محتويات |
* ترتليانوس هو كوينتوس سبتيموس ترتليانوس، ولد في قرطاجة على الأرجح سنة 155 م. من أب ضابط روماني وثني.
* أتقن ترتليانوس اللغة اللاتينية وأيضًا اليونانية، ونبغ في علوم عصره حيث تضلع في الفلسفة، وأستوعب الدراسات القانونية حتى أصبح من أصحاب الرأي فيها.
* عمل ترتليانوس بالمحاماة وأصبح من المحامين المشهورين المشهود لهم، وكسب قضايا عديدة في روما نفسها.
على الأرجح سنة 193 م.
* ولعل الدافع الأساسي لاعتناقه المسيحية، رؤيته للأبطال المسيحيين في التمسك بالإيمان المسيحي، رغم شدة الاضطهاد والتعذيب، حيث يقول في إحدى رسائله: "ويضطر كل من يشاهد صبر هؤلاء العجيب أن يبدأ بالشك، فيرغب في معرفة حقيقة أمرهم، وفور اكتشافه هذه الحقيقة يعتنقها".
* لذا أصبح ترتليانوس من كبار المدافعين عن المسيحيين وأقوالهم. وكان رائدًا في الدفاع عن المسيحية والهجوم على الوثنية... كان دائمًا يحب الوصول إلى الحقيقة... وقد ورد لفظ "الحقيقة" في إحدى رسائله مائة واثنتين وستين مرة.
* ومشكلة المسيحية والوثنية في نظره، كان الألوهية الحقيقية أو الكاذبة. وعندما أسس المسيح المسيحية، أراد قيادة البشر إلى المعرفة الحقيقية... وإله المسيحية هو الإله الحقيقي والحقيقة هي:
* ما يكرهه الشيطان...
* وما يرفضه الوثني..
* وما يتعذب لأجله المسيحي ويموت..
* والحقيقة هي التي تفرق بين المسيحي والوثني.
* في رسالته لقادة الوثنية دفاعًا عن المسيحيين يقول: "إذا كنا معشر المسيحيين أشر الناس جميعًا كما تزعمون، فلماذا تعاملوننا بصورة مختلفة تمامًا عن زملائنا المجرمين الآخرين، بينما يقضى العدل أن نفس الجريمة تستوجب نفس المعاملة...
* الحق أنه ضد القانون أن يدان إنسان لم يُسمع... المسيحيون وحدهم هم المحظور عليهم أن يتكلموا لتبرئة ذواتهم، دفاعًا عن الحق، حتى ما يعاونوا القاضي في إصدار حكم عادل.
* كل ما يعنى به، هو تحقيق رغبات تنطوي على الكراهية ألا وهى: الاعتراف بالاسم (مسيحي)، لا فحص التهمة... أنتم لا تتعاملون معنا بالطريقة المتبعة في الإجراءات القضائية مع بقية المذنبين.
* في حالة المتهمين الآخرين الذين ينكرون، تلجأون إلى التعذيب حتى ما يعترفوا، أما المسيحيون فهم وحدهم الذين يعذبون حتى ما ينكروا!!
* لم يترك ترتليانوس أية علاقة بين الفلسفة والإيمان، فهو يقول مجادلًا: "وأي علاقة بين أثينا وأورشليم، بين الأكاديمية والكنيسة، بين الهراطقة والمؤمنين؟.. إننا بريئون من الذين ابتدعوا مسيحية رواقية، أو أفلاطونية، أو أبيقورية، أو جدلية بعد المسيح والإنجيل، لسنا بحاجة إلى شيء، وهل هناك مجال للتشبيه بين المسيحي والفيلسوف، بين تلميذ السماء، وتلميذ بلاد اليونان، بين من يهدف إلى الحياة، ومن يهدف إلى الشهرة، بين من يبنى، ومن يهدم، بين من يحافظ على الحقيقة، ويبشر بها، وبين من يفسدها؟".
* وفي هذا الصدد أيضًا، قال في رسالته عن النفس: "أن النفس تنزع بطبيعتها ومن صميمها إلى الدين، ولاسيما في أوقات الشدة، فتبدى العواطف الدينية التي فطرها الله عليها".
