St-Takla.org  >   books  >   pope-sheounda-iii  >   calmness
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب الهدوء - البابا شنوده الثالث

33- ضد هدوء النفس

 

(ب) ضد هدوء النفس:

 

1- هناك أسباب كثيرة تعكر هدوء النفس منها أخطاء الآخرين.

قد تكون تصرفاتهم مؤذية أو مقلقة أو مثيرة، تفقد الإنسان هدوءه. وقد تكون أخطاؤهم مؤذية. وربما تكون لهم حروب أو معاكسات أو محاولات للمضايقة. وهكذا قد يفقد إنسان هدوءه، بسبب جار مشاكس، أو زميل متعب في العمل، أو في الخدمة، أو بسبب أخطاء أناس تسبب لهم ضررًا، أو تجعله في حالة حرص مستمر أو حالة توتر بسبب ما يتوقعه من أخطائهم.

قد يخرج المدرس عن هدوئه بسبب تصرفات تلاميذه. وقد يفقد الأب أو الأم هدوءه بسبب أخطاء الابن. ربما تصرفات أفراد من الشعب تضر بهدوء البلد كله...

 

St-Takla.org Image: Time cycle, globe, by Amgad Wadea صورة في موقع الأنبا تكلا: عجلة الزمن، الكرة الأرضية، الوقت، رسم أمجد وديع

St-Takla.org Image: Time cycle, globe, by Amgad Wadea.

صورة في موقع الأنبا تكلا: عجلة الزمن، الكرة الأرضية، الوقت، رسم أمجد وديع.

2- وقد يفقد الإنسان هدوءه بسبب معاشرة غير الهادئين:

فإن عاشر إنسانًا قلقًا أو مضطربًا أو خائفًا -ربما تنتقل عدوى أخطائه إليه- ينتقل إليه خوف هذا الشخص، أو إضطرابه. وبالعكس فإن معاشرة الهادئين تدخل الهدوء إلى النفس.

أخطائه إليه. ينتقل إليه خوف هذا الشخص، أو إضطرابه. وبالعكس فإن معاشرة الهادئين تدخل الهدوء إلى النفس.

إن كثيرًا من النواحي النفسية يمتصها الإنسان من غيرة، جيدة كانت أو رديئه

وكما كتب أحد الأدباء: "قل لي هو صديقك، أقول لك من أنت "..

لذلك ليس غريبًا إن داومت الجلوس في مكان فيه سجس، أن تتسجس نفسك بسبب ما تسمعه من أحاديث الناس... وليس بعيدًا إن عاشرات إنسانا كثير الشك، أن يسرى الشك إلى قلبك وإلى فكرك دون أن تقصد ذلك...

← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.

 

3- مما يفقد الهدوء أيضًا: الأخبار ووسائل الإعلام.

ما أكثر ما تقدمة الإذاعات والجرائد والمجلات ودور النشر من أخبار مثيرة قد تزعج الناس، وتؤثر على تفكيرهم وأعصابهم، حتى ليظن البعض أن العالم قارب أن ينتهي، أو أن كوارث توشك أن تحدث.

وقد تتلاحق هذه الأخبار بسرعة، حتى ما يفيق الإنسان من سماع خبر، إلا ويلاحقه خبر آخر. وهكذا يعيش الناس في توتر مستمر. وهناك صحفيون يرون أن الإثارة هي دليل النجاح في نشر أخبارهم، فيختارون العناوين المثيرة والأخبار المثيرة - بغض النظر عما تحدثه في القلوب الناس من أثر!

ونفس الوضع ينطبق على الأخبار التي يرويها الناس في أحاديثهم...

ألأخبار المشاكل والضيقات والآلام، على مستوى عام، أو على مستوى الأسرة أو الفرد... وهناك ن يروى بطريقة فيها انفعال شديد، ينقله إلى سامعه فينفعل بانفعاله...

ويعيش الناس في شد وجذب، من جراء الأخبار المتلاحقة.

حتى أن من يريد أن يحيا في هدوء، يحاول بقدر طاقته أن يبعد بقدر طاقته عن الأخبار المثيرة، أو أن يبعد تأثيرها عليه...

 

4- وأهم ما يفقد الإنسان هدوءه النفسي: المشاكل.

صغار النفوس أقل مشكلة تزعجهم. أما الكبار فقد ينزعجون أمام المشكلة التي تبدو بلا حل. فإن وصلوا إلى حل، تهدأ نفوسهم. الإنسان غير الهادئ يريد أن يقيم الدنيا ويقعدها كلما صادف مشكلة... وربما يقول: "لن أجعل هذا الأمر يمر بخير " " أنا سأعرف كيف أتصرف "!! وقد يكون تصرفه العنيف مشكلة عامة، كالمواصلات مثلًا، أو كالروتين، أو المشكلة الإقتصادية والغلاء.

نذكر نوعًا ثالثًا من الأسباب التي تعكر الهدوء وهي أسباب: ضد هدوء الروح.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/pope-sheounda-iii/calmness/against-calmness-of-spirit.html

تقصير الرابط:
tak.la/nbhs6m7