St-Takla.org  >   pub_Bible-Interpretations  >   Holy-Bible-Tafsir-01-Old-Testament  >   Father-Tadros-Yacoub-Malaty  >   19-Sefr-Astir
 

تفسير الكتاب المقدس - العهد القديم - القمص تادرس يعقوب

سلسلة "من تفسير وتأملات الآباء الأولين"

أستير 1 - تفسير سفر أستير

وليمة أحشويرش

 

محتويات:

(إظهار/إخفاء)

* تأملات في كتاب أستير:
تفسير سفر أستير: أستير 1 | أستير 2 | أستير 3 | أستير 4 | أستير 5 | أستير 6 | أستير 7 | أستير 8 | أستير 9 | أستير 10

نص سفر أستير: أستير 1 | أستير 2 | أستير 3 | أستير 4 | أستير 5 | أستير 6 | أستير 7 | أستير 8 | أستير 9 | أستير 10 | أستير 11 | أستير 12 | أستير 13 | أستير 14 | أستير 15 | أستير 16 | أستير كامل

الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح

← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18 - 19 - 20 - 21 - 22

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

(أس 1-2)

وشتى تفقد ملكها

 

[أس 1].

أستير تصير ملكة

 

[أس 2].

 

وشتي تفقد مُلْكَها

أقام أحشويروش الملك وليمة عظيمة يستعرض فيها مجده وغناه ويمارس فيها الخلاعة، فأفقدته الخمر وعيه [10]، وخسر زوجته الملكة بسبب اشتعال غضبه [12] وقبوله مشورة السكرى [16]... لكن يد الله العجيبة حولت هذا الشر إلى أداة يحقق بها الله خطة خلاص شعبه بإقامة أستير عوض وَشْتِي. بمعنى آخر بينما إبليس يهيئ هامان للإبادة كان الله يعد أستير للخلاص.

 

1. وليمة أحشويروش

 

[1 -9].

2. الملك يطلب الملكة

 

[10 -12].

3. نزع المُلك عن وشتى

 

[13 -22].

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

1. وليمة أحشويروش:

1 وَحَدَثَ فِي أَيَّامِ أَحَشْوِيرُوشَ، هُوَ أَحَشْوِيرُوشُ الَّذِي مَلَكَ مِنَ الْهِنْدِ إِلَى كُوشٍ عَلَى مِئَةٍ وَسَبْعٍ وَعِشْرِينَ كُورَةً، 2 أَنَّهُ فِي تِلْكَ الأَيَّامِ حِينَ جَلَسَ الْمَلِكُ أَحَشْوِيرُوشُ عَلَى كُرْسِيِّ مُلْكِهِ الَّذِي فِي شُوشَنَ الْقَصْرِ، 3 فِي السَّنَةِ الثَّالِثَةِ مِنْ مُلْكِهِ، عَمِلَ وَلِيمَةً لِجَمِيعِ رُؤَسَائِهِ وَعَبِيدِهِ جَيْشِ فَارِسَ وَمَادِي، وَأَمَامَهُ شُرَفَاءُ الْبُلْدَانِ وَرُؤَسَاؤُهَا، 4 حِينَ أَظْهَرَ غِنَى مَجْدِ مُلْكِهِ وَوَقَارَ جَلاَلِ عَظَمَتِهِ أَيَّامًا كَثِيرَةً، مِئَةً وَثَمَانِينَ يَوْمًا. 5 وَعِنْدَ انْقِضَاءِ هذِهِ الأَيَّامِ، عَمِلَ الْمَلِكُ لِجَمِيعِ الشَّعْبِ الْمَوْجُودِينَ فِي شُوشَنَ الْقَصْرِ، مِنَ الْكَبِيرِ إِلَى الصَّغِيرِ، وَلِيمَةً سَبْعَةَ أَيَّامٍ فِي دَارِ جَنَّةِ قَصْرِ الْمَلِكِ. 6 بِأَنْسِجَةٍ بَيْضَاءَ وَخَضْرَاءَ وَأَسْمَانْجُونِيَّةٍ مُعَلَّقَةٍ بِحِبَال مِنْ بَزّ وَأُرْجُوانٍ، فِي حَلَقَاتٍ مِنْ فِضَّةٍ، وَأَعْمِدَةٍ مِنْ رُخَامٍ، وَأَسِرَّةٍ مِنْ ذَهَبٍ وَفِضَّةٍ، عَلَى مُجَزَّعٍ مِنْ بَهْتٍ وَمَرْمَرٍ وَدُرّ وَرُخَامٍ أَسْوَدَ. 7 وَكَانَ السِّقَاءُ مِنْ ذَهَبٍ، وَالآنِيَةُ مُخْتَلِفَةُ الأَشْكَالِ، وَالْخَمْرُ الْمَلِكِيُّ بِكَثْرَةٍ حَسَبَ كَرَمِ الْمَلِكِ. 8 وَكَانَ الشُّرْبُ حَسَبَ الأَمْرِ. لَمْ يَكُنْ غَاصِبٌ، لأَنَّهُ هكَذَا رَسَمَ الْمَلِكُ عَلَى كُلِّ عَظِيمٍ فِي بَيْتِهِ أَنْ يَعْمَلُوا حَسَبَ رِضَا كُلِّ وَاحِدٍ. 9 وَوَشْتِي الْمَلِكَةُ عَمِلَتْ أَيْضًا وَلِيمَةً لِلنِّسَاءِ فِي بَيْتِ الْمُلْكِ الَّذِي لِلْمَلِكِ أَحَشْوِيرُوشَ.

