محتويات |
* ولد القديس أغسطينوس (ملك صغير) في 23 نوفمبر سنة 354 في مدينة تاغستا، وهى بلدة في نوميديا، كان سكانها الأصليون وثنيين، بينما كان معظم المسيحيين فيها من العائلات ذات الثقافة اللاتينية.
* والده "باتريكس" كان وثنيًا متوسط الحال، تزوج مونيكا، وكانت فتاة تصغره بأعوام كثيرة، وتمتاز بالوداعة والاستقامة الأخلاقية ودماثة الطباع، لم يمنعها زوجها من ممارسة دينها، بل أنه سمح لها أيضًا أن تعلم أولادها الديانة المسيحية، التي ما لبث هو أيضًا أن اعتنقها.
* لقد كانت والدته مسيحية من النساء الفاضلات، وكانت تسهر على تربية بنيها سهرًا لا يفتر ولا ينقطع، وكان أثرها عظيمًا وعميقًا في حياة ولدها أغسطينوس.
* كان لأغسطينوس أخت، لم يترك التاريخ لنا اسمها، أصبحت رئيسة دير للراهبات وكان له أخ يدعى "نفيجوس"، صار أبًا لأسرة فاضلة. خرج منها راهبتان تخصصتا لخدمة الرب
* في سنة 370 مكنته الأحوال من الذهاب إلى قرطاجة، فأكمل ثقافته العالية، التي كانت تفتح لأصحابها أبواب مهنة التعليم العالي.
* تلقن من فم والدته أصول الدين المسيحي لكنه ما كاد ينهى دراسة الإعدادية في مدرسة مدورا، على أيدي أساتذة وثنيين، حتى كان قد نسى كل مبادئ الدين، ولم يكتف أغسطينوس في السلوك في مفاسده ورذائله، بل صار يبشر بها حتى أقنع بعض أصدقائه على انتحالها منهم اليبيوس ورومانيانس.
* قد وصل أغسطينوس إلى حالة أصعب من ذلك عندما عصى والدته وأضرب عن نصائحها، ثم عاش حياة زوجية غير شرعية مدة طويلة، أنجب خلالها ابنًا يدعى "أديودات" أمن له تنشئة رفيعة المستوى، وقد كان ذكاء هذا الابن مثار إعجاب الجميع، وطالما تناقش مع أبيه في موضوعات عديدة جمعها أغسطينوس في كتابه المعلم، هذا وقد سبب موته، وهو في الثامنة عشرة من عمره حزنًا عميقًا لأبيه".
* لمدة اثنتي عشر سنة وكان ذلك في المدة من سنة 374 إلى سنة 386 م.
* اعتنق المانوية مدة تسع سنوات من سنة 373 إلى سنة 382، وكان ذلك بسبب أن حواريي ماني كانوا يعرضون له الحقيقة عرضًا براقًا يلاءم مزاجه البلاغي، هذا من جهة، ومن جهة أخرى كان هؤلاء يقدمون له ألف برهان ضد الكتاب المقدس، ويسخرون من قصصه، وكانوا يؤكدون أنهم هم ممثلو السيد المسيح الوحيدون والحقيقيون!!
* بعد فترة من اعتناق أغسطينوس للمذهب المانوي، نراه يكتشف أن نظريات ماني خيالية، مما جعله يتخلى نهائيًا عن هذه المانوية، وباختصار تبين له أن المانويين لا يجيبون إلا بسخرية عن الاتهامات الموجهة لهم، وأنهم يزعمون تحريف كل نص في الكتاب المقدس، يكون غير موافق لهم، ويضايقهم وأن الإله عندهم غير كامل إذ ربما أفسدته روح الشر، وأن المختارين منهم يخفون عيوبًا ورذائل جمة تحت ستار الفضيلة
* تتلمذ أغسطينوس على المذهب الشكي (أي شكه في طبيعة الله وطبيعة النفس ومصدر الشر وأساس الحقيقة) ولم يوافق على كل ما لديهم علاوة على ذلك لم يستقر أغسطينوس في المذهب الشكي هذا أكثر من ثلاث سنوات بسبب أنه وجد الحقيقة في الكتب الأفلاطونية التي قرأها في أواخر أشهر سنة 385.
* لم يسترح لا بنظرتهم في الشر، ولا بنظرتهم في الزمن، ولا برأيهم في خلق العالم.
