رسالة يهوذا

 

محتويات:

(إظهار/إخفاء)

* تأملات في كتاب رسالة يهوذا الرسول:
تفسير رسالة يهوذا: مقدمة رسالة يهوذا | يهوذا 1

نص رسالة يهوذا: يهوذا 1

الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح

← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18 - 19 - 20 - 21 - 22 - 23 - 24 - 25

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

آية 1:-  يَهُوذَا، عَبْدُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ، وَأَخُو يَعْقُوبَ، إِلَى الْمَدْعُوِّينَ الْمُقَدَّسِينَ فِي اللهِ الآبِ، وَالْمَحْفُوظِينَ لِيَسُوعَ الْمَسِيحِ:

عبد = لم يقل يهوذا أخو الرب أو قريبه بالجسد بل قال مفتخرًا أنه عبد يسوع المسيح = فكثير من أقرباء المسيح لم يؤمنوا به بل قالوا عنه أنه مختل (مر21:3) + (يو5:7). فالقرابة الجسدية لا تنفع. بل أن اليهود أقرباؤه بالجسد صلبوه. أما كلمة عبد فهي تعني أنه قد اكتشف حلاوة المسيح ورقة محبته. *فصارت وصايا المسيح بالنسبة له أوامر ينفذها واثقا أنها لصالحه (يو14: 23). *وصارت له كل الثقة في كل ما يعمله المسيح، فكل أعماله يعملها عن محبة. فهل هناك محبة أعظم من الصليب. *وبحريته الكاملة قال له إفعل بي ما شئت فأنا عبدك. فالتعبد لله لمن عرف الله له عذوبة وحلاوة، بل هو الحرية الحقيقية. فكون يهوذا عبدًا للمسيح فهذا أفضل من كونه أخا جسديا له. لذلك قال بولس الرسول "وإن كنا قد عرفنا المسيح حسب الجسد، لكن الآن لا نعرفه بعد" (2كو16:5) والمسيح نفسه قيل عنه أنه عبد الرب بمفهوم أنه بإرادته وحريته أخلى ذاته أخذا صورة عبد ليتمم الفداء (إش1:42) + (فى7:2) + (مز6:40).

وعبيد الله الأمناء يكون لهم غيرة على الإيمان المستقيم ولهم تنكشف رؤى الله (رؤ1:1).

يقول الرب "إن حرركم الابن فبالحقيقة تكونون أحرارًا" (يو8: 36). ويقول القديس يعقوب "الله يعطي بسخاء ولا يُعَيِّر" (يع1: 5). أما الشيطان كرئيس لهذا العالم، أي يعطي بسخاء من ملذات هذا العالم الخاطئة، لكنه يعطي ليذل ويستعبد مَنْ يقبل مِن يده على الأرض. ثم يأتي للإنسان ساعة موته ليطالبه بثمن عطاياه الخاطئة، ومن قَبِل شيء من يده، ولم يكن ثابتا في المسيح يأخذه معه للجحيم. لذلك قال المسيح "رئيس هذا العالم يأتي وليس له فيَّ شيء" (يو14: 30) فالمسيح كان بلا خطية. فنحن بسبب الخطية إستُعبِدْنا لإبليس (رو8: 20). وجاء المسيح بصليبه ليحررنا، وفاض علينا بالنعمة ولا يريد منا شيء، لكنه يخاف علينا من أن نرتد فنسقط في العبودية لإبليس مرة أخرى. ومن يفهم كل هذا يسعده أن يستعبد نفسه بحريته للمسيح الذي لا يُعَيِّر ولا يُذِّل أحد بل صار وهو الإله "بكرا بين إخوة كثيرين" (رو8: 29). وشرح سفر الخروج هذه الفكرة في (خر21: 1 - 6).

أخو يعقوب = فيعقوب هو المشهور جدًا.

إلى المدعوين = أي لا فضل لهم في ذلك فالله أحبهم ودعاهم، ولكن الله في دعوته لا يحابي، والإنسان قد يقبل الدعوة أو يرفضها، وفي قبول الدعوة يحسب الفضل لله لا من الإنسان. "والذين سبق فعيّنهم فهؤلاء دعاهم أيضًا.والذين دعاهم فهؤلاء بررهم أيضًا.والذين بررهم فهؤلاء مجدهم أيضًا" (رو8: 30).

المقدسين = الله سر قداستنا. فمن يقبل الله ودعوته ويؤمن ويعتمد، يحل عليه الروح القدس ليقدسه ويجعله ابنًا لله. ومقدسين أي مخصصين ومفروزين لله الآب بفداء المسيح ومن تكرس وإنفرز لله عليه أن يحيا في قداسة رافضا كل نجاسة. والروح القدس يعيننا على ذلك (رو26:8).

المقدسين في الله الآب = بولس الرسول يقول المقدسين في المسيح. وعبارة "في المسيح" قد إعتدنا عليها في رسائل بولس الرسول. وهنا نسمع أننا في الآب وهذا ليس غريبا فالسيد المسيح يقول "ليكون الجميع واحدا، كما أنك أنت أيها الآب فيَّ وأنا فيك، ليكونوا هم أيضًا واحدا فينا" (يو21:17) وقارن مع (1كو2:1) + (فى1:1). فنحن في المسيح، والمسيح هو في الآب (يو10: 38)، وهو في حضن الآب (يو1: 18). المسيح يحملنا فيه إلى حضن الآب.

والمحفوظين ليسوع المسيح = (رؤ10:3) + "أيها الآب القدوس إحفظهم في إسمك" (يو11:17) إسمك تعني قوتك وقدرتك، فالمسيح هنا يطلب من الآب أن يحفظ شعبه بقوته اللانهائية. والله يحفظنا لنفسه أبناء وورثة. ليسوع المسيح = أي بعد أن آمنوا وصاروا أعضاء في جسد المسيح لا يعود أحد يخطفهم، بل يحفظهم الآب ليثبتوا كأعضاء في جسد المسيح. والرسول يبدأ بأن يقول لهم بأنهم محفوظين حتى لا تخور قلوبهم إذ يسمعوا عن الحروب التي يشنها الهراطقة على الكنيسة والتي سيذكرها فيما بعد. والله ما زال يحفظ كنيسته للآن وسيحفظها للأبد. وعمل روح الله القدوس فينا هو أن يبكتنا ويعيننا ليقدسنا ويحفظنا فنظل ثابتين في المسيح.

 

آية 2:- لِتَكْثُرْ لَكُمُ الرَّحْمَةُ وَالسَّلاَمُ وَالْمَحَبَّةُ.

هذه البداية تختلف عن بدايات بولس الرسول، الذي كان يطلب النعمة والسلام. فهنا الرسول يطلب الرحمة مع المحبة والسلام، فلو لم تدرك رحمة الله الكنيسة لضاعت وسط كل هذه التيارات من الهرطقات . ولذلك فالكنيسة الآن في عصر الارتداد عليها أن تطلب الرحمة.

وفي الأيام الأخيرة مع ابتعاد الناس عن الله سيفقدون روح المحبة والسلام. وهذا يحدث مع زيادة الخطية ومع زيادة الهرطقات (مت12:24) . ولكن الله برحمته يتعامل معهم فيتوبوا ويرجعوا للمسيح. ومن يشمله الله برحمته سيحيا في سلام ومحبة ويصمد أمام تجارب الأيام الأخيرة.