 

تعاظمت مملكة مادي وفارس وهزمت مملكة بابل فصار اليهود الذين سبوا إلى بابل تحت حكم فارس. وقد بلغ اتساع نطاق هذه المملكة أنها احتملت 127 كورة (دولية) تمتد من الهند إلى كوش [1]، أي إلى النوبة وكردفان جنوب مصر وشمال أثيوبيا. من بين هذه الكور كورة مصر التي احتلها الإمبراطور زركسيس بعد أن فشل والده في اغتصابها.

قلنا أن أحشويروش [1] يُقصد به الملك زركسيس بن داريوس، وإذ لُقب أكثر من ملك باسم أحشويروش يرى بعض الدارسين أن هذه الكلمة لا تعني اسم الملك وإنما هي لقب خاص بملوك فارس مثل القول "فرعون" على ملك مصر.

أراد الملك إظهار غنى مجد ملكة ووقار جلال عظمته [4] فصنع وليمتين عظيمتين: الأولى امتدت 180 يومًا؛ لعلة كان يقيم وليمة يومية لكل كورة على حدة مع ولائم خاصة بالرؤساء معًا أو ربما شملت هذه المدن فترة إعداد الوليمتين الطويلة؛ أما الوليمة الثانية "فأقيمت لجميع الشعب من الكبير إلى الصغير وليمة سبعة أيام في دار جنة قصر الملك" [5].

St-Takla.org Image: King Ahasuerus making a feast (Esther 1:1-9) صورة في موقع الأنبا تكلا: الملك أحشويرش يعمل وليمة (أستير 1: 1-9)

St-Takla.org Image: King Ahasuerus making a feast (Esther 1:1-9)

صورة في موقع الأنبا تكلا: الملك أحشويرش يعمل وليمة (أستير 1: 1-9)

لعله أعد هاتين الوليمتين استعدادًا لتدبير خطة الحرب ضد اليونان إذ يقول هيرودت Herodotus أن الفرس اعتادوا أخذ قراراتهم في مثل هذه الولائم.