* بدأ أغسطينوس في قراءة الكتاب المقدس، وهو في التاسعة عشر من عمره فلم يجد فيه مبتغاه، ولم يرتكن إليه، إذ وجد أسلوبه غامضًا صدمته المفاهيم المشبهة الكثيرة في العهد القديم، والتي تنسب لله.
* تأثرت شخصية أغسطينوس بتوجيهات أمه وسلوكها إلى حد بعيد جدًا، ونحن لا ننكر أنه خالف نصائحها مرارًا في بداية حياته، لكن صبرها الطويل لم ينفذ، ولم تكل عن توجيهه، بل إنها في إحدى المرات لم تسمح له بالمبيت في المنزل بعد عودته من قرطاجة إلى تاجسست (مسقط رأسه) حيث أراد أن يكون داعيًا للمانوية، ثم لما استقر في ميلان لحقته إلى هناك (وكان زوجها قد توفى) وألحت عليه أن يترك زوجته غير الشرعية، ويبني حياة زوجية سليمة مع فتاة أخرى ذات مستوى أرفع، فأطاع أمرها، وأرسل زوجته الأولى إلى أفريقيا، إلا انه لم ينجح في زواجه الجديد، وبقى كما كتب هو "عبدًا للشهوة وتضاعفت آثامه".
* فلما رأت والدته مونيكا، ما وصل إليه حال ابنها، أخذت في التضرع المتواصل إلى الله، لكي يعيد إليه ابنها، أما هو فكان يزدادا فسقًا.
* وسمع الرب لصلاة مونيكا ورق لصرخات تلك الأم القديسة الحريصة على ابنها، فدبر الله له طريق الخلاص والنجاة من شروره ومن ضلاله.
* إن محبة وتقدير أغسطينوس لأمه يظهران بجلاء تام في كتابه "الاعترافات" في أماكن عديدة منه، فهو يتحدث عن فضائلها وعن دموعها وصلواتها من أجل توبته ورجوعه إلى الله.
* عندما كان القديس أمبروسيوس يعظ في ميلانو، كان أغسطينوس يحضر تلك العظات، ويصغى باجتهاد، لا بروح العبادة وقصد معرفة الحق، بل بروح التفتيش ممتحنًا فصاحة العظة، ومن هنا كان أغسطينوس يوجه كل فكره إلى مجرد تنميق الألفاظ متغاضيا عن جوهر المعنى.
* ولا غرو أن أغسطينوس كان يستفيد من عظات القديس أمبروسيوس وعلى هذا الحال ابتدأ يضئ له النور رويدًا رويدًا.
* التقى أغسطينوس بالقديس أمبروسيوس، فوجد فيه إنسانًا ورعًا ومتقدًا والقديس أمبروسيوس استقبله بحرارة وحنان أبوي، مما جعله يشعر تجاه هذا بالود والحب ويتأثر بالتالي باعتقاداته.
* إن لقاء أغسطينوس مع أسقف ميلانو القديس أمبروسيوس، أدى إلى ثورة في حياة أغسطينوس، حيث سقطت جميع الاعتقادات التي حملها ضد الكتاب المقدس، والتي شعر بها في البدء ثم غذتها فيه المانوية.
* "هذه السيرة التي أشعلت الرغبة النسكية في بلاد غرب أوروبا، وكانت من أقوى العوامل في توبة أغسطينوس".
* عندما جاء لأغسطينوس يومًا أحد أصحابه من ضباط الحراس الملكي، فروى له ما قرأه عن حياة القديس الأنبا أنطونيوس الكبير في مصر، فأعجب أغسطينوس كثيرًا بحياة القديس أنطونيوس، وصغرت نفسه في عينيه، وجاشت العواطف الصادقة في صدره معبرًا عن توبته.
* الذي كان وثنيًا مشهورًا بالبلاغة في آفاق الدنيا كلها، وكيف قضى حياته في الديانة المسيحية بسيرة حسنة، فأثر خبر توبته في قلب أغسطينوس.
