St-Takla.org  >   books  >   pope-sheounda-iii  >   calmness
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب الهدوء - البابا شنوده الثالث

32- الأصوات والأضواء والألوان من أسباب عدم الهدوء

 

الأصوات والأضواء والألوان

 

الأصوات العالية تزعج الهدوء، سواء ما يصدر عن القطارات، والعربات، آلات التنبيه، والدراجات البخارية (المتوسيكلات)، وأصوات الطائرات، ومكبرات الصوت في الحفلات وفي الاجتماعات... بل حتى أصوات المارة في الطرقات، وأصوات الباعة في بعض الأحياء الشعبية...

إن صخب الأصوات في المدينة يفقد أهلها هدوء الحواس، وبخاصة إن كانت هذه الأصوات تعلو وتتداخل وتستمر بلا ضابط.

St-Takla.org Image: Lights and Colors, painting - AI art, idea by Michael Ghaly for St-Takla.org, 22 June 2023. صورة في موقع الأنبا تكلا: لوحة أنوار وألوان - فن بالذكاء الاصطناعي، فكرة مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، 22 يونيو 2023 م.

St-Takla.org Image: Lights and Colors, painting - AI art, idea by Michael Ghaly for St-Takla.org, 22 June 2023.

صورة في موقع الأنبا تكلا: لوحة أنوار وألوان - فن بالذكاء الاصطناعي، فكرة مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، 22 يونيو 2023 م.

وحتى في أحاديث الناس العادية.

هناك من يتحدثون في هدوء، فلا تسمع لهم صوتًا وغيرهم يتكلمون، فيسببون ضوضاء تفقد المكان هدوءه، ويشعر سامعوهم كما لو كانوا في شجار أو في معركة.

الوضع الهادئ أن يتكلم الإنسان على قدر إحتياج سامعه، فلا يرفع صوته فوق الحاجة... هكذا يفعل الهادئون... ومحبو الهدوء لا يستريحون إلى الصوت العالى ولا إلى الصوت الحاد، إذ أن ذلك يزعج حواسهم.

القديس المتوحد الأنبا أرسانيوس، لما سمع صوت بوص تحركه الريح، قال: [ما هذا الزلزال؟!] لأن أذنيه تعودتا على الجو الهادئ.

← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.

لذلك قد تكون التليفونات أحيانًا سببًا يفقد البعض هدوءهم.

إذا ما أكثر البعض إستعمالها... وطالت أحاديثهم، وأفقدت الإنسان إحساسه بملكيته لوقته، أو أشعرته بأنه قد فقد راحته، أ أن أعماله قد تعطلت...

لذلك فإن الذين يريدون تقضية وقت هادئ، يبعدون عن التليفونات أو عن إستخدامها، ويقصرون ذلك على الضروريات فقط.

والألوان كذلك منها ما يشيع الهدوء في النفس. ومنها ما يثير الناظر إليه.

فاللون الأخضر مثلًا لون هادئ، وكذلك اللون السماوى، يعكس الألوان الحمراء والصاخبة، إلا إذا كان ذلك اللون مجرد تنوع في مجموعة، يعطى وجوده جمالًا خاصًا.

ولذلك فإن كثيرًا من الناس يختارون لجدران بيوتهم ألوانًا مريحة للنظر، وكذلك ألوان أثاثاتهم، وألوان ملابسهم. ويختارون في حدائقهم ألوانًا من الزهور تريح أعصابهم.

وكما نذكر الألوان، نذكر الأضواء أيضًا:

الأضواء الشديدة مثيرة وتتعب العين والأعصاب. وهكذا فإن الكشافات القوية التي للسيارات تتعب أعين السائقين في الإتجاه المضاد. ولعلنا نرى أن بعض الشوارع في المدن الكبيرة تضاء بلمبات هادئة الضوء بلون خاص (أصفر تقريبًا).

كذلك فإن الكنائس حينما كانت تضاء بالشموع، كان جوها أكثر هدوءًا وهيبة وخشوعًا. من حالها حينما دخلتها بهرجة الأضواء.

تحدثنا عن الأسباب التي هي ضج هدوء الحواس. ننتقل إلى سبب آخر يعكر الهدوء، ولكنه: ضد هدوء النفس.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/pope-sheounda-iii/calmness/sounds-lights-colors.html

تقصير الرابط:
tak.la/6p566xj