وصف الكتاب الوليمة بدقة في تفاصيل، فذكر أنها أقُيمت في شوشن القصر، أما "شوشن" أو "سوسه" فهي عاصمة عيلام منذ حوالي سنة 3000 ق.م، كانت مقرًا للملك كدرلعومر (تك 14: 1)، استولى عليها ملكوك مادي وفارس، وجعلوا منها عاصمة بجانب بابل واكباتانا، وكان الملوك يفضلون البقاء فيها خاصة في فترة الشتاء. أقيمت الوليمة الأولى للرؤساء على ما يبدو داخل القصر، أما الثانية التي ضمت كل الشعب المقيم في القصر وملحقاته (يبدو أنه كان منفصلًا عن المدينة نفسها (أس 9: 12-13) فأقيمت في حديقة القصر، حيث وجدت مظال (أنسجة) بيضاء وخضراء وأسمانجونية وهي الألوان الملكية في فارس، وقد عُلقت هذه المظال بحبال من بز (كتان أبيض) وارجوان في حلقات من فضة وأعمدة من رخام، تستخدم هذه المظال للوقاية من حرارة الشمس. وكانت الأسرة مرصعة بالذهب والفضة على مجزع أي على أرضية بلاط، من بهت (حجر أبيض يتلألأ) ومرمر ودر ورخام أسود. أما أهم ملامح الوليمة فهو الشرب من الخمر الملكي حيث وُجد بكثرة "حسب كرم الملك" [7]، لكنه ترك حرية الشرب لاختيار كل إنسان.

في الوقت الذي فيه أقام الملك هذه الوليمة، أقامت أيضًا الملكة وليمة للنساء في بيت الملك.

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

2. الملك يطلب الملكة:

10 فِي الْيَوْمِ السَّابعِ لَمَّا طَابَ قَلْبُ الْمَلِكِ بِالْخَمْرِ، قَالَ لِمَهُومَانَ وَبِزْثَا وَحَرْبُونَا وَبِغْثَا وَأَبَغْثَا وَزِيثَارَ وَكَرْكَسَ، الْخِصْيَانِ السَّبْعَةِ الَّذِينَ كَانُوا يَخْدِمُونَ بَيْنَ يَدَيِ الْمَلِكِ أَحَشْوِيرُوشَ، 11 أَنْ يَأْتُوا بِوَشْتِي الْمَلِكَةِ إِلَى أَمَامِ الْمَلِكِ بِتَاجِ الْمُلْكِ، لِيُرِيَ الشُّعُوبَ وَالرُّؤَسَاءَ جَمَالَهَا، لأَنَّهَا كَانَتْ حَسَنَةَ الْمَنْظَرِ. 12 فَأَبَتِ الْمَلِكَةُ وَشْتِي أَنْ تَأْتِيَ حَسَبَ أَمْرِ الْمَلِكِ عَنْ يَدِ الْخِصْيَانِ، فَاغْتَاظَ الْمَلِكُ جِدًّا وَاشْتَعَلَ غَضَبُهُ فِيهِ.

 

"في اليوم السابع لما طاب قلب الملك بالخمر قال لمهومان وبزثا وحربونا وبغثا وأبغثا وزيثار وكركس الخصيان السبعة الذين كانوا يخدمون بين يدي الملك أحشويروش أن يأتوا بوَشْتِي الملكة إلى أمام الملك بتاج المُلك ليُرى الشعوب والرؤساء جمالها لأنها كانت حسنة المنظر" [10-11].

 طاب قلب الملك بالخمر، ففقد اتزانه، وفي حماقة طلب من خصيانه السبعة أن يأتوا بالملكة ليظهر جمالها للشعوب والرؤساء. هنا كلمة "خصي" لا تعني المعنى الحرفي أي الرجل المخصي، وإنما هو لقب كان يُعطى لأصحاب الأعمال الملوكية في مصر وفارس، فرئيس الشرطة فوطيفار دُعي "خصي فرعون" (تك 39: 1)، وهكذا رئيس سقاة فرعون، ورئيس خبازيه (تك 40: 2)... فالخصيان السبعة هم الرجال المؤتمنون على الأعمال الملوكية ولهم حظوة الخدم أمام الملك.

طاب قلب الملك بالخمر فنطق بأمور ملتوية كقول الحكيم: "لا تنظر إلى الخمر إذا إحمرت حين تُظهر حبابها في الكأس وساغت مرقرقة، في الآخر تلسع كالحية وتلدغ كالأفعوان... قلبك ينطق بأمور ملتوية" (أم 23: 31-32)، "ليس للملوك أن يشربوا خمرًا ولا للعظماء المسكر لئلا يشربوا وينسوا المفروض ويغيروا حجة كل بني المذلة" (أم 32: 4-5).