 

آية 3:- أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، إِذْ كُنْتُ أَصْنَعُ كُلَّ الْجَهْدِ لأَكْتُبَ إِلَيْكُمْ عَنِ الْخَلاَصِ الْمُشْتَرَكِ، اضْطُرِرْتُ أَنْ أَكْتُبَ إِلَيْكُمْ وَاعِظًا أَنْ تَجْتَهِدُوا لأَجْلِ الإِيمَانِ الْمُسَلَّمِ مَرَّةً لِلْقِدِّيسِينَ.

الرسول كان يود أن يجاهد، بل كان يجاهد لكي يكتب لهم عن الخلاص المشترك = أي الذي اشترك فيه الأمم مع اليهود، وصار الخلاص لكل العالم. ولكن الرسول وجد أن الهرطقات زادت مما شوه الإيمان المُسَلَّم مرة للقديسين ووجد الرسول أنه عليه أن يهتم بحفظ الإيمان من البدع أكثر من اهتمامه بالحديث عن الخلاص، وعن مبادئ الإيمان التي صارت معروفة للجميع.

ولكن قوله أصنع كل الجهد = فيه إشارة إلى أننا ليس بسهولة نستطيع أن نفهم:-

* كل ما حصلنا عليه بواسطة هذا الخلاص.

* كل الأمجاد التي سنحصل عليها في السماء بسبب هذا الخلاص.

* عمق المحبة الإلهية التي دبرت هذا الخلاص.

* مدى الآلام التي تحملها المسيح لنحصل على هذا الخلاص.

المُسَلَّم مرة = أي لن يتغير بعد ذلك ولا يجب أن يلحقه حذف أو إضافة أو تغيير من يوم سلمه السيد المسيح للرسل وحتى هذا اليوم، "فالله ليس عنده تغيير .." (يع1: 17).

تجتهدوا = تجاهدوا حتى الدم في حفظ هذا الإيمان بلا تحريف.

كان لا بُد ليهوذا الرسول أن ينبه العالم لأن يستيقظ فلقد زرع إبليس زوانًا وسط الحنطة، وهؤلاء الغشاشين يفسدون أولاد الله.

 

آية 4:- لأَنَّهُ دَخَلَ خُلْسَةً أُنَاسٌ قَدْ كُتِبُوا مُنْذُ الْقَدِيمِ لِهذِهِ الدَّيْنُونَةِ، فُجَّارٌ، يُحَوِّلُونَ نِعْمَةَ إِلهِنَا إِلَى الدَّعَارَةِ، وَيُنْكِرُونَ السَّيِّدَ الْوَحِيدَ: اللهَ وَرَبَّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحَ.

دخل خلسة = هم مختلسون يُظهِرون غير ما يبطنون، ويحرفون الكتب كتبوا منذ القديم = كما سيأتي في آية 14 أن أخنوخ سبق وتنبأ عن دينونة هؤلاء. فأخنوخ تنبأ على كل المرتدين في كل زمن وفي كل مكان بالدينونة والهلاك. هم دخلوا لدائرة الدينونة بأعمالهم. والبدعة التي يتحدث عنها الرسول لها شقين:-

1. شق إيماني = ينكرون السيد الوحيد الله وربنا يسوع = أي إنكار الله أو إنكار أن المسيح هو ابن الله، وهذه تشمل أي هرطقة خاصة بلاهوت المسيح. وقوله السيد الوحيد الله وربنا يسوع = ربنا يسوع المسيح هو الله وهو السيد الوحيد.

2. شق سلوكي = فجار يحولون نعمة إلهنا إلى الدعارة = هؤلاء استغلوا حرية الإنجيل إلى حرية الجسد بزعم أن دم المسيح يطهر من كل خطية، وهذه البدعة واجهت بولس الرسول أيضًا (رو5:3-8) + (رو2،1:6) + (غل13:5).

فجار = خالون من مخافة الله. يحولون نعمة إلهنا = يستغلون نعمة إلهنا ودمه الذي يطهر من كل خطية كفرصة لتحقيق نزواتهم. هؤلاء ظنوا أن مجرد الإيمان بغير جهاد يكفيهم كما يقول البعض الآن. وهنا نرى ارتباط العقيدة بالسلوك وبالحياة الروحية، فكما يعتقد الإنسان هكذا يسلك أيضا، ولاحظ أن من لا يخاف الله ينكره. وسريعًا ما يسقط في أبشع الخطايا كمن يتدحرج إلى أسفل تل ويصل في النهاية إلى الدعارة. والعكس صحيح، فمن يسلك في الدعارة والشهوة تظلم عيناه وقلبه وسريعا ما ينكر الله.

هناك من يظن وحتى الآن أن النعمة هي دم المسيح الغافر لكل خطية مهما كانت. ومنهم هؤلاء الذين يتكلم عنهم يهوذا في هذه الرسالة. ولكن هذا معناه ببساطة أن المسيح القدوس قد أعطانا تصريحا بأن نعمل أي خطية ودمه سيغفر.

ولكن لنسأل أنفسنا صراحة ولنكن صادقين مع أنفسنا... إلى ماذا يقود هذا التعليم الذي ينادي به البعض، أنه طالما آمن الإنسان بالمسيح تغفر له أي خطية. إذًا ما الذي يمنعني من ارتكاب أي خطية، ألا يؤدي هذا التعليم للفجور.

ولكننا نفهم أن النعمة هي قوة عمل الروح القدس فينا حتى نصبح خليقة جديدة تعمل البر، ويبكتنا الروح إن لَمْ نعمل البر ويعطينا معونة لنعمل البر (راجع 2كو5: 17 + يو 8: 16 + رو 8: 26). وبهذا تصبح أعضاءنا آلات بر (رو6: 13). ولاحظ قول السيد المسيح لليهود "كم مرة أردت... ولم تريدوا" (مت23: 37).

وحينما هاجمت الكنيسة هؤلاء وأظهرت خطأ تعاليمهم (ويهوذا هنا أطلق على أباء الكنيسة ذوي الأمجاد) أهان هؤلاء أباء الكنيسة على أنهم لا يفهمون عمل النعمة الغافرة، وطبعا هذا حتى يتاح لهم عمل ما يريدون ويشتهون. وللأسف فهذا يقال ويُعَلِّم به آخرون حتى الآن. والجهاد المطلوب هو أن نغصب أنفسنا ولا نعمل الخطية، حينئذ نجد النعمة تعين (رو8: 13، 26).

ينكرون السيد الوحيد الله وربنا يسوع المسيح = الله هو السيد الوحيد الذي له حق التشريع سواء في العهد القديم أو العهد الجديد، وحينما يعطون تصريحا بالخطية فهم ينكرون أن المسيح هو الله إله العهد القديم والجديد أيضًا. فالله أكد على منع الخطية في التوراة (العهد القديم). فإن كان المسيح يسمح بالخطية في العهد الجديد، فكأن المسيح أتى لينسخ الشريعة، والمسيح أوضح أنه ما أتى لينقض بل ليكمل، فالله لا يناقض نفسه. أو لا يكون المسيح هو الله نفسه ، فهم بتعاليمهم هذه ينكرون ألوهية المسيح = ينكرون السيد الوحيد.