* وطرق في رسالة النفس مسائل وجود النفس وماهيتها وأصلها ومصدرها، وأورد فيها أقوال أفلاطونية وفيثاغورية ورواقية!!
* وكان يظن الروح جسمًا لطيفًا فقال: "من ذا الذي ينكر أن الله جسم مع كونه روحًا؟.. وكذلك النفس الإنسانية، فأنها مادة لطيفة منتشرة في البدن متشكلة بشكله فانية خالدة بفضل الله... والله خلق نفس الإنسان الأول فتكاثرت بالتوالد... وهى في ذاتها ذكر أو أنثى.
* انحاز ترتليانوس للقانون أكثر من الفلسفة، ولا غرو في ذلك، فهو المحامي القدير وصاحب الرأي في الشرع والتشريع.
* واستعان بالقانون في نضاله ضد الهراطقة، فجعل البينة على من أدعى، على المخالفين الخارجين لا على المؤمنين.
* ومما جاء في رسالة الاجتماع من هذا القبيل أيضًا، قوله أن الأصل ما نقل عن المسيح ورسله، والله هو المشترع والقاضي الذي يطبق ما اشترع، والإنجيل هو دستور المسيحيين، والخطية هي مخالفة هذا الدستور وهى بالتالي حرام يغضب الله.
* وخوف الله المشترع القاضي هو بدء الخلاص.
وبينما نرى إيريناؤس يعتبر الخلاص تدبير إلهي، نجد ترتليانوس يعتبره انضباطًا أمر به الله بالمسيح.
ترتليانوس يسبق الآباء الغربيين في استعمال لفظ الثالوث باللاتينية:
* لقد سبق ترتليانوس غيره من الآباء الغربيين إلى استعمال لفظ الثالوث باللاتينية ووفق في انتقاء غيره من الألفاظ التي لاقت استحسانًا كبيرًا في الأوساط الإكليريكية العلمية، فراجت رواجًا كبيرًا، ولا تزال تستعمل حتى يومنا هذا.
* فقد جاء في رسالته في التواضع تعبير عن الثالوث الأقدس في منتهى الدقة والوضوح والابن من جوهر الآب وهو يؤكد أن الجوهر واحد في ثلاثة متحدين.
* وقد سبق ترتليانوس أيضًا إلى استعمال اللفظ اللاتيني Persona على الأقنوم، فالكلمة غير الآب في الشخص Persona لا في الجوهر، وذلك للتمييز لا للتفريق، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. ويستعمل ترتليانوس اللفظ Persona في الإشارة إلى الروح القدس الأقنوم الثالث.
* مما قاله ترتليانوس في رده على براكسياس: "وإذا كان الجمع في الثالوث لا يزال يزعجك لأنه ينفى الوحدة البسيطة، فإني أسألك: كيف يمكن لكائن واحد مفرد أن يتكلم بصيغة الجمع فيقول: خلق الإنسان على صورتنا ومثالنا؟ أو لم يكن الأجدر له أن يقول إذا كان هو واحدًا مفردًا: لأخلق الإنسان على صورتي ومثالي؟
* "وقوله: هوذا آدم قد صار كواحد منا.. كيف يفسر إذا كان هو واحد فقط؟
* "هل أراد الله خداعنا أو تسليتنا، أو أنه كان يخاطب الملائكة كما يقول اليهود الذين لا يعترفون بالابن؟
* "أو أنه تعمد استعمال الجمع لأنه في آن واحد: الآب والابن والروح القدس".
* وفي هذه الرسالة نفسها، ترى ترتليانوس يفرق بين الطبيعتين في المسيح دون تحول أو اختلاط أو امتزاج، ويجعل من الطبيعيتين جوهرًا واحدًا.. فالمسيح كان إلهًا وإنسانًا، وكإله قام بالعجائب والأعمال الباهرة... وكإنسان جاع وعطش وبكى وتألم
* وأعتبر ترتليانوس السيدة العذراء حواء ثانية فقال: "وكما أن حواء الأولى سمعت كلمة الشيطان فبنت بناء الموت. فأن مريم صدقت كلام الملاك فشيدت بناء الحياة.
* دعى ترتليانوس الكنيسة أمًا. وقال في تعليقه على الصلاة الربانية إن الاستهلال باللفظ "أبانا" يتضمن استغاثة بالابن وافتراض أم معهما هي الكنيسة.