* عندما كان أغسطينوس في ميلانو، مع صديقه أليوس، وكان في منزلهما حديقة صغيرة ينتفعان منها، في ذلك الوقت أصبح أغسطينوس يود التحول إلى الدين، لكنه لم يكن لديه القدرة وكان في ذلك البستان يشهد صراع إرادته مع قدرته، فكان يبكى بأسى ومرارة، وبينما هو في تلك الحالة النفسانية، سمع صوتًا صادرًا عن البيت المجاور صوت شاب أو فتاة، يقول بصوت وخيم ومكررًا النداء "خذ واقرأ، خذ واقرأ" عند ذلك تنبه لنفسه باحثًا في ذاكرته عن صوت مثيل، ليتذكر أن يكون قد سبق له أن سمع ذلك من قبل، لذا فإنه علل الأمر بإرادة إلهية أمرته أن يفتح الكتاب ويقرأ أول فصل، يقع تحت ناظريه، فقرأ: "لنسلك بلياقة كما في النهار، لا بالبطر والسكر لا بالمضاجع والعهر لا بالخصام والحسد بل البسوا الرب يسوع، ولا تصنعوا تدبيرًا للجسد لأجل الشهوات" (رو12:13-14).
* ولم يكد ينهى القراءة، حتى شعر بان نوعًا من النور قد انقدح في قلبه وذاع فيه كاشحًا منه كل غياهب الشك وظلماته، ثم ترك الكتاب المقدس جانبًا، وأطلع أليبوس على كل ما جرى، فطلب منه أن يريه ما يقرأ، فأعطاه أغسطينوس الكتاب المقدس، حيث قرأ اليبوس الآية التي تليها وهي: "وَمَنْ هُوَ ضَعِيفٌ فِي الإِيمَانِ فَاقْبَلُوهُ، لاَ لِمُحَاكَمَةِ الأَفْكَارِ" (رو1:14).
* بعد ذلك انطلق أغسطينوس وصديقه أليبوس وأخبروا مونيكا التي ابتهجت كثيرًا لما حدث، هذا الذي طالما دعت ربها لأن يمنحه لابنها.
* وكان ذلك في سنة 387 على يد القديس أمبروسيوس.
* بعد إيمان ابنها، إذ كانت معه في طريقها إلى أفريقيا، فبكاها أغسطينوس بدموع حارة.
* وزهد في الثروات والمجد الدنيوي، علاوة على أنه رفض أن يتزوج، وضحى به في سبيل البتولية مكرسًا نفسه لخدمة الله.
* وذلك في سنة 391، ومكث في مدينة هيبو، وهى مدينة غابه في الجزائر.
* في ذلك الوقت طار صيت أغسطينوس فملأ الدنيا الأفريقية وصار الناس يفدون إليه أفواجًا أفواجًا طالبين أنواره وإرشاداته وقد تتلمذ له الكثيرون مأخوذين بسحر علمه وفضائله.
* هذا وذكرت إحدى المصادر أن أغسطينوس مؤسس أول دير أفريقي، وأن "اديودات" ابن خطيئته كما يسميه هو من أوائل من انتسبوا إلى ديره، وكان عمره وقتئذ ستة عشر عامًا، ويؤكد أغسطينوس في اعترافاته، أن ابنه "اديودات" قال بالفعل كل ما ورد على لسانه في المحاورة إذ أن ذكائه يفوق ذكاء الكبار خاصة وأن المحاورة كانت جزءًا من تثقيفه الأدبي الذي تعهده به أبوه.
* لقد أسند الأسقف فاليروس إلى أغسطينوس مهمة الوعظ والإرشاد والدفاع عن الإيمان ضد البدع، ثم فوض إليه في إعداد أعمال المجمع الأفريقي العام الذي عقد سنة 393، واشترك في جلسات المجمع ولمع بين أبائه، وثبت المؤمنين في إيمانهم، وأبطل عادة الولائم في معابد الشهداء يوم الاحتفال بأعيادهم، فكان في كل أعماله يتدفق فصاحة وغيرة ونشاطًا وإيمانًا.
* ولما صار أغسطينوس أسقفًا لم يبدل شيئًا من حياته التقشفية فأضحى قصره الأسقفي ديرًا.
