St-Takla.org  >   pub_Bible-Interpretations  >   Holy-Bible-Tafsir-01-Old-Testament  >   Father-Tadros-Yacoub-Malaty  >   19-Sefr-Astir
 

تفسير الكتاب المقدس - العهد القديم - القمص تادرس يعقوب

سلسلة "من تفسير وتأملات الآباء الأولين"

أستير 6 - تفسير سفر أستير

الله يمجد مردخاي

 

محتويات:

(إظهار/إخفاء)

* تأملات في كتاب أستير:
تفسير سفر أستير: أستير 1 | أستير 2 | أستير 3 | أستير 4 | أستير 5 | أستير 6 | أستير 7 | أستير 8 | أستير 9 | أستير 10

نص سفر أستير: أستير 1 | أستير 2 | أستير 3 | أستير 4 | أستير 5 | أستير 6 | أستير 7 | أستير 8 | أستير 9 | أستير 10 | أستير 11 | أستير 12 | أستير 13 | أستير 14 | أستير 15 | أستير 16 | أستير كامل

الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح

← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

في أمانة وبحب صادق تذلل مردخاي أمام الله وحث أستير على العمل بطريقة روحية، إذ عاد إلى عمله في القصر لم يتراجع عن سلوكه الروحي التقوى إذ لم يسجد لهامان. قضى هامان الليلة كلها يعد الصليب ليتشفي في مردخاي، لكن الله نزع النوم أيضًا عن عيني الملك حتى يتمجد مردخاي ويبطل عمل هامان.

 

1. الملك يذكر أعمال مردخاي

 

[1 -3].

2. الملك يستشير هامان

 

[4 -9].

3. هامان يسقط أمام مردخاي

 

[10 -11].

4. انهيار هامان

 

[12 -14].

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

St-Takla.org Image: The attendants replied, ‘Nothing has been done.’ ‘Who is in the royal court?’ the King asked. ‘Haman is standing in the court,’ they replied. (He had come to ask for Mordecai to be executed by being impaled on the pole he had erected) ‘Bring Haman in,’ the king ordered. (Esther 6: 3-5) - Esther, Bible illustrations by James Padgett (1931-2009), published by Sweet Media صورة في موقع الأنبا تكلا: "فقال غلمان الملك الذين يخدمونه: «لم يعمل معه شيء». فقال الملك: «من في الدار؟» وكان هامان قد دخل دار بيت الملك الخارجية لكي يقول للملك أن يصلب مردخاي على الخشبة التي أعدها له. فقال غلمان الملك له: «هوذا هامان واقف في الدار». فقال الملك: «ليدخل»" (أستير 6: 3-5) - صور سفر أستير، رسم جيمز بادجيت (1931-2009)، إصدار شركة سويت ميديا

St-Takla.org Image: The attendants replied, ‘Nothing has been done.’ ‘Who is in the royal court?’ the King asked. ‘Haman is standing in the court,’ they replied. (He had come to ask for Mordecai to be executed by being impaled on the pole he had erected) ‘Bring Haman in,’ the king ordered. (Esther 6: 3-5) - Esther, Bible illustrations by James Padgett (1931-2009), published by Sweet Media

صورة في موقع الأنبا تكلا: "فقال غلمان الملك الذين يخدمونه: «لم يعمل معه شيء». فقال الملك: «من في الدار؟» وكان هامان قد دخل دار بيت الملك الخارجية لكي يقول للملك أن يصلب مردخاي على الخشبة التي أعدها له. فقال غلمان الملك له: «هوذا هامان واقف في الدار». فقال الملك: «ليدخل»" (أستير 6: 3-5) - صور سفر أستير، رسم جيمز بادجيت (1931-2009)، إصدار شركة سويت ميديا

1. الملك يذكر أعمال مردخاي:

"1 فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ طَارَ نَوْمُ الْمَلِكِ، فَأَمَرَ بِأَنْ يُؤْتَى بِسِفْرِ تَذْكَارِ أَخْبَارِ الأَيَّامِ فَقُرِئَتْ أَمَامَ الْمَلِكِ. 2 فَوُجِدَ مَكْتُوبًا مَا أَخْبَرَ بِهِ مُرْدَخَايُ عَنْ بِغْثَانَا وَتَرَشَ خَصِيَّيِ الْمَلِكِ حَارِسَيِ الْبَابِ، اللَّذَيْنِ طَلَبَا أَنْ يَمُدَّا أَيْدِيَهُمَا إِلَى الْمَلِكِ أَحَشْوِيرُوشَ. 3 فَقَالَ الْمَلِكُ: «أَيَّةُ كَرَامَةٍ وَعَظَمَةٍ عُمِلَتْ لِمُرْدَخَايَ لأَجْلِ هذَا؟» فَقَالَ غِلْمَانُ الْمَلِكِ الَّذِينَ يَخْدِمُونَهُ: «لَمْ يُعْمَلْ مَعَهُ شَيْءٌ»." [1-3].