* وجاء في كلامه عن المعمودية، وجهه في إحدى رسائله، ما يلي: وهكذا أيها المباركون الذين تنظرهم نعمة الله، لدى خروجكم من حمام الولادة الجديدة الطاهرة ودخولكم إلى بين أمكم لأول مرة، أفتحوا يدكم للصلاة مع إخوتكم، اسألوا الآب واسألوا السيد أن يمنحكم النعمة الخصوصية.
* وجاء في رسالته ضد الهراطقة أن الكنيسة مستودع الإيمان وحامية الإلهام، وإنها هي وحدها وريثة الحقيقة وصاحبة الأسفار المقدسة، وحافظة العقيدة الرسولية... وفيها وحدها التسلسل الرسولي الشرعي، وبالتالي فهي وحدها معلمة الرسالة.
* القيامة من بين الأموات هي رجاء المسيحيين وبها يؤمنون ولكن هناك جمع من الناس يسخرون من ذلك، لأنهم يفترضون أنه لا شيء يبقى حيًا بعد الموت.
* أقول: دع هؤلاء القوم يسخرون الآن، فأنا من جانبي سأسخر منهم أكثر عندما يحدق موتاهم بقسوة...
* ويقول أيضًا: أنه من القسوة القول عن هؤلاء الجاحدين الذين ينكرون قيامة الجسم فضلًا عن تحقيرهم لكافة التعاليم المتعلقة بذلك، وكذلك إنكارهم العقاب الذي سيلحق به، أنهم جسدانيون ويكرهون الجسم، بينما أخذ الجسم الضمان الكافي لكي ما يصبح له الحق في أن يحصل على مكافأة الخلاص، ليس بقوته أو مقدرته الذاتية، ولكن بواسطة الله الذي بإمكانه أن يعيد بناء وأحياء صرح الجسم الذي أصبح متهدمًا خربًا حيث له السلطان الكامل على الطبيعة، الأمر الذي يجعلنًا مقتنعين كلية بقوته في هذا المجال وقوته على عمل كل شيء.
* فإذا كان الله خلق كل شيء من العدم فأنه سيكون له القدرة لأن يعيد الحياة ثانيًا إلى ذلك الجسم الذي سقط، أو إذا كان صاغ الأشياء الأخرى من إعادة، فأنه يمكنه أن يستجمع الجسم أيضًا من بقاياه... لأنه من المؤكد أن الله له القدرة الكلية لإعادة خلق ما قد خلق.
* وبالقياس على ذلك فأن الفرق عظيم بالنسبة لصنع شيء عن إعادة صنعه، أو بين منح الوجود وبين الوجود وعلى استمراره، وهكذا يمكنك إدراك أن إعادة الحياة للجسم أيسر كثير من براءة تكوينه.
* "لا تجعلوا انفصالكم عن العالم يخيفكم".
* فلو أمعنا النظر في أن العالم هو في الواقع السجن الحقيقي، فسنعرف أنكم لن تدخلوا سجنًا، بل الأولى خرجتم من سجن!
* وإن كنتم تنتظرون المحاكمة كل يوم، لكنكم ستدينون القضاة أنفسهم..
* بالنسبة للمسيحي، فأن السجن يقدم له نفس الخدمة التي تقدمها البرية للنبي.
* لقد قضى ربنا نفسه وقتًا كبيرًا في الوحدة حتى ما يكون أكثر حرية في الصلاة، وحتى ما يتحرر من العالم.. ولقد كان في خلوة جبلية أيضًا حينما تجلى بمجده لتلاميذه. هل لنا أن نسقط من حسابنا كلمة سجن وندعوه مكان خلوة؟
* ولو أن الجسم مغلق عليه، والجسد محبوس، لكن كل شيء مفتوح أمام الروح، إذن بالروح تجول خارجًا، بالروح تمشى غير واضع أمامك الممرات ذات الظل أو ذات الأعمدة، بل الطريق المؤدى إلى الله، وبقدر ما تكون خطواتك في الروح دائمًا، بقدر ما تكون حرًا من القيود حينما يكون العقل محلقًا في السماويات، لا تشعر الساق بالسلسلة التي تقيدها.