* قضى أسقفيته الطويلة (395-430) يزاول أنواعًا متنوعة باهرة من الأعمال، قد يعجز عن القيام بها جمهور من الأساقفة، لولا ما اتصف به من الذهن الثاقب والبصيرة النيرة، وسهولة فهم الحقائق السامية والثقافة العالية، والمقدرة الفائقة على الكتابة والجدال وحسن البيان، مع قوة المنطق ودوام المثابرة على العمل بلا انقطاع بروح التجرد والأمانة والمحبة، فنراه يشيد الكنائس والملاجئ والمستشفيات ووضع كتابات لا يحصيها عدد: رسائل ونشرات صغيرة، ومؤلفات ضخمة كثيرة، في كل علم وكل فن، واشترك في مجامع عديدة افريقية عامة وجاهد جهاد الأبطال ضد البدع والهرطقات، وقام هو بنفسه بتغذية شعبه بالمواعظ الشيقة والتفاسير الرائعة للكتب المقدسة.
* قبل نياحته بعشرة أيام طلب أن لا يسمح لأحد بالدخول إليه، وأخذ يقضى أوقاته في مناجاة الخالق مستغفرًا عن خطايا شبابه وجهله شاكرًا له كثرة حنانه ومراحمه متضرعًا إليه أن يرأف بالكنيسة ويشفيه، وكانت عواطف حبه لله تثور في قلبه في كل دقيقة، إلى أن طارت روحه الطاهرة الكبيرة إلى جابلها في الأخدار النيرة، وكان ذلك في 28 أغسطس سنة 430، وكان له من العمر ستة وسبعون عامًا.
* لقد انطفأ ذلك الكوكب الساطع الضياء، بعد أن أنار المسكونة، لكنه وإن غاب عن الأبصار، فإن صدى كلامه، وكتاباته وأعماله لا يزال يتردد في جميع الأمصار، وقد ترك للكنيسة كنزين عظيمين: كنز كتاباته وكنز رهبنته.
* هذا والكنيسة الرومانية والكنيسة المارونية الكاثوليكية تعيدان له في يوم 28 أغسطس من كل عام.
أ- كنيسة الشهيد مار جرجس والقديسة بربارة بجزيرة الذهب بإيبارشية الجيزة وقبالة حي مصر القديمة، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. وبالفعل وصل جزء من الرفات يوم 23 يوليو 1980.
ب- أودع جزء من رفاته في كنيسة مار جرجس بالمنيل.
ج- أودع جزء من رفاته كنيسة دمنهور حيث حصل عليه الأنبا باخوميوس أسقف البحيرة والخمس مدن الغربية.
* مرآة الأساقفة، وزينة الأساقفة، وشعاع الكهنوت، ونور المعلمين، وشمس أفريقيا ومعلم اللاهوت، وسوط الهراطقة ودرع الإيمان وسماء الكنيسة، وركن الحقيقة التي لا يتزعزع، وسنعرض هنا ما قاله بعضهم عن أغسطينوس كما يلي:
* "إن أردت أن تتناول طعامًا لذيذًا فاقرأ كتب القديس أغسطينوس، فتجد أن خبزه إنما هو خلاصة الحنطة وأن خبزنا بالنسبة إليه إنما هو من نخالة الحنطة".
* "إن عُرف فضيلتك سَرى في كل مكان، إن الكنيسة الجامعة تمدحك وتعترف بأنك المجدد لعقائد إيمانهم القديم، والهراطقة يرهبونك، ويرون فيك خصمهم الأكبر القدير".
* "أنه ليس بين القديسين من فاقه في الخدمات الجليلة التي بها خدم الكنيسة".
الأب لاغرانج:
* "أن أغسطينوس سبرغور فكر القديس بولس الرسول أكثر من كل كاتب قديم غيره".
* باع مرة أواني الكنيسة ليفتدى بها المؤمنين الذين وقعوا أسرى في أيدي البربر.
قال: انه لا يليق بالأسقف أن يحتشد مالًا ويرد الفقير الذي يطلب منه الإحسان خائبًا.
* "ترك لنا أغسطينوس نصائح وإرشادات للحياة الرهبانية، بقيت دستور عمل للرهبان وللراهبات إلى الآن ولما كانت أخته رئيسة على دير من أديار الراهبات البتولات، بعث لها برسالة شائقة أضحت قانونًا أساسيًا للحياة الرهبانية للراهبات.
* "لقد جاهد أغسطينوس بمؤازرة النعمة فنال فضيلة العفة من الرب يسوع، وبعد ذلك ثابر على طلبها بحرص وشوق.