 

إنه لتوقيت عجيب، فبينما كانت أستير تعد الوليمة ولم يكن سهلًا عليها أن تهاجم هامان المحبوب لدى الملك، وكان هامان يسهر الليلة كلها يعد لمردخاي صليبًا ضخمًا، كان الله يستخدم كل الأحداث معًا لتحقيق خطته الخلاصية في أروع صورة. فما لم يستطع مردخاي وأستير عمله قام به الرب نفسه إذ نزع النوم عن عينيه حتى يحثه على مكافأة مردخاي من أجل أمانته في العمل وإنقاذ حياته.

هنا يليق بنا أن نقف قليلًا فنرى صلوات مردخاي تُستجاب في الوقت المناسب وحين أقول صلواته لا أقصد مجرد الكلمات الخارجية من فمه، وإنما حياته كلها. فكل عمل روحي وكل أمانة وكل تقديس يحول حياتنا إلى صلوات مقبولة لدى الله. فما فعله مردخاي منذ سنوات حين خدم الملك بأمانة وأنقذه من المؤامرة الرديئة إنما كان صلاة لله نفسه الذي يقبل كل عمل روحي وأمانة كرائحة بخور طيبة. بهذا نفهم قول المرتل: "أما أنا فصلاة" (مز 109: 4)، مدركين أن كل عضو في جسدنا وكل عاطفة وأحساس إنما يكون بتقديسه وجهاده في الرب أشبه بلسان عملي يفتح أبواب السماء ليدخل بنا إلى حضرة الله. فالبار صلاته تقتدر كثيرًا في فعلها (يع 5: 16)، لأن ما ينطق به لسانه من طلبات يخرج متناسقًا مع ما تعلنه حياته كلها بكونها صلاة. وعلى العكس صلاة الأشرار مكرهة أمام الرب، لأنه ينطق بشيء بينما تنطق حياته بشيء آخر فيكون نشاذًا لا يستريح له الرب.

إستجاب الرب لصلوات مردخاي التي قدمها بحياته العملية كما بلسانه، فبينما كان هامان يحكم خطته ليهوى بمردخاي حتى التراب، إذا بالله "يقيم المسكين من التراب، يرفع الفقير من المزبلة للجلوس مع الشرفاء، ويملكهم كرسي المجد، لأن للرب أعمدة الأرض" (1 صم 2: 8).

طار النوم من عيني الملك، وإذ تذكر أعمال مردخاي وسأل عن مكافأته حسب ما ناله كلا شيء ولم يستريح في قلبه حتى يرد له الحب بالحب. لقد أدرك أنه انقذ حياته، فأية مكافأة تليق أمام هذا العمل؟! حقًا إن كان هذا هو إحساس ملك عُرف بالوحشية فماذا يليق بنا أن نرد الله مقابل محبته إذ خلصنا من خطايانا المهلكة، وكما يقول القديس يوحنا الذهبي الفم: [إن كان مردخاي هذا عندما تذكر الملك خدماته صارت نافعة له وبسببها ارتفع إلى مجد عظيم هكذا، فكم بالحري يليق بنا أن نكون شاكرين لله ونقدم له بفيض كل ما لنا عندما نذكر غفرانه لخطايانا التي ارتكبناها ضده وما قدمه لنا من صلاح؟!(32)].