* لقد حُفظت مصنفات ترتليانوس في مجموعات - خطية عددها ست مجموعات أقدمها المجموعة التركنسية التي وجدها "فيلمار" في سنة 1916 بمكتبه تروار في فرنسا.
* وعلى الأرجح يعود بعضها إلى منتصف القرن الخامس. ومصنفات ترتليانس إما: نضالية، وإما جدلية، وإما انضباطية. وهناك مصنفات ضائعة.
* شملت مصنفات ترتليانوس النضالية:
رسالة إلى الوثنيين.
رسالة الاحتجاج.
وصية النفس.
الرسالة إلى إسكابولة قنصل أفريقيا.
الرد على اليهود.
وكتب مجادلًا الهراطقة.
ومرقيون.
وهرموغنيس.
والقرطاجي ودلنتينانوس.
وكونتيليه.
القرطاجى في رسالة أسماها المعمودية.
وفي الدفاع عن الاستشهاد في رسالة دعاها ترياق العقرب.
ورسالة أخرى عنوانها: جسد المسيح.
ودافع عن قيامة الجسد في رسالته.
* وفي السنة 213، كتب مفندًا ضلالة براكسياس برسالة أسماها De anima، مدافعًا فيها عن أصل النفوذ الإلهي.
* وحض على الاستشهاد والصبر عند الاضطراب في رسالة دعاها De martigras.
* وحث النسوة على الاعتدال في ملبسهم وغير ذلك.
* ووعظ الموعوظين في الرسالة التي أعدها ما بين السنة 198 والسنة 200 فبين: أفضلية الصلاة الربانية، وأوجب التراضي قبل التقرب من الله بالصلاة، ونقاوة القلب والتواضع، والغطاء على العذارى في الكنائس.
* رسالة في التوبة.
* رسالة إلى زوجته بين فيها ما يستوجب فعله بعد وفاته.
* رسالة في التبتل، وجهها إلى أصدقائه بعد وفاة زوجته.
* رسالة في الاكتفاء بالزواج مرة واحدة.
* عند وفاة الإمبراطور رسبتيموس سويروس في الرابع من فبراير سنة 211 م.، وزع أبناؤه مالًا على الجنود. وتقدم الجنود في المعسكرات لتناول ما أصابهم من المال واضعين الأكاليل على رؤوسهم.
* ولكن أحدهم تقدم ممسكنًا بإكليله بيده ممتنعًا عن وضعه على رأسه، فلفت نظر السلطات، فاستجوبوه، فقال أنه أمتنع عن وضع الإكليل على رأسه لأنه مسيحي، فحكم عليه بالإعدام ونال إكليل الشهادة. فدبج ترتليانوس رسالة في الإكليل مستندًا فيها إلى التوراة والإنجيل والرسائل، مستعينًا بما كان قد كتبه كلوديوس ستورنينوس في كتابه، وتفرع عن رسالة الأكاليل رسالة أخرى في الفرار من الاضطهاد.
* هل يجوز للمسيحي أن يهرب ويختبئ في أثناء الاضطهاد؟ على هذا السؤال يجيب ترتليانوس بالقول: "أن الاضطهاد من الله... وأن الهروب منه غير جائز".
* كتب العلامة ترتليانوس رسالة في عبادة الأوثان حرم فيها صنع الصور والتماثيل والتعبد لها.
* كما منع المنجمين والسحرة وصناع الآلهة من دخول الكنائس، وطالب بمنع كل المسيحيين من العمل في أي صناعة تمت للآلهة الوثنية، وفي هذا الصدد قال: "إذا سأل سائل كيف أعيش؟".
* فالجواب: "أن المؤمن لا يخشى الموت، وبالتالي فأنه لا يخشى الجوع".
* كتب ترتليانوس رسالة عن التواضع، وجهها على الأرجح إلى كليستوس أسقف روما (217-222 م)... ويرى بعض علماء كنيسة الغرب أن الرسالة موجهة إلى أغريبينوس أسقف قرطاجة.
* عندما أنطلق التلاميذ يبشرون العالم بالمسيحية، كانت اللغة اليونانية تنتشر في بقاع كثيرة.
_____
(*) المرجع:
ترتليانوس ويوليوس الأقفهصي - ملاك لوقا.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-athnasius-fahmy/patrology/tereleanos.html
تقصير الرابط:
tak.la/2fbn53b