St-Takla.org  >   books  >   helmy-elkommos  >   biblical-criticism
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب النقد الكتابي: مدارس النقد والتشكيك والرد عليها (العهد القديم من الكتاب المقدس) - أ. حلمي القمص يعقوب

720- هل نسخت المسيحية ما جاء في سفر اللاويين من أحكام وتشريعات كثيرة خاصة بالذبائح والكهنوت اللاوي؟(1)

 

ج: 1- لم يعطِ الله حكمًا قط ثم عاد ونسخه، لأنه هو العالِم بكل الأمور في الماضي والحاضر والمستقبل وكل شيء مكشوف وعريان أمامه، إنما أعطى الله أحكامًا ثم أكملها بحسب القامة الروحية للبشرية، فكما تعطي الطفل اللبن أولًا ثم الطعام الكامل هكذا أعطى الله البشرية الأحكام والشرائع والذبائح والطقوس ثم أستكملها بشريعة العهد الجديد.

 

St-Takla.org Image: The Sacrifice Lamb on the alter (in the Old Testament) is a symbol for the sacrifice of Jesus Christ on the Cross صورة في موقع الأنبا تكلا: خروف الذبيحة في العهد القديم يرمز إلى ذبيحة السيد المسيح على الصليب

St-Takla.org Image: The Sacrifice Lamb on the alter (in the Old Testament) is a symbol for the sacrifice of Jesus Christ on the Cross.

صورة في موقع الأنبا تكلا: خروف الذبيحة في العهد القديم يرمز إلى ذبيحة السيد المسيح على الصليب.

2- كان الهدف من الذبائح وضع رمزًا واضحًا لذبيحة الصليب، وأخذت هذه الذبائح قوتها على مغفرة الخطايا من ارتباطها بذبيحة الصليب، فلم تغفر هذه الذبائح الخطايا إلاَّ في استحقاقات دم المسيح، كمثل إنسان له حساب في البنك بدون رصيد، فيمكنه أن يسحب على المكشوف مادام هو محل للثقة، ومتى جاء المرموز إليه يبطل الرمز، فذبائح العهد القديم كانت ضرورية لتقديس الشعب في مرحلة انتقالية، ولكن متى جاء الكامل فلا ضرورة للرمز.

 

3- لقد أعطى الله شعبه عدة أنواع من الذبائح، لأن الذبيحة الواحدة تعجز عن الإشارة لجميع جوانب ذبيحة السيد المسيح على الصليب، ولذلك أعطى الله الإنسان عدة أنواع من الذبائح، فمثلًا ذبيحة المحرقة (لا 1، 6: 8 - 13) تشير لإرضاء الله " محرقة وقود رائحة سرور للرب" (لا 1: 13) وهي ترمز للسيد المسيح الذي قدم ذاته برضى وكامل حريته فصار رائحة سرور لله الآب " هذا الذي أصعد ذاته ذبيحة مقبولة على الصليب عن خلاص جنسنا، فاشتمه أبوه الصالح وقت المساء على الجلجلة" (من ثيؤطوكية الأحد) فذبيحة المحرقة تسير إلى سرور وفرح الآب السماوي بابنه الحبيب الكريم الذي قدم ذاته فداءً عن البشرية " أسلم نفسه لأجلنا قربانًا وذبيحة لله رائحة طيبة" (أف 5: 2). وتقدمة الدقيق (لا 2، 6: 14 - 18) التي تقدم لله من دقيق الحنطة ترمز للسيد المسيح الذي شبه نفسه بحبة الحنطة " الحق الحق أقول لكم إن لم تقع حبة الحنطة في الأرض وتمت فهي تبقى وحدها. ولكن إن ماتت تأتي بثمر كثير" (يو 12: 24). وذبيحة السلامة (لا 3، 7: 11 - 36) ترمز لذبيحة السيد المسيح التي منحتنا السلام المفقود مع السماء، فالمسيح هو سلامنا. وذبيحتا الخطية والإثم (لا 4، 7: 1 - 10) تشيران لذبيحة الصليب التي بلا عيب التي حملت عنا عقوبة الموت ومنحتنا البراءة " الذي حمل هو نفسه خطايانا في جسده على الخشبة لكي نموت عن الخطايا فنحيا للبر" (1بط 2: 24) أما طقس يوم الكفارة العظيم وإشاراته القوية ليوم الصليب، فهذا ما لا يتسع المقام للحديث عنه، ويمكنك يا صديقي الرجوع إلى كتابنا: أسئلة حول الصليب ص 64 - 89 لتتعرف على تاريخ الذبائح وأنواعها اليومية والأسبوعية والشهرية وذبائح الأعياد... إلخ. وفلسفة سفك الدم، وصفات الذبائح المقبولة، ولماذا تكرَّرت وتنوعت الذبائح في العهد القديم.

 

4- فلسفة الذبائح الدموية هي سفك الدم، والدم يعبر عن نفس الحيوان البريء، الذي يُسفك دمه نيابة عن سفك دم الخاطئ، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. " لأن نفس الجسد هي في الدم فأنا أعطيكم إياه على المذبح للتكفير عن نفوسكم لأن الدم يُكفر عن النفس" (لا 17: 11) فكان الإنسان الخاطئ يضع يده على رأس الذبيحة ويعترف بخطاياه قبل ذبحها، فيُذبَح الحيوان البريء نيابة عنه، والحيوان هو أقرب كائن للإنسان فهو يشعر بالألم أو السعادة، وعندما يبصر الخاطئ الحيوان يُذبَح أمامه ويُحرَق بالنار يرتعد ويشعر ببشاعة جرمه، ويدرك أن عقوبة الخطية الموت لأن أجرة الخطية موت، فتتحرك فيه مشاعر التوبة ويلتقي بالله المخلص.

 

5- أشار الكهنوت اللاوي إلى كهنوت المسيح في الأمور الآتية:

أ - الكهنة بشر والسيد المسيح له جسد بشري، فقد شابهنا في كل شيء ما عدا الخطية وحدها " من ثمَ كان ينبغي أن يشبه إخوته في كل شيء لكي يكون رحيمًا ورئيس كهنة أمينًا في ما لله. حتى يكفر خطايا الشعب" (عب 2: 17).

ب- كان الكهنة وسطاء بين الله والشعب، والسيد المسيح هو الوسيط بين الإنسان والله، وقال عن نفسه " أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلاَّ بي" (يو 14: 6).

جـ- قدم الكهنة الذبائح من أجل الكفارة عن الخطايا، وقدم السيد المسيح نفسه كفارة عن خطايا العالم فهو " حمل الله الذي يرفع خطية العالم" (يو 1: 29).. " ليس بدم تيوس وعجول بل بدم نفسه. دخل مرة واحدة إلى الأقداس" (عب 6: 12) وكان الكهنة بسبب ضعفهم وخطاياهم يقدمون ذبائح عن أنفسهم أولًا ثم عن الشعب أما السيد المسيح فليس هكذا لأنه هو الكامل وحده " الذي ليس له اضطرار كل يوم مثل رؤساء الكهنة أن يقدم ذبائح أولًا عن خطايا نفسه ثم عن خطايا الشعب. لأنه فعل هذا مرة واحدة إذ قدم نفسه" (عب 7: 27).. لقد أكتمل الكهنوت اللاوي في كهنوت السيد المسيح، فهذا استكمال ونضج في طريق الكمال وليس نسخًا على الإطلاق.

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

(1) البهريز جـ1 س523.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/720.html

تقصير الرابط:
tak.la/t5p8pzz