ولاحظ أن الرسول يقول السيد الوحيد الله وربنا يسوع المسيح وهذه تعني أن الله هو السيد الوحيد وهو أيضًا ربنا يسوع المسيح. أو يكون المعنى أن يسوع المسيح هو الله وهو السيد الوحيد وهو ربنا فهو الذي له حق التشريع. فإله العهد القديم هو هو نفسه إله العهد الجديد... هو هو نفسه ربنا يسوع المسيح ، والله لا يناقض نفسه. لذلك قال المسيح ما لا يستطيع أن يقوله مخلوق "قد سمعتم أنه قيل للقدماء... أما أنا فأقول لكم" (مت5: 21). فما قيل للقدماء قاله يهوه في العهد القديم، فمن يستطيع أن يزيد عليه إلا يهوه نفسه في العهد الجديد الذي هو هو نفسه يسوع المسيح.

ينكرون ربنا يسوع المسيح = تعني أنهم ينكرون عمل الفداء الذي عمله المسيح لنا. ففداء المسيح والمعمودية أعطيانا أن نموت مع المسيح ونقوم ليحيا المسيح فينا وتكون لنا حياته فتصبح أعضاءنا آلات بر (رو6). ومعنى تصريح هؤلاء بالخطية فكأنه إنكار لعمل المسيح. وعمل المسيح ببساطة هو حقا غفران للخطية ، ولكنه هو أيضًا موت للخليقة القديمة وقيام خليقة جديدة تعمل البر "لأنه جعل الذي لم يعرف خطية، خطية لأجلنا لنصير نحن بر الله فيه" (2كو5: 21)، وهذا معنى أن المسيح أتى ليكمل. فلقد أعطى بفدائه سكنى الروح القدس فينا ليكملنا حتى يتصور المسيح فينا (غل4: 19). فَمَنْ يقول بأنه يمكن للمؤمن أن يفعل أي شيء وأي خطية طالما آمن ومع هذا يخلص، فهو ينكر عمل المسيح الذي أتى ليجدد طبيعتنا ويجعلنا خليقة جديدة.

ولكي يثبت لهؤلاء فساد تعاليمهم لجأ لذكر عقاب الله لعينات كثيرة من الخطاة في العهد القديم، فالله هو هو لا يتغير. وبولس الرسول عمل نفس الشيء (1كو10: 1-12).

 

مصير هؤلاء المعلمين الكذبة

آية 5:- فَأُرِيدُ أَنْ أُذَكِّرَكُمْ، وَلَوْ عَلِمْتُمْ هذَا مَرَّةً، أَنَّ الرَّبَّ بَعْدَمَا خَلَّصَ الشَّعْبَ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ، أَهْلَكَ أَيْضًا الَّذِينَ لَمْ يُؤْمِنُوا.

إبتداء من هنا يقدم الرسول أدلة على هلاك الأشرار ودينونتهم . الذين لم يؤمنوا = الرسول لخص كل خطايا الشعب بقوله لم يؤمنوا فعدم الإيمان مصدر كل الخطايا، وهكذا قال السيد المسيح (يو9،8:16) وهلاك الشعب بعد عبورهم البحر الأحمر بسبب خطاياهم أشار له بولس الرسول أيضًا (1كو1:10-11) + (عب7:3-11). فمن يرتد عن الإيمان يهلك. ونجاة الشعب مرة لم تعفهم من الهلاك. وبنفس المنطق، فمن خلصه دم المسيح فهو معرض للهلاك بل بصورة أشد "لأنه ان كانت الكلمة التي تكلم بها ملائكة قد صارت ثابتة وكل تعد ومعصية نال مجازاة عادلة . فكيف ننجو نحن ان اهملنا خلاصا هذا مقداره" (عب2: 2، 3) + "من خالف ناموس موسى فعلى شاهدين أو ثلاثة شهود يموت بدون رأفة . فكم عقابا اشر تظنون انه يحسب مستحقا من داس ابن الله وحسب دم العهد الذي قدس به دنسا وازدرى بروح النعمة" (عب10: 28، 29).

 

آية 6:- وَالْمَلاَئِكَةُ الَّذِينَ لَمْ يَحْفَظُوا رِيَاسَتَهُمْ، بَلْ تَرَكُوا مَسْكَنَهُمْ حَفِظَهُمْ إِلَى دَيْنُونَةِ الْيَوْمِ الْعَظِيمِ بِقُيُودٍ أَبَدِيَّةٍ تَحْتَ الظَّلاَمِ.

في الآية السابقة ضرب مثالا لهلاك الفجار بهلاك شعب الله في البرية، بالرغم من أن الله خلصهم من عبودية فرعون. وهنا يضرب مثالًا ثانيًا بهلاك بعض الملائكة الذين كانوا في مجد ولم يقتنعوا بما أعطاه الله لهم من مجد بل طلبوا في كبرياء ما هو أكثر فسقطوا (إش13:14) . فالله لن يعاقب البشر المرتدين فقط بل والملائكة الذين ارتدوا (هؤلاء صاروا شياطين)، فالله لا يحتمل الخطية من أي مخلوق.

مسكنهم = ما كانوا فيه من مجد، بل كان إبليس من أعظم الطغمات السمائية.

حفظهم إلى دينونة = يحفظ الأشرار إلى دينونة، أي لن يستطيعوا الهروب منها، أما للأبرار فالله يحفظ أولاده في اسمه (يو11:17). فلا يضيع منهم نصيبهم السمائي.

 

آية 7:- كَمَا أَنَّ سَدُومَ وَعَمُورَةَ وَالْمُدُنَ الَّتِي حَوْلَهُمَا، إِذْ زَنَتْ عَلَى طَرِيق مِثْلِهِمَا، وَمَضَتْ وَرَاءَ جَسَدٍ آخَرَ، جُعِلَتْ عِبْرَةً مُكَابِدَةً عِقَابَ نَارٍ أَبَدِيَّةٍ.

المثال التالي الذي يضربه الرسول لهلاك الأشرار هو سدوم وعمورة. هؤلاء عاشوا في شذوذ جنسي وانغمسوا في شهوة غير طبيعية، فهم طلبوا مضاجعة الملاكين. إذ زنت مضت وراء جسد آخر = مترجمة في الإنجليزية strange flesh والمقصود علاقة شاذة. والزنا عموما يفسد الروح ويفسد العلاقة مع الله، وله عقوبات كثيرة. فالزاني يكون كمن يحتضن نارًا (أم6: 27). فبالأولى الشذوذ.

وَالْمُدُنَ الَّتِي حَوْلَهُمَا إذ زنت على طريق مثلهما = المدن التي حول سدوم وعمورة إذ عملوا مثلهما احترقوا معهم (تك19: 25 + 14: 2). يقصد الرسول أن كل من يسلك مثلهما في كل زمان سيهلك مثلهما. إذًا فهؤلاء الذين أعطوا لأنفسهم تصريحا بالخطايا طالما الدم يغفر، هم يسلكون كما سلك أهل سدوم وعمورة. فسيكون لهم نفس عقوبة سدوم وعمورة. نار أبدية = هم هلكوا بنار وكبريت، ولكن هم ذهبوا بعد موتهم لنار أبدية. جُعِلوا عبرة = هنا الرسول يحذرهم أنهم سيكون لهم نفس المصير، فالله لا يقبل الخطية.