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

2. الملك يستشير هامان:

4 فَقَالَ الْمَلِكُ: «مَنْ في الدَّارِ؟» وَكَانَ هَامَانُ قَدْ دَخَلَ دَارَ بَيْتِ الْمَلِكِ الْخَارِجِيَّةَ لِكَيْ يُقُول لِلْمَلِكَ أَنْ يُصْلَبَ مُرْدَخَايُ عَلَى الْخَشَبَةِ الَّتِي أَعَدَّهَا لَهُ. 5 فَقَالَ غِلْمَانُ الْمَلِكِ لَهُ: «هُوَذَا هَامَانُ وَاقِفٌ فِي الدَّارِ». فَقَالَ الْمَلِكُ: «لِيَدْخُلْ». 6 وَلَمَّا دَخَلَ هَامَانُ قَالَ لَهُ الْمَلِكُ: «مَاذَا يُعْمَلُ لِرَجُل يُسَرُّ الْمَلِكُ بِأَنْ يُكْرِمَهُ؟» فَقَالَ هَامَانُ فِي قَلْبِهِ: «مَنْ يُسَرُّ الْمَلِكُ بِأَنْ يُكْرِمَهُ أَكْثَرَ مِنِّي؟» 7 فَقَالَ هَامَانُ لِلْمَلِكِ: «إِنَّ الرَّجُلَ الَّذِي يُسَرُّ الْمَلِكُ بِأَنْ يُكْرِمَهُ 8 يَأْتُونَ بِاللِّبَاسِ السُّلْطَانِيِّ الَّذِي يَلْبَسُهُ الْمَلِكُ، وَبِالْفَرَسِ الَّذِي يَرْكَبُهُ الْمَلِكُ، وَبِتَاجِ الْمُلْكِ الَّذِي يُوضَعُ عَلَى رَأْسِهِ، 9 وَيُدْفَعُ اللِّبَاسُ وَالْفَرَسُ لِرَجُل مِنْ رُؤَسَاءِ الْمَلِكِ الأَشْرَافِ، وَيُلْبِسُونَ الرَّجُلَ الَّذِي سُرَّ الْمَلِكُ بِأَنْ يُكْرِمَهُ وَيُرَكِّبُونَهُ عَلَى الْفَرَسِ فِي سَاحَةِ الْمَدِينَةِ، وَيُنَادُونَ قُدَّامَهُ: هكَذَا يُصْنَعُ لِلرَّجُلِ الَّذِي يُسَرُّ الْمَلِكُ بِأَنْ يُكْرِمَهُ».

 

جاء هامان في الصباح المبكر بعد ليلة ربما قضاها كلها مع النجارين في عمل الصليب، وإذ أراد مقابلة الملك ليستأذنه في صلب مردخاي حتى ينعم بالسلام الداخلي قبل تمتعه بوليمة أستير، وجد الملك نفسه يطلبه ليستشيره، قائلًا له: "ماذا يُعمل لرجل يُسر الملك أن يكرمه؟ فقال هامان في قلبه: من يُسر الملك بأن يكرمه أكثر منيّ؟!" [6]. وفي كبرياء قلبه ظن أنه ليس من إنسان يحبه الملك مثله، فبالغ في التكريم جدًا، ولم يدرك أنه "قبل الكسر الكبرياء وقبل السقوط تشامخ الروح" (أم 16: 18)، وأنه "تأتي الكبرياء فيأتي الهوان، ومع المتواضعين حكمة" (أم 11: 2). وكما يقول الأب مار إسحق السرياني: [المجد الزمني يشبه صخرة مختفية في البحر، لا يعرفها البحار قبل أن تصطدم بها سفينة ويتمزق قاعها وتمتلئ ماءً(33)].

St-Takla.org Image: Mordecai Honored - The triumph of Mordecai - Esther 6:11  صورة في موقع الأنبا تكلا: تكريم مردخاي - نصرة مردخاي - إستير 6: 11

St-Takla.org Image: Mordecai Honored - The triumph of Mordecai - (Esther 6:11).

صورة في موقع الأنبا تكلا: تكريم مردخاي - نصرة مردخاي - (إستير 6: 11).

بالغ في التكريم فطلب أن يلبس المحبوب من الملك الثوب الملوكي ويركب فرس الملك وتتوج رأس الفرس بتاج كعادة الأشوريين والفارسيين، وأن يُنادي أمامه في ساحة المدينة: هكذا يُصنع بالرجل الذي يُسر الملك بأن يكرمه.

لقد حمل هامان روح إبليس الذي كرمه الله -قبل السقوط- فكان كاروبًا مع أعلى الطغمات السمائية، وفي كبرياء أراد أن يختلس ما لله لحساب نفسه(34)، هكذا أراد هامان أن يختلس ثوب الملك وفرسه وكرامته!