St-Takla.org Image: Queen Vashti refuses to come at the king's command (Esther 1:10-12) صورة في موقع الأنبا تكلا: الملكة وشتى ترفض طلب الملك (أستير 1: 10-12)

St-Takla.org Image: Queen Vashti refuses to come at the king's command (Esther 1:10-12)

صورة في موقع الأنبا تكلا: الملكة وشتى ترفض طلب الملك (أستير 1: 10-12)

إن كنا في المسيح يسوع صرنا ملوكًا (رؤ 1: 6؛ 5: 10) فلا يليق بنا أن نسكر بخمر محبة هذا العالم وملذاته لئلا ننسى شريعة السماء ونفقد عملنا الملوكي اللائق، ونطلب "وَشْتِي" الداخلية لتظهر جمالها أمام الشعوب والرؤساء، أي نقدم أعمال البر والفضائل لنوال مجد بشري ولاستعراض مظهري عوض أن تكون ملكتنا في داخلنا لا تكشف جمالها إلاَّ على عريسها ربنا يسوع!

إن كان الله قد أقام الإنسان كملك روحي، فإنه يليق به ألاَّ يطلب زوجته الملكة لاستعراض جمالها بل يبقيها في بيت النساء تقيم الوليمة للنساء، فيفرحن بها ويخضعن لها. بمعنى آخر لتبقى أجسادنا (الزوجة) خاضعة للنفس (الملك) مختفية في تصرفاتها الملوكية، تعيش بروح الخضوع للنفس لكي تبقى مقدسة في الرب تشارك النفس مجدها وكرامتها الملوكية. لقد أحب بولس الرسول "وَشْتِي" أي جسده الملوكي في الرب وتركها في بيت النساء، حين قال: "أقمع جسدي وأستعبده حتى بعدما كرزت للآخرين لا أصير أنا نفسي مرفوضًا" (1 كو 9: 27)، "فإنه لم يبغض أحد جسده قط بل يقوته ويربيه كما الرب إلى كنيسته، أي كملك نحو الملكة. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). لتعرف النفس مركزها القيادي بالروح القدس، وليعرف الجسد مركزه كمعين للنفس وشريك معها النصرة ويحرم الإنسان بكليته من المجد الملوكي الأبدي.

أراد الملك إبراز جمال الملكة "لأنها كانت حسنة المنظر"، ولم يدرك أنه باستعراض جمالها تفقد مهابتها وتشوه صورتها، لهذا أكدّ ربنا يسوع إلتزامنا بعدم استعراضنا لملكتنا الداخلية، إذ يقول: "لا تعرف شمالك ما تفعله يمينك، لكي تكون صدقتك في الخفاء، فأبوك الذي يرى في الخفاء هو يجازيك علانية" (مت 6: 4). تبقى وَشْتِي في بيت النساء عندما نقدم العبادة لله لا بقصد الظهور أمام الناس وإنما بغلق أبوابنا الداخلية ودخولنا إلى الخفاء نلتقي مع عريسنا غير المنظور، وكما يقول القديس يوحنا الذهبي الفم: [الله نفسه غير منظور لذا يود أن تكون صلاتك أيضًا غير المنظورة(5)]، كما يقول: [الله يرغب أن تُغلق أبواب الذهن أفضل من غلق الأبواب (المنظورة)(6)].