 

آية 8:- وَلكِنْ كَذلِكَ هؤُلاَءِ أَيْضًا، الْمُحْتَلِمُونَ، يُنَجِّسُونَ الْجَسَدَ، وَيَتَهَاوَنُونَ بِالسِّيَادَةِ، وَيَفْتَرُونَ عَلَى ذَوِي الأَمْجَادِ.

المحتلمون = قال عنهم أنهم ينجسون الجسد فمن هم المحتلمون..؟ هناك عدة أراء:-

أ‌. الحالمون ليلًا وهُم نيام:- والأحلام لها 3 مصادر:-

1. من الله كأحلام يوسف خطيب العذراء مريم، وفرعون. وقطعا ليسوا المقصودين هنا.

2. من الشيطان. وهذه لا علاقة لها بالافتراء على ذوي الأمجاد.

3. النسبة الغالبة هي مما هو موجود في العقل، ومخزون فيه صباحا أي من الصور والكلمات التي يراها الإنسان ويسمعها ويفكر فيها بينما هو مستيقظ. هذه يحلم بها ليلا. فإن كان ما يفكر فيه كله نجاسة، يحلم بنجاسات ينجس بها جسده. لكن أيضًا هذه لا علاقة لها بالافتراء على ذوي الأمجاد.

إذًا المحتلمون في هذه الآية لا يُقْصَد بهم من يحلمون ليلًا.

ب‌. هؤلاء الهراطقة يعيشون على الأحلام والأوهام، تعاليمهم كالأحلام، غير حقيقية، بل هي خرافات، هم كالنائمين عن الحقيقة، أو شهواتهم جعلتهم كالسكارى أو الحالمين. هم يحلمون بحياة أخرى كلها نجاسات وخمر بحسب شهواتهم.

ج. ربما ادعى هؤلاء الهراطقة أنهم يتلقون تعاليمهم بواسطة الأحلام والرؤى.

ينجسون الجسد = من إرتد عن طريق الرب (كمن يقول لنفسه إذ يخطئ أن دم المسيح سوف يغفر) لا بُد أن ينتهي مثل هذا بتدنيس الجسد والفجور. فبدون التغصب (مت11: 12) مع عمل نعمة الله يسقط الإنسان إلى أحط الدرجات. فالقلب نجيس ومخادع (أر9:17). والعكس فمن يسلك بالروح يتعفف (غل23:5). فالتعفف من ثمار الروح.

هؤلاء إستهانوا بالرب فإستهانوا بأجسادهم كأعضاء للمسيح فأسلموها للشهوات الدنسة. والشهوات الدنسة تؤدي للعمى الروحي الذي يؤدي بهم لأن يتهاونوا بالسيادة، ويقصد بالسيادة من أعطاهم الله سلطانا في الكنيسة وعيَّنهم رعاة على قطيعه، فهؤلاء الهراطقة يرفضون السلطان الكنسي، وهذا يصل لرفض سلطان الله نفسه. فمن يرفض سلطان الكنيسة هو متكبر والكبرياء بداية لرفض الله نفسه.

يفترون على ذوي الأمجاد = يتكلمون بسخرية عليهم وهم في مناصب عالية كنسيا. مثل هؤلاء لا يرون أحدًا أمامهم مقدسا. فعيونهم لا تستطيع أن ترى ذلك بسبب خطاياهم وشهواتهم وكبريائهم. وهم ذوي أمجاد إذ أعطاهم الله سلطان به يحلون ويربطون، ويغفرون، وهم خلفاء الرسل ولهم مفاتيح ملكوت السموات (مت16: 19 + مت18: 18 + يو20: 23 + 1كو5: 3 – 5 + 2كو2: 6 - 10).

 

الرأي الأصوب هو:-

وواضح أن هؤلاء الحالمون حين يتهاونون بالسيادة ويفترون على ذوي الأمجاد فإن هذا لا يكون وهم نائمين يحلمون ليلا، بل وهم مستيقظون ولكنهم غارقين في شهواتهم، يهاجمون الرياسات ليثبتوا للناس عقائدهم الإباحية التي لا ترضى عنها الرياسات الكنسية. والمبرر الذي يحلمون به أن دم المسيح يغفر لهم أي خطية إذ آمنوا بالمسيح، وحينما هاجمت الكنيسة معتقداتهم الفاسدة هاجموا الرياسات وسخروا منهم ، ليجدوا مبررا لتنفيذ الخطايا التي يحلمون بها ويدنسوا أجسادهم.

 

St-Takla.org Image: The Death of Moses (Deuteronomy 34:5-6; Jude 1: 9): The dispute between Archangel Michael and the devil about the body of Moses (image 1) - from "The Book of Books in Pictures", Julius Schnorr von Carolsfeld, Verlag von Georg Wigand, Liepzig: 1908. صورة في موقع الأنبا تكلا: موت موسى النبي (التثنية 34: 5-6؛ يهوذا 1: 9): المحاجاة بين رئيس الملائكة ميخائيل والشيطان على جسد موسى (صورة 1) - من كتاب "كتاب الكتب بالصور"، جوليوس شنور فون كارولسفيلد، فيرلاج فون جورج ويجاند، ليبزيج، 1908 م.

St-Takla.org Image: The Death of Moses (Deuteronomy 34:5-6; Jude 1: 9): The dispute between Archangel Michael and the devil about the body of Moses (image 1) - from "The Book of Books in Pictures", Julius Schnorr von Carolsfeld, Verlag von Georg Wigand, Liepzig: 1908.

صورة في موقع الأنبا تكلا: موت موسى النبي (التثنية 34: 5-6؛ يهوذا 1: 9): المحاجاة بين رئيس الملائكة ميخائيل والشيطان على جسد موسى (صورة 1) - من كتاب "كتاب الكتب بالصور"، جوليوس شنور فون كارولسفيلد، فيرلاج فون جورج ويجاند، ليبزيج، 1908 م.

آية 9:- وَأَمَّا مِيخَائِيلُ رَئِيسُ الْمَلاَئِكَةِ، فَلَمَّا خَاصَمَ إِبْلِيسَ مُحَاجًّا عَنْ جَسَدِ مُوسَى، لَمْ يَجْسُرْ أَنْ يُورِدَ حُكْمَ افْتِرَاءٍ، بَلْ قَالَ: «لِيَنْتَهِرْكَ الرَّبُّ!».

وحتى إن أخطأ الرؤساء فليس من حقنا أن نهزأ بهم فميخائيل وهو رئيس ملائكة لم يفعل هذا مع الشيطان بالرغم من أنه من المؤكد أن الشيطان مخطئ. أما هؤلاء المحتلمون فيعملون ويتكلمون في عجرفة.

محاجا عن جسد موسى = كان إبليس يريد أن يظهر جسد موسى ليعبده شعب الله، فهو كان يعرف مقدار عظمة موسى عند الشعب، لكن الملاك ميخائيل أخفى جسده. وهذه القصة أخذها يهوذا من التقليد فهي غير موجودة في العهد القديم مما يثبت صحة التقليد. ويمكن القول أن التقليد اليهودي به أخطاء كثيرة، ولكن هناك أيضًا أشياء كثيرة صحيحة إقتبس منها بولس الرسول (2تى3: 8)، وهنا نجد يهوذا أيضًا يقتبس من الأشياء الصحيحة. وبالنسبة للتقليد المسيحي نقول أن ما هو موجود فيه، هو متفق مع الكتاب المقدس تمامًا. أما أخطاء التقليد اليهودي التي رفضها المسيح، فهي كانت ضد تعاليم الله نفسه في الناموس (مت15: 1 – 6).