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

3. هامان يسقط أمام مردخاي:

10 فَقَالَ الْمَلِكُ لِهَامَانَ: «أَسْرِعْ وَخُذِ اللِّبَاسَ وَالْفَرَسَ كَمَا تَكَلَّمْتَ، وَافْعَلْ هكَذَا لِمُرْدَخَايَ الْيَهُودِيِّ الْجَالِسِ فِي بَابِ الْمَلِكِ. لاَ يَسْقُطْ شَيْءٌ مِنْ جَمِيعِ مَا قُلْتَهُ». 11 فَأَخَذَ هَامَانُ اللِّبَاسَ وَالْفَرَسَ وَأَلْبَسَ مُرْدَخَايَ وَأَرْكَبَهُ فِي سَاحَةِ الْمَدِينَةِ، وَنَادَى قُدَّامَهُ: «هكَذَا يُصْنَعُ لِلرَّجُلِ الَّذِي يُسَرُّ الْمَلِكُ بِأَنْ يُكْرِمَهُ».

 

سقطت كلمات الملك على أُذني هامان كصاعقة حين قال له: "أفعل هكذا لمردخاي اليهودي الجالس في بيت الملك، لا يسقط شيء من جميع ما قلته" [10]. فإن كان هامان لا يطيق مردخاي بسبب جنسيته وانتسابه لله، فها هو الملك يمجده ويكرمه ملقبًا إياه "اليهودي"، ولعله عرف ذلك خلال مناقشته بخصوص مكافأته.

يا للعجب تذلل مردخاي فرفعه الملك إلى كرامة فائقة، وتكبر قلب هامان فهوى إلى تحت قدميه. من أجل تذلل مردخاي فارتفع لكي ينقذ حياتهم ويحول يوم هلاكهم القاتم إلى عيد الفوريم المفرح، وأما هامان فبتشجيع أحبائه تكبر فسقط وهلك مع بنيه وكل عائلته.

ماذا نرى في مردخاي الممجد إلاَّ عمل المسيح الممجد الذي رفعنا معه إلى مجده بعد أن تذلل من أجلنا وصرخ بسببنا على الصليب صرخة مرّة. لبس مردخاي الثوب الملكي أما السيد المسيح فأعطانا ذاته لكي نلبسه (غل 3: 27) فنختفي فيه. ركب مردخاي فرسًا ملوكيًا أما السيد المسيح فوهبنا نعمته الإلهية لتحملنا من مجد إلى مجد وتنطلق بنا إلى حضن أبيه. نال مردخاي تاج الملك أما السيد المسيح فوهبنا فيه شركة الطبيعة الإلهية وجعلنا ورثة الله ووارثون مع المسيح (رو 8: 27)، فيه صرنا موضع سرور الآب، وكان يُنادي أمامنا: "هكذا يفعل بالرجل الذي يُسر الملك بأن يكرمه".

بقدر ما تمجد مردخاي هوى هامان أمامه حتى صار تحت قدميه، وكما يقول الأب أفراهات: [وطأ مردخاي عنق هامان مضطهده، وداس يسوع على أعدائه بقدميه(35)].

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

4. انهيار هامان:

12 وَرَجَعَ مُرْدَخَايُ إِلَى بَابِ الْمَلِكِ. وَأَمَّا هَامَانُ فَأَسْرَعَ إِلَى بَيْتِهِ نَائِحًا وَمُغَطَّى الرَّأْسِ. 13 وَقَصَّ هَامَانُ عَلَى زَرَشَ زَوْجَتِهِ وَجَمِيعِ أَحِبَّائِهِ كُلَّ مَا أَصَابَهُ. فَقَالَ لَهُ حُكَمَاؤُهُ وَزَرَشُ زَوْجَتُهُ: «إِذَا كَانَ مُرْدَخَايُ الَّذِي ابْتَدَأْتَ تَسْقُطُ قُدَّامَهُ مِنْ نَسْلِ الْيَهُودِ، فَلاَ تَقْدِرُ عَلَيْهِ، بَلْ تَسْقُطُ قُدَّامَهُ سُقُوطًا». 14 وَفِيمَا هُمْ يُكَلِّمُونَهُ وَصَلَ خِصْيَانُ الْمَلِكِ وَأَسْرَعُوا لِلإِتْيَانِ بِهَامَانَ إِلَى الْوَلِيمَةِ الَّتِي عَمِلَتْهَا أَسْتِيرُ.

 

"ورجع مردخاي إلى باب الملك، وأما هامان فأسرع إلى بيته نائحًا ومغطي الرأس" [12].