* "إنه لمن الواضح وبدون أدنى ريب إطلاع أغسطينوس على علوم عصره إطلاعًا تامًا، وإحاطته بشتى المعارف والروافد الفكرية يبرز هذا في لائحة مؤلفاته الكثيرة، سواء ثقافته الكلاسيكية، أو ثقافته الأفلاطونية المحدثة.
* لقد استشف أغسطينوس بفهم عميق مساوئ المحاماة فأعرض عنها.
* أنشأ أغسطينوس مدرسة للخطابة، وهو لا يزال في التاسعة عشرة في قرطاجة بمساعدة أحد المقتدرين، وكان تلاميذه في العشرينات.
* تجلت مواهب أغسطينوس في الخطابة فنصحوه بالذهاب إلى روما لإنشاء مدرسة للخطابة فيها ففعل، إلا أن الطلاب كانوا لا يدفعون له أجرًا، وإن شهدوا بقدراته، في تلك الأثناء كانت قدراته العقلية وكفاءاته تتفتح، وتنمو نفسه، وهذا كله أفاده بالفعل في إلقاء عظاته على رعيته بأسلوب خطيب بارع وروحانية مختبرة معاشة.
أ أنه شاب متزن، يميل إلى التفكير والتأمل، لم يفقد كرامته ولا هيبته حتى عندما انزلق في اللذائذ الجسدية مع رفاقه الخلعاء، في ريعان شبابه، بقى رزينًا، جديًا، فيه رصانة الحكيم.
ب إنه شاب طموح يجوز احترام رفاقه وتقديرهم ولاسيما محبتهم متميزًا في دروسه ومواقفه لدرجة جلية الوضوح.
ج يبدو أنه أصيب بالملاريا في السابعة والعشرين، وبمرض في الصدر في الثانية والثلاثين، ويلاحظ أن هذه الأمراض الثلاثة لم يدم أي منها طويلًا.
د نشيط في حياته الطويلة، حيث العمل اليومي الشاق طيلة أربعين سنة، فالمؤلفات الجمة التي كتبها دليل واضح على ذلك النشاط، ومثلها أيضًا الأعمال اليومية التي كان يقوم بها مثل: إدارة أملاك كنيسته، الوعظ، الفصل في الأمور، الإجابة على الأسئلة والاستشارات التي كانت تردده من كل حدب وصوب، مقابلة المستفسرين، مجاوبة أهل البدع، والمانويين بمحاججتهم شفهيًا وكتابيًا.
ه كان أغسطينوس يميل شيئًا فشيئًا نحو الاستقلال والابتعاد عن رفاق السوء، وكانت شخصيته تنمو باتجاه المزيد من الاتزان والرصانة، ولاسيما الاعتدال في الحكم على الأمور دون تسرع أو تهور.
و شغف أغسطينوس بالإطلاع وقدرته على الفهم: نراه حسب "اعترافاته" شابًا يتمتع بذكاء حاد وموهبة الغوص، فهو يقرأ بشغف وقدرة كذلك كان يتحرق شوقًا لقراءة الكتب الفلسفية أينما وجدها وكتب فرجيل والشعراء الكبار.
ز ينكشف لنا تمتعه بذاكره فائقة، إذ يذكر لنا أحيانًا تفاصيل عن ماضية شديدة الدقة.
ح حساسيته المرهفة ومشاعره ففيها مثلًا انه كان في طفولته يستشيط غضبًا من التأنيب أو الملامة، سريع الانفعال، وحتى في شبابه نجد أنه بقى على تلك الحالة من رقة التأثر، فوفاة صديق له دفعته إلى القنوط والمرارة، أما وفاة أمه فقد أحدثت فيه جرحًا عميق
ط إن الناحية الوجدانية لأغسطينوس تحتل قطاعًا بارزًا في شخصيته، فإذا أحب بقوة وإذا مال لجهة مال بعنف، وإذا كره كانت مواقفه صارمة إلا إن قلبه الكبير يسع الجميع.
ى يتمتع بطاقة كبرى على الإنتاج الفكري والكتابي، تلك القدرة التي لا تعرف الكلل والإرادة الصارمة على الجهد، لقد سقط مرارًا.