حكم افتراء = لم يشأ أن يورد حكما من ذاته ضد إبليس وترك الحكم لله. أما هؤلاء فيفترون على ذوي الأمجاد لأنهم حَرَّموا تعاليمهم الفاسدة.

 

آية 10:- وَلكِنَّ هؤُلاَءِ يَفْتَرُونَ عَلَى مَا لاَ يَعْلَمُونَ. وَأَمَّا مَا يَفْهَمُونَهُ بِالطَّبِيعَةِ، كَالْحَيَوَانَاتِ غَيْرِ النَّاطِقَةِ، فَفِي ذلِكَ يَفْسُدُونَ.

على ما لا يعلمون = ميخائيل رئيس الملائكة الذي يعلم نجاسة إبليس وخطيته لم يحكم حتى على ما يعرفه. وهؤلاء يتكلمون عن السماويات وعن ذوي الأمجاد وعلى الرياسات وهم عميان لا يفهمون شيئا فيما يتكلمون به عن الروحيات . هؤلاء المرتدون لا وقت عندهم، بل ولا معرفة بالأمور السماوية الروحية، هؤلاء لا يفهمون أكثر من النواحي الجسدانية كالشهوات الجنسية، شانهم شأن الحيوانات. وحتى في هذه فلقد انحطوا أسفل من الحيوانات = ففي ذلك يفسدون = فالحيوانات لا تعرف الشذوذ الجنسي. فالمرتدون ينحدرون سريعا من سيء إلى أسوأ، فإذا كانوا يخطئون في الجسديات التي يفهمون فيها بالطبيعة فهم إن تكلموا في الروحيات حين يهاجمون الرياسات فإنهم يفترون.

 

آية 11:- وَيْلٌ لَهُمْ! لأَنَّهُمْ سَلَكُوا طَرِيقَ قَايِينَ، وَانْصَبُّوا إِلَى ضَلاَلَةِ بَلْعَامَ لأَجْلِ أُجْرَةٍ، وَهَلَكُوا فِي مُشَاجَرَةِ قُورَحَ.

لاحظ خطوات الارتداد، فهي تبدأ بالانحراف في طريق خاطئ كما بدأ قايين بعدم محبة لهابيل أخيه لكنه اندفع من سيء إلى أسوأ فمن عدم محبة لكراهية لبغضة لتفكير في الانتقام... ثم إلى قتل بل تبجح على الله "هل أنا حارس لأخي" وهذا ما قصده الرسول بقوله إنصبوا = أي اندفعوا أو انسكبوا كالماء، وأصل الكلمة اليونانية يشير لإناء انفجر فانسكب ما فيه باندفاع. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). والمعنى أنهم بدأوا بعدم محبة لكنهم اندفعوا في الخطايا الجنسية = ضلالة بلعام = هي إشارة لمن يبيع أبديته في مقابل لذة أرضية زائلة = لأجل أجرة فبلعام باع علاقته بالله إذ كان نبيا لقاء أجرة حصل عليها من ملك موآب، إذ أشار بلعام على ملك موآب أن يجعل إسرائيل يسقط في الزنا ليلعنهم الرب، وكان هذا طلب ملك موآب، لعنة إسرائيل، وهذه هي مشورة بلعام (عدد7:22؛ 31: 8) + (تث4:23) + (رؤ14:2).

ولكن نهاية كل هؤلاء المرتدين المتمردين على الكنيسة وسلطان الكنيسة، هو الهلاك كما هلك قورح وداثان وأبيرام إذ تمردوا على سلطة موسى وهرون ورفضوا كهنوتهم. لقد أدركت اللعنة من تمرد على من عينهم الله فصاروا من ذوي الأمجاد (عدد1:16-35).

 

St-Takla.org Image: Jude’s Epistle: Jude writes his epistle, as the archangel Michael contends with the devil, and images of a withered tree and waterless clouds, representing heretical intruders, appear in the sky - from the book: The Holy Apostles Story and Epistles (Der Heyligen Apostel Geschichte und Episteln), by Johann Christoph Weigel, 1695. صورة في موقع الأنبا تكلا: رسالة يهوذا: يهوذا يكتب رسالته بينما يظهر الملاك ميخائيل رئيس الملائكة يحارب الشيطان (يهوذا 1: 9)، مع صور "غيوم بلا ماء تحملها الرياح. أشجار خريفية بلا ثمر ميتة مضاعفا، مقتلعة" (يهوذا 1: 12) - من كتاب: قصة الآباء الرسل والرسائل، يوهان كريستوف فيجيل، 1965 م.

St-Takla.org Image: Jude’s Epistle: Jude writes his epistle, as the archangel Michael contends with the devil (Jude 1: 9), and images of a withered tree and waterless clouds, representing heretical intruders, appear in the sky (Jude 1: 12) - from the book: The Holy Apostles Story and Epistles (Der Heyligen Apostel Geschichte und Episteln), by Johann Christoph Weigel, 1695.

صورة في موقع الأنبا تكلا: رسالة يهوذا: يهوذا يكتب رسالته بينما يظهر الملاك ميخائيل رئيس الملائكة يحارب الشيطان (يهوذا 1: 9)، مع صور "غيوم بلا ماء تحملها الرياح. أشجار خريفية بلا ثمر ميتة مضاعفا، مقتلعة" (يهوذا 1: 12) - من كتاب: قصة الآباء الرسل والرسائل، يوهان كريستوف فيجيل، 1965 م.

آية 12:- هؤُلاَءِ صُخُورٌ فِي وَلاَئِمِكُمُ الْمَحَبِّيَّةِ، صَانِعِينَ وَلاَئِمَ مَعًا بِلاَ خَوْفٍ، رَاعِينَ أَنْفُسَهُمْ. غُيُومٌ بِلاَ مَاءٍ تَحْمِلُهَا الرِّيَاحُ. أَشْجَارٌ خَرِيفِيَّةٌ بِلاَ ثَمَرٍ مَيِّتَةٌ مُضَاعَفًا، مُقْتَلَعَةٌ.

هؤلاء صخور = HIDDEN ROCKS أي صخور غارقة مختفية وهذه لا تراها السفن فتصطدم بها وتغرق. وهذا إشارة لأن هؤلاء الهراطقة لهم مظهر خارجي مخادع، فهم يظهرون بمظهر التقوى والغيرة على الخدمة وداخلهم مملوء شرا، ومن يسير وراءهم سيهلك كالسفينة التي ترتطم بالصخور المخفية تحت سطح الماء.

ولائمكم المحبية = كانت تُقام مع سر الإفخارستيا في الكنيسة الأولى ولائم محبة، يأكلون فيها سويا وتسمى الأغبى `agapy (محبة) (1كو20:11-22). وهؤلاء الهراطقة تشبهوا بالكنيسة فأقاموا الولائم للناس ولكن ليس بدافع المحبة بل لجذبهم لهرطقاتهم.