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

3. نزع المُلك عن وشتى:

13 وَقَالَ الْمَلِكُ لِلْحُكَمَاءِ الْعَارِفِينَ بِالأَزْمِنَةِ، لأَنَّهُ هكَذَا كَانَ أَمْرُ الْمَلِكِ نَحْوَ جَمِيعِ الْعَارِفِينَ بِالسُّنَّةِ وَالْقَضَاءِ، 14 وَكَانَ الْمُقَرِّبُونَ إِلَيْهِ كَرْشَنَا وَشِيثَارَ وَأَدْمَاثَا وَتَرْشِيشَ وَمَرَسَ وَمَرْسَنَا وَمَمُوكَانَ، سَبْعَةَ رُؤَسَاءِ فَارِسَ وَمَادِي الَّذِينَ يَرَوْنَ وَجْهَ الْمَلِكِ وَيَجْلِسُونَ أَوَّلًا فِي الْمُلْكِ: 15 «حَسَبَ السُّنَّةِ، مَاذَا يُعْمَلُ بِالْمَلِكَةِ وَشْتِي لأَنَّهَا لَمْ تَعْمَلْ كَقَوْلِ الْمَلِكِ أَحَشْوِيرُوشَ عَنْ يَدِ الْخِصْيَانِ؟» 16 فَقَالَ مَمُوكَانُ أَمَامَ الْمَلِكِ وَالرُّؤَسَاءِ: «لَيْسَ إِلَى الْمَلِكِ وَحْدَهُ أَذْنَبَتْ وَشْتِي الْمَلِكَةُ، بَلْ إِلَى جَمِيعِ الرُّؤَسَاءِ وَجَمِيعِ الشُّعُوبِ الَّذِينَ فِي كُلِّ بُلْدَانِ الْمَلِكِ أَحَشْوِيرُوشَ. 17 لأَنَّهُ سَوْفَ يَبْلُغُ خَبَرُ الْمَلِكَةِ إِلَى جَمِيعِ النِّسَاءِ، حَتَّى يُحْتَقَرَ أَزْوَاجُهُنَّ فِي أَعْيُنِهِنَّ عِنْدَمَا يُقَالُ: إِنَّ الْمَلِكَ أَحَشْوِيرُوشَ أَمَرَ أَنْ يُؤْتَى بِوَشْتِي الْمَلِكَةِ إِلَى أَمَامِهِ فَلَمْ تَأْتِ. 18 وَفِي هذَا الْيَوْمِ تَقُولُهُ رَئِيسَاتُ فَارِسَ وَمَادِي اللَّوَاتِي سَمِعْنَ خَبَرَ الْمَلِكَةِ لِجَمِيعِ رُؤَسَاءِ الْمَلِكِ. وَمِثْلُ ذلِكَ احْتِقَارٌ وَغَضَبٌ. 19 فَإِذَا حَسُنَ عِنْدَ الْمَلِكِ، فَلْيَخْرُجْ أَمْرٌ مَلِكِيٌّ مِنْ عِنْدِهِ، وَلْيُكْتَبْ فِي سُنَنِ فَارِسَ وَمَادِي فَلاَ يَتَغَيَّرَ، أَنْ لاَ تَأْتِ وَشْتِي إِلَى أَمَامِ الْمَلِكِ أَحَشْوِيرُوشَ، وَلْيُعْطِ الْمَلِكُ مُلْكَهَا لِمَنْ هِيَ أَحْسَنُ مِنْهَا. 20 فَيُسْمَعُ أَمْرُ الْمَلِكِ الَّذِي يُخْرِجُهُ فِي كُلِّ مَمْلَكَتِهِ لأَنَّهَا عَظِيمَةٌ، فَتُعْطِي جَمِيعُ النِّسَاءِ الْوَقَارَ لأَزْوَاجِهِنَّ مِنَ الْكَبِيرِ إِلَى الصَّغِيرِ». 21 فَحَسُنَ الْكَلاَمُ فِي أَعْيُنِ الْمَلِكِ وَالرُّؤَسَاءِ، وَعَمِلَ الْمَلِكُ حَسَبَ قَوْلِ مَمُوكَانَ. 22 وَأَرْسَلَ كُتُبًا إِلَى كُلِّ بُلْدَانِ الْمَلِكِ، إِلَى كُلِّ بِلاَدٍ حَسَبَ كِتَابَتِهَا، وَإِلَى كُلِّ شَعْبٍ حَسَبَ لِسَانِهِ، لِيَكُونَ كُلُّ رَجُل مُتَسَلِّطًا فِي بَيْتِهِ، وَيُتَكَلَّمَ بِذلِكَ بِلِسَانِ شَعْبِهِ.