إذ كُرم مردخاي في ساحة المدينة ونال مجدًا لم يكن يتوقعه أحد عاد إلى بيت الملك مرفوع الرأس، أما هامان الذي كان يسجد له الكل فخجل ورجع إلى بيته نائحًا ومغطي الرأس. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). وكانت تغطيه الرأس بالنسبة للرجل علامة الحزن الشديد والعار، فعندما هرب داود من أمام ابنه أبشالوم "كان يصعد باكيًا، ورأسه مغطى، ويمشي حافيًا، وجميع الشعب الذي معه غطوا كل واحد رأسه" (2 صم 15: 30). وعندما خزي أشراف يهوذا بسبب القحط الشديد ورجوعهم من الأجباب بأوان فارغة غطوا رؤوسهم (إر 14: 3).

St-Takla.org Image: Haman doesn't expect that King Ahasuerus would honor Mordecai (Esther 6:4-9) صورة في موقع الأنبا تكلا: هامان لا يتوقع أن يكرم الملك مردخاي (أستير 6: 4-9)

St-Takla.org Image: Haman doesn't expect that King Ahasuerus would honor Mordecai (Esther 6:4-9)

صورة في موقع الأنبا تكلا: هامان لا يتوقع أن يكرم الملك مردخاي (أستير 6: 4-9)

على كلٍ عاد مردخاي إلى بيت الملك كأنه بيته الخاص به، إذ أعلن الملك أنه المحبوب لديه، وعاد هامان إلى بيته مملوءًا عارًا وخريًا. وكأن مردخاي يُشير إلى النفس الممجدة في الرب الغالبة بالروح القدس فإنها تنطلق إلى السموات "بيت الملك" كما لو كانت بيتها ومسكنها الخاص، أما النفس الشريرة الساقطة كهامان فلا ترجع إلى الحياة الفردوسية إنما تسرع إلى بيتها، أي إلى (الأنا)، فتحيا متقوقعة حول ذاتها، مملوءة حزنًا وخزيًا. تعيش بغطاء الرأس، فتضع برقعًا على عقلها كي لا ينطلق ليرى الإلهيات ويعاين السموات ويسبح في الأبديات.

عاد هامان إلى بيته ليلتقي مع زرش زوجته وحكمائه (السحرة) ليعلنوا له سقوطه، فيحطموا نفسه بالأكثر، إذ قالوا له: "إذا كان مردخاي الذي ابتدأت تسقط قدامه من نسل اليهود فلا تقدر عليه بل تسقط قدامه سقوطًا..." [13]. لعلهم تنبأوا له بما سيحل به، أو لعلهم أدركوا أن ما كانوا يحلمون به طوال الليل قد انقلب راسًا على عقب وهذا لن يكون محض صدفة إنما تحقق بيد خفية قوية. هنا شعروا أن ما حدث اليوم إنما هو بداية انهيار لهامان وسقوط حتى النهاية، لذا لم يستطيعوا أن يقدموا له كلمة تشجيع أو رجاء.

يبدو أن هذه الكلمات حطمته حتى صار متراخيًا في الذهاب إلى وليمة أستير، إذ قيل: "وفيما هم يكلمونه وصل خصيان الملك وأسرعوا للإتيان بهامان إلى الوليمة التي عملتها أستير" [14].

خرج هامان إلى الوليمة بروح مُغايرة لما كان عليه حين تلقى الدعوة بالأمس، إذ صار كغنمة تُساق إلى الذبح. حقًا "مخيف هو الوقوع في يد الله الحيّ" (عب 10: 31)، وكما يقول المرتل: "تورطت الأمم في الحفرة التي عملوها، في الشبكة التي أخفوها انْتَشَبَت أرجلهم؛ معروف هو الرب، قضاءً أمضى، الشرير يعلق بعمل يديه" (مز 9: 15-16).

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

(32) In Acts hom 38.

(33) A.J. Wensinck: Mystical Treatises St. Isaac Syrian, P 219.

(35) Dem. 21, On Persecution 20.

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

← تفاسير أصحاحات أستير: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16

الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/pub_Bible-Interpretations/Holy-Bible-Tafsir-01-Old-Testament/Father-Tadros-Yacoub-Malaty/19-Sefr-Astir/Tafseer-Sefr-Esteer__01-Chapter-06.html

تقصير الرابط:
tak.la/zbhmcz6