ل إن ثقافة أغسطينوس المدرسية (الكلاسيكية) أدبية إلى حد بعيد فالخطابة والبلاغة والنحو والموسيقى والآداب هي ما تعلمه في المدرسة، أما ثقافته الفلسفية أو تحوله الفلسفي فقد أتى متأخرًا.
م من الواضح أن أغسطينوس كان اجتماعيًا، ولا يلاحظ عليه أنه يميل للعزلة، بل نراه أميل للانفتاح، واللقاءات مع الآخرين الذين قاموا بدور كبير جدًا في تكوينه النفسي وتطوره، حيث كان محاطًا دائمًا بالأصدقاء.
* ترك لنا أغسطينوس مؤلفات جمة.
* تشتمل الاعترافات على 13 كتابًا.
* كتبه أغسطينوس سنة 400 وفيه سيرة حياته، ومسار فكره وطريقة رجوعه إلى الله.
* كتبها أغسطينوس في حقبة مأساوية من تاريخ أوروبا ذلك أن روما سقطت في سنة 410 بيد البربر.
* كان كتاب "مدينة الله" ردًا، (بناء على طلب أحد أصدقائه) على هذا التحدي الوثني.
* شرع أغسطينوس يكتب "مدينة الله" منذ سنة 413 426، فجاء عملًا ضخمًا في قسمين من اثنتين وعشرين مقالة، ويحتوى على الكثير من آرائه السياسية والاجتماعية، ولاسيما فلسفته التاريخية.
* ذكرت بعض المصادر أن لأغسطينوس 159 رسالة.
* جاء في إحدى المراجع أن أغسطينوس كان له دور في الرد على الأريوسيين.
* كتب أغسطينوس 4 كتب في العقيدة المسيحية.
* كتب أغسطينوس سبعة كتب في بحوث عقائدية.
* ثمانية كتب ضد ماني.
* ثلاثة كتب.
* 13 كتاب.
* كتب أغسطينوس كتابًا أطلق عليه "مناجاة".
* ستة كتب.
* الاستدراكات.
* في النظام.
* في الموسيقى.
* " يعتبر أغسطينوس من أروع الكتاب في اللغة اللاتينية، كما اتصف أيضًا بلغة بيانية رائعة متانة وجزالة، لكنه من المعروف أيضًا عنه أنه يبالغ من الإطناب والتصوير كما يلاحظ عليه، عنايته بالشكل والصياغة، مما جعل أسلوبه متصفًا بالاستطراد ولاسيما الاستعارات والصور البلاغية الكثيرة، ومن هنا نشعر بنبضات المؤلف ونعيش داخل العاطفة التي يبرزها بعفويتها وأصالتها.
* إن سلطة أغسطينوس في العصور الوسطى، أضحت لا تعادلها سوى سلطة أرسطو، حيث بلغت من قوة التأثير، بحيث أنه ما من عقيدة وسيطية لم تستند عليها أو تستدعيه.
* استحق لقب "أبو العالم الغربي".
* إن دور أغسطينوس في تكوين اللاهوت الكنسي، لا مثيل له أبدًا، هضم التراث الآبائي الذي سبقه، واستخلص من الطقوس التقليدية اعتقادات روحانية، ونقب طيلة خمس وأربعين سنة النصوص المقدسة بعمق ومهارة.
* كان أغسطينوس لاهوتيًا وفيلسوفًا وأخلاقيًا، وفوق كل شيء، يبدو معاصرًا لكل الأجيال، عاصر كل زمن وكل تاريخ فهو لم يأت بعده في التعبير عن الفكر المسيحي من يوازيه لذا كان تأثيره في كل العصور التي تلته بل أن طابعه لا يزال يؤثر حتى اليوم.
* أثبت فيَّ يا رب لئلا أقع.
* أعطني يا رب أن أعرفك كما تعرفني أنت.
* إلهي، أراك ناظرًا نحوى دائمًا حتى كأنه لا يوجد في السماء ولا على الأرض خليقة سواي.
* إن الذي أسرهم جمال هذه الحياة وأهانوك يا رب قد زالوا معها.
* هلكت أنا الإنسان أن أصل إلى ما هو فوق نفسي إذا لم أتحرر أولًا من ذاتي...
* لا شيء يخيفني يا رب لأنك أقوى من الكل، أيها القادر، يا من دعوتني.
* ربّ، نفسي تلطخت بالإثم، ولكنها تصبح جميله إذا أحًبتك.