غيوم بلا ماء تحملها الرياح = سحاب خادع، لا فائدة فيه فهو بلا مطر، بل هو يحجب النور عن الأعين، هكذا كل من يرفع نفسه (أم14:25). وكلمة رياح هي نفسها كلمة أرواح (كلمة روح وريح في العبرية واليونانية هي كلمة واحدة) فالأرواح الكاذبة هي التي تحمل هؤلاء المرتدين. والعكس فأناس الله القديسين يسوقهم ويقودهم الروح القدس (2 بط21:1).

أشجار خريفية بلا ثمر ميتة مضاعفا مقتلعة = الخريف هو الوقت الذي فيه تكون الأشجار محملة بالثمار، ولكننا أمام أشجار بلا ثمر وميتة بينما الظروف حولها مهيأة (الخريف) لكنها مع هذا بدون ثمر، وعكس هذا المؤمنين فهم يشبهون بشجرة على مجاري المياه (مز3:1).

مضاعفا = TWICE DEAD فهي ماتت مرتين:

1. هي ميتة إذ هي بلا ثمر هذا هو الموت الأول، فالخطية تسبب موتًا.

2. قطعها من شركة الكنيسة ويمثله هنا قوله مقتلعة، هذا هو الموت الثاني. وهؤلاء نصيبهم الموت الثاني أي البحيرة المتقدة بالنار.

 

آية 13:- أَمْوَاجُ بَحْرٍ هَائِجَةٌ مُزْبِدَةٌ بِخِزْيِهِمْ. نُجُومٌ تَائِهَةٌ مَحْفُوظٌ لَهَا قَتَامُ الظَّلاَمِ إِلَى الأَبَدِ.

أمواج بحر هائجة مزبدة بخزيهم = البحر المضطرب يرمز لمن لا يعرف الله فهم لا راحة لهم ولا سلام، فلا سلام للأشرار (إش21،20:57) وقوله مزبدة بخزيهم، إشارة لأنه لا يظهر من هيجان هؤلاء الأشرار إلا كل ما يزيد خزيهم. وهم كأمواج هائجة في ثورتهم ضد الكنيسة. هيجانهم ضد الكنيسة = موج البحر الهائج. خطاياهم الواضحة هي كالزبد الظاهر فوق الموج (الرغاوي البيضاء) = مزبدة . وخطاياهم هذه تخزيهم = بخزيهم .

نجوم تائهة = المقصود بالحديث الشهب والنيازك التي تضيء لحظات ثم تحترق وتنتهي في الظلام للأبد = مَحْفُوظٌ لَهَا قَتَامُ الظَّلاَمِ إِلَى الأَبَدِ. أما المؤمن فيسير في دائرة النعمة كالنجم في مداره المُعَيَّن، وهو صخرة حية في هيكل الله (1بط5:2) وله نبع مياه (يو38:7) وهو شجرة حية لها ثمار ويدعى شجرة بر (إش3:61) وسلامه كنهر (إش18:48) وينير كالكواكب إلى أبد الدهور (دا 3:12).

 

آيات 15،14:- وَتَنَبَّأَ عَنْ هؤُلاَءِ أَيْضًا أَخْنُوخُ السَّابعُ مِنْ آدَمَ قَائِلًا: «هُوَذَا قَدْ جَاءَ الرَّبُّ فِي رَبَوَاتِ قِدِّيسِيهِ، لِيَصْنَعَ دَيْنُونَةً عَلَى الْجَمِيعِ، وَيُعَاقِبَ جَمِيعَ فُجَّارِهِمْ عَلَى جَمِيعِ أَعْمَالِ فُجُورِهِمِ الَّتِي فَجَرُوا بِهَا، وَعَلَى جَمِيعِ الْكَلِمَاتِ الصَّعْبَةِ الَّتِي تَكَلَّمَ بِهَا عَلَيْهِ خُطَاةٌ فُجَّارٌ».

نبوة أخنوخ هذه لم ترد في العهد القديم، ولكن حفظها التقليد. وهناك كتاب أبوكريفي اسمه نبوات أخنوخ موجود به هذه النبوة التي أوردها يهوذا، ولكن الكتاب مملوء أيضًا بخرافات مرفوضة. والمعنى أن هناك نبوات منسوبة لأخنوخ بوحي من الروح القدس لكن أتى بعض المنحرفين وأخذوها وأضافوا من عندياتهم باقي الكتاب.

ولكن ليس معنى هذا أن يهوذا قد اقتبس من هذا الكتاب، بل أن الروح القدس الذي أوحى لأخنوخ بهذه النبوة، أوحى ليهوذا بها، وهكذا نجد بولس الرسول قد اقتبس بعض من أقوال الشعراء اليونان (تى12:1) + (أع28:17). فهذه الأقوال التي اقتبسها بولس صحيحة ولكن هذا لا يعني أن كل ما أورده هؤلاء الشعراء في كتبهم لا بُد وأن يكون صحيحا ولا يعني هذا أن يترك يهوذا نبوة صحيحة في كتاب لأن هذا الكتاب أبوكريفي أي محرف وغير صحيح.

وأخنوخ أنجب متوشالح، الذي كان اسمه نبوة عن الهلاك الآتي في الطوفان متو (يموت) شالح (يبعث ثانية). فالطوفان وخلاص نوح وبنيه في الفلك كان رمز للمعمودية إلى فيها تموت الخليقة القديمة الخاطئة لتقوم خليقة جديدة لها حياة (1بط3: 20، 21).

فكأن اسم ابنه نبوة عما سيحدث، خصوصا أن متوشالح ابن أخنوخ مات سنة الطوفان إيذانا بالموت الذي سيأتي على العالم، ولكن كان هناك نجاة وحياة لنوح وبنيه. وكان متوشالح أكبر الناس عمرا، وكأنه بإسمه عاش كنبوة حية أمام الأشرار بالهلاك الآتي عليهم وخلاص الأبرار ونجاتهم من الطوفان الآتي.

وهذا معنى نبوة أخنوخ أن الرب آت في ربوات قديسيه ليدين الأشرار ويهلكهم. ولكن نص نبوة أخنوخ هوذا قد جاء الرب = أتت في الزمن الماضي كأن أخنوخ قد رأى رؤى العين ما سيحدث ووصف ما رآه، تأكيدا على حتمية حدوثه. ونبوة أخنوخ تنطبق على الطوفان أولًا، وعلى كل دينونة يسمح بها الله عقابا للأشرار مثل هلاك سدوم وعمورة أو خراب أورشليم (عدة مرات) وتنطبق على مجيء السيد المسيح للدينونة في نهاية الأيام. ولقد استخدم الله أخنوخ وابنه متوشالح كنبوة حية لتحذير الناس من غضب الله ليتوبوا عن شرورهم.

في ربوات قديسيه = (مت31:25-34) + (كو4:3) + (1 تس13:3) هنا نرى القديسين في مجد مع المسيح، أما الأشرار فيهلكون. بل أن الله سيدين ليس فقط على الأعمال الشريرة بل على كل كلمة شريرة = جميع الكلمات الصعبة.