 

إذ رفضت الملكة الحضور "إغتاظ الملك جدًا وإشتعل غضبه فيّه" [12]، وهكذا انقلب إلى النقيض من حب شديد وإعجاب بزوجته الملكة إلى نيران غضب مشتعلة فيّه من جهتها.

استشار الملك الحكماء والعارفين بالأزمنة (ربما يعني السحرة وأصحاب العِرافة) [13]، والعارفين بالسنة والقضاء...، وإذ يبدو وجود خلافات بين الملكة ومموكان أحد هؤلاء المستشارين للملك، بالغ في الأمر وحسب ما فعلته وَشْتِي إساءة لا إلى الملك والرؤساء فحسب بل وكل رجال مملكته، إذ تسمع النساء بما حدث فيحتقرون رجالهن، وطلب منه أن يُنزع المُلك منها ويعطى لِمَن هي أحسن منها [19].

St-Takla.org Image: King Ahasuerus decides to punishes Queen Vashti (Esther 1:13-22) صورة في موقع الأنبا تكلا: الملك يقرر عقاب الملكة وشتى (أستير 1: 13-22)

St-Takla.org Image: King Ahasuerus decides to punishes Queen Vashti (Esther 1:13-22)

صورة في موقع الأنبا تكلا: الملك يقرر عقاب الملكة وشتى (أستير 1: 13-22)

لقد حسب مموكان في تصرف وَشْتِي كسر لقانون الطبيعة وقانون الأسرة، فيفقد الرجل سلطته على زوجته، وتحتقر الزوجة رجلها، وظن أن القوانين هي التي تسند الرجل وتهبه السلطان. لعل هذا التصرف يكشف عن شعور داخلي كان يجتاز في حياة الرجال في ذلك العصر، وهو العجز عن السيطرة والقيادة للأسرة ولم يدركوا أن القيادة الحكيمة لا تستمد قوتها من قوانين وأوامر وإنما بروح الحب الباذل، إذ يقول الرسول: "أيها الرجال أحبوا نساءكم كما أحب المسيح أيضًا الكنيسة وأسلم نفسه لأجلها... وأما أنتم الأفراد فليحب كل واحد امرأته هكذا كنفسه" (أف 5: 25، 33).

يقول مموكان: ليكون كل رجل متسلطًا في بيته ويتكلم بذلك بلسان شعبه" [22]، وبمعنى أنه إن تزوج رجل امرأة من جنس آخر، يلتزم البيت أن يتكلم بلغة الرجل لا المرأة. هذه هي صورة الحياة الأسرية في ذهن رجال فارس، ولم يدركوا أن اللغة التي تسود البيت يجب أن تكون لغة الحب القادر أن يأسر المحبوبين. ليس بين الزوجة والزوج صراع على السلطة وإنما يليق أن يوجد بينهما شوق نحو البذل العامل بالمحبة الداخلية وإدراك لوحدة الحياة والفكر.

لقد أحب أحشويروش وَشْتِي لأجل جمالها وحسبها وغناها، وفي غضبه تشاور مع الآخرين في أمرها، أما نحن فنتقبل الزوجة (أو الزوج) من يدّ الله ليهبنا روح الوحدة فيه مقدسًا العلاقة الأسرية التي لا تنحل. وكما يقول العلامة ترتليان: [كيف أستطيع أن أصف سعادة الزواج الذي تقره الكنيسة، ويثبته القربان، وتختمه البركة، وتذيعه الملائكة، ويعلن الآب شرعيته؟!(7)].

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

(5) In Matt. Hom. 19: 4.

(6) Ibid 19: 3.

(7) To His wife 2: 9.

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

← تفاسير أصحاحات أستير: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16

الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/pub_Bible-Interpretations/Holy-Bible-Tafsir-01-Old-Testament/Father-Tadros-Yacoub-Malaty/19-Sefr-Astir/Tafseer-Sefr-Esteer__01-Chapter-01.html

تقصير الرابط:
tak.la/4k7k49t