* ربّ، قد تأخرت كثيرًا في حبك، أيها الجمال الفائق في القدم والدائم إلى الأبد.
* ربّ، كنت معي، لكن بشقاوتي لم أكن أنا معك.
* من الفردوس أعلنت المرأة الموت لرجلها، وفي الكنيسة أعلنت النساء (مريم) الخلاص للرجال.
* الصلاة هي السلّم الذي نصعد به إلى الله.
* إن صَمتّ لسانك فلتكن من القلب صلاتك.
* أن تعلمت أن تصلى من أجل أعدائك، فإنك على طريق الربّ تسير.
* تقرأ فيتحدث الله إليك، وتصلى فتتحدث أنت إليه.
* الويل لك إذا تمسكت مما يزول فإنك تزول معه.
* إن مَنْ خلقك بدونك، لن يخلصك بدونك.
* إياك أن تحبَّ الله لكي يكافئك، بل فليكن هو عينه مكافأة لك.
* إن أحببنا القريب بالروح والقداسة، فلسنا نحب فيه سوى الله.
* لا تستطيع زوابع العالم أو أمواج التجارب أن تطفئ لهيب المحبة.
* لا يوجد حب بدون رجاء، ولا رجاء بدون حب، ولا حب أو رجاء بدون إيمان.
* من يحبّ لا يتعب، لأن المحبّة تجعله لا يشعر بالتعب.
* عليك أن تحبَّ الله كنفسك، ثم قريبك كنفسك..
* استخدم العالم ولا تكن له أسيرًا..
* العالم يهتَّز، وأما الإيمان فلا يتزعزع...
* إيمانك هبة من الله وليس حقًا لك.
* إن غاية الإيمان أن تؤمن، وغاية المحبّة أن تعمل..
* إن الإيمان هو ينبوع الصلاة، فالساقية تجف متى جفت ينابيعها...
* إن رفعت نفسك، ابتعد الله عنك، وإن اتّضعت أقترب منك.
* تودّ النفس المتكبرة لو ترضى الناس، وأما النفس المتواضعة ففي الخفاء ترضى..
* الشيطان لا يمكنه أن يصنع شرًا الذي يأذن الله له أن يفعله.
* التجارب التي تحدث بواسطة الشيطان، تتم لا بقوته، بل بسماح من الله لتأديبنا..
* إن الاتحاد بين الرجل والمرأة من قِبل الله، والتطبيق من الشيطان..
* المتكبر يعمل إرادته، والمتواضع يعمل إرادة الله..
* وكما قاد الشيطان الإنسان للموت بالكبرياء، هكذا أعاد المسيح الإنسان إلى الحياة بالاتضاع..
* الخطيئة تكمل على ثلاث مراحل: إثارتها، التلَّذذ بها، ثم تنفيذها..
* أخطأ آدم فبدأ يخاف النور الإلهي، ولجأ إلى كثافة الأوراق هربًا من الحقيقة إلى الظل
* ماذا ينفعكم لو طلبتم المغفرة دون أن تصنعوا الثمار التي تليق بالتوبة...
* غدًا أتوب فينتهي كل شيء، حسنُ، ولكن ماذا يحدث لو مت قبل غد؟!.
* إن ملكت شيئا، فاصنع منه خيرًا..
* أنتصر على ذاتك فيُهزم أمامك العالم..
* ليت الربّ ينصركم ليس من الخارج على عدوكم، ولكن من الداخل على أنفسكم..
* القلب الحاسد دودة شريرة تنخر كل شيء فتحوله رمادًا..
* الرب يمتحن الإنسان لكي يعرّفه حقيقة نفسه فيلومها..
* طوّل حياتك ما شأت ثم بعد ذلك أليس لك يومًا أخير من عمرك.
* لتسهروا بالليل حتى لا تفاجئوا باللص فإن نوم الموت قادم إن أردتم أو لم تريدوا.
* لا تخف، ليخف التبن من النار، لكن ماذا تفعل النار بالذهب..
* هل تبحث عن السعادة في دار الموت، لن تجدها..
* سيكون حزنك هنا إلى فترة وجيزة أما هناك في الأبدية ففرحك لا نهاية له..
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-athnasius-fahmy/patrology/augustinus.html
تقصير الرابط:
tak.la/tnch643