 |
محبة الضجيج
هناك أشخاص لا يعيشون إلا في صخب، ولا يطيقون الهدوء إطلاقًا. إن ذهبوا إلى مكان تسبقهم ضوضاؤهم، ويعلنون حضورهم بأصواتهم العالية وموكبهم الصاخب. وإن جلسوا في مكان هادئ، يسأمون بسرعة ويتركونه. وإن كان الحاضرون صامتين، يصيح هكذا؟! هل نحن في جناز؟!"
إنهم يبحثون باستمرار عن المشاكل والمثيرات:
إن دخلوا في عضوية أية هيئة أو اية جمعية، لا بُد أن يحدث شيء، لا بُد أن يثار إشكال، ويتكهرب الجو، ويشعرون بهذا أنه صارت لهم شخصية. إن جلسوا في اجتماع، لا بُد أن تعلو أصواتهم، ويبحثوا عن موضوع يعارضونه...
يضخمون الإشكالات، ويثيرون أزمات، لأتفه الأسباب.
وإن وضعوا في منصب رئيس، يتعبون مرؤوسيهم بكثرة الأوامر والنواهى، وبكثرة التحقيقات، وإنشغالهم بتوافه. وإن وجدوا غلطه، ينفجر البركان...
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
لا شك أن وجود جو هادئ، يلزمه محبة الجميع للهدوء.
فالذين لا يحبون الهدوء يظهر ذلك في كل مناسباتهم: أفراحهم أفراح صاخبة تعلو من بعد: أصوات ضجيجها وغنائها وصفيرها، وربما تصحبها طلقات نارية. وحتى أحزانهم في ضجيج أيضًا. فلابد أن ينقلب حال البلد أو الحى إن مالت لهم ميت.
يظنون أنهم لا يكرمون الميت، إن لم يسهروا عليه الليالى بالندب والعويل وعالى الأصوات، وإقامة السرادقات لأيام، وإنفاق المبالغ الطائلة على البرقيات وإعلانات العزاء، وإبطال أفراح القرية لفترة طويلة جدًا، حرصًا على مشاركتهم مصابهم...
المشاركة الوجدادنية لازمة. ولكن المبالغة فيها تضيع الهدوء.
وتوجد طرق للتعبير عن المشاركة، بعيدة عن الصخب، وتتميز بالهدوء. ونتحدث الآن عن الأسباب التي من الخارج:
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/pope-sheounda-iii/calmness/loving-noise.html
تقصير الرابط:
tak.la/hs65jnd