 

آية 16:- هؤُلاَءِ هُمْ مُدَمْدِمُونَ مُتَشَكُّونَ، سَالِكُونَ بِحَسَبِ شَهَوَاتِهِمْ، وَفَمُهُمْ يَتَكَلَّمُ بِعَظَائِمَ، يُحَابُونَ بِالْوُجُوهِ مِنْ أَجْلِ الْمَنْفَعَةِ.

مدمدمون متشكون = مدمدمون أي متذمرون كما تذمر الشعب في البرية، هؤلاء يبدأ تذمرهم ضد الكنيسة ورئاساتها وينتهي بتذمرهم على الله والتذمر ليس بالفم فقط بل بالقلب، فهناك من يسبح بشفتيه ويتذمر بقلبه أي قلبه مبتعد عن الله. ومتشكون = أي منقبون عن الأخطاء، غير راضين عن نصيبهم مثل الشياطين المتكبرين يبحثون عن أخطاء الرؤساء ليهاجموهم، بل تصل بهم قسوة قلوبهم لأن يشتكوا الله في أي تجربة، متهمين الله بالقسوة، بينما هم = سالكون بحسب شهواتهم = هذا يفقدهم الشبع بالله ويفقدهم الرؤية الصحيحة لمحبة الله وللطريق الذي يرضي الله ويفقدهم تعزيات الله، ويفقدهم بالتالي السلام. ولا يعترفون أبدًا أن خطاياهم هي السبب فيما هم فيه من ضيقات إذ أسلموا أنفسهم للشيطان إذ قبلوا من يده كل هذا الكم من الخطايا. ولاحظ العكس أن دانيال الرجل المحبوب من الله (دا 10: 11) أنه يقول في صلاته أن السبب في خراب أورشليم هو خطيته وخطية آبائه.. "فوجهت وجهي إلى الله السيد طالبا بالصلاة والتضرعات بالصوم والمسح والرماد. وصليت إلى الرب إلهي واعترفت وقلت أيها الرب الإله العظيم ... أخطانا واثمنا وعملنا الشر وتمردنا وحدنا عن وصاياك" (دا9: 3 – 7).

 فمهم يتكلم بعظائم = أي ألسنتهم مملوءة عجرفة واعتداد بالذات يتهمون الله بأنه قد ظلمهم.

يحابون بالوجوه من أجل المنفعة = يحابون كل من يحصلون منه على فائدة. والله هو مصدر كل نعمة في حياتهم، ينكرون عليه أي كلمة شكر.

 

آية 17:- وَأَمَّا أَنْتُمْ أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ فَاذْكُرُوا الأَقْوَالَ الَّتِي قَالَهَا سَابِقًا رُسُلُ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ.

يا لتواضع الرسول، إذ لا يحسب نفسه من ضمن رسل المسيح، داعيا إياهم أن يستمعوا لرسل المسيح

 

آية 18:- فَإِنَّهُمْ قَالُوا لَكُمْ: «إِنَّهُ فِي الزَّمَانِ الأَخِيرِ سَيَكُونُ قَوْمٌ مُسْتَهْزِئُونَ، سَالِكِينَ بِحَسَبِ شَهَوَاتِ فُجُورِهِمْ».

مستهزئون = بكلمة الله وبأن المسيح سيأتي ثانية. سالكين بحسب شهوات فجورهم = منقادين لشهواتهم. وهذا تنبأ عنه كل الرسل (أع29:20) + (2تى1:3-5) + (1يو18:2) + (2بط4،3:3).

أما قوله الزمان الأخير =

1. بعد صعود الرب إلى السماء يحسب الزمان الباقي زمان أخير، فنحن لا ننتظر شيئًا الآن سوى مجيء الرب ثانية للدينونة.

2. كلما وصلنا لنهاية الأزمنة يزداد الارتداد والفجور والهرطقات التي تنتهي بظهور ضد المسيح (2 تس 3:2) + (لو8:18) + (رؤ3:20).

 

آية 19:- هؤُلاَءِ هُمُ الْمُعْتَزِلُونَ بِأَنْفُسِهِمْ، نَفْسَانِيُّونَ لاَ رُوحَ لَهُمْ.

المعتزلون = هم يعزلون أنفسهم بأنفسهم بانشقاقهم عن الكنيسة منحازين إلى عدو الخير. نفسانيون = SENSUAL تعني طبيعيون أي بحسب الإنسان الطبيعي المولود بحسب الجسد ولم تعمل فيه النعمة عملها وتغيره إلى خليقة جديدة، فالمولود من الماء والروح يصير خليقة جديدة (2كو17:5)، ولكن من لا يخضع لعمل الروح يرجع ليكون إنسانا بحسب الطبيعة الخاطئة لذلك قال لا روح لهم = أي غير سالكين بحسب روح الله القدوس. إذًا نحن أمام طبيعتين، الأولى جسدانية حسية تنساق وراء الأحاسيس والشهوات وليس لروح الله والثانية منساقة لروح الله (1كو14:2-16). ولأن هؤلاء جسدانيين شهوانيين، انشقوا عن الكنيسة التي يقودها الروح القدس وعن أبنائها الروحيين، فهم كأنهم بلا روح فالروح لا يقودهم بل شهواتهم وغرائزهم هي التي تقودهم.

 

آيات 21،20:- وَأَمَّا أَنْتُمْ أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ فَابْنُوا أَنْفُسَكُمْ عَلَى إِيمَانِكُمُ الأَقْدَسِ، مُصَلِّينَ فِي الرُّوحِ الْقُدُسِ، وَاحْفَظُوا أَنْفُسَكُمْ فِي مَحَبَّةِ اللهِ، مُنْتَظِرِينَ رَحْمَةَ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ لِلْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ.

نحن أمام عمل الثالوث، فالروح القدس يعطينا أن نعرف كيف نصلي ويشفع فينا بأنات لا ينطق بها (رو26:8) أي يعطينا أن نكون في وضع وفكر وطلبات وشهوات مرضية لله ، ويعطينا محبة وثقة وطاعة وتسليم لإرادة الله فينا. والله الآب يحيطنا بمحبته فهو "الله محبة" (1يو16:4). والابن يشملنا برحمته = رَحْمَةَ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، إذ يشفع فينا بدمه أمام الآب فنوجد مقبولين لدى الآب. إبنوا أنفسكم = الرسول بعدما حذرنا من المعلمين الكذبة عاد ليوجه أنظارنا إلى حياتنا الداخلية، لأن في بناء حياتنا الداخلية خير وسيلة لتجنب خطر هؤلاء المضللين، وضمان خلاص نفوسنا وكلمة إبنوا جاءت في صيغة الاستمرار، فهذه تستمر طوال العمر ونحن نبني أنفسنا بجهادنا والاستسلام لعمل نعمة الله (أع32:20).

وجهادنا هو في تطبيق كلمة الله في حياتنا فنكون إنجيلا معاشا.

على إيمانكم الأقدس = أي رافضين كل انحراف فكري أو عقيدي عن الإيمان المُسَلَّم مرة للقديسين، هذا الذي لم يحرفه المعلمون الكذبة. الحياة الروحية تقوم على إيمان أقدس مستقيم بلا انحراف هذا الإيمان يلزم أن يكون مرتبط بالأعمال لذلك يقول فإبنوا = إشارة لضرورة الجهاد مصلين في الروح القدس = أهم وسيلة للبناء هي الصلاة، وكل عمل أو جهاد بلا صلاة يكون باطلا. والصلاة في الروح القدس تعني أن الروح القدس يعين ضعفاتنا ويوجه قلوبنا ويلهم فينا تضرعاتنا وتعني أن نكون في شركة مع الله في المسيح يسوع بواسطة الروح القدس (رو26،16،9:8) + (أف18:6). هي صلاة تحت إرشاد وتأثير الروح. والروح القدس نسمع صوته داخلنا:-

1) الروح القدس يعطينا أفكار وكلمات ننطق بها في الصلاة "خذوا معكم كلاما... قولوا" (هو14: 2) ويقول داود النبي "لساني قلم كاتب ماهر" (مز 45). فكان الروح القدس هو الذي يضع الكلمات على فم داود.

2) يعطينا الروح القدس الشعور بالإنسحاق أمام الله بفتح أعيننا على قداسة الله وخزينا أمامه بسبب خطايانا. والمنسحق يسكن عنده الله (إش57: 15) ومن يسكن الله عنده يعطيه الشعور المفرح بالبنوة. وهذا معنى السجود لله بالروح والحق (يو4).

3) ويعطينا رؤية صحيحة عن المسيح، فهو يأخذ مما له ويخبرنا (يو16: 14)، ويعطينا الشعور بأبوة الله لنا (غل 4: 6).

4) يسكب مشاعر الحب لله في قلوبنا (رو5: 5).

وكل هذا بحوار داخلي وبإقناع (إر20: 7).ومن له أذنان للسمع فليسمع ما يقوله الروح(رؤ2،3).

إحفظوا أنفسكم في محبة الله = هذه هي الطريقة الثانية للبناء، أن ندخل في محبة الله، في علاقة مستمرة مع الله، تنمو محبتنا له ونكتشف محبته لنا فنحبه بالأكثر، خصوصا بعد ما أعطاه لنا الروح. ومن يحبه سيمتنع عن كل خطية تغضبه وسينفذ كل وصية قالها (يو 23:14).

منتظرين رحمة ربنا يسوع للحياة الأبدية = هذه هي الطريقة الثالثة للبناء. أن نحيا منتظرين مجيء المسيح، متوقعين مجيئه (أو موتنا بالجسد في أي لحظة)، نحيا ساهرين مستعدين كأننا سنلقاه الآن. ومتوقعين في نفس الوقت أنه عند مجيئه يشملنا برحمته لنحيا معه حياة أبدية وخلال انتظارنا لا نطلب سوى رحمته فنحن لا نستحق شيء. لا معنى لجهادنا وحفظنا أنفسنا طاهرين ما لم نكن نتوقع بالرجاء حياة أبدية.

نحن محفوظين في محبة الآب برحمة الابن وبعمل الروح القدس فينا

الذي يدفعنا للصلاة أي للصلة مع الله بطريقة صحيحة.

انتظار مجيء المسيح وما سيعطيه لنا من أمجاد يجعلنا نحتقر الأمور الزمنية والملذات الجسدانية.

(ولاحظ أن مَنْ عاش يصلي في الروح القدس ويحفظ نفسه من المؤكد أنه ستشمله رحمة ربنا يسوع في الحياة الأبدية)

 

آية 22:- وَارْحَمُوا الْبَعْضَ مُمَيِّزِينَ.

مميزين = البعض تشكك وضعف بسبب كثرة الهرطقات والبعض لا يتورع أن ينشر الهرطقات في تحد لله وللكنيسة. فالنوع الأول يحتاج للرحمة والصبر، والثاني يحتاج للشدة لمقاومة مبادئه المنحرفة. وعلى الكنيسة أن تميِّز مَنْ الذي تعامله بالرحمة، ومن الذي تقطعه وتعامله بشدة. ويقول القديس يوحنا الدرجي "من يرعى الخراف لا ينبغي أن يكون أسدا ولا نعجة".

 

آية 23:- وَخَلِّصُوا الْبَعْضَ بِالْخَوْفِ، مُخْتَطِفِينَ مِنَ النَّارِ، مُبْغِضِينَ حَتَّى الثَّوْبَ الْمُدَنَّسَ مِنَ الْجَسَدِ.

طلبته من اجلهم.

خلصوا البعض = تعاملوا مع من ارتد، أو انحرف في طريق الخطية وحاولوا أن تعيدوا ما أمكنكم أن تعيدوه لحظيرة المسيح. ولكن في تعاملكم معهم احذروا من أن تتأثروا باقتناعاتهم ومواقفهم أو خطاياهم فتتلوثوا بها = مبغضين حتى الثوب المدنس من الجسد = أي نتعامل مع الخطاة كمن هم مصابين بداء خبيث قابل للعدوى ينبغي أن نحترس منه أشد الاحتراس، كما كان اليهود يفعلون إذ يحرقون ثياب الأبرص.

والكلمة المستخدمة للثوب هنا هو الثوب الداخلي الملاصق للجسد إشارة للجو المحيط بالخاطئ، وإشارة لأن الثوب الملامس للجسم يتدنس بما يفرزه الجسم. وهؤلاء الخطاة يفرزون سموما بهرطقاتهم وفجورهم فلنحذر منها ونحن نحاول أن نجذبهم من حياتهم الخاطئة = مختطفين من النار = نختطفهم من نار الخطية التي تقود لنار جهنم (مت10:3-12) + (رؤ8:21). وكان لوط وبناته قد انتشلوا من النار.

بالخوف = وأنتم خائفين من أن تتلوثوا أو تفهم بأن تخيفوهم من الهلاك والأقرب للمنطق أن يخاف الخادم من أن يتأثر بخطايا المخدوم الشريرة فهذا يتفق مع تشبيه مبغضين حتى الثوب المدنس من الجسد.

 

آية 24:- وَالْقَادِرُ أَنْ يَحْفَظَكُمْ غَيْرَ عَاثِرِينَ، وَيُوقِفَكُمْ أَمَامَ مَجْدِهِ بِلاَ عَيْبٍ فِي الابْتِهَاجِ.

غير عاثرين = فكريًا وعقيديًا وإيمانيًا وسلوكيًا. وإذا كان الله قادر أن يحفظنا، إذًا علينا أن لا نخاف من الخدمة وسط المنحرفين.

 يوقفكم أمام مجده = يذكرنا بالمجد المعد لنا لنتشجع ونسهر ونخدم بأمانة.

 

آية 25:- الإِلهُ الْحَكِيمُ الْوَحِيدُ مُخَلِّصُنَا، لَهُ الْمَجْدُ وَالْعَظَمَةُ وَالْقُدْرَةُ وَالسُّلْطَانُ، الآنَ وَإِلَى كُلِّ الدُّهُورِ. آمِينَ.

الإله الحكيم = الذي يعرف كيف يحفظ كنيسته، ويتعامل مع كل نفس لذلك يسبحه الرسول قائلًا = له المجد والعظمة...

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

← تفاسير أصحاحات يهوذا: مقدمة | 1

 

الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/pub_Bible-Interpretations/Holy-Bible-Tafsir-02-New-Testament/Father-Antonious-Fekry/26-Resalet-Yahooza/Tafseer-Resalat-Yahoza__01-Chapter-01.html

تقصير الرابط:
tak.la/s2nbsy7